دشتى
12-02-2006, 01:53 AM
شيماء أعجبت بالجني وطلبت مرافقته... فغضب وهددها بالقتل
القاهرة: مجدى رجب
عندما تسود الخرافة, يتراجع العلم, ينتصر الجهل, وينتشر الدجل والشعوذة.. وتصبح صورة المجتمع باهتة غائبة عن الوعي.. لتؤكد أننا مازلنا في عصور ما قبل التاريخ حيث سادت الخرافات وكثرت الحكايات عن الجن وقدراته.. واقترانه بنساء الإنس الشرقيات خاصة وهو ملف اشبه بالخط الاحمر ولكن هذه الحكايات تجاوزته وصارت القراءة من داخل المنطقة الحمراء نفسها.
والحاصل أن هذه القصص تختفي فترات لتعاود الظهور مرة أخرى.. لكن أشد من سابقها.. وهكذا حتى يبدو أننا سنصل في يوم من الأيام إلى أن يظهر "الجني ابن الجني" لوالد العروس طالبا يدها للزواج على شريعة الجن الأحمر أو الأزرق.. أو ملته التي عليها, والغريب أن حكايات اقتران رجال الجن بنساء الإنس لا تقتصر على مصر ولكنها تنتشر في الكثير من بلاد الشرق ومعنى ذلك أن المرأة الشرقية فقط هي التي تعاني من معاكسات "وشقاوة" رجال الجن.
إذن لماذا ¯ دائما وأبدا ¯ يفضل الجان نساء الشرق ولا يفكر في نساء شاطىء الريفييرا?
وتناولت دراسة أعدها المركز القومى للبحوث الجنائية أربعة محاور هي التحليل النفسي للظاهرة, الاحصاء العددي لطبيعة الحالات, التحليل الديني المؤيدين والمعارضين, نماذج من الحالات التي تعرضت لها.. نستعرضها في سياق الحلقات التالية:
رأي العلماء
كان لعلماء الدين رأي في العلاقات الغرامية بين الإنس والجن ومطاردة رجال الجن لنساء الإنس فيقول د. محمد عبدالمنعم البري.. رئيس جبهة علماء الأزهر (سابقا) إن زواج رجال الجن من نسائنا حقيقة نسمع عنها كثيراً وقد شكت لي احدى المسلمات أن جنياً يعاشرها وأنها لا تصلي ولكن الله علمنا أن اللص لا يتسلل إلى البيوت الحصينة ولا يتسلل لها إلا من منطقة ضعف وهكذا الجن هو نقطة الضعف التي يدخل إليها إلى الإنس وبذلك ترفع الحصانة الإيمانية عن المؤمنة, ومن خلال الآيات التي تتحدث عن الجن والشياطين نرى أن هناك نوعاً من البشر بسط عليهم الله حمايته أنجاهم من الجن وهكذا يكون من الإنس نفسه الذي يحصن عقله وقلبه وجسده بالدعاء والذكر.
ويضيف: على المرأة التي تحصن نفسها من الجن بذكر الله والطاعة والبعد عن الكبائر والمعاصي ويرى أن الحل عند وجود مضايقات من الجن للمرأة هو العلاج القرآني ولكن للأسف إن 90 في المئة من المعالجين غير أمناء وغير صادقين وهذه هي المأساة وقد دخل إلى الميدان العلاجي غرباء باحثون عن الارتزاق وغير أمناء على الأعراض والأموال والدين وعليه يجب أن يكون المعالج أميناً على العرض ويحتسب عمله عند الله وإذا أهداه أهل المريض هدية يقبلها ولا يشترط عليهم مبلغاً معيناً كما نسمع الآن عن جلسات العلاج التي تجاوز سعرها 100 جنيه في الجلسة الواحدة وتلك هي الكارثة. كما يقول د. البري إن غياب الوازع الديني هو سبب كل الكوارث ولا نلمح اي تعرض من الجن للمرأة التي ترعى حق ربها فعلى النساء الاقتراب أكثر من الله حتى تبتعد عن هذا العالم العجيب المليء بالغرائب.
محضر رسمي
كنت عندما أنام وأستيقظ من نومى أجد "نفسي دون ملابسي الداخلية" وكان يخبرني بأنه قام بخلعها وعندما وافقت على الزواج منه كان يتقرب منى ويعاملني بلطف وعندما طلبت أن أذهب معه إلى عالمه - هذا كلام شيماء المثبت في محضر شرطة رسمي رقم 6013 الأزبكية - غضب وهددني بالقتل وعندما شعرت بأنه سينفذ تهديده قررت الهرب إلى القاهرة عند صديقة لي, لكنني وجدته على المحطة يحاول الاقتراب مني ليقتلني.
(ملحوظة: شيماء تم القبض عليها في محطة مصر .. عندما أخذت تصرخ بشكل هستيري وتضرب المارة وبعد القبض عليها تم استدعاء أخيها الذى تعهد بعرضها على طبيب نفسي).
