المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جدلية التجار والفقهاء!



سيد مرحوم
10-20-2003, 01:12 AM
جدلية التجار والفقهاء!

موقع كتابات : أبو محمود

الحاج (...) تاجر ايراني عاش في العراق وكان يملك معملا لصناعة الاحذية. انتقل الى ايران بعد سقوط الشاه الا انه لم يشتغل في ايران بصناعة الاحذية بل بتأليف الكتب ! اذ صدرت له سلسلة من الكتب تتناول سيرة أئمة أهل البيت باسلوب جيد، ومادة دسمة، وطباعة انيقة عالية الكلفة، وتوزيع مجاني، وتتصدر كل كتاب مقدمة رنانه بقلم احد الفقهاء المعروفين (الآ...، الح...، الها.....) يشيد فيها بالمؤلّف (بكسر اللام) والمؤلّف (بفتح الام).
وهكذا دخل الحاج (...) بقوة الى نادي الكتاب الاسلاميين! وهو امر اثار استغراب العلماء والمتعلمين على السواء، فكيف تحوّل صانع الاحذية فجأةً الى كاتب اسلامي؟
وكيف استطاع ان يؤلّف هذا العدد من الكتب بهذه الفترة القصيرة؟
وكيف قدّمه هؤلاء(العلماء الكبار)! على انه مؤلّف؟
أسئلة شغلت ذهن المهتمين بالكتاب الاسلامي خارج قم، اما هنا( في قم) فالمسألة معروفة وقصتها باختصار كما يلي:

الكاتب الاسلامي العربي في ايران لا يجد من يهتم به، ولا من يطبع كتابه، ولا من يغطي ولو جزئيا تكاليف النشر، وذلك لسبب بسيط هو: ان الفكر الاسلامي ليس موضوع اهتمام من قبل البيوت العلمية في قم المقدسة، فماعدا الرسالة العملية وعدد محدود ومكرر من الكتب الفقهية والاصولية، لا يوجد شيء يستحق الكتابة والتأليف في نظر بيوت العلماء،أ للهم الا اذا دخل جهازالعالم في صراع مع جهازعالم آخر، فيا مطابع الله اطبعي ويا دور النشر انشري.
لهذا السبب اضطر الكتّاب الاسلاميون ان يعملوا في مراكز تحقيق التراث وهي التي تعيد وتصقل في كتب يجري تحقيقها للمرة الالف وكلها تدور في نفس الفلك وتجتر نفس المقولات الخالدة التي حفظتها(الطائفة) عن ظهر قلب.

اما الراتب الذي يتقاضاه الكاتب الاسلامي في هذه المؤسسات فهو "قوتٌ لا يموت".
وضمرت طاقات الكتّاب بعد ان اغلقت عليهم ابواب النشر واقتصر عملهم على تحقيق الكتب القديمة.

هنا جاءت فرصة صانع الاحذية، اذ اتفق سرّا مع عدد من هؤلاء الكتاب على تأليف كتب عن الأئمة باسمه لقاء مبالغ زهيدة وبشرط ان لا يبيحوا هذا السر لأحد( والمؤمنون عند شروطهم الا شرطاً احل حراما او حرم حلالا!). واستقبلت المكتبة الاسلامية سيلا من الكتب من تأليف الكاتب و المفكر الاسلامي الحاج(...)!

يسرد احد الكتاب هذه القصة ثم يبتسم بمرارة ويقول:-
ماذا نصنع؟ بيوت المراجع لا ترى اية فائدة لكتاباتنا، وبعض المراجع يعتقد ان الامة لا تستفيد الا من قلمه، فلم يبق لنا الا ان نتنازل عن كتبنا لصالح صانع الاحذية.
ويضيف:

- لو فتحنا ملف المؤلفين الحقيقيين لكتب مشهورة لفاحت رائحة "المسك".

يعود لقصة صانع الاحذية والكتب التي(ألفها)! فيبتسم ويقول:

-هذه جدلية الكتاب والحذاء.

ولكن لماذا قدّم فقهاء مشهورون لهذه الكتب المزورة وهم يعرفون الرجل ومهنته وقابلياته؟

هذه جدلية التجار والفقهاء

لا يوجد
10-21-2003, 11:47 PM
تساؤلات مؤلمه فى محلها ، وشكرا للسيد مرحوم على النقل .

جليل
07-18-2004, 06:47 PM
أحسنت على النقل

ابوقاسم المنامي
07-20-2004, 11:33 PM
أحسنت عزيزي