المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "حكومة حماس تفكر في تغيير اسم مدينة البيرة وربما تسميها شراباً طهوراً لأنه اسم حلال"



على
01-03-2007, 02:31 AM
الكاريكاتير والنكتة: ومن شر البلية الفلسطينية ما يضحك!

رام الله-من معتز شكري

حتى في أحلك الأزمات وأصعب المحن , لا يختلف الفلسطينيون عن سائر الشعوب, فهم يروون النكات ويضحكون عليها, ويتذوقون رسوم الكاريكاتير الساخرة, ولا تنسيهم كل الظروف المأساوية التي يعيشونها-أو بالاحرى يتنفسونها في كل لحظة-أنهم بشر يحبون الحياة.

ومن انهم لا يستغرقون كثيرا في سرد النكات, لكنهم يعون جيدا ان النكتة كثيرا ما تكون سلاحا لمقاومة الضغوط, لأنها تجدد النشاط وتبعث الأمل..وبعض ما يتداوله الفلسطينيون من نكات لا يختلف كثيرا عن المتداول في البلدان العربية الأخرى, اللهم إلا في اللهجة أو الشخصية المحورية بطلة النكتة.
ونجد بعض النكات الفلسطينية تعكس قدرا من المداعبة الساخرة المتبادلة فيما بين سكان بعض المدن الفلسطينية , كالنكتة التي تقول »هل تعرف لماذا ينظر الخليلي إلى اسفل وهو يحاور شخصا أجنبياً?«.. والجواب »إنه ينتظر أن يرى شريط الترجمة«..وبالمثل نجد ابناء الخليل يروون النكات عن »النابلسي« أو »الغزاوي« أو »الكرمي«, وهكذا.

ويقول الخلايلة أبناء مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية-صعيد فلسطين-ويكاد يتفق معهم معظم الفلسطينيين ان استهداف ابناء الخليل بالذات في معظم النكات سببه انهم اذكياء وبارعون في التجارة وأن المتميز هو الذي تستهدفه الطرائف دائما*..ونكتة اخرى تلعب على اسماء المدن الفلسطينية, فتقول »ان رجلا من بيت لحم تزوج امرأة من أم الفحم »فأنجبا« مشويات مشكلة!.

ولأن الشخصية الفلسطينية مثيرة للدهشة في كثير من جوانبها, أعرب الباحث الفلسطيني شريف كناعنه , في دراسة عن »الفولكلور الفلسطيني« باللغة الانكليزية صدرت حديثا في المكتبات الفلسطينية تحت عنوان »النضال من اجل البقاء« عن دهشته من كم النكات التي ظهرت في فترة »الانتفاضة« وكيف كان الفلسطينيون يتبادلون ما أطلق عليه »نكات الانتفاضة« في نفس الاجواء التي كانت مفعمة بالحزن والخسائر البشرية والآلام والأحزان.

والاشارة إلى الانتفاضة هنا تنطبق على الانتفاضة الأولى التي اندلعت في عام ,1987 وهي التي غطتها الدراسة, وان كان الأمر ينطبق على »انتفاضة الاقصى« التي اندلعت في 28 سبتمبر عام .2000

ومما أوردته الدراسة كمثال على »نكات الانتفاضة« نكتة تقول »إن جنديا اسرائيليا رأى علما فلسطينيا على عمود كهرباء فطلب من فتى فلسطيني ان يتسلق العمود لينزل العلم, فما كان من الفتى إلا ان اخرج من جيبه علما فلسطينيا وقال للجندي ولماذا كل هذا التعب..انت تريد علما فلسطينيا.. فخذ هذا اسهل«.
وتظهر النكات روح السخرية العالية لدى الفلسطينيين حتى في الأوقات الصعبة.. وتعليقا على فقرة نسائية في أحد المواقع الفلسطينية عن طريقة عمل احد انواع الأطعمة الفلسطينية, قال احد زوار الموقع »بدنا وصفة حكومة إن شاء الله حتى بالبطاطا..ياريت توصفوا للقادة تبعنا كيف يطبخون حكومة جيدة الطعم..وبيان المقادير المطلوبة..كم رأس من حماس وكم رأس من فتح..وايش نوع البهارات التي تزيل تصلب الرأي والعناد«.

وهناك نكتة ظهرت عقب فوز حركة حماس بالأغلبية في المجلس التشريعي, والتي تأتي في اطار السخرية , وحتى الحمساويون يتقبلونها بروح رياضية ..تقول النكتة »إن حكومة حماس تفكر في تغيير اسم مدينة البيرة وربما تسميها شرابا طهورا..لأنه اسم حلال«.

أما الكاريكاتير الفلسطيني فمجال آخر شديد الخصوبة, وتقدم على ايدي رسامين موهوبين حازوا شهرة كبيرة داخل الاراضي الفلسطينية وخارجها.. ومن اشهر هؤلاء الفنانة »أمية جحا« ولها موقع خاص باعمالها على شبكة الانترنت, وتنشر بعض الصحف الفلسطينية اليومية رسومها التي تأتي دائما وثيقة الصلة بالاحداث التي تجري على الساحة الفلسطينية, واحيانا العربية.. وهي فنانة ملتزمة وتعتبر نفسها تلميذة للفنان المعروف الراحل ناجي العلي, وقد فقدت امية جحا زوجها شهيداً على ايدي قوات الاحتلال الاسرائيلي.

ومن اطرف رسومها رسم يعكس حساسية كثير من الفلسطينيين تجاه ما يشعرون احيانا انه صمت او تجاهل من بعض الشعوب الاخرى لما يمرون به, حيث رسمت »ثلاثة يحلون مسابقة للكلمات المتقاطعة, وكان السؤال عن اسم بلد يتعرض للحصار ويبدأ بحرف الفاء, فجاء تخمين الاول فمريكا والثاني فاكستان اما الثالث فقال: »فال الله ولا فالك!«.

وهناك من رسامي الكاريكاتير الاخرين المعروفين ابو النون, وخليل ابو عرفة وبهاء بخاري, وغيرهم.
والحقيقة ان الفلسطينيين يعيشون تحت الاحتلال الاسرائيلي حالة »شر البلية ما يضحك«, فهم يتعرضون لاجراءات اسرائيلية شديدة التعسف والغرابة لدرجة انها تفوق اكثر النكات الخيالية الساخرة.. فعلى سبيل المثال هناك مناطق في الضفة الغربية يمر بها »الجدار الفاصل« بشكل التفافي يفصل به بيوتا متجاورة لعائلة واحدة, فيجد سكان البيت الاول انفسهم وقد صاروا من الناحية القانونية من سكان اسرائيل التي تنوي ان تعرض عليهم وعلى نظرائهم الجنسية الاسرائيلية, بينما ينفصل عنهم وراء الجدار من الناحية الاخرى باقي افراد العائلة الذين جاء حظهم للبقاء داخل الضفة الغربية.

ويحكى البعض هنا عن مهزلة حدثت اثناء الاحصاء السكاني الاخير الذي اجرته سلطات الاحتلال في القدس الشرقية, حيث كان احد افراد العائلة في المطبخ الذي يقع في ملحق للمنزل فلم يسجله مندوب التعداد وصدر الاحصاء السكاني بما يثبت الهوية المقدسية لكل افراد العائلة وهي هوية لها مزايا تختلف عن هويات الفلسطينيين في الضفة الغربية والقطاع وبقي هذا الابن وحده الذي له هوية الضفة!.