المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجوزو: مشايخ «حزب الله» هم المسؤولون عن إشعال الفتنة المذهبية



سلسبيل
01-30-2007, 01:05 AM
ربيع كلاس - الرأي العام الكويتية


وصف مفتي جبل لبنان الشيخ الدكتور محمد علي الجوزو ما يحصل حاليا في لبنان بـ «مؤامرة، إذ انهم يريدون اعادتنا الى اجواء الحرب التي لم نصدق كيف تحرر لبنان منها ومن الوصاية السورية (...)»، معتبرا ان «الحاصل حاليا هو تعطيل للشرعية وتمزيق للوحدة الوطنية».

وفي حوار خص به «الراي» خلال وجوده في الكويت، اعتبر الجوزو ان «اغلاق الطرقات امر مرفوض»، متسائلا عن السبب للأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله لاسقاط رئيس الحكومة فؤاد السنيورة «الذي اعتبره اشرف انسان عرفته في هذا الجو السياسي». واذ اعتبر ان رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري «صار زعيما للشيعة وليس رئيسا لمجلس النواب»، رأى ان الرئيس اميل لحود «عميل لسورية ولا يريد الخروج من هذه العمالة»، واصفا في الوقت نفسه السيد حسن نصر الله بأنه «تحوّل من زعيم يريد محاربة اسرائيل الى رئيس ميليشيا يحارب شعب لبنان ويحاول تدمير لبنان».الجوزو الذي شدد على ان «كلامي ضد المذهبية وضد الطائفية»، حمّل مسؤولية اشعال الفتنة المذهبية الى «مشايخ الشيعة ومشايخ حزب الله لانهم كلهم يصطفون حول الحزب وينفذون كل ما يأمرهم به الحزب».

وفي ما يلي نص الحوار:

• كان لبنان يوم «الثلاثاء الاسود» على موعد مع احداث خطيرة، كيف نظرتم الى ما حدث؟

- يريدون محاربة المحكمة ذات الطابع الدولي(التي تنظر في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري) ولا يريدونها ان تنجح في الوصول الى قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري... وما زاد الطين بلّة، عندما تسببوا بقتل 5 مواطنين لبنانيين، اضافة الى اصابة مئات الجرحى... وهذه يجب ان تضاف الى لائحة الاغتيالات.
لبنان خرج من حرب استمرت 17 سنة ودمر، واعدنا بناءه بصعوبة، وتكبد خسائر كبيرة وديونا هائلة، وهم دائما يشتكون من هذه الديون ويحمّلون المسؤولية الى الرئيس الحريري رحمه الله، مع ان المسؤولية هي لاصحاب الميليشيات والعصابات التي كانت ترتبط بالوصاية السورية، إذ انهم كانوا يقتسمون الغنائم.

والمعروف ان سورية لم تكن في لبنان فقط للنزهة، بل كانت تعتبر لبنان «بيضة من ذهب». وما حدث يوم الثلاثاء، مؤامرة على لبنان، إذ انهم يريدون اعادتنا الى اجواء الحرب التي لم نصدق كيف تحررنا منها وتخلصنا منها وانتهينا منها. قلنا أننا سنبدأ بداية جديدة بعد مقتل الرئيس الحريري، وتحرر لبنان من الوصاية السورية ويلتقي الجميع على كلمة واحدة، وتلتقي كل الطوائف على كلمة واحدة، ونذيب هذه الفوارق الطائفية، فاذا بهم يجددون هذه الاجواء، ليس على اساس طائفي فقط، بل على اساس مذهبي ايضا.

المفروض ان يتمسك رجل العلم بالشرعية السياسية والشرعية الدينية والشرعية الخلقية، فلا يثور عليها، ويحاول ان يدمرها والحاصل حاليا، ان هناك تعطيلا للشرعية... تعطيلا لشرعية رئاسة الجمهورية، ولشرعية النواب، والان يريدون تعطيل الحكومة وإلغاءها... إذاً دعني أسأل: هل يريدون إلغاء لبنان نهائيا؟ هل يريدون الا يكون هناك لبنان؟ هل هي فعلا فكرة انشاء حكومة وحدة وطنية؟! اين الوحدة الوطنية الآن؟ لقد تمزقت هذه الوحدة وطعنت.

