جمال
01-25-2007, 08:21 AM
الداعية الحسيني: علاقة آل بيت النبي الأطهار بالصحابة الأخيار علاقة مودة وتراحم أفضت إلى مصاهرات ونسب كريم
كتب عبدالله متولي
استضاف قطاع المساجد بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الداعية الإسلامي الشيخ الشريف حسن الحسيني من مملكة البحرين ليلقي مجموعة من المحاضرات في «الملتقى» الذي نظمه القطاع في الفترة من 20 - 22/1/2007، تحت عنوان: «آل البيت والصحابة محبة وقرابة».
جاء هذا الملتقى من منطلق حرص قطاع المساجد على توفير سبل العلم النافع للمسلم من مؤتمرات ومحاضرات وندوات وخواطر إيمانية ولقاءات وغيرها، من الأعمال التي تساعد المسلم على اكتشاف درب الله والسير فيه. من هذا المنطلق يقوم القطاع باستضافة افضل العلماء والدعاة الاجلاء في اطار المشروع الثقافي» الذي يتبناه قطاع المساجد لتفعيل دور المسجد الثقافي والتنويري والتربوي والتعليمي هذا الدور الذي اضطلع به المسجد منذ فجر الإسلام.
قدم الشيخ الحسيني خلال «الملتقى» ثلاث محاضرات، الأولى: جاءت تحت عنوان «المصلح العظيم... سيرة الامام الحسن» وقد ألقاها في مسجد (مطلق الخزام) بمنطقة الفحيحيل يوم السبت 20/1/2007.
الثانية: كانت بعنوان «في رحاب آل البيت» وقد ألقاها في مسجد (شريح القاضي) بمنطقة الجهراء يوم الأحد 21/1/2007.
الثالثة: وكانت المحاضرة الثالثة والاخيرة بعنوان «الصادق والصدّيق» وألقاها بمسجد (الراشد) بمنطقة العديلية يوم الاثنين 22/1/2007.
وعلى هامش «الملتقى» كان لنا لقاء سريع ومختصر مع الداعية الإسلامي الشريف حسن الحسيني وتعرفنا عليه وعلى دوافعه لدخول مجال الدعوة كما تعرفنا على رأيه في بعض الامور التي تتعلق بالدعوة والداعية والمسجد، فأشار الى ان بحر الدعوة دخله بعض مدعي العلم وهم يجهلون الخوض فيه واعتبر هذا الامر أضر كثيرا بالبيت المسلم، واثر على العامة.
وعن دور المسجد في الإسلام اوضح ان المسجد أعظم منبر لدعوة الناس وتوصيل الافكار الصحيحة لهم وتصحيح اخطائهم.
وبسؤاله كيف يكون إمام المسجد جاذبا وليس طاردا قال: عليه ان يكون ملما بمشكلات مجتمعه، وان يكون له برنامج منتظم في دروسه وخطبه، وان يتمثل القدوة الحسنة، وان يكون أمينا في معالجته للأمور.
وعلق الحسيني على ما يسميه البعض (الفتنة الطائفية) بقوله نحن في حاجة الى وحدة المسلمين سنة وشيعة وصوفية وغيرها من الجماعات، واذا كان من الصعب ان تتخلى كل جماعة عن تراثها فلماذا لا نلتقي عند نقطة نتفق عليها جميعا وهي القرآن الكريم؟!
واشاد الحسيني بما رأى عليه مساجد الكويت من عمارة وتشييد وحضور جماهيري يتفاعل مع المحاضر، كما ثمن الدور الذي يقوم به قطاع المساجد عبر مشروعه الثقافي لتفعيل دور المسجد الذي اضطلع به منذ فجر الإسلام.
وإليك عزيزي القارئ مقتطفات من المحاضرات التي ألقاها الشيخ حسن الحسيني في ملتقى «آل البيت والصحابة محبة وقرابة» وتفاصيل الحوار الذي أجريناه معه... فتابع معنا:
في المحاضرة الأولى التي كانت بعنوان «المصلح العظيم... سيرة الإمام الحسن» تطرق فيها الى التعريف بالإمام الحسن بن علي رضي الله عنهما وقال: ان شخصية أمير المؤمنين الحسن صفحة مشرقة في تاريخ الزمن، انه إمام من الائمة الذين يجب على الأمة: ان تهتدي بأقوالهم، وتتأسى بأفعالهم، فسيرته من اقوى مصادر الايمان والعاطفة، والفهم السليم لهذا الدين العظيم!
من هو الإمام الحسن؟
هو أبو محمد الحسن، بن أمير المؤمنين علي بن ابي طالب، بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف الهاشمي القرشي، المدني الشهيد، خامس الخلفاء، سبط المصطفى وريحانته من الدنيا، وهو سيد شباب أهل الجنة، وأحد اثنين انحصرت بهما ذرية النبي وأحد الاربعة الذين باهل بهم رسول الله نصارى نجران.
ثم انتقل الحسيني الى الحديث عن السيدة فاطمة الزهراء الامة العظيمة التي انجبت العظماء، ومولد الإمام الحسن في شهر رمضان المبارك سنة ثلاث من الهجرة النبوية، وكيف عمت الفرحة بيت فاطمة رضي الله عنها، كما عمرت الفرحة جده صلى الله عليه وسلم وبدا عليه الارتياح وعانقه الانشراح.
وكيف تمتع الحسن رضي الله عنه بمكانة عظيمة وتقدير عال من جده صلى الله عليه وسلم، فقد انشأه في احضانه، ورباه بأخلاقه وعدالته، وعلمه من يسره وسماحته، فأصبح مفطورا على أخلاقه وآدابه.
وقد قال عنه جده صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابو بكر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر، والحسن الى جنبه، ينظر الى الناس مرة وإليه مرة ويقول: ان ابني هذا سيد، ولعل الله ان يصلح به بين فئتين من المسلمين.
وكما كانت مكانة الحسن عند جده كانت مكانته مرموقة لدى الصديق وعثمان وعلي، رضي الله عنهم اجمعين.
وفي سياق حديثه، اشار الحسيني الى حب اهل البيت لعمر رضي الله عنه لما قدمه للإسلام من خدمات جليلة، وليس ادل على ذلك من أن يسمي الامام علي احد ابنائه عمر، وكذلك فعل الحسن والحسين وزين العابدين وموسى الكاظم، وهم بهذا الفعل اظهروا ما يكنونه في صدورهم من حب لعمر بن الخطاب بعد وفاته.
وركز الشيخ الحسيني على قبول الامام الحسن للصلح مع معاوية حقنا لدماء المسلمين، وكيف اظهر الامام الحسن حنكة كبيرة دلت على سعة افقه وبصيرته عندما لم يشأ ان يلتقي المسلمان بسيفيهما، وهو بذلك قد حقق نبوءة جده صلى الله عليه وسلم ان يصلح الله به بين فئتين من المسلمين لقد اثبتت الايام والشهور رسوخ صفة السيادة في الحسن، علمنا نحن معنى السيادة، السيادة التي تقود الأمة الى الريادة، السيادة التي تجمع الكلمة، السيادة التي تحفظ الاموال وتحقن الدماء، السيادة التي تزيل البغضاء والشحناء.
