المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ الهلالي يثير ضجة جديدة: المسلمون أحق بأستراليا أكثر من أبناء «الأنجلو ساكسون»



على
01-12-2007, 11:02 PM
مفتي أستراليا ردا على مسيرة البكيني: «لهن الحق في التظاهر ولكنه لباس للبحر»

لندن: محمد الشافعي


اثار الشيخ تاج الدين الهلالي، إمام أكبر مسجد في مدينة سيدني الاسترالية، الذي فجر موجة من الاستياء بمهاجمته غير المحجبات وتشبيههن بـ«اللحم المكشوف»، موجة جديدة من الجدل، في أول تصريحات له، بعد عودته من الاراضي المقدسة، على رأس بعثة الحج الاسترالية، بقوله: «ان المسلمين أحق باستراليا اكثر من أهلها من ابناء الانجلو ساكسون، الذين ذهبوا اليها طائعين مكبلين بالقيود والاغلال غير مختارين، اما ابناء المسلمين فقد ذهبوا الى القارة الاسترالية بحثا عن فرص افضل في الحياة».

وقال الشيخ الهلالي، الذي هاتفته «الشرق الأوسط» في منزله بالقاهرة، امس «ان تصريحاته التي اثارت جدلا في استراليا كانت لمحطة تلفزيون اوربت الفضائية، بعد عودته من الحج، وقبل سفره الى العاصمة القطرية الدوحة، للمشاركة في مؤتمر التقارب بين المذاهب، المقرر عقده بين 20 و22 يناير (كانون الثاني) الجاري. وقال كنت ارد في المحطة الفضائية على تصريحات اللحم المكشوف، واني التحف بالعلم الاسترالي في المناسبات الوطنية. ولكني اقول اليوم انني ذهبت الى الاراضي الاسترالية عام 1982 وحصلت على جنسيتها، وكذلك فعل ابناء المسلمين، الذين اشتروا تذاكر السفر من حر مالهم وذهبوا الى هناك بحريتهم، غير مجبرين ومقيدين في الاغلال.

واضاف الهلالي: «ان انتماءنا الى هذا البلد لا يستطيع ان يشكك فيه احد، وقد قدمت الى استراليا بمحض ارادتي عام 1982، وفعل مثلي الالاف من ابناء المسلمين، بينما ابناء الانجلو ساكسون قدموا اليها وهم مكبلون بالقيود والاغلال». وأضاف الهلالي، في التصريحات، التي نقلتها قناة «سيفن نتورك» الاسترالية: «لقد جئنا أحرارا واشترينا تذاكرنا ونحن أحق بأستراليا منهم، (الاستراليين البيض)».
غير أن رئيس الوزراء الاسترالي جون هوارد، الذي عين الهلالي في مجلس استشاري إسلامي يضم 14 عضوا، قلل من خطورة تصريحات رجل الدين الاخيرة، ووصفها بأنها مجرد دعابة.

وقال للصحافيين امس:

«اعتقد ان الامر سيؤدي الى ابتسامة ساخرة على وجوه الاستراليين، لانهم لا يشعرون بأن قدرا من الاهانة في ان العديد من اسلافنا جاءوا الى هذا البلد كسجناء.

ومن جهته اوضح الهلالي، في اتصاله الهاتفي مع «الشرق الاوسط»: «ان ابناء الانجلو ساكسون ليس لهم في استراليا اكثر منا كمسلمين»، مضيفا ان الاسترالي بقدر ما يعطي في التعايش الحضاري الموجود في هذه البلاد. وقال انه يرد اليوم على دعوات تنطلق بين الحين والاخر، تشير الى ان استراليا امة بيضاء اللون، وهذا امر غير حقيقي. وأغضب الهلالي، المصري المولد، الرأي العام الاسترالي والزعماء السياسيين، وأحدث انقساما في الجالية المسلمة في استراليا،

التي تضم280 ألف مسلم بسبب ما ورد في خطبة ألقاها في المسجد عن «اللحم المكشوف» خلال شهر رمضان، في مسجد علي ابن أبي طالب في ضاحية لاكيمبا بسيدني، وتعالت الأصوات مطالبة بتنحية الهلالي من داخل المجتمع المسلم ومن خارجه. وزعم الشيخ الهلالي أن بعض وسائل الإعلام الأسترالي تتصيد تصريحاته لاثارة مزيد من الجدل حوله. وسخر الشيخ الهلالي من مظاهرة نساء البكيني المقررة يوم 26 يناير الجاري، وهو اليوم الوطني لاستراليا، امام مسجد علي ابن ابي طالب بسيدني.

وقال «لا تنكيني ولاتبكيني». واضاف: «كما انني اؤمن بحق السيدات المسلمات في ارتداء الحجاب، كذلك فانني لا أتدخل في حق الاستراليات في ارتداء البكيني، ولكنه لباس للبحر وليس للتظاهر امام المسجد انه نوع من الجنون». يذكر أن الهلالي شخص مثير للجدل، وقد سبق وأنكر وقوع الهولوكوست (المحرقة النازية)، ودافع عن منفذي التفجيرات الانتحارية ووصف هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 في الولايات المتحدة بأنها «من صنع الله»، كما ألقى الشيخ اللوم على اليهود في «جميع الحروب والمشكلات التي تهدد السلم والاستقرار في العالم».

وكان الهلالي قد اوضح في بيان له الشهر الماضي، لتبرير تصريحات «اللحم المكشوف»: «ان أي شخص يبرر جريمة الاغتصاب أو يشجع عليها تحت أي ظرف من الظروف، أو من يحقر من قدر النساء الأستراليات للباسهن، ليس سوى جاهل وأحمق ومجنون ولا يستحق أن يضطلع بأي موقع مسؤولية»، مشيرا الى أن تلميحه بأن النساء اللاتي لا يرتدين الحجاب، يجلبن على أنفسهن الاعتداء الجنسي، أخذ خارج سياقه وأسيء تفسيره. وقد أدانت حكومة رئيس الوزراء جون هاوارد التصريحات الأصلية للهلالي، التي أثارت الجدل، حيث قالت إن معناها جلي ومسيء أشد الإساءة، وهو الرأي الذي وافق عليه العديد من المنظمات الإسلامية الرئيسية في البلاد.