هبة الله
10-25-2003, 01:35 PM
أحيانا .. تشاهد لوحة فنية .. وتشعر بالفرح والسعادة عند مشاهدتها ...
وأحيانا .. تشاهد لوحة فنية .. وتشعر بالحزن والكآبة عند مشاهدتها ...
وأحيانا .. تشاهد لوحة فنية .. لكنك لا تشعر بأي شيء ...
إن اللوحة الفنية الحقيقية .. هي اللوحة التي توصل إلى قلبك شعورا .. سواء كان إيجابيا أو سلبيا ...
والفنان الحقيقي .. هو الفنان الذي يستطيع من خلال لوحة فنية .. أن يوصل إليك إحساسا ما .. عند مشاهدتك للوحة ...
قد تشعر بالسعادة أو الحزن .. عند مشاهدتك اللوحة .. على الرغم من أنها لوحة غير واضحة وغير مفهومة ...
وقد لا تشعر بأي شيء .. عند مشاهدتك اللوحة .. على الرغم من أنها جميلة وواضحة ...
ليس فنان .. من لا يستطيع أن يوصل لك شعوره .. خلال اللوحة ...
لأن الفنان هو الذي يستطيع أن يوصل أحاسيسه وشعوره .. من خلال لوحة صماء .. وكأن للوحة روح وحياة ...
إن الفن هو أحاسيس وشعور .. وليس مادة ...
وكلما كان الفن يداعب الشعور والإحساس .. كان فنا حقا ...
وإذا كان لا يضفي شيئا على إحساسك .. فهو مادة صماء ليس لها معنى .. حتى وإن كانت جميلة .. وحتى لو تعب الشخص في إنشائها ...
إن لغة الفلاحين والريفيين في تقييم اللوحة الفنية .. أصدق بكثير من لغة الأكاديميين ...
فالفلاح يقيم اللوحة بقلبه .. ويُطرب بها ويغوص في أعماقها ...
أما الأكاديميين .. فهم قساة القلوب .. يقيمون اللوحة بعقولهم الصماء .. ويفوتوا فرصة الإستمتاع بجوهر اللوحة عن طريق قلوبهم .. ويضيعوا وقتهم بقشور اللوحة وشكلياتها ...
هؤلاء أعداء الطبيعة .. وأعداء الفن .. عليهم أن لا يتكلموا بما لا يعنيهم .. ولا يتدخلوا في أمور ليست من إختصاصهم ...
هم سيخربون اللوحة بفلسفتهم وتقييمهم المادي للوحة ...
يقولون .. لو كانت اللوحة بخلفية ذهبية لكان أفضل من الخلفية الزرقاء .. ولو كانت خطوطها مستديرة لكان أفضل من الخطوط المربعة ...
ستخترب اللوحة بالتأكيد .. فما عادت تشكل نفس الإحساس الصادق للفنان ...
إن اللوحة الفنية .. تشكل وجدان الرسام .. وهي جميلة لأنها تأتي من قلبه ...
وإن أدخلنا عليها عقليات الأكاديميين وأمزجتهم .. لأختربت اللوحة وأُفسدت .. فما عادت تشكل وجدان الرسام .. وما عادت تشكل نفس الروح والإحساس الصادق ...
" تذكرت قصة جرت مع طاغور .. الشاعر والفيلسوف الهندي ...
عندما كتب شعرا بالإنكليزية .. وأعطاه لشاعر إنجليزي مشهور لينقحه لغويا .. فغير أربع كلمات فقط ...
ولما قرأه طاغور في المباراة الشعرية .. قال له النقاد الإنكليز .. أيها الشاعر المشهور .. شعرك جميل جدا ويسري في عروق القلب ...
ولكن هناك أربع كلمات .. كأنها غريبة عن قلبك ووجدانك .. وكأنها حجارة في نهر حبك ...
فعرف طاغور ما هي الغلطة .. وأعاد كلماته هو .. وقرأه مرة ثانية ...
فصفق الجمهور .. ورقص العشاق .. وقالوا لها .. أيها الشاعر .. هذا هو شعرك وشعورك ...
إن الفن ليس لغة أو قانونا .. بل هو الشعور الذي ينساب في بحر القلب .. وقد تعبر عن معاناة دفينة " ...
نعم .. فحتى لو كان الشعر .. فيه أخطاء لغوية أو بلاغية لكنه يشكل وجدان الشاعر .. فهو أعمق تأثير من شعر ينقحه النقاد ...
لأنهم سيخربون جوهره .. فما عاد يشكل وجدان الشاعر الذي ذاق طعم المعاناة .. وما عادت تشكل أحاسيسه الصادقة ...
حتى باتت مادة صماء .. أفضل مكان لها عند الأكاديميين وسلة المهملات ...
