فاطمي
01-15-2007, 09:26 AM
الخرافي عن جابر الأحمد الإنسان والأب والصديق
كونا- من منى ششتر
'سمو الشيخ جابر الأحمد هو الانسان والأب والصديق' بهذه الكلمات أبن رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي سمو امير البلاد الراحل مشيدا بمناقبه التي ستبقى منارة لأبناء الكويت ونبراسا هاديا للأجيال القادمة.
وفي لقاء مع 'كونا' بمناسبة الذكرى السنوية الأولي لرحيل سمو الامير الراحل عبر الخرافي عن شعوره حيال هذا الرجل الكريم قائلا 'أشعر بحزن عميق في هذا اليوم يوم ذكرى رحيل سمو أميرنا طيب الله ثراه'.
واوضح ان الشعور بالحزن ليس نتيجة رحيل سموه فحسب مبينا ان هذا هو قدره وقدرنا ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم 'ولكن نتيجة فقدان اب ووالد للجميع واخ وصديق لأهل الكويت قبل أن يكون اميرا للبلاد'.
وأضاف ان سموه كان محبا للصغير والكبير وله مكانة في قلوب اهل الكويت ومحبة لم تأتيا نتيجة ارهاب او ضغوط او فرض بل أنشأتهما خلقه ودينه وتواضعه ومحبته لشعبه وحرصه على راحة هذا الشعب ووحدة كلمته.
وفي اشارة الى علاقته بسمو الامير الراحل مضى الخرافي قائلا 'عرفت سموه عن قرب خلال عملي السياسي وعرفت من خلال هذا القرب الكثير من المزايا التي يتمتع بها وجعلتني افخر وافتخر بكوني ابنا لهذا البلد وبكون هذا الرجل أميرا له'.
ومضى مستذكرا مآثر سموه بقوله 'كنت معه في أدغال أفريقيا ورأيت تعامله مع الدول الفقيرة وكنت معه في الدول المتقدمة والأوروبية منها ورأيت أيضا تعامله مع هذه الدول، كما رأيت كيف ان سموه رحمه الله لم يفرق بين أي منها فقيرة كانت أو غنية فكان يتعامل مع الكل باحترام نتج عنه احترام الجميع له'.
وقال الخرافي في نظرة ملؤها التأثر والحزن ان لسمو الامير الراحل لمسات كثيرة لا يسع المقام لذكرها كلها لضيق المقام مؤكدا في هذا السياق ان سموه وان كان قد رحل بجسده 'وهذا قدره وقدرنا' فان ذكراه العطرة ستبقى عبرة للأجيال القادمة.
نبراس
وفي اشارة الى ذكرى الامير الراحل طيب الله ثراه شدد على القول ان هذه الذكرى يجب ان تكون لنا نبراسا نهتدي به وهدفا نسعى اليه من خلال تحقيق ما اوصانا به خلال حياته من الولاء للكويت والحرص على وحدة الكويت، والحرص على معالجة اختلاف الآراء بالحكمة ولما فيه مصلحة الكويت.
وأشاد الخرافي برؤى الامير الراحل وبعد نظره في الشأن الاقتصادي، فأكد ان سموه رحمه الله 'كان سابقا لزمانه' مبينا ان العديد من القوانين الاقتصادية والمشاريع التنموية نبعت من فكر سموه عندما كان وزيرا للمالية.
وضرب مثلا على حنكة سمو الامير الراحل الاقتصادية من خلال طرح فكرة انشاء صندوق لاحتياطي الأجيال القادمة والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية اضافة الى اقامة مؤسسة للتامينات الاجتماعية وهي المشاريع التي سبقت دولة الكويت بها العديد من دول المنطقة.
وفي اشارة الى الاخلاق الكريمة والبعد الانساني في شخصية الامير الراحل كشف الخرافي النقاب عن جولات مسائية كان يقوم بها سمو الشيخ جابر لتفقد احوال رعاياه بشكل فردي ومن دون حراسة مخفيا وجهه بلثام.
واسترسل قائلا ان سموه كان يجول في الشوارع ملثما ليخفي شخصيته عن الرعية وهو يقود سيارة عادية لا تلفت الانظار من نوع 'فولكس فاغن' مشيرا الى قصته مع أحد صيادي السمك في ليلة باردة من ليالي الشتاء القارس.
