سلسبيل
01-26-2007, 10:07 AM
«تعظيم حرمات الإسلام» اختتم فعالياته في الكويت بـ17 توصية: رفض مطلق لمظاهر الاستهانة بالدين من غير المسلمين وبعض المسلمين
كتب سالم الشطي
اوصت لجنة مؤتمر تعظيم حرمات الاسلام بسبع عشرة توصية حرصت جميعها على تفعيل الدفاع عن حرمات الامة وتعظيم الدين الاسلامي والعمل على وحدة الصف والتقريب بين المسلمين خلال احتفال اقيم مساء اول من امس بالهيئة الخيرية الاسلامية العالمية بمناسبة اعلان البيان الختامي لمؤتمر تعظيم حرمات الاسلام الذي انهى فعالياته الاثنين الماضي.
وفيما يلي نص البيان الصادر عن اللجنة: انتهت بحمد الله في يوم الاربعاء الخامس من شهر الله المحرم لعام 1428هـ الموافق للرابع والعشرين من شهر يناير لعام 2007م، فعاليات مؤتمر (تعظيم حرمات الاسلام) المنعقد في الكويت بتنظيم مجلة البيان ومبرة الاعمال الخيرية، حضر المؤتمر جمع من علماء الامة ودعاتها ومثقفيها، لتداول الاراء حول ظاهرة التطاول على حرمات الاسلام، والبحث عن اسبابها ودوافعها، واقتراح سبل مواجهتها والحد من اثارها، وبهذه المناسبة يتقدم منظمو المؤتمر بالشكر والتقدير لوزارة الاوقاف الكويتية لرعايتها للمؤتمر، ومساندتها لفعالياته، وكذلك نشكر العلماء والدعاة وجمهور المشاركين ممن استجابوا للدعوة الى هذا المؤتمر، وشاركوا في جلساته.
تناول المؤتمر بالبحث والتمحيص مظاهر الاستهانة بدين الاسلام ورموزه وحرماته، من بعض الجهات التي لا تدين بالاسلام وتعاديه، او تنتسب اليه لكن لا تعظم شعائره، ورأى المشاركون ان ردة افعال العالم الاسلامي تجاه تلك التصرفات - رغم ما شاب القليل من تلك الردود من العواطف غير المنضبطة بضوابط الشرع - إلا ان مجمل مواقف ابناء الامة وعلمائها تثبت في كل مرة انها امة لاتزال حية الوجدان، يقظة البصيرة امام ما يحاك ضد دينها وقرآنها ورسولها وشريعتها، وان كانت الظروف والملابسات وتطور الاحداث لا تسمح لها في كل الاحوال ان تحول احتجاجاتها العارضة، الى سياسة عامة مستمرة ذات تأثير قوي في رد التعدي، ومجابهة التحدي.
ان المؤتمر يثمن في هذا السياق الجهود التي تقوم بها المؤسسات الاسلامية في الدفاع عن حرمات الامة، مثل جهود «اللجنة العالمية لنصرة خاتم البرية صلى الله عليه وسلم»، و«البرنامج العالمي للتعريف بنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم» ومنظمة النصرة العالمية، وغيرها من المنظمات والمجلات والقنوات الفضائية والمواقع الالكترونية والمبادرات الشخصية وهي اكثر من ان تحصى، ورغم اهمية العديد من المؤتمرات التي عقدت لبحث الاساءات المتكررة، والبيانات التي صدرت في التنديد بالاساءات والمظاهرات التي خرجت للتعبير عن المشاعر، إلا ان الامر لايزال في حاجة الى آليات اكثر تأثيرا واوسع بلاغا، ولهذا فإن حضور المؤتمر يرون ويوصون بما يلي:
• اولا: حق الامة الاسلامية في الدفاع عن دينها وحرماتها: يدعم المؤتمر حق جموع الامة في الدفاع عن عقيدتها وشريعتها بكل السبل المشروعة سياسيا واقتصاديا وثقافيا، ويدعو الى استثمار عاطفة الجماهير وتوجيهها نحو الوسائل الارشد، ويحث المسؤولين على التكاتف مع الشعوب الاسلامية وحماية هويتها وحرماتها وقيمها من حالات التجاوز والتطاول على الثوابت داخل ديار المسلمين والتي تعد احد اسباب زيادة جرأة بعض غير المسلمين على حرمات الامة ورموزها.
• ثانيا: التعدي على الحرمات نقطة فاصلة في علاقة الامة بغيرها يؤكد المؤتمر ان الاعتداء على الثوابت والشعائر، سواء كان ذلك من الداخل ام من الخارج، يعتبر اعتداء على جميع الامة، تجب الحيلولة دونه، كما ان القيام بهذه الواجبات ينبغي ان يكون فرصة للاجتماع والائتلاف على القواسم المشتركة بين الاسلاميين على اختلاف بلدانهم وتوجهاتهم.
