المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رئيس قناة المستقلة الدكتور الهاشمي .....سنكشف طروحات الحقد لبعض الفرق الإسلامية



jameela
01-05-2007, 02:16 AM
رئيس قناة ""المستقلة"" الفضائية أكد أن حوار المذاهب والتاريخ يقرب المسلمين... وقبول الآخر أقصر طريق للحقيقة


الرياض من - حبيب عبدالله


يعتبر الدكتور محمد الهاشمي مدير قناة ""المستقلة"" من ابرز الاسماء الاعلامية التلفزيونية التي استطاعت عرض القضايا الاسلامية والانسانية وقضايا الديمقراطية على طاولة الحوار الصريح, وهو اسم برنامجه المشهور, اذ يرى الهاشمي ان الحوار حول مواضيع الدين والمذاهب والتاريخ سوف يساهم في تقريب المسلمين فيما بينهم, ويزيدهم علما بتاريخهم ومذاهبهم واجتهادات السابقين من علمائهم, وعندما يزداد العلم بهذا التراث تقوى الحاجة للنقد والتصحيح, ويرى ان الاعلام الحر والموضوعي والنزيه كله خير للمجتمع المسلم او غير المسلم, ويعتقد الهاشمي بان ثقافة الحوار هي انجع السبل الحضارية للوصول الى الحقيقة والتواصل مع الاخر بكل ود واحترام.
وفي حوار لافت لـ "السياسة" خلال زيارته للسعودية وكشف الهاشمي عن امور عديدة تتبادر في اذهان ملايين المشاهدين بالعالم.

وفيما يلي نص الحوار:

في البداية لماذا اسست قناة »المستقلة« ثم الديمقراطية, وعدد القنوات العربية الان يفوق 160 قناة?

است جريدة "»المستقلة«" اولا في يناير 1993م لتكون منبرا للاعلام العربي النزيه المستقل, وللتجديد الفكري, وللحرية وحقوق الانسان في العالم العربي, وعندما اتعبني مقص الرقيب في الدول العربية فكرت في ضرورة انشاء قناة فضائية تصل الى الناس بحرية, بعيدا عن مقص الرقابة, حصلت على رخصة انشاء قناة »المستقلة« الفضائية في

بدايات صيف 1996م, عندما كانت »MBC« وحدها في الساحة الفضائية العربية تقريبا, حصلت على الرخصة وفكرت بتاسيس القناة قبل ان تبدا قناة »الجزيرة« في البث, كان هذا حلما كبيرا من احلامي, واهدافي منه لم تتغير عن اهداف الصحيفة, اي ان تكون القناة منبرا للاعلام العربي النزيه المستقل, وللتجديد الفكري, ولخدمة مبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان في العالم العربي, وبدات القناة بثها عام 1999م بثلاث ساعات في الاسبوع,

ثم بثمان ساعات مسجلة, وفي 2001م بدا البث المباشر من لندن لاول مرة, وبعد ان عززت »المستقلة« موقعها كقناة للحوار الفكري والسياسي الحر في العالم العربي, رايت ان اؤسس قناة الديمقراطية الفضائية لاعبر من خلالها عن التزامي القوي والعميق بخدمة مبادئ الحرية والعدل وحقوق الانسان في العالم العربي.

الان, وبعد عشر سنوات من الحصول على رخصة البث, كيف تجدون انفسكم بين القنوات الفضائية حيث من جاء بعدكم تفوق عليكم?

انت سعودي, اسال السعوديين عن موقع قناة »المستقلة« بين الفضائيات, هي ليست الاولى في الاخبار لان المنافسة في هذا المجال تدور الى حد الان بين قناتي »الجزيرة« والعربية, لكن اناسا كثيرين, عددهم كبير جدا, سيقولون لك ان »المستقلة« هي الاولى في العالم العربي كقناة للحوارات الفكرية والسياسية والتاريخية العميقة,

جمهورها من كل طبقات المجتمع العربي, وغالبا ما يكن لها مشاهدوها شعور التقدير ممزوجا بشعور الحب والثقة, والقناة الان في موقع لم اكن احلم به يوم اسستها.


من داخل مكتب صغير في لندن, تدير قناتين, وبعض وجوه القناتين يراها البعض غير تلفزيونية.. وهناك وجوه عربية في لندن كان يفترض ان تاتيكم?