ان السيادة التي لا تصون الحرمات، ولا تحفظ الاموال، ولا تحقن الدماء، هي نوع من الطاغوت الاعمى وتهور الحمقى التي تجلب معها الدمار والخراب والاذلال واليباب وينتهي اصحابها الى غضب الجبار، ولعنة التاريخ!
لقد كان في وسع الحسن ان يخوض حربا لا هوادة فيها ضد معاوية، وكانت شخصيته الفذة من الناحية: السياسية والعسكرية والأخلاقية والدينية، تساعده على ذلك إلا ان الحسن، مال الى الصلح! لماذا؟ لا لذلة ولا لقلة ولا لعلة، وانما لتوحيد الأمة، وحقن الدماء، قال الحسن بن علي: (كانت جماجم العرب بيدي، يسالمون من سالمت، ويحاربون من حاربت، فتركتها ابتغاء وجه الله).
أيها المصلحون، ايها الساسة، أيها القادة، ان الذي ميز الامام الحسن عنا، ان الحسن باشر وخطط، وسعى ونفذ، وتنازل عن حظوظ النفس، في سبيل وحدة المسلمين، فكان بحق المصلح العظيم، بيد اننا اكتفينا بالأحلام، احلام الوحدة الاسلامية، ولم ندرك يوما، ان اقصر طريق لتحقيق الحلم، هو ان نستيقظ!
آل البيت
وفي المحاضرة الثانية التي كانت بعنوان «في رحاب آل البيت» فقد بدأها المحاضر بقوله:
ان من اعظم واجبات الدين: محبة رسول رب العالمين، ومحبة من احبهم من اهله واصحابه، وتوقيرهم واحترامهم والاهتداء بسيرهم، وقد استقرت في نفوس المؤمنين الصادقين، مكانة رفيعة لآل البيت الطاهرين، لقربهم من رسول رب العالمين، واتصالهم بنسبه الشريف، حتى قال ابو بكر رضي الله عنه: (والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله احب الي ان اصل من قرابتي)، رواه البخاري.
من هم أهل البيت؟
اختلف الناس في تحديد (اهل البيت) على اقوال كثيرة، وسأقتصر على ايراد قول جمهور العلماء في هذه المسألة، حرصا على الاختصار، فجمهور العلماء ينصون على ان المراد بأهل البيت هم: الذين حرمت عليهم الزكاة، وهم: بنو هاشم وبنو المطلب: وبنو هاشم هم: آل علي وآل العباس وآل جعفر وآل عقيل وآل الحارث.
واستدلوا بقول النبي كما في صحيح البخاري: (انما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد) وقال ايضا: (انا وبنو المطلب لا نفترق في جاهلية ولا إسلام، وانما نحن وهم شيء واحد، وشبك بين اصابعه) ابو داود.
انتقل بعد ذلك الى الحديث عن مكانة اهل البيت كما تحدث عنها القرآن والسنة، وهي مكانة عظيمة تستدعي محبتهم وتوقيرهم واعطاءهم حقوقهم.
ثم تحدث عن مناقب بعض افراد آل البيت وذكر منهم الامام علي والسيدة فاطمة الزهراء والامام الحسن والإمام الحسين رضي الله عنهم اجمعين.
ثم مناقب زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، بعدها تحدث عن مناقب حمزة بن عبدالمطلب، والعباس بن عبدالمطلب، وعبدالله بن عباس، وجعفر بن ابي طالب، وأم هانئ بنت أبي طالب، رضي الله عنهم اجمعين.
انتقل بعد ذلك الى بيان أحوال الناس في التعامل مع آل البيت فقال:
النصوص تشير الى ان الناس انقسموا عند هذا البيت الكريم الى أصناف: ما بين مفرط ومفرط، وقد هلكا جميعا! ولا شك ان بينهما صنفا ثالثا، وهو المعتدل الذي سلك طريق الوسط، وبيان تلك الاصناف كالتالي:
الصنف الاول: مفرِّطون في حقهم، وهم الجفاة فيهم، البغاة عليهم.
الصنف الثاني: مفرِطون في حبهم، متجاوزون الحد الشرعي فيهم، وهم الغلاة فيهم، وقد احرق امير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه الغلاة الذين غلوا فيه بالنار، اقره ابن عباس، رضي الله عنه على قتلهم، لكنه رأى قتلهم بالسيف بدلا من التحريق.
الصنف الثالث: معتدلون منصفون، مفارقون طريقة الغالين والجافين، فكانوا وسطا بينهما.
وختم الحسيني هذه المحاضرة بقوله:
هذا الذي تقدم من فضائل اهل بيت النبوة هو قطرة من مطرة، لأن محاضرة واحدة لن تستوعب كل فضائل أهل بيت النبوة، وفي الختام احمد الله تعالى، الذي انعم علينا بمحبة آل بيت رسول الله الاطهار، وصحابته الاخيار، حبا شرعيا، وأسأل الله ان يديم علي وعليكم هذه النعمة، وان يحفظ قلوبنا من الغل على احدهم، وألسنتنا من سوء ذكرهم، وان تكون لهجتنا: (ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا انك رؤوف رحيم).
الصادق... والصدِّيق
المحاضرة الثالثة كانت بعنوان «الصادق... والصديق» فقد بدأها المحاضر بقوله:
لقد امتدح الله تعالى نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم عندما قال: (وإنك لعلى خلق عظيم)، فكانت إشارة رائعة الى اهمية الاخلاق الفاضلة، ويأتي في قمة هذه الاخلاق التي حث عليها الله تبارك وتعالى: خلق الصدق، ولعل اصدق ميزان لرقي الامم، صدق افرادها في اقوالهم وأعمالهم، وانها لأزمة كبيرة تلك التي يعاني منها الناس في تعاملهم، وعندما يفقدون الثقة فيما بينهم، لأنهم يفقدون خلق الصدق، وينتشر بينهم خلق الكذب: الكذب في الاقوال والكذب في الاعمال، والكذب في النيات!
انتقل المحاضر بعد هذه المقدمة الى الحديث عن الصديق ابو بكر رضي الله عنه بعرض قدر من سيرته وكم عانى في سبيل صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم وتصديقه وعلق على ذلك بقوله: انه الحب... انه الاخلاص... انه الاتباع، اختصه الله لصحبة نبيه في الهجرة، من دون الصحابة، ودعا المحاضر الحضور لأخذ العبرة والعظة من سيرة ابي بكر الصديق، وفي عبادته وزهده وورعه وعلمه وتقواه وإيمانه.
