بهلول
11-26-2006, 07:17 AM
فضل الله لـ «الراي»: الهلال الشيعي أشبه بـ «نكتة» يراد منها تخويف السنّة والشيعة
بيروت ـ من أحمد الموسوي
استبعد المرجع الشيعي العلامة السيد محمد حسين فضل الله «اي فرصة لاثارة فتنة مذهبية في لبنان، لان الوضع الدولي لا يريد له الفوضى المذهبية حتى لا يسقط الهيكل على رؤوس الجميع».
واعتبر ان «الحل للازمة الداخلية الراهنة هو في الحوار العقلاني» وان «المسألة لا تتعلق بوجود اكثرية او اقلية، او بثلث معطل، انما تتعلق بفقدان الثقة بين فريقين لبنانيين، كل واحد يخاف من خلفيات علاقات الاخر الاقليمية والدولية». ورأى ان «لبنان بعد العدوان الاسرائيلــي والانقسامات الداخلية الحادة في حاجة الى حكومة وحدة وطنية تجمع الجميع ولا تلغي احداً».
وفي شأن المحكمة الدولية، قال فضل الله: «لسنا ضد المحكمة الدولية، لكن هذه المسألة تحتاج الى دراسة قانونية»، مؤكداً ان «جريمة اغتيال الرئيس الحريري احدثت اكثر من اهتزاز، وان الاستقرار لا يتحقق الا بالكشف عن المجرمين ومعاقبتهم».
ورفض ما يقال عن انغلاق شيعي، مستغرباً حصر المسألة في الطائفة الشيعية دون غيرها، معتبراً ان «الانسجام بين القيادات ليس انغلاقاً»، ومشدداً على «حق كل فريق بالتظاهر سلمياً، وعلى حل القضايا بالحوار ونبذ العنف»، ورأى ان «لبنان تحول ساحة تجاذب، وان ثمة نوعاً من الوصاية الاميركية عليه»، مشيراً الى ان «التدخل الاميركي في كل القضايا الداخلية التفصيلية لم يعد سراً» . ووصف مقولة «الهلال الشيعي» بانها «وهم سياسي ونكتة، والمراد منها تخويف السنّة من جهة واخافة الشيعة من جهة ثانية والضغط عليهم بعدما تحولوا معارضة للسياسة والهيمنة الاميركية في البلاد التي يعيشون فيها»، نافياً ان «يكون للشيعة في اي من دول الخليج مشروع سياسي خاص بهم».
وفي مايلي نص الحوار :
• كيف تقرأ عودة مسلسل الاغتيالات في لبنان بعد اغتيال الوزير بيار الجميل؟
لبنان لا يزال يمثل دور الساحة التي تسرح فيها المخابرات الدولية والاقليمية ولن يسمح له بان يخرج عن دائرة هذا الدور، وخصوصاً ان النظام الطائفي يتيح المجال لكل اللاعبين الدوليين الاقليميين الدخول على هذا الخط، اذ لا يزال لبنان في ذهن الادارة الاميركية ورقة من اوراق الضغط على سورية وايران، ويراد لهذه الورقة ان تستخدم في لعبة المفاوضات او المقايضة. اما اسرائيل التي انهكها التصدي البطولي للمقاومة بعدما اسقطت معظم اهدافها في حربها على لبنان فهي لا تزال تمني النفس باحداث مشكلة لمن انهكها واسقط اهدافها عبر تحريك اكثر من عنصر اهتزاز امني وسياسي وعبر الاستفادة من الخطاب المتشنج الذي يعقب كل جريمة، خصوصاً ان البعض يستنكف عن توجيه اصبع الاتهام اليها.