وشهد قسم الهرم أحداث القضية رقم 1458 لسنة 1995 وفيها طلبت الزوجة الطلاق من زوجها من دون أسباب واضحة وباستدعاء الزوج قال إنه ارتبط بزوجته منذ ثماني سنوات بعد قصة حب, وأنجبا خلالها طفلاً آية في الجمال, إلا أن الزوج لاحظ تغيرات تحدث لزوجته فهي شاردة دائماً ولا ترغب في البقاء معه أو معاشرته, ووصل الأمر إلى حد أنها تركت منزل الزوجية وعندما ذهب ليحضرها قالت له : لن أعود فقد تزوجت شخصاً أخر "من تحت الأرض" وأنني حامل منه وعلى وشك الإنجاب.
وعندما صرخ فيها الزوج أن هذا الطفل هو ابنه, كان ردها لطمة قوية على وجه الزوج المسكين جعلته يفقد وعيه لساعات طويلة, وعندما هدأت اعتذرت وقالت : إن زوجها "الجني" هو الذى ضربه.
كان الزوج دائماً في سفر إلى الخارج لكنه لم يبخل على زوجته وأولاده بشيء بل ظل ينتظر الإجازة تلو الأخرى ليرتمى في أحضانهم.. عشرون عاماً والزوجة راضية والزوج يعمل في بلاد النفط حتى يستطيع أن يوفر مبلغاً يساعده على الاستقرار في الوطن, وبالفعل عاد ليخبر زوجته بأنه لن يسافر مرة أخرى لكن المفاجأة أنها نظرت إليه نظرة واحدة ثم قالت: طلقني وبكت, سألها عن السبب في طلب الطلاق..
والبكاء فقالت له "لقد أحبني أحد أبناء الجان وتزوجني وعاشرني وأنا الآن لا أريد أن أكون زوجة لاثنين في وقت واحد - واستكملت كلامها: - ولقد عرضت عليه أن يتركني فرفض وهددني بأن يؤذيك ويؤذى أولادنا ولذلك من الأفضل أن تتركني أنت".
لم يصدق الزوج ما سمع حاول إقناعها بأن ما تقوله خرافات لا أساس لها من الصحة.. ولكنها ثارت في وجهه وأخذت تصرخ ولم يجد الزوج حلاً سوى الطلاق وأسدل الستار على عشرة عمر.
صرخة فتاة
الإنس والجن حطما هذه الفتاة المسكينة!, احتل الجن جسدها منذ سنوات رافضاً أن يتركه.. واغتصبها الإنس بوحشية وهي غائبة عن الوعي بزعم طرد هذه الأرواح الشريرة!
الجريمة البشعة دارت أحداثها ست مرات داخل حجرة مظلمة إلا من بصيص ضوء الشموع - ومغلقة من الداخل بإحكام ..
لحظات وبدأت الجلسة المرعبة وسط دعوات الأهل خارج الغرفة.. دقائق هي أشبه بالكابوس تستيقظ بعدها المسكينة فتشعر وكأنها كانت تجري في سباق مارثون.. حتى استيقظت ذات ليلة على الفاجعة ولم تر إلا شيطاناً أمامها!
وتوالت بعدها الأحداث مثيرة .. فماذا فعل الجن والإنس بها?
وهذه مقدمة أخرى لابد منها! "س" ونكتفي بهذا الحرف من اسمها.. فتاة تعيش في جنوب مصر .. تحديداً قرية صغيرة أو نجع بمدينة الأقصر.. سيئة الحظ دائماً تبلغ من العمر 24 سنة.. لكن قبل سنوات بعيدة أحست الفتاة بمن يقتحم عليها ليس حياتها فقط وإنما جسدها أيضاً .. اصطحبتها أسرتها إلى أكثر من طبيب لفك طلاسم ما تشعر به من مرض جعلها مثل زهرة ذبلت قبل أوانها .. لكن الجسد كان سليماً من أي مرض.. حتى المرض النفسي بريء منها بشهادة طبيب نفسي.. إذن ما الذي يحدث لها?!
الحل في الشيخ "فلان"! هكذا فكر الجميع من أسرة الفتاة "س" .. فمن ناحية هو قريبها .. ابن خالة الأم.. يعني "لحمها ودمها وعرضها".. ومن ناحية أخرى "سره باتع" في النجع كله ومشهود له بقوته وفرض سيطرته على معشر الجن والعفاريت!
واختار الشيخ "فلان" بيت خاله ليكون مسرحاً لمطاردة الجن الذي احتل جسد الفتاة المسكينة وكانت البداية ذات ليلة!
الفتاة تجلس حزينة .. مهمومة في بيت خالها تنتظر في صمت وصول الشيخ "فلان" بكل هيبته وغموضه!
