المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خلافات بين الشيعة في مصر حول مبايعة "المهدي المنتظر"



دشتى
12-05-2006, 04:04 PM
الأزهر يصادر مطبوعات تسب الصحابة


دبي - فراج اسماعيل، قدس برس

أكد قيادي بارز للشيعة المصريين أن بعض المطبوعات الشيعية التي أعلن الأزهر مصادرتها لأنها تسب الصحابة لا وجود لها حاليا في المكتبات أو دور النشر المصرية، فيما تسود خلافات وجدل بين الشيعة المصريين حول مبايعة احدى المجموعات لما يعتقدون أنه "المهدي المنتظر".

وقال محمد الدريني رئيس المجلس الأعلى لرعاية آل البيت بأنه فوجئ بما نشرته جريدة "الأزهر" وبعض وسائل الاعلام حول مصادرة مجلة "أهل البيت" التي لم يصدر منها سوى عدد واحد قبل أكثر من عام، وكانت تابعة لصالح الورداني الذي ترك التشيع.

وأضاف أن الأمر نفسه يتعلق بكتاب "الملحمة الحسينية" فهو لا وجود له أيضا في المكتبات ولا يجري تداوله، ولم نعمل أي دعاية له، متسائلا عن الحكمة من تسريب خبر مصادرة مطبوعات غير قائمة.

من جهة أخرى ، تحدثت مصادر في القاهرة عن خلافات بين الشيعة بشأن رغبة احدى المجموعات، مبايعة شخصية شيعية بارزة لموقع "المهدي المنتظر"، و كان يتولاه على حسب هذه المصادر شيخ الطريقة البيومية الصوفية في طنطا "شمال مصر" الشيخ محمد الليثي النمر الذي توفي قبل أربع سنوات.

لكن قيادة شيعية معروفة وهو د. أحمد راسم النفيس، نفى ذلك في تصريحات لـ"العربية.نت" وقال إنها "محض اشاعات لا تستند إلى حقيقة " مشيرا إلى أن جماعة الشيخ الليثي تنتمي للطرق الصوفية التي تشتهر بالمريدين والأتباع حولهم وجلسات الذكر.


النفيس ينفي مبايعة العقالي

وقال النفيس : فوجئت بمن يقول لي أنهم يخططون لمبايعة المستشار الدمرداش العقالي مهديا منتظرا، فقلت له إنه أكبر من هذا بكثير، وان الناس المتهمين بمثل هذا الكلام كانوا معي ولا يوجد مثل ذلك من قريب أو بعيد لا مع المستشار أو غيره.

والمستشار العقالي ينتمي إلى محافظة أسيوط بصعيد مصر، كان عضوا بمجلس الشعب عام 1987 وعضوا معينا بمجلس الشورى، ونائبا منتخبا لرئيس حزب العمل "اسلامي" 1985، وقد اعتنق المذهب الشيعي الامامي في ستينيات القرن الماضي.

واستطرد النفيس: "ربما بالغوا في تقديرهم للشيخ النمر، لكنه مات من أربع سنين والأمور تسير بشكل طبيعي منذ وفاته، إضافة إلى أنه كان صوفيا ولم يكن متشيعا بشكل نمطي، وينظم مجالس ذكر لمريديه وفق طبيعة الطرق الصوفية وتعاملها، كنظام الولاء والمريدين والحضرة، لكن الأمور لم تصل مطلقا لمبايعته، وكل هذه أمور مشكوك فيها".

وأضاف أن "المتصوفة يعتقدون بأفضلية الإمام أو الأستاذ عندهم فيسمونه شيخا، وقد التف الناس حوله بهذا الاعتبار، ويجري التعامل معهم كتابعين لطريقة صوفية وليسوا كشيعة".


هلال: طلبوا مني مبايعة "النمر"

لكن د.أحمد هلال أستاذ الطب النفسي وهو أحد المتشيعين المصريين المعروفين يؤكد أنه جرت بالفعل مبايعة الشيخ النمر في مدينة طنطا وقال بامامته مجموعة من الناس.وأوضح "انا شيعي ولكني أقول الحقيقة. هؤلاء الناس قالوا إن النمر هو الامام المهدي المنتظر، وعبثا جادلناهم فلم يقتنعوا حتى أتاهم أمر الله ومات النمر. والرجل كان كبيرا في السن ومريضا، فهل الامام المهدي سيظهر إلى الأمة متهالكا مريضا؟.. طبعا: لا. فكلامهم هذا سرعان ما ذهب أدراج الرياح، ومات الرجل وانفضوا، ولعل المرض سيصيبهم أيضا مرة ثانية فيمهدون لمبايعة آخر، أقول هذا بصفتي طبيبا نفسانيا، فاناس كثيرون يحجزون عندي في المستشفى كل منهم يقول إنه المهدي.".

وأضاف د. هلال:" قبل سنوات عرض هؤلاء أن أبايع الشيخ النمر مهديا منتظرا، فقلت لهم ناقشوني بالحجة، فأنا رجل أسير بالمنطق والعقل. أريد أدلكتم، وأنا لي أدلتي بأن المهدي لا يظهر إلا في قوة وعزة ومنعة. وحاولت افهامهم بأن كلامهم فارغ، لكنهم ردوا بمقولة "الحلول" وهو ان الامام المهدي ظهر في صورة السيد الرفاعي ثم سيدي ابراهيم الدسوقي ثم أبو الحسن الشاذلي. هذا فكر مريض يستحق أن يقبح ويهزأ لكي يفيق أصحابه".