لذلك نحن في الوقت الذي لا نستبعد دخول العنصر الاسرائيلي والاميركي على خط الخلافات الداخلية، نريد من اللبنانيين ان يلتفتوا الى ان المنطقة دخلت في مرحلة تشبه المرحلة الانتقالية في اعقاب الانتخابات الاميركية النصفية حيث تتصادم فيها المواقع وتنطلق في ساحاتها عمليات الشد والجذب وليس لبنان بعيدا عن ذلك، الامر الذي يفرض على الجميع التنبه لحماية البلد وخصوصاً عند المنعطفات الصعبة قبل ان يسقط الهيكل على رؤوس الجميع.
• حذرت دائماً من الفتنة بين المسلمين في المنطقة، في ضوء ما يشهده العالم الاسلامي خصوصا في العراق، واليوم الفتنة تقرع بابكم هنا في لبنان؟
لعل دراسة الواقع اللبناني في الظروف الحالية تجعل الانسان في متابعته للاحداث والتصريحات السياسية يشعر بوجود خطة لدى بعضهم لتهيئة الاجواء في لبنان لعصبيات مذهبية، لكن لا اجد ان ثمة اي خطة فاعلة لايجاد عصبية طائفية، سوى ما يمكن ان يثار في بعض الكلمات والمواقف حول تهميش هذه الطائفة او تلك، مما يتصل بالوضع العام، ولا يتصل بحالات ميدانية، الا ان ثمة بعض الناس الذين يحاولون اثارة المسألة المذهبية، وخصوصاً بين السنة والشيعة، ولكننا لا نعتقد ان هناك فرصة لاي اثارة او فتنة على الساحة اللبنانية، لان الافرقاء الذين يتنازعون المسألة السياسية ليسوا طائفة واحدة، فليست المعارضة شيعية، وليست السلطة او الاكثرية سنية، بل هناك خليط في هذه الجهة، وخليط آخر في تلك الجهة، فان اثارة المسألة على اساس العصبية السنية الشيعية استناداً الى ان المعارضة أو لأن فريقاً في المعارضة تعارض موقعاً سنياً هو موقع رئاسة الحكومة وما حولها، هذه الاثارة لا يمكن ان تحقق نتائج كبرى في هذا المجال، فثمة وضع سياسي في لبنان منفتح على وضع دولي لا يريد للبنان ان يدخل في حال من الفوضى المذهبية تحت عناوين سياسية، لان هذا يؤدي الى سقوط الهيكل على رؤوس الجميع، ولذلك ثمة حساسيات مذهبية لكنني لا اتصور ان الاوضاع تؤدي الى مواقف مذهبية، اذ لا علاقة للسنّة او للشيعة بالمعنى الثقافي لخطر التسنن ولخطر التشيع، بكل ما يدور حوله الجدل في لبنان، فالمسألة مسألة سياسية بامتياز، والجدل جدل سياسي حول حكومة الوحدة الوطنية، والانتخابات النيابية المبكرة والمحكمة الدولية الخ... وكل ذلك ليس له علاقة بالخطر المذهبي هنا وهناك.
المحكمة
• لكم مخاوف وتحفظات ازاء المحكمة الدولية، ما الذي يخيفكم تحديداً؟
لسنا ضد المحكمة الدولية، لكن نعتبر أن هذا المشروع كأي مشروع اخر، بحاجة الى دراسة قانونية دقيقة تنسجم مع طبيعة الواقع اللبناني من جديد بالمقارنة مع واقع المنطقة الذي يتحرك بطريقة او بأخرى لتحريك اكثر من مسألة سياسية على المستوى الدولي. ان جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري هي من الجرائم التي استطاعت ان تخلق اكثر من اهتزاز في لبنان، وربما حوله، ولذلك ليس ثمة من يفكر باهمال هذه القضية لانها قد تؤدي، كما ادت بعض مفاعيلها، الى كثير من الاغتيالات، فنحن نريد الاستقرار في لبنان، والاستقرار لا يتحقق الا اذا استطعنا معاقبة المجرم على جريمته، ولكن السؤال هو هل تبقى هذه القضية في الدائرة القانونية المهنية ام انها تخضع للخطوط السياسية الدولية والاقليمية، لانها حين تتحرك في تلك المتاهات فانها قد تخلق مشاكل جديدة تتفوق على المشاكل التي عشناها من خلال هذه الجريمة.