ووصل الرجل .. حاملاً كتاباً في يد وفي اليد الأخر مسبحة كبيرة.. يرتدى جلباباً ناصع البياض .. هالة من الغموض رسمها على وجهه .. يبلغ من العمر "49" سنة .. لم يكن غريباً على الأسرة لذلك فقد تصرف مع الجميع وكأنه فرد منهم.. نظر إلى الفتاة يتفحصها جيداً من أسفلها إلى أعلاها .. اقترب منها حتى التقى الوجهان ووضع يده على رأسها وأخذ يردد كلمات غير مفهومة وتكهرب بعدها الجو!
"البنت فعلاً مسكونة بعفريت! نطق بها الجميع عندما سقطت "س" على الأرض تهذي بكلمات هستيرية وتغير صوتها إلى أشبه بصوت رجل كبير السن وظلت أو ظل هذا الصوت يردد بصوت عال كأنه ينذر الجميع ويهددهم "انتم عايزين منى إيه.. أنا بحبها ومش ممكن أسيب جسمها!
وأصيب الجميع بالهلع وكادت قلوبهم أن تنخلع من بين صدورهم .. لكن الشيخ "فلان" قرر أن ينهى الجلسة بأسرع مما تصوره الجميع فالحالة من وجهة نظره شديدة التعقيد ولا يجدي معها جلسة واحدة وإنما جلسات منتظمة وبشرط أن تتم داخل حجرة مظلمة إلا من بصيص بعض الشموع - وتكون هذه الجلسة مقصورة على الفتاة والشيخ فقط وزعم للجميع أنها مواجهة بينه وبين الجن الذي يحتل جسدها ويريده أن يغادر جسد مريضته وحتى يضمن الشيخ "فلان" نجاح الجلسة وضع شرطاً أخر وهو أن يغلق باب الغرفة من الداخل بإحكام!
شئ غامض .. مريب .. مخيف كان يحدث داخل الغرفة المغلقة معظم أيام الأسبوع لا أحد يعرف عنه شيئاً .. فقط الجميع خارج الحجرة الضيقة كانوا يسمعون في بداية الجلسة صوت الشيخ "فلان" وهو يردد كلمات غير مفهومة.. ثم صراخ الفتاة "س" ثم صراعا بين اثنين بعدها يسود صمت مطبق كصمت القبور يظل لدقائق تطول أحياناً ثم تستيقظ الفتاة من غيبوبتها فتبدو مرهقة أو كأنها في حالة إعياء.. أو آتية من سباق مارثون.. فتلملم نفسها دون أن تدري ما الذي حدث لها ويخرج الاثنان من الغرفة هي لا تزال متعبة وهو يبدو عليه الإرهاق!
وتكرر السيناريو نفسه داخل هذه الحجرة اللعينة خمس مرات.. تتذكر الفتاة المسكينة مرة أنها فهمت شيخها وقريبها عن آلام مبرحة أصبحت تعاني منها في بعض أجزاء من جسدها!
ولم يكن أمام الفتاة الشابة إلا الصبر الذى كلفها أغلى ما تملكه البنت في مثل سنها! حتى الليلة أو الجلسة السادسة!
نفس المكان ونفس الأحداث تدور داخل الغرفة المظلمة تعود من بخارجها وانشغل كل واحد من أفراد أسرتها بما يهمه تاركين الشيخ يحارب الجن!
لكن الفتاة استيقظت فجأة قبل الميعاد.. وكانت الفاجعة! صرخت بأعلى صوتها في وجه الشيخ.. انت بتعمل في إيه?!
كانت المسكينة عارية على الأرض وكان هو أيضاً قد تخلص من ملابسه.. الوحش الذى ارتدى عباءة المنقذ لم يكن في الحقيقة إلا ذئب بشري افترس جسد ضحيته ست مرات.. احتلها هو أيضاً مثلما احتل الجن جسدها المتعب!
ترى ماذا قال لها هذه المرة?
تتذكرون في المرة السابقة فسر لها آلامها المبرحة بأنها من فعل الشيطان.. لكن هذه المرة زعم لها أن الجن الملعون هو الذي اعتدى عليها وسلبها أعز ما تملك وقد حاول الدفاع عنها - لكنه لم يستطع .. لكن "س" لم تقتنع فعاد الشيخ المزعوم يعرض عليها الزواج بدلاً من الفضيحة التي سوف تسقط فيها وتكون أولى ضحاياها.. وبكت المجني عليها وهي تلملم نفسها مرتدية ملابسها وقررت في نفسها أن تفضحه حتى لا تسقط فتيات أخريات ضحايا له!
يوم 9 أغسطس الماضي حررت المجني عليها البلاغ رقم "2022" مركز شرطة الأقصر وتلقاه معاون مباحث المركز.. وأصدرت النيابة قراراها بالقبض على المتهم - الذي أنكر كل التهم الموجهة إليه ثم عاد وأبدى رغبته في الزواج من ضحيته برغم أنه قريبها ويخشى عليها من الفضيحة التي سببتها لنفسها بدون داع!