• ثالثا: الاعتداء على الانسان المسلم اعتداء على جموع الامة: يؤكد المؤتمرون على ان حرمة الانسان في الاسلام هي من اعظم الحرمات، ولهذا فإن الاعتداء على ارواح واعراض واموال المسلمين هو انتهاك لحرمات الشريعة وحدودها، (والمسلمون يسعى بذمتهم ادناهم) لذا يطالبون لاجل ذلك بالكف عن الاستهانة بالدم المسلم من المعتدين ومن يساندونهم.
• رابعا: التحرك العملي البناء لحماية حرمات الامة: مع ما يركز عليه المؤتمر من التأكد على رفض كل انواع الاعتداء تجاه عقيدة المسلمين وشريعتهم، فإنه يوصي بتحويل ذلك الرفض النظري الى تحرك عملي جاد ومستمر على المستويات الرسمية والشعبية، لاظهار ان الامة الاسلامية لا تقبل المساس بمقدساتها وحرماتها، كما يرى المؤتمر ان تفعيل جهود المقاطعة الديبلوماسية والاقتصادية والثقافية للجهات المصرة على مواقفها العدائية هو احد السبل الناجعة في العلاج.
• خامسا: اهمية تضافر الجهود الاعلامية والفكرية والثقافية للتأكيد على مكانة الانبياء: ينظر المؤتمرون بقلق بالغ لظاهرة انتشار الاستهزاء بانبياء الله صلوات الله عليهم في وسائل الاعلام الغربية تحديدا، ومن خلال العديد من المواقع الالكترونية الغربية، ومن خلال الكثير من الاعمال الفكرية والفنية والثقافة في الحياة الغربية المعاصرة، وصاحب ذلك تزايد نفس الظاهرة في بعض المنتديات الفكرية العربية ومن خلال عدد من وسائل الاعلام العربية ايضا، لذا يوصي المؤتمر ان تتضافر الجهود من اجل الحفاظ على منزلة ومكانة الانبياء، ولسن الانظمة الدولية التي ترعى حرمتهم، وتصونها من العبث الفكري والاعلامي والثقافي، وان تكون الامة الاسلامية في طليعة المطالبين بذلك.
• سادساً: إنشاء ودعم مراكز الدراسات المتخصصة في دراسات الاستشراق والغرب: يرى المؤتمر ان الأمة الإسلامية تعاني من ندرة المراكز الفكرية المتخصصة في التعرف على الفكر الغربي، والقادر على التصدي للمواقف الفكرية والاعلامية والثقافية الغربية التي تنال من حرمات الأمة، أو تعتدى على شعائرها ورموزها. لذا يوصي المؤتمر بأن تعنى الأمة في المرحلة المقبلة بإنشاء العديد من المراكز الفكرية والإعلامية المتخصصة في فهم الغرب، وفي توجيه دفة التعامل مع الفكر الغربي، ومع المواقف الإعلامية الغربية التي تؤثر على الأمة الإسلامية سلباً أو ايجاباً. كما يرى المؤتمر أهمية ايجاد فريق عمل فكري يوصف أفراده بالعلم الشرعي والاطلاع الفكري على الغرب وامتداداته في بلاد المسلمين لإدارة هذه المواجهة الفكرية بكفاءة.
• سابعاً: إصدار دراسات متخصصة في استراتيجيات الأمة في تحجيم الإساءات الموجهة ضد دينها وحرماتها: إن قسماً كبيراً من أسباب قلة تأثير مواقفنا المعارضة لتلك التصرفات المعادية، يعود إلى نوع من القصور يشوب فهم دوافع المعتدين والمتجرئين على ديننا وثوابتنا، وهو ما يؤدي إلى بعض التضارب والتناقض في المواقع، لذا يوصي المؤتمر باعتبار ما طرح في فعالياته من أفكار ورؤى وتصورات منطلقاًَ لمزيد من التعمق في دراسة تلك الظاهرة ودوافعها وأبعادها، على أن تتحول فيما بعد إلى دراسات شاملة تكشف جوانب الموضوع، وتطرح استراتيجيات التعامل معه.
• ثامناً: أهمية تفاعل الحكومات والمؤسسات الرسمية مع بقية الأمة: يطالب المؤتمر الحكومات العربية والإسلامية، والهيئات والفعاليات السياسية والديبلوماسية، باتخاذ مواقف للتعبير عن دين الأمة وهويتها، إذ لا يعقل أن يكون كثير من ردود الأفعال الرسمية تجاه التدخل في تفاصيل الشؤون الداخلية، أهم وأكبر من اقتحام واستباحة حرمات الأمة كلها من أطراف خارجية أو داخلية، والمؤتمر يعد عدم التفاعل الرسمي من البعض في مواجهة تكرار هذه الإساءات لأمتنا نوعاً من الاخلال بأمانة المسؤولية وتكاليف النيابة عن الأمة.
