سلسبيل
12-07-2006, 08:10 AM
http://www.alraialaam.com/07-12-2006/ie5/local9.jpg
كتب يوسف علاونة
تأخذ جسر صبحان القرين وتهبط شمالا... تتعدى أول إشارة، ومع الثانية مباشرة تنعطف يمينا، ثم يأتيك دوار عليه مبنى المحافظة، تأخذه شمالا ثم تسير قليلا إلى الدوار الذي بعده... تنعطف منه بعد ثلاثة أرباع الدوار يمينا، فيكون على يمناك ديوانية على الرصيف من الكيربي... وصلت؟... تقدم... هناك مطب... فور أن تنزل منه خذ شمالك ثم يمين وشمال... خذ الشمال وواصل... واصل واصل... تقدم امشي امشي... ما عليك... نعم نعم إني أراك... تعال... تعال اصفط يا مرحبا... هنا حبكت معي مضطرا إلى القول:
يا سيد عنوان بيتك يحتاج إلى خريطة... يقولون أن الحكومة دعمتك بالمال؟! قال: الحمد لله... كلنا مدعومون من الحكومة... ثم ضحك.
نفس الوصف أعطيته لزميلنا المصور موسى عياش ولما خفت أن أرسله إلى الصباحية بدلا من القرين أعطيت الهاتف للسيد فوصف، ووصف... إلى أن جاء لآخر فقرة، وبدلا من أن يقول له تياسر... قال تيامن... فاستغربت... وسألت السيد: هل هناك للسيد سياستان وطريقان وموقفان!! قال أبدا أبدا..وأنت عارف... وسوف ترى وتتأكد بنفسك، واسأل ما تشاء عن كل شيء، فبدأت هذه المقابلة، وبدأ السيد بإطلاق الكلام، وفيه الكثير الكثير مما هو جدير بالاهتمام... ومتروك بالطبع للقارئ، فكانت هذه المقابلة مع السيد حسين القلاف النائب المعمم السابق.
فالحقني إليها:
• سيد أين أنت منذ الانتخابات؟
- في القاهرة... أنا أدرس الدكتوراه في الأزهر الشريف.
• ولماذا في الأزهر... هل هناك مجتهدون من الشيعة في الأزهر؟
- هناك كثير من الشيعة في الأزهر، ونستذكر هنا شهادة الشيخ شلتوت التي لم ينافسه فيها أحد، عندما قال في فتواه أن المذهب الجعفري يبرئ الذمة مع المذاهب الأربعة والمذهب الزيدي والمذهب الأباضي... هذه هي الوحدة الإسلامية الصادقة، وليعلم من يخرج علينا بالتكفير ماذا يفعل بالمسلمين.
• قلت لي مرة عن إكمال الدراسة في قم؟!
- أخذت شهادة الماجستير من قم في أصول الدين، ورأيت أن أنال الدكتوراة من القاهرة أفضل لشغلي.
• تعودت منذ العام 1996 على دور نيابي مميز بغض النظر إن كان الناس معه أم العكس... هذا الغياب يلاحظه الناس... فماذا تقول أنت عنه؟
- لم أتوجه بالأساس إلى مجلس الأمة إلا من أجل تأدية رسالة واجبة علي ويجب أن أؤديها بالصورة التي أرضي بها ضميري وربي... ولناخبي... كنت أؤدي الدور وفقا لما رسمته على نفسي من تكليف شرعي وشخصي... وجودي الآن خارج المجلس لا يعني أنني توقفت عن رسالتي... فلي نظرتي وتحركي واهتماماتي، وأعتقد أني أؤدي أمورا معينة من خارج المجلس بشكل أفضل... صحيح الآن أن الأدوات المتاحة بيدي داخل المجلس تكون أفضل، لكني أعتقد حاليا أنه سقط جزء كبير من هذا في المجلس الحالي، أنا الآن طائر حر أتنقل كيف أشاء وأتحرك مثلما أريد لا يقيدني ناخب ولا مجلس ولا صحافة... وأرى أني أعدت إلى نفسي حريتي.
• لكن هناك جانب يا سيد لا بد أنك شعرت به... أولم تتأسف أن بعض الناس لم يصوتوا لك كما كنت تتوقع... وبالتالي لم تفز؟
- لم أتأسف... فأنا أعتقد أن هكذا شعب... حقه أن يكون له هكذا مجلس... وهكذا حكومة حقها أن يكون لها هكذا مجلس، لم أتأسف على شيء... كما تكونوا يولّ عليكم، والشعب الذي يختار النائب الحقيقي الصادق في تمثيله يستحق أن يكون نائبه بهذا الشكل، والحكومة التي تحترم نفسها تستحق أن يكون البرلمان بثقلها، ولكن بما أن الحكومة ضعيفة مهلهلة، ولا تعرف كيف تتصرف، فسوف يأتي مجلس مهلهل نتيجة لشعب مغيب ومضيع ونائم وغافل، بدليل أنه في أحد المناطق، في الانتخابات الفرعية كان ينجح اثنان... ودون ذكر أسماء، بالمستوى العلمي والسياسي والثقافي أصنفهما بالدرجة التاسعة... في هذه المنطقة لأنه لم تكن هناك فرعيات...
نجح اثنان اسماهما عاليان... عقولهم خاوية، براقين بالاسم لكن بلا علم ولا ثقافة ولا مستوى للأداء، نجح هؤلاء البالونات في هذه المنطقة نتيجة عدم وعي المنطقة الذين لو شخصوا بشكل صحيح ما كانوا اختاروا هذه النوعية.
