مجاهدون
10-27-2003, 11:46 AM
دونالد رامسفيلد
حلت الأسبوع الماضي الذكرى العشرون للهجوم الانتحاري على ثكنات وحدات المارينز الأميركية في بيروت والتي أدت إلى مقتل 240 أميركيا. بعد وقوع ذلك الهجوم بفترة قصيرة طلب الرئيس ريغان ووزير الخارجية آنذاك جورج شولتز مني أن أتفرغ لبعض الوقت لتأدية مهمة مبعوث الرئيس إلى الشرق الأوسط. وتلك التجربة علمتنا دروسا حول طبيعة الإرهاب مفيدة لنا اليوم مع خوضنا حربا عالمية على الإرهاب.
طرح الرئيس بوش بشكل واضح أن الطريقة الوحيدة التي تمكننا من كسب الحرب ضد الإرهاب الحالي هو بنقل القتال إلى العدو وقطع الطريق على الإرهابيين أمام تهديدهم للمجتمع المدني. وكان محقا حينما قال إن القتال ضد الإرهاب يجب «ألا يكون عند أطرافه المؤثرة علينا بل في جذر قوته». ولفهم السبب وراء ذلك على المرء أن يفهم ما جرى في بيروت قبل عقدين.
وقع الهجوم آنذاك حينما اقتحمت شاحنة معبأة بالمتفجرات متاريس قوات المارينز الأميركية المتمركزة قرب مطار بيروت. وكان الرد العقلاني هو وضع متاريس إسمنتية حول المباني لمنع اختراق شاحنة أخرى لها، لكن الإرهابيين تمكنوا بعد فترة قصيرة من معرفة الكيفية التي تمكنهم من تجاوز هذه الدفاعات. لذلك فهم بدأوا بإطلاق القنابل المقذوفة بصواريخ يدوية على أهداف مثل المتاريس المنصوبة. وكان هدفهم هو تحقيق خسائر أكثر بنا فيما بدأنا نحن نرى المباني الممتدة على الكورنيش في بيروت مغطاة بتروس معدنية لذلك حينما ترتطم قنابل الصواريخ المحمولة على الكتف بتلك المباني فإنها ترتد من دون أن تترك ضررا مؤثرا.
فماذا فعل الإرهابيون بعد ذلك؟ إنهم تكيفوا مع الوضع الجديد فراحوا يراقبون موظفي السفارات وهم يأتون ويخرجون منها فراحوا يضربون أهدافا سهلة مثل أولئك الناس الذين هم في طريقهم إلى عملهم. أمام كل عمل دفاعي كان الإرهابيون يتحركون صوب طريقة أخرى للهجوم.
خلال ستة أشهر من وقوع الهجوم الأول تم سحب معظم الوحدات الأميركية من لبنان ومن تلك التجربة تعلم الإرهابيون دروسا مهمة أهمها أن تكاليف العمليات الإرهابية واطئة ويمكن نكران القيام بها وبإمكانها أن تحقق نتائج كبيرة مع مخاطر قليلة ومن دون أن تلحق بهم أي عقوبات جادة.
بإمكان الإرهاب أن يكون قوة معادِلة كبيرة فهو قوة مضاعفة. والإرهاب يعمل من خلال مبدأ قدرته على الترهيب لأن هجوما واحدا قادر على أن يؤثر في الرأي العام وعلى المعنويات ويغير سلوك الأمم.
وللإرهابيين تميز كبير فهم قادرون على الهجوم في أي زمان وأي مكان يشاءون عن طريق استخدام أي تكنيك متوفر بين أيديهم. لذلك ليس من الممكن الدفاع عن كل هدف وفي كل زمان ومكان من أي هجوم إرهابي. لذلك فإن الطريقة الوحيدة لهزيمة الإرهابيين هو أخذ الحرب إليهم، عن طريق ملاحقتهم أينما يعيشون أو أينما يخططون للاختباء، والتصريح بشكل واضح للدول التي ترعاهم وتوفر مكانا لإقامتهم بأن أفعالا من هذا النوع لها نتائج وخيمة.
هذا هو ما يقوم به الرئيس بوش حاليا في حربه ضد الإرهاب.
