سلسبيل
01-29-2007, 04:00 PM
القبس تنشر وثائق الأرشيف الوطني البريطاني عن عام 1976 - (17)
صدام استبعد لقب التكريتي للتمويه
لندن - رائد الخمار
في الثامن عشر من يوليو 1976 ، تسلمت الخارجية البريطانية برقية من السفير في بغداد عن خطاب القاه الرئيس العراقي احمد حسن البكر في ذكرى انقلاب البعث في 17 يوليو العام ،1968 ولم يتضمن الخطاب سوى القليل الذي يمكن تسجيله.
لكنه اشار، وفقا للتقرير الذي عثرت عليه 'القبس' بين الوثائق التي افرج عنها الارشيف الوطني البريطاني، الى ان 'الشعب يحتاج الى المواد الاستهلاكية ليبقى سعيدا'، مشددا على ان 'الثورة' تواصل تقديم السلع 'واحدة بعد الاخرى'، كما 'تواصل تغيير التركيبة الاجتماعية والعادات الاستهلاكية لبناء المجتمع الافضل'. ولاحظ البكر ان 'السلطة قدمت اخيرا الفواكه وعرضتها بكثرة في اسواق بغداد والمناطق، كما زادت التقديمات الاجتماعية والمكاسب التي يتمتع بها افراد الميليشيات الشعبية وافراد الجيش الوطني الذين يسهرون على الثورة والبلاد من كل عدوان (لم يسم اسرائيل الخطر الرئيسي كالعادة) خارجي'.
ولم يترك البكر الخطاب يمر من دون الاشارة الى سوريا، حيث كرر ما ذكره مرارا صدام في خطبه او بياناته مشيرا الى دعم العراق المنطلق للقضية الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية.
وحض البكر دول منطقة الخليج على بدء ترتيبات اطلاق حرية الملاحة في الخليج من دون ان ينسى ان العراق 'يمر في مرحلة حساسة للثورة والجيش الذي يحمي حدود البلاد'.
حصار تل الزعتر
وفي الثالث والعشرين من اغسطس 1976، كتب السفير جون غراهام الى الخارجية عن 'الحرارة في بغداد واهتمام الصحف المحلية بقضية حصار تل الزعتر، اكثر من اهتمامها بالوضع الداخلي في العراق اضافة الى الحديث عن الازمة الكورية'.
منع استخدام كنية التكريتي
وفي الرسالة اشارة الى ان ديوان الرئاسة عمم على البعثات الدبلوماسية قرارا يمنع استخدام اسم العشيرة او العائلة او الكنية (لتحييد اسم التكريتي) في المراسلات او المناداة.
ولاحظ ان عددا من القياديين، مثل صدام حسين وسعدون غيدان، توقف منذ فترة عن استخدام اسم عائلته على اعتبار انه اهم منها.
السفر إلى بريطانيا
ولاحظ السفير حركة سفر عراقية كبيرة الى بريطانيا وان السفارة اصدرت حتى الآن (اغسطس) ما يصل الى 20 الف فيزا ما يضاهي عدد المسافرين في العام 1975 بأكمله.
تحليق الكونكورد
واشارت رسالة السفير، التي يبدو انه كتبها بعد عودته من اجازة لمدة شهر، الى استمرار عدم سماح الحكومة العراقية للكونكورد بالتحليق فوق العراق منعا للتلوث الصوتي (..) وقال 'اتصلت مع عبد المالك الياسين، وكيل وزارة الخارجية لمعرفة ما اذا كانت الحكومة العراقية ستسمح للكونكورد بالتحليق في رحلاتها التجريبية فوق الاجواء العراقية كما هو متفق عليه.
التقرير نصف السنوي
وعثرت 'القبس' بين الوثائق على تقرير نصف سنوي عن العراق والحكم فيه اشار الى ان العراق هو 'جمهورية الحزب الواحد'، وان الحزب الحاكم هو 'حزب منشق عن حزب البعث الحاكم في سوريا'.
