المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «أم رأفت» امرأة بلا حظ تبيع الحظ لزوار الحسين العرب



جمال
12-21-2006, 04:35 PM
http://www.aawsat.com/2006/12/21/images/daily.397844.jpg


تستخدم آلة قديمة ورثتها عن أخيها يزيد عمرها عن 50 سنة


القاهرة: حليمة مظفر

عندما تمشي بين جنبات الحسين بالقاهرة، فسوف تجد امرأة ستينية على إحدى الأرصفة تدعى «أم رأفت» تتوسط عددا من الجائلين والمشردين، ممن يبيتون على تلك الأرصفة، هي لا تغادر مكانها على الرصيف الحسيني ليلا أو نهارا إلا عند الحاجة، متخذة من كرسي خشبي مهترئ مسكنا لها، فيما لا تغادر أناملها المليئة بالتجاعيد مسبحة عتيقة صنعتها بيدها. عندما تقترب تقف سريعا رغم ثقل عظامها التعبة، منادية «تعالى يا ست تعالى يا بيه ..

شوفوا الحظ»، وبخطوتين إلى الأمام، تبتسم ببراءة الزمن العتيق على وجهها، فيما تمسك يدها آلة خشبية عتيقة شبيهة بالآلة الكاتبة، تحتوي على أرقام ودولاب يدوي صغير، فيما تكمل حديثها «اختاري رقما لتعرفي حظك»، وبضغطة زر صدئ لا تشعر بحركته إلى الأسفل، تحرك دولابها الصغير لثانيتين، كي تخرج ورقة من جانب آخر مكتوب فيها الحظ والمنتظر من المفاجآت. تتحدث أم رأفت عن مصدر رزقها «ليس لدي عمل سوى هذه الآلة» تسكت لبرهة وتحمد الله «هذه الآلة قديمة جدا، لقد ورثتها عن أخي الذي توفى منذ سنوات، وقد كان يعمل بها خلال خمسين سنة»، مؤكدة أن آلة الحظ التي تمتلكها بها سر خفي، وصادقة في حدسها، وتقول «كثير من زبائني عندما يقرؤون الورقة يفاجئون ويخبروني بأن ما فيها صحيح»، مشيرة إلى أن أكثر زبائنها هم العشاق والشبان ممن يبحثون عن الأمل، وإن كان بواسطة آلة خشبية قديمة.

أم رأفت التي تتمنى أن تؤدي فريضة الحج، لا تكسب كثيرا من آلتها سوى ما يسد رمقها من قروش، ولديها ولدان كما قالت، لكنهما تركاها تواجه برد الليل والفقر وحيدة في الحسين، فيما بحثا عن مستقبل من دونها، وتقول بقلب دامع «ربنا يوفقهم» سألتها: هل رأيتِ حظك في آلتك هذه؟ قالت «أعرف حظي من دونها».