المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تقرير بريطاني يلمح الى تورط جنبلاط وجعجع في جريمة قتل الوزير بيار الجميل



Osama
12-19-2006, 10:10 PM
المعارض السوري نزار نيوف يقدم رواية عن اغتيال بيار الجميل يقول انها تستند الى تقرير بريطاني يلمح الى تورط جنبلاط وجعجع في الجريمة


نشرموقع الحقيقة الذي يديره المعارض السوري نزار نيوف التقرير الاتي :

نزار نيوف و جيرار ستينييه ( بروكسل) ، إيلي نعمة (بيروت) ـ " الحقيقة " ( خاص) : كان من اللافت للانتباه هذه المرة ، وبخلاف الحالات السابقة التي طبعت ردود فعلها الاتهامية ـ الفورية إزاء الجرائم السابقة التي حصلت في لبنان منذ اغتيال الرئيس الحريري ، أن رد فعل الحكومة البريطانية بدا أكثر حذرا فيما يخص الجريمة التي طالت الوزير والنائب بيار الجميل في 21 من الشهر الماضي ، حيث تجنب الناطق باسم رئيس الوزراء طوني بلير توجيه إصبع الاتهام إلى النظام السوري و / أو شبكاته الأمنية بالوقوف وراء الجريمة . فرغم إشارته إلى أن " تصرفات سوريا في لبنان هي أحد المعايير التي ستحدد ما اذا كانت دمشق تلعب دورا بناء في الشرق الأوسط ككل أم لا" ، حرص على القول " إن هذا التذكير يجب أن لا ينظر إليه على أنه توجيه أصابع الاتهام إلى سورية ( بالوقوف وراء جريمة اغتيال الوزير الجميل) ، لأنه يجب علينا أن لا نضع فرضيات في هذه المرحلة ".



الموقف البريطاني " الحذر " ، والذي بدا " متناقضا تماما مع الاتهامات الفورية التي ساقها أركان الإدارة الأميركية ضد النظام السوري ، عزي في معظم الأوساط الإعلامية الغربية والعربية إلى " عدم رغبة لندن في استفزاز دمشق ، خصوصا في الوقت الذي بدأت فيه الأولى اتصالات عالية المستوى مع الثانية ، وليس دون ضوء أخضر أميركي ، لبحث إمكانية وكيفية قيام النظام المذكور بمساعدة لندن وواشنطن على الخروج من الوحل العراقي ، أو على الأقل تثبيت أقدامهما وحمايتها من الإنزلاق إلى عمق اللجة التي لا يمكن الخروج منها بعدئذ " . هذا بافتراض أن النظام السوري قادر على المساعدة في ذلك فعلا !

