المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علي الجابر يتحدث عن خفايا حياة والده:الامير : يتجول بين الناس في الأسواق 'ملثما'



فاطمي
01-15-2007, 09:55 AM
علي الجابر يتحدث عن الجانب الآخر من حياة الأمير الراحل: يتجول بين الناس في الأسواق 'ملثما' ليستمع إلى مشاكلهم

حديث الابن عن الوالد.. حديث الشجون.. حديث الذكريات.. والطفولة.
حديث تداعبه الدموع عندما نسترجع بالذاكرة العديد من المواقف لأمير القلوب.. سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله. محافظ العاصمة الشيخ علي جابر الاحمد هو احد ابناء الامير الراحل، يتحدث عن الوجه الآخر لأمير القلوب.

ويلخص الكلمات قائلا 'شخصية نادرة يجمع كل الطباع والصفات الحميدة، ليس لأننا نحن ابناؤه، بل لأن اهل الكويت كلهم ابناؤه'.
علي الجابر الذي استرسل في حديث الذكريات التي بدأت منذ طفولته وحتى يوم الفاجعة يرد على 'القبس' على كل الاسئلة والجوانب الاخرى من حياة الامير الراحل.
وفيما يلي نص الحوار:
ماذا نستطيع ان نعرف عن سمو الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد في ذكرى مرور عام على وفاته؟
- ان الفقيد، سمو الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد هو من الشخصيات النادرة في طباعه وصفاته، وهذا ثابت ومؤكد، ليس لأننا نحن ابناؤه، بل لأن اهل الكويت كلهم ابناؤه.
ان الفقيد، رحمه الله يجمع كل الصفات الطيبة، فقد يوجد هناك شخص يجمع بين الطيبة والكرم، لكن في المقابل تجد فيه انه عنيد اومتعال، واناس آخرون تجد فيهم التواضع والتواصل، لكن في المقابل تجد فيه البخل، لكن الفقيد جابر الاحمد فيه الطيبة والتواضع والكرم ومحبة الناس، وغيرها من الصفات الحميدة.
وهو رجل يختلف عن كل الرجال، والحمد لله انه علمنا الكثير وتعلمنا منه دروسا لا نستطيع ان نتعلمها من خلال تعليمنا، وانما هي خبرة حياة.
طباع وصفات
ماذا عن صفاته وطباعه؟
- كانت لديه طباع وصفات لم نستطع نحن الوصول إليها، لأننا نحن كبشر نحب ان نتفاخر ونفتخر ونبرز الاشياء التي ننجزها، اما سمو الامير الراحل فكان يعمل اشياء دون ان يعلمها احد، إلى درجة اننا لم نعرف عن بعض 'عطاياه واعمال الخير'، الا بعد وفاته، وكل شخص مسؤول يعرف عنه ما لا يعرف غيره.
وماذا عن ذكرياتكم في الطفولة مع سموه؟
- اتذكر عندما بلغت من العمر 9 أعوام وكان معي أثنان او ثلاثة من اشقائي، وكنا معه في سيارته نتجول في المناطق، وكان يحمل معه مجموعة من الأظرف وبعدها ما ان يصل الى احدى المناطق حتى يقف بعيدا باتجاه احدى البيوت ويؤشر عليه، ويطلب منا ان نطرق الباب ونعطي من يفتحه الظرف ونقول له انه من فاعل خير، وآنذاك لم يكن أحد يعرفنا لصغر سننا.
هل كنتم تعلمون ما يوجد في الظرف؟
- لم نكن نعرف إذا كانت فلوسا او غيرها، وكان صاحب أعمال خير وهذه نبتة خير زرعها فينا.
هل تعلمتم منه هذه الصفات؟
- نعم تعلمنا من سموه الله يرحمه الكثير وأتمنى ان يكون ما تعلمناه واضحا أمام الناس، وهذه الصفات نحاول غرسها في أبنائنا، لان كل من تعلم هذه الدروس سينجح في حياته وسيكون سعيدا.
الجانب الديني
ماذا عن الجانب الديني؟
- علمنا سموه الصلاة والتمسك بتعاليم الدين ونحن صغار، كما انه كان يطبق الحديث الشريف 'علموا ابناءكم الرماية والسباحة وركوب الخيل'.
كيف تمثل ذلك؟
- علمنا سموه -الله يرحمه- السباحة بنفسه من دون ان يكلف أحدا بذلك، وكان معنا، حيث كان يصطحبنا الى البحر في مكان غير عميق ويعلمنا السباحة.
أين كان المكان؟
- كان قديما قبل ان يكون هناك شارع الخليج، وكانت هناك استراحة صغيرة على البحر، حيث كنا نخرج من بوابة دسمان البحرية ونذهب لها وهي تبعد مسافة كيلومتر واحد.
متى تتوجهون إلى البحر؟
- كنا ننام معه في دسمان ومن ثم يوقظنا فجرا لصلاة الصبح، ومن ثم نتوجه الى السباحة وطبعا خلال فترة الصيف، حيث يعلمنا طوال هذا الوقت، ومن ثم نعود الى دسمان لكي يتوجه الى مكتبه.
ماذا تعلمت منه؟
- تعلمت منه ان استيقظ من النوم مبكرا مع صلاة الفجر.
