سلسبيل
02-02-2007, 02:15 AM
ابن بطوطة وخضر فيلكا. (704 - 779 ه) - (1304 - 1377م)
إعداد: فرحان عبدالله الفرحان
ابن بطوطة بهذا الاسم اشتهر لكنه لو قيل: اللواتي أو شمس الدين أو أبو عبدالله أو الطنجي فلن يعرفه أحد. هو أبو عبدالله محمد إبراهيم اللواتي والملقب بشمس الدين الطنجي:
فالطنجي نسبة إلى طنجة البلد المعروف في المغرب واللواتي: نسبة إلى فرع القبيلة التي ينتسب إليها من البربر هذا هو الرحالة الذي جاب المشرق برمته بتسع وعشرين سنة والذي مر على أطراف الكويت وسجل ملاحظات حولها نوردها كما ذكرها في مذكراته يقول في كتابه 'رحلة ابن بطوطة' صفحة 189 - 190 التالي:
ثم ركبت من ساحل البصرة في صنبوق، وهو القارب الصغير، إلى الأبلة، وبينها وبين البصرة عشرة أميال، في بساتين متصلة ونخيل مظلة عن اليمين واليسار، والبياعة في ظلال الأشجار يبيعون الخبز والسمك والتمر واللبن والفواكه.
وفيما بين البصرة والأبلة متعبد سهل بن عبدالله التستري، فإذا حاذاه الناس بالسفن تراهم يشربون الماء مما يحاذيه من الوادي، ويدعون عند ذلك تبركا بهذا الولي، رضي الله عنه، والنواتية يحرفون في هذه البلاد وهم قيام.
وكانت الأبلة مدينة عظيمة يقصدها تجار الهند وفارس فخربت، وهي الآن قرية بها آثار قصور وغيرها دالة على عظمها، ثم ركبنا في الخليج الخارج من بحر فارس في مركب صغير لرجل من أهل الأبلة يسمى بمغامس، وذلك فيما بعد المغرب، فصبحنا عبادان، وهي قرية كبيرة في سبخة لا عمارة بها، وفيها مساجد كثيرة ومتعبدات ورباطات للصالحين، وبينها وبين الساحل ثلاثة أميال.
وعلى ساحل البحر منها رابطة تعرف بالنسبة إلى الخضر والياس، عليهما السلام، وبإزائها زاوية يسكنها أربعة من الفقراء بأولادهم يخدمون الرابطة والزاوية، ويتعيشون من فتوحات الناس، وكل من يمر بهم يتصدق عليهم.
هكذا أورد ابن بطوطة الخضر في أثناء مغادرته البصرة إلى الأبلة التي تعتبر أقرب نقطة إلى الكويت متوجها إلى عبادان وهي لا تبعد عن فيلكا إلا مسافات قليلة في البحر.
من هنا تأتي تسمية الخضر لفيلكا حيث (العدوى) لماذا لايكون عندنا ولي وخضر مثل خضر عبادان التي ذكرها ابن بطوطة في رحلته وحتى نربط الأحداث نذهب الى العالم بشؤون جزيرة فيلكا وهو الباحث الكاتب الفاضل خالد سالم محمد سالم وأنقل ما أورده في كتاب جزيرة فيلكا صفحة (53).
مقام الخضر
أقيم التل الحجري الذي كان يعرف بمقام 'الخضر' في نهاية القرن الماضي، ويقال ان التي شيدته امرأة سعودية تدعى 'شاهة' كان قد تزوجها أحد رجالات الجزيرة.
