لمياء
01-30-2007, 08:56 AM
جند السماء' يشعلون سماء النجف بقذائف الهاونات والصواريخ
كتب زهير الدجيلي
على حين بغتة فوجئ العراقيون ببيان يعلن عن مقتل ما يزيد على 250 شخصا من مسلحين تخندقوا في بساتين شمال النجف واشتبكوا مع القوات المشتركة (العراقية والاميركية) في معارك استمرت طيلة نهار الاحد وحتى يوم امس وقد تكون مستمرة لغاية الآن. ومما اثار استغراب المتابعين لأخبار هذه المعارك ان المسلحين اسقطوا طائرة هيلكوبتر اميركية.
ومما زاد من الدهشة ان بيان شرطة النجف قال انهم عثروا بعد الاستيلاء على بعض مواقع هؤلاء المسلحين على قطعتي 'مدافع مضادة للطائرات' رباعية السبطانات 14 ملم، و40 قطعة احادية مضادة للطائرات اضافة الى اسلحة 'الدوشكات والهاونات والصواريخ وكميات كبيرة من العتاد ومخازن تمويل للمقاتلين' الذين تراوح عددهم بين ألف وثلاثة آلاف مسلح، قالت التقديرات الحقيقية ان عدد القتلى بينهم يفوق ،300 واعتقل آخرون، فيما استمر الباقون في المطاولة لغاية الآن كأنهم اعدوا انفسهم لقتال شرس يستمر عدة ايام.
وحسب بيان محافظ النجف فالاجهزة الامنية راحت تتابع تحركات مشبوهة في المنطقة وبالاخص في المزرعة لكنها فوجئت حين دخولها المزرعة صباح الاحد بحجم القوة المسلحة فيها وحجم التجهيزات العسكرية التي حولتها الى ثكنة عسكرية. وكانت مفاجأة كبيرة للمسؤولين وايضا للمواطنين الذين راحوا يتساءلون كيف تجمع هؤلاء وبهذا الحجم من العدد والسلاح والتموين، وبالضبط في النجف التي تعتبر من المحافظات التي تتمتع بحراسات واجهزة امنية كثيرة؟!
وسرعان ما طلبت قوات النجف دعما عسكريا من الجيش والشرطة في المحافظات المجاورة مثل الديوانية وبابل (الحلة) ومن القوات الاميركية. ومن ساعتها اشتعلت السماء بالنيران والنيران المضادة وتمكن المسلحون من اسقاط هيلكوبتر اميركية وإصابة العديد من رجال الشرطة.
ولكن مصادر في النجف ابدت تخوفا من سقوط عدد من الفلاحين في المواجهات لأن هذه المنطقة زراعية في الاساس، و حجم القوات الحكومية كان كبيرا واستطاع ان يقتحم جزءا كبيرا من مواقع المسلحين ويقتل الكثير منهم. وكانت المعلومات الاولى تقول انهم ينتمون الى جماعة القاعدة وان قائدهم لبناني يدعي انه من سلالة علي بن ابي طالب وانه وصي المهدي المنتظر! وبالطبع فإن هذه المعلومات يعتريها التناقض وقد يكون المسؤولون في محافظة النجف ارادوا بها تجنب القول بأن المسلحين احدى الجماعات الشيعية وان الصراع هو صراع شيعي على النفوذ والسلطة.
مخطط قتل المرجعيات
وحسب المعلومات التي توافرت عن خطة هؤلاء فإنهم سعوا منذ اشهر الى اختيار هذا المكان للتجمع والتسلح ثم الانطلاق منه نحو النجف (20 كلم) والاستيلاء عليها وقتل كل المراجع وأولهم الامام السيستاني وطلاب العلوم الدينية وتفجير المراقد وتصفية المسؤولين في النجف وإعلان إمامة المهدي فيها.. الخ من خطة انتحارية كثير من اجزائها خرافة.