• هناك حسبة انتخابية حصلت في الرميثية؟ وهناك من يقول أنها سقطة للسيد في أحد الندوات أثرت عليه؟ أقصد تصريحا استفزازيا بحق جمال الكندري والسنة عموما في الدائرة؟
- اولا أنا اتعجب من هؤلاء ممن يثيرون هذا الكلام علي شخصيا باعتبار أني منذ 1992 وأنا داعية وحدة وطنية، وداعية تجميع أبناء الكويت تحت علم الكويت، ولم أكن في يوم من الأيام طائفيا، فإذا صدر شيء من هذا القبيل عن السيد القلاف بعنوان طائفي هنا يكون الاستغراب، لو كان طرحي طائفيا منذ العام 92 لما كان ما نسب إلي غريبا، فهذا زيي ومنبعي الذي جئت منه، وهذه إذن طبيعتي، لكن دعوتي للوحدة ومواقفي المتعددة معروفة ومسجلة... فكيف ينطلي على هؤلاء الناس بإشاعة أصدرتها إحدى الصحف وتلقفتها وسارت بها؟! الخلاصة أني أثرت الطائفية، بعد 15 سنة من العمل الوحدوي آتي وأطرح ما يمزق الوحدة الوطنية هذا لا يعقل... أما ما قلته، فهناك شريط مسجل يوضح كل ما تطرقت إليه في تلك الندوة، كان كلامي يحمل تحذيرات، وللأسف أن كل ما حذرت منه وقع، حذرت من أن هناك فتنة طائفية في العراق سوف تسري إلى الكويت ، شئنا أم أبينا، وستسري إلى المنطقة... لقد حذرت من هذا، وقلت أن علينا الانتباه بأن لدينا وفرة مالية يجب أن يقابلها مجلس قوي يحاسب ويراقب ويتشدد حول أين تصرف هذه الأموال، وهناك ردات فعل، حذرت من اللعب الذي سوف يحدث نتيجة الإرادة الأميركية في المنطقة، فهناك مخطط لإشراك المنطقة الخليجية بفتنة تريدها أميركا من وراء المفاعل النووي الإيراني وأنه يجب عدم انطلاء هذه الألاعيب علينا لأسبابها، وجئت لأرد على هذه الصحيفة بأن القلاف يمارس طرحا طائفيا في المنطقة ليسقط جمال الكندري، وشرحت وجهة نظري بهذه المقولة، وقلت بأني لو أطرح الطائفية فسأريكم صورا أخرى، هناك من يريد الطائفية في الرميثية وفصلت... أولا الانتخابات الفرعية الطائفية في الرميثية من أقامها ومن وراءها ومن يدعمها، وثانيا... السلوكيات الطائفية في المنطقة المليئة بالمساجد، ثم يأتي أحدهم ليبني مسجدا وكأنه ليس هناك مساجد ثم يثير جراء ذلك ما يثيره من طائفية، يحضر أحد المحاضرين ممن عرف بالتعصب والتشدد الطائفي، ليقيم ندوات لإثارة المزيد من الشحن الطائفي... إذن أنا كشفت الحقيقة والواقع وقلت بأن هناك توجها وتيارا يدعم (القاعدة) ويجب أن نلتفت، وما حدث في جزيرة فيلكا مؤشرات على الاتجاه، ومن قام بعملية فيلكا معروف..هذا جزء من كشفي للحقيقة لأهل الرميثية، فتلقف البعض ذلك على أنه طائفية، وهذه مصلحته، وأثار الغبار الطائفي.
• تقصد أنه حشد السنة للوقوف وراء المرشح النائب الحالي جمال الكندري؟
- هنا الأسف... فأنا أعول على المثقف السني، والفكر السني في المنطقة... كيف ولدورتين متواليتين يرى خطي في الوحدة الوطنية، ثم يصدق وتنطلي عليه اللعبة عبر تعصب أعمى وغير صحيح، أين هو هذا البناء الذي أنجزناه معا؟ هل كان مجرد قشور من القناعات تبخرت مع أول إشاعة؟... هذه ظاهرة خطرة... ومؤذية للداعين إلى الوحدة، طالما أن كلمات قليلة تنقل قصدا لإلحاق الأذى تنسف عمل سنوات طويلة..
• طيب هل رفعت قضية لكي تثبت حقك؟
- ولا أرفع لأني لو أردت طريق القضايا مع هذه الجريدة لما انتهيت ولا توقفت عن دفع الأموال للمحامين.
• لكن حسبة الرميثية كانت تظهرك دائما الأول... فهل مجيء السيد عدنان هو الذي أثر عليك؟
- آه..ما جرى في الرميثية، أولا أن البعض استغل الطائفية وحرك الناس بشكل واضح... ثم أن هناك من وجه الأصوات لجمال الكندري لأنه يدري أن ذلك معناه سقوط واحد من النائبين (القلاف وصلاح خورشيد) وهي أصوات للأسف أنها مشتراة من هذا الشخص.
• هل أظهر الفرز وجود أصوات مشتركة؟
- طبعا... وهذا الشخص لا ألومه لأني كشفت في استجواب وزير الصحة الشركة التي يمتلكها والأموال التي عليه ولم يعطها لأصحابها والعمالة التي وردها عبر الشركة، والبيانات الكاملة عن الشركة وكيف تتعامل مع حقوق العمال والموظفين... هذا ولد لديه ردة فعل وتحرك لإسقاطي لأني حاربت شركته... بالإضافة إلى أنه تم ترشيح أحد أقربائه في المجلس البلدي وجاءت شكوى بأن هناك بيت يتم بيع وشراء الأصوات فيه وطلب مني أن أتدخل فتكلمت مع الداخلية للتحقيق في القضية، وطبعا هذا قريبه وقد اشتغلوا على ذلك بصورة شخصية، كما أن هناك أموالا نزلت الرميثية نتيجة نقل السلطة والكل يعرف موقفي من مسألة نقل السلطة ماذا كان، ولهذا جرى صب الأموال في الرميثية ضدي.
