زهير
12-21-2006, 11:20 PM
... وإسرائيل لم تتعلّم من أخطاء الحرب الأخيرة
لا يزال موضوع الحرب الاسرائيلية الثانية على لبنان يحظى باهتمام المعلقين الاسرائيليين. وأمس نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" تعليقاً لسيفر بلوتسكر اشار فيه الى ان الحرب الاخيرة كانت الأغلى، وكلفت ما يعادل 3,5 مليارات دولار وأسفرت عن مقتل 250 مقاتلاً من "حزب الله" واستنتج أن كل قتيل من الحزب كلف اسرائيل 14 مليون دولار.
أما صحيفة "هآرتس" فنشرت مقالاً لوزير الدفاع السابق موشيه أرينز انتقد فيه وقف النار الذي اسفرت عنه الحرب، وكتب: "مرت اربعة اشهر على انتهاء حرب لبنان الثانية. ويبدو التكتيك الذي استخدمه رئيس الحكومة ايهود اولمرت كي يرفض تشكيل لجنة تحقيق رسمية لدرس الاخطاء التي أدت الى هذه الهزيمة ناجعاً حتى اليوم. فالجمهور محاط بتقارير المحققين حول الاخفاقات التي وقعت خلال الحرب على مختلف مستويات القيادة، وهو يسمع عن سوء التواصل بين قيادة الاركان العامة وبين الجبهات، وعن النقص في التدريبات والخلل في الامدادات اللوجستية، وعن الاخطاء التي ارتكبها القادة، وعن العقيدة العسكرية والاستراتيجية الخاطئة.
وكل ذلك يغفل الخطأ الاساس الذي ارتكبه الاشخاص الذين قادوا اسرائيل الى هذه الحرب.
لقد تبنى كل من ايهود أولمرت وعمير بيريتس طوال الحرب موقفاً يقول بضرورة عدم انجرار اسرائيل الى المستنقع اللبناني، ووافقا بكل طيبة خاطر على نظرية دان حالوتس التي تقول ان في الامكان تحقيق النصر بواسطة القوة الجوية وحدها. وأدى رفضهما القيام بهجوم بري لوقف اطلاق الصواريخ القصيرة المدى الى ابقاء اكثر من مليون مدني مكشوفين امام الهجمات على مدى شهر. وهكذا جرى الانقلاب على العقيدة التي وضعها بن غوريون، بضرورة نقل الحرب الى ارض العدو لضمان امن المدنيين في الجبهة الخلفية.
يمكن القول ان السبب الرئيسي لهذه الاخطاء هو النقص في الخبرة لدى كل من اولمرت وبيريتس.
ولا سبب يدفعنا اليوم الى الافتراض انهما بعد تجربتهما في الحرب اصبحا قادرين على القيام بدورهما في صورة أفضل في الازمة المقبلة. لقد ادى تورط الجيش الاسرائيلي سنين طويلة في لبنان والخسائر التي مني بها والهستيريا التي بثتها حركة الامهات الاربع (التي طالبت بالانسحاب من لبنان) والانسحاب المتسرع لإيهودا باراك من الحزام الأمني والتخلي عن "جيش لبنان الجنوبي"، الى تثبيت فكرة عدم العودة الى المستنقع اللبناني بأي ثمن... والواضح من الاسلوب المستخدم في التصدي لصورايخ القسام في الجنوب أن احداً لم يتعلم من الاخطاء التي ارتكبت في الحرب... ان وقف النار في غزة يشبه كثيراً وقف النار في الشمال. و"حزب الله" يتسلح ويستعدّ للجولة الثانية وكذلك ارهابيو غزة، فهل إسرائيل مستعدة لذلك؟".
لا يزال موضوع الحرب الاسرائيلية الثانية على لبنان يحظى باهتمام المعلقين الاسرائيليين. وأمس نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" تعليقاً لسيفر بلوتسكر اشار فيه الى ان الحرب الاخيرة كانت الأغلى، وكلفت ما يعادل 3,5 مليارات دولار وأسفرت عن مقتل 250 مقاتلاً من "حزب الله" واستنتج أن كل قتيل من الحزب كلف اسرائيل 14 مليون دولار.
أما صحيفة "هآرتس" فنشرت مقالاً لوزير الدفاع السابق موشيه أرينز انتقد فيه وقف النار الذي اسفرت عنه الحرب، وكتب: "مرت اربعة اشهر على انتهاء حرب لبنان الثانية. ويبدو التكتيك الذي استخدمه رئيس الحكومة ايهود اولمرت كي يرفض تشكيل لجنة تحقيق رسمية لدرس الاخطاء التي أدت الى هذه الهزيمة ناجعاً حتى اليوم. فالجمهور محاط بتقارير المحققين حول الاخفاقات التي وقعت خلال الحرب على مختلف مستويات القيادة، وهو يسمع عن سوء التواصل بين قيادة الاركان العامة وبين الجبهات، وعن النقص في التدريبات والخلل في الامدادات اللوجستية، وعن الاخطاء التي ارتكبها القادة، وعن العقيدة العسكرية والاستراتيجية الخاطئة.
وكل ذلك يغفل الخطأ الاساس الذي ارتكبه الاشخاص الذين قادوا اسرائيل الى هذه الحرب.
لقد تبنى كل من ايهود أولمرت وعمير بيريتس طوال الحرب موقفاً يقول بضرورة عدم انجرار اسرائيل الى المستنقع اللبناني، ووافقا بكل طيبة خاطر على نظرية دان حالوتس التي تقول ان في الامكان تحقيق النصر بواسطة القوة الجوية وحدها. وأدى رفضهما القيام بهجوم بري لوقف اطلاق الصواريخ القصيرة المدى الى ابقاء اكثر من مليون مدني مكشوفين امام الهجمات على مدى شهر. وهكذا جرى الانقلاب على العقيدة التي وضعها بن غوريون، بضرورة نقل الحرب الى ارض العدو لضمان امن المدنيين في الجبهة الخلفية.
يمكن القول ان السبب الرئيسي لهذه الاخطاء هو النقص في الخبرة لدى كل من اولمرت وبيريتس.
ولا سبب يدفعنا اليوم الى الافتراض انهما بعد تجربتهما في الحرب اصبحا قادرين على القيام بدورهما في صورة أفضل في الازمة المقبلة. لقد ادى تورط الجيش الاسرائيلي سنين طويلة في لبنان والخسائر التي مني بها والهستيريا التي بثتها حركة الامهات الاربع (التي طالبت بالانسحاب من لبنان) والانسحاب المتسرع لإيهودا باراك من الحزام الأمني والتخلي عن "جيش لبنان الجنوبي"، الى تثبيت فكرة عدم العودة الى المستنقع اللبناني بأي ثمن... والواضح من الاسلوب المستخدم في التصدي لصورايخ القسام في الجنوب أن احداً لم يتعلم من الاخطاء التي ارتكبت في الحرب... ان وقف النار في غزة يشبه كثيراً وقف النار في الشمال. و"حزب الله" يتسلح ويستعدّ للجولة الثانية وكذلك ارهابيو غزة، فهل إسرائيل مستعدة لذلك؟".