وقالت مصادر مطلعة ل'القبس' ان هذه الجماعة جندت عددا كبيرا من انصار السيد محمود احمد الصرخي الحسني وآخرين وغررت بهم بشعارات المهدي المنتظر، وتمكنت بذلك من بناء قاعدة لوجستية عسكرية داخل المزرعة، بحيث وجدنا اضافة الى الاسلحة المتطورة ومخازن العتاد والتموين وجدنا ايضا مستشفى وان عددهم يتروح بين 1000و3000 مسلح بينهم عرب وأفغان وأجانب فضلا عن اعداد من العراقيين المتذمرين الحانقين على الوضع الذين تسربوا اليهم من جميع المحافظات.
لا أمن ولا أمان
ولولا الطائرات الاميركية المساندة التي راحت تقصف مواقعهم على امتداد خمسة او ستة بساتين متجاورة (ما يزيد على 10 كلم طولا) لاستعصى على قوات شرطة النجف ولواء الجيش هناك دحر هؤلاء الذين اطلقوا على انفسهم 'حركة المهدوية'.
وقبل ان نأتي الى اوليات هذه الحركة، علينا ان نصف موقعهم، الموقع في منطقة بساتين 'مزرعة البحراني' في الكوفة تسمى 'الزركة' ومنطقة الكوفة عموما تكاد تكون مغلقة تماما لنفوذ جيش المهدي، فكيف تمكنت 'حركة المهدوية' وهي حركة منفصلة تماما عن جيش المهدي من اختراق هذا النفوذ وبناء قاعدة عسكرية في البساتين ما لم تكن الامور الامنية فالتة وسائبة، لا امن ولا امان، وعكس ما يصرح به المسؤولون في النجف والمحافظات المجاورة لها؟
محافظ النجف ابو كلل قال ان هذه البساتين خضعت لعملية شراء وبيع منذ اربعة شهور وان المشترين كانوا من البعثيين من اعوان النظام السابق. واراد بهذا التصريح ان يوحي لوسائل الاعلام بأن الجماعة المسلحة التي وصل عددها الى ثلاثة آلاف مسلح كلهم من البعثيين وجماعة القاعدة. لكن الامر مختلف تماما، حيث اتضح ان اغلب هؤلاء هم جماعة محمود أحمد الصرخي الحسني الذي يلقبه جماعته وأعوانه بأنه آية الله العظمى ووكيل ووصي الإمام المهدي المنتظر.
من هو الصرخي وما هي المهدوية؟
يزعم بيان لجماعته في توصيف الحسني 'ان الله من على هذه الأمة بالرسول الأعظم محمد (ص) هاديا ومبشرا ومن بعده أئمة الهدى هاد بعد هاد وهم خزنة علم النبوة ومستودع الرسالة ومنهم ولي أمر المسلمين آية الله العظمى السيد محمود الحسني الصرخي دام ظله الشريف السائر على طريق الإمام المعصوم عليه السلام وعجل الله فرجه الشريف راجين من الله شفاعتنا به (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم - صدق الله العظيم)!
أما نسبه فتقول هويته 'انه محمود بن عبدالرضا بن محمد بن لفتة بن بلول بن حاوي بن حسن بن محمد بن غزال.. الخ حتى يتصل النسب بعد سبعين اسم بعبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب'.
ولايصدق احد هذا النسب والسبب السيرة المعروفة لمحمود الصرخي الحسني. الذي حمل لقبا من شقين واحد حسني ينتسب به إلى الحسنيين والآخر صرخي ينتسب به إلى مدينة (سرخس) الإيرانية، وعادة يتحول حرف السين إلى صاد باللهجة العراقية وهذا جزء من مصائب العراق حيث تتنكر أمامنا وتتخفى حتى الحروف!
أسرته ونشأته
والده عبدالرضا بن محمد بن لفتة خريج كلية الحقوق جامعة المستنصرية في بغداد عام ،1967 اشتغل بالمحاماة وعمل في إدارة الادعاء العام في محكمة تحقيق الكاظمية. ولديه أربعة أولاد أحمد وعلي ومحمود (الذي أصبح وصي المهدي المنتظر!) والرابع محمد.
