فاطمي
12-24-2006, 03:55 PM
آلاف الأسر السنية تم تهجيرها في 10 أحياء بالعاصمة.. وتبادل للمواقع
بغداد: سابرينا تافرنايس
بينما تجادل الولايات المتحدة بشأن ما يتعين عليها أن تفعله في العراق، تنتقل الأغلبية الشيعية في البلاد الى حلها الخاص: جعل العاصمة تحت هيمنتها.
فقد أصبحت أجزاء كبيرة من بغداد شيعية في الأشهر الأخيرة، حيث الميليشيات تشدد قتالها ضد السنة في قلب العاصمة لتشرد الألوف من السكان السنة من ديارهم. وهناك ما لا يقل عن 10 أحياء كانت قبل عام مختلطة بين السنة والشيعة هي الآن شيعية بالكامل تقريبا، وفقا لما قاله مقيمون ومسؤولون محليون وقادة عسكريون اميركيون وعراقيون. وخلال سنوات الحرب الأولى كانت الهيمنة للسنة، وأرغموا الشيعة على الخروج من الأحياء ومارسوا على نحو منظم قتل الخبازين والحلاقين وجامعي النفايات ممن كانوا من الشيعة في الغالب.
ولكن ابتداء من فبراير (شباط) وبعد تفجير مرقد العسكريين في سامراء، بدأت الميليشيات الشيعية توجيه ضرباتها، مندفعة باتجاه الغرب من معاقلها معيدة رسم خارطة العاصمة، التي تضم ربع سكان العراق. وتدين الحكومة التي يهيمن عليها الشيعة علنا العنف ضد السنة وتقول انها تحاول إيقاف الميليشيات التي تنفذه. ولكن الهجمات تواصلت وتزايدت شكوك السنة. وأكدت الخطط الرامية الى إقامة جسر جديد يمكن ان يمر عبر المنطقة السنية في الشرق، واقتراح تبادل الأماكن في المدن المحيطة ببغداد الذي يمكن ان يجلب الشيعة الى ما هو الآن معاقل سنية، هذه الأوضاع المقلقة. والهيمنة السياسية السنية في بغداد غير قائمة في الواقع. فمن بين 51 عضوا في مجلس محافظة بغداد، الذي يدير خدمات المدينة، هناك عضو سني واحد فقط. وتعتبر هذه التغيرات تطورا طبيعيا الى حد كبير.
فالشيعة، وهم أغلبية سكان العراق، أبعدوا عن النخبة الحاكمة في عهد صدام حسين والآن يتمتعون بسلطة تضارع أعدادهم.
والخطر، الذي يعبر عنه العرب السنة، هو ان هامشا متطرفا قويا سيقوم بأعمال قتل بدون ان توقفه الحكومة أو بمساعدتها كما يخشى البعض. وذلك يمكن أن يدفع، بالمقابل، الدول السنية الى خوض القتال وشن حرب اقليمية، وهي، على وجه التحديد، النتيجة التي يخشاها الأميركيون أكثر من غيرها.
وقال محمود المشهداني رئيس البرلمان وهو سني «انهم يقولون انهم ضد هذا، ولكنهم لا يفعلون شيئا على الأرض». وقد نقل عائلته الى المنطقة الخضراء المحصنة في اكتوبر(تشرين الاول) الماضي. ويصل الجدل الى جوهر المشروع الأميركي هنا. فبينما يدرس الرئيس الاميركي جورج بوش ارسال مزيد من القوات، فان البعض في الحكومة التي يهيمن عليها الشيعة يقولون إن على الأميركيين ان يكونوا بعيدين عن النزاع الطائفي في بغداد وترك المعركة تأخذ مجراها. ويقولون ان التدخل سيطيل النزاع ببساطة.
وفي قاعدة للجيش شمال بغداد، كان جنرال عراقي يحرك يده عبر خارطة للعاصمة. وقال ان المدينة تتقسم على نحو سريع بين سنة وشيعة في كل حي. وقال الجنرال الشيعي «نواجه الآن أسلوبا جديدا في فصل الأحياء. السياسيون يقومون بهذا»؛ فالأحياء في الشرق، ومعظمها معرضة لنشاط الميليشيات الشيعية من مدينة الصدر، أكبر وأفقر مناطق بغداد الشرقية، فقدت الكثير من اقليتها السنية منذ فبراير (شباط). وحتى أحياء الطبقة الوسطى مثل زيونة والغدير، وكانت مختلطة الى ما قبل ستة أشهر، بدأت تفقد السنة.
