المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منى.. مدينة الثلاثة أيام



جون
12-30-2006, 11:59 PM
تعمر في المواسم وتخلو بقية العام

يقول ياقوت الحموي في كتابة معجم البلدان عن منى «بأنها مكان قرب مكة يعمر ايام المواسم ويخلو بقية السنة الا ممن يحفظه».

وهكذا ظلت منى منذ القرون الماضية حتى يومنا هذا، فهي مدينة الثلاثة ايام التي يتذكرها الناس خلال هذه الايام وتنسى بقية العام، حيث تزدهر وتعج بالزحام في كل ركن فيها طيلة الايام الثلاثة، حتى لا تجد لك موطئ قدم فيها، بل يرى العاملون في الحج ان الاعداد الموجودة من الحجاج والعاملين في الحج تفوق الطاقة الاستيعابية لمشعر منى وهو ما يشير اليه الدكتور محمد ادريس وكيل الشؤون الاكاديمية في معهد خادم الحرمين للابحاث ويقول: لا توجد دراسة قائمة حاليا لدينا في معهد خادم الحرمين لاستغلال منى بقية العام والاستفادة منها، ولكن قد نجري ذلك.

ويضيف: مشكلة منى انها وادي وجبل وتقدر مساحتها بـ6 كيلومترات وتمثل المساحة الشرعية المستغلة منها 53 في المائة بينما لايمكن الاستفادة من بعض الجبال لان الانحدار فيها يقدر بـ40 في المائة في بعضها، وبالتالي فانها تشغل اكثر من الطاقة الاستيعابية.

وبالعودة الى تعريف منى يرى الدكتور حسين بن سعيد مؤسس فرانكلين في موسوعته الثقافية لدار المعرفة «ان منى بلدة قريبة من مكة المكرمة تحتضن الجمار الثلاث ومذبح الهدى ومسجد الخيف وعلى مقربة منها كان غار يتعبد فيه النبي احيانا، وفي منى هم النبي ابراهيم عليه السلام بذبح ابنه اسماعيل وهو ماجعلها موضع الذبح في الحج».

ورغم ان تسمية منى ظلت مثار جدل بين علماء اللغة لمبررات واسباب ومن بينها ما اجمع عليه عدد من المؤرخين والعلماء بأن التسمية تعود الى ما يمني أي يتدفق او يراق من دماء فيها يوم النحر.

وتشكل الجمرات اهم المعالم الدينية في منى على مدار الايام الثلاثة التي تظل فيها منى عامرة بالحجيج باعتبارها ترمى في كل يوم من الايام الثلاثة التي يوجد فيها الحجاج في منى فان الجمرات حسب كتاب لسان العرب لابن منظور «فان مواضع الجمرات الحالية كانت مواقع لاصنام ومواقع مقدسة وقبور اجداد».

ويعود الدكتور ادريس موضحا: تعد منى جزءا من المشاعر المقدسة الثلاثة عرفات ومزدلفة ومنى التي يقضي فيها الحجاج ثلاثة ايام بعد نفرتهم من عرفات.

واضاف: تحد منى من الجهتين الشمالية والجنوبية جبال شاهقة شديدة الانحدار، وكذلك يحدها وادي محسر من الجهة الشرقية اذ تقدر مساحتها الشرعية بنحو 650 هكتارا منها 330 هكتار اراض منبسطة في الوادي و300 هكتار تمثل سفوح الجبال.

وكانت الحكومة السعودية عمدت مؤخرا الى توسعة المشعر بازالة بعض التلال التي تدخل ضمن الحدود الشرعية منها وتم في هذا الصدد تهذيب عدد من سفوح الجبال لتوسعة المساحات المستوية وزيادة اماكن التخييم ولهذا الغرض تم تنفيذ مشاريع لقطع الصخور، حيث بلغت المساحة التي يتم الاستفادة منها 750 الف متر مربع وبتكلفة قدرها 200 مليون ريال، كما تم تثبيت الصخور المتفككة في جبال منى في اكثر من 13 موقعا.