فحينما تعرض بلدنا إلى الهجوم يوم 11 سبتمبر 2001 أدرك الرئيس مباشرة أن ما حدث هو فعل حربي ويجب أن يتم التعامل معه على هذا الأساس، فالضعف يشجع على العدوان، وأن تبني موقف دفاعي يتلقى الضربات ويمتصها ليس الطريقة الفعالة لمواجهة الإرهاب. لذلك أعلن أنه ومن الآن فصاعدا سيكون أي «شخص أو منظمة أو حكومة يدعم أو يحمي أو يأوي إرهابيين سيكون في موقع المتواطئ في قتل الأبرياء وهو مدان أيضا بجرائم إرهابية وأي نظام خارج عن القانون له أواصر مع منظمات إرهابية أو يمتلك أسلحة دمار شامل هو تهديد على العالم المتمدن وستتم مواجهته». فخلال السنتين الأخيرتين تم القبض على آلاف الإرهابيين وعلم نظامان إرهابيان أن الرئيس بوش كان يعني ما يقول.بل أن الأسلوب الذي تبناه الرئيس هو أكثر أهمية مع دخولنا بيئة أمنية خطيرة، فحينما وقع الهجوم على متاريس وحدات المارينز في لبنان قبل عقدين كان التهديد الإرهابي ذا طابع تقليدي. فالإرهابيون كانت لديهم أسلحة تؤدي إلى قتل عشرات الناس، وفي حالة هجوم بيروت تم قتل المئات.
بينما في هجمات 11 سبتمبر أصبح الإرهابيون أكثر قوة عن طريق جلب الحرب إلى داخل وطننا واستخدام تقنيات تسمح لهم لا بقتل المئات بل الآلاف. مع ذلك انظروا إلى هذه الحقيقة: المتفجرات التي استخدمت في هجمات 11 سبتمبر كانت وقود الطائرات. فالخطر الذي نواجهه في القرن الواحد والعشرين هو التهديد الذي يفرضه الإرهابيون المسلحون لا بوقود الطائرات بل بأسلحة أكثر خطورة. وإذا لم يقم العالم بالتعامل مع شبكات الإرهاب المتنامية ومع الدول الإرهابية وأسلحة الدمار الشامل فإن الإرهابيين قادرون ذات يوم ليس على قتل 240 شخصا مثلما حدث في بيروت أو 3000 شخص مثلما حدث يوم 11 سبتمبر2001 بل عشرات الألوف أو أكثر.
لهذا السبب يخوض بلدنا اليوم مع تحالف يضم 90 دولة الحرب الحالية. ولهذا السبب تضحي قواتنا بحياة أفرادها حاليا، عن طريق محاربة الخصوم الإرهابيين في أفغانستان والعراق وفي أمكنة أخرى عبر العالم. كذلك نحن لهذا السبب اعترفنا بأن هذه الحرب ضد الإرهاب ستكون طويلة وصعبة وخطيرة. لذلك فنحن إذ نواجه تهديدات إرهابية مباشرة علينا أن نجد الطرائق التي تسمح بإيقاف تشكل الجيل الجديد من الإرهابيين، فأمام كل إرهابي تمكنت قوات التحالف من اعتقاله أو قتله أو ردعه هناك آخر بدأ بالتدريب ليحل محله. فلكسب الحرب ضد الإرهاب علينا أن نكسب حرب الأفكار، حرب كسب عقول أولئك الذين تم كسبهم من قبل شبكات الإرهاب في شتى أنحاء العالم.
لهذا السبب يستخدم الرئيس بوش كل عناصر القوة التي تمتلكها الولايات المتحدة من عسكرية ومالية ودبلوماسية واستخبارية وأمنية ومن عمل دبلوماسي مع الشعوب. فللعيش كشعب حر في القرن الواحد والعشرين نحن لا نستطيع أن نعيش وراء متاريس إسمنتية وأسلاك شائكة. ونحن لا نستطيع أن نعيش في خوف ونظل شعبا حرا. والمهمة المطروحة أمامنا هي إيقاف الإرهابيين قبل أن يتمكنوا من إرهابنا. بل من الأفضل أن نتعلم كيف نوقفهم مسبقا من أن يصبحوا إرهابيين في المقام الأول. هذا درس تعلمناه قبل عقدين في بيروت.