ماذا كان يفعل سموه عندما كان يستيقظ مبكرا؟
- يصلي الفجر وبعدها اما ان يذهب الى البحر ويصطحبنا معه، او يمارس هواية المشي في مزرعة الجوهرة في دسمان.
ركوب الخيل والرماية
ماذا تعلمتم من سموه أيضا؟
- علمنا ركوب الخيل والرماية ايضا، فكان رحمه الله، لا يبين امامنا الزعل، وكانت عنده قوة تحمل رأيناها في الغزو الغاشم، على الرغم من انه كارثة حلت بالكويت، ولكنه كان مؤمنا ايمانا كبيرا وكان واثقا من نفسه وعنده قوة صبر وتحمل شديدة على الرغم من تأثره الكبير ولكن الله دائما يعطيه على قدر نواياه، حتى شاهد الطاغية صدام في قبضة القوات الاميركية.
الغزو
هل كنتم بصفتكم ابناءه بالقرب منه أثناء الغزو؟
- لا، لأن الغزو لم يكن ظرفا جمع ابناء مع والدهم، وكان موجودا في الطائف مع الحكومة، اما اشقائي فمنهم من تواجد في السعودية، وآخرون في الكويت ومصر، كانوا متوزعين، ولم نلتق به، لأن طوال الاشهر السبعة كان يعمل وفكره مشغولا، وكان جل اهتمامه وتركيزه على رجوع الارض وشعبه، وكنت خلال تواجدي في الرياض ازوره كل شهر، وكنت اسلم عليه وأخرج ولم تدر بيننا اي احاديث بهذا الشأن، وهو دائما كان في اجتماعات وباتصالات مع الدول الشقيقة والصديقة والمستشارين في الطائف.
ماذا عن لقاءاتكم مع سموه بعد التحرير؟
- كان سموه، رحمه الله، متواجدا في ديوانية البابطين، نظرا لآثار الدمار التي يعانيها قصر دسمان اثر الغزو، فيما كان سمو الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله في ديوان الشايع، ويشكرون اهل الكويت على ذلك.
وعندما عادت الحالة الطبيعية استقر سمو الامير الراحل في بيان، وكنا نلتقي به هناك، وكنا نريد ان 'نريح باله' بعد احداث الغزو وعودة الكويت، حيث كان اشقائي يتبادلون الاحاديث المتنوعة.
هل كان يبادلكم الاحاديث؟
- كان سموه، يستمع اكثر مما يتحدث حتى في الشكل الرسمي، حيث كان مستمعا جيدا، وكان يحفظ ما يدور، وقلة كلامه ناتجة عن كثرة افعاله، فهناك من يتكلم كثيرا ولكنه يعمل قليلا، اما سموه فكان على العكس، يتكلم قليلا ويعمل كثيرا، وكان يحب شيئا اسمه الكويت، وشعب الكويت.
وكان يشرفني فترة من الفترات قبل الغزو، كان يقف بسيارته في احد المواقف الخلفية في شارع فهد السالم وكان ينزل من سيارته ويمشي بين الناس 'وكان يرتدي الغترة فقط ويغطي بها نصف وجهه حتى لا يعرفه احد وبعدها يذهب الى سوق المباركية وواجف والسوق الجديد ويطلع عن كثب على الأمور وأحوال الشارع الكويتي، بنفسه من دون ان يرسل وكيلا أو مدير مكتب، كما انه كان يذهب الى الفحيحيل والجهراء من دون ان يعلم عنه احد، فضلا عن الجلوس بين الناس في احد المقاهي الشعبية، او يدخل في أحد المحلات للاستماع لما يدور كما انه كان يحرص على ان يستمع لكلام الناس من دون تزييف للحقيقة.
جولات
ماذا عن جولاته الأخرى؟
- كان يحرص المغفور له في شهر رمضان بعد صلاة العصر القيام بجولات على المناطق، وكان يتواصل فيها بعد صلاة التراويح بهدف الاطلاع على الديرة وأحوالها لكي يطمئن بنفسه على الاوضاع.
كيف كان يعاملكم؟
- يعامل أبناءه مثل معاملته لشعب الكويت وهذا الأمر عشناه ولمسناه وليس عنده استثناء لأبنائه او واسطة، ويمكن ان يعطي الشخص الذي ليس ابنه الأولوية اكثر من ابنه ونحن اعتدنا على ذلك، وكنا في البداية نتساءل في أنفسنا لماذا فوالدنا قادر على دعمنا، ولكن عرفنا بعد ذلك انه على حق وهذه هي الحقيقة.
هل كان يسمح لأبنائه باستغلال صفتهم لتمرير ما يريدون؟
- كان يرفض ويحذر من ذلك لأنه يريد ان يطبق القانون علينا كما يطبق على الآخرين، وقليل شخص مثله مع ابنائه.
هل يسألكم عن أوضاع الديرة؟
- نعرف حرصه ومتابعته لأحوال الديرة ولذلك كنا نبلغه عما نشاهده من اخطاء.
ماذا عن بداية رحلته مع المرض؟
- في أول انتكاسة مرضية له كنت معه في الطائرة متوجهين الى لندن وكان حتى وهو مريض في وجود وزير الصحة السابق د.محمد الجارالله يقول 'عسى ما أزعجتكم' فأي مريض يقول ذلك في هذا اليوم؟