وكانت هذه المرأة غنية تحب فعل الخير ومساعدة الناس، وكان الغرض من تشييدها لهذا البناء ليكون بمنزلة فنار عال لإرشاد السفن التي تمر بالقرب من الجزيرة، حيث إن المنطقة التي أقامت فيها هذا البناء تقع قبالتها داخل المياه صخور مرجانية وقطع صخرية خطرة، كما كان بالقرب من هذا المكان أيضا ميناء كبير يعرف بميناء 'سعيدة'، كانت السفن التجارية الكبيرة ترسو فيه، لذلك أقامت هذا البناء ليكون علامة مميزة تسترشد بها السفن للتعرف على الجزيرة، ولأخذ الحيطة والحذر من الصخور الحجرية الخطرة القريبة من هذه المنطقة، وشيدته من طابقين، وقسمته إلى غرف عديدة ليكون استراحة للبحارة الذين يرسون في الميناء، أو الذين يمرون بالجزيرة، وكان هذا هو الغرض الأساسي الذي شيد من أجله هذا المبنى في بادئ الأمر.
ولكن بعد وفاة صاحبته في بداية هذا القرن، استولت على هذا المبنى امرأة أخرى وحولته إلى مزار يقصده الناس للتبرك، وأقامت حجتها بأن في هذا المكان تقع صخرة محفورة عليها أثر لإبريق وعصا وخطوة للرجل الصالح الذي يعرف باسم 'الخضر'، وانه استراح في هذا المكان وصلى. ومنذ ذلك التاريخ أصبح هذا المكان مزارا للعامة يقصدونه من مدينة الكويت وغيرها بالإضافة إلى أهالي الجزيرة.
كانت منذ القديم تقام في الأبلة وعبادان والفاو والبصرة والمحمرة كان هناك سراجون يوقدون السراج من أول الليل حتى الصباح لتهتدي به السفن في أثناء مسيرها، وهكذا كان بالنسبة لهذه السيدة الفاضلة التي أقامت السراج على هذا المكان الذي يقابله (الكحه) وهي الصخور التي تشبه الزجاج وعندما تمر السفينة في هذا المكان والماء (رق) قد تتضرر السفينة، وهذا ما حصل للسفن في معركة الرقة، حيث (لحمت) سفنهم في هذا (المستنقع) الرق.
كان لوريمر العالم الانكليزي قد زار فيلكا وكتب عنها من ضمن ما كتب يقول في ذلك عن المزارات والمقامات التالي في كتابه الجغرافي عن الكويت:
واخيرا يوجد مقام الخضر الذي يرى من المراكب من ميناء الزور، وهو الآن برج دون سقف ومهدد بأن يجور عليه البحر، ومما لوحظ هذا العام تخلف الايرانيين عن هذه الزيارات.
وهنا نسأل: من هو الخضر: يجيب المرحوم احمد عطية الله في كتابه 'القاموس الاسلامي' الجزء الثاني صفحة 248 بالتالي:
الخضر
اسم يتردد في بعض الروايات الاسلامية، وجاء ذكره في حديث للبخاري على انه نبي او رسول او ولي، واختلف الرواة في سنه وزمنه، قيل هو لقب رجل من بني اسرائيل يدعى 'بليا بن ملكان' وقيل هو المسيح، وتتفق الروايات على انه كان من المعمرين الذين امتدت حياتهم عشرات السنين، وانه عرف بالحكمة وفي رواية بعض المفسرين انه العبد الصالح الذي التقى به موسى في طريقه الى مجمع البحرين.
إذن هذا هو الخضر الذي اقيم له مقام في الكويت لم يكن موجودا عندنا بل في عبادان، ومع هذا اليوم في عبادان لا يوجد عنهم الخضر.
ان التعزية ان خطوته كانت في فيلكا في هذا المكان، وهو موطئ قدمه، كما ان على مقربة من المستشفى الاميركي هناك صخور طولها متران وارتفاعها متر وعرضها متر، كانت مجموعة من الصخور على هذا الساحل، وبها مجموعة من آثار الاقدام، وكان يظن البعض انه موطئ ولي او نبي، لكن الحمد لله تخلصنا منها، والا اصبحت مزارا آخر في هذه المدينة.
لهذا آثرت الكتابة في هذا الموضوع، موضوع الخضر مع ابن بطوطة والتي مر عليها ابن بطوطة ولم يعرها اي اهتمام، وهذا منا للتاريخ.