وجاء في التقرير الذي وقعه السفير ايضا ان حزب البعث 'تأسس في سوريا عام 1947 كحزب ماركسي قومي عربي، لكنه شهد انشقاقا في العراق عام ،1966 وبعد تسلمه السلطة فترة بسيطة في العراق عام 1963 وأخرج منها ليعود بشكل اكثر تسلطا عام 1968 ما اعطى العراق حتى الآن اكثر حكومة مستقرة منذ فترة طويلة، وينتظر ان تستمر لفترة اطول وقد تبقى حتى نهاية القرن.
ولاحظ ان 'الحزب وصل الى السلطة على ظهر الجيش لكن لم يبق في الحكم سوى الرئيس البكر وأحد الضباط الآخرين وباقي الوزراء من المدنيين الحزبيين او من اركان العائلة'.
وتحدث التقرير عن ان الدستور الذي اقره الحزب اشار الى برلمان، لكن لا يبدو ان هناك اتجاها حتى الآن لتشكيل واحد ويتم حاليا اقرار القوانين في مجلس قيادة الثورة الذي اصبح يتألف حاليا من ستة اشخاص فقط من بينهم البكر ونائبه صدام، و'هو الرجل الاقوى في العراق'.
واشار السفير الى ان صدام مدني، لم يتابع اي دورة عسكرية لكن مجلس قيادة الثورة منحه رتبة جنرال.
كما ان نائب رئيس الجمهورية (كردي) هو اسم فقط من دون صلاحيات ولا ينطق بكلمة من دون موافقة صدام.
وشدد التقرير على انه لا هيكلية للحكم وكل ما يصدر عن مجلس قيادة الثورة يعتبر القانون الواجب التنفيذ.
القياديون السوريون اللاجئون
والى جانب حزب البعث، لكن بعيدا عن مستواه في السلطة، هناك القيادة القومية برئاسة اللاجئ السوري شبلي العيسمي اضافة الى عدد من البعثيين في الاردن والسعودية واليمن الذين يتمتعون بمزايا وهم اشبه ب 'الديكور' لسلطة صدام الحزبية.
ومنذ العام 1974 اعطي الشمال (الكردي) نوعا مبسطا من الحكم الذاتي ضم ثلاث محافظات هي السليمانسة واربيل ودهوك، ولم تتشكل هذه المقاطعات الا بعد الاتفاق الذي وقعه صدام في 6 مارس 1975 في الجزائر مع شاه ايران لإنهاء دعمه للانفصاليين الاكراد في العراق مقابل تحديد الخط الفاصل وسط شط العرب كحدود للبلدين.
واشار التقرير الى ان الحكومة العراقية منحت في 26 اغسطس 1976 عفوا للاكراد الغائبين او اللاجئين في الخارج ومنحتهم الاذن بالعودة حتى اكتوبر.
السياسة الخارجية
في السنوات الاولى لحكم البعث، كانت سياسة بغداد الخارجية عشوائية خصوصا ان بغداد، على سبيل المثال، لم تقبل وقف اطلاق النار في فلسطين عام 1948، او القرار الدولي 242 وهو اتبع خط الحكومات في منطقة الخليج، لكن اعتبارا من 1974 بدأت تحدث تغيرات مصدرها صدام توجها باتفاق الجزائر مع الشاه.
ومع ان السياسة العراقية متشددة، يبدو ان لصدام علاقات جيدة مع مصر والسعودية والاردن والجزائر وليبيا، لكنه يكره النظام السوري وحكام دمشق ويصفهم بأنهم 'تجار الشنطة'.
ولخص التقرير وهو من 12 صفحة كيف اصبح العراق عام 1975 ثالث اكبر منتج للنفط بعد السعودية وايران بانتاج ما متوسطه 2.15 مليون برميل يوميا ما يؤمن له ما يصل الى 8 بلايين دولار سنويا.
ولاحظ ان الحكومة العراقية تريد في مخطط طويل المدى ان تتحول الى الاكتفاء الذاتي في انتاج كل شيء خصوصا في مجال الانتاج الحربي وعلى هذا الاساس تبحث عن شريك لها قد يكون فرنسا بمساعدة ودعم من جاك شيراك.