• هل تقصد أن تصريحاتك أو موقفك في تلك الفترة أثرت على هذا؟
- واضح... كان موقفي أن البلد يحتاج الآن سمو الشيخ صباح كي يكون الأمير... وأن سمو الأمير الوالد مريض وغير قادر على أداء مهامه ونحن والظروف في حاجة لقيادة تتابع كل شيء، وأن الوضع بهذا الشكل لا يمكن السكوت عنه مع إعزازنا وتقديرنا واحترامنا ومحبتنا لسمو ولي العهد آن ذاك، وهناك بوادر قلاقل وقلق حصل... ولهذا صبت الأموال لإسقاط السيد القلاف... ثم نأتي إلى النقطة الأهم.
• نزول السيد عدنان في الرميثية؟
- نعم... الجمعية الثقافية... أعتقد أنهم تحركوا بحسبة حزبية ومن منطلق ضيق..ولم ينظروا لا إلى الطائفة التي يمثلونها ولا إلى حقيقة وضع الرميثية... وهم من سنوات يعملون في الانتخابات ويعلمون أن هناك مناطق ينجح فيها طرف نتيجة التصارع بين أقوياء... مثل القادسية حيث كان نجاح عبد المحسن جمال ستوقف على وجود أكثر من عنصر يتنافس على الكرسي السني، وهم يدركون أنه إذا نزل أكثر من مرشح قوي في الرميثية فإن فرصة جمال الكندري أقوى بكثير من التنافس بين ضعفاء.
• هل هو تحالف مع الحركة الدستورية الإسلامية؟
- (جايك جايك) أعتقد أنه لم يغفلوا عن هذا ولهم خبرة سنوات طويلة... وبالتالي هم عرفوا أن تنافس عناصر قوية سيكون لصالح الكندري... ولست ضد نجاح جمال الكندري على كل حال، إلا أن هذه هي الحسبة الانتخابية، لكنهم يدركون ذلك وجازفوا بالكرسي الشيعي لمصالح حزبية، وأيضا ألقوا بمقولة (السيدان) فأخذوا كل الأصوات التي تعطي السادة... استفادوا مني بينما لم أستفد أنا بمقدارهم..
• لكنك لم تظهر أو تقل أنك غير متحالف مع السيد عدنان؟
- ولا أنا متحالف حتى أبين.
• أي أنك لم تقل للناس...؟
- أنا لا أقل لأحد لمن يعطي صوته، هذا ليس من شيمي أو أسلوبي ولا أحكر الناس وفكرهم... قالوا السيدان... الناس التي تعطيني أعطت السيد الآخر، لكن الناس الذين تحت عباءتهم حجموا، يعني أشاعوا (السيدان) فانهالت الأصوات على (السيدان)... وما كان نصيبي منهم مماثلا، وهناك تحالف قائم بين القوى السياسية... المنبر الديمقراطي... الحركة الدستورية... السلفية... وهناك تبادل للأصوات، وبالتالي فإن الحركة الدستورية مع هذا التحالف الذي يمثل الجمعية الثقافية والمنبر وجهوا أصواتهم لعنصرين يمثلون التيارات... وأيضا أعتقد، أنه لم يكن هناك للأسف نظافة في التعامل بالمنطقة... ولهذا سيطرت الإشاعات، وبث الأموال والتحرك على الناس البسطاء والضحك على ذقونهم... الطائفية للأسف الشديد سهل التلاعب عليها بشكل كبير جدا، وهناك داء الحزبية الذي يعمي ويسري العمى على الآخرين... ومع احترامي لكل المتنافسين فلا عطاؤهم الوطني بحجمي، ولا أداؤهم السياسي بمقدار تاريخي وجهدي، وليست مواقفهم أو عملهم داخل مجلس الأمة، بمستوى مواقفي وأدائي، ولم يمر في تاريخ الكويت نائب استجوب وزراء كما فعلت أنا... كل هذه المواقف وهذا التاريخ سقط أمام طائفية وحزبية متعصبة والعياذ بالله.
• يقال ان هناك سببا آخر بعد استجواب الوزير السابق الدكتور يوسف الإبراهيم وموقفك المساند له... وخروجك من التكتل الشعبي أثّر عليك؟ لجهة أن السيد صار حكوميا؟ وأنت تعرف أن هذه الصفة في الشارع الكويتي تؤثر على صاحبها انتخابيا؟
- وقوفي مع يوسف الإبراهيم أعطى دفعا كبيرا لصدق السيد القلاف في المجلس... فلا يمكن أن يأتي شخص يعارض الكتلة التي هو أحد أعضائها المؤسسين، ولا يمكن لنائب أن يعارض التوجه العام للمجلس، وهو توجه كان مع إسقاط الدكتور يوسف، ثم إني محسوب على المعارضة من دون هذه الكتلة، ثم أجيء بعد ذلك وأدافع عن وزير في الحكومة؟... هذا لا يحدث إلا لسببين... فإما أن أكون انقلبت حكوميا، أو أني وجدت الحق فوقفت إلى جانبه... إن كنت انقلبت حكوميا فلا بد أن تكون هناك شواهد على ذلك، وأنا أرجع الناس لشريط الاستجواب، والمرافعة التي طرحتها دفاعا عن يوسف الإبراهيم، ليكتشفوا كيف أني حللّت الاستجواب وقلت أنه سخيف وتافه، ولا يرقى إلى مستوى الاستجواب، وأن كل ما تضمنه لا يحمل دليل إدانة واحد ضد الوزير، بالإضافة إلى أن أخطر شيء فيه، هو كشف مؤامرة للإطاحة بحكومة الشيخ صباح تم الاتفاق عليها من قبل أحد التيارات الموجودة في مجلس الأمة والتي تريد وجه يوسف الإبراهيم مع أقطاب في الأسرة الحاكمة، وبينت أن هناك من يريد أن يدخلنا في نفق مظلم، فبالإضافة لتفنيدي بنود الاستجواب من الألف إلى الياء، كشفت مؤامرة خطيرة على البلد، البلد إذن مدين لي بموقفي مع يوسف الإبراهيم..
