yasmeen
12-01-2006, 10:11 AM
لندن - خدمة قدس برس
نفى وزير الدفاع البريطاني أن يكون غزو العراق هو سبب الاحتقان والصراع الطائفي الذي يعيشه. وقال ديز براون إن الصراع الدموي والاحتقان الطائفي يعود إلى القرون الأولى للإسلام، حيث الصراع على خلافة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم).
وأوضح وزير الدفاع البريطاني في محاضرة له حول الاستراتيجية العسكرية البريطانية تجاه العراق، ألقاها الاثنين 27 تشرين ثاني (نوفمبر) في المعهد الملكي للشؤون الدولية، أن تقسيم العراق يهدد الاستقرار الإقليمي، ولا يحل مشكلاته الداخلية.
وأكد وزير الدفاع البريطاني في مستهل حديثه أن التوتر والاحتقان الذي يعيشه العراق اليوم ليس وليد غزوه في ربيع العام 2003، ولا أيضا وليد 35 عاما من حكم النظام البعثي، وإنما يعود كما قال لقرون خلت، وتحديدا للأعوام الأولى التي تلت وفاة الرسول محمد (ص)، وتأجج الخلافات الدموية لخلافته.
واعتبر براون أن ذلك الاحتقان استمر بأشكال مختلفة على مدى التاريخ، وتم قمعه وإخماده بالعنف والاستبداد في عهد حكم الرئيس السابق صدام حسين.
وبحسب الوزير البريطاني فإن كل ما حصل بعد ذلك، هو أن غزو العراق في العام 2003 والإطاحة بالرئيس السابق صدام حسين، فتح المجال لذلك التوتر والاحتقان ليظهر من جديد، بيد أنه لا يمكن القول، حسب براون، أن الاحتلال هو الذي كان سببا في هذا الاحتقان والصراع الدموي. وشبه الوضع المحتقن بما ساد في بعض دول البلقان التي عاشت وضعا مشابها على امتداد عقود طويلة.
وقال إن حالة الاحتقان التي يعيشها العراق، لا يمكن أن تحل إلا في إطار حوار بين مكونات المجتمع العراقي، وأن الحل لن يكون إلا عراقيا، مشيرا إلى أن حكومة نوري المالكي تضع مسألة الحوار الوطني على رأس أولوياتها.
غير أنه تحدث عن بعض مكونات العملية السياسية الذين ما زالوا حبيسي تسوية ثارات قديمة، أو تحقيق الثراء، بدل العمل على جمع كلمة العراقيين في إطار حكومة وحدة وطنية.
كما اعتبر الوزير البريطاني أن هناك الكثيرين في العراق يعتقدون أن طريقهم إلى السلطة ليس بعدد الأصوات التي يحصدونها في الانتخابات وإنما بعدد وكمية الأسلحة التي يحتكرونها في الشارع العراقي.
وحذر براون من أنه وإن كان من حق القوميات والطوائف المختلفة أن تعبر عن نفسها في العراق، وأن تمارس حقوقها، فإن ذلك لا يجب أن يدفع باتجاه تقسيم البلاد، لأن ذلك سيكون سببا لمزيد الاحتقان والتصارع بين الأطراف المختلفة، كما أن ذلك التقسيم لن يكون في خدمة الأمن في المنطقة.
وأكد وزير الدفاع البريطاني على أنه من المهم جدا الآن أن يقدم جيران العراق دعمهم الكامل وغير المشروط له في تبني العملية الديموقراطية. وقال في محاضرته أمام معهد "شاثم هاوس"، الواقع في قلب العاصمة البريطانية لندن، إنه إذا انسحبت قوات التحالف من العراق في الوقت الراهن، فسوف تكون النتائج كارثية.
وأكد وزير الدفاع البريطاني أن المصالحة الكاملة في العراق تحتاج إلى وقت حتى تستكمل، وأوضح في هذا الصدد أن "المصالحة بحاجة إلى وقت، ولا يخامر الشك أيا منا، نحن الذين سبق لنا وأن شاركنا في عمليات من هذا النوع، حول صعوبة الوضع وخطورته، وقد أظهرت أيرلندا الشمالية وجنوب إفريقيا والبلقان، أنه ما إن توضع المصالحة في القلب من العملية السياسية، كما فعل المالكي، حتى تتداعى عناصر أخرى حولها، وعلينا تذكر سنوات التشاؤم في كل من البلدان السابقة ونتأمل في التقدم الذي حصل رغم كل الصعوبات الباقية"، على قوله.