وفي حي البلديات، الذي كان منطقة مختلطة في شرق بغداد، يقوم العمال ببناء مسجد شيعي وفي المكان نفسه هناك جامع سني لم يكتمل تشييده هو الآن مهجور، وعلى واجهته علقت بوسترات تحمل صور زعماء سياسيين. وعلى بعد اقل من نصف ميل هناك جامع آخر لم يستخدم على الاطلاق. وقال عامل شيعي «انهم لا يستطيعون المجيء الى هنا. انهم سنة». والى الجنوب، وفي حي النعيرية، جلست عائلة شيعية لاجئة في غرفة استقبال مظلمة ببيت أشغلوه مؤخرا. وكان البيت يعود الى عائلة سنية، ولكنها هربت بعد موجة من أعمال القتل، ورتب المكتب المحلي لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر لانتقال شيعة الى البيت. وعلقت ممتلكات العائلة الجديدة على الجدار، وهي صورة الأب، المتوفى الآن، ومسدس. وكانت ساعة شخص آخر تدق، وكانت في الغرفة فرش وأغطية المالكين السابقين.
وقال مصطفى: «أخبرونا أن الوضع آمن هنا، إنها منطقة شيعية. فجيش المهدي يحمي المنطقة».
لا تشعر أسرة مصطفى بأي تعاطف مع السنة؛ فهي قد هربت من المدينة العنيفة الواقعة شمال بغداد، بعد أن قتل الناشطون السنة والد الأسرة الذي هو في السبعين من عمره واختطاف أخ وقتل أخ آخر. وتم هروب ما يقرب من 400 أسرة شيعية من بعقوبة إلى النعيرية ومنطقة بغداد الجديدة خلال الأشهر القليلة الماضية. وقالت عزيزة، أم مصطفى، البالغة من العمر 46 سنة: «نحن سفينة غرقت تحت المحيط».
إضافة إلى ذلك، فإن الميليشيات الشيعية تطارد السنة المشتبه فيهم، حسبما قال مصطفى، بينما الميليشيات السنية «تقتل أي شخص شيعي» كما تقول عزيزة. لكن أحد أقارب الأسرة قال في حديث منفصل إن أحد أبناء عزيزة قتل أكثر من عشرة سنّة منذ قدومهم من بعقوبة الخريف الماضي، لكن الأسرة تنكر تورطها بأي نشاطات مع الميليشيات. قالت عزيزة: «كان زوجي شخصا عاديا». لكن عراقا منقسما يمكنه أن يدمر حياة الناس العاديين. وقال رجل سني اسمه باسم إن الميليشيا الشيعية أجبرته هو وأسرته المتكونة من زوجته الشيعية وأطفاله الثلاثة، على مغادرة بيتهم في منطقة الحرية الواقعة إلى غرب نهر دجلة، في أحد أيام هذا الشهر البارد. وترك باسم عملين كقصاب ومنظف في مستشفى لأنهما كانا في منطقتين شيعيتين.
وقالت زوجته زهرة كريم علوان، وهي تمسك طفلتها داخل مدرسة بحي العدل: «زوجي سني، لكن لا علاقة له بالمتمردين». وتعتبر هذه المنطقة ذات أغلبية سنية في غرب بغداد، حيث تقيم العوائل المشردة مؤقتا فيها. كانت هناك صناديق من الماء موضوعة في زاوية. وانتقلت الأسرة في الأسبوع الماضي إلى منطقة أبعد غربا، وهي لا تعرف من صاحب البيت. ويحاجج الزعماء الشيعة بأن الجيش العراقي لن يسمح بوقوع المجازر.
