فاطمي
01-15-2007, 09:44 AM
جابر الاحمد متسامح.. إذا أخطأ يعترف.. وإذا أخطأنا يوجهنا
'هادئ'.. لكنه 'دينمو' بهاتين الكلمتين لخص وكيل الديوان الأميري ابراهيم الشطي صفات الأمير الراحل الشيخ جابر الاحمد حيث كان يعمل مديرا لمكتبه.
وقال الشطي في حديث روى خلاله رحلته مع الأمير الراحل التي استمرت سنوات 'اذا اخطأنا في العمل كان يوجهنا بأسلوب واحد دون ان يشعرنا بالحرج.. وإذا اخطأ فهو يعترف بذلك مباشرة'. واضاف الشطي: 'فيما نجد على طاولة مكتبه باستمرار ملفات لطالبي مساعدات من داخل وخارج الكويت يحرص سموه على تلبيتها جميعها، في المقابل تصل الى سموه طلبات كثيرة بتسمية منشآت باسمه داخل وخارج الكويت يرفضها جميعها ويطلب اطلاق اسم الكويت عليها'.
واوضح ان سموه كان حريصا على الا تعرف شماله ما انفقته يمينه، 'فلم يقل مرة من المرات انني ساعدت احدا'.
وعندما عفا الامير الراحل عن المتورطين في محاولة اغتياله قال الشطي: 'الكبار دائما يتخذون مثل هذه المواقف'. واضاف 'من كان يعرف جابر الأحمد جيدا لم يفاجأ من هذا القرار، فهو لا يحب الانتقام بقدر ما يتحلى بروح التسامح والعفو'.
وحول قلة الاحاديث والتصريحات الصحفية للامير الراحل يقول الشطي 'صحف محلية وعربية واجنبية اضافة الى محطات التلفزة كانت تطلب منا لقاءات مع سموه لكنه كان يرفض اجراء المقابلات الصحفية، ويسمح بحدود ضيقة جدا بين الحين والآخر، وكان يبتعد خلال تصريحاته عن الامور السياسية ويتطرق الى الدورين التنموي والاجتماعي، فكان سموه لا يحب ان يرتبط اسمه بالتصريحات السياسية لأنه المرجع الاخير'.
وتطرق الشطي الى تعاملات سموه مع موظفي مكتبه، حيث قال انه يحبهم ويحترمهم ويقدرهم ويستمع اليهم، فهو انسان عادي لا ترى فيه كبرا او تباهيا، ويرى نفسه كويتيا قبل ان يرى نفسه اميرا.
وفيما يلي نص الحوار:
كيف بدأت مشوارك مع سمو الامير الراحل واختيارك لهذا المنصب الحساس؟
- سمو الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد تولى الحكم بعد وفاة الامير الاسبق الشيخ صباح السالم وذلك في 31 ديسمبر 1977، حيث اقسم الشيخ جابر الاحمد في اليوم ذاته بتولي الامارة، ثم بدأ عهده في اول يوم من عام 1978، وفي ذلك الوقت كنت مديرا لمكتب الامير الراحل الشيخ صباح السالم رحمه الله، وعندما تولى الشيخ جابر الاحمد الحكم واستلم سلطاته كاملة قضيت 3 ايام لتجهيز المكتب الخاص بسموه ثم دخلت عليه وقلت له 'مكتب سموك جاهز وموجود وتم تجهيز كل شيء للشخص الذي تفضله بأن يتولى شؤون مكتبك'، فقال لي 'انت ستستمر بهذه الوظيفة وتؤدي عملك السابق كمدير لمكتب الامير'.
