المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محاكمة الأنفال: الادعاء يقول إن لديه تسجيلات صوتية لصدام يأمر فيها باستخدام الكيماوي



سلسبيل
11-28-2006, 03:46 PM
شاهد كردي يروي كيف نجا من الموت بالتظاهر به وأمضى سنتين و5 أشهر في حماية بدو


روى شاهد كردي في محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين وأعوانه في قضية «حملة الانفال» التي استؤنفت، امس، كيف نجا من الموت بالتظاهر به وهو يرى ثلاثة من أشقائه ووالدته و8 من أبناء عمومته يعدمون مع عشرات آخرين جماعيا في موقع ناء جنوب العراق.

وفي مستهل الجلسة، دار جدل بين القاضي محمد العريبي وبديع عارف محامي المتهم فرحان مطلك الجبوري. وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، قال عارف «جاء مسؤول اميركي الى مكتبي مع قائمة من الاسماء طالبا مني استخدامهم كشهود دفاع (...) يريد ان يجبرنا على القيام بما يريده المحتل (...) هذه مؤامرة لا تجوز أبدا». وأشار الى انه يواجه «مشاكل» فور وصوله الى مطار بغداد «فهناك أشخاص في المطار يقولون لي :غير مرغوب فيك في بلدنا»، مضيفا ان المحامي خليل الدليمي رئيس هيئة الدفاع «لا يستطيع المجيء بسبب صدور مذكرة اعتقال بحقه». ورد القاضي قائلا «انصحك بتقديم طلب الى وزير الداخلية فهو الجهة المسؤولة عن أمن المطار». وحسب وكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) بدأ المتهم علي حسن المجيد ابن عم صدام والملقب بـ«علي الكيمياوي»،

بالكلام قائلا إنه يريد الحصول على نسخ من إفادات الشهود، إلا أن القاضي رد بالقول «أنا أيضا ليس عندي نسخة وسنستمع مباشرة لها الآن. الشاهد سيدلي بأقواله مباشرة وأنت ستسجل ملاحظات مباشرة». من جانبه، قال المتهم صابر الدوري مدير الاستخبارات العسكرية السابق معاتبا هيئة المحكمة وشهود النفي «إن المحكمة أجلت الجلسات لأسبوعين لنتمكن من الاتصال بالشهود، لكننا لم نستطع الاتصال بهم لأنهم اما مهددون أو رفضوا الحضور».

ثم استدعى القاضي الى المنصة شاهد إثبات كرديا شابا اسمه تيمور عبد الله، يرتدي بدلة وربطة عنق، روى ما تعرض له حين كان في الثانية عشرة حيث قتل ثلاثة من أشقائه ووالدته. وقال الشاهد «أخذونا من قرية ملا سور الى منطقة سامت، وقد شاهدنا عددا كبيرا من السكان يبكون ويصيحون، وبينما كانوا متجهين نحونا، أطلق الجيش النار عليهم (...) وبعد ذلك تم نقلنا الى معسكر اعتقال في بلدة كلار (جنوب السليمانية)». وأضاف «كان المكان قذرا جدا. تم عزل النساء عن الرجال (...) كانوا يقيدون كل اثنين من الرجال سوية ويقتادونهم بعد نزع ملابسهم تقريبا الى جهة مجهولة».

وتابع عبد الله «بعد ثلاثين يوميا، وصلت عربات دون نوافذ لنقلنا الى مكان مجهول، وضعوا في كل منها نحو ثلاثين شخصا (...) في الطريق توفيت احدى الفتيات، كما ولدت امرأة تدعى فيروز داخل العربة كانت بحالة سيئة جدا وكنا قلقين عليها، وقامت عمتي بإعطائها بعض الماء وكانت الرحلة طويلة جدا». وقال «وصلنا الى معسكر عبر طريق وعر ثم توقفت العربة فجاة وتم إنزالنا فأعطونا بعض الماء وقيدونا وعصبوا أعيننا. قام الجنود بإطلاق النار أصبت بكتفي (...) كنا نساء وأطفالا فقط، توسلت لأحد الجنود وقلت له لماذا تطلقون النار علينا؟»، وأضاف «شاهدت إحدى النساء وقد أصيبت برصاصة في رأسها فتطاير دماغها كما شاهدت ايضا امرأة حامل تقتل».