• الا تعتقد انه كان من الاجدر ترك المعارضة تعبر عن موقفها من خلال الاضراب الذي دعت اليه؟

- اغلاق الطرقات مرفوض، فليس من حقهم اغلاقها وليس من حقهم ان يعطلوا الحياة السياسية والاقتصادية، لا يوجد بلد ديموقراطي في العالم يضرب فيه الناس لمدة 60 يوما... اين الديموقراطية في ما يفعلونه؟ هذه وقاحة، وهذا تطاول على القانون وعلى الديموقراطية، لماذا يريد حسن نصر الله اسقاط الرئيس فؤاد السنيورة؟ لماذا؟ ما هذه العداوة بينهما.
قتلوا الحريري واسقطوا نهائيا الزعامة الاسلامية السنية في لبنان، والان يريدون اسقاط السنيورة، فلماذا هذا الاستهداف.
هذا استهداف مذهبي 100 في المئة وليس كما يدّعون بانها قضية وحدة وطنية على الاطلاق.

• قتلوا الحريري... من هم الذين قتلوا رفيق الحريري؟

- جميعهم مشاركون في هذه الجريمة.... جميعهم مشاركون... الذي يؤيد سورية يكون مشاركا لسورية في ما ارتكبته... هل قوى «14 مارس» هي التي قتلت زعماء «14 مارس»؟
لماذا قتلوا الصحافيين جبران التويني وسمير قصير؟ اليس من اجل الكلمة ومن اجل القلم، اليس من اجل رأيهم... فهل يقتل انسان من اجل رأيه؟ هذا بشع جدا.
نحن القينا جانبا كل ما ترتب على الحرب الماضية من مواقف وقلنا سامح الله كل زعماء لبنان ولنبدأ من جديد، واذا بنا نحاسب بعض الناس ونقتلهم...
يقول «انت مين كي تنتقدنا»... (في اشارة الى كلمة سابقة استخدمها السيد حسن نصر الله في أحد خطاباته قال فيها: انت مين... انت شو تاريخك)... وانا اقول ان من حق اي انسان ان ينتقد اي انسان... لا يوجد انسان فوق الناس ابدا، ولا توجد مرجعية في الدنيا تستطيع ان تنسب الى نفسها القدسية.
انا مرجعية اسلامية ويتم انتقادي، وفي بعض الاحيان أُشْتَمْ... وقد شتمني هذا الرخيص المعروف الذي يسلطونه على كل شريف في هذا البلد، والذي يعمل لمصلحتهم دائما ووظيفته السب والشتم، ويتطاول على الكبار دائما...

• من تقصد بـ «الرخيص المعروف» سماحتك؟

-... لا أريد ان اسميه، لأن تسميته تلوث لساني، ولا أريد للساني إلا ان يكون لسانا نظيفا طاهرا ونقيا، وعيب ان ننزل الى مستوى هؤلاء الرعاع الصغار الذين أتت بهم المخابرات السورية لكي يسبوا ويشتموا الكبار فقط، لذلك ما أريد قوله: ماذا يريد حسن نصرالله من رؤساء الوزراء؟
رفيق الحريري لم يعطوه الثقة في أي يوم من الايام على الاطلاق، بل انهم كذبوا علينا، وقالوا بعد موته انه كان صديقا لنا وكان حبيبا لنا، أما في حياته، فلم يكن إلا عدواً لدوداً، ونحن نعرف رأي «حزب الله» في رفيق الحريري قبل موته، ورأي «حزب الله» الآن في الحريري. لا يحاول انسان ان يتبرأ من مواقفه القديمة ويبدلها فجأة...

• ألا تعتقد ان من المبالغة القول ان لبنان يواجه خطر الحرب والفتنة، خصوصا بعدما أكد السيد حسن نصرالله رفضه لذلك؟