ثم انتقل بعد ذلك الى سيرة الامام جعفر الصادق واورد الكثير من مناقبه ومآثره، ثم ختم محاضرته بقوله: لماذا الصديق والصادق؟
ان الامام جعفر الصادق هو: ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب رضي الله عنهم، هذا نسبه من جهة ابيه، اما من جهة امه: فأمة ام فروة بنت القاسم بن محمد بن ابي بكر الصديق، وام فروة امها: اسماء بنت عبدالرحمن بن ابي بكر الصديق، ومنه قال الامام جعفر: (ولدني ابو بكر الصديق مرتين).
ولا شك ان الامام جعفر قال قولته هذه من منطلق الافتخار، لا مجرد الاخبار! وإلا لاكتفى بقوله: ان ابا بكر جدي، لكنه لما قال: (ولدني ابو بكر مرتين) اي من جهتين! عرف انه قصد الافتخار فالعرب لا تذكر آباءها إلا على جهة الافتخار، وعلى هذا يجري العرف والعقل عند الناس! فافتخار الصادق بجده، كافتخار النبي بجده، ومن امارات ذلك الافتخار، تشنيع جعفر الصادق على من ينالون من جده ابي بكر الصديق: جاء في سير أعلام النبلاء للذهبي وغيره بسند صحيح: عن سالم بن ابي حفصة قال: قال لي جعفر الصادق: (يا سالم، ابو بكر جدي! أيسب الرجل جده؟... لا نالتني شفاعة محمد في القيامة، ان لم اكن اتولاهما، وابرأ من عدوهما).
وقال الصادق ايضا: (برئ الله ممن تبرأ من ابي بكر وعمر رضي الله عنهما) قال الحافظ الذهبي: «وهذا القول متواتر عن جعفر الصادق، واشهد بالله انه لبار في قوله، غير منافق لأحد...»!
فإذا كان ابو بكر قد لقب بالصديق لصدقه وامانته مع رسول الله، فلا غرو ان يلقب حفيده الامام جعفر بـ (الصادق)، لصدقه في نقل سنة المصطفى، ولم يعرف عنه الكذب في حياته ابدا! ولهذا لقب بالصادق، فكلاهما اشترك في صفة واحدة، ألا وهي: (الصدق)، فلقب الاول بالصديق، والآخر بالصادق.
هذا وقد اطلق النسابون على جعفر الصادق: (عمود الشرف): كما في كتاب سر السلسلة العلوية، للتستري، وسلسلة اعلام الهداية.
فجده لأبيه علي بن ابي طالب، وجده لأمه ابو بكر الصديق رضي الله عنهما، نسب علوي ونسب بكري، وهو نسب لم يجتمع لأحد غيره، اي ان جعفر الصادق يجمع في شرف نسبه بأخذه من بني هاشم من جهة ابيه، واخذه من آل الصديق من جهة امه، وقد تواترت الاخبار في توثيق هذا النسب الكريم، ويمكنكم الرجوع الى: كتاب الارشاد للشيخ المفيد، وتراجم اعلام النساء لمحمد الحائري، وعمدة الطالب لابن عنبة.
ايها الاخوة... لا بد ان ندرك ان آل بيت النبي الذين عاشوا معه، ونهلوا من رحيق تربيته، مثل علي وفاطمة وحمزة وجعفر وامهات المؤمنين والعباس والحسن والحسين عليهم السلام وغيرهم، كانت علاقتهم مع غيرهم من صحابة النبي كأبي بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وسعد وسعيد علاقة تسودها المودة والتراحم وتلك العلاقة في الحقيقة انعكست في الواقع الى مصاهرات ونسب كريم، بين آل البيت الاطهار، والصحابة الاخيار.
وكم سطرت كتب التاريخ! وكم اجمع اصحاب السير، على سلاسل ذهبية، وثقت هذه المصاهرات بين القرابة والصحابة! الامر الذي يوثق هذا التلاحم والعلاقة الحميمية بينهم، وقد استعرضنا مثالا يكرس الوحدة الاسلامية، ويبدد اجواء التباعد، بطيب التقارب، وعطر الالتقاء.
قضايا الأمة
• على هامش «الملتقى» التقينا الداعية الشيخ حسن الحسيني في لقاء سريع ومختصر وسألناه: متى دخلت مجال الدعوة ودافعك الى ذلك؟
- بعد ان يأخذ الإنسان حظه من العلم وان كان طالب العلم لا يتوقف عند حد - يرى ان عليه مسؤولية تبليغ ما تعلم للناس، خصوصا ان المسلم يجب ان يكون مهموما بقضايا امته مشغولا بما تواجهه من عثرات، فقد يجد الانسان نفسه مدفوعا للمشاركة في توعية الناس وتبصريهم لا سيما ان البيئة اصبحت مليئة بالانحرافات وسوء الفهم، ساهم في ذلك كثرة الفضائيات مع التقدم المذهل لشبكة الانترنت وغيرها من الوسائل التي اصبح له دور كبير في افساد الناس وتشويه عقائدهم، وهذا ما يجعل الداعية همه اكبر ومسؤوليته اعظم.
أدعياء العلم
• ألا ترى ان بحر الدعوة دخله البعض من مدعي العلم وهم يجهلون الخوض فيه؟
- هذا كلام صحيح وواقع ولا نستطيع انكاره بل استطيع ان اقول انه من الامور التي اضرت بالبيت المسلم هو ظهور ادعياء العلم وبكثرة على الساحة وهؤلاء إما انهم يدعون المعرفة وهم عنها بعيدون، او انهم يملكون المعرفة لكن يسيئون الفهم والتصرف، فتراهم ينقلون فتاوى في بيئة ما لا تصلح لها، فالخطاب الدعوي في اوروبا يختلف عن دول الخليج، عنه في دول المغرب العربي وهكذا، ولعل هذا الموضوع من الاسباب التي ادت الى حالة الارتباك عند المتلقي، كما ان القنوات الفضائية قد ساهمت بشكل كبير في هذا الامر عندما فتحت المجال لأدعياء العلم بأن يخرجوا للناس ببرامج وأفكار تفتقر الى الدقة والتحقيق السليم بعكس القنوات الدينية مثلا التي لها اهداف محددة وتسعى لتحقيقها ولذلك تراها تدقق في اختيار الداعية الذي يخاطب الناس.
فقه الواقع
• كيف يكون امام المسجد جاذبا وليس طاردا؟
- إمام المسجد او الخطيب لا بد ان يكون منبعثا من مجتمعه، وان يكون ملما بمشكلاته وقضاياه، فقيها بواقعه، فتكون خطبه ودروسه منصبة في معالجة هذا الواقع، وان يكون له برنامج في مخاطبة الناس وتصحيح افكارهم وسلوكياتهم، وبهذا يستطيع ان يسحب من ليس لديهم رغبة في دخول المسجد، وحتى يكون جاذبا اكثر يحتاج الى عمل وليس الى كلمات فلا بد ان يكون الداعية قدوة حسنة لجمهور المسلمين ورواد المسجد وان يدرس حياة الصحابة الكرام وآل البيت الاطهار وكيف تأثروا بقدوتهم ومعلمهم وقدوة البشرية جمعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما ان الامام او الخطيب حتى يكون قدوة حسنة يقتدي به الناس عليه ان يكون امينا حتى يصدقه الناس ويثقوا به، اذا فعل هذا واخلص النية من المؤكد سيكون جاذبا ولن يكون طاردا ابدا.