• عنوان ثان تحدثت عنه، وحوله جدل حاد، وهو موقف الطائفة الشيعية المطالبة بالثلث المعطل في الحكومة، فهل تؤيد ذلك؟
لا افهم ما علاقة الطوائف في ان تكون الحكومة حكومة وحدة وطنية، او حكومة اكثرية، فالقضية تتعلق بالواقع اللبناني السياسي والاقتصادي والامني، وبمقولة الديموقراطية التوافقية التي يتحدث عنها اللبنانيون ويؤكدها اتفاق الطائف الذي تحول دستوراً، لذلك اعتقد ان من حق كل لبناني يهتم بالمسألة السياسية التي ترتبط بمصلحة الوطن ان يطرح التصور الذي يملكه في نوعية الحكومة، او في نوعية هذا المشروع الاقتصادي او السياسي وغير ذلك. ولهذا فانني ارى ان المسألة هي مسألة ثقة بين السياسيين اللبنانيين، لان هذا الفريق يخشى من الفريق الثاني، ويظن انه اذا حصل على ما يطلبه مما يسمى «الثلث الضامن» او «الثلث المعطل» ، فسيصادر الحكومة لمصلحته، بينما يفكر الفريق الثاني بان حكومة الوحدة الوطنية لا تلغي احداً، بل تجمع كل الفرقاء الذين يملكون القاعدة الشعبية، ووجهة نظر هؤلاء تقول ان ثمة فارقاً بين اكثرية نيابية وبين اكثرية شعبية، فيزعمون ان الاكثرية النيابية لا تتوازن مع الاكثرية الشعبية، وان الاكثرية الشعبية من وجهة نظرهم ليست ممثلة في هذه الحكومة بالمستوى الذي تستحقه، فالمسألة اذاً من المسائل التي لا بد للحوار السياسي ان ينطلق معها بطريقة عقلانية وموضوعية وقانونية، ولذا فاني اعتقد ان المسألة ليست مسألة حكومة الاكثرية او حكومة الوحدة الوطنية، بل مسألة فقدان الثقة بين فريقين سياسيين يتهم كل منهما الاخر بوجود خلفيات اقليمية او دولية في تحركاته السياسية وهذا ما نستمع اليه في كل يوم من خلال الاتهامات المتبادلة.
الحوار لا العنف
• كنتم في نظر معظم اللبنانيين داعية حوار، واليوم بعض الاطراف يأخذ عليكم انكم اصبحتم طرفاً في الصراع الداخلي القائم وخصوصاً بعد انتقاداتكم للحكومة وعلاقتها باميركا؟
ان تكون محاوراً ليس معناه ان تكون في موقع اللاموقف، وانا لا ازال ادعو الى الحوار ولا اشجع العنف، لا في الكلمة ولا في الموقف، ولكن ليس معنى ذلك الا تتخذ موقفاً ترى فيه المصلحة للبنانيين جميعاً في هذا المقام. ان المرحلة التي يمر فيها لبنان لا سيما بعد العدوان الاسرائيلي، وبعد هذا الانقسام السياسي الحاد، بحاجة الى ان يلتقي اللبنانيون في حكومة وحدة وطنية لا تلغي احداً، انما تجمع الجميع على اساس البرامج المتفق عليها فيما يمكن ان يحل المشاكل اللبنانية، سواء في الجانب السياسي او الاقتصادي او الامني، وخصوصاً ان اسرائيل لا تزال تتحدث عبر اكثر من مسؤول فيها عسكري وسياسي عن امكان أن تخوض حرباً ضد لبنان في الربيع او في الصيف، ولذلك مع هذا الواقع القلق الذي يمكن ان يتحرك العدوان من خلاله ضد لبنان مجدداً اضافة الى ان لبنان تحول ساحة تجاذبات اقليمية ودولية، مع ان كل اللبنانيين يقولون لا نريد ان نكون ساحة، فاننا بحاجة الى حكومة وحدة وطنية جامعة.