الأيام الأخيرة والحدث المفجع
ماذا عن الأيام الاخيرة قبل وفاته؟
كنت شخصيا ازوره كل اثنين صباحا وكان يتواجد هناك عمي الشيخ مشعل الجراح والشيخة امثال الاحمد وبعض الاحيان اصادف اشقائي، وكنا نحاول خلال زيارتنا ان نتحدث في امور كي نسعده.
وماذا عن يوم الوفاة؟
- تلقيت اتصالا في الخامسة فجرا وكنت مستيقظا في ذلك الوقت وابلغوني الحدث المفجع واتجهت الى 'الجوهرة' حيث وجدت اخواني واخواتي هناك ودخلت الى غرفته حيث كان على السرير متوفى رحمه الله.

يرفض استثنائي للالتحاق بجامعة الكويت فأكملت في الخارج
الطالب المشاغب ومتابعات ولي الأمر
تطرق علي الجابر الى اهتمامات سموه بأبنائه دراسيا قائلا: 'اتذكر عندما كنت في الثانوية فلقد كنت مشاغبا مع مجموعة معي، وترسل المدرسة اشعارات لولي الامر عن سلوك الابن، وكان يتلقى هذه الاشعارات بغض النظر عن منصبه الرسمي، وكان يسألنا عن اسباب ذلك، وفي إحدى المرات أمرني بتغيير المدرسة بعد ان كثرت الإشعارات علي في مدرسة ثانوية الدعية التي اعتقد الآن اسمها عبدالله البشر الرومي، وطلب مني الانتقال الى ثانوية عبدالله السالم التي هي الآن اصبحت المنطقة التعليمية لمحافظة العاصمة، وكانت المدرسة شديدة وناظرها الاستاذ جمعة ياسين واغلبها من الطلبة أخواننا الوافدين، وبالفعل انتبهت للدراسة ونجحت، وطلبت منه الدراسة في أميركا وكونه والدا كان يعرف جيدا انني لا احب السفر لفترات طويلة او اغيب عن الكويت، فقال لي لا تصلح لك اميركا وهي بعيدة، ولكنني طلبت ذلك منه وهو حقق رغبتي وذهبت للدراسة في واشنطن، وبعد شهر صدق كلامه وطلبت العودة الى الكويت، وارسلت له رسالة خطية من ثلاث صفحات لكي اعود ففوجئت بعدها بأيام بالسفارة تبلغني بوجود تذكرة العودة لي، وبعدها اكملت دراستي في مصر، وطبعا درست في الخارج نظرا لأن نسبتي قليلة ولا استطيع الالتحاق في جامعة الكويت، وطبعا والدي كان يرفض تجاوز القانون أو الواسطة. او استثنائى للالتحاق بها على الرغم من ان الأمر عنده وبإمكانه ان يأمر بدخولي جامعة الكويت ولكنه كان يرفض ذلك.

