على
12-12-2006, 12:21 AM
جريدة الفجر المصرية - نبيل عمر
تحت عنوان : مليار و 100 مليون جنيه منشولة من جيوب المصريين سنوياً
نقرأ:..
(النشل جريمة سهلة لا تحتاج إلى مهارات كبيرة ولا يبذل فيها النشال جهداً بدنياً شاقاً يكفي أن تلتقط عينه وسط الزحام زبوناً سارحاً في ملكوت الله أو غارقاً في بئر مشكلاته اليومية الصعبة حتى يحتك به وتنتهي العملية في ثوان بلا آثار ولا من شاف ولا من دري !
وقابلت نشالاً تاب وفتح كشك سجائر سألته : أين ذهب النشالون ؟!
فقال لي أغرب إجابة لم أتوقعها : يا عم ..هجروا المهنة ...الشغلانة بقت مخاطرها أكثر من مغانمها زبائن الأتوبيس حالهم يصعب على الكافر ...يا دوب الواحد فيهم يجد قوت يومه بصعوبة ...الواحد ينشل منهم ايه؟!
إذن ثمة أزمة في سوق النشل ...أغلب زبائنه على فيض الكريم والعثور على زبائن تستحق المخاطرة صار أصعب من إبرة في كوم قش !
وكان لابد أن يفكر جراب الحاوي في حيل متاحة وأكثر حظاً ...وقد هيأت الظروف له مناخاً مثالياً وهذه الظروف رصدها الكاتب العبقري نجيب محفوظ في روايته أهل القمة التي تحولت لشريط سينمائي أخرجه علي بدرخان لسعاد حسني ونور الشريف وعزت العلايلي وفيه يلعب نور الشريف دور نشال يصبح رجل أعمال كبير يتاجر في سلع بورسعيد المهربة ويتزوج من أخت ضابط المباحث الذي كان يطارده
فماذا حدث بعد 25 عاماً والآن يسهل مصافحة الفقر بل ومصاحبته في أحياء القاهرة وكثير من المدن المصرية فقر فاجر في مقابل غنى فاجر والغنى ليس عيباً أو شبهة بشرط |أن تكون م صادره مشروعة ومعروفة ويمكن الجهر بها عند السؤال عنها وناتج عن عمل طاهر للعيان فالملايين والمليارات لا تسقط من السماء وقضايا الفساد وشائعاته على قفا من يشيل ! وقد لا يعرف كثير منا أن عدد النشالين المسجلين في القاهرة يزيد على 30 ألف نشال ونشالة الرجال في الغالب يأتون من أولاد الشوارع وأسر مفككة للغاية تلاميذ انحرفوا من قسوة الأب ووسوسة أصدقاء السوء وضغوط البطالة والنساء من الهنجرانية قبائل تشبه الغجر تتركز غالباً في ثلاث محافظات هي القليوبية وبني سويف والفيوم ويكتسبن المهنة بالوراثة والعادة ..وعلى فكرة لو فرضنا متوسطا ثلاثة ألاف جنيه للنشال الواحد فنحن أمام 90 مليون جنيه شهرياً أي ما يقرب من مليار ومائة مليون جنيه سنوياً والله أعلم تنشل في أيام صرف الرواتب وزحام السفر إلى الأقاليم كالأربعاء والخميس ).
تحت عنوان : مليار و 100 مليون جنيه منشولة من جيوب المصريين سنوياً
نقرأ:..
(النشل جريمة سهلة لا تحتاج إلى مهارات كبيرة ولا يبذل فيها النشال جهداً بدنياً شاقاً يكفي أن تلتقط عينه وسط الزحام زبوناً سارحاً في ملكوت الله أو غارقاً في بئر مشكلاته اليومية الصعبة حتى يحتك به وتنتهي العملية في ثوان بلا آثار ولا من شاف ولا من دري !
وقابلت نشالاً تاب وفتح كشك سجائر سألته : أين ذهب النشالون ؟!
فقال لي أغرب إجابة لم أتوقعها : يا عم ..هجروا المهنة ...الشغلانة بقت مخاطرها أكثر من مغانمها زبائن الأتوبيس حالهم يصعب على الكافر ...يا دوب الواحد فيهم يجد قوت يومه بصعوبة ...الواحد ينشل منهم ايه؟!
إذن ثمة أزمة في سوق النشل ...أغلب زبائنه على فيض الكريم والعثور على زبائن تستحق المخاطرة صار أصعب من إبرة في كوم قش !
وكان لابد أن يفكر جراب الحاوي في حيل متاحة وأكثر حظاً ...وقد هيأت الظروف له مناخاً مثالياً وهذه الظروف رصدها الكاتب العبقري نجيب محفوظ في روايته أهل القمة التي تحولت لشريط سينمائي أخرجه علي بدرخان لسعاد حسني ونور الشريف وعزت العلايلي وفيه يلعب نور الشريف دور نشال يصبح رجل أعمال كبير يتاجر في سلع بورسعيد المهربة ويتزوج من أخت ضابط المباحث الذي كان يطارده
فماذا حدث بعد 25 عاماً والآن يسهل مصافحة الفقر بل ومصاحبته في أحياء القاهرة وكثير من المدن المصرية فقر فاجر في مقابل غنى فاجر والغنى ليس عيباً أو شبهة بشرط |أن تكون م صادره مشروعة ومعروفة ويمكن الجهر بها عند السؤال عنها وناتج عن عمل طاهر للعيان فالملايين والمليارات لا تسقط من السماء وقضايا الفساد وشائعاته على قفا من يشيل ! وقد لا يعرف كثير منا أن عدد النشالين المسجلين في القاهرة يزيد على 30 ألف نشال ونشالة الرجال في الغالب يأتون من أولاد الشوارع وأسر مفككة للغاية تلاميذ انحرفوا من قسوة الأب ووسوسة أصدقاء السوء وضغوط البطالة والنساء من الهنجرانية قبائل تشبه الغجر تتركز غالباً في ثلاث محافظات هي القليوبية وبني سويف والفيوم ويكتسبن المهنة بالوراثة والعادة ..وعلى فكرة لو فرضنا متوسطا ثلاثة ألاف جنيه للنشال الواحد فنحن أمام 90 مليون جنيه شهرياً أي ما يقرب من مليار ومائة مليون جنيه سنوياً والله أعلم تنشل في أيام صرف الرواتب وزحام السفر إلى الأقاليم كالأربعاء والخميس ).