المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اضحك مع الجبرين في فتاواه... نعم لمقت الشيعة واحتقارهم والسخرية منهم!!



بهلول
01-09-2007, 01:11 AM
حسن آل حمادة *

كاتب سعودي «القطيف».

- « شبكة النبأ المعلوماتية »


http://www.rasid.com/media/lib/pics/1074213175.jpg

بين يديَّ كتاب بعنوان: (اللؤلؤ المكين من فتاوى فضيلة الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين)، وهو من إصدارات دار الفرقان للنشر والتوزيع بالرياض، الطبعة الأولى 1417هـ/1997م، هذه الفتاوى -كما في الغلاف والصفحات الداخلية- جمعها عبد الله بن سعد الحوطي، واعتنى بها ورتبها وخرّجها عبد الله بن يوسف العجلان.

تعرَّفت على هذا الكتاب الفريد من نوعه (...) لأول مرة عندما تصفحته مصادفة في مكتبة مدرسية كنت أعمل أميناً لها، وقد تعجبت كثيراً عندما قرأت بعض عباراته القاسية بحق الشيعة ومذهبهم -وأنا بالمناسبة شيعي من رأسي حتى أخمص قدمي- أجل، أزعجتني هذه الحال، وقلت لنفسي: أفي مدرسة جميع طلابها من الشيعة توضع مثل هذه الكتب وأمثالها؟!.. كتب تصفهم بالشرك والضلال والبدع...الخ، كتب مثل هذه توضع في مدارسهم، وتدخل عبر تزويد رسمي من إدارة الثقافة والمكتبات بوزارة التربية والتعليم، في الوقت الذي تمنع فيه الكتب الشيعية، حتى تلك الثقافية منها التي لا ذكر للأمور العقدية فيها! حقاً، إنه لأمر عجيب!!!

سعدت كثيراً عندما تلقينا -في المدرسة- اتصالاً من المسؤولين في الوزارة مفاده: اخرجوا كتاب (اللؤلؤ المكين...) من المكتبة وضعوه في الإدارة بعيداً عن أيدي الطلاب.. لا أدري ربما حلت الهداية بمن أمر بوضعه بين متناول الطلاب، خوفاً من وقوع الفتنة الطائفية، وها هو يتدارك خطؤه!

مضت الأيام وفوجئت بالكتاب يغازلني بكل وقاحةٍ، وهو مركون بغنجٍ مع أخوته في متجرٍ مشهور لبيع الكتب! حاولت غض بصري حتى لا أقع في الإثم، غير أن فتاواه أبت إلاَّ مساً مسا!! اشتريته حينئذٍ بخمسة وعشرين ريالاً، قالت زوجتي: حرام.. حرام، والله حرام! فقلت لها -بلهجتي القطيفية-: (حق ويش؟) [لماذا؟]، قالت، (علشان بعض فتاويه البايخه)، قلت: هذا ما دعاني لشرائه يا عزيزتي.

نعم، اشتريته لأتمعن في بعض فتاواه العجيبة التي تدل على عقلية السائل والمجيب معاً؛ ولأقتبس منه بعض الأسئلة المضحكة، وأجوبتها الأكثر إضحاكاً.. الإجابات التي -للأسف الشديد- خيِّبت ظني في المجيب! وإليكم بعضها، مع رجائي ألا تضحكوا بصوتٍ عالٍ وأنتم تقرؤونها، حتى لا تزعجوا من يجلس بجانبكم، حفاظاً على الآداب الإسلامية!!

السؤال المضحك:

"السؤال – 28

لدي سؤال طالما أشغلني حيث أنني أحد موظفي أرامكو، وحديث عهد بهذه الوظيفة، ولكن ما أشغلني أنني أعمل مع رافضة في نفس القسم، وجرت العادة على الاشتراك في واجبات الطعام، خلال وقت الدوام، ويكون الأكل جماعياً، وما قد يتخلل ذلك من الضحك والمزاح، مما قد يضعف عند المسلم قضية الولاء والبراء، والغيرة على هذا الدين، مع العلم أنني أحدث واحد فيهم، ورئيسي المباشر منهم، مما قد يضطرهم إلى مضايقتي في العمل إذا أحسوا مني بغضهم. أفيدونا رعاكم الله، فإنني في حيرة من أمري، لما يترتب على ذلك إن أنا قطعتهم، وجعلت علاقتي معهم مجردة فيما يتعلق بالعمل، ولكن قد يضايقونني كما أسلفت".ص26.