وكانت ولادة محمود 1964 وأكمل دراسته الابتدائية والثانوية في الكاظمية ثم درس الهندسة المدنية في جامعة بغداد وتخرج منها عام 1987. وبعدها اتجه فجأة للدراسة الدينية في الحوزة العلمية في النجف وقيل ان آخر مطاف وصل إليه هو انه أصبح أحد طلاب واتباع محمد صادق الصدر (والد مقتدى الصدر) ومنها بدأ مشواره الديني الذي انتهى ليكون زعيما لميليشيات شيعية متطرقة تصطدم أحيانا مع جيش المهدي رغم ان الكثير من عناصرها انسلخت منه. وبقدر ما يعظمه اتباعه ويجعلونه تحفة العصر ونادرة الدهر ووصي الحجة المنتظر، فإن خصومه يعتبرونه من بقايا البعث النافق ومن عناصر المخابرات الصدامية التي أرسلها صدام لتدرس في الحوزة وتكون بمنزلة طابور للنظام داخلها.
وحين سقط النظام أصبح هؤلاء زعماء الميليشيات الشيعية المسلحة التي أغلبها تتحدث بشعارات متقاربة مع شعارات القاعدة والجيش الإسلامي وحزب البعث.
قاضي السماء!
في أواخر ولاية بيان جبر صولاغ على وزارة الداخلية اندلعت اشتباكات بين أنصار الصرخي الحسني شرطة النجف تمكن في حينها الصرخيون من احتلال فناء ضريح الإمام علي (ع). وقبلها وبعدها شهدت البصرة توترا أمنيا استمر لعدة أشهر بسبب مظاهرات الصرخيين اتباع محمود الحسني وعملياتهم المسلحة التي أضرت بأمن المدينة، وفي مدن عديدة تمكن اتباع الصرخي من التظاهر علنا مبتهجين بإعلان الصرخي وصيا للإمام المهدي المنتظر وفي كربلاء اندلعت مواجهات مسلحة بين أتباع الصرخي واتباع المجلس وأطراف شيعية أخرى. وحينما داهمت قوات أميركية مكتبه في كربلاء تصاعدت الاشتباكات وأدت إلى مقتل ضابط أميركي وجنديين أميركيين وآخرين بولنديين و13 من طلاب الحوزة. واختفى الصرخي من حينها وخصصت القوات الحكومية والأميركية جائزة مقدارها 50 ألف دولار للقبض عليه.
واحتار الناس في أمر الصرخي هذا حينما ظهر إلى الملأ كتاب من الف صفحة قبل حوالي الشهر بطباعة أنيقة يحمل عنوان 'قاضي السماء' وعلى غلافه رجل بعمامة يسطع من وجهه نور يخفي ملامحه. والكتاب 250 صفحة. وتم توزيعه على نطاق واسع وبسيارات قامت تطوف الطرق والأسواق في مدن مثل الحلة والديوانية والبصرة والناصرية. والكتاب يتضمن عرضا لفلسفة الصرخي وعقيدته الشيعية التي أهم ما فيها أن المهدي المنتظر لا يظهر بصورته السابقة انما يظهر بشخص وصيه ورسوله وهي عقيدة سبق ان روج لها آخرون وقد تقترب من مفهوم ولاية الفقيه ولكن بإضافات وحذوفات أخرى.
وفي حينها استهان الكثير من زعماء الشيعية بالصرخي واعتبروه مخبولا وتارة مدسوسا على الشيعة وأخرى مأجورا من البعثيين وجماعة القاعدة.
لكن حادثة الأمس ووجود ما يقارب ثلاثة آلاف مسلح من اتباعه من شتات متنوع ومن عقائد شتى لا يجمعهم سوى كره الحكومة والمرجعيات الشيعية، ودلالة وجود هذه الأسلحة المتطورة لدهيم، وتزامن تحركهم مع أوامر بوش لقواته بقتل واعتقال كل من له صلة بإيران والتصعيد الإيراني ضد الوجود الأميركي في العراق، كل هذا يلقي الضوء على هذه الحركة التي لا تغذيها فقط الجماعات المتمردة على السلطة إنما يغذيها أيضا الفقر والبطالة وقلة الخدمات والفساد المستشري في العراق.