- أنا لا أريد رفضا في الكلام فقط... أنحن دولة ديموقراطية أم لا؟ أنؤمن بهذه الديموقراطية أم لا؟ الوسائل المشروعة فقط هي التي تُقبل. أنا أسأل: أين هي الشرعية؟ هل هي في مجلس النواب؟ إذاً فلنعد الى مجلس النواب وليس الى شارع النواب، اذ لا يوجد شارع للنواب ولا شارع للشرعية، الشارع للشارع وخطاب الشارع يختلف عن خطاب مجلس النواب... أنتم كنواب تم انتخابكم وأنتم بدوركم انتخبتم، وكان لكم دور في مجلس النواب، فلماذا تتمردون الآن على مجلس النواب؟
أكبر غلطة تم ارتكابها، ان الرئيس نبيه بري أصبح زعيما للشيعة وليس رئيسا لمجلس النواب... هو بنفسه انزل نفسه من مستواه الكبير، لذلك لا يجوز أبدا وبأي شكل من الاشكال ان نحوّل القضايا الى قضايا مذهبية وطائفية، كادت تقع مجازر بين المسيحيين انفسهم، فهل هذا من مصلحة لبنان؟
قال السيد حسن وأعلن السيد حسن... لقد قال كثيرا السيد حسن نصرالله، ولكن ما يحدث على الارض ليس كما يقوله السيد حسن، والذين لبسوا الاقنعة الثلاثاء الماضي، أليسوا ميليشيات وقراصنة؟
ففي مصر، ولمجرد وضع بعض الشباب في الازهر أقنعة وقاموا بعرض قتالي رياضي، تم تحويلهم على المحكمة واعتبروا متطرفين... ليست هذه هي الصورة الحقيقية لانسان يقول شيئا ويفعل شيئا آخر.
أنت تريد ان تواجهني، فواجهني بطريقة شرعية، لكن عندما تخرج عن الشرعية، فلا أقيم لك أي وزن على الاطلاق، فالانسان غير الشرعي هو الذي يضرب الشرعية.
الرجل الوحيد الذي يحافظ الآن على الشرعية هو السنيورة والرجل الوحيد الذي يحافظ على الديموقراطية هو السنيورة، وهذا ليس تحيزا له، لكن هذا هو الواقع... السنيورة هو أشرف انسان عرفته في هذا الجو السياسي لأنه انسان مستقيم. السنيورة لم تتلوث يداه في دماء الناس ولم تتلوث يداه بسرقة الناس كما يدّعون، بل السارقون هم الذين سرقوا أرض الجناح وأرض الاوزاعي وسرقوا طريق المطار وسرقوا منطقة الرمل العالي (مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية).

لا يجوز ان نجر لبنان الى هاوية الدمار من جديد. بنى الرجل (الحريري) رحمه الله، بنى لبنان بناء رائعا جدا، وصنع ما لم يصنعه أي سياسي، وأنا قلت للعماد ميشال عون: أي شارع أنت شققت، وأي بناء بنيت؟ أنت دمرت فقط...
ألم تكن كل اعمال عون خلال توليه السلطة في لبنان دمارا، بينما الحريري بنى؟ وعون يرجم الحريري ويقول ان الحريري كذا وكذا... فاللص الذي يسرق موازنة الدولة ويأخذها من الخزينة ويذهب يصبح شريفا (في اشارة الى مغادرة العماد ميشال عون عام 1991 لبنان الى منفاه في فرنسا، بعدما كان رئيسا للحكومة العسكرية وقائدا للجيش واتهم وقتها انه استولى على أموال طائلة واخذها معه) والرجل الذي بنى ووزع من جيبه وعلّم آلاف الطلبة، تم اتهامه ورجمه.

هل يحق لأي انسان ان يضع يده على أي قطعة أرض في لبنان ليست له؟ أليست هذه قرصنة؟

هم اغتصبوا أراضي الاوزاعي، هذا الحي النظيف الذي كان منتزها لبيروت، ماذا اصبح حاليا؟ صار حيا عشوائيا، فيه أبنية متراكمة مبنية في طريقة غير شرعية وغير قانونية ولا تحتوي على أي خدمات، وكل ما أرادوا فعله من خلال هذه الاحياء العشوائية في الاوزاعي، هو الاساءة الى بيروت، ونجحوا في ذلك، اذ ان كل مسافر قادم الى لبنان، ينظر تحته ولا يرى من الطائرة سوى احياء عشوائية.

هناك فرق كبير ما بين رؤية حسن نصرالله ورؤية رفيق الحريري. فرؤية الحريري كانت البناء والحضارة والتقدم وتقديم لبنان على انه بلد مدني، انما السيد حسن نصرالله، فمنع بناء جسر في منطقة الاوزاعي واطلق نظرية: البشر قبل الحجر...
رفيق الحريري، رحمه الله، دفع من جيبه الخاص وعلّم لكم 36 ألف طالب... لا أريد التحدث مذهبيا، لكنه ارسل من الطلاب الشيعة أكثر من الطلاب السنة، وكانوا يدرسون في فرنسا وفي الولايات المتحدة وكنت أراهم يتعلمون ويدرسون على حسابه ثم يشتمونه، فقط كانوا يسبونه لأنه رجل قوي ورجل لديه امكانات ضخمة، ويبدو ان لديهم عقدة، ولا يريدون رجلاً نظيفا في لبنان ولا يريدون رجلا قويا، لأنهم لا يحبون الاقوياء بل يحبون الضعفاء، لذلك، هم يريدون اضعاف الدولة وليس تقويتها.