وقالوا إن وجود الأميركيين ضمن الوحدات العراقية سيكون إجراء احترازيا. وفي منطقة الحرية، كان الجيش العراقي ساعد زهرة علوان وعوائل أخرى كي تخرج في شاحنات وتذهب إلى حي العدل. وقال كولونيل أميركي إن شيعة احتلوا البيوت الفارغة خلال 48 ساعة. وعد الأميركيون ما يقرب من 180 عائلة هربت من مساكنها. لكن الجنرال العراقي قال إن العدد هو 50. أما الزعماء السياسيون الشيعة فكانوا متشككين بالأرقام. وقال هادي العامري رئيس لجنة الأمن في البرلمان وقائد منظمة بدر، الجناح المسلح للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق: «هذه مجرد بروباغاندا لخلق مخاوف لدى العرب»؛ في إشارة إلى البلدان العربية السنية.
وقال العامري إن المشكلة الأساسية هي المتمردون السنة والأعمال الانتحارية التي ينظمونها. وقال: «إنهم يريدون إعادة المعادلة السابقة، حينما كانوا الضباط.. والشيعة كانوا مجرد عبيد. هذا لن يحدث أبدا ثانية. عليهم أن يقتنعوا بالمعادلة الجديدة». وقال العامري مقارنا بين ما قام به صدام حسين من تجفيف للأهوار في جنوب العراق لتدميرها، إن من الممكن تطويق بغداد لقطع طرق امدادات الناشطين السنة، على سبيل المثال، من خلال تقوية شبكة من الأنهار، وبناء سد وعدد من طرق الخط السريع. وأضاف العامري: «قام أولا بتقسيمها ثم تجفيف الماء فيها وخلال فترة عامين إلى ثلاثة، أصبحت صحراء. أنا مقتنع أن ذلك ممكن تنفيذه في بغداد».
وتقوم الميليشيات حاليا بدورها في حماية الشيعة. وفي مسجد بشمال بغداد، تجمع عدد من المهجرين من سبع البور أغلبهم من النساء، في مسجد شيعي، خلال أحد أيام شهر أكتوبر (تشرين الاول) الماضي، حينما دخت متطوعة بين المهجَّرات لتعلن أن بامكانهن العودة إلى بيوتهن الآن، لأن جيش المهدي وصل إلى هناك. وأصبحت البلدة آمنة للشيعة.
* خدمة «واشنطن بوست» ـ (خاص بـ«الشرق الأوسط»)
بغداد: سابرينا تافرنايس
بينما تجادل الولايات المتحدة بشأن ما يتعين عليها أن تفعله في العراق، تنتقل الأغلبية الشيعية في البلاد الى حلها الخاص: جعل العاصمة تحت هيمنتها.
فقد أصبحت أجزاء كبيرة من بغداد شيعية في الأشهر الأخيرة، حيث الميليشيات تشدد قتالها ضد السنة في قلب العاصمة لتشرد الألوف من السكان السنة من ديارهم. وهناك ما لا يقل عن 10 أحياء كانت قبل عام مختلطة بين السنة والشيعة هي الآن شيعية بالكامل تقريبا، وفقا لما قاله مقيمون ومسؤولون محليون وقادة عسكريون اميركيون وعراقيون. وخلال سنوات الحرب الأولى كانت الهيمنة للسنة، وأرغموا الشيعة على الخروج من الأحياء ومارسوا على نحو منظم قتل الخبازين والحلاقين وجامعي النفايات ممن كانوا من الشيعة في الغالب.
ولكن ابتداء من فبراير (شباط) وبعد تفجير مرقد العسكريين في سامراء، بدأت الميليشيات الشيعية توجيه ضرباتها، مندفعة باتجاه الغرب من معاقلها معيدة رسم خارطة العاصمة، التي تضم ربع سكان العراق. وتدين الحكومة التي يهيمن عليها الشيعة علنا العنف ضد السنة وتقول انها تحاول إيقاف الميليشيات التي تنفذه. ولكن الهجمات تواصلت وتزايدت شكوك السنة. وأكدت الخطط الرامية الى إقامة جسر جديد يمكن ان يمر عبر المنطقة السنية في الشرق، واقتراح تبادل الأماكن في المدن المحيطة ببغداد الذي يمكن ان يجلب الشيعة الى ما هو الآن معاقل سنية، هذه الأوضاع المقلقة. والهيمنة السياسية السنية في بغداد غير قائمة في الواقع. فمن بين 51 عضوا في مجلس محافظة بغداد، الذي يدير خدمات المدينة، هناك عضو سني واحد فقط. وتعتبر هذه التغيرات تطورا طبيعيا الى حد كبير.
