لمياء
12-16-2006, 08:10 AM
محمد عبدالقادر الجاسم ..... المحامي
معقولة!
هل صحيح أنك قابلت صاحب السمو أمير البلاد ؟
ماذا دار بينكم؟ هل أبدى غضبه مما تكتب؟ هل طلب منك التوقف عن الكتابة؟
هذه الأسئلة سمعتها يوم أمس بعد خروجي من قصر بيان حيث قابلت صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بحضور سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد. أما قصة اللقاء وأسبابه وما دار فيه, فهي قصة لا تحدث إلا في الكويت, وهذه هي التفاصيل:
كانت مناسبة لقائي بصاحب السمو أمير البلاد هي تقديم الشكر لسموه على دعمه المادي والمعنوي لمشروع ثقافي أقوم بتنفيذه بالتعاون مع الحكومة الفرنسية, وهو مشروع يتصل بتطوير الفكر القانوني العربي من خلال ربطه بالفكر القانوني الفرنسي عبر خلق قنوات اتصال مع المؤسسات القانونية الفرنسية مثل المجلس الدستوري ومجلس الدولة ومحكمة التمييز. ففي شهر سبتمبر الماضي أتيحت لي الفرصة لمقابلة الرئيس الفرنسي جاك شيراك والتحدث معه عن المشروع, حيث أبدى استعداد فرنسا لدعم المشروع, ومن ثم توالت اتصالاتي مع وزارة الخارجية الفرنسية وجهات أخرى وانتهى بنا الأمر إلى تشكيل فريق خبراء عربي _ فرنسي, للإشراف على إعداد الدراسات اللازمة لتنفيذ المشروع, وسوف يجتمع فريق الخبراء يوم الجمعة القادم في باريس لوضع خطة التنفيذ.
وقد قمت بتوفير الدعم المالي لإجراء الدراسات, حيث ساهمت شخصيات كويتية وإماراتية في هذا الدعم الذي كانت حصيلته مبلغ 125 ألف دينار كويتي. وهو مبلغ قليل لكنه يكفي لإجراء الدراسات اللازمة.
وحين علم صاحب السمو أمير البلاد عن المشروع قرر سموه دعمه شخصيا دعما ماديا ومعنويا. ويوم أمس تسلمت مبلغ 25 ألف دينار كويتي من سموه, كما تم إبلاغي أن صاحب السمو أمر بتوفير الدعم المعنوي الذي يحتاجه المشروع.
بعد ذلك أبلغت الديوان الأميري رغبتي في لقاء صاحب السمو لتقديم الشكر على دعمه, فتم تحديد الموعد يوم أمس في قصر بيان, حيث شكرت سموه على موقفه.
أما ماذا دار في اللقاء, فقد قلت لصاحب السمو أن دعمه للمشروع رغم أن صاحب الفكرة هو محمد الجاسم وهو الذي يشرف على التنفيذ, أمر لا يحدث إلا في الكويت, أخذا في الاعتبار مقالاتي التي أنشرها في موقعي الإلكتروني. وقلت لسموه إنني لا أجيد المجاملات, لكن هذا الدعم يعكس أصالة المجتمع الكويتي وأصالة قيادته, ولو أننا في بلد آخر لما قامت القيادة السياسية بدعم مشروع يديره شخص يكتب ما أكتب, بل لغاب صاحب المشروع وراء الشمس.
وأن هذا الموقف من سموه يؤكد حقيقة معروفة هي مقدار ما يتمتع به صاحب السمو من حكمة وطول بال وسعة صدر.
فرد صاحب السمو قائلا إن دعمه للمشروع لا علاقة له بمقالاتي إطلاقا, وأنه مقتنع بأهمية المشروع, مضيفا أن التواصل مع الثقافات الأخرى مهم وفيه مصلحة للجميع. ثم قلت لسموه إنني أرغب في الإعلان عن دعم سموه للمشروع, فقال لا داعي لذلك, فقلت بل أن من واجبي ومن حق الشعب الكويتي أن يعرف هذا الأمر, فهو يعكس صورة مشرفة راقية وحضارية, فقال سموه أنت حر.
إنني أعتقد أن موقف صاحب السمو من المشروع ودعمه له هو في الواقع صورة نادرة وفريدة في دولة عربية, فصاحب السمو ليس بحاجة إلى استرضائي أو احتوائي كما قد يظن البعض, ودعمه للمشروع جاء عن قناعة بأهمية المشروع, وجاء أيضا كدعم لمبادرة فردية من مواطن كويتي في مشروع تعاون دولي تنصرف آثاره على جميع الدول العربية, وهذا الدعم هو في الواقع استمرار لمنهج كويتي متواصل في الريادة على المستوى الثقافي.
ومن جهة أخرى لم تقف آرائي ومقالاتي, التي ستستمر كالمعتاد, عقبة في وجه دعم صاحب السمو للمشروع, وهذه المسألة تحديدا تلفت النظر وتعني الكثير, وهي لوحة حضارية أبهرت كل من علم بدعم سموه للمشروع بما في ذلك أعضاء الهيئات الدبلوماسية الذين رأوا في موقف صاحب السمو تجسيد للرقي والسمو والموضوعية.
وإذا كنت يوم أمس قدمت الشكر لصاحب السمو على دعمه للمشروع وموقفه الموضوعي الراقي, بحضور سمو ولي العهد, فإنني أرغب في تقديم الشكر لسموه مرة أخرى علنا وأمام الناس, فلك يا صاحب السمو كل الشكر والتقدير.