• تاسعاً: ضرورة تأكيد مناهج الدراسة في العالم الإسلامي على تعظيم الحرمات، واحترام الأنبياء والاقتداء بالصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، يتقدم المؤتمر بدعوة إلى وزارات التربية والتعليم في العالم الإسلامي، والى القائمين على مسيرة تطوير مناهج التعليم في الأمة الإسلامية للتأكيد على تعظيم الشعائر والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، والصحابة رضي الله عنهم من خلال البرامج التعليمية التي تربي الأجيال الناشئة من الأمة على تعظيم حرمات الإسلام.
• عاشراً: دعوة وسائل الإعلام في الدول العربية والاسلامية إلى تعظيم حرمات الإسلام والمسلمين، وعدم استفزاز عموم الأمة بالتطاول على الثوابت: ينكر المؤتمر على بعض وسائل الإعلام في الدول العربية والاسلامية انسياقها مع الحملات المغرضة في التهجم على حرمات الإسلام وشعائره ورموزه ويوصي بالمواجهة الرسمية والشعبية الحاسمة لهذه الحملات، ومنع استمرارها بالطرق الشرعية الممكنة. كما يوصي المؤتمر القائمين على وسائل الإعلام العربي والاسلامي ان يكونوا درعاً للأمة في صد الحملات الخارجية، وألا يتحول البعض منهم إلى سلاح ضد الأمة بدلاً من أن يكون سلاحاً لها، ويشكر المؤتمر الاخوة التجار الذين تفاعلوا مع جلسات المؤتمر وتكفلوا بإنشاء قناة فضائية خاصة بتعظيم حرمات الإسلام.
• حادي عشر: إنشاء لجنة إسلامية قانونية للدفاع عن الحرمات الإسلامية، يوصي المؤتمر بتكوين لجنة قانونية متخصصة تسعى إلى ضمان عدم التعدي على الحرمات الإسلامية، وتجريم الاساءة إلى ثوابت الدين والملاحقة القضائية والقانونية للمتجاوزين من غير المسلمين أو من المنتسبين إلى الإسلام، وتحميلهم المسؤولية الشرعية، والتنسيق مع اللجان الاهلية والحكومية العاملة في المجال نفسه من أجل توحيد الجهود وتعزيزها وقد بادر بعض القانونيين في كلية الحقوق في الكويت بتقديم مشروع متكامل في هذا الصدد.
• ثاني عشر: التركيز على الجهود الدعوية الرامية إلى تعريف الغربيين بالإسلام: يؤكد المؤتمر على أهمية الجهود الدعوية في الدفاع عن حرمات الأمة عن طريق تعريف الغربيين بالإسلام من خلال البرامج الإعلامية والفكرية الموجهة، والقنوات الفضائية المتخصصة في مخاطبة الغرب، والتركيز على مخاطبتهم بالأساليب الدعوية المناسبة للشخصية الغربية.
• ثالث عشر: أهمية دور الجاليات الإسلامية في الغرب: يوصي المؤتمر بالاستفادة من الجاليات المسلمة في الغرب كخط دفاع أول في مواجهة ظاهرة التطاول، كما يدعو المؤتمر إلى دعم الجاليات والتواصل معها والحرص على وحدة كلمتها وتنسيق جهودها، ودعوتها إلى التركيز على نشر الاسلام بصورته المشرقة.
• رابع عشر: الاهتمام بجوانب الآداب والفنون لمواجهة ظاهرة التطاول على حرمات الاسلام: يرى المؤتمر ان ظاهرة التطاول على الإسلام وحرماته قد استغلت بعض مجالات الآداب والفنون، وأن التصدي لها يقتضي تشجيع العاملين في المجالات الأدبية والفنية في العالم الإسلامي لتوظيف تلك المجالات واستخدامها في الدفاع عن الإسلام وتعظيم حرماته وشعائره.
• خامس عشر: مطالبة المنصفين من عقلاء الغرب بالإعلان عن مواقفهم: يطالب المؤتمر قادة الرأي وصناع القرار في الغرب بتحري الموضوعية والانصاف فيما يتعلق بقضايا العالم الإسلامي الحضارية، ويرى المؤتمر ان تخلف العقلاء من قادة الفكر والرأي في الغرب عن ذلك قد يعد تأييدا لمواقف المعتدين. وقد تم تشكيل لجنة من بعض حضور المؤتمر لإعداد رسالتين: الأولى موجهة إلى قادة الغرب ومفكريه، أعدت مسودتها الأولى بعنوان:
(موقفنا من تجاوزاتكم)، وما زالت في مرحلة الصياغة، والثانية: موجهة إلى بابا الفاتيكان لرد افتراءاته الأخيرة.