فالشيعة، وهم أغلبية سكان العراق، أبعدوا عن النخبة الحاكمة في عهد صدام حسين والآن يتمتعون بسلطة تضارع أعدادهم.
والخطر، الذي يعبر عنه العرب السنة، هو ان هامشا متطرفا قويا سيقوم بأعمال قتل بدون ان توقفه الحكومة أو بمساعدتها كما يخشى البعض. وذلك يمكن أن يدفع، بالمقابل، الدول السنية الى خوض القتال وشن حرب اقليمية، وهي، على وجه التحديد، النتيجة التي يخشاها الأميركيون أكثر من غيرها.
وقال محمود المشهداني رئيس البرلمان وهو سني «انهم يقولون انهم ضد هذا، ولكنهم لا يفعلون شيئا على الأرض». وقد نقل عائلته الى المنطقة الخضراء المحصنة في اكتوبر(تشرين الاول) الماضي. ويصل الجدل الى جوهر المشروع الأميركي هنا. فبينما يدرس الرئيس الاميركي جورج بوش ارسال مزيد من القوات، فان البعض في الحكومة التي يهيمن عليها الشيعة يقولون إن على الأميركيين ان يكونوا بعيدين عن النزاع الطائفي في بغداد وترك المعركة تأخذ مجراها. ويقولون ان التدخل سيطيل النزاع ببساطة.
وفي قاعدة للجيش شمال بغداد، كان جنرال عراقي يحرك يده عبر خارطة للعاصمة. وقال ان المدينة تتقسم على نحو سريع بين سنة وشيعة في كل حي. وقال الجنرال الشيعي «نواجه الآن أسلوبا جديدا في فصل الأحياء. السياسيون يقومون بهذا»؛ فالأحياء في الشرق، ومعظمها معرضة لنشاط الميليشيات الشيعية من مدينة الصدر، أكبر وأفقر مناطق بغداد الشرقية، فقدت الكثير من اقليتها السنية منذ فبراير (شباط). وحتى أحياء الطبقة الوسطى مثل زيونة والغدير، وكانت مختلطة الى ما قبل ستة أشهر، بدأت تفقد السنة.
وفي حي البلديات، الذي كان منطقة مختلطة في شرق بغداد، يقوم العمال ببناء مسجد شيعي وفي المكان نفسه هناك جامع سني لم يكتمل تشييده هو الآن مهجور، وعلى واجهته علقت بوسترات تحمل صور زعماء سياسيين. وعلى بعد اقل من نصف ميل هناك جامع آخر لم يستخدم على الاطلاق. وقال عامل شيعي «انهم لا يستطيعون المجيء الى هنا. انهم سنة». والى الجنوب، وفي حي النعيرية، جلست عائلة شيعية لاجئة في غرفة استقبال مظلمة ببيت أشغلوه مؤخرا. وكان البيت يعود الى عائلة سنية، ولكنها هربت بعد موجة من أعمال القتل، ورتب المكتب المحلي لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر لانتقال شيعة الى البيت. وعلقت ممتلكات العائلة الجديدة على الجدار، وهي صورة الأب، المتوفى الآن، ومسدس. وكانت ساعة شخص آخر تدق، وكانت في الغرفة فرش وأغطية المالكين السابقين.
وقال مصطفى: «أخبرونا أن الوضع آمن هنا، إنها منطقة شيعية. فجيش المهدي يحمي المنطقة».
لا تشعر أسرة مصطفى بأي تعاطف مع السنة؛ فهي قد هربت من المدينة العنيفة الواقعة شمال بغداد، بعد أن قتل الناشطون السنة والد الأسرة الذي هو في السبعين من عمره واختطاف أخ وقتل أخ آخر. وتم هروب ما يقرب من 400 أسرة شيعية من بعقوبة إلى النعيرية ومنطقة بغداد الجديدة خلال الأشهر القليلة الماضية. وقالت عزيزة، أم مصطفى، البالغة من العمر 46 سنة: «نحن سفينة غرقت تحت المحيط».