12/12/2006
معقولة!
هل صحيح أنك قابلت صاحب السمو أمير البلاد ؟
ماذا دار بينكم؟ هل أبدى غضبه مما تكتب؟ هل طلب منك التوقف عن الكتابة؟
هذه الأسئلة سمعتها يوم أمس بعد خروجي من قصر بيان حيث قابلت صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بحضور سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد. أما قصة اللقاء وأسبابه وما دار فيه, فهي قصة لا تحدث إلا في الكويت, وهذه هي التفاصيل:
كانت مناسبة لقائي بصاحب السمو أمير البلاد هي تقديم الشكر لسموه على دعمه المادي والمعنوي لمشروع ثقافي أقوم بتنفيذه بالتعاون مع الحكومة الفرنسية, وهو مشروع يتصل بتطوير الفكر القانوني العربي من خلال ربطه بالفكر القانوني الفرنسي عبر خلق قنوات اتصال مع المؤسسات القانونية الفرنسية مثل المجلس الدستوري ومجلس الدولة ومحكمة التمييز. ففي شهر سبتمبر الماضي أتيحت لي الفرصة لمقابلة الرئيس الفرنسي جاك شيراك والتحدث معه عن المشروع, حيث أبدى استعداد فرنسا لدعم المشروع, ومن ثم توالت اتصالاتي مع وزارة الخارجية الفرنسية وجهات أخرى وانتهى بنا الأمر إلى تشكيل فريق خبراء عربي _ فرنسي, للإشراف على إعداد الدراسات اللازمة لتنفيذ المشروع, وسوف يجتمع فريق الخبراء يوم الجمعة القادم في باريس لوضع خطة التنفيذ.
وقد قمت بتوفير الدعم المالي لإجراء الدراسات, حيث ساهمت شخصيات كويتية وإماراتية في هذا الدعم الذي كانت حصيلته مبلغ 125 ألف دينار كويتي. وهو مبلغ قليل لكنه يكفي لإجراء الدراسات اللازمة.
وحين علم صاحب السمو أمير البلاد عن المشروع قرر سموه دعمه شخصيا دعما ماديا ومعنويا. ويوم أمس تسلمت مبلغ 25 ألف دينار كويتي من سموه, كما تم إبلاغي أن صاحب السمو أمر بتوفير الدعم المعنوي الذي يحتاجه المشروع.
بعد ذلك أبلغت الديوان الأميري رغبتي في لقاء صاحب السمو لتقديم الشكر على دعمه, فتم تحديد الموعد يوم أمس في قصر بيان, حيث شكرت سموه على موقفه.
أما ماذا دار في اللقاء, فقد قلت لصاحب السمو أن دعمه للمشروع رغم أن صاحب الفكرة هو محمد الجاسم وهو الذي يشرف على التنفيذ, أمر لا يحدث إلا في الكويت, أخذا في الاعتبار مقالاتي التي أنشرها في موقعي الإلكتروني. وقلت لسموه إنني لا أجيد المجاملات, لكن هذا الدعم يعكس أصالة المجتمع الكويتي وأصالة قيادته, ولو أننا في بلد آخر لما قامت القيادة السياسية بدعم مشروع يديره شخص يكتب ما أكتب, بل لغاب صاحب المشروع وراء الشمس.
وأن هذا الموقف من سموه يؤكد حقيقة معروفة هي مقدار ما يتمتع به صاحب السمو من حكمة وطول بال وسعة صدر.
فرد صاحب السمو قائلا إن دعمه للمشروع لا علاقة له بمقالاتي إطلاقا, وأنه مقتنع بأهمية المشروع, مضيفا أن التواصل مع الثقافات الأخرى مهم وفيه مصلحة للجميع. ثم قلت لسموه إنني أرغب في الإعلان عن دعم سموه للمشروع, فقال لا داعي لذلك, فقلت بل أن من واجبي ومن حق الشعب الكويتي أن يعرف هذا الأمر, فهو يعكس صورة مشرفة راقية وحضارية, فقال سموه أنت حر.
إنني أعتقد أن موقف صاحب السمو من المشروع ودعمه له هو في الواقع صورة نادرة وفريدة في دولة عربية, فصاحب السمو ليس بحاجة إلى استرضائي أو احتوائي كما قد يظن البعض, ودعمه للمشروع جاء عن قناعة بأهمية المشروع, وجاء أيضا كدعم لمبادرة فردية من مواطن كويتي في مشروع تعاون دولي تنصرف آثاره على جميع الدول العربية, وهذا الدعم هو في الواقع استمرار لمنهج كويتي متواصل في الريادة على المستوى الثقافي.
ومن جهة أخرى لم تقف آرائي ومقالاتي, التي ستستمر كالمعتاد, عقبة في وجه دعم صاحب السمو للمشروع, وهذه المسألة تحديدا تلفت النظر وتعني الكثير, وهي لوحة حضارية أبهرت كل من علم بدعم سموه للمشروع بما في ذلك أعضاء الهيئات الدبلوماسية الذين رأوا في موقف صاحب السمو تجسيد للرقي والسمو والموضوعية.
وإذا كنت يوم أمس قدمت الشكر لصاحب السمو على دعمه للمشروع وموقفه الموضوعي الراقي, بحضور سمو ولي العهد, فإنني أرغب في تقديم الشكر لسموه مرة أخرى علنا وأمام الناس, فلك يا صاحب السمو كل الشكر والتقدير.
12/12/2006