فتنة طائفية
• يظهر في الأفق جذوة تستعر لتشعل نار الطائفية في الأمة الإسلامية وهناك من يحاول اذكاءها، كيف نطفئ هذه الفتنة كما يحلو للبعض تسميتها؟
- نحن في حاجة الى وحدة المسلمين سنة وشيعة وصوفية وغير ذلك من المسميات وان كان من الصعب ان تتخلى كل جماعة عن تراثها، لكن لماذا لا نلتقي عند نقطة نتفق فيها جميعا وهي القرآن الكريم الذي امرنا الله تعالى ان نتمسك ونعتصم به؟ فهو حبل الله المتين من اهتدى به هدي، ومن تمسك به عصم، نحن في حاجة إلى ان نقترب من نقطة الالتقاء ولا نبتعد عنها حتى لا تتسع الشقة، فتصبح الفرصة سانحة للمتربصين بالامة ليدخلوا منها لينفثوا احقادهم في نار الفرقة والطائفية فتصبح كالذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون كما اخبرنا رب العزة في كتابه العزيز، واذا تفرقنا ضعفت شوكتنا وكثرت عثراتنا فنتحول الى لقمة سائغة يلوكها اعدائنا وقتما شاءوا، ان القضاء على نزعة الطائفية والحد من اتساع رقعتها يحتاج منا الى فهم القرآن الكريم كما فهمه الصحابة الكرام وآل البيت الاطهار الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض.
مساجد الكويت
• خلال زيارتك القصيرة للكويت... كيف رأيت مساجدها؟
- رأيتها بخير عظيم، تعمر بروادها وقد لمست تجاوبا وتفاعلا كبيرين منهم اثناء إلقاء المحاضرات ما يدل على ان مساجد الكويت تؤدي دورها الثقافي والتنويري، وان كنت لم ازر الا عددا قليلا من المساجد الا انني استطيع ان اعتبر هذه المساجد دليلا على باقي المساجد من حيث العمارة والتشييد وهذا يدل على ان الكويت كدولة ووزارة الاوقاف ممثلة في قطاع المساجد تولي عمارة المساجد وتشييدها وصيانتها اولوية كبيرة، تستحق الاشادة لأن التيسير على الناس في عبادتهم امر عظيم وواجب ديني، نتمنى لهم التوفيق ومزيدا من العطاء، فطوبى لمن سخر جهده خدمة لبيوت الله وراحة عباده.
مشروع ثقافي
• وكيف ترى المشروع الثقافي للمسجد الذي ينفذه قطاع المساجد؟
- حسبما اعلم وبقدر ما رأيت فإن المشروع الثقافي الذي يقوم على تنفيذه قطاع المساجد في دولة الكويت مشروع متميز يعيد الى المسجد دوره الذي تراجع كثيرا من خلال ما يقدمه هذا المشروع من انشطة وفعاليات ثقافية وتربوية، وحسبما اعلم فإن هذا المشروع يهدف الى جعل الخطاب في المسجد ينهج نهجا وسطا يحقق التآلف ويجمع الامة ويعمل على اظهار الصورة السمحة للدين الاسلامي الحنيف ودعوة الناس بالحكمة والموعظة الحسنة وتثقيف المسلمين ثقافة قرآنية ونبوية واذكاء عاطفة الحب بين المسلمين خصوصا وبين بني البشر عامة. كما ان المشروع الثقافي لقطاع المساجد ينبغي ان يعمل على تطهير العقل المسلم من بدع وخرافات في العقيدة، ويتصدى للشبهات التي يثيرها الخصوم، ويحارب الانحرافات الاخلاقية والسلوكية والعقيدية، واعتقد ان الاخوة في قطاع المساجد يضعون هذه الامور نصب اعينهم ويسعون الى تحقيقها من خلال مشروعهم الثقافي المبارك الذي اتمنى له النجاح ولهم التوفيق.
المحاضر في سطور
هو الشريف حسن محمد سعيد الحسيني من مملكة البحرين.
تخرج في المعهد الديني الازهري بمملكة البحرين، ثم انتقل للدراسة في جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية بالسعودية، وأوشك على الانتهاء من دراسات عليا لنيل درجة الماجستير. عمل بالتربية والتعليم في المعهد الذي تخرج فيه.
مهتم بعلوم التجويد والقراءات التي تلقاها عن والده وشيوخ القراءات
مؤسس جمعية الآل والاصحاب بالبحرين
له اهتمام بتراث آل البيت، وله في هذا المجال اصدارات ومحاضرات وندوات
مصاهرات بين آل البيت وآل الصدِّيق
ختم الشيخ حسن الحسيني محاضرته الثالثة بقوله:
وإكمالا لهذا المبحث... لا مانع ان ننهي المحاضرة بجمع من درر المصاهرات بين آل البيت الاطهار، وآل الصدِّيق الاخيار، وهي كما يلي:
-1 فمحمد بن عبدالله رسول الله رأس البيت النبوي: تزوج السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وارضاها بنت ابي بكر الصديق.
-2 الحسن بن علي بن ابي طالب: تزوج حفصة بنت عبدالرحمن بن ابي بكر الصديق رضي الله عنهم.
-3 إسحاق بن جعفر بن ابي طالب: تزوج أم حكيم بنت القاسم بن محمد بن ابي بكر الصديق رضي الله عنهم.
-4 محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن ابي طالب: تزوج ام فروة بنت القاسم بن محمد بن ابي بكر الصديق رضي الله عنهم، وانجبت منه الامام جعفر الصادق.
-5 موسى الجون بن عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن ابي طالب: تزوج من أم سلمة بنت محمد بن طلحة بن عبدالله بن عبدالرحمن بن ابي بكر الصديق رضي الله عنهم وارضاهم.
ومن اللطيف اللافت لنظر كل متأمل، انه في كل هذه المصاهرات الخمس، يكون الزوج من آل البيت الاطهار، والزوجة من آل الصديق الاخيار رضي الله عنهم جميعا، بمعنى ان المبادرة تكون من آل البيت، لأن الرجل هو الذي يخطب الزوجة ويختارها بمحض ارادته، الامر الذي يكشف العلاقة الحميمية بين آل البيت وآل الصدِّيق.
ثم نقول ختاما... ابعد هذه المصاهرات والنسب، يأتي من يشعر بالجفاء بين الشجرتين الطاهرتين، والاسرتين الكريمتين؟ غفر الله لجميع المسلمين وهداهم الى الحق المبين، لذلك كله، نستشعر كم هو مفعم بالروح الايمانية وكم هو باعث على الوحدة الاسلامية والوطنية، مثل هذا التذكير اللطيف ونسأل الله تعالى ان يوفقنا للمزيد! نعم... نحو مزيد مما يجمع قلوب ابناء الأمة من التراث الديني المدفون.
