المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ممرض صدام يتحدث عن أيامه في السجن



بركان
01-02-2007, 12:11 AM
دعاه لتدخين السيكار وأطعم العصافير في زنزانته


أسامة مهدي من لندن

بينما العراقيون يظهرون مزيدا من الاختلاف حول اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين بين محتفل وناقم قدم ممرض عسكري اميركي تولى العناية به بين عامي 2004 و2005 صورة غير معروفة عن فترة توليه حكم العراق القاسية قائلا ان صدام كان يردد دائما انه فعل كل شيء من اجل العراق وانه غير نادم على ماقام به طيلة فترة حكمه الذي امتد لربع قرن مشيرا الى انه كان يكتب الشعر ويعتني بنباتات حول زنزانته .. في وقت أعلنت القوات الاميركية انها قتلت ستة مسلحين واعتقلت سابعا خلال قتال عنيف اليوم في بغداد اثر إطلاق النار عليها من بناية تعود إلى رئيس جبهة الحوار الوطني العراقية النائب صالح المطلك .

ويقول السارجنت (روبيرس الياس) الذي كلف بالعناية بصحة صدام حسين الذي نفذ فيه حكم الاعدام في بغداد امس الاول في الفترة بين كانون الثاني (يناير) عام 2004 واب (اغسطس) عام 2005 وذلك خلال فترة اعتقاله في سجن (كروبر) الاميركي بالقرب من مطار بغداد الدولي انه كان يكتب الشعر ويروي له تفاصيل عن ايامه السعيدة مع اولاده عندما كانوا اطفالا وكيف كان يتلو عليهم القصص قبل نومهم ..

مشيرا الى ان صدام كان يطعم عصافير تقرب من زنزانته قطعا من الخبز التي كان يوفرها من طعامه . واعتقل صدام في 13 كانون الثاني (ديسمبر) عام 2003 بعد ثمانية اشهر من سقوط نظامه في نيسان (ابريل) من العام نفسه .
واضاف السارجنت ايلياس (56 عاما) ان مرؤوسيه من الضباط الاميركيين كلفوه بالعناية بالرئيس العراقي السابق واكد انه عمل كل شيء لابقائه على قيد الحياة كما ابلغ صحيفة "سانت لويس ديسباشي" الاميركية اليوم مضيفا (ان هذه كانت مهمتي : الابقاء على صدام حيا وبصحة جيدة .. وذلك ليتمكنوا من قتله في تاريخ متأخر) .

واشار الى انه كان يتولى فحص صدام (69 عاما) مرتين في اليوم ثم يكتب تقريرا في نهايته حول وضعه النفسي والجسدي . واضاف ان صدام ابلغه مرة ان السيكار الذي يدخنه والقهوة التي يحتسيها ساعدت بالحفاظ على ضغط دمه منخفضا .. ويضيف الممرض "ويبدو ان هذا كان علاجا ناجحا" واوضح ان صدام كان يلح عليه بتدخين السيكار معه .

وقال الممرض الاميركي ان صدام حسين كان يتحدث له باستمرار عن ايامه السعيدة التي قضاها من عمره وخاصة عندما كان اولاده صغارا (ولدان وثلاث بنات) وكيف كان يروي لهم القصص عندما كانوا يخلدون الى النوم كما كان يشرح كيفية عنايته بصحتهم . واوضح انه عندما كان يسمح لصدام بالخروج من زنزانته لبعض الوقت فانه كان يطعم عصافير تقترب منه بقطع صغيرة من الخبز يبقيها من طعامه .. كما كان يسقي بعض النباتات التي زرعها هناك .

ويؤكد السارجنت الياس ان صدام لم يكن يشتكي من اوضاعه في السجن .. وعندما كان يفعل في المرات القليلة فان شكواه تكون مشروعة ويواجه وضعه بصلابة .. لكن الممرض لم يوضح طبيعة الشكوى التي كان يبديها صدام .

ويتذكر الياس انه عندما ابلغ صدام مرة ان عليه ان يغادر الى الولايات المتحدة لوفاة شقيقه هناك عانقه صدام وقال له انه سيكون اخا له . ويضيف انه كان مكلفا بالعناية بالرئيس السابق وهو بدوره كان يقدر ذلك . ويقول الياس ان صدام ابلغه مرة (اني فعلت كل شيء من اجل العراق) وكان يبدو انه غير نادم على مافعله .. كما انه لم يكن يتحدث او يبدي خوفا من الموت .

ويشير الممرض الاميركي انه في احدى المرات وعندما ذهب لفحص صدام فانه سأله : لماذا غزا الاميركان العراق ؟ ثم قام بحركة تشبه اطلاق رصاص من رشاش اتوماتيكي .. وسأل : لماذا جاء الاميركان الى العراق مع ان كان خاليا من اسلحة الدمار الشامل وان فرق التفتيش لم تجد منها شيئا .. يقول الياس انه اجاب على تساؤل صدام بقوله له ( انها السياسية .. ونحن جنود وغير مسموح لنا التدخل في هذه الامور) .

تناقض في مواقف العراقيين من اعدام صدام
وفيما بدأت الحياة تعود الى طبيعتها في العاصمة العراقية وشوهدت بعض المركبات تسير في شوارعها مازال معظم سكانها متخوفون من الخروج من منازلهم بعد التهديدات التي اطلقها انصار الرئيس السابق صدام حسين بالانتقام لاعدامه .

وتشهد مناطق العراق الجنوبية والشمالية احتفالات فرح بعد اعدام صدام الذي اتهم بقتل جماعي للمواطنين الشيعة في الجنوب والاكراد في الشمال فان المناطق الغربية السنية تشهد توترا وحصارا مسلحا لبعض مدنها .

فقد المئات من المسلحين واهالي الدور (180 كم شمال بغداد) قرب تكريت اليوم استنكارا لتنفيذ حكم الاعدام . والدور هي مدينة نائب صدام السابق في الحزب عزت ابراهيم الدوري الذي يتوقع ان يخلفه في القيادة .

وانطلقت التظاهرة التي شارك فيها المئات من اهالي الدور بينهم نساء وشيوخ واطفال وحمل معظم الشباب اسلحة رشاشة واطلقوا العيارات النارية في الهواء. وحمل المتظاهرون صورا لصدام حسين واعلام عراقية فيما رددوا شعارات مناهضة لقادة الاحزاب السياسية الشيعية . وقام المتظاهرون بازاحة الستار عن جدارية كبيرة تحمل صورة لصدام حسين وكتب عليها "الشهيد البطل صدام حسين" وسط الدور.

وتمنع قوات الامن العراقية الدخول او الخروج من مدينة تكريت القريبة من الدور لليوم الثالث على التوالي.
وفي مدينة تكريت (3 كيلومترات عن العوجة مسقط راس الرئيس السابق والتي وري الثرى فيها امس) نصبت عشرات خيم العزاء حيث يتجمع انصار الرئيس العراقي السابق ويستمعون الى بث ايات من القرآن. ولا تزال المداخل المؤدية الى تكريت (180 كم شمال غرب بغداد) معقل صدام حسين سابقا مغلقة امام حركة السير بامر من السلطات العراقية. ونصب السكان في اماكن مختلفة من المدينة خيما لاقامة مجالس عزاء.