• غالبا ما تتعرض الى انتقادات غير مباشرة من قيادات «حزب الله» على خلفية مواقفك الحادة، الا تعتقد ان من المفيد تغليب الخطاب المعتدل؟

- ليُغلّب الآخرون أولا... أنا لا أملك السلاح، وليس عندي ميليشيات... أنا أملك الكلمة فقط وأقول كلمة الحق لأنني أرى باطلا ينتشر على الساحة اللبنانية وأرى تزويرا للحقائق، وأنا لا أستطيع السكوت عن التزوير أنا حر، واعتز ان لبنان هو بلد الحرية، في حين انهم يريدونه بلدا للعبيد وبلدا للمخابرات السورية، يريدون ان نبقى ملتحقين بالمخابرات السورية ويحكمنا رستم غزالة ويحكمنا غازي كنعان...هل هذه كرامة لبنان؟ لماذا يريد ان يعيدنا الى عصر التبعية؟ لماذا يريدون الآن اعادة سورية الى الساحة اللبنانية؟ هذه كلها مؤامرات كي تشتعل النار في لبنان، ثم يقولون: فلتأت سورية لتضبط الموقف لأن الشعب اللبناني لا يستحق ان يعيش حرا ويحتاج الى وصاية وهذا هو الملخص الآن.

• يؤخذ عليك مقاربتك المباشرة كرجل دين للملفات السياسية - الامنية، خصوصا تلك المتعلقة بـ «حزب الله»... أليس من الأجدى ابتعاد رجال الدين عن السياسة؟

- رجال الدين ليسوا بشرا؟ ليسوا مواطنين؟ أليس من حقهم ان يمارسوا أبسط أمور الديموقراطية؟

حسن نصرالله يعمل الآن رئيسا لميليشيا وأنا لا أسميه زعيم حزب، لأن حسن نصرالله تحوّل من زعيم يريد محاربة اسرائيل الى رئيس ميليشيا يحارب شعب لبنان ويحاول ان يدمر لبنان... واذا لم أتكلم أنا، فمن الذي سيتكلم؟ هل نسكت جميعا ونترك حسن نصرالله و(نائبه) نعيم قاسم الذي ينط (يقفز) من خلف المنابر ويهدد... جميعهم يتحدثون بلغة فوقية واملائية... هل هذا كلام يجوز؟
ذهب غازي كنعان ورستم غزالة وجاء حسن نصرالله ونعيم قاسم ليمليا علينا ما يريدان؟ نحن لسنا عبيدا على الاطلاق، نحن أحرار وسندافع عن حرية اللبناني وكرامته... فليفسروا كلامي كيفما يشاؤون، أنا كلامي ضد المذهبية وضد كل الطائفية، أنا مع جمع كل الطوائف في لبنان على قدم المساواة، أنا مع إلغاء الطائفية السياسية، أنا مع ان ينتخب أي لبناني من أي طائفة، حتى للرئاسات الثلاث... لا نريد هذا التصنيف. ماذا فعلت فينا المذهبية والطائفية؟ الرئاسة تعطلت، فأُسيء للموارنة جميعا عندما استمر هذا الرئيس (العماد إميل لحود) للاسف الشديد بالتعامل مع الناس وكأنهم عبيد، هو عميل لسورية ولا يريد الخروج من هذه العمالة... اساء الى الموارنة قبل ان يسيء الى غيرهم، وكذلك الامر بالنسبة الى مجلس النواب، الاستاذ نبيه بري هو صديقي، لكنني لا أوافق على موقفه لأنه ضيّع الامانة الملقاة على عاتقه. فلو انه فتح ابواب مجلس النواب وناقش كل القضايا داخل المجلس، لكان حلّ الكثير من الامور، لكنه يعقّدها، وهو يعقدها لمصلحة من؟ لمصلحتي انا؟ لمصلحتك انت؟ لمصلحة الشعب اللبناني؟ ابدا، هذه لمصلحة (الرئيس السوري) بشار الاسد، لمصلحة (الرئيس الايراني محمود) احمدي نجاد لمصلحة (آية الله علي) الخامنئي الذي يتدخل في شؤوننا الداخلية.

