المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مع عوائل الشهداء في اعدام صدام



لمياء
01-16-2007, 02:59 PM
استطلاع: سعد البغدادي


كانت تبكي وهي ترى مشهد اعدام الطاغية احتضنت ام احمد صور ابنائها الثلاثة احمد و وقيصر وعباس وزوجها الحاج علي تذكرتهم وعلى نشيجها كادت من فرحتها ان تشهق وتموت

تذكرت تلك الايام حينما دخل الرفاق في صبيحة العيد ليخبروها ان اولادها وزوجها قد تم اعدامهما وطالبوها بمبلغ الاطلاقات التي قتلوا فيها وحذرهم من اقامة اي مجلس عزاء على الخونة واعداء الثورة؟

سالتها هل انت راضية الان؟

قالت هذا يوم للشهداء اولادي الذين حرمني منهم هذا الطاغية قالت انه اليوم الذي ساخلع السواد لان اشعر ان دماء الابرياء قد وجدت راحتها اخيرا

لم اكن اتوقع ان يعدم صدام لكن مشيئة الله سبحانه تعالى جعلت من يوم العيد هو اليوم الذي اعدم صدام اولادي الثلاثة وزوجي هو نفس اليوم الذي اعدم صدام اشعر بالامتنان لكل من ادخل الفرحة الى قلوبنا في اعدام المجرم اشعر ان احدا لايستطيع معرفة الفرح الكبير الذي يشعر به سوى الشهداء

لم تكن ام احمد سوى واحدة من الاف الضحايا الذين ابتهجوا في اعدام طاغية العصر وانا قريب من مدينة الشهداء مدينة الصدر التي نزفت كثيرا في عهد الطاغية التقيت بالشيخ محمد الناصري وسالته لماذا اثيرت الضجة حول اعدام الطاغية من قبل بعض المغرضين واعترضوا على اعدامه يوم العيد .

قال دعني في البداية اهنئ الشعب العراقي بكافة فصائله في هذا اليوم السعيد الذي اصدر الشعب حكمه بحق الطاغية اما عن التوقيت فلا يوجد نص في الشريعة الاسلامية والفقهاء يعرفون ذلك على حرمة الاعدام يوم العيد خاصة اذا كان مثل المجرم صدام اما في القانون العراقي فلا توجد مادة او نص قانوني يحظر الاعدام يوم العيد ناهيك عن عشرات الالاف من الاعدامات التي كان يجريها المجرم صدام ايام الاعياد وكم ام ثكلت بابنائها يوم العيد

وكم اب اخبروه باعدام اولاده يوم العيد وكم طفل ايتمه صدام يوم العيد لماذا لم نسمع صوت احد انذاك لماذا لم يرفع احد صوته بوقف الاعدامات التي يجريها المجرم صدام ضدابناء الشعب العراقي هل ذلك الامر جائز وهو لايجوز لماذا الكيل بمكيالين الانصاف اقول ان التوقيت جاء مناسبا جدا لانه ادخل السرور على ابناء الشهداء لانه تحقيق للعدالة الالهية واحقاق للعدل الذي هدره صدام ضدابناء الشعب العراقي اما ما سمعناه من مرتزقة الفاشية فقد كان صوتا مج الاسماع انهم ارادوا ببكائهم على الطاغية واقامة مجالس العزاء هنا وهناك من التستر على جرائم صدام ضد الشعب العراقي

اما المحامي خالد الحربي فقد كانت له وجهة نظر اخرى قال ان من تباكى على صدام واعترض على التوقيت اراد ان يدافع عن اشتراكه في جريمة صدام بقتل الشعب العراقي لاكثر من ربع قرن من الزمان لم يكن احد يسمع صوتنا كنا نجلد يوميا ونقتل يوميا وفي ايام العيد كنا نذهب نحن الاحياء لنعزي اصدقائنا واقربائنا او كنا نحن من يتقبل التعازي لان صدام كان يعدم ابنائنا في ايام العيد اين كانت اصوات المعترضين؟

المواطن علي جباره الذي حضر مجلسنا قال ربما انا لا اعتب على غير العراقيين لانم لايعرفون بحجم الماساة الكبيرة التي عشناها مع صدام وانما العتب كل العتب على ابناء جلدتنا من هذا الوطن من شماله الى جنوبه كيف يعترضون على فرحنا باعدام صدام الم يكونوا هم الشهداء على ما لاقيناه من حكم الجور والطغيان الم يكونوا هم المعزين لنا في ايام العيد لفقد ابنائنا ؟ اذن لماذا الان يعترضون والله عجيب امور غريب قضية؟