تلك الحادثة التي قال عنها الخرافي انها تركت اثرا بليغا في نفس الصياد وغيره من المواطنين ودلت على نبل أخلاق سمو الشيخ جابر تتلخص في استفسار سموه عن سعر السمك ومحاولته التواصل مع الباعة البسطاء.
صياد السمك
بيد ان الصياد المعني أبى ان يبيع السمك بسعر أقل وقال لسموه من دون أن يعرف شخصيته ان استطعت ان تدخل البحر في هذا الجو البارد فسأعطيك هذا المبلغ فتبسم سموه بهذا القول وأكرمه حينئذ بمنحه أضعاف ما سأل.
وأوضح الخرافي ان تأثر هذا البائع البسيط بلغ الى حد انه لا يزال يردد تفاصيل هذه الحادثة التي مضى عليها سنوات ويقصها على كل من يقابله من الناس وفي كل مناسبة 'ومثل هذه القصص الكثير الكثير'.
وقال الخرافي ان شؤون الحكم وهموم السلطة وعظم المسؤولية لم تمنع سمو الامير الراحل من المضي قدما في جولات خاصة للوقوف بنفسه على أحوال مشاريع الدولة المختلفة من دون أي حماية أوانذار مسبق بالزيارة مبينا ان الوزير المعني عن أي من هذه المشاريع يفاجأ في اليوم التالي بالمام سموه بكل جوانب تلك المشاريع عن قرب.
واضاف ان سموه رحمه الله حين يلتقي الآخرين 'لم يكن يظهر انه على علم بأي أمر من الأمور وكان مستمعا جيدا لهم ولا يستعجل باصدار أي قرار ولكن ايضا لا يتأخر بذلك... كانت له مزايا كثيرة لا تعد ولا تحصى وكان حلو المجلس والمعشر وكان بسيطا جدا'.
انسانية
واستذكر الخرافي انسانية سمو الامير الراحل وبصيرته في الفترة التي تسلم فيها (الخرافي) حقيبة وزارة المالية قائلا ' لم أكن مرتاحا من ذلك وبخاصة أن أزمة المناخ كانت في أوجها في تلك الفترة وكنت مرعوبا'.
واضاف 'بعد أن أديت القسم أمام سمو امير البلاد الراحل وخرجت من القاعة دعاني مدير مكتب سموه آنذاك الراحل محمد درويش العرادي لمقابلة سموه واذا بي افاجأ وكأن هذا الانسان يقرأ الأفكار ويحاول تهدئة روعي من المنصب الجديد'.
وذكر الخرافي قول سموه له حرفيا مهدئا من روعه 'أعلم ان العبء عليك ليس بقليل وأحببت أن أقول تعال لي ان كان هناك ما يقلقك '.
واكد الخرافي ان كلمات سموه في تلك اللحظات أزاحت عن كاهله هما كبيرا وثقلا من المسؤولية، مبينا أن أي نجاح حققه خلال تقلده وزارة المالية 'يرجع بالدرجة الاولى الى الدعم الذي حصلت عليه من سمو الامير'.
وقال 'كان محبا لمن يجتهد ويقدر المسؤولية ولهذا كانت له مكانة غير طبيعية عند اهل الكويت وعند من يلتقي به ومن يتعامل معه'.
وعلى الصعيد السياسي اعاد الخرافي الى الاذهان بصيرة سموه حين طرح في بداية الثمانينات فكرة انشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية وفكرة انشاء اللجنة الاستشارية لاصحاب السمو والجلالة قادة دول مجلس التعاون.
واثني الخرافي على اسلوب الامير الراحل المتميز في كيفية عرض افكاره قائلا 'اذا وجد أن الفكرة لن تحظى بقبول من ستعرض عليه يتمهل ويعرضها في الوقت المناسب'.
واضاف ان 'هذا ما حدث حين دعا الى تكوين مجلس التعاون حيث لم يكن هناك قبول فوري للفكرة ولا للجنة الاستشارية.. غير انه ولله الحمد كل ما تم عرضه من سموه كان له صدى ايجابي وقبول جماعي '.
وعلى مستوى العلاقات مع قادة دول العالم قال الخرافي 'يستغرب الانسان ما حصل عليه هذا الرجل من احترام على المستويات كافة المحلية والدولية'. واضاف ان هذا الاحترام لم يحظ به سمو الامير الراحل لأنه رئيس دولة فحسب ولكن لما قام به من دور لبلده وللمجتمع الدولي من خلال المشاريع الانسانية والتنموية التي أوجدها في بلده.