صدام استبعد لقب التكريتي للتمويه
لندن - رائد الخمار
في الثامن عشر من يوليو 1976 ، تسلمت الخارجية البريطانية برقية من السفير في بغداد عن خطاب القاه الرئيس العراقي احمد حسن البكر في ذكرى انقلاب البعث في 17 يوليو العام ،1968 ولم يتضمن الخطاب سوى القليل الذي يمكن تسجيله.
لكنه اشار، وفقا للتقرير الذي عثرت عليه 'القبس' بين الوثائق التي افرج عنها الارشيف الوطني البريطاني، الى ان 'الشعب يحتاج الى المواد الاستهلاكية ليبقى سعيدا'، مشددا على ان 'الثورة' تواصل تقديم السلع 'واحدة بعد الاخرى'، كما 'تواصل تغيير التركيبة الاجتماعية والعادات الاستهلاكية لبناء المجتمع الافضل'. ولاحظ البكر ان 'السلطة قدمت اخيرا الفواكه وعرضتها بكثرة في اسواق بغداد والمناطق، كما زادت التقديمات الاجتماعية والمكاسب التي يتمتع بها افراد الميليشيات الشعبية وافراد الجيش الوطني الذين يسهرون على الثورة والبلاد من كل عدوان (لم يسم اسرائيل الخطر الرئيسي كالعادة) خارجي'.
ولم يترك البكر الخطاب يمر من دون الاشارة الى سوريا، حيث كرر ما ذكره مرارا صدام في خطبه او بياناته مشيرا الى دعم العراق المنطلق للقضية الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية.
وحض البكر دول منطقة الخليج على بدء ترتيبات اطلاق حرية الملاحة في الخليج من دون ان ينسى ان العراق 'يمر في مرحلة حساسة للثورة والجيش الذي يحمي حدود البلاد'.
حصار تل الزعتر
وفي الثالث والعشرين من اغسطس 1976، كتب السفير جون غراهام الى الخارجية عن 'الحرارة في بغداد واهتمام الصحف المحلية بقضية حصار تل الزعتر، اكثر من اهتمامها بالوضع الداخلي في العراق اضافة الى الحديث عن الازمة الكورية'.
منع استخدام كنية التكريتي
وفي الرسالة اشارة الى ان ديوان الرئاسة عمم على البعثات الدبلوماسية قرارا يمنع استخدام اسم العشيرة او العائلة او الكنية (لتحييد اسم التكريتي) في المراسلات او المناداة.
ولاحظ ان عددا من القياديين، مثل صدام حسين وسعدون غيدان، توقف منذ فترة عن استخدام اسم عائلته على اعتبار انه اهم منها.
السفر إلى بريطانيا
ولاحظ السفير حركة سفر عراقية كبيرة الى بريطانيا وان السفارة اصدرت حتى الآن (اغسطس) ما يصل الى 20 الف فيزا ما يضاهي عدد المسافرين في العام 1975 بأكمله.
تحليق الكونكورد
واشارت رسالة السفير، التي يبدو انه كتبها بعد عودته من اجازة لمدة شهر، الى استمرار عدم سماح الحكومة العراقية للكونكورد بالتحليق فوق العراق منعا للتلوث الصوتي (..) وقال 'اتصلت مع عبد المالك الياسين، وكيل وزارة الخارجية لمعرفة ما اذا كانت الحكومة العراقية ستسمح للكونكورد بالتحليق في رحلاتها التجريبية فوق الاجواء العراقية كما هو متفق عليه.
التقرير نصف السنوي
وعثرت 'القبس' بين الوثائق على تقرير نصف سنوي عن العراق والحكم فيه اشار الى ان العراق هو 'جمهورية الحزب الواحد'، وان الحزب الحاكم هو 'حزب منشق عن حزب البعث الحاكم في سوريا'.