نجل "النمر" : والدي رفض المبايعة

ويقول الكاتب الصحفي أحمد زكريا الذي زار ساحة الشيخ النمر في طنطا، وأعد ملفا صحفيا عن الشيعة المصريين نشرته صحيفة "الوطن" الكويتية، متحدثا لـ"العربية.نت":" ناقشت هذا الكلام مع قيادات شيعية مصرية فعرفت أنه كلام غير حقيقي والمستشار العقالي نفسه لا يقبل بذلك، وقد قابلت محمد محمد الليثي ابن الشيخ النمر فأكد أنه كلام غير منطقي، وأن والده السيد الليثي النمر رفض أن تتم مبايعته".

لكنه عبر عن شكوكه في أن النمر والتابعون له مجرد طريقة بيومية صوفية ومحبين لآل البيت قائلا: عندما ذهبت عندهم، رأيت كتابات شيعية واضحة في داخل ساحتهم بطنطا، ولكن طالما أن الرجل أصر على أنه ليس شيعيا وأنه محب لآل البيت، فانا التزم بكلامه، وقد ذكر لي أن أباه علمهم حب آل البيت دون المغالاة، أي أنه كان يرفض سب الصحابة والتعرض لهم.

وأشار زكريا إلى أن طريقة الشيخ النمر الصوفية تعرف بالطريقة البيومية ومشهرة باسم "جمعية أحباب الصفاء المحمدي" ولها ساحة تسمى الساحة الليثية الحسينية، وأصحابها " أبناء الشريف الحسيني السيد محمد اسماعيل الليثي النمر " وملحق بها مكان للصلاة واستضافة محبي آل البيت ومكان للطعام ولديهم جلسة علم كل يوم ثلاثاء.


الاعداد لتنصيب "مهدي" آخر

أما محمد الدريني رئيس المجلس الأعلى لرعاية آل البيت فقال لـ"العربية.نت" لم يجمعني بالشيخ النمر إلا موقف واحد عندما فوجئت بأتباعه يعرضون عليه مبايعة المهدي المنتظر، وذكروا لي اسم الشيخ النمر، من هنا خضنا ضدهم بعض الجولات الصحفية التي تنتقد سلوكهم وتصفهم بلصوص "الخمس"، ومنذ أكثر من خمس سنوات تقريبا لم يعد لنا علاقة بهم.

وأضاف: "بعد وفاة النمر انقسمت مجموعته إلى عدة مجموعات أهمها تلك التي تحضر لتنصيب آخر موجود على الساحة غير بعيد عن المأساة التي تعرضنا ونتعرض لها. هؤلاء الناس الذين تتلمذوا على يد الشيخ النمر لا زالوا على قناعاتهم، فهم يعيشون ظروفا خاصة وارتضوا لانفسهم نهجا معينا عرف عنهم مؤخرا وهو التصاقهم باحدى المجموعات الشيعية".

منع مطبوعات تسب الصحابة

من جهة أخرى قرر الأزهر منع تداول عدد من المطبوعات الشيعية التي يتم تداولها في مصر لأن مضمونها يسب الصحابة ومنها كتاب "الملحمة الحسينية" لمرتضى المطهري، ومجلة "أهل البيت" التي تصدرها دار الهدف للإعلام والنشر.

وقامت الجهات الأمنية المسؤولة وجهاز المطبوعات بالتعاون مع مجمع البحوث الإسلامية بعملية المصادرة، وجاء المنع في أعقاب ندوة لمناقشة كتاب عن الشيعة والتشيع هاجم فيها بعض الحضور كبار الصحابة.

وكانت ندوة عقدت في قاعة مكتبة "دار الشروق الدولية" وسط القاهرة يوم 18 تشرين ثاني (نوفمبر) 2006، لمناقشة كتاب الكاتب الشيعي أحمد راسم النفيس: (الشيعة والتشيّع لأهل البيت)، تضمنت تعليقات مسيئة كان يطلقها بعض الحضور المتشيّعين استنكاراً، كلما ذُكر اسم أحد الخلفاء المسلمين، ما دفع المستشارة الدكتورة نهى الزيني لمطالبة من يقومون بهذا من المتشيعين بالكف عن توجيه الاتهامات والشتائم إلى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهددت بالانسحاب ما لم تتوقف المداخلات المسيئة.

وعلّقت المستشارة على الكتاب موضوع الندوة، بأنه يحتوي على روحٍ عدائية تجاه أهل السنة، خاصةً لدى حديثه عن الصحابة، مع أنّ الكتاب أصلاً، قد كتبه صاحبه الشيعي للتقريب بين الشيعة وأهل السنة.

ولا توجد إحصاءات رسمية بعدد الشيعة في مصر ويقدرهم تقرير لجنة الحريات الدينية الأمريكي بـ 700 ألف نسمة (1% من السكان).