yasmeen
01-17-2007, 11:19 AM
http://www.kotobarabia.com/BooksPhotos/3361_4571w.jpg
المعلومات الكاملة:
نُشر هذا الكتاب الوثائقي الهام الذي يحتوي على نصوص الرسائل المتبادلة بين رئيسي جمهوريتي إيران والعراق – باللغة الفارسية في إيران أواخر عام 1990م، وكنا وقت صدوره في طهران بدعوة من جامعتها للاشتراك في المؤتمر العالمي لتخليد ذكرى الفردوسي (العيد الألفي لتدوين الشاهنامه) الذي عقد في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الفترة من 22 – 27 ديسمبر 1990 (1 – 5 دي 1369 هـ. ش).
ويحتوي الكتاب على عشرة رسائل ست منها من صدام حسين إلى القيادة الإيرانية وأربع ردود من القيادة الإيرانية، وكانت أولى الرسائل موجهة من صدام حسين بتاريخ 21 أبريل 1990، وكان آخر رد من أكبر هاشمي رفسنجاني بتاريخ 18 أغسطس 1990، أي أن الفترة التي استغرقتها هذه الرسائل حوالي أربعة أشهر تخللتها عملية اجتياح الكويت وهي العملية التي هيأ صدام الظروف للقيام بها وكانت هذه الرسائل إحدى هذه الظروف التي أسفرت عن سحب قواته وإطلاق سراح الأسرى حتى تكون التعبئة العراقية شاملة ومتكاملة عند القيام بغزوه للكويت في الثاني من شهر أغسطس 1990م.
إذ أن صدام في هذه الرسائل اقترح السلام على البلد الذي كان حتى ذلك الوقت ألد أعدائه، وأكد التخلي عن مطالبته بالمناطق الحدودية، وأعلن عن انسحاب قواته المرابطة في المناطق موضوع النزاع، وذلك ابتداء من 17 أغسطس 1990م، ليرسل هذه القوات إلى الكويت والحدود السعودية، وقد تزامن مع هذه العملية قبوله بالإفراج عن حوالي تسعة عشر ألفًا من الأسرى الإيرانيين كانوا معتقلين لديه.
وهكذا ببضع سطور محى صدام حسين ذكرى مئات الألوف من القتلى العراقيين، سقطوا طوال ثماني سنوات في صراع اعتبر الأكثر دموية منذ الحرب العالمية الثانية، وأعطى بذلك برهانًا جديدًا عن حنكته في إدارة الأحداث.
أما الانسحاب العراقي من منطقة شط العرب القريبة من إيران فيمكن تفسيره بسهولة، فصدام حسين من خلال ضمه للكويت ظن أنه أصبح يمتلك منفذًا هامًا على الخليج.
وقد سمى الإيرانيون هذا الكتاب بالفارسية (إسناد افتخار) أي وثيقة افتخار، وضمنوه نصوص الرسائل نظرًا لأنها في نظرهم تدعو إلى الفخار من جانبهم حيث إنهم لم يقدموا أي تنازلات ولم يطلبوا شيئًا، بل على العكس تحققت كل أمانيهم دونما مذلة وخضوع من جانبهم، فالرسل تظهر مدى الحرص الشديد من صدام على استرضاء الإيرانيين، كما تُظهر الرسائل التسرع الواضح في محاولة إنهاء الوضع بين البلدين، ونظرًا لعدم صدق صدام مع نفسه في هذه الرسائل حيث كان يتحدث عن الإسلام والصيام والقدس والمعاني الدينية والعروبة، وكأنه يتحدث باسم الأمة العربية محاولاً إقناعهم بأن السلام سيكون بين إيران والعرب وليس بين إيران والعراق فحسب، لهذا كله كان الرد الإيراني يتصف في أحيان كثيرة بالخشونة، وقد اعترف صدام نفسه بخشونة الرد الإيراني في رسائله.
ومما يميز هذه الرسائل أن الجانب الإيراني – برغم كل التنازلات العراقية له – أدان الموقف العراقي من اجتياح الكويت، ولما عاتبهم صدام على ذلك ردوا بقوة مفندين مزاعمه عن العروبة التي سبق له التحدث عنها.
ومن أهم ما يميز هذه الرسائل أيضًا الإلحاح على طلب لقاء قمة بين البلدين (العراق وإيران) لم يتحقق طبعًا حتى الآن.
والجدير بالذكر أن المفاوضات بين الجانبين كانت تدور عن طريق سفيري البلدين في جنيف وهما السيد برزان التكريتي (العراق) والسيد سيروس ناصري (إيران).
ومن الملاحظات أيضًا على هذه الرسائل من صدام والتي كانت تطلب السلام أن الهدف لم يكن السلام والصلح كما كان معلنًا من الجانب العراقي، وإنما كانت المصلحة هي الهدف كما ظهر بعد ذلك. فالمصالح هي التي تدعو إلى قيام الحرب واشتعال العداء، والمصالح هي التي تدعو إلى دعوة السلام، وكما قال لورد بالمرستون: " لا عداء دائم ولا صلح دائم إنما مصلحة دائمة ".
ولن أطيل في التعليق على هذه الرسائل في ذلك التمهيد نظراً لأن كل هذه الرسائل سواء العربية من صدام . أو الفارسية من القيادة الإيرانية قمت بالتعليق عليها بما يوضح مضمونها وما يحتويه من إشارات. وها أنا ذا أضعها بين يدي القارئ العربي لنكون أدينا ما علينا نحن المتخصصين في اللغة الفارسية من خدمة تجاه قضايانا العربية والإسلامية.