• سادس عشر: أهمية عقد ورش عمل حول التوصيات، وتحويل نتائج المؤتمر إلى خطط وبرامج عملية يوصي المؤتمر بالتنسيق والتكامل بين المؤسسات الإسلامية العاملة في هذا الشأن، ويعتزم منظمو المؤتمر - بإذن الله - عقد ورش عمل لتحويل التوصيات الخاصة بالمؤتمر إلى برامج عملية تساهم في الحد من هذه الظاهرة، وتتكامل مع قرارات وتوصيات المؤتمرات الإسلامية السابقة.
• سابع عشر: تكوين لجنة خاصة بمتابعة توصيات المؤتمر من اللجان المنظمة.
ختاماً: يحث المؤتمر العملاء والمصلحين على تربية أبناء الأمة على التفاؤل والايجابية والاعتزاز بالهوية وتعظيم النصوص الشرعية والوقوف عند حدودها. ونسأل الله عز وجل ان يعز دينه وينصر أولياءه، ويبارك في هذا الجمع المبارك. والحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
وكان مساء اول من امس شهد ندوة حملت عنوان «تقويم تجربة الامة بعد ازمات التطاول على الثوابت»، استهلها الداعية الاسلامي رائد حليحل بقوله ان «نصرة الدين الإسلامي ونبينا صلى الله عليه وسلم واجب على كل مسلم كل في موقعه، الا انها من الامور الجسام العظام التي لابد من احالتها إلى ولاة الامر لانهم الاقدر والاجدر والاولى بالقيام بذلك».
ومن جانبه، قال الدكتور الشريف حاتم بن عارف ان «ما نشاهده اليوم بام اعيننا، لانتشار الاسلام هو بقدر عرضه والدعوة اليه. وانه ما حضرت صورة الإسلام بصفائها الا استطاعت ان تملك القلوب وتملأ العيون، فلا يستطيع من شاهدها الا بان يقف امامها مبهورا مشدوها بذلك الجمال والكمال والعظمة، فاما ان تتقد الفطرة فيه فيدخل في دين الله تعالى، او ان تغلبه الاهواء فينكص على عقبيه، ليزداد قلبه ظـلاما بهذا العناد، وتنقبض نفسه ضيقا على ضيق، وتضل نداءات فطرته في مهالك ظلمه لنفسه، لتكون الما على الم وحسرة على حسرة: (ونقلب افئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون)».
ومن جانبه، قال الدكتور عادل الشدي ان «المسلمين يتحلون بعواطف ومشاعر عالية جدا نحو مقدساتهم، وفي مقدمها: دينهم ونبيهم وكتابهم، وبغض النظر عن مستوى التدين والالتزام ما بين سابق بالخيرات ومقتصد، وظالم لنفسه، فان تلك العاطفة تجيش بمجرد ان تمس احدى تلك المقدسات، وهذا، في ظاهر الامر وحقيقته، امر طيب ومطلوب، لكن المحذور يكمن في حال عدم انضباط تلك العاطفة بحيث تؤدي إلى نتائج غير مرضية، وهذا ما حدث في واقع الامر عندما تعرض رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم للاستهزاء والطعن من قبل بعض وسائل الإعلام الغربية، فقد خرج بعض المسلمين عن النهج الصحيح في الرد على هذا العدوان». ومن جانبه، قال الدكتور ناصر العمر «لا يخفى على احد ما وصلت اليه الامة في هذا الزمان من ضعف وهوان اغرى اعداءها فتكالبوا عليها تكالب الاكلة على قصعتها، مصداقا لما اخبر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث ثويان حيث قال عليه السلام: (يوشك الأمم ان تداعى عليكم كما تداعى الاكلة إلى قصعتها. فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل انتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن. فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت)».
ومن جانبه، قال الدكتور عبدالوهاب الدليمي ان «الجامعات الاسلامية معدودة في صفوة الامة بعد ان حملت على عاتقها القيام بالدعوة إلى الله عز وجل، وارتضت لنفسها ان تكون من اصحاب الوراثة النبوية، وصارت في مرتبة القدوة والاسوة لغيرها، فكل مواقفها محسوبة على الاسلام... من اجل ذلك فاننا نقول لاخواننا في الجامعات الاسلامية، احذروا كل سبب يؤدي إلى الصراع فيما بينكم، وان تكونوا سببا في الاختراق من عدوكم، ولا يغرنكم الانتماء إلى اي جماعة من الجماعات، فالجماعات وسيلة وليست غاية وان المؤسسات قد تنشأ ويقيمها اصحابها من اجل تحقيق اهداف كبيرة ولكنها ما تلبث -احيانا- ان ينسى اصحابها اهدافهم الجسيمة، عندما يخافون على مؤسساتهم من الضياع والاندثار، فيتحول الهم -حينئذ- إلى الهم على الحفاظ على المؤسسات، وتغيب من الاذهان -او تضعف- العناية بالاهداف التي ما قامت المؤسسات في الاصل الا لتكون وسيلة لتحقيقها.