لدينا مكتب محترم وان كان صغيرا, ولدينا ما هو اهم من ذلك, لدينا الاسئلة الحرة الجريئة والموضوعات الساخنة المهمة, ولدينا المساحة الحرة والوقت الكافي للمشاركين في حواراتنا من اجل ان يعبروا عن ارائهم وافكارهم بحرية قليل نظيرها في الفضائيات العربية, هذا ما يجده المشاهد العربي في قناتي "»المستقلة«" و"الديمقراطية",

هذه الاسئلة الجريئة يطرحها اعلاميون مقتدرون تمرسوا اليوم على فنون هذه المهنة, عندما يستضيف محمد مصدق يوسفي المذيع بقناة »المستقلة« ضيوفا من السعودية او العراق او مصر فانهم يعرفون انه سيكون ملما بموضوع الحوار وموضوعيا في المناقشة, وعندما يدير الدكتور نبيل الجنابي موضوعا عن تاريخ اليسار العراقي فان العراقيين ينصتون لضيوفه ولاسئلته, وهكذا الامر مع بقية الوجوه المتعاونة معنا, وبالاضافة الى مقدمي البرامج لدينا الكتاب والمفكرون الذين يتحدثون في قناتينا وفي القنوات الفضائية الاخرى, ضيوفنا مهمون وحرية النقاش عندنا تضمن صدا واسعا لبرامجهم.

بامكاني طبعا ان اسرد عليك قائمة الموضوعات التي تفردنا بها بين القنوات العربية, وبامكاني ان اطلب منك ومن قراء هذه الصحيفة ان ينظروا الان في الشريط الاخباري على شاشتنا للاطلاع على الملفات التي سنطرحها على بساط البحث في لعام الجديد, ملفات ستضمن ل¯"»المستقلة«" باذن الله الحفاظ على موقعها الريادي المتقدم بين الفضائيات العربية.

لماذا تركز على الحوارات المذهبية, خاصة بدون مقدمات يفهمها الناس?

الحوار بين علماء المسلمين فقرة من فقرات برامجية كثيرة ومتنوعة في قناة »المستقلة«, وهدف هذا الحوار هو معرفة تراث الفرق الاسلامية ونقده, وبوجه خاص نقد الرؤى والاطروحات والفتاوى التي تغذي مشاعر الحقد والكراهية بين الناس وتوقد النار باستمرار من اجل ان تبقي هذه المشاعر حية.

الحرية تعني التسامح والقبول بحق الاختلاف, وكثير من الاطروحات المدونة في تراث الفرق الاسلامية, والتي تدرس في المعاهد والجامعات اليوم, تجعل الكراهية نوعا من انواع العبادة, وهذا امر محزن ومخالف للعلم ولحقيقة الدين كما جاء في القرآن الكريم وصحيح السنة النبوية المطهرة.
كيف تواجه ثقافة الكراهية وتقنع الناس بالتخلي عنها?
الاعلام له دور هام في هذه المهمة, نحن نسلط كشافات الضوء على اطروحات الحقد والبغضاء ليتجنبها الناس, وليدرك علماء تلك الفرق, ممن يعيشون معنا في هذا العصر, انه ليس بوسعهم التمسك بتلك الاطروحات وتدريسها لابنائهم ثم الادعاء في نفس الوقت بانهم ملتزمون بقيمة التسامح ومناصرون للوحدة الاسلامية.

من اجل تحقيق هذا الهدف نحتاج الى الصراحة والصبر واعلى درجات حسن الادب, وهذا ما نفعله او بالاحرى, هذا ما نجتهد للالتزام به, ولولا اتهامي بالمبالغة لرددت ما قاله لي احد الجامعيين المرموقين عن برنامج "الحوار الصريح", قال لي: انك قد لا تدرك الحجم الحقيقي لاثر هذا البرنامج, واضاف: ان برنامج الحوار الصريح ثورة حقيقية في تاريخ الفكر الاسلامي, قد يكون هذا الرجل مبالغا, وقد اكون مبالغا مثله, تاكد بنفسك واسال الناس.

هناك من يرى بان بعض ضيوفك طائفيون وبعضهم مؤدلجون او مبتدعون, كيف يمكن الوصول الى نتيجة الحوار الصريح عبر هؤلاء?