كتب عبدالله متولي
استضاف قطاع المساجد بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الداعية الإسلامي الشيخ الشريف حسن الحسيني من مملكة البحرين ليلقي مجموعة من المحاضرات في «الملتقى» الذي نظمه القطاع في الفترة من 20 - 22/1/2007، تحت عنوان: «آل البيت والصحابة محبة وقرابة».
جاء هذا الملتقى من منطلق حرص قطاع المساجد على توفير سبل العلم النافع للمسلم من مؤتمرات ومحاضرات وندوات وخواطر إيمانية ولقاءات وغيرها، من الأعمال التي تساعد المسلم على اكتشاف درب الله والسير فيه. من هذا المنطلق يقوم القطاع باستضافة افضل العلماء والدعاة الاجلاء في اطار المشروع الثقافي» الذي يتبناه قطاع المساجد لتفعيل دور المسجد الثقافي والتنويري والتربوي والتعليمي هذا الدور الذي اضطلع به المسجد منذ فجر الإسلام.
قدم الشيخ الحسيني خلال «الملتقى» ثلاث محاضرات، الأولى: جاءت تحت عنوان «المصلح العظيم... سيرة الامام الحسن» وقد ألقاها في مسجد (مطلق الخزام) بمنطقة الفحيحيل يوم السبت 20/1/2007.
الثانية: كانت بعنوان «في رحاب آل البيت» وقد ألقاها في مسجد (شريح القاضي) بمنطقة الجهراء يوم الأحد 21/1/2007.
الثالثة: وكانت المحاضرة الثالثة والاخيرة بعنوان «الصادق والصدّيق» وألقاها بمسجد (الراشد) بمنطقة العديلية يوم الاثنين 22/1/2007.
وعلى هامش «الملتقى» كان لنا لقاء سريع ومختصر مع الداعية الإسلامي الشريف حسن الحسيني وتعرفنا عليه وعلى دوافعه لدخول مجال الدعوة كما تعرفنا على رأيه في بعض الامور التي تتعلق بالدعوة والداعية والمسجد، فأشار الى ان بحر الدعوة دخله بعض مدعي العلم وهم يجهلون الخوض فيه واعتبر هذا الامر أضر كثيرا بالبيت المسلم، واثر على العامة.
وعن دور المسجد في الإسلام اوضح ان المسجد أعظم منبر لدعوة الناس وتوصيل الافكار الصحيحة لهم وتصحيح اخطائهم.
وبسؤاله كيف يكون إمام المسجد جاذبا وليس طاردا قال: عليه ان يكون ملما بمشكلات مجتمعه، وان يكون له برنامج منتظم في دروسه وخطبه، وان يتمثل القدوة الحسنة، وان يكون أمينا في معالجته للأمور.
وعلق الحسيني على ما يسميه البعض (الفتنة الطائفية) بقوله نحن في حاجة الى وحدة المسلمين سنة وشيعة وصوفية وغيرها من الجماعات، واذا كان من الصعب ان تتخلى كل جماعة عن تراثها فلماذا لا نلتقي عند نقطة نتفق عليها جميعا وهي القرآن الكريم؟!
واشاد الحسيني بما رأى عليه مساجد الكويت من عمارة وتشييد وحضور جماهيري يتفاعل مع المحاضر، كما ثمن الدور الذي يقوم به قطاع المساجد عبر مشروعه الثقافي لتفعيل دور المسجد الذي اضطلع به منذ فجر الإسلام.
وإليك عزيزي القارئ مقتطفات من المحاضرات التي ألقاها الشيخ حسن الحسيني في ملتقى «آل البيت والصحابة محبة وقرابة» وتفاصيل الحوار الذي أجريناه معه... فتابع معنا:
في المحاضرة الأولى التي كانت بعنوان «المصلح العظيم... سيرة الإمام الحسن» تطرق فيها الى التعريف بالإمام الحسن بن علي رضي الله عنهما وقال: ان شخصية أمير المؤمنين الحسن صفحة مشرقة في تاريخ الزمن، انه إمام من الائمة الذين يجب على الأمة: ان تهتدي بأقوالهم، وتتأسى بأفعالهم، فسيرته من اقوى مصادر الايمان والعاطفة، والفهم السليم لهذا الدين العظيم!
من هو الإمام الحسن؟
هو أبو محمد الحسن، بن أمير المؤمنين علي بن ابي طالب، بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف الهاشمي القرشي، المدني الشهيد، خامس الخلفاء، سبط المصطفى وريحانته من الدنيا، وهو سيد شباب أهل الجنة، وأحد اثنين انحصرت بهما ذرية النبي وأحد الاربعة الذين باهل بهم رسول الله نصارى نجران.
ثم انتقل الحسيني الى الحديث عن السيدة فاطمة الزهراء الامة العظيمة التي انجبت العظماء، ومولد الإمام الحسن في شهر رمضان المبارك سنة ثلاث من الهجرة النبوية، وكيف عمت الفرحة بيت فاطمة رضي الله عنها، كما عمرت الفرحة جده صلى الله عليه وسلم وبدا عليه الارتياح وعانقه الانشراح.
وكيف تمتع الحسن رضي الله عنه بمكانة عظيمة وتقدير عال من جده صلى الله عليه وسلم، فقد انشأه في احضانه، ورباه بأخلاقه وعدالته، وعلمه من يسره وسماحته، فأصبح مفطورا على أخلاقه وآدابه.
وقد قال عنه جده صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابو بكر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر، والحسن الى جنبه، ينظر الى الناس مرة وإليه مرة ويقول: ان ابني هذا سيد، ولعل الله ان يصلح به بين فئتين من المسلمين.
وكما كانت مكانة الحسن عند جده كانت مكانته مرموقة لدى الصديق وعثمان وعلي، رضي الله عنهم اجمعين.
وفي سياق حديثه، اشار الحسيني الى حب اهل البيت لعمر رضي الله عنه لما قدمه للإسلام من خدمات جليلة، وليس ادل على ذلك من أن يسمي الامام علي احد ابنائه عمر، وكذلك فعل الحسن والحسين وزين العابدين وموسى الكاظم، وهم بهذا الفعل اظهروا ما يكنونه في صدورهم من حب لعمر بن الخطاب بعد وفاته.
وركز الشيخ الحسيني على قبول الامام الحسن للصلح مع معاوية حقنا لدماء المسلمين، وكيف اظهر الامام الحسن حنكة كبيرة دلت على سعة افقه وبصيرته عندما لم يشأ ان يلتقي المسلمان بسيفيهما، وهو بذلك قد حقق نبوءة جده صلى الله عليه وسلم ان يصلح الله به بين فئتين من المسلمين لقد اثبتت الايام والشهور رسوخ صفة السيادة في الحسن، علمنا نحن معنى السيادة، السيادة التي تقود الأمة الى الريادة، السيادة التي تجمع الكلمة، السيادة التي تحفظ الاموال وتحقن الدماء، السيادة التي تزيل البغضاء والشحناء.