اما فيما يتعلق بالتدخل الاميركي في لبنان، فثمة فعلاً نوع من انواع التدخل الاميركي، او ما يسمى الوصاية الاميركية، وهذا ما نلاحظه من حركة السفير الاميركي او السفير الفرنسي بالدرجة الثانية، وهذا الامر لم يعد سراً. لم يعد سراً ان السفير الاميركي يتدخل حتى في القضايا التفصيلية في الواقع اللبناني وعلى الرغم من انكار بعض اللبنانيين خضوعهم للسياسة الاميركية التي تريد ان تجعل من لبنان ساحة لنفوذها ولحركتها للضغط على بعض دول المنطقة، وخصوصاً سورية.
• ثمة من يخشى ان يؤدي النزول الى الشارع لاحداث التغيير في الوضع الحكومي الى العنف. هل تؤيد النزول الى الشارع؟
من الطبيعي جداً، وهذا ما يتحدث به كل العالم، ان من حق اي فريق ان يتظاهر سلمياً، حتى انني كنت اقرأ بعض التعليقات من الدول الكبرى كأميركا وفرنسا وغيرهما، وهي تتحدث عن حرية التعبير، وحرية التظاهر بالنظام الديموقراطي، لذلك فانني اتصور ان اللبنانيين مروا تجربة التظاهر في الساحة باعداد كبيرة، وهذا ما لاحظناه في تظاهرات 8 و14 مارس و14 فبراير، ولم تحصل اي مشكلة عندما كانت التظاهرة تتحرك سلمياً رغم الشعارات الحادة لدى هذا الفريق او ذاك، حتى ان الاعتصامات التي كانت تحدث في ساحة الشهداء كانت اعتصامات سلمية، رغم ضراوة الشعارات والمواقف التي كان يطلقها الشباب من هنا وهناك، فتجربة التظاهر على المستوى اللبناني السياسي ليست من الامور الخطرة حتى نتحدث بطريقة التهويل والتخويف في هذا المقام. نحن نقول لكل من يريدون التظاهر للتعبير عن الموقف السياسي، عليكم ان تتحملوا مسؤولية استقرار البلد، والا تتحول التظاهرة الى شغب، فهذه مسؤوليتهم كما هي مسؤولية الدولة ومسؤولية اي لبناني في هذا المقام، ولذلك ارى ان التهويل من النزول الى الشارع والتخويف من ان ذلك قد يسقط البلد ويخلق مشاكل كبرى، ليس دقيقاً في هذا المجال، وخصوصاً ان الذين يطلقون شعار التظاهر يتحدثون عن انضباط وعن قدرة على السيطرة، فاذا تحقق ذلك فليس ثمة اي مشكلة.
• الطائفة الشيعية في لبنان متهمة اليوم بانها تعيش حال انغلاق، تفتقد معها التعددية والتمايز في الاراء والتوجهات. هل تعتبر ذلك صحيحاً؟
لا ادري لماذا الحديث دائماً عن الطائفة الشيعية فقط. لماذا لا يتحدث أحد عن حال الطائفة الدرزية مثلاً او الطائفة المارونية. واذا كان ثمة انسجام بين قيادات الطائفة الشيعية فهذا لا يعني انغلاقاً، بل نرى ان الطائفة الشيعية الان منفتحة من خلال تحالفاتها او تفاهماتها على الساحة المارونية وعلى الساحة الدرزية وعلى الساحة السنية، فثمة فريق مع الطائفة الشيعية في موقفها السياسي تماماً كما ان ثمة فريقاً مع الطائفة المارونية او السنية. لا ادري لماذا يثار دائماً الحديث عن الطائفة الشيعية ولا يثار عن الطوائف الاخرى التي تعيش مشاكل داخلية في هذا المجال او ذاك المجال او تعيش نوعاً من الانغلاق في بعض التجارب او بعض التجاذبات. انا ارفض هذا الوصف، فالشيعة مواطنون لبنانيون، يريدون ان يعيشـــــوا المواطنة المنفتحة على قضايا لبنان الواحد ليكــــونـــوا جزءاً من هذا البلد ويتعاونوا مـــع كـــل اللبنانيـــين الآخـــرين من اجـــل لبنـــان قــــــوي منفـــتـــح وسيد مستقــل. فالشيعـــة لا يتحــركون من خــلال صفتــــهم المذهبـــيــة، وانما من خــلال مواطنيتهــــم ولــذلك فان الشعارات التي يطرحها فـــريق الطــائفة الشيعيــة في نطــاق فــــريق المـــعـــارضــــة، ليــــست شـــعارات مذهـــبية، بل شعارات وطنية.