هناك نوعان من الحوار, حوار العلاقات العامة والدعاية والتجميل, وهناك الحوار الصريح, قناة "»المستقلة«" هي مدرسة الحوار الصريح, لقد درست في جامعة لندن لدرجتي الماجستير والدكتوراه. عشت مع الغربيين, ورايت كيف استفادوا من جراتهم على النقد وتحررهم من اي قداسة مزيفة لاجتهادات السابقين لهم من الباحثين والكتاب.
انا استفيد من تجربتي الغربية عبر تبني خيار الحوار الصريح وعبر الدعوة للديمقراطية وحقوق الانسان, اذا اردت حوارا صريحا عن التراث الشيعي او الحنبلي او فكر ابن تيمية فانت لن تنجح باستضافة خبراء في العلاقات العامة, انت تحتاج لضيف يعرض حقيقة ما يعتقد به ويقبل السؤال والمراجعة, اكثر ضيوفنا يقولون الحقيقة كما هي, ومن خلال الاسئلة التي تطرح عليهم مني ومن مناظريهم ومن الجمهور يدركون, اما اثناء البرنامج او بعده,

يدركون ما يحتاج الى مراجعة ونقد وتجديد في تراثهم, حتى لو عاند هؤلاء الضيوف, فان ملايين الناس الذين يشاهدون الحوار في بيوتهم سيفعلون ذلك, وهكذا يحصل التقدم المرجو نحو التسامح والمحبة والقبول بحق الاختلاف, الثورة الفكرية الحقيقية تحتاج الى الصراحة لا الى المجاملة.

هل تزيد حوارات "»المستقلة«" من وحدة المسلمين ام من فرقتهم, ذلك ان بعض المشاهدين يرون انها تزيد الفرقة والاختلاف?

هي اولا تزيدهم علما بتاريخهم ومذاهبهم واجتهادات السابقين من علمائهم, وعندما يزداد العلم بهذا التراث, تقوى الحاجة للنقد والتصحيح, روى لي احد الضيوف الشيعة مرة ان عالما حنبليا قال: من ليس بحنبلي فليس بمسلم. فاضطر كل الضيوف السنة للتبرؤ براءة مطلقة من هذا الراي, وعرض بعض الضيوف الشيعة فتوى لعالم سني معاصر تحث على كراهية الشيعة فرفضها العلماء السنة المشاركون في البرنامج وتبراوا منها, ومعنى هذه البراءة انهم لن يعلموا هذه الفتوى في المستقبل لابنائهم. وهذا هو التجديد بوجه اساسي من وجوهه.

كذلك عرض بعض علماء السنة المشاركين في الحوار رايا للشيخ المفيد, من اشهر علماء الشيعة, قال فيه ان علماء الشيعة الامامية اجمعوا على ان من انكر امامة واحد من الائمة وجحد واجب الطاعة له فانه كافر ضال مستحق للخلود في النار, معنى هذا القول ان اكثر من بليون مسلم يدخلون في عداد الكفار الضالين, وكثير من علماء الشيعة القدامى والمعاصرين يدافعون عن هذا الراي ويرون ان اهل السنة مسلمون لكنهم غير مؤمنين, لان شرط الايمان عندهم هو الايمان بولاية علي بن ابي طالب رضي الله عنه والائمة من ذرية ولده الحسين عليهم السلام.

هؤلاء الاخوة العلماء المعاصرون يدركون اليوم الحرج الكبير من التمسك بمثل هذه الاطروحة التي تضع سدا كبيرا بين المسلمين لا اساس له في كتاب الله وفي صحيح السنة النبوية المطهرة والاقوال المروية بوجه صحيح عن ائمة اهل البيت رضي الله عنهم.

عندما نمر بمثل هذه الاسئلة والمناقشات الحساسة يخشى بعض الناس من الفرقة, ولكن هل الوحدة هي فعلا التمسك بتراث من الفتاوى التي تزرع الكراهية والخلاف الابدي بين المسلمين? اذا لم يواجه جيلنا تراث الفرقة والتقسيم, فمعنى ذلك اننا نؤجل هذه المهمة لجيل اخر وعصر اخر. وهذا ليس خيارا صائبا في نظري.

الوحدة ستكون نتيجة حتمية باذن الله للمراجعات والمكاشفات الصريحة بين علماء المسلمين, واستطيع ان اقدم امثلة اخرى كثيرة, لكن ربما لا تستوعب المساحة عندكم كل هذه الامثلة التفصيلية.