إضافة إلى ذلك، فإن الميليشيات الشيعية تطارد السنة المشتبه فيهم، حسبما قال مصطفى، بينما الميليشيات السنية «تقتل أي شخص شيعي» كما تقول عزيزة. لكن أحد أقارب الأسرة قال في حديث منفصل إن أحد أبناء عزيزة قتل أكثر من عشرة سنّة منذ قدومهم من بعقوبة الخريف الماضي، لكن الأسرة تنكر تورطها بأي نشاطات مع الميليشيات. قالت عزيزة: «كان زوجي شخصا عاديا». لكن عراقا منقسما يمكنه أن يدمر حياة الناس العاديين. وقال رجل سني اسمه باسم إن الميليشيا الشيعية أجبرته هو وأسرته المتكونة من زوجته الشيعية وأطفاله الثلاثة، على مغادرة بيتهم في منطقة الحرية الواقعة إلى غرب نهر دجلة، في أحد أيام هذا الشهر البارد. وترك باسم عملين كقصاب ومنظف في مستشفى لأنهما كانا في منطقتين شيعيتين.
وقالت زوجته زهرة كريم علوان، وهي تمسك طفلتها داخل مدرسة بحي العدل: «زوجي سني، لكن لا علاقة له بالمتمردين». وتعتبر هذه المنطقة ذات أغلبية سنية في غرب بغداد، حيث تقيم العوائل المشردة مؤقتا فيها. كانت هناك صناديق من الماء موضوعة في زاوية. وانتقلت الأسرة في الأسبوع الماضي إلى منطقة أبعد غربا، وهي لا تعرف من صاحب البيت. ويحاجج الزعماء الشيعة بأن الجيش العراقي لن يسمح بوقوع المجازر.
وقالوا إن وجود الأميركيين ضمن الوحدات العراقية سيكون إجراء احترازيا. وفي منطقة الحرية، كان الجيش العراقي ساعد زهرة علوان وعوائل أخرى كي تخرج في شاحنات وتذهب إلى حي العدل. وقال كولونيل أميركي إن شيعة احتلوا البيوت الفارغة خلال 48 ساعة. وعد الأميركيون ما يقرب من 180 عائلة هربت من مساكنها. لكن الجنرال العراقي قال إن العدد هو 50. أما الزعماء السياسيون الشيعة فكانوا متشككين بالأرقام. وقال هادي العامري رئيس لجنة الأمن في البرلمان وقائد منظمة بدر، الجناح المسلح للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق: «هذه مجرد بروباغاندا لخلق مخاوف لدى العرب»؛ في إشارة إلى البلدان العربية السنية.
وقال العامري إن المشكلة الأساسية هي المتمردون السنة والأعمال الانتحارية التي ينظمونها. وقال: «إنهم يريدون إعادة المعادلة السابقة، حينما كانوا الضباط.. والشيعة كانوا مجرد عبيد. هذا لن يحدث أبدا ثانية. عليهم أن يقتنعوا بالمعادلة الجديدة». وقال العامري مقارنا بين ما قام به صدام حسين من تجفيف للأهوار في جنوب العراق لتدميرها، إن من الممكن تطويق بغداد لقطع طرق امدادات الناشطين السنة، على سبيل المثال، من خلال تقوية شبكة من الأنهار، وبناء سد وعدد من طرق الخط السريع. وأضاف العامري: «قام أولا بتقسيمها ثم تجفيف الماء فيها وخلال فترة عامين إلى ثلاثة، أصبحت صحراء. أنا مقتنع أن ذلك ممكن تنفيذه في بغداد».
وتقوم الميليشيات حاليا بدورها في حماية الشيعة. وفي مسجد بشمال بغداد، تجمع عدد من المهجرين من سبع البور أغلبهم من النساء، في مسجد شيعي، خلال أحد أيام شهر أكتوبر (تشرين الاول) الماضي، حينما دخت متطوعة بين المهجَّرات لتعلن أن بامكانهن العودة إلى بيوتهن الآن، لأن جيش المهدي وصل إلى هناك. وأصبحت البلدة آمنة للشيعة.
* خدمة «واشنطن بوست» ـ (خاص بـ«الشرق الأوسط»)