وأشار براون إلى أن من أهم ما يلزم للمصالحة، تفكيك العناصر المختلفة للتمرد السني، للفصل بين عناصر القاعدة وبين البعثيين، وبين الشباب السني الممتعض.
وقال الوزير البريطاني "عندما يأتي ذكر القاعدة في العراق، نُتهم بخلق المشكلة، ولكن هذا تبسيط للأمور، فكراهية القاعدة للغرب تعود إلى ما قبل العام 2003؛ إنه صراع أشمل وعلاقته بالعراق علاقة انتهازية، فقد حاولت القاعدة التحالف مع سنة العراق، مستغلة المخاوف وعدم الأمان"، حسب رأيه.
وبين براون أنه لا بد من يكون الهدف في العراق إبراز الهويات الشرعية في دولة موحدة، "بدلا من ترسيخ خطوط على خارطة مترعة أصلا بالتوترات الطائفية والقومية، كما أن تقسيم العراق يهدد الاستقرار الإقليمي، فالعراق حتى بدون تقسيمه، قابل لأن يصبح بوتقة لتوترات إقليمية، إذ أن لهذه القابلية جذورها التي تعود إلى ما قبل العام ألفين وثلاثة، حسب تعبيره.
ونوه براون بجهود سوريا التي وصفها بأنها بدأت تبدي مواقف وجهودا بناءة في العلاقة بالمسألة العراقية، لا سيما بعد إعادة العلاقات الديبلوماسية مع بغداد، وتعبيرها عن رغبتها في الدخول في حوار، والعمل من أجل الاستقرار في العراق والمنطقة، وهي مواقف يقول وزير الدفاع تحتاج إلى أن تبرهن عليها دمشق عمليا.
أما بالنسبة لإيران فيرى براون أن مواقفها وسلوكها لا يزال يبعث على الكثير من القلق، وقال في هذا الصدد "قد يكون الجار الأكثر نفوذا هو إيران، ولكن سلوكها ما زال سببا للقلق الشديد، إذ أن لها نفوذا داخل العراق وتستطيع خفض أو رفع درجة التوتر وبدء أو لجم الحوار، وهي لا تستعمل هذا النفوذ بشكل جيد، وهي تدعم مجموعات داخل العراق تهاجم قواتنا، كما تدعم مجموعات تؤجج العنف الطائفي، وهذا غير مقبول، ويأتي بنتائج معاكسة أيضا، وعلى إيران أن تبدأ بالنظر إلى العراق، ليس كأداة في مواجهة أشمل مع الغرب، بل كمصلحة حيوية في حد ذاتها"، على حد قوله.
من جهة أخرى وبشأن الوجود البريطاني في العراق، أوضح براون أن الرأي العام البريطاني منشغل حول سلامة القوات البريطانية هناك، وأن ثمة رغبة في أن تسحب القوات من هناك، غير أنه أكد أن الحكومة نفسها تحرص على أن يعود قواتها إلى البلاد في أقرب فرصة مناسبة، بيد أن ذلك كما قال يحتاج إلى تقدير للمصالح.
واعتبر أنه سيأمر بسحب بعض من القوات من العراق في ظرف أشهر، لا سيما مع وجود تحسن في الوضع الأمني في المدن الجنوبية التي كانت تحت سيطرة القوات البريطانية.
وتحدث وزير الدفاع عن تسليم القوات البريطانية مجموعة من المناطق في الجنوب، وهي حريصة على هذا النهج حتى النهاية، حيث سيكون الجيش العراقي مسؤولا عن الأمن هناك. وتعهد بعدم الانسحاب من العراق إلا بعد مساعدة الحكومة المركزية على مواجهة وتجاوز التحديات الكبيرة التي تواجهها، ليس فقط على الصعيد الأمني وإنما على المستويين الاقتصادي والاجتماعي أيضا.
نفى وزير الدفاع البريطاني أن يكون غزو العراق هو سبب الاحتقان والصراع الطائفي الذي يعيشه. وقال ديز براون إن الصراع الدموي والاحتقان الطائفي يعود إلى القرون الأولى للإسلام، حيث الصراع على خلافة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم).
وأوضح وزير الدفاع البريطاني في محاضرة له حول الاستراتيجية العسكرية البريطانية تجاه العراق، ألقاها الاثنين 27 تشرين ثاني (نوفمبر) في المعهد الملكي للشؤون الدولية، أن تقسيم العراق يهدد الاستقرار الإقليمي، ولا يحل مشكلاته الداخلية.
وأكد وزير الدفاع البريطاني في مستهل حديثه أن التوتر والاحتقان الذي يعيشه العراق اليوم ليس وليد غزوه في ربيع العام 2003، ولا أيضا وليد 35 عاما من حكم النظام البعثي، وإنما يعود كما قال لقرون خلت، وتحديدا للأعوام الأولى التي تلت وفاة الرسول محمد (ص)، وتأجج الخلافات الدموية لخلافته.
واعتبر براون أن ذلك الاحتقان استمر بأشكال مختلفة على مدى التاريخ، وتم قمعه وإخماده بالعنف والاستبداد في عهد حكم الرئيس السابق صدام حسين.
وبحسب الوزير البريطاني فإن كل ما حصل بعد ذلك، هو أن غزو العراق في العام 2003 والإطاحة بالرئيس السابق صدام حسين، فتح المجال لذلك التوتر والاحتقان ليظهر من جديد، بيد أنه لا يمكن القول، حسب براون، أن الاحتلال هو الذي كان سببا في هذا الاحتقان والصراع الدموي. وشبه الوضع المحتقن بما ساد في بعض دول البلقان التي عاشت وضعا مشابها على امتداد عقود طويلة.
وقال إن حالة الاحتقان التي يعيشها العراق، لا يمكن أن تحل إلا في إطار حوار بين مكونات المجتمع العراقي، وأن الحل لن يكون إلا عراقيا، مشيرا إلى أن حكومة نوري المالكي تضع مسألة الحوار الوطني على رأس أولوياتها.
غير أنه تحدث عن بعض مكونات العملية السياسية الذين ما زالوا حبيسي تسوية ثارات قديمة، أو تحقيق الثراء، بدل العمل على جمع كلمة العراقيين في إطار حكومة وحدة وطنية.
كما اعتبر الوزير البريطاني أن هناك الكثيرين في العراق يعتقدون أن طريقهم إلى السلطة ليس بعدد الأصوات التي يحصدونها في الانتخابات وإنما بعدد وكمية الأسلحة التي يحتكرونها في الشارع العراقي.
وحذر براون من أنه وإن كان من حق القوميات والطوائف المختلفة أن تعبر عن نفسها في العراق، وأن تمارس حقوقها، فإن ذلك لا يجب أن يدفع باتجاه تقسيم البلاد، لأن ذلك سيكون سببا لمزيد الاحتقان والتصارع بين الأطراف المختلفة، كما أن ذلك التقسيم لن يكون في خدمة الأمن في المنطقة.
وأكد وزير الدفاع البريطاني على أنه من المهم جدا الآن أن يقدم جيران العراق دعمهم الكامل وغير المشروط له في تبني العملية الديموقراطية. وقال في محاضرته أمام معهد "شاثم هاوس"، الواقع في قلب العاصمة البريطانية لندن، إنه إذا انسحبت قوات التحالف من العراق في الوقت الراهن، فسوف تكون النتائج كارثية.
وأكد وزير الدفاع البريطاني أن المصالحة الكاملة في العراق تحتاج إلى وقت حتى تستكمل، وأوضح في هذا الصدد أن "المصالحة بحاجة إلى وقت، ولا يخامر الشك أيا منا، نحن الذين سبق لنا وأن شاركنا في عمليات من هذا النوع، حول صعوبة الوضع وخطورته، وقد أظهرت أيرلندا الشمالية وجنوب إفريقيا والبلقان، أنه ما إن توضع المصالحة في القلب من العملية السياسية، كما فعل المالكي، حتى تتداعى عناصر أخرى حولها، وعلينا تذكر سنوات التشاؤم في كل من البلدان السابقة ونتأمل في التقدم الذي حصل رغم كل الصعوبات الباقية"، على قوله.
وأشار براون إلى أن من أهم ما يلزم للمصالحة، تفكيك العناصر المختلفة للتمرد السني، للفصل بين عناصر القاعدة وبين البعثيين، وبين الشباب السني الممتعض.
وقال الوزير البريطاني "عندما يأتي ذكر القاعدة في العراق، نُتهم بخلق المشكلة، ولكن هذا تبسيط للأمور، فكراهية القاعدة للغرب تعود إلى ما قبل العام 2003؛ إنه صراع أشمل وعلاقته بالعراق علاقة انتهازية، فقد حاولت القاعدة التحالف مع سنة العراق، مستغلة المخاوف وعدم الأمان"، حسب رأيه.
وبين براون أنه لا بد من يكون الهدف في العراق إبراز الهويات الشرعية في دولة موحدة، "بدلا من ترسيخ خطوط على خارطة مترعة أصلا بالتوترات الطائفية والقومية، كما أن تقسيم العراق يهدد الاستقرار الإقليمي، فالعراق حتى بدون تقسيمه، قابل لأن يصبح بوتقة لتوترات إقليمية، إذ أن لهذه القابلية جذورها التي تعود إلى ما قبل العام ألفين وثلاثة، حسب تعبيره.
ونوه براون بجهود سوريا التي وصفها بأنها بدأت تبدي مواقف وجهودا بناءة في العلاقة بالمسألة العراقية، لا سيما بعد إعادة العلاقات الديبلوماسية مع بغداد، وتعبيرها عن رغبتها في الدخول في حوار، والعمل من أجل الاستقرار في العراق والمنطقة، وهي مواقف يقول وزير الدفاع تحتاج إلى أن تبرهن عليها دمشق عمليا.
أما بالنسبة لإيران فيرى براون أن مواقفها وسلوكها لا يزال يبعث على الكثير من القلق، وقال في هذا الصدد "قد يكون الجار الأكثر نفوذا هو إيران، ولكن سلوكها ما زال سببا للقلق الشديد، إذ أن لها نفوذا داخل العراق وتستطيع خفض أو رفع درجة التوتر وبدء أو لجم الحوار، وهي لا تستعمل هذا النفوذ بشكل جيد، وهي تدعم مجموعات داخل العراق تهاجم قواتنا، كما تدعم مجموعات تؤجج العنف الطائفي، وهذا غير مقبول، ويأتي بنتائج معاكسة أيضا، وعلى إيران أن تبدأ بالنظر إلى العراق، ليس كأداة في مواجهة أشمل مع الغرب، بل كمصلحة حيوية في حد ذاتها"، على حد قوله.
من جهة أخرى وبشأن الوجود البريطاني في العراق، أوضح براون أن الرأي العام البريطاني منشغل حول سلامة القوات البريطانية هناك، وأن ثمة رغبة في أن تسحب القوات من هناك، غير أنه أكد أن الحكومة نفسها تحرص على أن يعود قواتها إلى البلاد في أقرب فرصة مناسبة، بيد أن ذلك كما قال يحتاج إلى تقدير للمصالح.
واعتبر أنه سيأمر بسحب بعض من القوات من العراق في ظرف أشهر، لا سيما مع وجود تحسن في الوضع الأمني في المدن الجنوبية التي كانت تحت سيطرة القوات البريطانية.
وتحدث وزير الدفاع عن تسليم القوات البريطانية مجموعة من المناطق في الجنوب، وهي حريصة على هذا النهج حتى النهاية، حيث سيكون الجيش العراقي مسؤولا عن الأمن هناك. وتعهد بعدم الانسحاب من العراق إلا بعد مساعدة الحكومة المركزية على مواجهة وتجاوز التحديات الكبيرة التي تواجهها، ليس فقط على الصعيد الأمني وإنما على المستويين الاقتصادي والاجتماعي أيضا.