الشيخ عادل عبد الستار قال لنا ان التضليل الاعلامي الذي مارسته بعض الفضائيات ينطوي على مغالطة اعلامية كبيرة ومخالفة للواقع لان الاعدام هو انزال القصاص الالهي في المجرم وفق احكام القانون والشريعة ولايوجد نص شرعي يعطل انزال القصاص بالمجرمين بل العكس انه امر يفرح الله والمؤمنين ثم الم يعدم صدام الشهيد محمد مظلوم الدليمي في يوم عيد الفطر فلماذا لم نسمع من احد وعاظ السلاطين اعتراض على ذلك الحكم؟اليس هذا غريبا

المواطن كاظم جواد قال ان الاعلام العربي اراد من خلال طرحه السئ تحويل النظر عن جرائم الطاغية صدام ولالتفات الى موضوعة صغيرة لان الجرائم التي ارتكبها هذا الطاغية لاحد ولا حصر لها

اما حيدر منخي فقد حسر وفرك يديه ونفخ في الهواء اكثر من مرة وهو يسرد تفاصيل مثوله امام محكمة الثورة ومضى قائلا : حين دخلنا قاعة المحكمة في 18 تشرين الاول عام 1988 لم يستوعبنا القفص فقد كنا 65 متهما في قضية واحدة مما دعا حراس المحكمة الى حشرنا حشرا وبعد مضي عشر دقائق اخرجونا من القاعة الى صالة الانتظار ليقوم بعدها احد الحراس باستدعائنا للمثول امام المحكمة مرة اخرى على شكل مجموعات. وقد كان مثول أي مجموعة من المجموعات لا يستغرق اكثر من خمس دقائق حيث لا يسمح لاي منا بالكلام للدفاع عن نفسه وقد حكمت المحكمة على المجموعة الاولى بعقوبة الاعدام وكانت تضم سبعة اشخاص من بينهم شخص يدعى مهدي حتات وهذا الشخص لا علاقة له بالسياسة لا من قريب ولا من بعيد حتى اننا كلفناه ونحن في الطريق الى المحكمة بالذهاب الى عوائلنا واخبارهم بما حصل لنا يقينا منا ببراءته ، وقد اصابنا هذا الحكم بالذهول وخيبة الامل والاحباط ولم نستفق ويستعد توازننا الا بعد صدور حكم اخر على المجموعة الثانية بالسجن المؤبد فقد فرح افراد هذه المجموعة بالحكم واحتضن احدهم الاخر مهنئين بعضهم بعدم صدور حكم باعدامهم، فمحكمة الثورة ولا سيما رئيسها عواد البندر نادرا ما كان يصدر احكاما مخففة حتى باتت احكامه من النوادر التي كنا نتداولها في السجن ومن هذه النوادر حكمها على احد الجنود بالسجن المؤبد لانه لم ينصر صدام عندما راه في الحلم يتصارع مع الامام الخميني وعد البندر تقاعس الجندي عن نصرة قائده في الحلم خيانة عظمى تستحق العقاب كيف لا افرح وانا اشاهد طاغية العصر يلقى مصيره المحتوم انه نصر لكل المظلومين وخصوصا السجناء السياسيين