• هــــذا الكلام عـــن واقـــع الشيعــــة في لبنان يحاذيه كلام عن واقع الشيعة في المنطقة كلها، اذ هناك من يحذر من سعي الى اقامة هلال شيعي؟
اولاً الكلام عن اقامة هلال شيعي وهم سياسي يشبه النكتة، فان تتوحد بلدان عدة في اطار قانوني معين، هذه قضية تتصل في الواقع الدولي، لان الواقع الدولي لا يزال يخضع لمشروع سايكس بيكو، وثانياً نحن نعرف ان لكل دولة يوجد فيها الشيعة خصوصياتها الاساسية والاقتصادية والامنية والثقافية، ومن الصعب جداً ايجاد وحدة بينهم على الشكل الذي يتحدث فيه بعضهم عن هلال شيعي وما شابه ذلك، فالشيعة في العراق مثلاً ليسوا بأجمعهم مع ايران، هناك من ينفتح على الجمهورية الاسلامية الايرانية وهناك من لا ينفتح، كما ان هناك من ينفتح على سورية او لبنان الشيعي وهناك من لا ينفتح، ولذلك فان عنوان الهلال الشيعي هو عنوان يراد من خلاله تخويف العالم الاسلامي السني من حركة الشيعة التي انطلقت للمطالبة بحقوق المواطنة في كل موقع من المواقع التي يعيش فيها الشيعة سواء في العراق او في سورية او في لبنان.
• ايضاً ثمة من يخشى من ان تتحول المطالبة بحقوق المواطنة الى مشاريع خاصة للشيعة، وخصوصاً في دول الخليج؟
لقد اعلن الشيعة في كل مواقع وجودهم انهم لا يملكون مشروعاً خاصاً يستقلون فيه عن مواطنيهم، بل انهم لا يريدون الا العدالة على اساس المواطنة، ليكونوا اكثر استعداداًً لخدمة البلد الذي يعيشون فيه جنباً الى جنب مع المواطنين الآخرين، واثبت الشيعة ذلك، فلم تحدث هناك اية حركة شيعية تطالب بدولة شيعية، كما كان البعض يتحدث عن الدولة الشيعية في لبنان مثلاً او في العراق، لذلك فان هذه التهمة انما يراد بها الضغط عليهم لانهم تحولوا في اغلب مواقعهم معارضين للسياسة الاميركية في المنطقة، وهم لا يخوّفون احداً اساساً، لكنهم يخافون من هذه اللعبة السياسية المخابراتية الدولية التي تقودها اميركا لاسقاط هذه الروح الجديدة التي تمثلت في الانتصار على الجيش الاسرائيلي في ساحة الحرب التي قامت بها اسرائيل ضد لبنان. ونعتقد ان ثمة سياسة اميركية تريد ان تفرض كل المصالح الاميركية على المنطقة بطريقة او بأخرى، سواء في مشروع الشرق الاوسط الكبير او الجديد او غير ذلك، ولهذا فان الشيعة، كالمواطنين الآخرين من الطوائف الاخرى، يرفضون هذه الهيمنة الاميركية ويريدون ان يعيشوا احراراً في بلادهم، مع مواطنيهم الآخرين، على اساس حفظ المصالح الحيوية والمصيرية للناس كلهم.