• ألم تنسق مع الحكومة في هذا؟
- أتحدى أي واحد يثبت أن لي تنسيقا مع الحكومة.
• أي أنك عندما صعدت على المنصة لم يكن لديهم علم بموقفك؟!
- بلى... في آخر الأيام سمعت أن يوسف الإبراهيم يحتمل الا يدخل الاستجواب... أي يستقيل، فاتصلت به وقلت له إذا كانت المسألة حقا وباطلا فأنا واقف معك ومع الحق، ولكن لا تجعلنا نقف هذا الموقف، ثم لا تدخل ونكون بوضع محرج، أما كيف أدافع وماذا سأقول وما هو موقفي فهذا لم يكن يعلمه أحد، حتى أقرب المقربين لي... فقط كان يعلم سماحة الشيخ عبد الله النجادة... أما البقية فلم يدروا... افترض جدلا أن موقفي مع الدكتور يوسف عكس انطباعا بأني مع حكومي التوجه... لكن لماذا لا ينظر بعدها لاستجوابي للدكتور محمد الجار الله... هو ليس حكوميا فقط... بل ابن من الأسر المقربة للسلطة... وليس هو فقط... كما أن له انتماء لتيار قوي في المجلس فهو محسوب من التيار الإسلامي... ثم استجواب طلال العيار... العيار محسوب على من؟! ومع ذلك استجوبته، وأنا لم أكن حكوميا في استجواب محمود النوري عندما طلبت أن أكون من التحدثين بطرح الثقة، هذه كلها... ألا تثبت أني لست حكوميا... ولما جاءت قضية نقل السلطة... اعتقد أن الشعب الكويتي مدين لي بموقفي الواضح والذي لم يحمل أي لبس، فإثنان فقط وقفا وكشفا الرأس في القضية... جاسم الخرافي وأنا.
• في الأيام الأولى؟
- لا في الأولى ولا في الأخيرة، هي كانت الحاسمة، وموقف الخرافي ظهر بإصراره على القسم... ثم كنت الوحيد الذي جاء إلى الصحافة بأن هذا الوضع ينبغي أن يتغير ولا يجب أن يستمر لأنه يوجد خللا في الشارع الكويتي، وأن الأمر يجب أن يحسم... وأن البلد تحتاج لأن تدار من شخص واحد لا من مجموعة تحيط به... هذا كلام صريح، ونقلته وكالات الأنباء... وكلمة جاسم الخرافي لي (انت لو سابقنا بهذا الكلام لكانت حسمت من زمان... اليوم كلامك حسمها)..نحن أخرجنا البلد من صراع أسرة وقلنا أن دمنا فداء للبلد واللي يصير يصير... أليس هذا الموقف مدعاة لجعل أي مواطن في أي مكان بالكويت يحمل دينا في رقبته لهذا النائب حينما كانت الصحافة تنتظر التصريح من أي أحد، وفي نفس الوقت صرح أحدهم أنه سيطلب التأجيل لشهرين... وصرح أحدهم بأنه سيقاطع الجلسة... يعني جعل البلد على صفيح ساخن... هؤلاء نجحوا ونحن قالوا لنا مع السلامة!!
• الناخبون؟
- طبعا... ولذلك أكرر... هكذا شعب يحتاج هكذا مجلس وهكذا حكومة تحتاج هكذا مجلس!
• إذن أنت غير راض عن المجلس عموما؟
- نعم... نعم... تحط خمسين... المواطن يقول أسقط قروضي... شئت أم أبيت... فتأتي لتقول أسقط قروض العراق؟ سيقول المواطن أسقط قروضي أولى... تقول أنا ضد الخمس دوائر وتحل مجلس الأمة ثم تعود ثانية بمن؟ بمكن كانوا أموات... أحييتهم... ثم تعطيهم الخمس... تستاهلي يا حكومة أن يأتيك مجلس مثل هذا يزايد على ظهرك.
• هل ترى الحكومة خاضعة لمزايدة المجلس؟
- الحكومة وتشكيلها للأسف الشديد عزز الحزبية في البلد... كنا نكافح من أجل أن نجعل الجماهير هي الحاكمة وليس الأحزاب... لكن الحكومة ثبتت حكم الأحزاب... ولذلك فإن الكل يتجه إلى التكتل والتحزب لأنه يرى نفسه دون اعتبار ولن يصل إلى مجلس الأمة من دون حزب... للأسف... اختيار الوزراء كيف تم؟ للأسف الشديد... أستقبل وجهاء شيعة... قبائل..وتيارات وأختار على هذا الأساس؟... الأصول هو عدم الاختيار على أساس قبلي أو طائفي أو فئوي حزبي... الاختيار يجب أن يكون على أساس الكفاءة... لكن هذه الحكومة تشكلت على أساس فئوي طائفي وحزبي.