حلت الأسبوع الماضي الذكرى العشرون للهجوم الانتحاري على ثكنات وحدات المارينز الأميركية في بيروت والتي أدت إلى مقتل 240 أميركيا. بعد وقوع ذلك الهجوم بفترة قصيرة طلب الرئيس ريغان ووزير الخارجية آنذاك جورج شولتز مني أن أتفرغ لبعض الوقت لتأدية مهمة مبعوث الرئيس إلى الشرق الأوسط. وتلك التجربة علمتنا دروسا حول طبيعة الإرهاب مفيدة لنا اليوم مع خوضنا حربا عالمية على الإرهاب.
طرح الرئيس بوش بشكل واضح أن الطريقة الوحيدة التي تمكننا من كسب الحرب ضد الإرهاب الحالي هو بنقل القتال إلى العدو وقطع الطريق على الإرهابيين أمام تهديدهم للمجتمع المدني. وكان محقا حينما قال إن القتال ضد الإرهاب يجب «ألا يكون عند أطرافه المؤثرة علينا بل في جذر قوته». ولفهم السبب وراء ذلك على المرء أن يفهم ما جرى في بيروت قبل عقدين.
وقع الهجوم آنذاك حينما اقتحمت شاحنة معبأة بالمتفجرات متاريس قوات المارينز الأميركية المتمركزة قرب مطار بيروت. وكان الرد العقلاني هو وضع متاريس إسمنتية حول المباني لمنع اختراق شاحنة أخرى لها، لكن الإرهابيين تمكنوا بعد فترة قصيرة من معرفة الكيفية التي تمكنهم من تجاوز هذه الدفاعات. لذلك فهم بدأوا بإطلاق القنابل المقذوفة بصواريخ يدوية على أهداف مثل المتاريس المنصوبة. وكان هدفهم هو تحقيق خسائر أكثر بنا فيما بدأنا نحن نرى المباني الممتدة على الكورنيش في بيروت مغطاة بتروس معدنية لذلك حينما ترتطم قنابل الصواريخ المحمولة على الكتف بتلك المباني فإنها ترتد من دون أن تترك ضررا مؤثرا.
فماذا فعل الإرهابيون بعد ذلك؟ إنهم تكيفوا مع الوضع الجديد فراحوا يراقبون موظفي السفارات وهم يأتون ويخرجون منها فراحوا يضربون أهدافا سهلة مثل أولئك الناس الذين هم في طريقهم إلى عملهم. أمام كل عمل دفاعي كان الإرهابيون يتحركون صوب طريقة أخرى للهجوم.
خلال ستة أشهر من وقوع الهجوم الأول تم سحب معظم الوحدات الأميركية من لبنان ومن تلك التجربة تعلم الإرهابيون دروسا مهمة أهمها أن تكاليف العمليات الإرهابية واطئة ويمكن نكران القيام بها وبإمكانها أن تحقق نتائج كبيرة مع مخاطر قليلة ومن دون أن تلحق بهم أي عقوبات جادة.
بإمكان الإرهاب أن يكون قوة معادِلة كبيرة فهو قوة مضاعفة. والإرهاب يعمل من خلال مبدأ قدرته على الترهيب لأن هجوما واحدا قادر على أن يؤثر في الرأي العام وعلى المعنويات ويغير سلوك الأمم.
وللإرهابيين تميز كبير فهم قادرون على الهجوم في أي زمان وأي مكان يشاءون عن طريق استخدام أي تكنيك متوفر بين أيديهم. لذلك ليس من الممكن الدفاع عن كل هدف وفي كل زمان ومكان من أي هجوم إرهابي. لذلك فإن الطريقة الوحيدة لهزيمة الإرهابيين هو أخذ الحرب إليهم، عن طريق ملاحقتهم أينما يعيشون أو أينما يخططون للاختباء، والتصريح بشكل واضح للدول التي ترعاهم وتوفر مكانا لإقامتهم بأن أفعالا من هذا النوع لها نتائج وخيمة.
هذا هو ما يقوم به الرئيس بوش حاليا في حربه ضد الإرهاب.