لقاء السبت بين الأب والأبناء
متى لقاء سموه معكم اثر انشغالاته الكثيرة؟
- كنا نجتمع نحن ابناءه معه كل سبت بعد صلاة المغرب في دسمان، على الرغم من وجود لقاءات اخرى معه في بيته او في غرفته، وهذه الايام متروكة لنا، وكنا في لقاء السبت نتحدث مع سموه لأن همنا الاول والاخير كان أن نرسم على وجه سموه الابتسامة ونكون سعداء عندما نشاهده يضحك.
وتتنوع الاحاديث هناك بين من يتحدث عن مدرسته ومن يتحدث عن مشاهد حدثت له في الطريق، وكنا نختار له الطرائف التي تحدث معنا، وكان يتبادل سموه معنا الحديث.

يرفض التباهي
اكد علي الجابر ان سمو الامير كان يرفض ان يتباهى اشقائي بأن يقولوا: ان والدنا امير، وانما كان يطلب من كل واحد ان يقول انا فلان ولد فلان.

الحداق والقنص والزراعة
قال علي الجابر ان سمو الامير الراحل كان يحب البحر والحداق والقنص والزراعة في الجوهرة التي كان يزرع فيها كل شيء.

متابعة الأخبار
قال علي الجابر 'ان سمو الامير الراحل لديه بيت في جنوب السرة عندما كانت صحراء في السابق وعندما كنا نذهب معه الى هناك ونحن صغار كان يهتم طوال الطريق بسماع الاخبار، خصوصا اذاعة اورشليم القدس على اسرائيل، كما كان متابعا جيدا للتقارير'.

لا يفصح عما في قلبه
قال علي الجابر ان سمو الامير الراحل لا يتحدث عما في قلبه، فهناك من يقول 'يا ريت الشيخ جابر حي حتى يرى اعدام صدام' واقول انه حتى لو كان سموه حيا فلن يهلل ويضحك لأننا من خلال معرفتنا به سنراه ساكتا 'واللي في قلبه بقلبه' لأنه مؤمن بأن الله يمهل ولا يهمل.

لا يحب أن يتشفى بأحد
أكد علي الجابر ان سمو الامير الراحل كان لا يرد على ما يحدث بالشتيمة او الغضب ومنها اثناء الغزو فكلنا شتمنا صدام، الا ان سموه لم نسمع منه يوما من الايام ذلك، لأنه لا يحب ان يتشفى من احد.

حادثة الموكب
تحدث علي الجابر عن حادثة محاولة تفجير موكب سموه قائلا 'كنت متواجدا في البيت بعدها اتجهت الى دسمان وهناك عرفت ان سموه نقل الى المستشفى الاميري ووجدت هناك الناس سابقيني وحمدنا الله وشكرناه، وكان حدثا يتعرض له كل رئيس دولة'.

صندوق الأجيال
اكد علي الجابر ان نظرة سموه كانت بعيدة المدى ومستقبلية ومنها انشاء صندوق الاجيال القادمة، الذي كان له دور كبير اثناء الغزو الغاشم، وهذا من محبة الامير الراحل للكويت وشعبها.

تنشئة سليمة
قال علي الجابر، انه منذ ان فتحت عينانا على الدنيا ووجدنا سموه رمزا كان تعاملنا معه بأدب واحترام، فكان والدا لنا ولكن اعتدنا منذ نشأتنا أن علاقتنا معه ليست مثل الاب، كما نرى الآن الأب مع ابنائه، ولكن سموه كان حريصا على تنشئتنا التنشئة السليمة.

يستيقظ فجرا وينام في التاسعة ويهوى المشي ومتابعة 'الجوهرة'
اوضح علي الجابر ان جدول سموه اليومي كان يتمثل في اداء صلاة الفجر ومن ثم المشي في مزرعة الجوهرة الى ان يحين موعد توجهه الى مكتبه في تمام الساعة الثامنة صباحا وبعد عودته لا ينام الظهر، انما يتواجد في غرفته او في مزرعته، كما انه يحب ممارسة هواية المشي ويتابع الزراعة عنده الجوهرة ويعطي بعض الافكار والامور بشأنها، كما انه يتواصل مع الناس في الافراح والاحزان، وفي رمضان لديه برنامج حافل.
واضاف انه في الساعة التاسعة مساء يسمع بداية الاخبار ومن ثم يتوجه الى النوم حتى يستيقظ مبكرا.

قليل الأكل
قال علي الجابر ان سمو الأمير الراحل قليل الاكل، الذي يتمثل في شرب الشوربة ويفضل الطعام 'المسلوق' وبعض المشويات، ويحب مشاركة الناس في طعامه.

عباس الابيض
11-30-2010, 08:19 PM
سمعت قصة ان الشيخ جابر الله يرحمه كان يركب بعض الناس بسيارته ويسالهم عن احوال الناس بدون ما يعرفونه