إلا أن دوافع الموقف البريطاني ، وفق ما أكدته لنا مصادر إعلامية بلجيكية مقربة من قيادة الحلف الأطلسي في بروكسل ، تنطلق من المعلومات التي توفرت عليها المخابرات البريطانية في بيروت ، والتي تلمح إلى "احتمال تورط جماعات تابعة لوليد جنبلاط وسمير جعجع في جريمة اغتيال الوزير والنائب بيار الجميل" . وفي هذا الإطار كشفت هذه الأوساط لـ " الحقيقة " عن تقرير أعدته المخابرات البريطانية في بيروت ، ووصلت منه نسخة (ليس معروفا بعد إن كانت بشكل رسمي أو من خلال التسريب الشخصي)إلى إحدى الجهات المعنية في قيادة " الحلف الأطلسي " في بروكسل عبر إحدى دوائر الخارجية البريطانية ، يشير إلى أن " قتلة النائب والوزير بيار الجميل على الأرجح دخلوا لبنان عبر مطار بيروت الدولي قبل تنفيذ الجريمة بحوالي الأسبوع ، قادمين من الأردن حيث تلقوا تدريبا عسكريا في واحات زوبيا والأزرق والضانا( الدانا؟) " . ويقول التقرير الذي حصلت " الحقيقة " على صفحته الأولى ( الـ Cover Letter ) التي تتضمن خلاصة لمحتوياته ، إن " المئات من المقاتلين اللبنانيين المنتمين للحزب التقدمي الاشتراكي بقيادة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط والقوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع يتلقون تدريبا عسكريا نوعيا في هذه المناطق الأردنية منذ تشرين الثاني / نوفمبر 2005 على أيدي مدربين أميركيين ، وربما إسرائيليين أيضا" . وينسب التقرير إلى " مصادر استخبارية محلية في بيروت " قولها " إن جريمة اغتيال السيد بيار الجميل ارتكبت من قبل الطرف نفسه الذي ارتكب ، أو الأطراف نفسها التي ارتكبت ، جريمة اغتيال الصحفيين سمير قصير وجبران التويني والسياسي الشيوعي جورج حاوي ، وليس من قبل الحكومة السورية و/ أو حلفائها في لبنان" . وتتناقض هذه المعلومات مع مضمون التقرير الأخير لرئيس لجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال الحريري ، براميرتز ، الذي ألمح إلى وجود خيط مشترك بين الجرائم الخمس عشرة التي ارتكبت في لبنان منذ خريف العام 2004 . ويكشف التقرير عن اعتقاد المصادر الاستخبارية نفسها بأن " دوافع القتلة ( في جريمة الاغتيال الأخيرة ـ اغتيال بيار الجميل) ينبغي النظر إليها من خلال الاتفاق السري الذي أبرم بين الزعيم السني النائب سعد الحريري والرئيس الأسبق أمين الجميل لترشيح ابن هذا الأخير ( أي المغدور بيار) لرئاسة الجمهورية العام القادم ، خلفا للرئيس الحالي إميل لحود ، وهو ما رفضه بشكل قاطع كل من جنبلاط وجعجع " ، حسب ما يكشف عنه التقرير. وفي المحصلة النهائية يرى التقرير أن جريمة اغتيال بيار الجميل " إنما ارتكبت على الأغلب لتمكين تحالف 14 آذار من استعادة المبادرة ، ولحماية حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة من الانهيار تحت ضغط المظاهرات والاعتصامات التي خطط لها أن تكون مفتوحة ومستمرة ، وكان من المتوقع أن تبدأ في يوم الاستقلال ( يوم واحد قبل الجريمة ) من قبل حزب الله والتيار الوطني الحر ( بقيادة الجنرال عون) والمجموعات الموالية لسورية " .