أما الصرخي الحسني فهو حتى الآن مجهول المقام وقد تطول غيبته وقد يظهر في ساعة دموية من ساعات أيام العراق الدامية، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
كتب زهير الدجيلي
على حين بغتة فوجئ العراقيون ببيان يعلن عن مقتل ما يزيد على 250 شخصا من مسلحين تخندقوا في بساتين شمال النجف واشتبكوا مع القوات المشتركة (العراقية والاميركية) في معارك استمرت طيلة نهار الاحد وحتى يوم امس وقد تكون مستمرة لغاية الآن. ومما اثار استغراب المتابعين لأخبار هذه المعارك ان المسلحين اسقطوا طائرة هيلكوبتر اميركية.
ومما زاد من الدهشة ان بيان شرطة النجف قال انهم عثروا بعد الاستيلاء على بعض مواقع هؤلاء المسلحين على قطعتي 'مدافع مضادة للطائرات' رباعية السبطانات 14 ملم، و40 قطعة احادية مضادة للطائرات اضافة الى اسلحة 'الدوشكات والهاونات والصواريخ وكميات كبيرة من العتاد ومخازن تمويل للمقاتلين' الذين تراوح عددهم بين ألف وثلاثة آلاف مسلح، قالت التقديرات الحقيقية ان عدد القتلى بينهم يفوق ،300 واعتقل آخرون، فيما استمر الباقون في المطاولة لغاية الآن كأنهم اعدوا انفسهم لقتال شرس يستمر عدة ايام.
وحسب بيان محافظ النجف فالاجهزة الامنية راحت تتابع تحركات مشبوهة في المنطقة وبالاخص في المزرعة لكنها فوجئت حين دخولها المزرعة صباح الاحد بحجم القوة المسلحة فيها وحجم التجهيزات العسكرية التي حولتها الى ثكنة عسكرية. وكانت مفاجأة كبيرة للمسؤولين وايضا للمواطنين الذين راحوا يتساءلون كيف تجمع هؤلاء وبهذا الحجم من العدد والسلاح والتموين، وبالضبط في النجف التي تعتبر من المحافظات التي تتمتع بحراسات واجهزة امنية كثيرة؟!
وسرعان ما طلبت قوات النجف دعما عسكريا من الجيش والشرطة في المحافظات المجاورة مثل الديوانية وبابل (الحلة) ومن القوات الاميركية. ومن ساعتها اشتعلت السماء بالنيران والنيران المضادة وتمكن المسلحون من اسقاط هيلكوبتر اميركية وإصابة العديد من رجال الشرطة.
ولكن مصادر في النجف ابدت تخوفا من سقوط عدد من الفلاحين في المواجهات لأن هذه المنطقة زراعية في الاساس، و حجم القوات الحكومية كان كبيرا واستطاع ان يقتحم جزءا كبيرا من مواقع المسلحين ويقتل الكثير منهم. وكانت المعلومات الاولى تقول انهم ينتمون الى جماعة القاعدة وان قائدهم لبناني يدعي انه من سلالة علي بن ابي طالب وانه وصي المهدي المنتظر! وبالطبع فإن هذه المعلومات يعتريها التناقض وقد يكون المسؤولون في محافظة النجف ارادوا بها تجنب القول بأن المسلحين احدى الجماعات الشيعية وان الصراع هو صراع شيعي على النفوذ والسلطة.
مخطط قتل المرجعيات
وحسب المعلومات التي توافرت عن خطة هؤلاء فإنهم سعوا منذ اشهر الى اختيار هذا المكان للتجمع والتسلح ثم الانطلاق منه نحو النجف (20 كلم) والاستيلاء عليها وقتل كل المراجع وأولهم الامام السيستاني وطلاب العلوم الدينية وتفجير المراقد وتصفية المسؤولين في النجف وإعلان إمامة المهدي فيها.. الخ من خطة انتحارية كثير من اجزائها خرافة.