الإجابة الأكثر إضحاكاً:

"الجواب – 28

عليك أن تحاول الانتقال إلى جهة أخرى لا يوجدون بها، أو لا يكون لهم سلطة فيها، فإن لم تجد قريباً فعليك أن تظهر لهم المقت والاحتقار، والسخرية منهم، وأن لا يكون لك انبساط معهم، ولا انشراح صدر، وإذا رأيت منهم مضايقة خاصة فسجل كلماتهم واكتب بها إلى المسئولين في الشركة، حتى يلقوا جزاءهم، كما أن عليك محاولة إقناعهم ببطلان معتقدهم، وصحة ما أنت عليه، فإن رجع أحد منهم وإلا قامت عليهم الحجة، والله أعلم".ص26-27.

ما هكذا يا شيخ تصاغ الفتوى!!

ألم أقل لكم بأن الإجابة أكثر إضحاكاً..؟

يا شيخ (عبد الله).. أين سينتقل السلفي إذا كان رئيسه شيعياً.. هل سيغادر للمريخ، أم لزحل؟.. اقترح عليه -بطيبتي المعهودة- أن يحجز في أقرب رحلة لعطارد؛ لأن الشيعة الآن في كل مكان، وكما قالت إحداهن -بعد مشاهدتها عبر الفضائيات، للحشود المليونية في ذكرى أربعينية الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام)-: لو علمنا بأن الشيعة في العراق بهذا القدر لتمنينا من صدام إبادتهم عن بكرة أبيهم!!

نعم، أخي السلفي.. اظهر للشيعة المقت والاحتقار واسخر منهم، حاول -كما هي فتوى الجبرين- أن تغَّض الطرف عن قول الحق -سبحانه وتعالى-: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلاَ نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلاَ تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ ﴾[الحجرات:11].

نعم، أخي السلفي.. مارس تعاليم الجبرين بانتظام، وسترى الشيعة، يدخلون في دين الله أفواجاً؛ في أقل من ستة أيام، وستنعم حينئذ بتسامرهم معك ضمن شلتك الناجية!

نعم، أخي السلفي.. تذكر بأن الشيعة كفار، كما هو رأي شيخك العلامة الجبرين، وإليك نص فتواه العجيبة، في ذلك.

الرافضة كفار لأربعة أدلة:

"السؤال – 43

ما حكم دفع زكاة أموال أهل السنة لفقراء الرافضة (الشيعة) وهل تبرأ ذمة المسلم الموكل بتفريق الزكاة إذا دفعها للرافضي الفقير أم لا؟

الجواب – 43

لقد ذكر العلماء في مؤلفاتهم في باب أهل الزكاة أنها لا تدفع لكافر، ولا لمبتدع، فالرافضة بلا شك كفار لأربعة أدلة.

الأول: طعنهم في القرآن...

الثاني: طعنهم في السنة وأحاديث الصحيحين...

الثالث: تكفيرهم لأهل السنة... فنحن نكفرهم كما كفرونا وأولى.

الرابع: شركهم الصريح بالغلو في علي وذريته... ثم إنهم لا يشتركون في جمعيات أهل السنة، ولا يتصدقون على فقراء أهل السنة، ولو فعلوا فمع البغض الدفين، يفعلون ذلك من باب التقية، فعلى هذا من دفع إليهم الزكاة فليخرج بدلها، حيث أعطاها من يستعين بها على الكفر، وحرب السنة، ومن وكل في تفريق الزكاة حرم عليه أن يعطي منها رافضياً، فإن فعل لم تبرأ ذمته، وعليه أن يغرم بدلها، حيث لم يؤد الأمانة إلى أهلها، ومن شك في ذلك فليقرأ كتب الرد عليهم، ككتاب القفاري في تفنيد مذهبهم، وكتاب الخطوط العريضة للخطيب، وكتاب إحسان إلهي ظهير وغيرها، والله أعلم".ص39-41.