اذن هل تعتقد ان حوارات قناة »المستقلة« نجحت في تقريب وجهات النظر بين السنة والشيعة بوجه خاص?
هذه الحوارات تساهم في تقريب المسلمين من هذا الهدف النبيل, الاعلام الحر والموضوعي والنزيه كله خير للمجتمع, اي مجتمع, مسلم او غير مسلم.

في السياق الذي تتحدث عنه, استطيع ان اشير الى ان علماء السنة المشاركين في برنامج "الحوار الصريح" جددوا تاكيد موقفهم الواضح في اعتبار الشيعة مؤمنين مسلمين, وفي ادانة كل من يدعو باي وجه من الوجوه لظلمهم ام التعدي عليهم, وفي ادانة اعمال القتل والارهاب التي تستهدف المسلمين الشيعة في العراق او باكستان او بقعة اخرى من بقاع العالم. وهذا ما اومن به شخصيا ايضا.

اما من الجهة الاخرى فقد زاد عدد الاصوات في صفوف العلماء الشيعة, زاد عدد الاصوات التي تعترض على لعن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم, والخلفاء الراشدين وبعض امهات المؤمنين رضي الله عنهم جميعا, كثير من علماء الشيعة يبدون اليوم امتعاضهم من الادعية والاقوال الموروثة في سب الصحابة والخلفاء الراشدين وامهات المؤمنين, هناك اليوم حركة اجتهادية في المراكز العلمية الشيعية لمراجعة الاطروحة التي تعتبر اهل السنة غير مؤمنين,

لقد وجهت اسئلة بهذا الخصوص لسماحة اية الله العظمى السيد اية الله علي السيستاني دام ظله الشريف, وانا انتظر جوابه, اشعر بكثير من التفاؤل, واتوقع ان يقوم مرجع معاصر من اشهر مراجع الاخوة الشيعة, في غضون هذا العقد او العقد المقبل من الزمان, بالتاكيد صراحة على ان السنة اخوة في الايمان والاسلام لاخوتهم الشيعة وليسوا اخوة في الاسلام فقط. امل ان يكون قراء هذا الحوار على دراية بان علماء الشيعة الذين يقولون بان السنة غير مؤمنين يقولون ايضا بانهم مسلمون, ثم يضيفون ان الاسلام لن ينفع اهل السنة او العامة كما يسمونهم,

لن ينفعهم يوم القيامة في شيء بسبب غياب الايمان بولاية الامام علي وبقية ائمة اهل البيت رضي الله عنهم جميعا. ومن هنا اهمية وضخامة الهدف الذي امل ان يتحقق قريبا.


في بداية مسيرة القناة استضافت معارضين سعوديين ثم توقفت, لماذا?

القناة منفتحة على كل التيارات الفكرية والسياسية الرئيسية في العالم العربي والدول العربية, ليست هناك سياسة خاصة ازاء الشؤون السعودية, الذي حصل في السنوات الماضية ان ثقل الحوارات الفكرية والسياسية بين النخب السعودية مال الى الداخل, مع انطلاقة مشروع الحوار الوطني, وتزايد مساحات الحرية بشكل واضح في الصحافة والمنتديات السعودية, اصبحت وسائل الاعلام العربية المهتمة بالسجالات السعودية تستضيف النخب السعودية المقيمة في بلادها, والتي تتحدث بجراة كبيرة من داخل المملكة ومن الخارج, نحن ننافس وسائل الاعلام الاخرى ونغطي حوارات النخب السعودية في هذا السياق.

بما انه لا توجد اعلانات في القناة, فمن يمولها: السعودية ام ايران ام ليبيا?

كنت اتوقع انك اكثر خبرة ببرامجنا, تكرم وشاهد برامجنا بعد هذا الحوار وستجد اعلانات كثيرة, بعضها في الشريط الاعلاني المكتوب على الشاشة, وبعضها مصور مثل بقية الاعلانات التجارية, اعلنت عندنا دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي والخطوط الجوية الكويتية والخطوط الجوية السعودية والبنك الاهلي ومجلس السياحة اليمني وشركات اخرى كثيرة ومهمة, قناة »المستقلة« تنفق من عائداتها الاعلانية, وهي لا تنفق ببذخ مثل كثير من القنوات الرسمية وشبه الرسمية, لذلك استطاعت ان تصمد وان تبقى مستقلة, فهي ليست سعودية ولا ايرانية ولا ليبية.