سلسبيل
01-30-2007, 01:06 AM
الخامنئي نفسه يصنف الحكومة ويتهمها بالعمالة لاميركا.

اميركا حاليا تسيطر على اوروبا نفسها، هي تسيطر على العالم، وانت تقول لاميركا لا تتدخلي في الشأن اللبناني... إذاً اوقف اميركا يا «بطل انت» وامنعها من التدخل في الشأن اللبناني... الخامنئي يحارب مع الولايات المتحدة في العراق من خلال زميليه عبدالعزيز الحكيم ومقتدى الصدر، وهما ينتميان الى مرجعية واحدة هي مرجعية الخامنئي، ويقاتلان الى جانب اميركا!! كيف نكره اميركا في لبنان ونحن نحبها في العراق؟ كذلك الحرب في لبنان هي خدمة لاسرائيل وليس ابدا محاربة لاسرائيل، وما يحدث في لبنان الان هو فتنة، واذا تطورت ستخدم اسرائيل اكثر.

• المطلوب من سماحتك اليوم ومن الجميع ان تكونوا احرص الناس على الوحدة المذهبية...

- (مقاطعا) هل لأني شيخ سني ليس من حقي ان اتكلم بينما مشايخ الشيعة جميعهم بإمكانهم الكلام؟؟؟

• إذاً من هو المسؤول عن اشعال الفتنة المذهبية في لبنان؟

- مشايخ الشيعة طبعا... مشايخ «حزب الله» هم المسؤولون عن اشعال هذه الفتنة، لان كلهم يصطفون حول «حزب الله» وينفذون كل ما يقوله الحزب.
مثلا (نائب رئيس المجلس الشيعي الاعلى) عبدالامير قبلان الذي كان يظهر بمظهر معتدل، تراه اليوم يقول ان على المراجع الدينية ان تقنع السنيورة بالاستقالة... انت يا قباني تطالب باستقالة السنيورة بعدما كنت تشيد في السابق بالرئيس الحريري؟

يعني هم مسموح لهم ان يهاجمونا ويحاربونا ويملوا علينا اوامرهم وتعليماتهم ونحن ليس من حقنا ان ندافع عن انفسنا والا اتهمنا بالمذهبية.
انا لست مذهبيا، ولو كنت مذهبيا لما كنت سايرتهم فترة طويلة... جميعهم يعرفون أنني لست متعصبا مذهبيا، بل كنت دائما منفتحا عليهم وكنت اسايرهم دائما واضحك معهم واقول لهم: لماذا تزايدون علينا في حب آل البيت الكرام، فانا اسمي محمد علي ووالدي اسمه علي وابني البكر اسمه علي وانا ابو علي...
وفجأة انقلبت الى مذهبي الان لانني اقول كلمة الحق واحارب الباطل واحارب المذهبية التي تهدد لبنان... ليس من حق اي مذهب ان يلغي المذهب الاخر ولا اي طائفة ان تلغي الطائفة الاخرى، فاذا استقال وزراء الشيعة، إذاً سقطت الدولة وسقطت الامة كلها، لان الشيعة اضربوا، فلنضرب معهم ولتضرب الدولة والا الشرعية غير موجودة، لا في الحكومة ولا في اي مكان... الشرعية مرتبطة بالشيعة ايضا... هل يجوز هذا الكلام؟

إذاً هم يتحدثون بشرعية الطوائف وشرعية المذاهب وليست شرعية الوطن وهذا ما احاربه... انا انسان اعرف ان من مصلحة لبنان الا تكون الطائفية موجودة... بل هم الذين يركزون على موضوع الطائفية والمذهبية.

• هل من الواقعية بمكان تحميل «حزب الله» مسؤولية ما يجري والتعاطي معه كجزء من محور خارجي؟
- طبعا لانه هو الذي يقود المعارضة الان. للاسف الشديد انا اعتبر عون والذي له تاريخه ولا اريد التحدث عن تاريخه لانه معروف، فالمسكين، كلما فكّر انه يقترب من رئاسة الجمهورية قليلا، تراه يبتعد عنها.

ونحن نتعاطى مع «حزب الله» كجزء من محور خارجي. فتسليحه وتمويله من ايران.

• لم توفر العماد ميشال عون من انتقاداتك القاسية، لماذا وهو المعروف بماضيه المناهض للتدخلات الاقليمية في لبنان.