وقالت مصادر مطلعة ل'القبس' ان هذه الجماعة جندت عددا كبيرا من انصار السيد محمود احمد الصرخي الحسني وآخرين وغررت بهم بشعارات المهدي المنتظر، وتمكنت بذلك من بناء قاعدة لوجستية عسكرية داخل المزرعة، بحيث وجدنا اضافة الى الاسلحة المتطورة ومخازن العتاد والتموين وجدنا ايضا مستشفى وان عددهم يتروح بين 1000و3000 مسلح بينهم عرب وأفغان وأجانب فضلا عن اعداد من العراقيين المتذمرين الحانقين على الوضع الذين تسربوا اليهم من جميع المحافظات.
لا أمن ولا أمان
ولولا الطائرات الاميركية المساندة التي راحت تقصف مواقعهم على امتداد خمسة او ستة بساتين متجاورة (ما يزيد على 10 كلم طولا) لاستعصى على قوات شرطة النجف ولواء الجيش هناك دحر هؤلاء الذين اطلقوا على انفسهم 'حركة المهدوية'.
وقبل ان نأتي الى اوليات هذه الحركة، علينا ان نصف موقعهم، الموقع في منطقة بساتين 'مزرعة البحراني' في الكوفة تسمى 'الزركة' ومنطقة الكوفة عموما تكاد تكون مغلقة تماما لنفوذ جيش المهدي، فكيف تمكنت 'حركة المهدوية' وهي حركة منفصلة تماما عن جيش المهدي من اختراق هذا النفوذ وبناء قاعدة عسكرية في البساتين ما لم تكن الامور الامنية فالتة وسائبة، لا امن ولا امان، وعكس ما يصرح به المسؤولون في النجف والمحافظات المجاورة لها؟
محافظ النجف ابو كلل قال ان هذه البساتين خضعت لعملية شراء وبيع منذ اربعة شهور وان المشترين كانوا من البعثيين من اعوان النظام السابق. واراد بهذا التصريح ان يوحي لوسائل الاعلام بأن الجماعة المسلحة التي وصل عددها الى ثلاثة آلاف مسلح كلهم من البعثيين وجماعة القاعدة. لكن الامر مختلف تماما، حيث اتضح ان اغلب هؤلاء هم جماعة محمود أحمد الصرخي الحسني الذي يلقبه جماعته وأعوانه بأنه آية الله العظمى ووكيل ووصي الإمام المهدي المنتظر.
من هو الصرخي وما هي المهدوية؟
يزعم بيان لجماعته في توصيف الحسني 'ان الله من على هذه الأمة بالرسول الأعظم محمد (ص) هاديا ومبشرا ومن بعده أئمة الهدى هاد بعد هاد وهم خزنة علم النبوة ومستودع الرسالة ومنهم ولي أمر المسلمين آية الله العظمى السيد محمود الحسني الصرخي دام ظله الشريف السائر على طريق الإمام المعصوم عليه السلام وعجل الله فرجه الشريف راجين من الله شفاعتنا به (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم - صدق الله العظيم)!
أما نسبه فتقول هويته 'انه محمود بن عبدالرضا بن محمد بن لفتة بن بلول بن حاوي بن حسن بن محمد بن غزال.. الخ حتى يتصل النسب بعد سبعين اسم بعبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب'.
ولايصدق احد هذا النسب والسبب السيرة المعروفة لمحمود الصرخي الحسني. الذي حمل لقبا من شقين واحد حسني ينتسب به إلى الحسنيين والآخر صرخي ينتسب به إلى مدينة (سرخس) الإيرانية، وعادة يتحول حرف السين إلى صاد باللهجة العراقية وهذا جزء من مصائب العراق حيث تتنكر أمامنا وتتخفى حتى الحروف!
أسرته ونشأته
والده عبدالرضا بن محمد بن لفتة خريج كلية الحقوق جامعة المستنصرية في بغداد عام ،1967 اشتغل بالمحاماة وعمل في إدارة الادعاء العام في محكمة تحقيق الكاظمية. ولديه أربعة أولاد أحمد وعلي ومحمود (الذي أصبح وصي المهدي المنتظر!) والرابع محمد.