نعود الى تجربتك السابقة في جريدة الشرق الاوسط".. لماذا تغيبها في قناة »المستقلة«?

تجربتي في جريدة "الشرق الاوسط" الغراء تجربة ثمينة ومهمة جدا في حياتي المهنية ومسيرتي الاعلامية, وهي تجربة اعتز بها, واحتفظ بذكريات جميلة منها, واعتقد ان ابنائي عندما يكبرون ويطلعون على ما نشر في صفحة الدين والتراث عندما كانت تحت اشرافي, اعتقد انهم سيشعرون بالفخر والاعتزاز.

لا تاتي مناسبات كثيرة في التلفزيون للحديث عن تلك التجربة, لكنها كانت حاسمة في مسيرتي الاعلامية من جهة تكوين خبرة صحافية سمحت لي لاحقا بخوض غمار اصدار "»المستقلة«" كصحيفة اسبوعية اولا, قبل تحويلها لقناة فضائية.

كثير من الحوارات التلفزيونية التي تجري اليوم في قناة »المستقلة« جرت من قبل على صفحة الدين والتراث في الشرق الاوسط, وكثير من الاسماء التي تتحدث اليوم على شاشة »المستقلة« تحدثت لي من قبل في صفحة الدين والتراث, لقد كانت ذكرى جميلة بكل ما للكلمة من معنى.

لم تذكر سبب التغيب في قناة »المستقلة«?

في قناة »المستقلة« انا اظهر كمدير للحوار, ويجب ان تكون هناك مناسبة معقولة ومنطقية للحديث عن هذه الذكرى الجميلة. مناسبة كهذا الحوار على سبيل المثال.

لماذا تركت جريدة "الشرق الاوسط"?

توليت تحرير صفحة "الدين والتراث" اليومية في الجريدة في ربيع عام 1988م, وغادرت الصحيفة عام 1992م, لم افصل من الجريدة, وانما كانت هناك استقالة مقدمة من قبلي لرئيس التحرير تم قبولها, جاءت وجوه جديدة للصحيفة في تلك الفترة ولم تقم علاقة طيبة بيني وبينها بما يسمح باستمراري في العمل, كان هناك حاسدون تكلموا من قبل عن ان صفحة الدين والتراث اصبحت جريدة داخل الجريدة, او دكانا فكريا فيها. هؤلاء الحاسدون افسدوا العلاقة بيني وبين ادارة الجريدة, واتاحوا لي من حيث لا يقصدون حافزا اضافيا للمضي قدما في تاسيس مشروعي الاعلامي الخاص والمستقل.

ليس عندي اليوم اي ضغينة على احد من وجوه تلك الفترة, وعلاقتي برئيس تحرير "الشرق الاوسط" في تلك الفترة الاعلامي عثمان العمير علاقة طيبة, واشهد له في هذا السياق انه اعطاني الحرية الكاملة في ادارة الصفحة الدينية وتحريرها, والثقة الكاملة التي يحتاجها الصحافي من اجل ان يبدع ويتفوق, حياه الله من هذا المنبر ووفقه لكل خير.

نشرت العام الماضي كتابك "محمد صلى الله عليه وسلم للقرية العالمية". ما صدى الكتاب وهل لديك جديد?

كتبت سيرة النبي صلى الله عليه وسلم لابنائي المولودين في لندن, ومن خلالهم للمسلمين في الغرب, ولسكان القرية العالمية التي احب فكرتها وانحاز لها وارى انها منسجمة مع روح الاسلام ونظرته للعالم.

في الغرب طوائف معتبرة تجهل الحقيقة عن شخصية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ورسالة التوحيد والعدالة والحرية والتي جاء بها للعالمين. فاجتهدت في اعادة كتابة سيرته, انطلاقا من المصادر الموثوقة المعتمدة وحدها, واجبت على جل الشبهات التي يطرحها خصوم النبي صلى الله عليه وسلم وخصوم الاسلام.

قريبا ان شاء الله يصدر لي مع الشيخ الدكتور عايض القرني كتاب "مودة اهل البيت عند اهل السنة" وهو حصيلة الحوار التلفزيوني الذي جرى بيني وبينه حول هذا الموضوع.