وطلبت النيابة تحريات المباحث وتقرير الطب الشرعي بعد الكشف على المجني عليها! وجاءت تحريات المباحث تقول بالحرف الواحد يوم 10 أغسطس الماضي - أي بعد بلاغ "س" بيوم واحد: "لقد تبين لنا صحة ما جاء بأقوال الشاكية - حيث أنها كانت تعالج على يد المشكو في حقه .. إلا أنه استغل ثقتها وثقة أهلها به.. حيث كانت عادة ما تفقد الوعي أثناء الجلسات فيقوم بممارسة الجنس معها.. وتم هذا عدة مرات أثناء فقدانها للوعي بدون إرادتها وسلبها عذريتها وقد شعرت بهذا مؤخراً بعد أن استعادت وعيها فجأة. وجاء تقرير الطب الشرعي يؤكد أن المجنى عليها فقدت عذريتها وأنه قد تم الاعتداء عليها أكثر من مرة.
ثم كانت النهاية ! أحال المحامي العام لنيابة جنوب قنا الكلية المتهم إلى محكمة جنايات الأقصر متهماً في الجناية رقم "5689" لسنة 2005 جنايات مركز الأقصر لأنه واقع المجني عليها "س" بغير رضاها أكثر من مرة مستغلاً كونها مغشياً عليها وقد تكرر اغتصابها أكثر من مرة.
أكذوبة
ترى هل تأكدنا الآن من أن زواج الإنس من الجان هو مجرد أكذوبة يشجع على قيامها الجهل والتخلف .. وأنه كما يقول د. سعيد ثابت - أستاذ النساء والتوليد بطب قصر العيني والمهتم بدراسة الغيبيات - هناك بعض الأسباب لحدوثه, فالفتاة التي تدعي زواجها من الجان يكون ذلك بسبب وجود شيء داخلها يجعلها ترفض فكرة الزواج وبسب كثرة سؤال الناس لها حول عدم زواجها تخترع هذه الحكاية وتبدأ بعد فترة من كثرة ترديد هذه الكذبة تصديقها وتستحضر صورا لهذا الشاب الذي تحبه وتوهم نفسها أنها تعيش معه بالفعل, وقد رأيت حالة لفتاة كانت تقول إنها "حامل من الجن" وحكايتها بدأت ببرود جنسي وعدم الرغبة في الزواج فادعت زواجها من تحت الأرض .. مثل هذه الفتاة من السهل التأثير فيها ووقوعها تحت تأثير تنويم مغناطيسي وما حدث هو أن شخصا حقيقيا أثر فيها وعاشرها, فحملت منه دون أن تدري, وساعدتها على ذلك معاناتها مرض "الاستحلام الوجودي" وهو أن تصف حدوث أشياء محرمة كأن تقول إن الجن جامعها وهي في فترة الحيض.
أما السيدة المتزوجة فتجدها تدعي زواجها من الجان لشعورها بالذنب إذا جامعها زوجها وهي في فترة الحيض.
الحقيقة
الحقيقة التي يؤكدها الطب هي استحالة نكاح الإنس من الجان, أو وجود ذرية مشتركة بينهما, ومن يعتقد بوجود ذلك يجب الرد عليه بشكل شرعي وعلى رجال الدين إصدار فتواهم في هذا الأمر حتى لا تحدث بلبلة بين الناس.
والرد الذي ينتظره د. سعيد - ونحن معه - يقول فيه الدكتور يحيى إسماعيل - أستاذ علم الحديث بجامعة الأزهر - إن الآية التي يرددها البعض من أن الشيطان يشاركهم في أموالهم وأولادهم مقصود بها نزع البركة, إلا أن بعض الناس يفسرون الآية بأنه يشاركهم في زوجاتهم, وهذا التفسير كما يقول دكتور عبد الصبور شاهين - الأستاذ بكلية دار العلوم - ما هو إلا نوع من الهلوسة ونوع من المرض النفسي والعقلي, وصاحبه إما أن يقتنع بأنه يعاني مرضا وأما أنه يجنى على نفسه بهذا التخريف خاصة أنه لا يوجد دليل واحد على هذا إلا في بضاعة بعض المتاجرين بالدين, فأصل الخلقة بين الإنس والجان متباين, فقد قسم الله سبحانه وتعالى العباد إلى صنفين أحدهما يعبد الشيطان , والآخر يعبد الرحمن, والذين قال الله تعالى فيهم "إن عبادي ليس لك عليهم سلطان" أما الصنف الآخر فالشيطان يهيمن عليه وعلى عقله فيسعى صاحبه إلى أن يقول ما يشاء ويبدأ في سرد أوهام لا حقائق ويصفها بشكل تدريجي حتى يصبح عقله مشلولا لا يعمل إلا بتوكيل منه.
