المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ البالدي حاضر في الحسينية «الخزعلية» عن «الصحابة عامل وحدة»



على
01-27-2007, 10:58 AM
المسلمون بريئون من التكفيريين الذين يخدمون أعداء الأمة

كتب علي محمود

تتواصل فعاليات احياء الليالي العاشورائية في الكويت ويستمر فيها العطاء الفكري والثقافي والاخلاقي.

والقى الشيخ مرتضى البالدي محاضرة في الحسينية الجديدة «الخزعلية» في منطقة شرق تحت عنوان «الصحبة والصحابة عامل للوحدة لا التفرقة»، رابطا بذلك نموذج اصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم بنموذج اصحاب الحسين عليه السلام.

واكد الشيخ البالدي ان «الصحبة والصحابة التي يفترض بها ان تكون عاملا للوحدة استغلها البعض لتكون عاملا للتفرقة بين المسلمين، لان القرآن الكريم قال عن صحابة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هم عامل قوة الامة وعامل لالتفاف الامة بعضها مع بعض لتخفيف الاعداء».

وتساءل لماذا استغل البعض موضوع الصحابة كعامل للتفرقة ولتشتيت وتمزيق الامة؟ فمن الذي اعطى البعض دون الآخرين الوكالة عن الصحابة فيكفرون الناس ويقتلونهم بمجرد ان يتناول احد سيرة احد الصحابة بنوع التحليل وابداء وجهة النظر فيه، فالصحابة هم ملك لكل المسلمين وليس ملكا لفريق دون الاخر وكذلك اهل البيت عليهم السلام هم ملك لكل المسلمين ولكل البشرية، فلكل فريق من المسلمين وجهة النظر الخاصة تجاه الصحابة فهل الاختلاف بوجهة النظر يكون مبررا لان يحشي احدهم سيارته بالقنابل والمتفجرات ليقتل بها الطفل والمرأة والفقير والعامل لمجرد هذا الاختلاف؟، فهل هذا الذي يريده منا الصحابة فهذه الفئة التي تؤمن بهذا الفكر هي فئة قليلة ضالة كفرت كل المسلمين وقتلت السنة قبل الشيعة.

المسلمون بريئون من هؤلاء التكفيريين الضالين الذين زرعوا الفتنة بين المسلمين»، وقال «على وسائل الاعلام ألا تختلط عليهم الاوراق فهؤلاء التكفيريون هم اعداء السنة قبل ان يكونوا اعداء الشيعة».

وناشد: علماء المسلمين «حذروا المسلمين من فتنة هؤلاء فلو استمر فكرهم بالانتشار لما سلم احد من شرهم لانهم لا يقيمون اعتبارا لاي فكر إلا لفكرهم التكفيري المجمد المتخلف الضال، فمع الاسف اصبح التكفيريون آلة بيد الصهاينة والمستعمرين ليحققوا مآربهم وليمزقوا الامة الكبيرة بهؤلاء».

واضاف الشيخ البالدي ان «الشيعة ليس لديهم اختلاف علي الصحابة وانما لدينا وجهة نظرنا الخاصة تجاههم المستمدة من واقع فهمنا للقرآن، فالصحابة اولا على رؤوسنا وهم الذين نشروا الاسلام وهم الذين دافعوا وكافحوا وسهروا وبذلوا وقدموا الشهداء والجرحى وقدموا اموالهم فهم لم يغمض لهم جفن حتى انتشر الاسلام بين الناس، فلولا الصحابة لما اخضر للاسلام عود ولما قام له عمود».

اما بالنسبة لنظرة الشيعة للصحابة فبين البالدي ان «القران حدد مواصفات الصحابي وضوابطه فمن كانت تنطبق عليه هذه الشروط والمواصفات نال مرتبة الصحابي وهي مرتبة عظيمة جدا»، وزاد «بدورنا نحن كشيعة لا نفتري على اهل السنة ولا نقول انهم لا يعترفون بأهل البيت عليهم السلام، فكل المسلمين يحترمون ويحبون اهل البيت عليهم السلام، فالاكاذيب تختلق على الشيعة وعلى السنة».

وشدد الشيخ مرتضى البالدي على ان «طرح المواضيع الخلافية الفرعية في هذا العصر يعتبر من كبائر الذنوب، فالمواضيع الخلافية الفرعية ماذا جنينا منها غير الدمار وقتل الابرياء من المسلمين وتهديم دور العبادة، فالخطر العظيم الذي يواجه الامة الاسلامية هو الخوف من انتشار هذا الفكر التكفيري فيها، فيجب على الامة ان تلتفت الى هذا الخطر المحدق بها، فأمامنا نموذج العراق ماذا استفادوا من هذه المواضيع الخلافية غير الدمار والقتل والمستفيد الوحيد من هذه الحالة هي اسرائيل».

واستغرب الشيخ البالدي من نشأة بذرة الخلاف بين المسلمين التي اتت من هؤلاء التكفيريين» فطوال السنين الماضية كان السنة والشيعة يتعايشون مع بعضهم البعض دون مشاكل»، وتساءل «عن سبب الاختلاف بين السنة والشيعة ونحن متوحدون في الهدف وهو الوحدة ومتوحدون بالعقيدة وبشهادة ان لا إله إلا الله محمد رسول الله، فمن يكفر المسلمين فقد كفر».