الكتابان من اصدار مركز الراية للتنمية الفكرية من ادارة الكاتب والمثقف السوري النشط علاء الدين ال رشي, ولي عندهم كتاب ثالث عن الاسلام والغرب وفيه رسالة واضحة في دعوة المثقفين المسلمين الى المشاركة من موقع قيادي متقدم في محاربة الارهاب وثقافة التعصب والكراهية. ديننا يلزمنا بالمساهمة بقوة في محاربة الارهاب والعنصرية والسلوكيات والافكار المعادية للسامية, ويلزمنا بالعمل من اجل حوار الثقافات والحضارات ومن اجل السلام العالمي وتبادل المصالح والمنافع مع كل شعوب العالم في اطار الاحترام المتبادل.

لماذا تنظر الى المجتمع السعودي كنسيج واحد وغير متعدد وتحصره احيانا في نسخة واحدة, وما تفاعلك معه?

تجيب عني قائمة الذين شاركوا في برامجنا الحوارية من النخب السعودية, الشيخ عايض القرني والدكتور تركي الحمد والشيخ سعد الشثري والدكتور محمد الله ال زلفة والدكتورة ثريا العريض والدكتور محمد النجيمي والاستاذ محمد الاسمري والدكتور خليل الله الخليل والدكتور محمد البشر والدكتور مشاري النعيم, هؤلاء وغيرهم كثير, يجوز لاحد ان يقول بانهم جميعا من مدرسة فكرية واحدة?

لماذا الشيخ عايض القرني مقرب لك في قناتك اكثر من اي شخص اخر?

عندما استضفته في لندن قبل عدة اشهر ليتحدث عن موقف اهل السنة من اهل البيت عرفته عن قرب لمدة اسبوع. وجدت في الدكتور عايض المحدث والواعظ والشاعر, لم اجد ما لمسته عند اخرين من طلبة العلم من تكبر او تجهم, لم اجد فيه حسدا لاقرانه من الدعاة, اخلاقه طيبة وجميلة, وفي راي ان العالم, او طالب العلم الذي يفتقد الخلق الكريم والكياسة, بعيد عن روح الدين التي جعلها النبي صلى الله عليه وسلم في مكارم الاخلاق.

والشيخ عايض بعد هذا كله رجل موهوب في فنون كثيرة, وخاصة فن تفسير القرآن الكريم وشرح معانيه للناس باسلوب مؤثر ومقنع وجميل, واحسب انه اول اقرانه حاليا في هذا الفن على الصعيد العالمي, ولقد يسر لي الله عز وجل ان اتفق معه قبل ايام قليلة فقط على انجاز مشروع ما اظن اننا سبقنا اليه من قبل, اتفقت مع الشيخ الدكتور عايض القرني ان يكون ضيف قناة »المستقلة« في برنامج التفسير العصري العالمي للقران الكريم, وان يبدع في تفسير ايات كتاب الله من سورة الفاتحة الى سورة الناس على امتداد نحو 600 حلقة, كل حلقة مدتها ثلاثون دقيقة, وسنبثها في افضل اوقات المشاهدة ونعيدها عدة مرات في اليوم الواحد, بعد ذلك, سندون تفسير الشيخ الدكتور عايض وننشرها باذن الله مع تعليقات واضافات مكتوبة لي في كتاب جامع.

وقد تعرفت حديثا على الاكاديمي السعودي الدكتور علي بن احمد المالكي وطلبت منه تقديم هذه الحلقات فوافق على ذلك, الدكتور علي المالكي اكاديمي بشوش, عنده علم واخلاق وتجربة اعلامية, واتوقع ان يحقق نجاحا كبيرا في هذا البرنامج.

التفسير العصري العالمي هو الاسم الذي اخترته لهذا العمل, سنقرا القرآن الكريم بعيون مسلمي القرن الهجري الخامس عشر والقرن الميلادي الحادي والعشرين, وسنخاطب العالم كله ولن نقدم تفسيرا نجديا او خليجيا او عربيا, انا سعيد جدا بهذا المشروع, اشعر ان كل ما حققته من قبل في كفة, وهذا المشروع الجديد في كفة.

وارجو من قراء الحوار ان يدعوا للشيخ الدكتور عايض القرني ولمقدم الحوار الدكتور علي بن احمد المالكي ولي من اجل ان نتمكن من اتمام انجاز هذا المشروع.
هل تعني من حديثك هذا اننا لا نحتاج الى التفسيرات القديمة لعلماء الاسلام القدامى مثل الطبري وابن كثير وابن سعدي ونحتاج لتفسير عصري جديد?