- هذا كلام فقط، للاسف الشديد كان من اشد المعارضين لـ «حزب الله» وذهب الى الكونغرس الاميركي وطالب باصدار القرار 1559 الداعي الى نزع سلاح «حزب الله» واخراج سورية من لبنان. وعندما خرجت سورية من لبنان بعد اغتيال الرئيس الحريري، غضب عون وقال: انا الذي كنت اسعى لخروج سورية وانا الذي سعيت وراء القرار 1559 وعندما اصبح داخل لبنان، استبعد هاتين القضيتين، ووقع اتفاقا مع «حزب الله» داخل الكنيسة، وهذا الاتفاق الذي عقده مع السيد حسن نصر الله في كنيسة يرمز الى اشياء ابعد مما نعرفه نحن.

إذاً هذه كلها ألعاب بهلوانية... هو يريد ان يكون شريفا ونزيها ويطالب بالشفافية، وانا اسأله: اين الشفافية عندما كنت على رأس الدولة؟ اين هي الشفافية عندما قتلت الناس بالجملة؟

انا كنت أتعرض للقصف في منطقة الطريق الجديدة، وهو (عون) كان يقصف في شكل شديد للغاية المنطقة الغربية في بيروت، لدرجة ان بيتي اصيب بسبب قصف عون 4 مرات. فتركت بيروت وذهبت الى الجيِّة واقمت في دار الفتوى هناك بسبب قصفه، تركت منزلي رغم اني اصلحته اكثر من اربع مرات، الا انه لا يزال يدلف (يرشح الماء الى داخله) بسبب عون وصواريخه، واليوم تأتي يا عون وتريد ان تكون رئيسا للجمهورية؟ هذا لا يجوز.

كان يقول: انا احارب السوريين... انت حاربت اللبنانيين، انت قتلت اللبنانيين، ودمرت منازلهم في حين لم تصب السوريين بأي اذى.
كان يدّعي انه يحارب سورية، والان صار طرفا مع سورية، لان كل من يقف الى جانب «حزب الله» هو في طرف سورية.
لا اريد ان اذكر جماعتنا السنية، لان لا احد منهم يمثل للاسف طائفته الان، انما كل منهم يبحث عن دور.
ما عساني ان اتحدث عن بعض الاشخاص الذين طردتهم سورية وعذبتهم وسجنتهم، ثم تحوّلوا الى دعاة للمخابرات السورية ودعاة للوصاية السورية... هؤلاء من جماعتنا نحن. بعض الذين يتحدثون باسم المسلمين السنة الان كانوا في السجون السورية وعذبوا على يد السوريين.
انا استغرب بعض رؤساء الوزراء السابقين انفسهم كانوا يقولون لي كلاما غريب الشكل عندما كانوا في الحكم ولو كشفت هذا الكلام لفضحتهم، لكنني لا اريد الدخول في معركة رؤساء الوزراء السنة، لانني اريد ان أبقي على بعض الاحترام الذي يتحلون به حتى الان.

• تركز دائما على الطموح الرئاسي للعماد عون، الا تعتقد ان مثل هذا الطموح مشروع؟

- مشروع... لكنه يبعده عن الرئاسة، لانه الان يسعى الى تخريب لبنان وتدميره مثلما كان يفعل في الماضي، كم هي المدة التي اقام فيها عون في فرنسا؟ 13 عاما؟ الم تعلّمه فرنسا ان يحترم القانون من خلال اقامته هناك واحترام الشرعية؟
هو يضرب الشرعية ولا يحترمها ولا يريد الاعتراف بهذه الشرعية، فهو لا يعتبر ان رئيس الوزراء شرعي ولا رئيس الجمهورية شرعي ولا رئيس مجلس النواب شرعي... إذا انت تنفي عني هذه الشرعية وانا كذلك انفيها عنك.

• لماذا تربطون كل ما يجري وكأنه مؤامرة على المحكمة الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وخصوصا ان الجميع وافقوا على ذلك في مؤتمر الحوار.