كتب سالم الشطي
اوصت لجنة مؤتمر تعظيم حرمات الاسلام بسبع عشرة توصية حرصت جميعها على تفعيل الدفاع عن حرمات الامة وتعظيم الدين الاسلامي والعمل على وحدة الصف والتقريب بين المسلمين خلال احتفال اقيم مساء اول من امس بالهيئة الخيرية الاسلامية العالمية بمناسبة اعلان البيان الختامي لمؤتمر تعظيم حرمات الاسلام الذي انهى فعالياته الاثنين الماضي.
وفيما يلي نص البيان الصادر عن اللجنة: انتهت بحمد الله في يوم الاربعاء الخامس من شهر الله المحرم لعام 1428هـ الموافق للرابع والعشرين من شهر يناير لعام 2007م، فعاليات مؤتمر (تعظيم حرمات الاسلام) المنعقد في الكويت بتنظيم مجلة البيان ومبرة الاعمال الخيرية، حضر المؤتمر جمع من علماء الامة ودعاتها ومثقفيها، لتداول الاراء حول ظاهرة التطاول على حرمات الاسلام، والبحث عن اسبابها ودوافعها، واقتراح سبل مواجهتها والحد من اثارها، وبهذه المناسبة يتقدم منظمو المؤتمر بالشكر والتقدير لوزارة الاوقاف الكويتية لرعايتها للمؤتمر، ومساندتها لفعالياته، وكذلك نشكر العلماء والدعاة وجمهور المشاركين ممن استجابوا للدعوة الى هذا المؤتمر، وشاركوا في جلساته.
تناول المؤتمر بالبحث والتمحيص مظاهر الاستهانة بدين الاسلام ورموزه وحرماته، من بعض الجهات التي لا تدين بالاسلام وتعاديه، او تنتسب اليه لكن لا تعظم شعائره، ورأى المشاركون ان ردة افعال العالم الاسلامي تجاه تلك التصرفات - رغم ما شاب القليل من تلك الردود من العواطف غير المنضبطة بضوابط الشرع - إلا ان مجمل مواقف ابناء الامة وعلمائها تثبت في كل مرة انها امة لاتزال حية الوجدان، يقظة البصيرة امام ما يحاك ضد دينها وقرآنها ورسولها وشريعتها، وان كانت الظروف والملابسات وتطور الاحداث لا تسمح لها في كل الاحوال ان تحول احتجاجاتها العارضة، الى سياسة عامة مستمرة ذات تأثير قوي في رد التعدي، ومجابهة التحدي.
ان المؤتمر يثمن في هذا السياق الجهود التي تقوم بها المؤسسات الاسلامية في الدفاع عن حرمات الامة، مثل جهود «اللجنة العالمية لنصرة خاتم البرية صلى الله عليه وسلم»، و«البرنامج العالمي للتعريف بنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم» ومنظمة النصرة العالمية، وغيرها من المنظمات والمجلات والقنوات الفضائية والمواقع الالكترونية والمبادرات الشخصية وهي اكثر من ان تحصى، ورغم اهمية العديد من المؤتمرات التي عقدت لبحث الاساءات المتكررة، والبيانات التي صدرت في التنديد بالاساءات والمظاهرات التي خرجت للتعبير عن المشاعر، إلا ان الامر لايزال في حاجة الى آليات اكثر تأثيرا واوسع بلاغا، ولهذا فإن حضور المؤتمر يرون ويوصون بما يلي:
• اولا: حق الامة الاسلامية في الدفاع عن دينها وحرماتها: يدعم المؤتمر حق جموع الامة في الدفاع عن عقيدتها وشريعتها بكل السبل المشروعة سياسيا واقتصاديا وثقافيا، ويدعو الى استثمار عاطفة الجماهير وتوجيهها نحو الوسائل الارشد، ويحث المسؤولين على التكاتف مع الشعوب الاسلامية وحماية هويتها وحرماتها وقيمها من حالات التجاوز والتطاول على الثوابت داخل ديار المسلمين والتي تعد احد اسباب زيادة جرأة بعض غير المسلمين على حرمات الامة ورموزها.
• ثانيا: التعدي على الحرمات نقطة فاصلة في علاقة الامة بغيرها يؤكد المؤتمر ان الاعتداء على الثوابت والشعائر، سواء كان ذلك من الداخل ام من الخارج، يعتبر اعتداء على جميع الامة، تجب الحيلولة دونه، كما ان القيام بهذه الواجبات ينبغي ان يكون فرصة للاجتماع والائتلاف على القواسم المشتركة بين الاسلاميين على اختلاف بلدانهم وتوجهاتهم.