القاهرة: مجدى رجب
عندما تسود الخرافة, يتراجع العلم, ينتصر الجهل, وينتشر الدجل والشعوذة.. وتصبح صورة المجتمع باهتة غائبة عن الوعي.. لتؤكد أننا مازلنا في عصور ما قبل التاريخ حيث سادت الخرافات وكثرت الحكايات عن الجن وقدراته.. واقترانه بنساء الإنس الشرقيات خاصة وهو ملف اشبه بالخط الاحمر ولكن هذه الحكايات تجاوزته وصارت القراءة من داخل المنطقة الحمراء نفسها.
والحاصل أن هذه القصص تختفي فترات لتعاود الظهور مرة أخرى.. لكن أشد من سابقها.. وهكذا حتى يبدو أننا سنصل في يوم من الأيام إلى أن يظهر "الجني ابن الجني" لوالد العروس طالبا يدها للزواج على شريعة الجن الأحمر أو الأزرق.. أو ملته التي عليها, والغريب أن حكايات اقتران رجال الجن بنساء الإنس لا تقتصر على مصر ولكنها تنتشر في الكثير من بلاد الشرق ومعنى ذلك أن المرأة الشرقية فقط هي التي تعاني من معاكسات "وشقاوة" رجال الجن.
إذن لماذا ¯ دائما وأبدا ¯ يفضل الجان نساء الشرق ولا يفكر في نساء شاطىء الريفييرا?
وتناولت دراسة أعدها المركز القومى للبحوث الجنائية أربعة محاور هي التحليل النفسي للظاهرة, الاحصاء العددي لطبيعة الحالات, التحليل الديني المؤيدين والمعارضين, نماذج من الحالات التي تعرضت لها.. نستعرضها في سياق الحلقات التالية:
رأي العلماء
كان لعلماء الدين رأي في العلاقات الغرامية بين الإنس والجن ومطاردة رجال الجن لنساء الإنس فيقول د. محمد عبدالمنعم البري.. رئيس جبهة علماء الأزهر (سابقا) إن زواج رجال الجن من نسائنا حقيقة نسمع عنها كثيراً وقد شكت لي احدى المسلمات أن جنياً يعاشرها وأنها لا تصلي ولكن الله علمنا أن اللص لا يتسلل إلى البيوت الحصينة ولا يتسلل لها إلا من منطقة ضعف وهكذا الجن هو نقطة الضعف التي يدخل إليها إلى الإنس وبذلك ترفع الحصانة الإيمانية عن المؤمنة, ومن خلال الآيات التي تتحدث عن الجن والشياطين نرى أن هناك نوعاً من البشر بسط عليهم الله حمايته أنجاهم من الجن وهكذا يكون من الإنس نفسه الذي يحصن عقله وقلبه وجسده بالدعاء والذكر.
ويضيف: على المرأة التي تحصن نفسها من الجن بذكر الله والطاعة والبعد عن الكبائر والمعاصي ويرى أن الحل عند وجود مضايقات من الجن للمرأة هو العلاج القرآني ولكن للأسف إن 90 في المئة من المعالجين غير أمناء وغير صادقين وهذه هي المأساة وقد دخل إلى الميدان العلاجي غرباء باحثون عن الارتزاق وغير أمناء على الأعراض والأموال والدين وعليه يجب أن يكون المعالج أميناً على العرض ويحتسب عمله عند الله وإذا أهداه أهل المريض هدية يقبلها ولا يشترط عليهم مبلغاً معيناً كما نسمع الآن عن جلسات العلاج التي تجاوز سعرها 100 جنيه في الجلسة الواحدة وتلك هي الكارثة. كما يقول د. البري إن غياب الوازع الديني هو سبب كل الكوارث ولا نلمح اي تعرض من الجن للمرأة التي ترعى حق ربها فعلى النساء الاقتراب أكثر من الله حتى تبتعد عن هذا العالم العجيب المليء بالغرائب.
محضر رسمي
كنت عندما أنام وأستيقظ من نومى أجد "نفسي دون ملابسي الداخلية" وكان يخبرني بأنه قام بخلعها وعندما وافقت على الزواج منه كان يتقرب منى ويعاملني بلطف وعندما طلبت أن أذهب معه إلى عالمه - هذا كلام شيماء المثبت في محضر شرطة رسمي رقم 6013 الأزبكية - غضب وهددني بالقتل وعندما شعرت بأنه سينفذ تهديده قررت الهرب إلى القاهرة عند صديقة لي, لكنني وجدته على المحطة يحاول الاقتراب مني ليقتلني.
(ملحوظة: شيماء تم القبض عليها في محطة مصر .. عندما أخذت تصرخ بشكل هستيري وتضرب المارة وبعد القبض عليها تم استدعاء أخيها الذى تعهد بعرضها على طبيب نفسي).
