المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المغرب: طفلان ينجزان عمليات رياضية معقدة أسرع من الآلة الحاسبة



زوربا
01-09-2007, 11:23 PM
يحلمان بالعمل في «ناسا».. واكتشاف نظرية جديدة في الهندسة

الرباط: أحمد الأرقام

يستطيع طفلان يقيمان في المغرب (والدهما سري لانكي ووالدتهما مغربية) إنجاز عمليات حسابية معقدة من قبيل الضرب والقسمة، والتي قد تستغرق وقتاً أطول في حالة استعمال الآلة الحسابية. والتقت «الشرق الأوسط» الطفلين المعجزة، عدنان وخالد مهندرن المهدي، في الرباط، وطلبت منهما إنجاز عمليات حسابية ذهنية مختلفة، فكان التوفيق دائما مصاحبا لهما، الى حد أن الطفلين تمكنا من إنجاز عملية حسابية تتعلق بـ 13 رقما مضروباً في 13 رقما، وكانت النتيجة صحيحة بعد التيقن منها عن طريق الآلة الحاسبة.

وحول ظروف تيقن عدنان، 11 عاما، من قدراته الذهنية، قال لـ«الشرق الاوسط» انه تمكن ذات مساء، حينما كان يبلغ من العمر أربعة أعوام، من استراق السمع لحديث جرى بين والده وصديق له، واسترعى انتباهه آنذاك رقم هاتف صديق والده، وفي صباح اليوم الموالي أخذ جهاز الهاتف ونقر بأصبعه الرقم الذي حفظه، وتوالى اهتمامه بأي رقم يسمعه، أو يشاهده مثل رقم سيارة أحد أقاربه، الى درجة أنه تنبه الى أن قريب العائلة غير نوع سيارته من خلال الرقم الجديد التي تحمله.

وأكد عدنان أن حبه للعمليات الحسابية لا يفارقه حتى في منامه، إذ يسرح ذهنه في الإجابة عن معادلات رياضية معقدة، الى درجة أنه أطلق على كل لون رقما، بل أضحى مزعجا للعائلة حينما يسمي مثلا اللون الأبيض «رقم صفر»، واللون الأسود «رقم واحد»، وهكذا دواليك.

وحينما ولج عدنان روض الأطفال، بدأ يتحدث عن عمليات حسابية من رقمين ويجيب عنهما دون تردد، ويقوم بألعاب غير عادية من قبيل تحريك الأصابع كما يفعل فنانو الألعاب السحرية.

ويتحدث عدنان ثلاث لغات بطلاقة هي الانجليزية والفرنسية والعربية، ويهتم بالكومبيوتر وبرمجياته، الى درجة أن شقيقه خالد، 13 عاما، اشتكى من قدرة عدنان على وضع أرقام سرية يعجز عن فكها لمعرفة ما يخزنه من معلومات.

ويدرس عدنان حاليا بالقسم السادس ابتدائي، ويسارع الى تصحيح أخطاء بعض مدرسيه بمدرسة الإمام مالك بمنطقة اليوسفية بالرباط، ويحب الاستماع الى نقرات البيانو، لكونها تثير في ذهنه معادلات رياضية جد صعبة، يتسلى في حلها الى درجة أنه يوقظ والديه مثلا في الساعة الثالثة صباحا ليتحدث معهما عن حل معادلة رياضية.

وأعرب عدنان عن أمنيته في أن يصبح مثل عالم الفيزياء ألبير إنشتاين، وقال «إن انشتاين كان معجزة عصره وأنا بدوري أريد فقط أن أحقق نفس الأمنية، ليس في البحث عن الذرات وحل المسائل المعقدة، أو دفع آخرين لاستغلال المجهود العلمي لصنع قنابل تقتل الأطفال وتشعل فتيل الحروب، بل أريد أن يكون لي دور ما للمساهمة في حل مشاكل العالم، لذلك أرى نفسي عالما في الفضاء، انني احلم أن اعمل في وكالة الفضاء الاميركية (ناسا)».

أما خالد فاستطاع التعامل مع المعادلات الرياضية وهو في سن الثامنة، واسترعى انتباهه ذكاء أخيه عدنان، فقرر منافسته. ولدى خالد هوس بملاحقة خيوط الشمس الذهبية، والتعرف على ما تحمله من ألوان مختلفة، وذلك في جانبها الهندسي، خاصة ما يتعلق بحساب شعاع الدائرة، والخط المستقيم، إذ تمكن من خلال بعض الألعاب وضع كرة ما في زاوية دقيقة عن بعد دونما حدوث خطأ، وذلك عبر قراءة ذهنية المنعرجات المؤدية الى الحفرة التي يجب أن تسقط فيها الكرة.

وقال خالد إنه يشاهد برامج الأطفال في التلفزيون وتعلق بشكل كبير بحكايات «توم وجيري» التي أثارت فضوله، من جهة، وسمحت له بالتكهن بنتائج المغامرات من خلال حساب ذهني للصور. وأعرب خالد عن أمنيته في أن يصبح نابغة في مجال الهندسة، وإنجاز نظرية جديدة في هذا المجال.