رحلة مريحة
كيف كانت رحلتك معه التي امتدت الى سنوات طويلة عاصرت خلالها ازمات واحداثا متعددة؟
- رحلتي مع الامير الراحل جيدة ومريحة، فالكل يعرف ان المغفور له الشيخ جابر الاحمد لطيف المعشر، فهو رجل هادئ، الا انه في العمل 'دينمو' يهتم بكل صغيرة وكبيرة، ويبدأ عمله مبكرا، وعلى الرغم من ان طلباته اوامر، الا انه لم يشعرنا بذلك اطلاقا، واذا اخطأنا في العمل كان يوجهنا بأسلوب واحد الى الصواب دون ان يشعر الشخص الذي امامه بالحرج، مع اعترافه ان الخطأ في العمل امر طبيعي، وفي المقابل اذا اخطأ فهو يعترف مباشرة بخطئه ويصحح اخطاءه، فكان العمل معه مريحا ومثمرا في آن واحد.
المساعدات الإنسانية
نعلم ان مساعداته كانت كثيرة ومستمرة عندما كان على قيد الحياة، الا اننا فوجئنا بحجم هذه المساعدات بعد وفاته، فلماذا لم يتم الكشف عن هذه المساعدات في السابق ليكون قدوة لغيره؟
كان سموه لا يحب اطلاقا الكشف عن مساعداته التي يقدمها للمحتاجين، أو ان يقول انه أحسن لهذا أو ذاك، فسموه كان يبقي أمر هذه المساعدات بينه وبين المحتاجين فقط من دون ان يعلم أحد.
كما كان سموه يرفض باستمرار طلبات الجهات الحكومية وغير الحكومية سواء في الكويت أو خارجها تسمية بعض المنشآت كالمستشفيات وغيرها باسمه، ويقول اطلقوا عليها اسم الكويت أو أي شخص آخر.. وأتذكر ان مديرة الجامعة السابقة د. فايزة الخرافي طلبت عدة مرات تسمية مكتبة الجامعة بمكتبة جابر الأحمد، ورفض سموه الطلب عدة مرات، الى ان قبل بعد عدة محاولات قامت بها د. فايزة الخرافي.
وامام سموه على طاولة مكتبه ملفات كبيرة لطالبي المساعدات سواء من داخل الكويت أو خارجها، التي امتدت الى دول عربية وآسيوية وافريقية، ودائما سموه كان يمد يد العون والمساعدة دون ان يقول اطلاقا انه ساعد احدا، فهو حريص جدا على التكتم على هذا الأمر، والا تعرف يده الشمال ما أعطت يده اليمنى.
محاولة اغتيال الأمير
ماذا تتذكر من حادثة محاولة اغتيال الأمير وكيف كان تعامله مع الأمر؟
في صباح ذلك اليوم كنا واقفين امام الديوان الأميري في قصر السيف بانتظار وصول سموه كالعادة، فهو معتاد ان يصل الى مكتبه في الثامنة صباحا، وكان معنا رئيس الديوان الأميري في ذلك الوقت الشيخ خالد الأحمد والمرحوم محمد درويش العرادي والمرحوم عبدالعزيز سعود العبدالرزاق، وقبل الساعة الثامنة بدقائق سمعنا صوت انفجار لم نعرف مصدره، ولكن بعد ان وصلت عقارب الساعة الى الثامنة بدأنا نقلق، ثم شعرنا بحركة غير طبيعية وركضنا بعدها مباشرة وبأقصى سرعة الى موقع الانفجار دون ان نشعر بمن حولنا من شدة الفزع على سموه، الى ان وصلنا الى موقع الحادث الذي كان مرعبا جدا لدرجة ان منظره الى الآن ملتصق بمخيلتي رغم مرور السنين، حينها علمنا ان الأمير اصابه مكروه، وعلمنا انه تم نقله الى المستشفى الأميري ثم توجهنا مباشرة ركضا على اقدامنا الى المستشفى الاميري ووجدنا سموه متأثرا بجراح الحادث لكنه كان متماسكا، حقا انه كان يوم مرعب، ولذلك حرصنا على اصدار بيان تطميني خوفا من اي اشاعات.
