المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حالوتس.. سقط بالضربة العسكرية ليعود للمضاربة بالبورصة.. والمقاولات



yasmeen
01-18-2007, 08:49 AM
العسكر يدفعون ثمن أخطاء السياسيين

باع أسهمه قبل يومين من حرب لبنان 2006
عندما قام وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز بتعيين دان حالوتس رئيسا للاركان في فبراير 2005 لم توضع 'الجبهة اللبنانية' في قائمة المهمات التي سيعالجها، بل احتلت مشكلة قطاع غزة ومعالجة التهديد الايراني رأس الأولويات.
اليوم يسقط حالوتس ضحية حرب ارادها الكبار ودفع ثمنها القادة الميدانيون.
كانت المرة الأولى التي يتم فيها تعيين رئيس الاركان من سلاح الجو في ذاك العام، ومع ذلك خرجت حركات السلام الاسرائيلية للتظاهر ضد تعيينه على خلفية تبريره اغتيال القائد في كتائب عز الدين القسام صلاح شحادة وخمسة عشر مدنيا عام 2002 في غزة، حين اصدر اوامره بالقاء قنبلة تزن طنا لتقتل عددا كبيرا من الابرياء ثم يخرج على الصحافة ليقول انه نام مرتاح الضمير!
اعترافات وبورصة
حالوتس برز في الحرب الاسرائيلية على لبنان صيف 2006 علما بانه شارك كطيار في عدد من الحروب منها حرب اكتوبر 1973 وحروب الاستنزاف وتدرج في عدة مناصب بسلاح الجو الى ان تسلم منصب نائب رئيس الاركان عام 2000 .
وفي حرب لبنان الاخيرة اعترف بعجز قواته امام ضربات حزب الله وقال 'لا نملك اجابات لصواريخ الكاتيوشا قصيرة المدى'. وانحى باللائمة على قصور ميزانية الامن التي لم توفر وسائل الحماية الضرورية لاسرائيل. وفي تبريره للحرب قال 'لو قمنا بهجوم بري على لبنان في الايام الأولى لوجدنا انفسنا مطرودين وخائبين'.
ومقابل الانتقادات التي وجهت الى قيادته اعلن عن 'انجازات' جيشه في لبنان، ومغامرته باكبر عملية انزال منذ حرب 1973 .
ولعل اكثر الفضائح التي لحقت بسمعته العسكرية ما نشر بعد يومين من وقف النار انه اقدم قبيل بدء العمليات في 12 يوليو 2006 وبعد مدة قصيرة من مقتل خمسة جنود وخطف جنديين في الجبهة الشمالية، على بيع اسهم يملكها، وتناولت فضيحة اخرى وزير العدل حاييم رامون الذي حاول تقبيل مجندة غصبا عنها اثناء اجتماع لوزارة الحرب في مبنى وزارة الدفاع.
وتوسعت الصحف الاسرائيلية بنشر تفاصيل بيع اسهمه المالية في احدى الشركات قبل ان تنهار البورصة. وفي اليوم التالي رد حالوتس على تلك الاتهامات بالقول انه خلال انشغاله ببيع الاسهم لم يكن يتوقع ان تندلع الحرب!
وقد باع اسهمه مقابل 120 ألف شيكل (26 ألف دولار)، مدعيا انه خسر 5400 دولار في العملية، وقال 'صحيح انني لعبت هذه الاسهم ظهر 12 يوليو، لكن لا يمكن ربط هذه العملية بالحرب اذ لم اكن اعتقد آنذاك ان الحرب ستندلع'.
قصور وضياع
نتائج حرب صيف 2006 تحولت من وجهة نظر المراقبين الى 'فخ' يكشف الجنرال حالوتس وهو اول قائد اركان يأتي من سلاح الطيران الذي عول على نظرية الحرب الجوية لحسم المعركة مع حزب الله دون مواجهات ميدانية لكنه خسر الرهان.. وان حاول التغطية بالقول ان اسرائيل انتصرت بالنقاط ولم تخسر بالضربة القاضية.
وكانت الصحف الاسرائيلية منذ الاسبوع الاول في الحرب تبحث عن كبش فداء للهزيمة العسكرية، وكان اسم حالوتس يحتل المرتبة الأولى والأوفر حظا'.
من 'الرعاية' الإيرانية إلى اجتياح المدن العربية
ولد حالوتس سنة 1948 في تل ابيب، وانتقلت اسرته منذ طفولته للعيش في قرية 'هاجور' بمنطقة شارون. وسنة 1966 التحق وعمره 18 سنة بالجيش الذي دربه ليتخرج سنة 1968 طيارا عسكريا، وعام 1969 تم اختياره ليكون طيارا ضمن سرب مقاتلات 'فانتوم'. وعام ،1970-1969 شارك في 'حرب الاستنزاف' طيارا مقاتلا، ثم استقال من الجيش مع مطلع 1973. ولكن مع اندلاع حرب اكتوبر تم استدعاؤه مجددا للمشاركة وعاد وانسحب من الجيش عام 1978 ليعمل مرابيا ويجمع المال.. الى ان جاء دوره للمشاركة في غزو لبنان عام ،1982 وكذلك في الاعتداءات المتتالية على الفلسطينيين.
وعن موقفه تجاه إيران تنقل صحيفة 'الاهرام' بتاريخ 2006/8/23 ان حالوتس حينما يتحدث عن ايران وهل هي العدو الاكبر لاسرائيل في المنطقة يقول انه لم يكن يرغب في رؤية ايران كعدو، فهو يتذكر فترة العلاقات الحميمة بين اسرائيل وايران، خصوصا عام ،1971 حينما كان في زيارة لطهران وجلس في صالة الطعام المخصصة لضباط سلاح الطيران الايراني.
وحينما سئل ذات مرة ان كان يعتقد هو او اي من القادة الاسرائيليين انه سيعود ليتناول طعامه في ايران، اجاب انه دائما متفائل، فحينما يحلق بطائرته ويرى تل ابيب والمدن المحيطة بها يتذكر ان كل هذا حدث في 58 عاما فقط.. وكل شيء يمكن ان يحدث.
إعداد: حمزة عليان