الحق للكويت
واستذكر الخرافي في هذا السياق استقبال رئيس الولايات المتحدة الاميركية جورج بوش الاب لسمو الامير الراحل خلال فترة الغزو الصدامي للبلاد في عام 1990 وما قاله لسموه اثر التأييد الحاشد الذي حظي به بعد خطابه الذي القاه في قاعة الامم المتحدة مناشدا فيه دول العالم المساعدة لارجاع الحق الكويتي من ايدي المغتصبين.
وقال الخرافي ان الرئيس بوش اكد لسمو الامير الراحل انه خلال حياته التي ترأس فيها حتى حينئذ الولايات المتحدة الاميركية وعاصر فيها هيئة الامم المتحدة لم ير 'تجاوبا مثلما رأيت لسموك في القاعة لأي كان'. واضاف ان بساطة القاء سموه ومصداقية كلمته جعلته يحظى باحترام من قبل جميع الوفود الموجودة في القاعة تمثلت في التصفيق له وقوفا 'وجعلنا نحن جميعا نذرف الدموع على ردود الفعل تلك'.
ومضى الخرافي يقول بتأثر ظاهر ان 'هذه المشاعر لم توجد من فراغ وهذه المحبة زرعت في بيئة مقبولة لدى الجميع الحاكم والمحكوم لذلك أثمرت التصاقا غير طبيعي للشعب مع اميرنا الراحل'.
لنعمل بتوجيهاته
دعا الخرافي الى تخليد ذكرى سموه الذي كان 'الاعتدال ديدنه' والعمل بالتوجيهات التي أوصى بها خلال فترة حكمه.
ومضى الى القول 'علينا ان نعمل جميعا على الدعاء له بالمغفرة والجنة، وان يوفق الله سمو اميرنا الحالي الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح لان يكون خير خلف لخير سلف'.
وقال ' ثقتنا كبيرة بسمو الشيخ صباح لانه كان من اقرب المقربين الى سمو اميرنا الراحل ليس لأنه شقيقه فحسب، ولكن لانهما اشتهرا بتقاربهما وارتباطهما منذ ولادتهما'.
وشدد الخرافي في نهاية اللقاء على ان على الجميع الدعوة بمناسبة الذكرى السنوية الاولى لرحيل سمو الامير الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح 'كما دعا الراحل خلال توليه الحكم وفي اكثر من مناسبة بان يحفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه'.
كل من عرفه أحبه وكل من التقاه احترمه
قال الخرافي ان التفاف الشعب الكويتي حول سمو الامير الراحل خلال فترة الغزو الصدامي للبلاد، ان دل على شيء فانما يدل على ان هذه المحبة ليست ناتجة عن خوف او اجبار.
واضاف ان سموه وعلى الرغم من كل النصائح التي اعطيت له رحمه الله بعدم العودة الى البلاد بعد تحريرها في التاريخ الذي عاد فيه، فإنه اصر على العودة قبل ان تتخذ الاجراءات الامنية الكفيلة بحمايته 'وهذا دليل على حب الشيخ جابر رحمه الله لبلده وشعبه'.
وقال 'لا ننسى هنا ونحن نعيد الى الذاكرة تفاصيل محاولة الاغتيال الآثمة التي تعرض لها موكب سموه في عام 1985 ومشاعر الهلع التي أصابت الكويت وأهلها واصرار سموه على طمأنة شعبه من خلال الظهور على شاشات التلفاز الكويتي'.
واضاف ان محاولة الاغتيال الآثمة تلك 'لم تكن من شعبه ولكن من خارج البلاد واوجدت ضغوطا على سموه ليغير من نمط الحماية المطلوبة نتيجة للاوضاع السياسية المتغيرة'.
وصمت الخرافي برهة، قبل أن يضيف بصوت متقطع مفعم بالعاطفة 'هذا هو جابر الاحمد.. الانسان والسياسي والأب والصديق الذي تحلى بالوفاء والتواضع وحظي باحترام الغير' مضيفا ان 'كل من عرفه احبه وكل من التقاه احترمه'.
ملتزم
وقال 'نحن لن ننسى مهما طالت السنون هذا الرجل الانسان والسمعة الطيبة التي حظي بها وحرصه على دينه ودنياه وآخرته... كان ملتزما بأداء فروض صلاته في المسجد ولم يكن متطرفا أبدا'.
كونا- من منى ششتر
'سمو الشيخ جابر الأحمد هو الانسان والأب والصديق' بهذه الكلمات أبن رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي سمو امير البلاد الراحل مشيدا بمناقبه التي ستبقى منارة لأبناء الكويت ونبراسا هاديا للأجيال القادمة.
وفي لقاء مع 'كونا' بمناسبة الذكرى السنوية الأولي لرحيل سمو الامير الراحل عبر الخرافي عن شعوره حيال هذا الرجل الكريم قائلا 'أشعر بحزن عميق في هذا اليوم يوم ذكرى رحيل سمو أميرنا طيب الله ثراه'.
واوضح ان الشعور بالحزن ليس نتيجة رحيل سموه فحسب مبينا ان هذا هو قدره وقدرنا ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم 'ولكن نتيجة فقدان اب ووالد للجميع واخ وصديق لأهل الكويت قبل أن يكون اميرا للبلاد'.
وأضاف ان سموه كان محبا للصغير والكبير وله مكانة في قلوب اهل الكويت ومحبة لم تأتيا نتيجة ارهاب او ضغوط او فرض بل أنشأتهما خلقه ودينه وتواضعه ومحبته لشعبه وحرصه على راحة هذا الشعب ووحدة كلمته.
وفي اشارة الى علاقته بسمو الامير الراحل مضى الخرافي قائلا 'عرفت سموه عن قرب خلال عملي السياسي وعرفت من خلال هذا القرب الكثير من المزايا التي يتمتع بها وجعلتني افخر وافتخر بكوني ابنا لهذا البلد وبكون هذا الرجل أميرا له'.
ومضى مستذكرا مآثر سموه بقوله 'كنت معه في أدغال أفريقيا ورأيت تعامله مع الدول الفقيرة وكنت معه في الدول المتقدمة والأوروبية منها ورأيت أيضا تعامله مع هذه الدول، كما رأيت كيف ان سموه رحمه الله لم يفرق بين أي منها فقيرة كانت أو غنية فكان يتعامل مع الكل باحترام نتج عنه احترام الجميع له'.
وقال الخرافي في نظرة ملؤها التأثر والحزن ان لسمو الامير الراحل لمسات كثيرة لا يسع المقام لذكرها كلها لضيق المقام مؤكدا في هذا السياق ان سموه وان كان قد رحل بجسده 'وهذا قدره وقدرنا' فان ذكراه العطرة ستبقى عبرة للأجيال القادمة.
نبراس
وفي اشارة الى ذكرى الامير الراحل طيب الله ثراه شدد على القول ان هذه الذكرى يجب ان تكون لنا نبراسا نهتدي به وهدفا نسعى اليه من خلال تحقيق ما اوصانا به خلال حياته من الولاء للكويت والحرص على وحدة الكويت، والحرص على معالجة اختلاف الآراء بالحكمة ولما فيه مصلحة الكويت.
وأشاد الخرافي برؤى الامير الراحل وبعد نظره في الشأن الاقتصادي، فأكد ان سموه رحمه الله 'كان سابقا لزمانه' مبينا ان العديد من القوانين الاقتصادية والمشاريع التنموية نبعت من فكر سموه عندما كان وزيرا للمالية.
وضرب مثلا على حنكة سمو الامير الراحل الاقتصادية من خلال طرح فكرة انشاء صندوق لاحتياطي الأجيال القادمة والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية اضافة الى اقامة مؤسسة للتامينات الاجتماعية وهي المشاريع التي سبقت دولة الكويت بها العديد من دول المنطقة.
وفي اشارة الى الاخلاق الكريمة والبعد الانساني في شخصية الامير الراحل كشف الخرافي النقاب عن جولات مسائية كان يقوم بها سمو الشيخ جابر لتفقد احوال رعاياه بشكل فردي ومن دون حراسة مخفيا وجهه بلثام.
واسترسل قائلا ان سموه كان يجول في الشوارع ملثما ليخفي شخصيته عن الرعية وهو يقود سيارة عادية لا تلفت الانظار من نوع 'فولكس فاغن' مشيرا الى قصته مع أحد صيادي السمك في ليلة باردة من ليالي الشتاء القارس.
تلك الحادثة التي قال عنها الخرافي انها تركت اثرا بليغا في نفس الصياد وغيره من المواطنين ودلت على نبل أخلاق سمو الشيخ جابر تتلخص في استفسار سموه عن سعر السمك ومحاولته التواصل مع الباعة البسطاء.
صياد السمك
بيد ان الصياد المعني أبى ان يبيع السمك بسعر أقل وقال لسموه من دون أن يعرف شخصيته ان استطعت ان تدخل البحر في هذا الجو البارد فسأعطيك هذا المبلغ فتبسم سموه بهذا القول وأكرمه حينئذ بمنحه أضعاف ما سأل.
وأوضح الخرافي ان تأثر هذا البائع البسيط بلغ الى حد انه لا يزال يردد تفاصيل هذه الحادثة التي مضى عليها سنوات ويقصها على كل من يقابله من الناس وفي كل مناسبة 'ومثل هذه القصص الكثير الكثير'.
وقال الخرافي ان شؤون الحكم وهموم السلطة وعظم المسؤولية لم تمنع سمو الامير الراحل من المضي قدما في جولات خاصة للوقوف بنفسه على أحوال مشاريع الدولة المختلفة من دون أي حماية أوانذار مسبق بالزيارة مبينا ان الوزير المعني عن أي من هذه المشاريع يفاجأ في اليوم التالي بالمام سموه بكل جوانب تلك المشاريع عن قرب.
واضاف ان سموه رحمه الله حين يلتقي الآخرين 'لم يكن يظهر انه على علم بأي أمر من الأمور وكان مستمعا جيدا لهم ولا يستعجل باصدار أي قرار ولكن ايضا لا يتأخر بذلك... كانت له مزايا كثيرة لا تعد ولا تحصى وكان حلو المجلس والمعشر وكان بسيطا جدا'.
انسانية
واستذكر الخرافي انسانية سمو الامير الراحل وبصيرته في الفترة التي تسلم فيها (الخرافي) حقيبة وزارة المالية قائلا ' لم أكن مرتاحا من ذلك وبخاصة أن أزمة المناخ كانت في أوجها في تلك الفترة وكنت مرعوبا'.
واضاف 'بعد أن أديت القسم أمام سمو امير البلاد الراحل وخرجت من القاعة دعاني مدير مكتب سموه آنذاك الراحل محمد درويش العرادي لمقابلة سموه واذا بي افاجأ وكأن هذا الانسان يقرأ الأفكار ويحاول تهدئة روعي من المنصب الجديد'.
وذكر الخرافي قول سموه له حرفيا مهدئا من روعه 'أعلم ان العبء عليك ليس بقليل وأحببت أن أقول تعال لي ان كان هناك ما يقلقك '.
واكد الخرافي ان كلمات سموه في تلك اللحظات أزاحت عن كاهله هما كبيرا وثقلا من المسؤولية، مبينا أن أي نجاح حققه خلال تقلده وزارة المالية 'يرجع بالدرجة الاولى الى الدعم الذي حصلت عليه من سمو الامير'.
وقال 'كان محبا لمن يجتهد ويقدر المسؤولية ولهذا كانت له مكانة غير طبيعية عند اهل الكويت وعند من يلتقي به ومن يتعامل معه'.
وعلى الصعيد السياسي اعاد الخرافي الى الاذهان بصيرة سموه حين طرح في بداية الثمانينات فكرة انشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية وفكرة انشاء اللجنة الاستشارية لاصحاب السمو والجلالة قادة دول مجلس التعاون.
واثني الخرافي على اسلوب الامير الراحل المتميز في كيفية عرض افكاره قائلا 'اذا وجد أن الفكرة لن تحظى بقبول من ستعرض عليه يتمهل ويعرضها في الوقت المناسب'.
واضاف ان 'هذا ما حدث حين دعا الى تكوين مجلس التعاون حيث لم يكن هناك قبول فوري للفكرة ولا للجنة الاستشارية.. غير انه ولله الحمد كل ما تم عرضه من سموه كان له صدى ايجابي وقبول جماعي '.
وعلى مستوى العلاقات مع قادة دول العالم قال الخرافي 'يستغرب الانسان ما حصل عليه هذا الرجل من احترام على المستويات كافة المحلية والدولية'. واضاف ان هذا الاحترام لم يحظ به سمو الامير الراحل لأنه رئيس دولة فحسب ولكن لما قام به من دور لبلده وللمجتمع الدولي من خلال المشاريع الانسانية والتنموية التي أوجدها في بلده.
الحق للكويت
واستذكر الخرافي في هذا السياق استقبال رئيس الولايات المتحدة الاميركية جورج بوش الاب لسمو الامير الراحل خلال فترة الغزو الصدامي للبلاد في عام 1990 وما قاله لسموه اثر التأييد الحاشد الذي حظي به بعد خطابه الذي القاه في قاعة الامم المتحدة مناشدا فيه دول العالم المساعدة لارجاع الحق الكويتي من ايدي المغتصبين.
وقال الخرافي ان الرئيس بوش اكد لسمو الامير الراحل انه خلال حياته التي ترأس فيها حتى حينئذ الولايات المتحدة الاميركية وعاصر فيها هيئة الامم المتحدة لم ير 'تجاوبا مثلما رأيت لسموك في القاعة لأي كان'. واضاف ان بساطة القاء سموه ومصداقية كلمته جعلته يحظى باحترام من قبل جميع الوفود الموجودة في القاعة تمثلت في التصفيق له وقوفا 'وجعلنا نحن جميعا نذرف الدموع على ردود الفعل تلك'.
ومضى الخرافي يقول بتأثر ظاهر ان 'هذه المشاعر لم توجد من فراغ وهذه المحبة زرعت في بيئة مقبولة لدى الجميع الحاكم والمحكوم لذلك أثمرت التصاقا غير طبيعي للشعب مع اميرنا الراحل'.
لنعمل بتوجيهاته
دعا الخرافي الى تخليد ذكرى سموه الذي كان 'الاعتدال ديدنه' والعمل بالتوجيهات التي أوصى بها خلال فترة حكمه.
ومضى الى القول 'علينا ان نعمل جميعا على الدعاء له بالمغفرة والجنة، وان يوفق الله سمو اميرنا الحالي الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح لان يكون خير خلف لخير سلف'.
وقال ' ثقتنا كبيرة بسمو الشيخ صباح لانه كان من اقرب المقربين الى سمو اميرنا الراحل ليس لأنه شقيقه فحسب، ولكن لانهما اشتهرا بتقاربهما وارتباطهما منذ ولادتهما'.
وشدد الخرافي في نهاية اللقاء على ان على الجميع الدعوة بمناسبة الذكرى السنوية الاولى لرحيل سمو الامير الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح 'كما دعا الراحل خلال توليه الحكم وفي اكثر من مناسبة بان يحفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه'.
كل من عرفه أحبه وكل من التقاه احترمه
قال الخرافي ان التفاف الشعب الكويتي حول سمو الامير الراحل خلال فترة الغزو الصدامي للبلاد، ان دل على شيء فانما يدل على ان هذه المحبة ليست ناتجة عن خوف او اجبار.
واضاف ان سموه وعلى الرغم من كل النصائح التي اعطيت له رحمه الله بعدم العودة الى البلاد بعد تحريرها في التاريخ الذي عاد فيه، فإنه اصر على العودة قبل ان تتخذ الاجراءات الامنية الكفيلة بحمايته 'وهذا دليل على حب الشيخ جابر رحمه الله لبلده وشعبه'.
وقال 'لا ننسى هنا ونحن نعيد الى الذاكرة تفاصيل محاولة الاغتيال الآثمة التي تعرض لها موكب سموه في عام 1985 ومشاعر الهلع التي أصابت الكويت وأهلها واصرار سموه على طمأنة شعبه من خلال الظهور على شاشات التلفاز الكويتي'.
واضاف ان محاولة الاغتيال الآثمة تلك 'لم تكن من شعبه ولكن من خارج البلاد واوجدت ضغوطا على سموه ليغير من نمط الحماية المطلوبة نتيجة للاوضاع السياسية المتغيرة'.
وصمت الخرافي برهة، قبل أن يضيف بصوت متقطع مفعم بالعاطفة 'هذا هو جابر الاحمد.. الانسان والسياسي والأب والصديق الذي تحلى بالوفاء والتواضع وحظي باحترام الغير' مضيفا ان 'كل من عرفه احبه وكل من التقاه احترمه'.
ملتزم
وقال 'نحن لن ننسى مهما طالت السنون هذا الرجل الانسان والسمعة الطيبة التي حظي بها وحرصه على دينه ودنياه وآخرته... كان ملتزما بأداء فروض صلاته في المسجد ولم يكن متطرفا أبدا'.