إعداد: فرحان عبدالله الفرحان
ابن بطوطة بهذا الاسم اشتهر لكنه لو قيل: اللواتي أو شمس الدين أو أبو عبدالله أو الطنجي فلن يعرفه أحد. هو أبو عبدالله محمد إبراهيم اللواتي والملقب بشمس الدين الطنجي:
فالطنجي نسبة إلى طنجة البلد المعروف في المغرب واللواتي: نسبة إلى فرع القبيلة التي ينتسب إليها من البربر هذا هو الرحالة الذي جاب المشرق برمته بتسع وعشرين سنة والذي مر على أطراف الكويت وسجل ملاحظات حولها نوردها كما ذكرها في مذكراته يقول في كتابه 'رحلة ابن بطوطة' صفحة 189 - 190 التالي:
ثم ركبت من ساحل البصرة في صنبوق، وهو القارب الصغير، إلى الأبلة، وبينها وبين البصرة عشرة أميال، في بساتين متصلة ونخيل مظلة عن اليمين واليسار، والبياعة في ظلال الأشجار يبيعون الخبز والسمك والتمر واللبن والفواكه.
وفيما بين البصرة والأبلة متعبد سهل بن عبدالله التستري، فإذا حاذاه الناس بالسفن تراهم يشربون الماء مما يحاذيه من الوادي، ويدعون عند ذلك تبركا بهذا الولي، رضي الله عنه، والنواتية يحرفون في هذه البلاد وهم قيام.
وكانت الأبلة مدينة عظيمة يقصدها تجار الهند وفارس فخربت، وهي الآن قرية بها آثار قصور وغيرها دالة على عظمها، ثم ركبنا في الخليج الخارج من بحر فارس في مركب صغير لرجل من أهل الأبلة يسمى بمغامس، وذلك فيما بعد المغرب، فصبحنا عبادان، وهي قرية كبيرة في سبخة لا عمارة بها، وفيها مساجد كثيرة ومتعبدات ورباطات للصالحين، وبينها وبين الساحل ثلاثة أميال.
وعلى ساحل البحر منها رابطة تعرف بالنسبة إلى الخضر والياس، عليهما السلام، وبإزائها زاوية يسكنها أربعة من الفقراء بأولادهم يخدمون الرابطة والزاوية، ويتعيشون من فتوحات الناس، وكل من يمر بهم يتصدق عليهم.
هكذا أورد ابن بطوطة الخضر في أثناء مغادرته البصرة إلى الأبلة التي تعتبر أقرب نقطة إلى الكويت متوجها إلى عبادان وهي لا تبعد عن فيلكا إلا مسافات قليلة في البحر.
من هنا تأتي تسمية الخضر لفيلكا حيث (العدوى) لماذا لايكون عندنا ولي وخضر مثل خضر عبادان التي ذكرها ابن بطوطة في رحلته وحتى نربط الأحداث نذهب الى العالم بشؤون جزيرة فيلكا وهو الباحث الكاتب الفاضل خالد سالم محمد سالم وأنقل ما أورده في كتاب جزيرة فيلكا صفحة (53).
مقام الخضر
أقيم التل الحجري الذي كان يعرف بمقام 'الخضر' في نهاية القرن الماضي، ويقال ان التي شيدته امرأة سعودية تدعى 'شاهة' كان قد تزوجها أحد رجالات الجزيرة.