وجاء في التقرير الذي وقعه السفير ايضا ان حزب البعث 'تأسس في سوريا عام 1947 كحزب ماركسي قومي عربي، لكنه شهد انشقاقا في العراق عام ،1966 وبعد تسلمه السلطة فترة بسيطة في العراق عام 1963 وأخرج منها ليعود بشكل اكثر تسلطا عام 1968 ما اعطى العراق حتى الآن اكثر حكومة مستقرة منذ فترة طويلة، وينتظر ان تستمر لفترة اطول وقد تبقى حتى نهاية القرن.
ولاحظ ان 'الحزب وصل الى السلطة على ظهر الجيش لكن لم يبق في الحكم سوى الرئيس البكر وأحد الضباط الآخرين وباقي الوزراء من المدنيين الحزبيين او من اركان العائلة'.
وتحدث التقرير عن ان الدستور الذي اقره الحزب اشار الى برلمان، لكن لا يبدو ان هناك اتجاها حتى الآن لتشكيل واحد ويتم حاليا اقرار القوانين في مجلس قيادة الثورة الذي اصبح يتألف حاليا من ستة اشخاص فقط من بينهم البكر ونائبه صدام، و'هو الرجل الاقوى في العراق'.
واشار السفير الى ان صدام مدني، لم يتابع اي دورة عسكرية لكن مجلس قيادة الثورة منحه رتبة جنرال.
كما ان نائب رئيس الجمهورية (كردي) هو اسم فقط من دون صلاحيات ولا ينطق بكلمة من دون موافقة صدام.
وشدد التقرير على انه لا هيكلية للحكم وكل ما يصدر عن مجلس قيادة الثورة يعتبر القانون الواجب التنفيذ.
القياديون السوريون اللاجئون
والى جانب حزب البعث، لكن بعيدا عن مستواه في السلطة، هناك القيادة القومية برئاسة اللاجئ السوري شبلي العيسمي اضافة الى عدد من البعثيين في الاردن والسعودية واليمن الذين يتمتعون بمزايا وهم اشبه ب 'الديكور' لسلطة صدام الحزبية.
ومنذ العام 1974 اعطي الشمال (الكردي) نوعا مبسطا من الحكم الذاتي ضم ثلاث محافظات هي السليمانسة واربيل ودهوك، ولم تتشكل هذه المقاطعات الا بعد الاتفاق الذي وقعه صدام في 6 مارس 1975 في الجزائر مع شاه ايران لإنهاء دعمه للانفصاليين الاكراد في العراق مقابل تحديد الخط الفاصل وسط شط العرب كحدود للبلدين.
واشار التقرير الى ان الحكومة العراقية منحت في 26 اغسطس 1976 عفوا للاكراد الغائبين او اللاجئين في الخارج ومنحتهم الاذن بالعودة حتى اكتوبر.
السياسة الخارجية
في السنوات الاولى لحكم البعث، كانت سياسة بغداد الخارجية عشوائية خصوصا ان بغداد، على سبيل المثال، لم تقبل وقف اطلاق النار في فلسطين عام 1948، او القرار الدولي 242 وهو اتبع خط الحكومات في منطقة الخليج، لكن اعتبارا من 1974 بدأت تحدث تغيرات مصدرها صدام توجها باتفاق الجزائر مع الشاه.
ومع ان السياسة العراقية متشددة، يبدو ان لصدام علاقات جيدة مع مصر والسعودية والاردن والجزائر وليبيا، لكنه يكره النظام السوري وحكام دمشق ويصفهم بأنهم 'تجار الشنطة'.
ولخص التقرير وهو من 12 صفحة كيف اصبح العراق عام 1975 ثالث اكبر منتج للنفط بعد السعودية وايران بانتاج ما متوسطه 2.15 مليون برميل يوميا ما يؤمن له ما يصل الى 8 بلايين دولار سنويا.
ولاحظ ان الحكومة العراقية تريد في مخطط طويل المدى ان تتحول الى الاكتفاء الذاتي في انتاج كل شيء خصوصا في مجال الانتاج الحربي وعلى هذا الاساس تبحث عن شريك لها قد يكون فرنسا بمساعدة ودعم من جاك شيراك.