وروى عبد الله «كانت والدتي بين القتلى وكذلك ثلاثة من أشقائي الصغار وأولاد عمي الثمانية، كما كانت إحدى شقيقاتي تنزف (...) استمر اطلاق النار وكنت اتظاهر بالموت». وتابع «كان الرصاص ينهمر علينا مثل المطر. كنت اغرق في بحر من الدماء، وبعد التوقف عن اطلاق النار بدا الجنود يتحدثون فيما بينهم وكنت أحاول الخروج من الحفرة، فقالت لي فتاة صغيرة الى اين أنت تذهب؟». وسألتها بدوري ما اذا كانت مصابة «فاكتشفت انها اصيبت بساقيها وطلبت منها ان تخرج برفقتي، لكنها رفضت قائلة انها تفضل ان تبقى مع والدتها (...) لم أتمكن من الخروج من الحفرة بسهولة بسبب كثرة الجثث». وقال «فقدت الوعي لفترة فنهضت وشاهدت حفرا قتل فيها الناس قد ردمت (...) كنت مصابا وواصلت السير حتى رأيت إحدى الخيم فخرج صاحبها وخاطبني باللغة العربية التي لا أفهمها، فرددت بالكردية انهم قتلوا والدي ووالدتي وأشقائي واحتاج الى مساعدة». وأضاف عبد الله أن البدو الذين وجدهم «قاموا بنزع ملابسي الكردية وأحرقوها وأعطوني زيا عربيا (دشداشة) وقدموا لي طعاما وشرابا وقاموا بنقلي الى مدينة لا أرغب بذكرها. بقيت مع ذلك الرجل مدة سنتين وخمسة أشهر». وأشار الى انه طلب من الرجل العودة الى «منطقتي حيث كان عدد من أقاربي ما يزالون على قيد الحياة فاتفق مع اثنين من أعمامي لنقلي الى كردستان».

وجلسة أمس كانت الثالثة والعشرين منذ بدء المحاكمة في 21 اغسطس (آب) الماضي. ويحضر الجلسة اثنان فقط من وكلاء الدفاع بعدما قاطعها اعضاء الفريق منذ سبتمبر (ايلول) احتجاجا على تدخل الحكومة في شؤون المحكمة، وتعيين قاض جديد. وقد أسفرت حملة الأنفال عن مقتل نحو 180 ألف كردي حسب الادعاء وتدمير ثلاثة آلاف قرية وتهجير الآلاف. وقد أدلى عشرات من شهود الإثبات بإفاداتهم حول قصف مناطق في كردستان العراق بالأسلحة الكيماوية وحملات الاعتقال والتعذيب والاغتصاب والإعدام والمقابر الجماعية.

وظهر صدام آخر مرة في المحكمة في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني). وقد صدر حكم بالاعدام ضد صدام بالفعل في قضية أخرى أدين فيها عن دوره في مقتل 148 من الشيعة في قرية الدجيل بعد محاولة لاغتياله هناك في عام 1982. وقال المدعي العام للمحكمة الجنائية العليا منقذ الفرعون لوكالة رويترز، ان لديه أشرطة صوتية ووثائق لاجتماعات جرت في بغداد بين صدام وكبار مسؤوليه في قيادة حزب البعث، تثبت أن صدام هو الذي أصدر بنفسه أمر استخدام الاسلحة الكيماوية في كردستان العراق، وانه قال في أحدها لقادته، انهم يجب ألا يستخدموا مثل هذه الأسلحة إلا بتفويض منه.