اعفاء عن المغتالين
بعد سنوات من الحادث اعفى سمو الامير عن الذين حاولوا اغتياله.. وهنا الجميع يتساءل كيف لانسان ان يعفو عمن حاول قتله.. فما هو تفسيرك لهذه اللفتة الانسانية من سموه؟
الرجال الكبار دائما يتخذون مثل هذه المواقف.
ألم يكن هذا القرار مفاجئا لكم؟
من كان يعرف جابر الاحمد جيدا لم يفاجئه هذا القرار، فهو لا يحب الانتقام بقدر ما هو يتحلى بروح التسامح والعفو، خاصة ان العفو عند المقدرة من شيم الكرام، فالعفو اعظم من الانتقام.
الغزو
على الرغم من انك لم تكن مع الامير الراحل اثناء احتلال العراق للكويت.. ولكن كيف تصف لنا هذه المرحلة التي عاشها سموه وكيف اثرت فيه؟
وقتها كنت انا داخل الكويت ولم اخرج منها، ولكن ما حدث كان من النكبات التي مرت على سموه، وكنت اتمنى ان اكون معه لكن الظروف لم تسمح.
التصريحات الصحفية
كان الشيخ جابر الاحمد قليل التصريحات والاحاديث الصحفية.. فما السبب؟
كان سموه لا يحب الظهور بالصحافة والتصريحات والمقابلات الصحفية، وصحافيون كثر محليا وعربيا واجنبيا ومحطات تلفزيونية مختلفة يتصلون لطلب لقاءات مع سموه لكنه كان يرفض باستمرار هذه الطلبات ويسمح بحدود ضيقة جدا بين الحين والاخر، واذا كانت له تصريحات كان يبتعد سموه عن القضايا السياسية ويتطرق الى الدور التنموي والاجتماعي، فهو كان يفضل ترك الامور السياسية الى اصحابها بذاك الوقت سمو الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله عندما كان وليا للعهد ورئيسا للوزراء وسمو الامير الشيخ صباح الاحمد عندما كان وزيرا للخارجية، فكان سموه لا يحب ان يرتبط اسمه بالتصريحات السياسية لانه المرجع الاخير.
علاقات العمل
كيف تصف لنا علاقات سمو الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد بالموظفين الذين يعملون معه؟
كانت علاقاته مع الموظفين اكثر من ممتازة فهو يحبهم ويحترمهم ويقدرهم ويستمع اليهم، فهو بسيط وسهل في تعاملاته مع الموظفين، فهو انسان عادي لا ترى فيه اي تكبر او تباهي، فهو في الاساس يرى نفسه كويتيا قبل ان يكون اميرا.
التنمية
ما ابرز اهتمامات سمو الأمير الراحل؟
التنمية والاقتصاد كانا اهتمامه الاول وهو دائما يردد ان الثروة النفطية التي تجني خبراتها يجب ان يستفيد منها اجيالنا القادمة، ولذلك انشأ صندوق الاجيال القادمة واهتم به، كما اهتم كثيرا بتطوير النواحي الانتاجية وسياسته الاولى هي الا نعتمد على مورد واحد، لان هذا المورد قد ينضب، وانه يجب علينا ايجاد موارد اخرى.
ولذلك كان مهتما سموه بامور الصناعة والتنمية الاجتماعية وحاول في معظم الاحيان دراسة المشاريع الانمائية المختلفة، ولذلك انشأ الهيئة العامة للاستثمار.
اهتمامات خاصة
اوضح الشطي ان الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد يهتم كثيرا بكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة ومختلف طبقات الشعب، فهو يحب ان تشعر جميع فئات الشعب انها غير غائبة عنه وعن اهتماماته.
الكويت لم تغب عنه في مرضه
اوضح الشطي ان الكويت لم تغب عن سمو الامير الراحل اثناء فترة مرضه وكان كثير السؤال عن جميع الامور سواء الاجتماعية أو الاقتصادية أو التنموية.