• ثالثا: الاعتداء على الانسان المسلم اعتداء على جموع الامة: يؤكد المؤتمرون على ان حرمة الانسان في الاسلام هي من اعظم الحرمات، ولهذا فإن الاعتداء على ارواح واعراض واموال المسلمين هو انتهاك لحرمات الشريعة وحدودها، (والمسلمون يسعى بذمتهم ادناهم) لذا يطالبون لاجل ذلك بالكف عن الاستهانة بالدم المسلم من المعتدين ومن يساندونهم.
• رابعا: التحرك العملي البناء لحماية حرمات الامة: مع ما يركز عليه المؤتمر من التأكد على رفض كل انواع الاعتداء تجاه عقيدة المسلمين وشريعتهم، فإنه يوصي بتحويل ذلك الرفض النظري الى تحرك عملي جاد ومستمر على المستويات الرسمية والشعبية، لاظهار ان الامة الاسلامية لا تقبل المساس بمقدساتها وحرماتها، كما يرى المؤتمر ان تفعيل جهود المقاطعة الديبلوماسية والاقتصادية والثقافية للجهات المصرة على مواقفها العدائية هو احد السبل الناجعة في العلاج.
• خامسا: اهمية تضافر الجهود الاعلامية والفكرية والثقافية للتأكيد على مكانة الانبياء: ينظر المؤتمرون بقلق بالغ لظاهرة انتشار الاستهزاء بانبياء الله صلوات الله عليهم في وسائل الاعلام الغربية تحديدا، ومن خلال العديد من المواقع الالكترونية الغربية، ومن خلال الكثير من الاعمال الفكرية والفنية والثقافة في الحياة الغربية المعاصرة، وصاحب ذلك تزايد نفس الظاهرة في بعض المنتديات الفكرية العربية ومن خلال عدد من وسائل الاعلام العربية ايضا، لذا يوصي المؤتمر ان تتضافر الجهود من اجل الحفاظ على منزلة ومكانة الانبياء، ولسن الانظمة الدولية التي ترعى حرمتهم، وتصونها من العبث الفكري والاعلامي والثقافي، وان تكون الامة الاسلامية في طليعة المطالبين بذلك.
• سادساً: إنشاء ودعم مراكز الدراسات المتخصصة في دراسات الاستشراق والغرب: يرى المؤتمر ان الأمة الإسلامية تعاني من ندرة المراكز الفكرية المتخصصة في التعرف على الفكر الغربي، والقادر على التصدي للمواقف الفكرية والاعلامية والثقافية الغربية التي تنال من حرمات الأمة، أو تعتدى على شعائرها ورموزها. لذا يوصي المؤتمر بأن تعنى الأمة في المرحلة المقبلة بإنشاء العديد من المراكز الفكرية والإعلامية المتخصصة في فهم الغرب، وفي توجيه دفة التعامل مع الفكر الغربي، ومع المواقف الإعلامية الغربية التي تؤثر على الأمة الإسلامية سلباً أو ايجاباً. كما يرى المؤتمر أهمية ايجاد فريق عمل فكري يوصف أفراده بالعلم الشرعي والاطلاع الفكري على الغرب وامتداداته في بلاد المسلمين لإدارة هذه المواجهة الفكرية بكفاءة.
• سابعاً: إصدار دراسات متخصصة في استراتيجيات الأمة في تحجيم الإساءات الموجهة ضد دينها وحرماتها: إن قسماً كبيراً من أسباب قلة تأثير مواقفنا المعارضة لتلك التصرفات المعادية، يعود إلى نوع من القصور يشوب فهم دوافع المعتدين والمتجرئين على ديننا وثوابتنا، وهو ما يؤدي إلى بعض التضارب والتناقض في المواقع، لذا يوصي المؤتمر باعتبار ما طرح في فعالياته من أفكار ورؤى وتصورات منطلقاًَ لمزيد من التعمق في دراسة تلك الظاهرة ودوافعها وأبعادها، على أن تتحول فيما بعد إلى دراسات شاملة تكشف جوانب الموضوع، وتطرح استراتيجيات التعامل معه.
• ثامناً: أهمية تفاعل الحكومات والمؤسسات الرسمية مع بقية الأمة: يطالب المؤتمر الحكومات العربية والإسلامية، والهيئات والفعاليات السياسية والديبلوماسية، باتخاذ مواقف للتعبير عن دين الأمة وهويتها، إذ لا يعقل أن يكون كثير من ردود الأفعال الرسمية تجاه التدخل في تفاصيل الشؤون الداخلية، أهم وأكبر من اقتحام واستباحة حرمات الأمة كلها من أطراف خارجية أو داخلية، والمؤتمر يعد عدم التفاعل الرسمي من البعض في مواجهة تكرار هذه الإساءات لأمتنا نوعاً من الاخلال بأمانة المسؤولية وتكاليف النيابة عن الأمة.