ان السيادة التي لا تصون الحرمات، ولا تحفظ الاموال، ولا تحقن الدماء، هي نوع من الطاغوت الاعمى وتهور الحمقى التي تجلب معها الدمار والخراب والاذلال واليباب وينتهي اصحابها الى غضب الجبار، ولعنة التاريخ!
لقد كان في وسع الحسن ان يخوض حربا لا هوادة فيها ضد معاوية، وكانت شخصيته الفذة من الناحية: السياسية والعسكرية والأخلاقية والدينية، تساعده على ذلك إلا ان الحسن، مال الى الصلح! لماذا؟ لا لذلة ولا لقلة ولا لعلة، وانما لتوحيد الأمة، وحقن الدماء، قال الحسن بن علي: (كانت جماجم العرب بيدي، يسالمون من سالمت، ويحاربون من حاربت، فتركتها ابتغاء وجه الله).
أيها المصلحون، ايها الساسة، أيها القادة، ان الذي ميز الامام الحسن عنا، ان الحسن باشر وخطط، وسعى ونفذ، وتنازل عن حظوظ النفس، في سبيل وحدة المسلمين، فكان بحق المصلح العظيم، بيد اننا اكتفينا بالأحلام، احلام الوحدة الاسلامية، ولم ندرك يوما، ان اقصر طريق لتحقيق الحلم، هو ان نستيقظ!
آل البيت
وفي المحاضرة الثانية التي كانت بعنوان «في رحاب آل البيت» فقد بدأها المحاضر بقوله:
ان من اعظم واجبات الدين: محبة رسول رب العالمين، ومحبة من احبهم من اهله واصحابه، وتوقيرهم واحترامهم والاهتداء بسيرهم، وقد استقرت في نفوس المؤمنين الصادقين، مكانة رفيعة لآل البيت الطاهرين، لقربهم من رسول رب العالمين، واتصالهم بنسبه الشريف، حتى قال ابو بكر رضي الله عنه: (والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله احب الي ان اصل من قرابتي)، رواه البخاري.
من هم أهل البيت؟
اختلف الناس في تحديد (اهل البيت) على اقوال كثيرة، وسأقتصر على ايراد قول جمهور العلماء في هذه المسألة، حرصا على الاختصار، فجمهور العلماء ينصون على ان المراد بأهل البيت هم: الذين حرمت عليهم الزكاة، وهم: بنو هاشم وبنو المطلب: وبنو هاشم هم: آل علي وآل العباس وآل جعفر وآل عقيل وآل الحارث.
واستدلوا بقول النبي كما في صحيح البخاري: (انما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد) وقال ايضا: (انا وبنو المطلب لا نفترق في جاهلية ولا إسلام، وانما نحن وهم شيء واحد، وشبك بين اصابعه) ابو داود.
انتقل بعد ذلك الى الحديث عن مكانة اهل البيت كما تحدث عنها القرآن والسنة، وهي مكانة عظيمة تستدعي محبتهم وتوقيرهم واعطاءهم حقوقهم.
ثم تحدث عن مناقب بعض افراد آل البيت وذكر منهم الامام علي والسيدة فاطمة الزهراء والامام الحسن والإمام الحسين رضي الله عنهم اجمعين.
ثم مناقب زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، بعدها تحدث عن مناقب حمزة بن عبدالمطلب، والعباس بن عبدالمطلب، وعبدالله بن عباس، وجعفر بن ابي طالب، وأم هانئ بنت أبي طالب، رضي الله عنهم اجمعين.
انتقل بعد ذلك الى بيان أحوال الناس في التعامل مع آل البيت فقال:
النصوص تشير الى ان الناس انقسموا عند هذا البيت الكريم الى أصناف: ما بين مفرط ومفرط، وقد هلكا جميعا! ولا شك ان بينهما صنفا ثالثا، وهو المعتدل الذي سلك طريق الوسط، وبيان تلك الاصناف كالتالي:
الصنف الاول: مفرِّطون في حقهم، وهم الجفاة فيهم، البغاة عليهم.
الصنف الثاني: مفرِطون في حبهم، متجاوزون الحد الشرعي فيهم، وهم الغلاة فيهم، وقد احرق امير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه الغلاة الذين غلوا فيه بالنار، اقره ابن عباس، رضي الله عنه على قتلهم، لكنه رأى قتلهم بالسيف بدلا من التحريق.
الصنف الثالث: معتدلون منصفون، مفارقون طريقة الغالين والجافين، فكانوا وسطا بينهما.
وختم الحسيني هذه المحاضرة بقوله:
هذا الذي تقدم من فضائل اهل بيت النبوة هو قطرة من مطرة، لأن محاضرة واحدة لن تستوعب كل فضائل أهل بيت النبوة، وفي الختام احمد الله تعالى، الذي انعم علينا بمحبة آل بيت رسول الله الاطهار، وصحابته الاخيار، حبا شرعيا، وأسأل الله ان يديم علي وعليكم هذه النعمة، وان يحفظ قلوبنا من الغل على احدهم، وألسنتنا من سوء ذكرهم، وان تكون لهجتنا: (ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا انك رؤوف رحيم).
الصادق... والصدِّيق
المحاضرة الثالثة كانت بعنوان «الصادق... والصديق» فقد بدأها المحاضر بقوله:
لقد امتدح الله تعالى نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم عندما قال: (وإنك لعلى خلق عظيم)، فكانت إشارة رائعة الى اهمية الاخلاق الفاضلة، ويأتي في قمة هذه الاخلاق التي حث عليها الله تبارك وتعالى: خلق الصدق، ولعل اصدق ميزان لرقي الامم، صدق افرادها في اقوالهم وأعمالهم، وانها لأزمة كبيرة تلك التي يعاني منها الناس في تعاملهم، وعندما يفقدون الثقة فيما بينهم، لأنهم يفقدون خلق الصدق، وينتشر بينهم خلق الكذب: الكذب في الاقوال والكذب في الاعمال، والكذب في النيات!
انتقل المحاضر بعد هذه المقدمة الى الحديث عن الصديق ابو بكر رضي الله عنه بعرض قدر من سيرته وكم عانى في سبيل صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم وتصديقه وعلق على ذلك بقوله: انه الحب... انه الاخلاص... انه الاتباع، اختصه الله لصحبة نبيه في الهجرة، من دون الصحابة، ودعا المحاضر الحضور لأخذ العبرة والعظة من سيرة ابي بكر الصديق، وفي عبادته وزهده وورعه وعلمه وتقواه وإيمانه.
ثم انتقل بعد ذلك الى سيرة الامام جعفر الصادق واورد الكثير من مناقبه ومآثره، ثم ختم محاضرته بقوله: لماذا الصديق والصادق؟
ان الامام جعفر الصادق هو: ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب رضي الله عنهم، هذا نسبه من جهة ابيه، اما من جهة امه: فأمة ام فروة بنت القاسم بن محمد بن ابي بكر الصديق، وام فروة امها: اسماء بنت عبدالرحمن بن ابي بكر الصديق، ومنه قال الامام جعفر: (ولدني ابو بكر الصديق مرتين).