اماعبد الحكيم عبد الله صالح امين عام اتحاد السجناء السياسين في الناصرية الذي حكمت عليه محكمة الثورة بالسجن المؤبد احكام تلك المحكمة بالمسبقة وقضاتها وصفهم ببيادق الشطرنج قائلا:
في الوقت الذي اشاهد فيه حيثيات المحاكمة والاحترام الذي يحظى به صدام وكبار مساعديه لا يمكنني الا ان اتذكر حالة الاذلال والمهانة المنقطعة النظير والمعاملة السيئة التي كان يلاقيها السجناء السياسيون بدءا من التحقيق حتى مثولهم امام المحكمة ، فحتى المحامي المكلف بالدفاع عن المتهم في محكمة الثورة كان يطالب باعدام المتهمين وانزال اقصى العقوبة بهم، وقد كانت احكام المحكمة معدة سلفا مما يسمى ( بالسلامة الوطنية ) بواسطة ضباط التحقيق في مديريات الامن. لقد كانت المحكمة صورية وهيئتها عبارة عن بيادق ينفذون ما هو مرسوم لهم مع الاجتهاد في زيادة مدة الحكم وانزال اقصى واقسى العقوبة بالمتهمين وقد كانت تلك الهيئة تعتمد كليا على ملفات التحقيق التي تعدها مديريات الامن وليس خافيا على احد كيف كانت تجري اعمال التحقيق في تلك المديريات فقد كان المتهم يرغم على التوقيع ويوقع احيانا على بياض ليقوم ضابط التحقيق فيما بعد بكتابة الاعتراف المطلوب وهذا ما حدث فعلا في مديرية امن الناصرية لكثير من الاخوة كنت شاهد عيان على ذلك حيث كنت من ضمن المتهمين وقد اخبرته انا نفسي بالطريقة التي جرى فيها التحقيق، فأمر ، وكان يومها القاضي عواد البندر بتاجيل المحكمة لمدة 35 يوما لاحضار الشهود واستدعاء ضابط التحقيق لكنه عاد بعد انقضاء المدة ليصدر حكمه علينا بالسجن المؤبد ومصادرة اموالنا المنقولة وغير المنقولة من دون ان يستدعي الشهود ومن دون ان يحضر ضابط التحقيق و من دون ان يمنحنا حتى الفرصة للدفاع عن انفسنا بحيث لم يستغرق وقت محاكمتنا سوى خمس دقائق وهو الوقت المخصص لتلاوة الحكم 0 واضاف عبد الحكيم قائلا :
لقد عانى السجناء السياسيون ما عانوا من فظائع التعذيب حتى ان احد ممثلي المنظمات الانسانية حين استمع لقصة احد السجناء قال : اما ان تكون تلك القصص خيالية او ان للعراقيين طاقة تحمل تفوق طاقة البشر وحينما سالته عن رايه بالحكم على صدام وعن ماقيل عن التوقيت غير مناسب ردني بقوة قائلا ان التوقيت كان سليم جدا لانه فرحة لكل العراقيين صدقني حتى البعثيين فرحوا باعدام المجرم صدام لانه يستحق اكثر من هذا




وانا الملم اوراقي للرحيل صادفت امراة جنوبية وهي تزغرد وتوزع الحلويات على المارة قال لي صديقي انها ام لاربعة شهداء عدمهم صدام في وقت واحد لم اشا ان ازعجها كنت انظر اليها فقط لقد كانت مستبشرة ككل الامهات العراقيات.

اما السجين السياسي السيد قاسم السيد عدنان فقد روى قصته مع محكمة الثورة واستقباله نبأ اعدام صدام قائلا :
قبل دخولي انا وثمانية من المتهمين الى قاعة المحكمة في 17/10/1983 ونحن شبه عراة وقبل مثولنا امام القاضي قام الحراس بالاعتداء علينا بالضرب وتهديدنا باشد العقوبات ان حاولنا انكار التهم الموجهة الينا وحين دخلنا القاعة واجهنا القاضي عواد البندر الذي كان يرتدي (بدلة) عسكرية بالاهانة والشتائم وامرنا بالوقوف في حالة الاستعداد وحين سألنا هل انتم مذنبون ام ابرياء واجبناه باننا ابرياء وان اعترافاتنا جاءت نتيجة التعذيب قال لماذا لم تتحملوا الضرب ما دمتم ابرياء وحين واجهته باثار التعذيب التي كانت ظاهرة للعيان حيث كانت عظام رسغي بارزة من اثر التعليق وربطي بالحبال قابلني بالسب والشتم والالفاظ النابية التي اترفع عن ذكرها ، وقد استمرت المحاكمة لمدة 15 دقيقة فقط لم نتمكن خلالها من الدفاع عن انفسنا وقد حكم على كل منا بالسجن خمس سنوات مع مصادرة اموالنا المنقولة وغير المنقولة وقد اودعونا في قسم الاحكام الخاصة في سجن ابي غريب , وحينما شاهدت اعدام صدام لم اصدق بعيني ان الله اخذ بثار الشهداء وشكرت الله كثيرا ولا اكذب عليك او قلت لك لقد بكينا لان الفرحة في اعدام هذا الطاغية كانت بالنسبة لنا حلم او حتى ابعد من الخيال ولان كرمنا الله بشهادة هذا اليوم التاريخي الذي اطالب بان يكون يوما عالميا للقضاء على الظلم وكل الظالمين