• تاسعاً: ضرورة تأكيد مناهج الدراسة في العالم الإسلامي على تعظيم الحرمات، واحترام الأنبياء والاقتداء بالصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، يتقدم المؤتمر بدعوة إلى وزارات التربية والتعليم في العالم الإسلامي، والى القائمين على مسيرة تطوير مناهج التعليم في الأمة الإسلامية للتأكيد على تعظيم الشعائر والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، والصحابة رضي الله عنهم من خلال البرامج التعليمية التي تربي الأجيال الناشئة من الأمة على تعظيم حرمات الإسلام.
• عاشراً: دعوة وسائل الإعلام في الدول العربية والاسلامية إلى تعظيم حرمات الإسلام والمسلمين، وعدم استفزاز عموم الأمة بالتطاول على الثوابت: ينكر المؤتمر على بعض وسائل الإعلام في الدول العربية والاسلامية انسياقها مع الحملات المغرضة في التهجم على حرمات الإسلام وشعائره ورموزه ويوصي بالمواجهة الرسمية والشعبية الحاسمة لهذه الحملات، ومنع استمرارها بالطرق الشرعية الممكنة. كما يوصي المؤتمر القائمين على وسائل الإعلام العربي والاسلامي ان يكونوا درعاً للأمة في صد الحملات الخارجية، وألا يتحول البعض منهم إلى سلاح ضد الأمة بدلاً من أن يكون سلاحاً لها، ويشكر المؤتمر الاخوة التجار الذين تفاعلوا مع جلسات المؤتمر وتكفلوا بإنشاء قناة فضائية خاصة بتعظيم حرمات الإسلام.
• حادي عشر: إنشاء لجنة إسلامية قانونية للدفاع عن الحرمات الإسلامية، يوصي المؤتمر بتكوين لجنة قانونية متخصصة تسعى إلى ضمان عدم التعدي على الحرمات الإسلامية، وتجريم الاساءة إلى ثوابت الدين والملاحقة القضائية والقانونية للمتجاوزين من غير المسلمين أو من المنتسبين إلى الإسلام، وتحميلهم المسؤولية الشرعية، والتنسيق مع اللجان الاهلية والحكومية العاملة في المجال نفسه من أجل توحيد الجهود وتعزيزها وقد بادر بعض القانونيين في كلية الحقوق في الكويت بتقديم مشروع متكامل في هذا الصدد.
• ثاني عشر: التركيز على الجهود الدعوية الرامية إلى تعريف الغربيين بالإسلام: يؤكد المؤتمر على أهمية الجهود الدعوية في الدفاع عن حرمات الأمة عن طريق تعريف الغربيين بالإسلام من خلال البرامج الإعلامية والفكرية الموجهة، والقنوات الفضائية المتخصصة في مخاطبة الغرب، والتركيز على مخاطبتهم بالأساليب الدعوية المناسبة للشخصية الغربية.
• ثالث عشر: أهمية دور الجاليات الإسلامية في الغرب: يوصي المؤتمر بالاستفادة من الجاليات المسلمة في الغرب كخط دفاع أول في مواجهة ظاهرة التطاول، كما يدعو المؤتمر إلى دعم الجاليات والتواصل معها والحرص على وحدة كلمتها وتنسيق جهودها، ودعوتها إلى التركيز على نشر الاسلام بصورته المشرقة.
• رابع عشر: الاهتمام بجوانب الآداب والفنون لمواجهة ظاهرة التطاول على حرمات الاسلام: يرى المؤتمر ان ظاهرة التطاول على الإسلام وحرماته قد استغلت بعض مجالات الآداب والفنون، وأن التصدي لها يقتضي تشجيع العاملين في المجالات الأدبية والفنية في العالم الإسلامي لتوظيف تلك المجالات واستخدامها في الدفاع عن الإسلام وتعظيم حرماته وشعائره.
• خامس عشر: مطالبة المنصفين من عقلاء الغرب بالإعلان عن مواقفهم: يطالب المؤتمر قادة الرأي وصناع القرار في الغرب بتحري الموضوعية والانصاف فيما يتعلق بقضايا العالم الإسلامي الحضارية، ويرى المؤتمر ان تخلف العقلاء من قادة الفكر والرأي في الغرب عن ذلك قد يعد تأييدا لمواقف المعتدين. وقد تم تشكيل لجنة من بعض حضور المؤتمر لإعداد رسالتين: الأولى موجهة إلى قادة الغرب ومفكريه، أعدت مسودتها الأولى بعنوان:
(موقفنا من تجاوزاتكم)، وما زالت في مرحلة الصياغة، والثانية: موجهة إلى بابا الفاتيكان لرد افتراءاته الأخيرة.
