المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة عشيرة 'البوناصر' وتاريخ صدام حسين



مقاتل
01-04-2007, 03:13 AM
04/01/2007 كتب حمزة عليان


تساءل المهتمون بالشأن العراقي، لماذا جرى تسليم جثة صدام حسين بعد اعدامه الى عشيرة 'البوناصر' وليس لافراد من العائلة مثلا، علما ان بناته وزوجاته يعشن خارج العراق منذ عام 2003 وان لديه قتلا في فيلا بالموصل وصهريه تم اعدامه اثناء حكمه. يوم السبت الماضي اوردت وكالات الانباء ان طائرة اميركية اقلت شيخ عشيرة 'البوناصر' علي الندا من تكريت الى بغداد وقام مع مجموعة من زعماء العشيرة بمرافقة الجثمان الى قرية العوجة لدفنه هناك الى جانب نجليه عدي وقصي..


اعتمد صدام في حكمه على عشيرته وعلى العشائر السنية، خصوصا الدليم والجبور والعبيدان وتشكلت الدائرة المقربة منه من افراد الاسرة، ففي كتاب سكوت ريتر، احد مفتشي اللجنة الخاصة المكلفة بنزع وتدمير اسلحة الدمار الشامل (اليونيسكوم)، بعنوان 'نهاية اللعبة' يروي زيارته الى قرية العوجة باعتبارها مسقط رأس صدام، حيث كانت قرية صغيرة، وصارت مدينة حديثة لاعتماده عليها في قوته، وهو ما يوضح النظام القبلي المعقد للحكم في العراق،

كما وصفه الكاتب عبدالزهرة الركابي، حيث يقول: من اراد العمل اليومي الرسمي فليذهب الى بغداد، ومن اراد ان يعرف كيف تسلم صدام السلطة وكيف احتفظ بها فليذهب الى العوجة، وان يدرس عشيرة 'البوناصر' والتعامل بين افخاذها الثلاث، المجيد، والطلفاح والمحمد، ليجد ان العراق لايزال مجتمعا قبليا وان صدام بالنهاية زعيم قبلي وليس شيئا غير ذلك. فقد كانت عشيرة 'البوناصر' تتلقى هبات سخية من النظام رغم الحصار الاقتصادي المفروض على العراق، وعاشت ابهى ايامها في ظل صدام، وحظيت بحماية من تأثير العقوبات في الوقت الذي عانى فيه الكثير من العراقيين الافقار والحرمان.

اما قوات الحرس الجمهوري الخاص والموالية جدا لنظام صدام وشخصه، فكان افراد عشيرة 'البوناصر' يتولون المناصب القيادية الرفيعة فيها، والمعروف ان فرقه الاربع (حمورابي والمدينة، وتوكلنا ونبوخذ نصر) يكونون جيشا يشبه الامبراطورية الرومانية وجنوده يتميزون بلباس افضل ويتلقون رواتب اعلى من غيرهم من الجنود والضباط العاديين وهؤلاء يظهرون ولاء اعمى لصدام.

وفي رواية للزميل جمال حسين كتبها عام 2003 ونشرت في 'القبس' نقلها عن لسان رائد ركن في حرس صدام عن دقائق اللحظات الاخيرة لمعركة المطار قبل سقوط بغداد يقول ان حماية الرئيس تتألف من عدة خطوط قد تصل في حالات الطوارئ الى الرقم 6 ولا يكاد يكون هناك فرد واحد في هذه الخطوط من خارج العائلة، بل ان الايام التي تلت عام 1995 شهدت تحديد العاملين في خطوط الحماية الخاصة بدائرة 'آل عبدالغفور' وهي الدائرة التي ينتهي اليها صدام مباشرة، اما دائرة 'آل خطاب' وهو الفرع الثاني من 'آل عمر'

والذي ينتهي اليه اخوة صدام من امه، برزان ووطبان وسبعاوي فقد تم استبعادهم الى مواقع اخرى.. وهذا الرائد الركن حصل على شهادة الماجستير في العلوم العسكرية من دون واسطة كما يحدث مع جميع الضباط تقريبا من الذين يتحدرون من عشيرة البوناصر.

وعن تأثير العشيرة هناك قصة اشار اليها الزميل عبدالزهرة الركابي تتعلق بفيلم 'الايام الطويلة' الذي اختير له 'صدام كامل' صهر صدام حسين الذي يحمل اسمه الاول ويشبهه الى حد كبير، من هنا وقع الاختيار عليه ليمثل دور صدام في الفيلم ولكونه من ابناء العمومة، حيث انهما من فخذ المجيد في عشيرة 'البوناصر' التي تستوطن تكريت وبيجي والدور والعوجة، وصدام كامل قتل مع شقيقه حسين كامل بعد ان استدعيا من الاردن ليعدما في بغداد.
وهناك قصة طريفة ومعروفة عن احد شيوخ عشيرة 'البوناصر' ويدعى الشيخ نواف الزيدان وانه كان 'محظوظا' في العملية التي قتل فيها قصي وعدي، باعتباره صاحب الفيلا التي تم اقتحامها وبانه سينال مبلغ 15 مليون دولار بسبب تقديم معلومات عن وجودهما وهذا الزيدان يدعي انه من

عشيرة 'البوناصر' فعندما غزا صدام الكويت عام 1990 حشد الزيدان افرادا من العشيرة وراءه في منطقة الموصل لتأييده، على الرغم من كونها لا تعد من معاقله... وفي تحقيق موسع نشرته صحيفة 'واشنطن تايمز' عام 2003 بقلم - أولغا كريغ - يشير الى ان الزيدان ذهب عام 1991 الى بغداد، حيث التقى وطبان ابراهم الحسن وقال له انه قريب لصدام وانه كان دائما مواليا له، وما يريده هو خطاب موقع يتيح له ان يصبح شيخ عشيرة 'البوناصر' في الموصل،

وهذا المنصب يتيح له الحصول على مبلغ 200 الف دولار سنويا، واشياء وميزات اضافية، فقد وهبه عدي 2500 هكتار من الاراضي الزراعية كان يمتلكها الاكراد في السابق ومنحه عقودا مجزية لشركة المقاولات التي يمتلكها ومشروعا بقيمة 480 الف دولار لبناء مسجد صدام الجديد في الموصل.. لكنه بعد فترة طالب عدي وقصي هذا الزيدان بإعادة هذه المبالغ والاملاك، لكن الشقيقين قتلا في الفيللا التي يمتلكها الزيدان في الموصل!

قصة مولود مخلص

وكان الزعيم مولود مخلص الضابط الكبير في جيش الملك فيصل الاول قد اشتكى للملك من ان منطقة تكريت محرومة من كل انواع الوظائف، وخسرت تجارتها بعد مرور طريق الشمال خارج مدينة تكريت، وطلب توظيف عدد من ابناء هذه المنطقة في الجيش، وكانت تلك بداية الكارثة التي حلت بالعراق لاحقا. وكان من اول اعمال صدام التنكيل بأحفاد مولود مخلص الذي انتشل عشيرته من الجوع.

والجدير بالذكر في هذا السياق ان قبيلة 'البوناصر' تحديدا كانت تعتاش في القرن التاسع عشر من اموال كان يدفعها الوالي العثماني لهذه العشيرة مقابل عمليات 'بلطجة' او اعتداءات على اشخاص كان ينزعج منهم الوالي. وكان هؤلاء بمثابة ميليشا في خدمة الوالي.