ولا شك ان الامام جعفر قال قولته هذه من منطلق الافتخار، لا مجرد الاخبار! وإلا لاكتفى بقوله: ان ابا بكر جدي، لكنه لما قال: (ولدني ابو بكر مرتين) اي من جهتين! عرف انه قصد الافتخار فالعرب لا تذكر آباءها إلا على جهة الافتخار، وعلى هذا يجري العرف والعقل عند الناس! فافتخار الصادق بجده، كافتخار النبي بجده، ومن امارات ذلك الافتخار، تشنيع جعفر الصادق على من ينالون من جده ابي بكر الصديق: جاء في سير أعلام النبلاء للذهبي وغيره بسند صحيح: عن سالم بن ابي حفصة قال: قال لي جعفر الصادق: (يا سالم، ابو بكر جدي! أيسب الرجل جده؟... لا نالتني شفاعة محمد في القيامة، ان لم اكن اتولاهما، وابرأ من عدوهما).
وقال الصادق ايضا: (برئ الله ممن تبرأ من ابي بكر وعمر رضي الله عنهما) قال الحافظ الذهبي: «وهذا القول متواتر عن جعفر الصادق، واشهد بالله انه لبار في قوله، غير منافق لأحد...»!
فإذا كان ابو بكر قد لقب بالصديق لصدقه وامانته مع رسول الله، فلا غرو ان يلقب حفيده الامام جعفر بـ (الصادق)، لصدقه في نقل سنة المصطفى، ولم يعرف عنه الكذب في حياته ابدا! ولهذا لقب بالصادق، فكلاهما اشترك في صفة واحدة، ألا وهي: (الصدق)، فلقب الاول بالصديق، والآخر بالصادق.
هذا وقد اطلق النسابون على جعفر الصادق: (عمود الشرف): كما في كتاب سر السلسلة العلوية، للتستري، وسلسلة اعلام الهداية.
فجده لأبيه علي بن ابي طالب، وجده لأمه ابو بكر الصديق رضي الله عنهما، نسب علوي ونسب بكري، وهو نسب لم يجتمع لأحد غيره، اي ان جعفر الصادق يجمع في شرف نسبه بأخذه من بني هاشم من جهة ابيه، واخذه من آل الصديق من جهة امه، وقد تواترت الاخبار في توثيق هذا النسب الكريم، ويمكنكم الرجوع الى: كتاب الارشاد للشيخ المفيد، وتراجم اعلام النساء لمحمد الحائري، وعمدة الطالب لابن عنبة.
ايها الاخوة... لا بد ان ندرك ان آل بيت النبي الذين عاشوا معه، ونهلوا من رحيق تربيته، مثل علي وفاطمة وحمزة وجعفر وامهات المؤمنين والعباس والحسن والحسين عليهم السلام وغيرهم، كانت علاقتهم مع غيرهم من صحابة النبي كأبي بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وسعد وسعيد علاقة تسودها المودة والتراحم وتلك العلاقة في الحقيقة انعكست في الواقع الى مصاهرات ونسب كريم، بين آل البيت الاطهار، والصحابة الاخيار.
وكم سطرت كتب التاريخ! وكم اجمع اصحاب السير، على سلاسل ذهبية، وثقت هذه المصاهرات بين القرابة والصحابة! الامر الذي يوثق هذا التلاحم والعلاقة الحميمية بينهم، وقد استعرضنا مثالا يكرس الوحدة الاسلامية، ويبدد اجواء التباعد، بطيب التقارب، وعطر الالتقاء.
قضايا الأمة
• على هامش «الملتقى» التقينا الداعية الشيخ حسن الحسيني في لقاء سريع ومختصر وسألناه: متى دخلت مجال الدعوة ودافعك الى ذلك؟
- بعد ان يأخذ الإنسان حظه من العلم وان كان طالب العلم لا يتوقف عند حد - يرى ان عليه مسؤولية تبليغ ما تعلم للناس، خصوصا ان المسلم يجب ان يكون مهموما بقضايا امته مشغولا بما تواجهه من عثرات، فقد يجد الانسان نفسه مدفوعا للمشاركة في توعية الناس وتبصريهم لا سيما ان البيئة اصبحت مليئة بالانحرافات وسوء الفهم، ساهم في ذلك كثرة الفضائيات مع التقدم المذهل لشبكة الانترنت وغيرها من الوسائل التي اصبح له دور كبير في افساد الناس وتشويه عقائدهم، وهذا ما يجعل الداعية همه اكبر ومسؤوليته اعظم.
أدعياء العلم
• ألا ترى ان بحر الدعوة دخله البعض من مدعي العلم وهم يجهلون الخوض فيه؟
- هذا كلام صحيح وواقع ولا نستطيع انكاره بل استطيع ان اقول انه من الامور التي اضرت بالبيت المسلم هو ظهور ادعياء العلم وبكثرة على الساحة وهؤلاء إما انهم يدعون المعرفة وهم عنها بعيدون، او انهم يملكون المعرفة لكن يسيئون الفهم والتصرف، فتراهم ينقلون فتاوى في بيئة ما لا تصلح لها، فالخطاب الدعوي في اوروبا يختلف عن دول الخليج، عنه في دول المغرب العربي وهكذا، ولعل هذا الموضوع من الاسباب التي ادت الى حالة الارتباك عند المتلقي، كما ان القنوات الفضائية قد ساهمت بشكل كبير في هذا الامر عندما فتحت المجال لأدعياء العلم بأن يخرجوا للناس ببرامج وأفكار تفتقر الى الدقة والتحقيق السليم بعكس القنوات الدينية مثلا التي لها اهداف محددة وتسعى لتحقيقها ولذلك تراها تدقق في اختيار الداعية الذي يخاطب الناس.
فقه الواقع
• كيف يكون امام المسجد جاذبا وليس طاردا؟
- إمام المسجد او الخطيب لا بد ان يكون منبعثا من مجتمعه، وان يكون ملما بمشكلاته وقضاياه، فقيها بواقعه، فتكون خطبه ودروسه منصبة في معالجة هذا الواقع، وان يكون له برنامج في مخاطبة الناس وتصحيح افكارهم وسلوكياتهم، وبهذا يستطيع ان يسحب من ليس لديهم رغبة في دخول المسجد، وحتى يكون جاذبا اكثر يحتاج الى عمل وليس الى كلمات فلا بد ان يكون الداعية قدوة حسنة لجمهور المسلمين ورواد المسجد وان يدرس حياة الصحابة الكرام وآل البيت الاطهار وكيف تأثروا بقدوتهم ومعلمهم وقدوة البشرية جمعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما ان الامام او الخطيب حتى يكون قدوة حسنة يقتدي به الناس عليه ان يكون امينا حتى يصدقه الناس ويثقوا به، اذا فعل هذا واخلص النية من المؤكد سيكون جاذبا ولن يكون طاردا ابدا.