- هذا هو الغش... اي ان نتفق ثم لا نتفق. فبعد ان اتفقنا على قضية الحوار وما وصلنا اليه من أننا جميعنا نريد المحكمة، خرج علينا السيد حسن نصر الله في حديث نشرته مجلة «العربي» في مصر وقال ان جون بولتون، وقبل خروجه من مجلس الامن، قال لأحد الوزراء اللبنانيين - ولم يسمه - اعطونا قانون المحكمة الدولية ونحن نعطيكم رأس حسن نصر الله... لماذا رأس حسن نصر الله؟ هل حسن نصرالله كان مشاركا في جريمة اغتيال الرئيس الحريري... لا اعتقد... إذا لو كنت بريئا لا يستطيع لا جون بولتون ولا غيره التعرض لك لان هناك قضاة يحترمون انفسهم، فالغرب من هذه الناحية دقيق جدا ولا نستطيع ان نقول ان هذا القاضي البلجيكي او الالماني سيكون خاضعا للسياسة الاميركية. لماذا يريد ربط هذه القضية بالسياسة الاميركية؟ حتى يبطل المحكمة نهائيا ويلغيها.

• تتهمون بعض الاطراف باللعب على الوتر المذهبي، في وقت تتحالف هذه الاطراف مع شخصيات سنية مرموقة كالرئيسين سليم الحص وعمر كرامي والداعية فتحي يكن وسواهم؟

- (مقاطعا)... لا تقول لي داعية ارجوك... انا احاكم حاليا شخصا يضع كلمة دكتور الى جانب اسمه وهو لم يحصل على الدكتوراه، فاستبدل كلمة دكتور بحرف الدال. وعندما سألته عن حرف الدال، قال لي: اقصد بها داعية.

هذا هو اخونا فتحي يكن وللاسف، عندما سأكبر قليلا، سوف اخرف قليلا... هذا الرجل(يكن) الطيب والذي احبه كثيرا، يتم استغلال اسمه عبر الاعلام. وكل واحد يغرّد خارج سربه انا لا اعترف به.

• الا تعتقد ان مخاوف «حزب الله» في مكانها بعد تعرضه لحرب قاسية من اسرائيل وبتواطؤ مع الولايات المتحدة؟

- اولا، حسن نصر الله كنا جميعنا معه ووقفنا الى جانبه في تلك الحرب، لكن هل كان من حقه تجاوز «الخط الازرق» ليخطف جنديين؟ هو كان يعمل على مسألة مزارع شبعا، وفجأة، ومع بداية فصل الصيف والناس في لبنان فرحون ومستعدون لموسم اصطياف مزدهر، ذهب وخطف جنديين وقتل ثمانية اخرين، واعطى اسرائيل مبرّرا وحصلت هذه الجريمة (تدمير لبنان).
ومن يتسبب بهذه الجريمة هو مسؤول والا لما كان عليه تحمّل المسؤولية ويقول انا هو المسؤول... هو اعترف وقال: لو كنت اعلم ان اسرائيل سترتكب هذه الجريمة لما كنت اقدمت على خطف الجنديين.
إذاً انت آذيت لبنان وتسببت في دماره، واذا كان ذلك عن حسن نية فهذه مشكلة... مشكلة كبيرة ان توصلنا حسن النية الى ما وصلنا اليه، واذا كنا عن سوء نية فالمشكلة اكبر... يقول الشاعر: اذا كنت لا تدري فتلك مصيبة وان كنت تدري فالمصيبة اعظم.

هل كتب على لبنان هذا البلد المسكين أن يبقى خاضعا لأهواء بعض الأشخاص؟

هل اعترف للشعب اللبناني بأنه وقف الى جانبه خلال الحرب؟ على العكس، قام وشتم الشعب اللبناني واستثنى عون، في حين ان الجميع استقبلوا النازحين واحتضنوهم... وخلال تلك الفترة كانوا يسبّون الحريري ويقولون ان لا احد عمل اي شيء سوى عون... اذا حتى في التقدير للمشاعر الوطنية الكريمة التي ظهرت على ايدي ابناء الشعب اللبناني، انكرها السيد حسن وحوّلها الى سياسة، وقال انه لا يوجد احد وقف معنا إلا عون... وهذا كلام ليس صحيحا.

فلماذا تريد ادخالنا في هذه المعمعة وتظهرنا بهذا الشكل، وهو الان مستمر في الحرب... فمنذ انطلاقة «حرب تموز (يوليو)» و«الانتصار الالهي» صار السيد حسن في السماء فوق والشعب اللبناني تحته على الارض ويخاطبه من فوق ويقول له «أنا... انت من تكون كي تنتقدنا؟»
اذا انا انتقدت نقدا سياسيا، فرد علي بالسياسة، لكن ترد علي وتسبني... اذا انت تكون شتمت نفسك، والاناء ينضح بما فيه.
لذلك ما اريد قوله، ان على حسن نصر الله، اذا كان فعلا يؤمن بهذا الوطن وبهذا الشعب ويريد لهما الخير، ان يتراجع عن اخطائه، لانها كثرت وتراكمت فوق بعضها البعض، وفعلا سيدخلنا في الحائط... هو يعيدنا الى الحرب من جديد.