وشهد قسم الهرم أحداث القضية رقم 1458 لسنة 1995 وفيها طلبت الزوجة الطلاق من زوجها من دون أسباب واضحة وباستدعاء الزوج قال إنه ارتبط بزوجته منذ ثماني سنوات بعد قصة حب, وأنجبا خلالها طفلاً آية في الجمال, إلا أن الزوج لاحظ تغيرات تحدث لزوجته فهي شاردة دائماً ولا ترغب في البقاء معه أو معاشرته, ووصل الأمر إلى حد أنها تركت منزل الزوجية وعندما ذهب ليحضرها قالت له : لن أعود فقد تزوجت شخصاً أخر "من تحت الأرض" وأنني حامل منه وعلى وشك الإنجاب.
وعندما صرخ فيها الزوج أن هذا الطفل هو ابنه, كان ردها لطمة قوية على وجه الزوج المسكين جعلته يفقد وعيه لساعات طويلة, وعندما هدأت اعتذرت وقالت : إن زوجها "الجني" هو الذى ضربه.
كان الزوج دائماً في سفر إلى الخارج لكنه لم يبخل على زوجته وأولاده بشيء بل ظل ينتظر الإجازة تلو الأخرى ليرتمى في أحضانهم.. عشرون عاماً والزوجة راضية والزوج يعمل في بلاد النفط حتى يستطيع أن يوفر مبلغاً يساعده على الاستقرار في الوطن, وبالفعل عاد ليخبر زوجته بأنه لن يسافر مرة أخرى لكن المفاجأة أنها نظرت إليه نظرة واحدة ثم قالت: طلقني وبكت, سألها عن السبب في طلب الطلاق..
والبكاء فقالت له "لقد أحبني أحد أبناء الجان وتزوجني وعاشرني وأنا الآن لا أريد أن أكون زوجة لاثنين في وقت واحد - واستكملت كلامها: - ولقد عرضت عليه أن يتركني فرفض وهددني بأن يؤذيك ويؤذى أولادنا ولذلك من الأفضل أن تتركني أنت".
لم يصدق الزوج ما سمع حاول إقناعها بأن ما تقوله خرافات لا أساس لها من الصحة.. ولكنها ثارت في وجهه وأخذت تصرخ ولم يجد الزوج حلاً سوى الطلاق وأسدل الستار على عشرة عمر.
صرخة فتاة
الإنس والجن حطما هذه الفتاة المسكينة!, احتل الجن جسدها منذ سنوات رافضاً أن يتركه.. واغتصبها الإنس بوحشية وهي غائبة عن الوعي بزعم طرد هذه الأرواح الشريرة!
الجريمة البشعة دارت أحداثها ست مرات داخل حجرة مظلمة إلا من بصيص ضوء الشموع - ومغلقة من الداخل بإحكام ..
لحظات وبدأت الجلسة المرعبة وسط دعوات الأهل خارج الغرفة.. دقائق هي أشبه بالكابوس تستيقظ بعدها المسكينة فتشعر وكأنها كانت تجري في سباق مارثون.. حتى استيقظت ذات ليلة على الفاجعة ولم تر إلا شيطاناً أمامها!
وتوالت بعدها الأحداث مثيرة .. فماذا فعل الجن والإنس بها?
وهذه مقدمة أخرى لابد منها! "س" ونكتفي بهذا الحرف من اسمها.. فتاة تعيش في جنوب مصر .. تحديداً قرية صغيرة أو نجع بمدينة الأقصر.. سيئة الحظ دائماً تبلغ من العمر 24 سنة.. لكن قبل سنوات بعيدة أحست الفتاة بمن يقتحم عليها ليس حياتها فقط وإنما جسدها أيضاً .. اصطحبتها أسرتها إلى أكثر من طبيب لفك طلاسم ما تشعر به من مرض جعلها مثل زهرة ذبلت قبل أوانها .. لكن الجسد كان سليماً من أي مرض.. حتى المرض النفسي بريء منها بشهادة طبيب نفسي.. إذن ما الذي يحدث لها?!
الحل في الشيخ "فلان"! هكذا فكر الجميع من أسرة الفتاة "س" .. فمن ناحية هو قريبها .. ابن خالة الأم.. يعني "لحمها ودمها وعرضها".. ومن ناحية أخرى "سره باتع" في النجع كله ومشهود له بقوته وفرض سيطرته على معشر الجن والعفاريت!
واختار الشيخ "فلان" بيت خاله ليكون مسرحاً لمطاردة الجن الذي احتل جسد الفتاة المسكينة وكانت البداية ذات ليلة!
الفتاة تجلس حزينة .. مهمومة في بيت خالها تنتظر في صمت وصول الشيخ "فلان" بكل هيبته وغموضه!