فتنة طائفية
• يظهر في الأفق جذوة تستعر لتشعل نار الطائفية في الأمة الإسلامية وهناك من يحاول اذكاءها، كيف نطفئ هذه الفتنة كما يحلو للبعض تسميتها؟
- نحن في حاجة الى وحدة المسلمين سنة وشيعة وصوفية وغير ذلك من المسميات وان كان من الصعب ان تتخلى كل جماعة عن تراثها، لكن لماذا لا نلتقي عند نقطة نتفق فيها جميعا وهي القرآن الكريم الذي امرنا الله تعالى ان نتمسك ونعتصم به؟ فهو حبل الله المتين من اهتدى به هدي، ومن تمسك به عصم، نحن في حاجة إلى ان نقترب من نقطة الالتقاء ولا نبتعد عنها حتى لا تتسع الشقة، فتصبح الفرصة سانحة للمتربصين بالامة ليدخلوا منها لينفثوا احقادهم في نار الفرقة والطائفية فتصبح كالذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون كما اخبرنا رب العزة في كتابه العزيز، واذا تفرقنا ضعفت شوكتنا وكثرت عثراتنا فنتحول الى لقمة سائغة يلوكها اعدائنا وقتما شاءوا، ان القضاء على نزعة الطائفية والحد من اتساع رقعتها يحتاج منا الى فهم القرآن الكريم كما فهمه الصحابة الكرام وآل البيت الاطهار الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض.
مساجد الكويت
• خلال زيارتك القصيرة للكويت... كيف رأيت مساجدها؟
- رأيتها بخير عظيم، تعمر بروادها وقد لمست تجاوبا وتفاعلا كبيرين منهم اثناء إلقاء المحاضرات ما يدل على ان مساجد الكويت تؤدي دورها الثقافي والتنويري، وان كنت لم ازر الا عددا قليلا من المساجد الا انني استطيع ان اعتبر هذه المساجد دليلا على باقي المساجد من حيث العمارة والتشييد وهذا يدل على ان الكويت كدولة ووزارة الاوقاف ممثلة في قطاع المساجد تولي عمارة المساجد وتشييدها وصيانتها اولوية كبيرة، تستحق الاشادة لأن التيسير على الناس في عبادتهم امر عظيم وواجب ديني، نتمنى لهم التوفيق ومزيدا من العطاء، فطوبى لمن سخر جهده خدمة لبيوت الله وراحة عباده.
مشروع ثقافي
• وكيف ترى المشروع الثقافي للمسجد الذي ينفذه قطاع المساجد؟
- حسبما اعلم وبقدر ما رأيت فإن المشروع الثقافي الذي يقوم على تنفيذه قطاع المساجد في دولة الكويت مشروع متميز يعيد الى المسجد دوره الذي تراجع كثيرا من خلال ما يقدمه هذا المشروع من انشطة وفعاليات ثقافية وتربوية، وحسبما اعلم فإن هذا المشروع يهدف الى جعل الخطاب في المسجد ينهج نهجا وسطا يحقق التآلف ويجمع الامة ويعمل على اظهار الصورة السمحة للدين الاسلامي الحنيف ودعوة الناس بالحكمة والموعظة الحسنة وتثقيف المسلمين ثقافة قرآنية ونبوية واذكاء عاطفة الحب بين المسلمين خصوصا وبين بني البشر عامة. كما ان المشروع الثقافي لقطاع المساجد ينبغي ان يعمل على تطهير العقل المسلم من بدع وخرافات في العقيدة، ويتصدى للشبهات التي يثيرها الخصوم، ويحارب الانحرافات الاخلاقية والسلوكية والعقيدية، واعتقد ان الاخوة في قطاع المساجد يضعون هذه الامور نصب اعينهم ويسعون الى تحقيقها من خلال مشروعهم الثقافي المبارك الذي اتمنى له النجاح ولهم التوفيق.
المحاضر في سطور
هو الشريف حسن محمد سعيد الحسيني من مملكة البحرين.
تخرج في المعهد الديني الازهري بمملكة البحرين، ثم انتقل للدراسة في جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية بالسعودية، وأوشك على الانتهاء من دراسات عليا لنيل درجة الماجستير. عمل بالتربية والتعليم في المعهد الذي تخرج فيه.
مهتم بعلوم التجويد والقراءات التي تلقاها عن والده وشيوخ القراءات
مؤسس جمعية الآل والاصحاب بالبحرين
له اهتمام بتراث آل البيت، وله في هذا المجال اصدارات ومحاضرات وندوات
مصاهرات بين آل البيت وآل الصدِّيق
ختم الشيخ حسن الحسيني محاضرته الثالثة بقوله:
وإكمالا لهذا المبحث... لا مانع ان ننهي المحاضرة بجمع من درر المصاهرات بين آل البيت الاطهار، وآل الصدِّيق الاخيار، وهي كما يلي:
-1 فمحمد بن عبدالله رسول الله رأس البيت النبوي: تزوج السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وارضاها بنت ابي بكر الصديق.
-2 الحسن بن علي بن ابي طالب: تزوج حفصة بنت عبدالرحمن بن ابي بكر الصديق رضي الله عنهم.
-3 إسحاق بن جعفر بن ابي طالب: تزوج أم حكيم بنت القاسم بن محمد بن ابي بكر الصديق رضي الله عنهم.
-4 محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن ابي طالب: تزوج ام فروة بنت القاسم بن محمد بن ابي بكر الصديق رضي الله عنهم، وانجبت منه الامام جعفر الصادق.
-5 موسى الجون بن عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن ابي طالب: تزوج من أم سلمة بنت محمد بن طلحة بن عبدالله بن عبدالرحمن بن ابي بكر الصديق رضي الله عنهم وارضاهم.
ومن اللطيف اللافت لنظر كل متأمل، انه في كل هذه المصاهرات الخمس، يكون الزوج من آل البيت الاطهار، والزوجة من آل الصديق الاخيار رضي الله عنهم جميعا، بمعنى ان المبادرة تكون من آل البيت، لأن الرجل هو الذي يخطب الزوجة ويختارها بمحض ارادته، الامر الذي يكشف العلاقة الحميمية بين آل البيت وآل الصدِّيق.
ثم نقول ختاما... ابعد هذه المصاهرات والنسب، يأتي من يشعر بالجفاء بين الشجرتين الطاهرتين، والاسرتين الكريمتين؟ غفر الله لجميع المسلمين وهداهم الى الحق المبين، لذلك كله، نستشعر كم هو مفعم بالروح الايمانية وكم هو باعث على الوحدة الاسلامية والوطنية، مثل هذا التذكير اللطيف ونسأل الله تعالى ان يوفقنا للمزيد! نعم... نحو مزيد مما يجمع قلوب ابناء الأمة من التراث الديني المدفون.