ببساطة شديدة: الشيعة يطعنون في الكتاب والسنة ويكفرون المسلمين.. وببساطة أشد.. الشيعة: كفار.. كفار!!

هكذا يقول أحد العلماء الربانيين الذين نظل بحاجة ماسة إلى فتاواهم -كما يقول (العجلان) في مقدمته- بل "يحتاج إليها كل مسلم على وجه الأرض، كحاجة الظمآن إلى الماء القراح، نظراً لقلة العلماء الراسخين، وكثرة المستفتين" ص5.

وإن عشت أراك الدهر عجباً!

تعليق استطرادي:

أجل، هكذا هم -بعض- إخواننا (أهل السلفية) دائماً ينعتوننا بكلمات من قبيل: الرافضة/الكفار... وما شاكلها من كلمات امتلأ بها قاموسهم التكفيري -في طبعته الخاصة!- الرافض للآخر، والمحرِّض عليه، علماً بأن بعضهم يتهيبون الجلوس مع الإنسان الشيعي! بناءً على ما سمعوه من أهاليهم، قبل مجيئهم لمناطقنا.. فالبعض يقول: عندما عملت مع الشيعة رفضت الأكل معهم، خوفاً من أن يضعوا لي سماً فيه.. رفضت شرب الشاي معهم؛ لأنهم يتفلون [يبصقون] فيه! رفضت مناقشتهم والحديث معهم؛ لأنهم يجادلون ويسحرون الناس بأقوالهم!

والأدهى والأمر أن البعض يعتقد أن لكل شيعي ذنباً مع خلقته، وقد حاول بعضهم أن يبحث عن ذلك الذنب في الإنسان الشيعي!! كما نسمع بذلك مراراً وتكراراً، وقد سجل (تركي الحمد) في روايته (شرق الوادي)ص168، مشهداً فكاهياً يحكي هذه السذاجة المتعشعشة في عقلية إخوان لنا، ويعيشون معنا في وطنٍ واحد!!

ورحم الله الشافعي إذ يقول:

إن كان رفضاً حب آل محمدٍ فليشهد الثقلان أني رافضي

نعم، فليشهد الثقلان أني رافضي! مادمت متمسكاً -إن شاء الله- بتعاليم القرآن الكريم وسنة محمد وأهل بيته (صلوات الله عليهم أجمعين).. التعاليم الداعية إلى الدعوة بالتي هي أحسن، الدعوة المرتكزة على الخلق العظيم.. الدعوة الرافضة للإكراه.. الدعوة المسترشدة بمقولة: اللهم اهدِ لقومي فإنهم لا يعلمون!!

نعم، فليشهد الثقلان أني رافضي! ما دمت مردداً ومطبقاً لقول نفس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، أعني الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، حين قال: "الناس صنفان: إما أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق".

أسئلة ختامية:

- متى سيعي المتطرفون نتيجة فتاواهم وأقوالهم؟ ومتى سيهتدون بهدي النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، في الدعوة إلى الله؟

- من المسؤول عن صدور مثل هذه الفتاوى التحريضية؟

- متى ستمنع مثل هذه الكتب عن التداول والبيع في الأسواق؟

- متى سنشهد الاعتراف الرسمي الصريح بالمذهب الشيعي؛ كمذهب إسلامي ضمن المناهج الدراسية، وعبر وسائل الإعلام و...الخ؟

- هل تصب هذه الفتاوى وأمثالها في خدمة الوطن؟ وهل هي تتماشى مع تطلعات قيادة هذه البلاد و(مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني)؟!

أخيراً.. متى سيعتذر الجبرين -هداه الله- للشيعة؛ ليكفوا عن الضحك على مثل هذه الفتاوى؟!!!

هذا والله أعلم!!