وكانت ولادة محمود 1964 وأكمل دراسته الابتدائية والثانوية في الكاظمية ثم درس الهندسة المدنية في جامعة بغداد وتخرج منها عام 1987. وبعدها اتجه فجأة للدراسة الدينية في الحوزة العلمية في النجف وقيل ان آخر مطاف وصل إليه هو انه أصبح أحد طلاب واتباع محمد صادق الصدر (والد مقتدى الصدر) ومنها بدأ مشواره الديني الذي انتهى ليكون زعيما لميليشيات شيعية متطرقة تصطدم أحيانا مع جيش المهدي رغم ان الكثير من عناصرها انسلخت منه. وبقدر ما يعظمه اتباعه ويجعلونه تحفة العصر ونادرة الدهر ووصي الحجة المنتظر، فإن خصومه يعتبرونه من بقايا البعث النافق ومن عناصر المخابرات الصدامية التي أرسلها صدام لتدرس في الحوزة وتكون بمنزلة طابور للنظام داخلها.
وحين سقط النظام أصبح هؤلاء زعماء الميليشيات الشيعية المسلحة التي أغلبها تتحدث بشعارات متقاربة مع شعارات القاعدة والجيش الإسلامي وحزب البعث.
قاضي السماء!
في أواخر ولاية بيان جبر صولاغ على وزارة الداخلية اندلعت اشتباكات بين أنصار الصرخي الحسني شرطة النجف تمكن في حينها الصرخيون من احتلال فناء ضريح الإمام علي (ع). وقبلها وبعدها شهدت البصرة توترا أمنيا استمر لعدة أشهر بسبب مظاهرات الصرخيين اتباع محمود الحسني وعملياتهم المسلحة التي أضرت بأمن المدينة، وفي مدن عديدة تمكن اتباع الصرخي من التظاهر علنا مبتهجين بإعلان الصرخي وصيا للإمام المهدي المنتظر وفي كربلاء اندلعت مواجهات مسلحة بين أتباع الصرخي واتباع المجلس وأطراف شيعية أخرى. وحينما داهمت قوات أميركية مكتبه في كربلاء تصاعدت الاشتباكات وأدت إلى مقتل ضابط أميركي وجنديين أميركيين وآخرين بولنديين و13 من طلاب الحوزة. واختفى الصرخي من حينها وخصصت القوات الحكومية والأميركية جائزة مقدارها 50 ألف دولار للقبض عليه.
واحتار الناس في أمر الصرخي هذا حينما ظهر إلى الملأ كتاب من الف صفحة قبل حوالي الشهر بطباعة أنيقة يحمل عنوان 'قاضي السماء' وعلى غلافه رجل بعمامة يسطع من وجهه نور يخفي ملامحه. والكتاب 250 صفحة. وتم توزيعه على نطاق واسع وبسيارات قامت تطوف الطرق والأسواق في مدن مثل الحلة والديوانية والبصرة والناصرية. والكتاب يتضمن عرضا لفلسفة الصرخي وعقيدته الشيعية التي أهم ما فيها أن المهدي المنتظر لا يظهر بصورته السابقة انما يظهر بشخص وصيه ورسوله وهي عقيدة سبق ان روج لها آخرون وقد تقترب من مفهوم ولاية الفقيه ولكن بإضافات وحذوفات أخرى.
وفي حينها استهان الكثير من زعماء الشيعية بالصرخي واعتبروه مخبولا وتارة مدسوسا على الشيعة وأخرى مأجورا من البعثيين وجماعة القاعدة.
لكن حادثة الأمس ووجود ما يقارب ثلاثة آلاف مسلح من اتباعه من شتات متنوع ومن عقائد شتى لا يجمعهم سوى كره الحكومة والمرجعيات الشيعية، ودلالة وجود هذه الأسلحة المتطورة لدهيم، وتزامن تحركهم مع أوامر بوش لقواته بقتل واعتقال كل من له صلة بإيران والتصعيد الإيراني ضد الوجود الأميركي في العراق، كل هذا يلقي الضوء على هذه الحركة التي لا تغذيها فقط الجماعات المتمردة على السلطة إنما يغذيها أيضا الفقر والبطالة وقلة الخدمات والفساد المستشري في العراق.
أما الصرخي الحسني فهو حتى الآن مجهول المقام وقد تطول غيبته وقد يظهر في ساعة دموية من ساعات أيام العراق الدامية، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم