سياسى
12-01-2006, 11:20 AM
تقرير واشنطن ـ توماس جورجيسيان
لا شك أن الكونغرس الأمريكي بتشكيله الجديد الذي نتج عن فوز الديمقراطيين واكتساحهم للانتخابات وسيطرتهم على مجلسي الشيوخ و النواب في حاجة إلى قراءة تحليلية سياسية من أجل استقراء الدورة المقبلة للعمل التشريعي.
استمرار سيطرة الرجال البيض
معرفة تركيبة الكونغرس الجديد تساعد وبدرجة كبيرة في فهم الاتجاهات الجديدة للكونغرس، ولعل أبرز ما يلفت النظر ـ بالنسبة للمراقبين ـ هو أن الكونغرس الجديد مازال يحتفظ بطابعه التقليدي المعروف والمتكرر عبر السنين وهو أن "الرجال البيض" يهيمنون عليه، إلا أن بتحقيق الأغلبية للديمقراطيين بعد سيطرة جمهورية استمرت 12 عاما، صارت النائبة نانسي بلوسي (من ولاية كاليفورنيا) رئيسا لمجلس النواب، هو أول امرأة تتولى هذا المنصب الرفيع. كما أن الانتخابات الأخيرة أتت بـ 5 من النساء الجدد للكونغرس الجديد ليصل مجموع عددهن إلى 86 امرأة في المجلسين معا.
أما الأقلية السوداء فلم يحدث أي تغيير في عددهم ـ 43 عضوا لأن في الانتخابات الأخيرة خسر 3 أعضاء و كسب 3 من الأعضاء بمقاعد في مجلس النواب. ومن هؤلاء الثلاثة كيث اليسون من ولاية مينيسوتا، وهو أول مسلم ينضم إلي الكونغرس. والمحامي البالغ من العمر 43 عاما أشهر إسلامه و هو في الـ18 من عمره و قد حصل على 56 في المائة من أصوات دائرته الانتخابية. ويذكر أن اليسون خلال حملته الانتخابية اهتم بتبنيه لكافة القضايا الخاصة بالحقوق المدنية مثل حقوق المثليين وعدم ممارسة التمييز ضدهم وحق المرأة في الإجهاض. كما أنه لم يجعل من قضية عقيدته أمر مطروح في لقاءاته الانتخابية. وقد أثار بعض المعلقين مسألة حلف اليمين وهل النائب اليسون سيؤدي يمينه علي الكتاب المقدس ـ كما جرت العادة أم أنه سيؤديه على القران؟
وفي السباق الانتخابي لمجلس الشيوخ لم يحظ أي مرشح أسود بالفوز. وبالتالي بقي السيناتور باراك أوباما من ولاية الينوى السناتور الأسود الوحيد. وهو بلا شك سيكون موضع اهتمام الأوساط السياسية والإعلامية في الفترة المقبلة بسبب ما تردد من طموحات سياسية لهذا النجم الديمقراطي الصاعد، واحتمال خوضه سباق الانتخابات الرئاسية القادمة عام 2008. وهذا التواجد المحدود للسود يطرح من جديد أمر بالغ الأهمية، وهو أن على الرغم من تنفيذ حملات مكثفة لحث السود علي ممارسة العمل السياسي والمشاركة السياسية ـ ترشيحا و تصويتا في العملية الانتخابية فان نسب التمثيل و التصويت لدى الأقلية السوداء مازالت ضئيلة.
وأشار المراقبون لشئون الكونغرس بأن التغيير أو الانقلاب الديمقراطي الذي طرأ أخيرا قد يعني أن خمسة نواب من السود ونائبا من الهسبانك سوف يتولون رئاسة اللجان في مجلس النواب. والمعروف أن رئيس اللجنة ـ سواء في مجلس النواب أو مجلس الشيوخ له دوره ونفوذه في تحديد أجندة عمل اللجنة ومتابعتها للقضايا المطروحة و المثارة.
بالنسبة لتمثيل المرأة فان فوز امرأتين من الحزب الديمقراطي بمقعدين في مجلس الشيوخ وصل بعددهن إلي 16 امرأة أكثرهن شهرة بلا شك هيلاري كلينتون التي نجحت في الاحتفاظ بمقعدها بعد فوزها الكاسح في ولاية نيويورك. وزوجة الرئيس السابق لها طموح رئاسي ـ كما يقال ـ والسنة القادمة سوف تشهد العديد من المناقشات الساخنة حول هذا الملف الحيوي.
في الانتخابات الأخيرة احتفظ السناتور جوزيف ليبرمان بمقعده رغم أن الحزب الديمقراطي تخلى عنه وخاض المعركة الانتخابية بمرشح أخر. فخاض ليبرمان المعركة كمستقل وفاز بمقعد ولايته ـ كونتكت. عدد اليهود في مجلس الشيوخ الأمريكي زاد عقب الانتخابات الأخيرة من 11 إلى 13 سناتورا. أما عددهم في مجلس النواب فقد زاد من 26 إلى 30 نائبا و6 منهم من الوجوه الجديدة. ويذكر أن النائب رحم ايمانويل لعب دورا هاما وحيويا في انتصار الديمقراطيين. ولا يستبعد أن يتولى النائب ـ الذي خدم من قبل في الجيش الإسرائيلي منصبا قياديا في الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب.
وكما جرت العادة فان مع تبديل الأغلبية تتبدل رئاسة اللجان، وبالتالي سوف يتولى السناتور كارل ليفين ـ الديمقراطي من ولاية ميتشغان رئاسة لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ وهو الذي طالب منذ أيام بوضع جدول زمني لتحقيق انسحاب أمريكي من العراق خلال العام المقبل. أما لجنة العلاقات الخارجية فسوف يرأسها السناتور جوزيف بايدن (من ولاية ديلاور) وهو من المطالبين منذ فترة بإعادة النظر في سياسة أمريكا في العراق، وإيجاد حل سياسي وإقليمي للاستقرار المطلوب في العراق. أما رئاسة لجنة العلاقات الدولية في مجلس النواب سوف تكون من نصيب النائب المتشدد في ملفات الشرق الأوسط و المعروف بمواقفه المنحازة لإسرائيل توم لانتوس (من ولاية كاليفورنيا) و البالغ من العمر 78 عاما.
وحسب الإحصاءات الأولية فان متوسط عمر النواب الجدد 48 عاما. أما بالنسبة لأعضاء مجلس الشيوخ 54 عاما. وهناك على الأقل 29 من سلك المحاماة، أما أصغر النواب الجدد سنا هو كريس ميرفي ( ديمقراطي من ولاية كونتكت) و يبلغ 33 عاما.
ولابد من الإشارة هنا إلى أن بعض النتائج في بعض الولايات لم تحسم بعد، وبالتالي قد يحدث بعض الإضافات لما يسمى بتركيبة الكونغرس.
لا شك أن الكونغرس الأمريكي بتشكيله الجديد الذي نتج عن فوز الديمقراطيين واكتساحهم للانتخابات وسيطرتهم على مجلسي الشيوخ و النواب في حاجة إلى قراءة تحليلية سياسية من أجل استقراء الدورة المقبلة للعمل التشريعي.
استمرار سيطرة الرجال البيض
معرفة تركيبة الكونغرس الجديد تساعد وبدرجة كبيرة في فهم الاتجاهات الجديدة للكونغرس، ولعل أبرز ما يلفت النظر ـ بالنسبة للمراقبين ـ هو أن الكونغرس الجديد مازال يحتفظ بطابعه التقليدي المعروف والمتكرر عبر السنين وهو أن "الرجال البيض" يهيمنون عليه، إلا أن بتحقيق الأغلبية للديمقراطيين بعد سيطرة جمهورية استمرت 12 عاما، صارت النائبة نانسي بلوسي (من ولاية كاليفورنيا) رئيسا لمجلس النواب، هو أول امرأة تتولى هذا المنصب الرفيع. كما أن الانتخابات الأخيرة أتت بـ 5 من النساء الجدد للكونغرس الجديد ليصل مجموع عددهن إلى 86 امرأة في المجلسين معا.
أما الأقلية السوداء فلم يحدث أي تغيير في عددهم ـ 43 عضوا لأن في الانتخابات الأخيرة خسر 3 أعضاء و كسب 3 من الأعضاء بمقاعد في مجلس النواب. ومن هؤلاء الثلاثة كيث اليسون من ولاية مينيسوتا، وهو أول مسلم ينضم إلي الكونغرس. والمحامي البالغ من العمر 43 عاما أشهر إسلامه و هو في الـ18 من عمره و قد حصل على 56 في المائة من أصوات دائرته الانتخابية. ويذكر أن اليسون خلال حملته الانتخابية اهتم بتبنيه لكافة القضايا الخاصة بالحقوق المدنية مثل حقوق المثليين وعدم ممارسة التمييز ضدهم وحق المرأة في الإجهاض. كما أنه لم يجعل من قضية عقيدته أمر مطروح في لقاءاته الانتخابية. وقد أثار بعض المعلقين مسألة حلف اليمين وهل النائب اليسون سيؤدي يمينه علي الكتاب المقدس ـ كما جرت العادة أم أنه سيؤديه على القران؟
وفي السباق الانتخابي لمجلس الشيوخ لم يحظ أي مرشح أسود بالفوز. وبالتالي بقي السيناتور باراك أوباما من ولاية الينوى السناتور الأسود الوحيد. وهو بلا شك سيكون موضع اهتمام الأوساط السياسية والإعلامية في الفترة المقبلة بسبب ما تردد من طموحات سياسية لهذا النجم الديمقراطي الصاعد، واحتمال خوضه سباق الانتخابات الرئاسية القادمة عام 2008. وهذا التواجد المحدود للسود يطرح من جديد أمر بالغ الأهمية، وهو أن على الرغم من تنفيذ حملات مكثفة لحث السود علي ممارسة العمل السياسي والمشاركة السياسية ـ ترشيحا و تصويتا في العملية الانتخابية فان نسب التمثيل و التصويت لدى الأقلية السوداء مازالت ضئيلة.
وأشار المراقبون لشئون الكونغرس بأن التغيير أو الانقلاب الديمقراطي الذي طرأ أخيرا قد يعني أن خمسة نواب من السود ونائبا من الهسبانك سوف يتولون رئاسة اللجان في مجلس النواب. والمعروف أن رئيس اللجنة ـ سواء في مجلس النواب أو مجلس الشيوخ له دوره ونفوذه في تحديد أجندة عمل اللجنة ومتابعتها للقضايا المطروحة و المثارة.
بالنسبة لتمثيل المرأة فان فوز امرأتين من الحزب الديمقراطي بمقعدين في مجلس الشيوخ وصل بعددهن إلي 16 امرأة أكثرهن شهرة بلا شك هيلاري كلينتون التي نجحت في الاحتفاظ بمقعدها بعد فوزها الكاسح في ولاية نيويورك. وزوجة الرئيس السابق لها طموح رئاسي ـ كما يقال ـ والسنة القادمة سوف تشهد العديد من المناقشات الساخنة حول هذا الملف الحيوي.
في الانتخابات الأخيرة احتفظ السناتور جوزيف ليبرمان بمقعده رغم أن الحزب الديمقراطي تخلى عنه وخاض المعركة الانتخابية بمرشح أخر. فخاض ليبرمان المعركة كمستقل وفاز بمقعد ولايته ـ كونتكت. عدد اليهود في مجلس الشيوخ الأمريكي زاد عقب الانتخابات الأخيرة من 11 إلى 13 سناتورا. أما عددهم في مجلس النواب فقد زاد من 26 إلى 30 نائبا و6 منهم من الوجوه الجديدة. ويذكر أن النائب رحم ايمانويل لعب دورا هاما وحيويا في انتصار الديمقراطيين. ولا يستبعد أن يتولى النائب ـ الذي خدم من قبل في الجيش الإسرائيلي منصبا قياديا في الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب.
وكما جرت العادة فان مع تبديل الأغلبية تتبدل رئاسة اللجان، وبالتالي سوف يتولى السناتور كارل ليفين ـ الديمقراطي من ولاية ميتشغان رئاسة لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ وهو الذي طالب منذ أيام بوضع جدول زمني لتحقيق انسحاب أمريكي من العراق خلال العام المقبل. أما لجنة العلاقات الخارجية فسوف يرأسها السناتور جوزيف بايدن (من ولاية ديلاور) وهو من المطالبين منذ فترة بإعادة النظر في سياسة أمريكا في العراق، وإيجاد حل سياسي وإقليمي للاستقرار المطلوب في العراق. أما رئاسة لجنة العلاقات الدولية في مجلس النواب سوف تكون من نصيب النائب المتشدد في ملفات الشرق الأوسط و المعروف بمواقفه المنحازة لإسرائيل توم لانتوس (من ولاية كاليفورنيا) و البالغ من العمر 78 عاما.
وحسب الإحصاءات الأولية فان متوسط عمر النواب الجدد 48 عاما. أما بالنسبة لأعضاء مجلس الشيوخ 54 عاما. وهناك على الأقل 29 من سلك المحاماة، أما أصغر النواب الجدد سنا هو كريس ميرفي ( ديمقراطي من ولاية كونتكت) و يبلغ 33 عاما.
ولابد من الإشارة هنا إلى أن بعض النتائج في بعض الولايات لم تحسم بعد، وبالتالي قد يحدث بعض الإضافات لما يسمى بتركيبة الكونغرس.