المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السباحة في «الذهب الأسود» تعالج آلام المفاصل وتهدئ الأعصاب



دشتى
12-05-2006, 04:22 PM
http://www.aawsat.com/2006/12/05/images/news.395332.jpg


20 منتجعا نفطيا في اذربيجان تبحث عن مستثمرين


نفتالان(اذربيجان): اندرو كريمر*

خارج هذا المنتجع القائم في منطقة نائية من الاتحاد السوفياتي السابق، ترتفع أجهزة حفر آبار النفط على ذلك السطح الصخري، ولن يعطي المشهد إلا انطباعا بأنك موجود في تكساس الغربية.

وفي الداخل كان راميل موتوخوف، 25 سنة، يهيئ نفسه للاغتسال داخل حوض مملوء بالنفط الصافي.

قام أولا بنزع ملابسه، معلقا سرواله وكنزته على مشجب. بعد ذلك دخل في سائل ذي رائحة قوية كأنها منبعثة من ماكنة بترولية. قال موتوخوف بعد أن أصبح السائل يغطى جسمه حتى رقبته: «إنه رائع».

بدأت المنتجعات الصحية البترولية بالعودة إلى الحياة مرة أخرى في نفتالان بوسط أذربيجان، في بلد مغمور هذه الأيام بالنفط إلى الدرجة التي تجعل الناس هناك يسبحون فيه. ويقول الأطباء وزائرو هذا النوع من المنتجعات الصحية إن السباحة بالنفط الخام تعالج آلام المفاصل وداء الصدف وتهدئ الأعصاب وتنقي الجلد، على الرغم من أن الخبراء الغربيين يقولون إنه يسبب السرطان.

قال إلغار غزينوف، صاحب ومدير هذا المنتجع الذي يحمل اسم «المركز الصحي»: «قبل عامين كل هذا كان عبارة عن خرائب. لكن الآن، أصبحت أذربيجان تزداد ثراء كل يوم وكل شهر».

خلال قمة مجهدها في الثمانينات من القرن الماضي كانت منتجعات نفتالان الصحية تستقبل سنويا 75 ألف زائر سنويا. لكن هذا العدد أنخفض بشكل حاد بعد اندلاع الحرب بين اذربيجان والأقلية الأرمنية في منطقة ناغرنو كاراباخ، في عام 1988، وبعد أن توقف الاتحاد السوفياتي من توفير رحلات مجانية. وتحول خمسة من المنتجعات الستة إلى مراكز لإقامة اللاجئين. لكن في هذا الصيف زار ما يقرب من 350 شخصا «المركز الصحي» حسبما قال غزينوف، بينما كان عدد الزوار في صيف السنة الماضية ما يقرب من 250، وتبلغ تكاليف دورة إقامة تمتد لخمسة عشر يوما ما يعادل 450 دولارا بما فيها وجبات الطعام.

أما أمير أصلان، نائب رئيس بلدية نفتالان فقال إن «أذربيجان تقف الآن على قدميها». وأشار إلى أن هناك خططا لبناء 20 منتجعا نفطيا تبلغ تكاليفها 3 ملايين دولار وتسعى بلديته الى العثور على مستثمرين.

وفي مكتبها المطل على حقل نفطي يجهز «المركز الصحي» بالنفط قالت كبيرة الأطباء في هذا المنتجع، غولتيكين سليمانوفا، إن النفط الخام المحلي هو غير عادي بسبب احتوائه على كميات قليلة جدا من الغاز الطبيعي أو أي عناصر بترولية خفيفة، ولذلك فإن استعماله آمن.

ويحتوي نفط نفتالان على 50% من مادة النفتالين وهو مادة هيدروكربونية تستعمل لمكافحة العث من خلال صنعها في شكل كريات صغيرة. كذلك هي مادة فعالة في صابون قطران الفحم الحجري الذي يستخدم لمعالجة داء الصداف، لكن في تركيز أقل.

وصنفت الوكالة القومية لبحوث السرطان، الممولة من الحكومة الأميركية، مادة النفتالين باعتباره مسببا محتملا للسرطان، على الرغم من الدكتورة سليمانوفا قالت إن ذلك يختلف حينما يستحم الناس فيه. وتكون الحمامات عادة دافئة ولا يستغرق النزول فيها لأكثر من 10 دقائق.

وأضافت الدكتورة سليمانوفا أن الفوائد العلاجية ناجمة عن توفر المضادات الطبيعية مع العوامل المضادة للالتهابات التي تتسرب عبر الجلد. وكان يمكن مشاهدة أرزو ميرزييف المشرف على الحمام، ببنطلونه الجينز وعباءته المشبعين بالنفط كان يبدو وكأنه يتطلع إلى محطة وقود.

يستعمل كل حوض ما يقرب من برميل من النفط الخام وهذا يتم تدويره كي يستخدم مع مستحمين مستقبلين. كذلك يستخدم ميرزييف مناشف ورقية لمسح أجساد المستحمين وعملية تنظيفهم طويلة ومعقدة تتضمن عدة جلسات استحمام في الماء.

وقال ميرزييف إنه يحب عمله. وظل حتى العامين الأخيرين، حينما بدأ اقتصاد بلده يعرف انتعاشا، يعمل موسميا في أوكرانيا. وهو أب لطفلين ويبلغ الأربعين. وقال: «إذا كان لدينا زوار فسيكون عندنا عمل».

وعلى عكس النفط المستخرج من المياه القريبة من سواحل أذربيجان والمعروف بأنه من النوع الخفيف فإن نفط نفتالان من النوع الثقيل وله قيمة تجارية عالية. ولحسن الحظ فإنه غير قابل للاشتعال خصوصا أن أكثر العاملين والزبائن في المنتجعات النفطية يدخنون.

ولمنتجع «المركز الصحي» 80 غرفة مع 10 أحواض، خمسة منها للنساء وخمسة أخرى للرجال. ولا يتم تنقية الأحواض بعد الاستحمام تماما، لذلك فهي من أسوأ أحواض السبح من حيث كونها شديدة التزيت.

ستكون هناك كميات كبيرة من النفط في أذربيجان لفترة طويلة. وظل النفط يتسرب في مدينة نفتالان منذ القرن الثالث عشر حيث أن ماركو بولو ذكر طبقات النفط التي تغطي الماء في مساحات كبيرة تزيد عن حجم ملاعب كرة القدم.

ولاحقا تم تطوير أكبر احتياط نفطي عند ساحل بحر قزوين الواقع في أذربيجان، على يد الأخوة نوبل السويديين، وهم كانوا المنافسين لرجل الأعمال الأميركي جون روكفلر.

وكعلامة على الماضي القريب لمدينة نفتالان، هناك متحف يضم عكازات خشبية كثيرة تركها زوار المنتجعات النفطية خلال فترة الاتحاد السوفياتي، ما بين أوائل السبعينات ونهاية الثمانينات من القرن الماضي. كذلك للمتحف صورة فوتوغرافية معلقة مع تعليق يعود إلى تلك الفترة يقول: «من امتلك نفتالان امتلك كل شيء».

* خدمة «نيويورك تايمز»