المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البغداديون يحرسون بيوتهم من على سطوحها.. والجوال وسيلة التبليغ عن الغرباء



سلسبيل
11-28-2006, 03:58 PM
«بائع الخضر يقترب منك» تحذير مشفر يتبادله المواطنون كلما اقترب من مناطقهم مسلحون

بغداد: هدى جاسم


رغم رفع حظر التجول في بغداد امس، استمر التوتر في المدينة، بل يبدو ان الحظر استمر في المدارس واغلب دوائر الدولة، بعد انتشار اخبار تؤكد وجود استعدادات للخطف الجماعي من قبل عصابات منظمة وميليشيات ترتدي ازياء رسمية. وبدت سطوح منازل العاصمة، ايضا على غير عادتها، فقد انتشر فيها حراس البيوت، بعد ان اخلوا منازل المناطق المتوترة من النساء والاطفال، خصوصا مناطق السيدية والدورة والغزالية وغيرها. وقال ابو ياسر، وهو من سكان منطقة السيدية، ان ملثمين بسيارات دفع رباعي دخلوا منطقتهم ليلة اول من امس، ومنعتهم في بداية الامر دوريات المغاوير، لكن الملثمين سرعان ما دخلوا المنطقة، وبدأت التبليغات عبر اجهزة الهاتف الجوال بين اهل الحي، ليتواجدوا على سطوح منازلهم استعدادا للدفاع عن المنطقة. واضاف لـ«الشرق الاوسط»، ان دورية اميركية مرت بين ازقة الحي جعلت الملثمين يختفون بسرعة البرق.

وتبادل سكان حي الغزالية الرسائل المشفرة، ويقول عن هذا الامر ناصر، وهو احد سكان الحي، ويعمل في محل للكهربائيات، ان مواجهات قد حصلت مع عناصر غريبة عن الحي وان رشقات الرشاشات كانت تنطلق من نوافذ المنازل، في أي وقت، وقد اصيب الاطفال بالرعب، ولذلك تقرر نقلهم الى منطقة اخرى بعد رفع الحظر. ويضيف ان رسالة مشفرة وصلته من جاره تقول «بائع الخضر قريب منك»، وقد اتفق الجميع على هذه الشيفرة، ان اقترب المسلحون من أي منزل من المنازل. ابو محمد، وهو مصري الجنسية ويسكن الملحانية في حي العامل، كانت معاناته بشكل آخر، فقد وصله تهديد بترك المنطقة، خلال حظر التجوال، في ظرف 48 ساعة، والا سيتعرض للقتل مع ابنائه وزوجته، وهو الساكن في العراق منذ عشرين عاما، وكان الامر نفسه مع جار آخر من الطائفة الشيعية، وآخر من الطائفة السنية، ولا احد يعرف من وراء كل تلك التهديدات التي وصلت فور اعلان حظر التجول. ويقول احد سكان تلك المنطقة انه مضطر لتركها لانه لا يعرف متى سيصل اليه التهديد ومن يريدون سكانا لها شيعة أم سنة! وتردد في بغداد امس ان حظر التجوال سيفرض مرة اخرى خلال الايام القليلة القادمة لحصول اشتباكات في مناطق متفرقة من اطرافها الجنوبية. وأكد مصدر في وزارة الداخلية لـ«الشرق الاوسط»، ان حظر التجول سيعاد تنفيذه ان امتدت هذه الاشتباكات الى مناطق اخرى.

وترك حظر التجول اثره على جيوب العراقيين ايضا، اذ ارتفعت اسعار المواد الغذائية ارتفاعا كبيرا، واختفت مواد كثيرة من الاسواق، وقد هرع الكثير من اهالي بغداد لشراء المعلبات والمواد الغذائية ذات الخزن الطويل، استعدادا، كما يقول ابو علي من حي البياع ، لايام سود قد تكون قريبة منا. ويؤكد ابو علي انه لم يكن يعلم بحظر التجول ولم تكن في بيته مواد غذائية كافية وقد كان في بيت اقاربه في حي الغزالية، وقد عانى الاطفال هناك من الحظر والمناوشات المسلحة كثيرا.