كتب يوسف علاونة
تأخذ جسر صبحان القرين وتهبط شمالا... تتعدى أول إشارة، ومع الثانية مباشرة تنعطف يمينا، ثم يأتيك دوار عليه مبنى المحافظة، تأخذه شمالا ثم تسير قليلا إلى الدوار الذي بعده... تنعطف منه بعد ثلاثة أرباع الدوار يمينا، فيكون على يمناك ديوانية على الرصيف من الكيربي... وصلت؟... تقدم... هناك مطب... فور أن تنزل منه خذ شمالك ثم يمين وشمال... خذ الشمال وواصل... واصل واصل... تقدم امشي امشي... ما عليك... نعم نعم إني أراك... تعال... تعال اصفط يا مرحبا... هنا حبكت معي مضطرا إلى القول:
يا سيد عنوان بيتك يحتاج إلى خريطة... يقولون أن الحكومة دعمتك بالمال؟! قال: الحمد لله... كلنا مدعومون من الحكومة... ثم ضحك.
نفس الوصف أعطيته لزميلنا المصور موسى عياش ولما خفت أن أرسله إلى الصباحية بدلا من القرين أعطيت الهاتف للسيد فوصف، ووصف... إلى أن جاء لآخر فقرة، وبدلا من أن يقول له تياسر... قال تيامن... فاستغربت... وسألت السيد: هل هناك للسيد سياستان وطريقان وموقفان!! قال أبدا أبدا..وأنت عارف... وسوف ترى وتتأكد بنفسك، واسأل ما تشاء عن كل شيء، فبدأت هذه المقابلة، وبدأ السيد بإطلاق الكلام، وفيه الكثير الكثير مما هو جدير بالاهتمام... ومتروك بالطبع للقارئ، فكانت هذه المقابلة مع السيد حسين القلاف النائب المعمم السابق.
فالحقني إليها:
• سيد أين أنت منذ الانتخابات؟
- في القاهرة... أنا أدرس الدكتوراه في الأزهر الشريف.
• ولماذا في الأزهر... هل هناك مجتهدون من الشيعة في الأزهر؟
- هناك كثير من الشيعة في الأزهر، ونستذكر هنا شهادة الشيخ شلتوت التي لم ينافسه فيها أحد، عندما قال في فتواه أن المذهب الجعفري يبرئ الذمة مع المذاهب الأربعة والمذهب الزيدي والمذهب الأباضي... هذه هي الوحدة الإسلامية الصادقة، وليعلم من يخرج علينا بالتكفير ماذا يفعل بالمسلمين.
• قلت لي مرة عن إكمال الدراسة في قم؟!
- أخذت شهادة الماجستير من قم في أصول الدين، ورأيت أن أنال الدكتوراة من القاهرة أفضل لشغلي.
• تعودت منذ العام 1996 على دور نيابي مميز بغض النظر إن كان الناس معه أم العكس... هذا الغياب يلاحظه الناس... فماذا تقول أنت عنه؟
- لم أتوجه بالأساس إلى مجلس الأمة إلا من أجل تأدية رسالة واجبة علي ويجب أن أؤديها بالصورة التي أرضي بها ضميري وربي... ولناخبي... كنت أؤدي الدور وفقا لما رسمته على نفسي من تكليف شرعي وشخصي... وجودي الآن خارج المجلس لا يعني أنني توقفت عن رسالتي... فلي نظرتي وتحركي واهتماماتي، وأعتقد أني أؤدي أمورا معينة من خارج المجلس بشكل أفضل... صحيح الآن أن الأدوات المتاحة بيدي داخل المجلس تكون أفضل، لكني أعتقد حاليا أنه سقط جزء كبير من هذا في المجلس الحالي، أنا الآن طائر حر أتنقل كيف أشاء وأتحرك مثلما أريد لا يقيدني ناخب ولا مجلس ولا صحافة... وأرى أني أعدت إلى نفسي حريتي.
• لكن هناك جانب يا سيد لا بد أنك شعرت به... أولم تتأسف أن بعض الناس لم يصوتوا لك كما كنت تتوقع... وبالتالي لم تفز؟
- لم أتأسف... فأنا أعتقد أن هكذا شعب... حقه أن يكون له هكذا مجلس... وهكذا حكومة حقها أن يكون لها هكذا مجلس، لم أتأسف على شيء... كما تكونوا يولّ عليكم، والشعب الذي يختار النائب الحقيقي الصادق في تمثيله يستحق أن يكون نائبه بهذا الشكل، والحكومة التي تحترم نفسها تستحق أن يكون البرلمان بثقلها، ولكن بما أن الحكومة ضعيفة مهلهلة، ولا تعرف كيف تتصرف، فسوف يأتي مجلس مهلهل نتيجة لشعب مغيب ومضيع ونائم وغافل، بدليل أنه في أحد المناطق، في الانتخابات الفرعية كان ينجح اثنان... ودون ذكر أسماء، بالمستوى العلمي والسياسي والثقافي أصنفهما بالدرجة التاسعة... في هذه المنطقة لأنه لم تكن هناك فرعيات...
نجح اثنان اسماهما عاليان... عقولهم خاوية، براقين بالاسم لكن بلا علم ولا ثقافة ولا مستوى للأداء، نجح هؤلاء البالونات في هذه المنطقة نتيجة عدم وعي المنطقة الذين لو شخصوا بشكل صحيح ما كانوا اختاروا هذه النوعية.