وقال 'كان حريصا على ان تسير الامور في البلاد بافضل شكل دون ان يشعر احد ان هناك فراغا بسبب غياب الامير'.
حل مجلس الامة
عن حل مجلس الامة في الاعوام 86 و99 يقول ابراهيم الشطي ان اتخاذ هذه القرارات لم تكن سهلة على سموه.
واضاف 'ليس اتخاذ قرار بهذا الشأن امرا بسيطا الا اذا كان هناك ازمة وتفاقمت بسبب اعضاء مجلس الامة، وحينها يجد الامير انه من الانسب ان تكون هناك انتخابات جديدة لمصلحة الكويت'.
دقة وانتظام
دعا الشطي الجميع الى الاستفادة من دقة وانتظام الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد، مشيرا الى انه كان يداوم اكثرمن الموظفين، فهو لا يتأخر عن الثامنة صباحا يوميا لادارة الاعمال من مكتبه.
وقال انه مخلص في ادائه لعمله الرسمي ولا يتغيب ابدا، ويحرص على مقابلة الوزراء وجميع المسؤولين سواء وكلاء او رؤساء هيئات ومؤسسات باستمرار، لدرجة ان سموه كان لا يمل من العمل.
واضاف 'اتمنى ان يتخذ الموظفون سمو الامير الراحل قدوة بالالتزام الوظيفي'.
شكرا عم بوقتيبة
في صباح السبت الماضي اتصلت 'القبس' بالعم بوقتيبة (ابراهيم الشطي) لتطلب لقاء معه بمناسبة ذكرى الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد، لم يتردد العم بوقتيبة في الحديث عن مآثر سمو الامير الراحل الا انه وجه اللائمة ل'القبس' بالتأخر لعقد مثل تلك اللقاءات، خاصة ان المناسبة معروفة مسبقا وكان يجب الاعداد لها قبل فترة.
وعلى الرغم من انتقاد العم بوقتيبة لضيق الوقت فانه اجرى اللقاء بعد المكالمة بدقائق كي لا يفوت الحديث عن الرجل الذي عمل معه سنوات طويلة.
'هادئ'.. لكنه 'دينمو' بهاتين الكلمتين لخص وكيل الديوان الأميري ابراهيم الشطي صفات الأمير الراحل الشيخ جابر الاحمد حيث كان يعمل مديرا لمكتبه.
وقال الشطي في حديث روى خلاله رحلته مع الأمير الراحل التي استمرت سنوات 'اذا اخطأنا في العمل كان يوجهنا بأسلوب واحد دون ان يشعرنا بالحرج.. وإذا اخطأ فهو يعترف بذلك مباشرة'. واضاف الشطي: 'فيما نجد على طاولة مكتبه باستمرار ملفات لطالبي مساعدات من داخل وخارج الكويت يحرص سموه على تلبيتها جميعها، في المقابل تصل الى سموه طلبات كثيرة بتسمية منشآت باسمه داخل وخارج الكويت يرفضها جميعها ويطلب اطلاق اسم الكويت عليها'.
واوضح ان سموه كان حريصا على الا تعرف شماله ما انفقته يمينه، 'فلم يقل مرة من المرات انني ساعدت احدا'.
وعندما عفا الامير الراحل عن المتورطين في محاولة اغتياله قال الشطي: 'الكبار دائما يتخذون مثل هذه المواقف'. واضاف 'من كان يعرف جابر الأحمد جيدا لم يفاجأ من هذا القرار، فهو لا يحب الانتقام بقدر ما يتحلى بروح التسامح والعفو'.
وحول قلة الاحاديث والتصريحات الصحفية للامير الراحل يقول الشطي 'صحف محلية وعربية واجنبية اضافة الى محطات التلفزة كانت تطلب منا لقاءات مع سموه لكنه كان يرفض اجراء المقابلات الصحفية، ويسمح بحدود ضيقة جدا بين الحين والآخر، وكان يبتعد خلال تصريحاته عن الامور السياسية ويتطرق الى الدورين التنموي والاجتماعي، فكان سموه لا يحب ان يرتبط اسمه بالتصريحات السياسية لأنه المرجع الاخير'.
