المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رفع أعلام 'حزب الله' في مباراة العربي والسالمية



زوربا
12-24-2006, 08:08 AM
بقلم: بدر خالد البحر


ليس منا من لا يوجد في داخله شيء من المعارضة للحكومة، وهي طبيعة جبل عليها الكويتيون حتى قبل بداية نشأة الدولة الدستورية، وهي معارضة فريدة من نوعها في الخليج تتميز بأنها معلنة وتتعانق يدها يد الحكومة عند الازمات، بعكس التي تتحدث من خلف الحدود ومن الفضائيات وفي بلاد الضباب، وبعكس التي تتحدث وهي ملتفتة للوراء خوفا من ان يكون هناك رجل يلبس جاكيتا اخضر ويتلصص من ثقب جريدة قديمة، ويرجع ذلك الى العلاقة التاريخية الفريدة التي كانت ولا تزال بين الشعب والاسرة الحاكمة على الرغم مما مرت به من ازمات عابرة، وهو امر يعرفه كل من عاش على هذه الارض، وكل من قرأ تاريخ الثلاثينات وتدبر مراحل تطور الديموقراطية وتأسيس المجلس التشريعي وصياغة الدستور، وكل من عاصر الحقبة التاريخية الحديثة من الستينات الى الثمانينات مرورا بالغزو وصولا لأزمة انتقال الحكم.

ان المعارضة الكويتية منذ نشأتها في الثلاثينات بشكل سياسي ومنظم وحتى هذه اللحظة لم تدن بالولاء لأي دولة من دول الجوار، ولم تستند الى تمويل خارجي، ولم تعتنق ايديولوجيات من شأنها زعزعة المجتمع ولم تتبع في نهجها اسلوب شق الصف وزرع الفتن، ولم ترفع في يوم من الايام اعلاما وشعارات وصورا لاشخاص واحزاب دينية سواء محلية او اجنبية، ولان هذه الثقافة غير موجودة في مجتمعنا فإننا نستغرب هذه الايام من وجود مواطنين كويتيين يبالغون بإظهار الولاء لدول الجوار ولأحزاب دينية وسياسية خارجية من رفع للاعلام وتعليق للصور بشكل لا يتسق مع ثقافتنا ولا يمكننا تقبله ككويتيين، لأنه وصل الى مستوى غير قانوني لا يمكن السكوت عنه، مما يجيز التصدي له رسميا، فلا نود ان تكون ضواحينا واماكننا العامة كالضاحية الجنوبية في لبنان التي تحولت الى معرض لصور الرموز الحزبية والدينية الايرانية!

اننا كمواطنين كويتيين يجب ان نتأكد من استيعابنا لاهم المفاهيم الوطنية التي تنص على انه لا ولاية إلا للحاكم، ولا علم يرفع بالكويت إلا علم الكويت، ولا صورة تعلق في الكويت كرمز الا صورة الامير وولي عهده ورئيس مجلس الوزراء، وعليه يجب منع رفع اي علم لاي دولة او حزب سياسي او ديني في الاماكن العامة من غير ترخيص رسمي، ويجب منع تعليق اي صورة لاي رمز سواء كان رئيس دولة او حزب سياسي او ديني في الاماكن العامة او في السيارات عدا صور رموز الدولة إلا بوجود تصريح رسمي.

اننا نعتقد انه على الحكومة التصدي لاشكال المجاهرة بالولاء لدول الجوار وزعمائها والاحزاب الدينية الموالية لها التي تعدت حدود التعاطف والاقتداء، ووصلت الى حد تعليق صورهم كرموز ورفع اعلامهم بشكل يخدش هيبة الدولة كما رأيناه من تعليق لصور حسن نصرالله على السيارات ومن رفع لأعلام حزب الله على المدرج من قبل المشجعين في المباراة الاخيرة بين فريقي نادي العربي والسالمية.

***
إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.


bdralbhr@yahoo.com


بدر خالد البحر