وكانت هذه المرأة غنية تحب فعل الخير ومساعدة الناس، وكان الغرض من تشييدها لهذا البناء ليكون بمنزلة فنار عال لإرشاد السفن التي تمر بالقرب من الجزيرة، حيث إن المنطقة التي أقامت فيها هذا البناء تقع قبالتها داخل المياه صخور مرجانية وقطع صخرية خطرة، كما كان بالقرب من هذا المكان أيضا ميناء كبير يعرف بميناء 'سعيدة'، كانت السفن التجارية الكبيرة ترسو فيه، لذلك أقامت هذا البناء ليكون علامة مميزة تسترشد بها السفن للتعرف على الجزيرة، ولأخذ الحيطة والحذر من الصخور الحجرية الخطرة القريبة من هذه المنطقة، وشيدته من طابقين، وقسمته إلى غرف عديدة ليكون استراحة للبحارة الذين يرسون في الميناء، أو الذين يمرون بالجزيرة، وكان هذا هو الغرض الأساسي الذي شيد من أجله هذا المبنى في بادئ الأمر.
ولكن بعد وفاة صاحبته في بداية هذا القرن، استولت على هذا المبنى امرأة أخرى وحولته إلى مزار يقصده الناس للتبرك، وأقامت حجتها بأن في هذا المكان تقع صخرة محفورة عليها أثر لإبريق وعصا وخطوة للرجل الصالح الذي يعرف باسم 'الخضر'، وانه استراح في هذا المكان وصلى. ومنذ ذلك التاريخ أصبح هذا المكان مزارا للعامة يقصدونه من مدينة الكويت وغيرها بالإضافة إلى أهالي الجزيرة.
كانت منذ القديم تقام في الأبلة وعبادان والفاو والبصرة والمحمرة كان هناك سراجون يوقدون السراج من أول الليل حتى الصباح لتهتدي به السفن في أثناء مسيرها، وهكذا كان بالنسبة لهذه السيدة الفاضلة التي أقامت السراج على هذا المكان الذي يقابله (الكحه) وهي الصخور التي تشبه الزجاج وعندما تمر السفينة في هذا المكان والماء (رق) قد تتضرر السفينة، وهذا ما حصل للسفن في معركة الرقة، حيث (لحمت) سفنهم في هذا (المستنقع) الرق.
كان لوريمر العالم الانكليزي قد زار فيلكا وكتب عنها من ضمن ما كتب يقول في ذلك عن المزارات والمقامات التالي في كتابه الجغرافي عن الكويت:
واخيرا يوجد مقام الخضر الذي يرى من المراكب من ميناء الزور، وهو الآن برج دون سقف ومهدد بأن يجور عليه البحر، ومما لوحظ هذا العام تخلف الايرانيين عن هذه الزيارات.
وهنا نسأل: من هو الخضر: يجيب المرحوم احمد عطية الله في كتابه 'القاموس الاسلامي' الجزء الثاني صفحة 248 بالتالي:
الخضر
اسم يتردد في بعض الروايات الاسلامية، وجاء ذكره في حديث للبخاري على انه نبي او رسول او ولي، واختلف الرواة في سنه وزمنه، قيل هو لقب رجل من بني اسرائيل يدعى 'بليا بن ملكان' وقيل هو المسيح، وتتفق الروايات على انه كان من المعمرين الذين امتدت حياتهم عشرات السنين، وانه عرف بالحكمة وفي رواية بعض المفسرين انه العبد الصالح الذي التقى به موسى في طريقه الى مجمع البحرين.
إذن هذا هو الخضر الذي اقيم له مقام في الكويت لم يكن موجودا عندنا بل في عبادان، ومع هذا اليوم في عبادان لا يوجد عنهم الخضر.
ان التعزية ان خطوته كانت في فيلكا في هذا المكان، وهو موطئ قدمه، كما ان على مقربة من المستشفى الاميركي هناك صخور طولها متران وارتفاعها متر وعرضها متر، كانت مجموعة من الصخور على هذا الساحل، وبها مجموعة من آثار الاقدام، وكان يظن البعض انه موطئ ولي او نبي، لكن الحمد لله تخلصنا منها، والا اصبحت مزارا آخر في هذه المدينة.
لهذا آثرت الكتابة في هذا الموضوع، موضوع الخضر مع ابن بطوطة والتي مر عليها ابن بطوطة ولم يعرها اي اهتمام، وهذا منا للتاريخ.