نحتاج عطاءهم ونحتاج في نفس الوقت ان نثري الساحة العلمية والتراث الاسلامي بعطاء جديد, في مثل هذا المجال ينبغي ان يتنافس المتنافسون, اتطلع الى ان نقدم تفسيرا لم يسبقنا اليه احد من جهة الرؤية وطريقة الشرح والاستدلال واللغة, وان يستفيد منه الناس في المستقبل الى ان يرث الله الارض ومن عليها.

هناك من يلاحظ على شخصيتك كثرة التقلبات والتحولات, فمثلا:

كنت تستضيف معارضين لتونس في لندن ثم تشيد برئيسها على قناة »الجزيرة«, ومرة مع قناة »الجزيرة« ومرة ضدها, اين تجد نفسك?

المثالان الذين عرضتهما لا يبرران ما جاء في السؤال. منذ كنت اشرف على تحرير صفحة الدين والتراث في جريدة "الشرق الاوسط" وانا ملتزم بنفس الخط الفكري, الذي يمكن وصفه بالاسلامي التجديدي, وعلى امتداد هذه الفترة وانا ادعو للعدل والديمقراطية وحقوق الانسان, واحاول خدمة الاعلام الحر, وادعو للتقريب بين طوائف المسلمين, وخاصة بين السنة والشيعة, هذه مبادئ ثابتة, تشهد لها كتاباتي في تلك الفترة وكتاباتي هذا العام, وتشهد لها ايضا كتاباتي في الصحف التونسية في بداية الثمانينيات.

في الشان التونسي, تبنيت دائما ما تتبناه الغالبية الساحقة من التونسيين, اي السعي لاقامة تنمية سياسية وتنمية ديمقراطية في نفس الوقت, وحاولت وما ازال ان اساهم بالكلمة الطيبة في تقريب ذات البين بين الرئيس زين العابدين بن علي ومعارضيه, هذا ما اؤمن به وما اعمل من اجله منذ اكثر من عشرين عاما.

خلال هذه الفترة, نظرت بشكل موضوعي الى اداء الرئيس بن علي في الحكم واشدت بكل عمل ايجابي قام به, خاصة في مجال خدمة الطبقات الفقيرة, وتطوير البنية التحتية لتونس, وبناء اقتصاد مزدهر, وتوثيق علاقات بلادنا بمحيطها وبالعالم, وبالمقابل دعوت وسعيت وما زلت اسعى بوسائل كثيرة لفك الاشتباك بين السلطة والتيار الاسلامي في تونس ومعالجة كل المظاهر الجانبية الاخرى الثقافية والاجتماعية لهذا الاشتباك.

لا اريد التوسع اكثر في هذا الموضوع او الدفاع عن نفسي عبر عرض انتقاداتي وتحفظاتي في هذه المقابلة او في غيرها من الفضائيات او الصحف, من اجل ان لا يفسرها البعض بانها تدخل في باب التشهير والاساءة لسمعة بلادي. افضل التوسع والتفصيل في هذا الموضوع اذا اتيحت لي فرصة اخرى للتشرف بمقابلة الرئيس زين العابدين بن علي والتحدث معه مباشرة, انه رئيس بلادي وانا احترمه, وقد تشرفت بمقابلته في مناسبات سابقة, وكان انطباعي طيبا عن كل تلك اللقاءات.

وماذا عن قناة »الجزيرة«?

متى رايتني او سمعتني في خصومة مع قناة »الجزيرة«? لا يوجد اي تقلب من اي نوع في موقفي بشان قناة »الجزيرة«, »الجزيرة« افتكت موقعها الرائد

والاستثنائي في تاريخ الاعلام العربي والعالمي, وانا اهنئ القائمين عليها واهنئ كل العاملين فيها بالذكرى العاشرة لتاسيسها وارجو لها المزيد من النجاح والتوفيق. كما اعتقد ان قناة »الجزيرة« هي افضل استثمار سياسي واقتصادي وثقافي لدولة قطر منذ قيامها,

اتكلم هنا كاعلامي. الاعلامي يرجو التوفيق لزملائه في كل منبر ويهنئهم على ما يحققونه من نجاح, وامل ان يعذرني الساسة والقراء المختلفون مع »الجزيرة« لاسباب سياسية او غير سياسية, فانا هنا اعبر عن رايي كاعلامي ولست طرفا في اي نزاع بين قناة »الجزيرة« وهذه الجهة او تلك.