• اليس من المفيد استجابة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى دعوة توسيع الحكومة ومنح المعارضة الثلث المعطل او الضامن فيها لتفادي الاسوأ؟

- ابدا ابدا ابدا... لن يسيطر حسن نصر الله على رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب والحكومة، هذا غلط، ولا يمت الى الديموقراطية بصلة، لماذا يكون قرار الحكومة بيده؟ هي حكومة متكاملة فيها كل الطوائف. كان وزراء «حزب الله» ممسكين بأهم وزارات وكانوا يشاركون ولا احد كان يعطل دورهم.
«حزب الله» لم يشارك بأي حكومة سابقة، وعندما شارك الآن، فجّر الحكومة من الداخل. خوفي من «حزب الله» ان يفجر كل الصيغة اللبنانية وليس فقط الحكومة. هو يريد ان ينفذ ما يراه هولا ما يراه الآخرون. هذه ديكتاتورية بكل معنى الكلمة.

• أنت دائما صدامي... دعنا نعطي الناس فكرة عن وجهك المسالم، وأطرح لنا حلولا كي نخرج من هذا المأزق السياسي؟

- أنا لبناني... وأنا جبلي... ولست «رخوا» مثل غيري... وأنا لا أسالم الا المسالم... نسالم من يسالمنا ونرد على من يعتدي علينا... هناك اعتداء صارخ على حكومة الرئيس رفيق الحريري من قبل موته وبعد موته والآن يوجد اعتداء صارخ على الرئيس السنيورة وعلى حكومته، وهذا مرفوض، إذ لا يوجد أبدا في الدنيا شرع يقول ان ما يحدث الآن هو صحيح... لماذا؟ انت انتصرت؟ فصرت تريد ان تملي ارادتك علينا؟ ما هذا النصر؟ لنعرف ما هذا النصر؟

عندما حررت الشريط الحدودي عام 2000 قلنا لك انك انتصرت، ولكن اليوم انت لم تحرر، بل رجعت الى الخلف وجئتنا بالامم المتحدة الى لبنان... رميت خمسة الاف صاروخ واصبت 80 شخصا نصفهم من العرب!

• إذاً ما الحل؟

- الحل هو ان نعود الى لبنانيتنا ولا تكون اهواؤنا مرتبطة لا بالشرق ولا بالغرب... انا لا اريد دولة تعطيني السلاح كي احارب اخي المواطن، ولا اريد دولة تشتريني بالمال... الحل هو لبناني - لبناني، مع احترامنا الكامل لايران.
تقول لي ان اميركا افضل من ايران وطهران افضل من واشنطن فهذا نوع من الدجل السياسي، نحن هنا لسنا في موقع التصنيف، اذا كانت هذه الدول تعمل لمصلحة لبنان ام لا، فنحن نعرف ان عدونا الاساسي اميركا، من يحارب اميركا في العراق؟ السنة، صح ام لا، لماذا تسلبني هذا الشرف، لم نر احدا قام وقال ان السنة هم الذين انتصروا على اميركا في العراق، في حين كل السنة قالوا ان «حزب الله» انتصر على اسرائيل.

السنة هم ملح لبنان الان، يدافعون عنه اكثر من الموارنة، الذين يعتبرون ان لبنان صنع لهم ومن اجلهم ويعتّزون بذلك، ورغم ذلك، انا اعتبر ان السنة متقدمون على الموارنة في الدفاع عن لبنان وعن حريته وفي ترسيم حدوده وعمل سفارة بينه وبين سورية، وهذا لم يكن موجوداً في السابق عند السنة، لكن هذا دليل على التصاقهم بالصيغة اللبنانية وحرصا منهم على هذه الصيغة، لذلك، لا يستطيع انسان ايا يكن ان يتهمنا الان باننا منحازون... نحن منحازون للبنان، وليس للسنة فقط... من هو حليفي؟ هو اكثر الناس تطرفا في المسيحيين(الرئيس التنفيذي لحزب القوات اللبنانية سمير) جعجع، فوضعنا يدنا بيده، لماذا، لاننا نريد ان ننتهي، نريد البلد، نريد التسامح والمحبة والاخوّة... لقد تعبنا.