المعلومات الكاملة:
نُشر هذا الكتاب الوثائقي الهام الذي يحتوي على نصوص الرسائل المتبادلة بين رئيسي جمهوريتي إيران والعراق – باللغة الفارسية في إيران أواخر عام 1990م، وكنا وقت صدوره في طهران بدعوة من جامعتها للاشتراك في المؤتمر العالمي لتخليد ذكرى الفردوسي (العيد الألفي لتدوين الشاهنامه) الذي عقد في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الفترة من 22 – 27 ديسمبر 1990 (1 – 5 دي 1369 هـ. ش).
ويحتوي الكتاب على عشرة رسائل ست منها من صدام حسين إلى القيادة الإيرانية وأربع ردود من القيادة الإيرانية، وكانت أولى الرسائل موجهة من صدام حسين بتاريخ 21 أبريل 1990، وكان آخر رد من أكبر هاشمي رفسنجاني بتاريخ 18 أغسطس 1990، أي أن الفترة التي استغرقتها هذه الرسائل حوالي أربعة أشهر تخللتها عملية اجتياح الكويت وهي العملية التي هيأ صدام الظروف للقيام بها وكانت هذه الرسائل إحدى هذه الظروف التي أسفرت عن سحب قواته وإطلاق سراح الأسرى حتى تكون التعبئة العراقية شاملة ومتكاملة عند القيام بغزوه للكويت في الثاني من شهر أغسطس 1990م.
إذ أن صدام في هذه الرسائل اقترح السلام على البلد الذي كان حتى ذلك الوقت ألد أعدائه، وأكد التخلي عن مطالبته بالمناطق الحدودية، وأعلن عن انسحاب قواته المرابطة في المناطق موضوع النزاع، وذلك ابتداء من 17 أغسطس 1990م، ليرسل هذه القوات إلى الكويت والحدود السعودية، وقد تزامن مع هذه العملية قبوله بالإفراج عن حوالي تسعة عشر ألفًا من الأسرى الإيرانيين كانوا معتقلين لديه.
وهكذا ببضع سطور محى صدام حسين ذكرى مئات الألوف من القتلى العراقيين، سقطوا طوال ثماني سنوات في صراع اعتبر الأكثر دموية منذ الحرب العالمية الثانية، وأعطى بذلك برهانًا جديدًا عن حنكته في إدارة الأحداث.
أما الانسحاب العراقي من منطقة شط العرب القريبة من إيران فيمكن تفسيره بسهولة، فصدام حسين من خلال ضمه للكويت ظن أنه أصبح يمتلك منفذًا هامًا على الخليج.
وقد سمى الإيرانيون هذا الكتاب بالفارسية (إسناد افتخار) أي وثيقة افتخار، وضمنوه نصوص الرسائل نظرًا لأنها في نظرهم تدعو إلى الفخار من جانبهم حيث إنهم لم يقدموا أي تنازلات ولم يطلبوا شيئًا، بل على العكس تحققت كل أمانيهم دونما مذلة وخضوع من جانبهم، فالرسل تظهر مدى الحرص الشديد من صدام على استرضاء الإيرانيين، كما تُظهر الرسائل التسرع الواضح في محاولة إنهاء الوضع بين البلدين، ونظرًا لعدم صدق صدام مع نفسه في هذه الرسائل حيث كان يتحدث عن الإسلام والصيام والقدس والمعاني الدينية والعروبة، وكأنه يتحدث باسم الأمة العربية محاولاً إقناعهم بأن السلام سيكون بين إيران والعرب وليس بين إيران والعراق فحسب، لهذا كله كان الرد الإيراني يتصف في أحيان كثيرة بالخشونة، وقد اعترف صدام نفسه بخشونة الرد الإيراني في رسائله.
ومما يميز هذه الرسائل أن الجانب الإيراني – برغم كل التنازلات العراقية له – أدان الموقف العراقي من اجتياح الكويت، ولما عاتبهم صدام على ذلك ردوا بقوة مفندين مزاعمه عن العروبة التي سبق له التحدث عنها.
ومن أهم ما يميز هذه الرسائل أيضًا الإلحاح على طلب لقاء قمة بين البلدين (العراق وإيران) لم يتحقق طبعًا حتى الآن.
والجدير بالذكر أن المفاوضات بين الجانبين كانت تدور عن طريق سفيري البلدين في جنيف وهما السيد برزان التكريتي (العراق) والسيد سيروس ناصري (إيران).
ومن الملاحظات أيضًا على هذه الرسائل من صدام والتي كانت تطلب السلام أن الهدف لم يكن السلام والصلح كما كان معلنًا من الجانب العراقي، وإنما كانت المصلحة هي الهدف كما ظهر بعد ذلك. فالمصالح هي التي تدعو إلى قيام الحرب واشتعال العداء، والمصالح هي التي تدعو إلى دعوة السلام، وكما قال لورد بالمرستون: " لا عداء دائم ولا صلح دائم إنما مصلحة دائمة ".
ولن أطيل في التعليق على هذه الرسائل في ذلك التمهيد نظراً لأن كل هذه الرسائل سواء العربية من صدام . أو الفارسية من القيادة الإيرانية قمت بالتعليق عليها بما يوضح مضمونها وما يحتويه من إشارات. وها أنا ذا أضعها بين يدي القارئ العربي لنكون أدينا ما علينا نحن المتخصصين في اللغة الفارسية من خدمة تجاه قضايانا العربية والإسلامية.