ولعل هذا ما يفسر الطابع " الارتجالي ـ الاستعراضي" الذي اكتنف تنفيذها ، حيث بدا منه وكأن مخططي الجريمة أعطوا أمرا بتفيذها في هذا اليوم بغض النظر عن نسبة نجاحها. تبقى الإشارة إلى أن مطار عمان الدولي كان قد اعتمد من قبل إسرائيل خلال حرب الصيف الماضي ، ومابعدها بقليل ، كنقطة عبور وحيدة مسموح التوجه منها إلى لبنان . وذلك بعد أن وضع فيه جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الخارجية ـ الموساد ، بالاتفاق مع السلطات الأردنية ، مفرزة مؤلفة من 8 ـ 11 ضابطا وعنصرا إسرائيليا مهمتهم التدقيق في حمولة الطائرات التجارية العابرة إلى بيروت . على صعيد متصل ، رأت مراجع أمنية لبنانية غير رسمية أن محتوى هذا التقرير " يسهم في تفسير الحادث الأمني الخطير الذي جرى مساء 28 تشرين الثاني / نوفمبر ، حيث اعتقلت مخابرات الجيش اللبناني حوالي عشرة أشخاص ( ارتفع عددهم لاحقا بعد اعترافات زملائهم إلى أكثر من عشرين) من القوات اللبنانية بينما كانوا يتدربون على الرماية بأسلحة رشاشة في جرود قرية شحتولا الكسروانية " . وقالت هذه المراجع " سيكون من الخطأ الفاحش أن لا نقيم ربطا بين ما جاء في التقرير (البريطاني) وتدريبات القوات في كسروان ، خصوصا وأن المعلومات غير المؤكدة بعد تتحدث عن أن بعضهم جاء من الأردن مؤخرا ، وأن التدريبات التي كانوا يقومون بها في كسروان عند اعتقالهم ( اعتراض موكب مسؤول ) تشبه إلى حد كبير الطريقة التي اغتيل بها الوزير الجميل" . وكان عدد من المحطات التلفزيونية اللبنانية قد كشف مساء اليوم المذكور عن عملية الاعتقال تلك ، فيما نقلت صحيفة " الأخبار " عن مصادر أمنية عسكرية لبنانية قولها " إن المعتقلين من القوات اللبنانية ، وإن توقيفهم تم في بلدة شحتولا الكسروانية حيث كانوا يقومون بأعمال الرماية في المنطقة. ونفت "القوات" لاحقاً علاقتها بهم وقالت إنهم عناصر الحماية الخاصة لرئيس مجلس إدارة المؤسسة اللبنانية للإرسال بيار الضاهر ( تملكها القوات اللبنانية) الذي قال لـ"الأخبار" إن مرافقيه يجرون تدريبات دورية كل اثنين من كل أسبوع. وعن وجود خريطة بين أيدي العناصر لمنطقة الرابية حيث منزل النائب ميشال عون قال الضاهر : "إن الخريطة التي بحوزتهم موجودة على بطاقة دعوة موجهة من جاك صراف لتكريم الإعلامية مي شدياق وفيها دليل الى منزله في منطقة الرابية " . إلا أن مصدرا أمنيا تحدث لـ " الأخبار " عن ملابسات الأمر ، مشيرا إلى " ان معلومات تلقتها مديرية المخابرات عن تدريبات تتم منذ فترة في تلك المنطقة، وقامت وحدة امس بمداهمة المكان حيث وجدت مجموعة من 9 اشخاص معهم سيارات جيب اميركية الصنع من لون واحد وزجاج قاتم ولوحات موحدة يقومون باعمال الرماية، وطلبت منهم القاء السلاح وتسليم انفسهم وهو ما حصل قبل ان يتم نقلهم الى ثكنة صربا التابعة للجيش اللبناني " . و أكد المصدر الأمني للصحيفة أنه " تم العثور مع هذه المجموعة على اسلحة متطورة منها مسدسات من نوع «كلولك» و رشاشات عوزي اسرائيلية الصنع واخرى اميركية من نوع M15 و M4 و MP5 و زخاروف المتخصص في الاصابات الدقيقة، واجهزة اتصال متطورة للغاية وخرائط لمناطق عدة من لبنان بينها لمنطقة الرابية في المتن يظهر فيها منزلي الوزير الياس المر والعماد ميشال عون وصورة للاخير. وتبين ان المجموعة يقودها شخص اسمه انطوان حنا ابي حنا وتضم في عدادها عناصر سبق ان عملت في وحدة «الصدم» التي اشتهرت بها «القوات اللبنانية» خلال الحرب الاهلية. وقال هؤلاء انهم يعملون في فريق الحماية التابع للمؤسسة اللبنانية للارسال ومع الشيخ الضاهر. وان لهم صلات سياسية ب «القوات اللبنانية». وإلى ما تقدم ، علمت " الحقيقة " أن من بين المعتقلين ، فضلا عن أنطوان أبي حنا ، كلا من طوني جورج باخوس ، جميل خليل سعيد ، سمير يوسف عبيد ، يوسف ضاهر يمين، جوزيف الياس عيد ، روبير كارلوس نصر ، جورج الياس حرب ، ، موسى الياس مخايل، وهم جميعا عناصر سابقون في قوة " الصدم " الخاصة التي كان يشرف عليها سمير جعجع أثناء الحرب الأهلية ، ويعزى إليها ارتكاب العديد من جرائم الاغتيال والتفجير المروعة ، ومن أشهرها جريمة اغتيال طوني فرنجية وأسرته ، وجريمة اغتيال الياس الزايك ، القيادي القواتي ـ الكتائبي السابق الذي كان على خلاف مع جعجع حين تصفيته .

نشرة الحقيقة