وتطرق الشطي الى تعاملات سموه مع موظفي مكتبه، حيث قال انه يحبهم ويحترمهم ويقدرهم ويستمع اليهم، فهو انسان عادي لا ترى فيه كبرا او تباهيا، ويرى نفسه كويتيا قبل ان يرى نفسه اميرا.
وفيما يلي نص الحوار:
كيف بدأت مشوارك مع سمو الامير الراحل واختيارك لهذا المنصب الحساس؟
- سمو الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد تولى الحكم بعد وفاة الامير الاسبق الشيخ صباح السالم وذلك في 31 ديسمبر 1977، حيث اقسم الشيخ جابر الاحمد في اليوم ذاته بتولي الامارة، ثم بدأ عهده في اول يوم من عام 1978، وفي ذلك الوقت كنت مديرا لمكتب الامير الراحل الشيخ صباح السالم رحمه الله، وعندما تولى الشيخ جابر الاحمد الحكم واستلم سلطاته كاملة قضيت 3 ايام لتجهيز المكتب الخاص بسموه ثم دخلت عليه وقلت له 'مكتب سموك جاهز وموجود وتم تجهيز كل شيء للشخص الذي تفضله بأن يتولى شؤون مكتبك'، فقال لي 'انت ستستمر بهذه الوظيفة وتؤدي عملك السابق كمدير لمكتب الامير'.
رحلة مريحة
كيف كانت رحلتك معه التي امتدت الى سنوات طويلة عاصرت خلالها ازمات واحداثا متعددة؟
- رحلتي مع الامير الراحل جيدة ومريحة، فالكل يعرف ان المغفور له الشيخ جابر الاحمد لطيف المعشر، فهو رجل هادئ، الا انه في العمل 'دينمو' يهتم بكل صغيرة وكبيرة، ويبدأ عمله مبكرا، وعلى الرغم من ان طلباته اوامر، الا انه لم يشعرنا بذلك اطلاقا، واذا اخطأنا في العمل كان يوجهنا بأسلوب واحد الى الصواب دون ان يشعر الشخص الذي امامه بالحرج، مع اعترافه ان الخطأ في العمل امر طبيعي، وفي المقابل اذا اخطأ فهو يعترف مباشرة بخطئه ويصحح اخطاءه، فكان العمل معه مريحا ومثمرا في آن واحد.
المساعدات الإنسانية
نعلم ان مساعداته كانت كثيرة ومستمرة عندما كان على قيد الحياة، الا اننا فوجئنا بحجم هذه المساعدات بعد وفاته، فلماذا لم يتم الكشف عن هذه المساعدات في السابق ليكون قدوة لغيره؟
كان سموه لا يحب اطلاقا الكشف عن مساعداته التي يقدمها للمحتاجين، أو ان يقول انه أحسن لهذا أو ذاك، فسموه كان يبقي أمر هذه المساعدات بينه وبين المحتاجين فقط من دون ان يعلم أحد.
كما كان سموه يرفض باستمرار طلبات الجهات الحكومية وغير الحكومية سواء في الكويت أو خارجها تسمية بعض المنشآت كالمستشفيات وغيرها باسمه، ويقول اطلقوا عليها اسم الكويت أو أي شخص آخر.. وأتذكر ان مديرة الجامعة السابقة د. فايزة الخرافي طلبت عدة مرات تسمية مكتبة الجامعة بمكتبة جابر الأحمد، ورفض سموه الطلب عدة مرات، الى ان قبل بعد عدة محاولات قامت بها د. فايزة الخرافي.
وامام سموه على طاولة مكتبه ملفات كبيرة لطالبي المساعدات سواء من داخل الكويت أو خارجها، التي امتدت الى دول عربية وآسيوية وافريقية، ودائما سموه كان يمد يد العون والمساعدة دون ان يقول اطلاقا انه ساعد احدا، فهو حريص جدا على التكتم على هذا الأمر، والا تعرف يده الشمال ما أعطت يده اليمنى.
محاولة اغتيال الأمير
ماذا تتذكر من حادثة محاولة اغتيال الأمير وكيف كان تعامله مع الأمر؟
في صباح ذلك اليوم كنا واقفين امام الديوان الأميري في قصر السيف بانتظار وصول سموه كالعادة، فهو معتاد ان يصل الى مكتبه في الثامنة صباحا، وكان معنا رئيس الديوان الأميري في ذلك الوقت الشيخ خالد الأحمد والمرحوم محمد درويش العرادي والمرحوم عبدالعزيز سعود العبدالرزاق، وقبل الساعة الثامنة بدقائق سمعنا صوت انفجار لم نعرف مصدره، ولكن بعد ان وصلت عقارب الساعة الى الثامنة بدأنا نقلق، ثم شعرنا بحركة غير طبيعية وركضنا بعدها مباشرة وبأقصى سرعة الى موقع الانفجار دون ان نشعر بمن حولنا من شدة الفزع على سموه، الى ان وصلنا الى موقع الحادث الذي كان مرعبا جدا لدرجة ان منظره الى الآن ملتصق بمخيلتي رغم مرور السنين، حينها علمنا ان الأمير اصابه مكروه، وعلمنا انه تم نقله الى المستشفى الأميري ثم توجهنا مباشرة ركضا على اقدامنا الى المستشفى الاميري ووجدنا سموه متأثرا بجراح الحادث لكنه كان متماسكا، حقا انه كان يوم مرعب، ولذلك حرصنا على اصدار بيان تطميني خوفا من اي اشاعات.
اعفاء عن المغتالين
بعد سنوات من الحادث اعفى سمو الامير عن الذين حاولوا اغتياله.. وهنا الجميع يتساءل كيف لانسان ان يعفو عمن حاول قتله.. فما هو تفسيرك لهذه اللفتة الانسانية من سموه؟
الرجال الكبار دائما يتخذون مثل هذه المواقف.
ألم يكن هذا القرار مفاجئا لكم؟
من كان يعرف جابر الاحمد جيدا لم يفاجئه هذا القرار، فهو لا يحب الانتقام بقدر ما هو يتحلى بروح التسامح والعفو، خاصة ان العفو عند المقدرة من شيم الكرام، فالعفو اعظم من الانتقام.
الغزو
على الرغم من انك لم تكن مع الامير الراحل اثناء احتلال العراق للكويت.. ولكن كيف تصف لنا هذه المرحلة التي عاشها سموه وكيف اثرت فيه؟
وقتها كنت انا داخل الكويت ولم اخرج منها، ولكن ما حدث كان من النكبات التي مرت على سموه، وكنت اتمنى ان اكون معه لكن الظروف لم تسمح.
التصريحات الصحفية
كان الشيخ جابر الاحمد قليل التصريحات والاحاديث الصحفية.. فما السبب؟
كان سموه لا يحب الظهور بالصحافة والتصريحات والمقابلات الصحفية، وصحافيون كثر محليا وعربيا واجنبيا ومحطات تلفزيونية مختلفة يتصلون لطلب لقاءات مع سموه لكنه كان يرفض باستمرار هذه الطلبات ويسمح بحدود ضيقة جدا بين الحين والاخر، واذا كانت له تصريحات كان يبتعد سموه عن القضايا السياسية ويتطرق الى الدور التنموي والاجتماعي، فهو كان يفضل ترك الامور السياسية الى اصحابها بذاك الوقت سمو الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله عندما كان وليا للعهد ورئيسا للوزراء وسمو الامير الشيخ صباح الاحمد عندما كان وزيرا للخارجية، فكان سموه لا يحب ان يرتبط اسمه بالتصريحات السياسية لانه المرجع الاخير.
علاقات العمل
كيف تصف لنا علاقات سمو الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد بالموظفين الذين يعملون معه؟
كانت علاقاته مع الموظفين اكثر من ممتازة فهو يحبهم ويحترمهم ويقدرهم ويستمع اليهم، فهو بسيط وسهل في تعاملاته مع الموظفين، فهو انسان عادي لا ترى فيه اي تكبر او تباهي، فهو في الاساس يرى نفسه كويتيا قبل ان يكون اميرا.
التنمية
ما ابرز اهتمامات سمو الأمير الراحل؟
التنمية والاقتصاد كانا اهتمامه الاول وهو دائما يردد ان الثروة النفطية التي تجني خبراتها يجب ان يستفيد منها اجيالنا القادمة، ولذلك انشأ صندوق الاجيال القادمة واهتم به، كما اهتم كثيرا بتطوير النواحي الانتاجية وسياسته الاولى هي الا نعتمد على مورد واحد، لان هذا المورد قد ينضب، وانه يجب علينا ايجاد موارد اخرى.
ولذلك كان مهتما سموه بامور الصناعة والتنمية الاجتماعية وحاول في معظم الاحيان دراسة المشاريع الانمائية المختلفة، ولذلك انشأ الهيئة العامة للاستثمار.
اهتمامات خاصة
اوضح الشطي ان الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد يهتم كثيرا بكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة ومختلف طبقات الشعب، فهو يحب ان تشعر جميع فئات الشعب انها غير غائبة عنه وعن اهتماماته.
الكويت لم تغب عنه في مرضه
اوضح الشطي ان الكويت لم تغب عن سمو الامير الراحل اثناء فترة مرضه وكان كثير السؤال عن جميع الامور سواء الاجتماعية أو الاقتصادية أو التنموية.
وقال 'كان حريصا على ان تسير الامور في البلاد بافضل شكل دون ان يشعر احد ان هناك فراغا بسبب غياب الامير'.
حل مجلس الامة
عن حل مجلس الامة في الاعوام 86 و99 يقول ابراهيم الشطي ان اتخاذ هذه القرارات لم تكن سهلة على سموه.
واضاف 'ليس اتخاذ قرار بهذا الشأن امرا بسيطا الا اذا كان هناك ازمة وتفاقمت بسبب اعضاء مجلس الامة، وحينها يجد الامير انه من الانسب ان تكون هناك انتخابات جديدة لمصلحة الكويت'.
دقة وانتظام
دعا الشطي الجميع الى الاستفادة من دقة وانتظام الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد، مشيرا الى انه كان يداوم اكثرمن الموظفين، فهو لا يتأخر عن الثامنة صباحا يوميا لادارة الاعمال من مكتبه.
وقال انه مخلص في ادائه لعمله الرسمي ولا يتغيب ابدا، ويحرص على مقابلة الوزراء وجميع المسؤولين سواء وكلاء او رؤساء هيئات ومؤسسات باستمرار، لدرجة ان سموه كان لا يمل من العمل.
واضاف 'اتمنى ان يتخذ الموظفون سمو الامير الراحل قدوة بالالتزام الوظيفي'.
شكرا عم بوقتيبة
في صباح السبت الماضي اتصلت 'القبس' بالعم بوقتيبة (ابراهيم الشطي) لتطلب لقاء معه بمناسبة ذكرى الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد، لم يتردد العم بوقتيبة في الحديث عن مآثر سمو الامير الراحل الا انه وجه اللائمة ل'القبس' بالتأخر لعقد مثل تلك اللقاءات، خاصة ان المناسبة معروفة مسبقا وكان يجب الاعداد لها قبل فترة.
وعلى الرغم من انتقاد العم بوقتيبة لضيق الوقت فانه اجرى اللقاء بعد المكالمة بدقائق كي لا يفوت الحديث عن الرجل الذي عمل معه سنوات طويلة.