ووصل الرجل .. حاملاً كتاباً في يد وفي اليد الأخر مسبحة كبيرة.. يرتدى جلباباً ناصع البياض .. هالة من الغموض رسمها على وجهه .. يبلغ من العمر "49" سنة .. لم يكن غريباً على الأسرة لذلك فقد تصرف مع الجميع وكأنه فرد منهم.. نظر إلى الفتاة يتفحصها جيداً من أسفلها إلى أعلاها .. اقترب منها حتى التقى الوجهان ووضع يده على رأسها وأخذ يردد كلمات غير مفهومة وتكهرب بعدها الجو!
"البنت فعلاً مسكونة بعفريت! نطق بها الجميع عندما سقطت "س" على الأرض تهذي بكلمات هستيرية وتغير صوتها إلى أشبه بصوت رجل كبير السن وظلت أو ظل هذا الصوت يردد بصوت عال كأنه ينذر الجميع ويهددهم "انتم عايزين منى إيه.. أنا بحبها ومش ممكن أسيب جسمها!
وأصيب الجميع بالهلع وكادت قلوبهم أن تنخلع من بين صدورهم .. لكن الشيخ "فلان" قرر أن ينهى الجلسة بأسرع مما تصوره الجميع فالحالة من وجهة نظره شديدة التعقيد ولا يجدي معها جلسة واحدة وإنما جلسات منتظمة وبشرط أن تتم داخل حجرة مظلمة إلا من بصيص بعض الشموع - وتكون هذه الجلسة مقصورة على الفتاة والشيخ فقط وزعم للجميع أنها مواجهة بينه وبين الجن الذي يحتل جسدها ويريده أن يغادر جسد مريضته وحتى يضمن الشيخ "فلان" نجاح الجلسة وضع شرطاً أخر وهو أن يغلق باب الغرفة من الداخل بإحكام!
شئ غامض .. مريب .. مخيف كان يحدث داخل الغرفة المغلقة معظم أيام الأسبوع لا أحد يعرف عنه شيئاً .. فقط الجميع خارج الحجرة الضيقة كانوا يسمعون في بداية الجلسة صوت الشيخ "فلان" وهو يردد كلمات غير مفهومة.. ثم صراخ الفتاة "س" ثم صراعا بين اثنين بعدها يسود صمت مطبق كصمت القبور يظل لدقائق تطول أحياناً ثم تستيقظ الفتاة من غيبوبتها فتبدو مرهقة أو كأنها في حالة إعياء.. أو آتية من سباق مارثون.. فتلملم نفسها دون أن تدري ما الذي حدث لها ويخرج الاثنان من الغرفة هي لا تزال متعبة وهو يبدو عليه الإرهاق!
وتكرر السيناريو نفسه داخل هذه الحجرة اللعينة خمس مرات.. تتذكر الفتاة المسكينة مرة أنها فهمت شيخها وقريبها عن آلام مبرحة أصبحت تعاني منها في بعض أجزاء من جسدها!
ولم يكن أمام الفتاة الشابة إلا الصبر الذى كلفها أغلى ما تملكه البنت في مثل سنها! حتى الليلة أو الجلسة السادسة!
نفس المكان ونفس الأحداث تدور داخل الغرفة المظلمة تعود من بخارجها وانشغل كل واحد من أفراد أسرتها بما يهمه تاركين الشيخ يحارب الجن!
لكن الفتاة استيقظت فجأة قبل الميعاد.. وكانت الفاجعة! صرخت بأعلى صوتها في وجه الشيخ.. انت بتعمل في إيه?!
كانت المسكينة عارية على الأرض وكان هو أيضاً قد تخلص من ملابسه.. الوحش الذى ارتدى عباءة المنقذ لم يكن في الحقيقة إلا ذئب بشري افترس جسد ضحيته ست مرات.. احتلها هو أيضاً مثلما احتل الجن جسدها المتعب!
ترى ماذا قال لها هذه المرة?
تتذكرون في المرة السابقة فسر لها آلامها المبرحة بأنها من فعل الشيطان.. لكن هذه المرة زعم لها أن الجن الملعون هو الذي اعتدى عليها وسلبها أعز ما تملك وقد حاول الدفاع عنها - لكنه لم يستطع .. لكن "س" لم تقتنع فعاد الشيخ المزعوم يعرض عليها الزواج بدلاً من الفضيحة التي سوف تسقط فيها وتكون أولى ضحاياها.. وبكت المجني عليها وهي تلملم نفسها مرتدية ملابسها وقررت في نفسها أن تفضحه حتى لا تسقط فتيات أخريات ضحايا له!
يوم 9 أغسطس الماضي حررت المجني عليها البلاغ رقم "2022" مركز شرطة الأقصر وتلقاه معاون مباحث المركز.. وأصدرت النيابة قراراها بالقبض على المتهم - الذي أنكر كل التهم الموجهة إليه ثم عاد وأبدى رغبته في الزواج من ضحيته برغم أنه قريبها ويخشى عليها من الفضيحة التي سببتها لنفسها بدون داع!