• هناك حسبة انتخابية حصلت في الرميثية؟ وهناك من يقول أنها سقطة للسيد في أحد الندوات أثرت عليه؟ أقصد تصريحا استفزازيا بحق جمال الكندري والسنة عموما في الدائرة؟
- اولا أنا اتعجب من هؤلاء ممن يثيرون هذا الكلام علي شخصيا باعتبار أني منذ 1992 وأنا داعية وحدة وطنية، وداعية تجميع أبناء الكويت تحت علم الكويت، ولم أكن في يوم من الأيام طائفيا، فإذا صدر شيء من هذا القبيل عن السيد القلاف بعنوان طائفي هنا يكون الاستغراب، لو كان طرحي طائفيا منذ العام 92 لما كان ما نسب إلي غريبا، فهذا زيي ومنبعي الذي جئت منه، وهذه إذن طبيعتي، لكن دعوتي للوحدة ومواقفي المتعددة معروفة ومسجلة... فكيف ينطلي على هؤلاء الناس بإشاعة أصدرتها إحدى الصحف وتلقفتها وسارت بها؟! الخلاصة أني أثرت الطائفية، بعد 15 سنة من العمل الوحدوي آتي وأطرح ما يمزق الوحدة الوطنية هذا لا يعقل... أما ما قلته، فهناك شريط مسجل يوضح كل ما تطرقت إليه في تلك الندوة، كان كلامي يحمل تحذيرات، وللأسف أن كل ما حذرت منه وقع، حذرت من أن هناك فتنة طائفية في العراق سوف تسري إلى الكويت ، شئنا أم أبينا، وستسري إلى المنطقة... لقد حذرت من هذا، وقلت أن علينا الانتباه بأن لدينا وفرة مالية يجب أن يقابلها مجلس قوي يحاسب ويراقب ويتشدد حول أين تصرف هذه الأموال، وهناك ردات فعل، حذرت من اللعب الذي سوف يحدث نتيجة الإرادة الأميركية في المنطقة، فهناك مخطط لإشراك المنطقة الخليجية بفتنة تريدها أميركا من وراء المفاعل النووي الإيراني وأنه يجب عدم انطلاء هذه الألاعيب علينا لأسبابها، وجئت لأرد على هذه الصحيفة بأن القلاف يمارس طرحا طائفيا في المنطقة ليسقط جمال الكندري، وشرحت وجهة نظري بهذه المقولة، وقلت بأني لو أطرح الطائفية فسأريكم صورا أخرى، هناك من يريد الطائفية في الرميثية وفصلت... أولا الانتخابات الفرعية الطائفية في الرميثية من أقامها ومن وراءها ومن يدعمها، وثانيا... السلوكيات الطائفية في المنطقة المليئة بالمساجد، ثم يأتي أحدهم ليبني مسجدا وكأنه ليس هناك مساجد ثم يثير جراء ذلك ما يثيره من طائفية، يحضر أحد المحاضرين ممن عرف بالتعصب والتشدد الطائفي، ليقيم ندوات لإثارة المزيد من الشحن الطائفي... إذن أنا كشفت الحقيقة والواقع وقلت بأن هناك توجها وتيارا يدعم (القاعدة) ويجب أن نلتفت، وما حدث في جزيرة فيلكا مؤشرات على الاتجاه، ومن قام بعملية فيلكا معروف..هذا جزء من كشفي للحقيقة لأهل الرميثية، فتلقف البعض ذلك على أنه طائفية، وهذه مصلحته، وأثار الغبار الطائفي.
• تقصد أنه حشد السنة للوقوف وراء المرشح النائب الحالي جمال الكندري؟
- هنا الأسف... فأنا أعول على المثقف السني، والفكر السني في المنطقة... كيف ولدورتين متواليتين يرى خطي في الوحدة الوطنية، ثم يصدق وتنطلي عليه اللعبة عبر تعصب أعمى وغير صحيح، أين هو هذا البناء الذي أنجزناه معا؟ هل كان مجرد قشور من القناعات تبخرت مع أول إشاعة؟... هذه ظاهرة خطرة... ومؤذية للداعين إلى الوحدة، طالما أن كلمات قليلة تنقل قصدا لإلحاق الأذى تنسف عمل سنوات طويلة..
• طيب هل رفعت قضية لكي تثبت حقك؟
- ولا أرفع لأني لو أردت طريق القضايا مع هذه الجريدة لما انتهيت ولا توقفت عن دفع الأموال للمحامين.
• لكن حسبة الرميثية كانت تظهرك دائما الأول... فهل مجيء السيد عدنان هو الذي أثر عليك؟
- آه..ما جرى في الرميثية، أولا أن البعض استغل الطائفية وحرك الناس بشكل واضح... ثم أن هناك من وجه الأصوات لجمال الكندري لأنه يدري أن ذلك معناه سقوط واحد من النائبين (القلاف وصلاح خورشيد) وهي أصوات للأسف أنها مشتراة من هذا الشخص.
• هل أظهر الفرز وجود أصوات مشتركة؟
- طبعا... وهذا الشخص لا ألومه لأني كشفت في استجواب وزير الصحة الشركة التي يمتلكها والأموال التي عليه ولم يعطها لأصحابها والعمالة التي وردها عبر الشركة، والبيانات الكاملة عن الشركة وكيف تتعامل مع حقوق العمال والموظفين... هذا ولد لديه ردة فعل وتحرك لإسقاطي لأني حاربت شركته... بالإضافة إلى أنه تم ترشيح أحد أقربائه في المجلس البلدي وجاءت شكوى بأن هناك بيت يتم بيع وشراء الأصوات فيه وطلب مني أن أتدخل فتكلمت مع الداخلية للتحقيق في القضية، وطبعا هذا قريبه وقد اشتغلوا على ذلك بصورة شخصية، كما أن هناك أموالا نزلت الرميثية نتيجة نقل السلطة والكل يعرف موقفي من مسألة نقل السلطة ماذا كان، ولهذا جرى صب الأموال في الرميثية ضدي.