ودعا الشيخ البالدي المسلمين الى «التعايش مع بعض بسلام ونبذ الفرقة من منطلق حب الصحابة الذي كانوا امثالا للوحدة الاسلامية، وألا نستخدم الصحابة لتمزيق الامة وتضعيفها وخلق حروب داخلية تسفك فيها بحور من الدماء فالتكفيريون باستخداهم الطريقة الهمجية في الدعوة الى عقيدتهم هل سيترك الناس افكارهم ويتبعونهم ام سيزدادون عنادا» واكد ان على «الجميع ان يمارس عقيدته بطريقته الخاصة كل من موقعه وان نكون معا في السوق نتعامل معا وفي الحياة الاجتماعية نتزاوج ونعيش معا ونذهب كاخوان في الحج، فما المشكلة التي بيننا اذا اعتقد احد بشيء واعتقد الاخر بشيء اخر، فلابد ان نجلس سنة وشيعة وننبذ الخلافات شونتوحد وان شاء الله هذه الخلافات تكون دافعا للمحبة».

واكمل البالدي موجها نداءه الى الامة الاسلامية التي تمر بوضع حرج ان «تتوحد الامة الاسلامية بوجه الصهاينة لان الامة تواجه مؤامرات جدا صعبة وهدامة فنموذج العراق ان استمر الوضع كما هو عليه فقد يمحى من خارطة الوجود فعلى الدول الاخرى ان تتعظ وان تضع حدا لهؤلاء التكفيريين وايضا ان تضع الدول حدا لبعض الفضائيات والاقلام المأجورة من قبل الصهاينة والاعداء الذين يزرعون الفتن بين المسلمين».

وختم البالدي قائلا: ان «الدرس الذي نستفيده من اصحاب الحسين هو درس الهدوء وان نمشي في طريقنا دون ان نؤذي احدا ولو بكلمة وان نصبح منبعا للخير لا منبعا للخلاف والتفرقة، وان نراقب كلامنا جيدا لانه قد يكون بسبب كلمة بسيطة او فتوى غير مسؤولة نتسبب بهدر دماء العشرات او المئات من المسلمين الابرياء». فاسرائيل اليوم هي في غاية الفرح مما يحدث في الامة الاسلامية من قتل وتدمير، فاتقوا الله في دماء المسلمين يامسلمين».

الى ذلك، قال السيد داخل حسن ان الله جل وعلا مكن الانسان في الارض ويقصد بالتمكين كما يفسر علماء التفسير انه اعطاء الاسباب التي يصح معها وقوع الفعل، وذلك ان الله عز وجل لا يمكن ان يكلف الانسان بتكليف او مهمة ما لم يكن الانسان متمكنا من الممارسة ومستطيعا من التطبيق لان الله لا يكلف نفسا إلا وسعها.

السيد داخل الذي حاضر في حسينية مسلم بن عقيل (ال رشيد) احياء لليالي عاشوراء اشار الى ان تكليف الانسان فوق طاقته امر متعذر والقرآن الكريم عندما فرض بعض العبادات مثل الحج قرنها بالاستطاعة.

وعن وسائل التمكين قال السيد داخل ان اول وسيلة من وسائل تمكين الانسان في الارض هي الطاقة العقلية والعقل هو امتياز ممنوح للانسان ومخصوص به دون فصائل الحيوانات الاخرى، مع امتلاك الحيوانات لنفس المادة النخاعية الموجودة لدى الانسان لكن المادة الموجودة في الانسان لديها حركة وفكر وابداع واختراع وهي من مختصات العقل الانساني.

واضاف السيد داخل ان الله خلق الارض والسماوات للانسان وفضله على سائر المخلوقات بسبب عقله وليس بسبب ضخامته وقوته لان النملة اقوى من الانسان حيث اثبت علماء الحيوان انها تستطيع ان تحمل اكبر من معدل جسمها اكثر من خمسين مرة والانسان لا يستطيع فعل ذلك.

وذكر السيد داخل ان عقل الانسان خاضع لحقيقة علمية وهي ان كل خلايا جسم الانسان تتبدل إلا خلايا المخ لانها اذا تغيرت تتغير شخصية الانسان.
واضاف السيد داخل ان الوسيلة الثانية من وسائل تمكين الانسان هي الارض التي بها خبايا رزق الانسان الذي يجب ان يكون بالحلال لان كل شيء مقدر له.

وقال السيد داخل ان اقامة الصلاة التي ذكرت في القرآن الكريم تختلف عن الصلاة لان الذي يقصد باقامة الصلاة هو ان ترتقي صلاتنا بأخلاقنا وشرفنا واماناتنا وصدقنا فمن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فليمسح بها سيلته حيث انها تمثل رقابة ذاتية للانسان الذي هو مسؤول عن اعماله وكما ان الصلاة تهذيب روحي فإن الزكاة تقويم الجسد لان هناك ترابطا بين الروح والجسد حيث ان الفقر مستنقع الجراثيم ويحول الانسان الى مصنع جراثيم لذلك وضع المشرع الاسلامي قوانين ثابتة لسد حاجة الانسان، وحتى لا يكون هناك انسان محتاج في المجتمع الاسلامي.

وختم السيد داخل محاضرته بحديثه عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي من اجله خرج الامام الحسين عليه السلام وقال ان هذه الوظيفة عامة على الجميع والكل يستطيع ان يمارسها من خلال حقل عمله او تخصصه.