وطلبت النيابة تحريات المباحث وتقرير الطب الشرعي بعد الكشف على المجني عليها! وجاءت تحريات المباحث تقول بالحرف الواحد يوم 10 أغسطس الماضي - أي بعد بلاغ "س" بيوم واحد: "لقد تبين لنا صحة ما جاء بأقوال الشاكية - حيث أنها كانت تعالج على يد المشكو في حقه .. إلا أنه استغل ثقتها وثقة أهلها به.. حيث كانت عادة ما تفقد الوعي أثناء الجلسات فيقوم بممارسة الجنس معها.. وتم هذا عدة مرات أثناء فقدانها للوعي بدون إرادتها وسلبها عذريتها وقد شعرت بهذا مؤخراً بعد أن استعادت وعيها فجأة. وجاء تقرير الطب الشرعي يؤكد أن المجنى عليها فقدت عذريتها وأنه قد تم الاعتداء عليها أكثر من مرة.
ثم كانت النهاية ! أحال المحامي العام لنيابة جنوب قنا الكلية المتهم إلى محكمة جنايات الأقصر متهماً في الجناية رقم "5689" لسنة 2005 جنايات مركز الأقصر لأنه واقع المجني عليها "س" بغير رضاها أكثر من مرة مستغلاً كونها مغشياً عليها وقد تكرر اغتصابها أكثر من مرة.
أكذوبة
ترى هل تأكدنا الآن من أن زواج الإنس من الجان هو مجرد أكذوبة يشجع على قيامها الجهل والتخلف .. وأنه كما يقول د. سعيد ثابت - أستاذ النساء والتوليد بطب قصر العيني والمهتم بدراسة الغيبيات - هناك بعض الأسباب لحدوثه, فالفتاة التي تدعي زواجها من الجان يكون ذلك بسبب وجود شيء داخلها يجعلها ترفض فكرة الزواج وبسب كثرة سؤال الناس لها حول عدم زواجها تخترع هذه الحكاية وتبدأ بعد فترة من كثرة ترديد هذه الكذبة تصديقها وتستحضر صورا لهذا الشاب الذي تحبه وتوهم نفسها أنها تعيش معه بالفعل, وقد رأيت حالة لفتاة كانت تقول إنها "حامل من الجن" وحكايتها بدأت ببرود جنسي وعدم الرغبة في الزواج فادعت زواجها من تحت الأرض .. مثل هذه الفتاة من السهل التأثير فيها ووقوعها تحت تأثير تنويم مغناطيسي وما حدث هو أن شخصا حقيقيا أثر فيها وعاشرها, فحملت منه دون أن تدري, وساعدتها على ذلك معاناتها مرض "الاستحلام الوجودي" وهو أن تصف حدوث أشياء محرمة كأن تقول إن الجن جامعها وهي في فترة الحيض.
أما السيدة المتزوجة فتجدها تدعي زواجها من الجان لشعورها بالذنب إذا جامعها زوجها وهي في فترة الحيض.
الحقيقة
الحقيقة التي يؤكدها الطب هي استحالة نكاح الإنس من الجان, أو وجود ذرية مشتركة بينهما, ومن يعتقد بوجود ذلك يجب الرد عليه بشكل شرعي وعلى رجال الدين إصدار فتواهم في هذا الأمر حتى لا تحدث بلبلة بين الناس.
والرد الذي ينتظره د. سعيد - ونحن معه - يقول فيه الدكتور يحيى إسماعيل - أستاذ علم الحديث بجامعة الأزهر - إن الآية التي يرددها البعض من أن الشيطان يشاركهم في أموالهم وأولادهم مقصود بها نزع البركة, إلا أن بعض الناس يفسرون الآية بأنه يشاركهم في زوجاتهم, وهذا التفسير كما يقول دكتور عبد الصبور شاهين - الأستاذ بكلية دار العلوم - ما هو إلا نوع من الهلوسة ونوع من المرض النفسي والعقلي, وصاحبه إما أن يقتنع بأنه يعاني مرضا وأما أنه يجنى على نفسه بهذا التخريف خاصة أنه لا يوجد دليل واحد على هذا إلا في بضاعة بعض المتاجرين بالدين, فأصل الخلقة بين الإنس والجان متباين, فقد قسم الله سبحانه وتعالى العباد إلى صنفين أحدهما يعبد الشيطان , والآخر يعبد الرحمن, والذين قال الله تعالى فيهم "إن عبادي ليس لك عليهم سلطان" أما الصنف الآخر فالشيطان يهيمن عليه وعلى عقله فيسعى صاحبه إلى أن يقول ما يشاء ويبدأ في سرد أوهام لا حقائق ويصفها بشكل تدريجي حتى يصبح عقله مشلولا لا يعمل إلا بتوكيل منه.