• هل تقصد أن تصريحاتك أو موقفك في تلك الفترة أثرت على هذا؟
- واضح... كان موقفي أن البلد يحتاج الآن سمو الشيخ صباح كي يكون الأمير... وأن سمو الأمير الوالد مريض وغير قادر على أداء مهامه ونحن والظروف في حاجة لقيادة تتابع كل شيء، وأن الوضع بهذا الشكل لا يمكن السكوت عنه مع إعزازنا وتقديرنا واحترامنا ومحبتنا لسمو ولي العهد آن ذاك، وهناك بوادر قلاقل وقلق حصل... ولهذا صبت الأموال لإسقاط السيد القلاف... ثم نأتي إلى النقطة الأهم.
• نزول السيد عدنان في الرميثية؟
- نعم... الجمعية الثقافية... أعتقد أنهم تحركوا بحسبة حزبية ومن منطلق ضيق..ولم ينظروا لا إلى الطائفة التي يمثلونها ولا إلى حقيقة وضع الرميثية... وهم من سنوات يعملون في الانتخابات ويعلمون أن هناك مناطق ينجح فيها طرف نتيجة التصارع بين أقوياء... مثل القادسية حيث كان نجاح عبد المحسن جمال ستوقف على وجود أكثر من عنصر يتنافس على الكرسي السني، وهم يدركون أنه إذا نزل أكثر من مرشح قوي في الرميثية فإن فرصة جمال الكندري أقوى بكثير من التنافس بين ضعفاء.
• هل هو تحالف مع الحركة الدستورية الإسلامية؟
- (جايك جايك) أعتقد أنه لم يغفلوا عن هذا ولهم خبرة سنوات طويلة... وبالتالي هم عرفوا أن تنافس عناصر قوية سيكون لصالح الكندري... ولست ضد نجاح جمال الكندري على كل حال، إلا أن هذه هي الحسبة الانتخابية، لكنهم يدركون ذلك وجازفوا بالكرسي الشيعي لمصالح حزبية، وأيضا ألقوا بمقولة (السيدان) فأخذوا كل الأصوات التي تعطي السادة... استفادوا مني بينما لم أستفد أنا بمقدارهم..
• لكنك لم تظهر أو تقل أنك غير متحالف مع السيد عدنان؟
- ولا أنا متحالف حتى أبين.
• أي أنك لم تقل للناس...؟
- أنا لا أقل لأحد لمن يعطي صوته، هذا ليس من شيمي أو أسلوبي ولا أحكر الناس وفكرهم... قالوا السيدان... الناس التي تعطيني أعطت السيد الآخر، لكن الناس الذين تحت عباءتهم حجموا، يعني أشاعوا (السيدان) فانهالت الأصوات على (السيدان)... وما كان نصيبي منهم مماثلا، وهناك تحالف قائم بين القوى السياسية... المنبر الديمقراطي... الحركة الدستورية... السلفية... وهناك تبادل للأصوات، وبالتالي فإن الحركة الدستورية مع هذا التحالف الذي يمثل الجمعية الثقافية والمنبر وجهوا أصواتهم لعنصرين يمثلون التيارات... وأيضا أعتقد، أنه لم يكن هناك للأسف نظافة في التعامل بالمنطقة... ولهذا سيطرت الإشاعات، وبث الأموال والتحرك على الناس البسطاء والضحك على ذقونهم... الطائفية للأسف الشديد سهل التلاعب عليها بشكل كبير جدا، وهناك داء الحزبية الذي يعمي ويسري العمى على الآخرين... ومع احترامي لكل المتنافسين فلا عطاؤهم الوطني بحجمي، ولا أداؤهم السياسي بمقدار تاريخي وجهدي، وليست مواقفهم أو عملهم داخل مجلس الأمة، بمستوى مواقفي وأدائي، ولم يمر في تاريخ الكويت نائب استجوب وزراء كما فعلت أنا... كل هذه المواقف وهذا التاريخ سقط أمام طائفية وحزبية متعصبة والعياذ بالله.
• يقال ان هناك سببا آخر بعد استجواب الوزير السابق الدكتور يوسف الإبراهيم وموقفك المساند له... وخروجك من التكتل الشعبي أثّر عليك؟ لجهة أن السيد صار حكوميا؟ وأنت تعرف أن هذه الصفة في الشارع الكويتي تؤثر على صاحبها انتخابيا؟
- وقوفي مع يوسف الإبراهيم أعطى دفعا كبيرا لصدق السيد القلاف في المجلس... فلا يمكن أن يأتي شخص يعارض الكتلة التي هو أحد أعضائها المؤسسين، ولا يمكن لنائب أن يعارض التوجه العام للمجلس، وهو توجه كان مع إسقاط الدكتور يوسف، ثم إني محسوب على المعارضة من دون هذه الكتلة، ثم أجيء بعد ذلك وأدافع عن وزير في الحكومة؟... هذا لا يحدث إلا لسببين... فإما أن أكون انقلبت حكوميا، أو أني وجدت الحق فوقفت إلى جانبه... إن كنت انقلبت حكوميا فلا بد أن تكون هناك شواهد على ذلك، وأنا أرجع الناس لشريط الاستجواب، والمرافعة التي طرحتها دفاعا عن يوسف الإبراهيم، ليكتشفوا كيف أني حللّت الاستجواب وقلت أنه سخيف وتافه، ولا يرقى إلى مستوى الاستجواب، وأن كل ما تضمنه لا يحمل دليل إدانة واحد ضد الوزير، بالإضافة إلى أن أخطر شيء فيه، هو كشف مؤامرة للإطاحة بحكومة الشيخ صباح تم الاتفاق عليها من قبل أحد التيارات الموجودة في مجلس الأمة والتي تريد وجه يوسف الإبراهيم مع أقطاب في الأسرة الحاكمة، وبينت أن هناك من يريد أن يدخلنا في نفق مظلم، فبالإضافة لتفنيدي بنود الاستجواب من الألف إلى الياء، كشفت مؤامرة خطيرة على البلد، البلد إذن مدين لي بموقفي مع يوسف الإبراهيم..
• ألم تنسق مع الحكومة في هذا؟
- أتحدى أي واحد يثبت أن لي تنسيقا مع الحكومة.
• أي أنك عندما صعدت على المنصة لم يكن لديهم علم بموقفك؟!
- بلى... في آخر الأيام سمعت أن يوسف الإبراهيم يحتمل الا يدخل الاستجواب... أي يستقيل، فاتصلت به وقلت له إذا كانت المسألة حقا وباطلا فأنا واقف معك ومع الحق، ولكن لا تجعلنا نقف هذا الموقف، ثم لا تدخل ونكون بوضع محرج، أما كيف أدافع وماذا سأقول وما هو موقفي فهذا لم يكن يعلمه أحد، حتى أقرب المقربين لي... فقط كان يعلم سماحة الشيخ عبد الله النجادة... أما البقية فلم يدروا... افترض جدلا أن موقفي مع الدكتور يوسف عكس انطباعا بأني مع حكومي التوجه... لكن لماذا لا ينظر بعدها لاستجوابي للدكتور محمد الجار الله... هو ليس حكوميا فقط... بل ابن من الأسر المقربة للسلطة... وليس هو فقط... كما أن له انتماء لتيار قوي في المجلس فهو محسوب من التيار الإسلامي... ثم استجواب طلال العيار... العيار محسوب على من؟! ومع ذلك استجوبته، وأنا لم أكن حكوميا في استجواب محمود النوري عندما طلبت أن أكون من التحدثين بطرح الثقة، هذه كلها... ألا تثبت أني لست حكوميا... ولما جاءت قضية نقل السلطة... اعتقد أن الشعب الكويتي مدين لي بموقفي الواضح والذي لم يحمل أي لبس، فإثنان فقط وقفا وكشفا الرأس في القضية... جاسم الخرافي وأنا.
• في الأيام الأولى؟
- لا في الأولى ولا في الأخيرة، هي كانت الحاسمة، وموقف الخرافي ظهر بإصراره على القسم... ثم كنت الوحيد الذي جاء إلى الصحافة بأن هذا الوضع ينبغي أن يتغير ولا يجب أن يستمر لأنه يوجد خللا في الشارع الكويتي، وأن الأمر يجب أن يحسم... وأن البلد تحتاج لأن تدار من شخص واحد لا من مجموعة تحيط به... هذا كلام صريح، ونقلته وكالات الأنباء... وكلمة جاسم الخرافي لي (انت لو سابقنا بهذا الكلام لكانت حسمت من زمان... اليوم كلامك حسمها)..نحن أخرجنا البلد من صراع أسرة وقلنا أن دمنا فداء للبلد واللي يصير يصير... أليس هذا الموقف مدعاة لجعل أي مواطن في أي مكان بالكويت يحمل دينا في رقبته لهذا النائب حينما كانت الصحافة تنتظر التصريح من أي أحد، وفي نفس الوقت صرح أحدهم أنه سيطلب التأجيل لشهرين... وصرح أحدهم بأنه سيقاطع الجلسة... يعني جعل البلد على صفيح ساخن... هؤلاء نجحوا ونحن قالوا لنا مع السلامة!!
• الناخبون؟
- طبعا... ولذلك أكرر... هكذا شعب يحتاج هكذا مجلس وهكذا حكومة تحتاج هكذا مجلس!
• إذن أنت غير راض عن المجلس عموما؟
- نعم... نعم... تحط خمسين... المواطن يقول أسقط قروضي... شئت أم أبيت... فتأتي لتقول أسقط قروض العراق؟ سيقول المواطن أسقط قروضي أولى... تقول أنا ضد الخمس دوائر وتحل مجلس الأمة ثم تعود ثانية بمن؟ بمكن كانوا أموات... أحييتهم... ثم تعطيهم الخمس... تستاهلي يا حكومة أن يأتيك مجلس مثل هذا يزايد على ظهرك.
• هل ترى الحكومة خاضعة لمزايدة المجلس؟
- الحكومة وتشكيلها للأسف الشديد عزز الحزبية في البلد... كنا نكافح من أجل أن نجعل الجماهير هي الحاكمة وليس الأحزاب... لكن الحكومة ثبتت حكم الأحزاب... ولذلك فإن الكل يتجه إلى التكتل والتحزب لأنه يرى نفسه دون اعتبار ولن يصل إلى مجلس الأمة من دون حزب... للأسف... اختيار الوزراء كيف تم؟ للأسف الشديد... أستقبل وجهاء شيعة... قبائل..وتيارات وأختار على هذا الأساس؟... الأصول هو عدم الاختيار على أساس قبلي أو طائفي أو فئوي حزبي... الاختيار يجب أن يكون على أساس الكفاءة... لكن هذه الحكومة تشكلت على أساس فئوي طائفي وحزبي.