فحينما تعرض بلدنا إلى الهجوم يوم 11 سبتمبر 2001 أدرك الرئيس مباشرة أن ما حدث هو فعل حربي ويجب أن يتم التعامل معه على هذا الأساس، فالضعف يشجع على العدوان، وأن تبني موقف دفاعي يتلقى الضربات ويمتصها ليس الطريقة الفعالة لمواجهة الإرهاب. لذلك أعلن أنه ومن الآن فصاعدا سيكون أي «شخص أو منظمة أو حكومة يدعم أو يحمي أو يأوي إرهابيين سيكون في موقع المتواطئ في قتل الأبرياء وهو مدان أيضا بجرائم إرهابية وأي نظام خارج عن القانون له أواصر مع منظمات إرهابية أو يمتلك أسلحة دمار شامل هو تهديد على العالم المتمدن وستتم مواجهته». فخلال السنتين الأخيرتين تم القبض على آلاف الإرهابيين وعلم نظامان إرهابيان أن الرئيس بوش كان يعني ما يقول.بل أن الأسلوب الذي تبناه الرئيس هو أكثر أهمية مع دخولنا بيئة أمنية خطيرة، فحينما وقع الهجوم على متاريس وحدات المارينز في لبنان قبل عقدين كان التهديد الإرهابي ذا طابع تقليدي. فالإرهابيون كانت لديهم أسلحة تؤدي إلى قتل عشرات الناس، وفي حالة هجوم بيروت تم قتل المئات.
بينما في هجمات 11 سبتمبر أصبح الإرهابيون أكثر قوة عن طريق جلب الحرب إلى داخل وطننا واستخدام تقنيات تسمح لهم لا بقتل المئات بل الآلاف. مع ذلك انظروا إلى هذه الحقيقة: المتفجرات التي استخدمت في هجمات 11 سبتمبر كانت وقود الطائرات. فالخطر الذي نواجهه في القرن الواحد والعشرين هو التهديد الذي يفرضه الإرهابيون المسلحون لا بوقود الطائرات بل بأسلحة أكثر خطورة. وإذا لم يقم العالم بالتعامل مع شبكات الإرهاب المتنامية ومع الدول الإرهابية وأسلحة الدمار الشامل فإن الإرهابيين قادرون ذات يوم ليس على قتل 240 شخصا مثلما حدث في بيروت أو 3000 شخص مثلما حدث يوم 11 سبتمبر2001 بل عشرات الألوف أو أكثر.
لهذا السبب يخوض بلدنا اليوم مع تحالف يضم 90 دولة الحرب الحالية. ولهذا السبب تضحي قواتنا بحياة أفرادها حاليا، عن طريق محاربة الخصوم الإرهابيين في أفغانستان والعراق وفي أمكنة أخرى عبر العالم. كذلك نحن لهذا السبب اعترفنا بأن هذه الحرب ضد الإرهاب ستكون طويلة وصعبة وخطيرة. لذلك فنحن إذ نواجه تهديدات إرهابية مباشرة علينا أن نجد الطرائق التي تسمح بإيقاف تشكل الجيل الجديد من الإرهابيين، فأمام كل إرهابي تمكنت قوات التحالف من اعتقاله أو قتله أو ردعه هناك آخر بدأ بالتدريب ليحل محله. فلكسب الحرب ضد الإرهاب علينا أن نكسب حرب الأفكار، حرب كسب عقول أولئك الذين تم كسبهم من قبل شبكات الإرهاب في شتى أنحاء العالم.
لهذا السبب يستخدم الرئيس بوش كل عناصر القوة التي تمتلكها الولايات المتحدة من عسكرية ومالية ودبلوماسية واستخبارية وأمنية ومن عمل دبلوماسي مع الشعوب. فللعيش كشعب حر في القرن الواحد والعشرين نحن لا نستطيع أن نعيش وراء متاريس إسمنتية وأسلاك شائكة. ونحن لا نستطيع أن نعيش في خوف ونظل شعبا حرا. والمهمة المطروحة أمامنا هي إيقاف الإرهابيين قبل أن يتمكنوا من إرهابنا. بل من الأفضل أن نتعلم كيف نوقفهم مسبقا من أن يصبحوا إرهابيين في المقام الأول. هذا درس تعلمناه قبل عقدين في بيروت.