• سادس عشر: أهمية عقد ورش عمل حول التوصيات، وتحويل نتائج المؤتمر إلى خطط وبرامج عملية يوصي المؤتمر بالتنسيق والتكامل بين المؤسسات الإسلامية العاملة في هذا الشأن، ويعتزم منظمو المؤتمر - بإذن الله - عقد ورش عمل لتحويل التوصيات الخاصة بالمؤتمر إلى برامج عملية تساهم في الحد من هذه الظاهرة، وتتكامل مع قرارات وتوصيات المؤتمرات الإسلامية السابقة.
• سابع عشر: تكوين لجنة خاصة بمتابعة توصيات المؤتمر من اللجان المنظمة.
ختاماً: يحث المؤتمر العملاء والمصلحين على تربية أبناء الأمة على التفاؤل والايجابية والاعتزاز بالهوية وتعظيم النصوص الشرعية والوقوف عند حدودها. ونسأل الله عز وجل ان يعز دينه وينصر أولياءه، ويبارك في هذا الجمع المبارك. والحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
وكان مساء اول من امس شهد ندوة حملت عنوان «تقويم تجربة الامة بعد ازمات التطاول على الثوابت»، استهلها الداعية الاسلامي رائد حليحل بقوله ان «نصرة الدين الإسلامي ونبينا صلى الله عليه وسلم واجب على كل مسلم كل في موقعه، الا انها من الامور الجسام العظام التي لابد من احالتها إلى ولاة الامر لانهم الاقدر والاجدر والاولى بالقيام بذلك».
ومن جانبه، قال الدكتور الشريف حاتم بن عارف ان «ما نشاهده اليوم بام اعيننا، لانتشار الاسلام هو بقدر عرضه والدعوة اليه. وانه ما حضرت صورة الإسلام بصفائها الا استطاعت ان تملك القلوب وتملأ العيون، فلا يستطيع من شاهدها الا بان يقف امامها مبهورا مشدوها بذلك الجمال والكمال والعظمة، فاما ان تتقد الفطرة فيه فيدخل في دين الله تعالى، او ان تغلبه الاهواء فينكص على عقبيه، ليزداد قلبه ظـلاما بهذا العناد، وتنقبض نفسه ضيقا على ضيق، وتضل نداءات فطرته في مهالك ظلمه لنفسه، لتكون الما على الم وحسرة على حسرة: (ونقلب افئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون)».
ومن جانبه، قال الدكتور عادل الشدي ان «المسلمين يتحلون بعواطف ومشاعر عالية جدا نحو مقدساتهم، وفي مقدمها: دينهم ونبيهم وكتابهم، وبغض النظر عن مستوى التدين والالتزام ما بين سابق بالخيرات ومقتصد، وظالم لنفسه، فان تلك العاطفة تجيش بمجرد ان تمس احدى تلك المقدسات، وهذا، في ظاهر الامر وحقيقته، امر طيب ومطلوب، لكن المحذور يكمن في حال عدم انضباط تلك العاطفة بحيث تؤدي إلى نتائج غير مرضية، وهذا ما حدث في واقع الامر عندما تعرض رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم للاستهزاء والطعن من قبل بعض وسائل الإعلام الغربية، فقد خرج بعض المسلمين عن النهج الصحيح في الرد على هذا العدوان». ومن جانبه، قال الدكتور ناصر العمر «لا يخفى على احد ما وصلت اليه الامة في هذا الزمان من ضعف وهوان اغرى اعداءها فتكالبوا عليها تكالب الاكلة على قصعتها، مصداقا لما اخبر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث ثويان حيث قال عليه السلام: (يوشك الأمم ان تداعى عليكم كما تداعى الاكلة إلى قصعتها. فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل انتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن. فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت)».
ومن جانبه، قال الدكتور عبدالوهاب الدليمي ان «الجامعات الاسلامية معدودة في صفوة الامة بعد ان حملت على عاتقها القيام بالدعوة إلى الله عز وجل، وارتضت لنفسها ان تكون من اصحاب الوراثة النبوية، وصارت في مرتبة القدوة والاسوة لغيرها، فكل مواقفها محسوبة على الاسلام... من اجل ذلك فاننا نقول لاخواننا في الجامعات الاسلامية، احذروا كل سبب يؤدي إلى الصراع فيما بينكم، وان تكونوا سببا في الاختراق من عدوكم، ولا يغرنكم الانتماء إلى اي جماعة من الجماعات، فالجماعات وسيلة وليست غاية وان المؤسسات قد تنشأ ويقيمها اصحابها من اجل تحقيق اهداف كبيرة ولكنها ما تلبث -احيانا- ان ينسى اصحابها اهدافهم الجسيمة، عندما يخافون على مؤسساتهم من الضياع والاندثار، فيتحول الهم -حينئذ- إلى الهم على الحفاظ على المؤسسات، وتغيب من الاذهان -او تضعف- العناية بالاهداف التي ما قامت المؤسسات في الاصل الا لتكون وسيلة لتحقيقها.