____________________
بقلم : محمد عادل الكاظمي ...
وأحيانا .. تشاهد لوحة فنية .. وتشعر بالحزن والكآبة عند مشاهدتها ...
وأحيانا .. تشاهد لوحة فنية .. لكنك لا تشعر بأي شيء ...
إن اللوحة الفنية الحقيقية .. هي اللوحة التي توصل إلى قلبك شعورا .. سواء كان إيجابيا أو سلبيا ...
والفنان الحقيقي .. هو الفنان الذي يستطيع من خلال لوحة فنية .. أن يوصل إليك إحساسا ما .. عند مشاهدتك للوحة ...
قد تشعر بالسعادة أو الحزن .. عند مشاهدتك اللوحة .. على الرغم من أنها لوحة غير واضحة وغير مفهومة ...
وقد لا تشعر بأي شيء .. عند مشاهدتك اللوحة .. على الرغم من أنها جميلة وواضحة ...
ليس فنان .. من لا يستطيع أن يوصل لك شعوره .. خلال اللوحة ...
لأن الفنان هو الذي يستطيع أن يوصل أحاسيسه وشعوره .. من خلال لوحة صماء .. وكأن للوحة روح وحياة ...
إن الفن هو أحاسيس وشعور .. وليس مادة ...
وكلما كان الفن يداعب الشعور والإحساس .. كان فنا حقا ...
وإذا كان لا يضفي شيئا على إحساسك .. فهو مادة صماء ليس لها معنى .. حتى وإن كانت جميلة .. وحتى لو تعب الشخص في إنشائها ...
إن لغة الفلاحين والريفيين في تقييم اللوحة الفنية .. أصدق بكثير من لغة الأكاديميين ...
فالفلاح يقيم اللوحة بقلبه .. ويُطرب بها ويغوص في أعماقها ...
أما الأكاديميين .. فهم قساة القلوب .. يقيمون اللوحة بعقولهم الصماء .. ويفوتوا فرصة الإستمتاع بجوهر اللوحة عن طريق قلوبهم .. ويضيعوا وقتهم بقشور اللوحة وشكلياتها ...
هؤلاء أعداء الطبيعة .. وأعداء الفن .. عليهم أن لا يتكلموا بما لا يعنيهم .. ولا يتدخلوا في أمور ليست من إختصاصهم ...
هم سيخربون اللوحة بفلسفتهم وتقييمهم المادي للوحة ...
يقولون .. لو كانت اللوحة بخلفية ذهبية لكان أفضل من الخلفية الزرقاء .. ولو كانت خطوطها مستديرة لكان أفضل من الخطوط المربعة ...
ستخترب اللوحة بالتأكيد .. فما عادت تشكل نفس الإحساس الصادق للفنان ...
إن اللوحة الفنية .. تشكل وجدان الرسام .. وهي جميلة لأنها تأتي من قلبه ...
وإن أدخلنا عليها عقليات الأكاديميين وأمزجتهم .. لأختربت اللوحة وأُفسدت .. فما عادت تشكل وجدان الرسام .. وما عادت تشكل نفس الروح والإحساس الصادق ...
" تذكرت قصة جرت مع طاغور .. الشاعر والفيلسوف الهندي ...
عندما كتب شعرا بالإنكليزية .. وأعطاه لشاعر إنجليزي مشهور لينقحه لغويا .. فغير أربع كلمات فقط ...
ولما قرأه طاغور في المباراة الشعرية .. قال له النقاد الإنكليز .. أيها الشاعر المشهور .. شعرك جميل جدا ويسري في عروق القلب ...
ولكن هناك أربع كلمات .. كأنها غريبة عن قلبك ووجدانك .. وكأنها حجارة في نهر حبك ...
فعرف طاغور ما هي الغلطة .. وأعاد كلماته هو .. وقرأه مرة ثانية ...
فصفق الجمهور .. ورقص العشاق .. وقالوا لها .. أيها الشاعر .. هذا هو شعرك وشعورك ...
إن الفن ليس لغة أو قانونا .. بل هو الشعور الذي ينساب في بحر القلب .. وقد تعبر عن معاناة دفينة " ...
نعم .. فحتى لو كان الشعر .. فيه أخطاء لغوية أو بلاغية لكنه يشكل وجدان الشاعر .. فهو أعمق تأثير من شعر ينقحه النقاد ...
لأنهم سيخربون جوهره .. فما عاد يشكل وجدان الشاعر الذي ذاق طعم المعاناة .. وما عادت تشكل أحاسيسه الصادقة ...
حتى باتت مادة صماء .. أفضل مكان لها عند الأكاديميين وسلة المهملات ...
____________________
بقلم : محمد عادل الكاظمي ...