بيروت ـ من أحمد الموسوي
استبعد المرجع الشيعي العلامة السيد محمد حسين فضل الله «اي فرصة لاثارة فتنة مذهبية في لبنان، لان الوضع الدولي لا يريد له الفوضى المذهبية حتى لا يسقط الهيكل على رؤوس الجميع».
واعتبر ان «الحل للازمة الداخلية الراهنة هو في الحوار العقلاني» وان «المسألة لا تتعلق بوجود اكثرية او اقلية، او بثلث معطل، انما تتعلق بفقدان الثقة بين فريقين لبنانيين، كل واحد يخاف من خلفيات علاقات الاخر الاقليمية والدولية». ورأى ان «لبنان بعد العدوان الاسرائيلــي والانقسامات الداخلية الحادة في حاجة الى حكومة وحدة وطنية تجمع الجميع ولا تلغي احداً».
وفي شأن المحكمة الدولية، قال فضل الله: «لسنا ضد المحكمة الدولية، لكن هذه المسألة تحتاج الى دراسة قانونية»، مؤكداً ان «جريمة اغتيال الرئيس الحريري احدثت اكثر من اهتزاز، وان الاستقرار لا يتحقق الا بالكشف عن المجرمين ومعاقبتهم».
ورفض ما يقال عن انغلاق شيعي، مستغرباً حصر المسألة في الطائفة الشيعية دون غيرها، معتبراً ان «الانسجام بين القيادات ليس انغلاقاً»، ومشدداً على «حق كل فريق بالتظاهر سلمياً، وعلى حل القضايا بالحوار ونبذ العنف»، ورأى ان «لبنان تحول ساحة تجاذب، وان ثمة نوعاً من الوصاية الاميركية عليه»، مشيراً الى ان «التدخل الاميركي في كل القضايا الداخلية التفصيلية لم يعد سراً» . ووصف مقولة «الهلال الشيعي» بانها «وهم سياسي ونكتة، والمراد منها تخويف السنّة من جهة واخافة الشيعة من جهة ثانية والضغط عليهم بعدما تحولوا معارضة للسياسة والهيمنة الاميركية في البلاد التي يعيشون فيها»، نافياً ان «يكون للشيعة في اي من دول الخليج مشروع سياسي خاص بهم».
وفي مايلي نص الحوار :
• كيف تقرأ عودة مسلسل الاغتيالات في لبنان بعد اغتيال الوزير بيار الجميل؟
لبنان لا يزال يمثل دور الساحة التي تسرح فيها المخابرات الدولية والاقليمية ولن يسمح له بان يخرج عن دائرة هذا الدور، وخصوصاً ان النظام الطائفي يتيح المجال لكل اللاعبين الدوليين الاقليميين الدخول على هذا الخط، اذ لا يزال لبنان في ذهن الادارة الاميركية ورقة من اوراق الضغط على سورية وايران، ويراد لهذه الورقة ان تستخدم في لعبة المفاوضات او المقايضة. اما اسرائيل التي انهكها التصدي البطولي للمقاومة بعدما اسقطت معظم اهدافها في حربها على لبنان فهي لا تزال تمني النفس باحداث مشكلة لمن انهكها واسقط اهدافها عبر تحريك اكثر من عنصر اهتزاز امني وسياسي وعبر الاستفادة من الخطاب المتشنج الذي يعقب كل جريمة، خصوصاً ان البعض يستنكف عن توجيه اصبع الاتهام اليها.
لذلك نحن في الوقت الذي لا نستبعد دخول العنصر الاسرائيلي والاميركي على خط الخلافات الداخلية، نريد من اللبنانيين ان يلتفتوا الى ان المنطقة دخلت في مرحلة تشبه المرحلة الانتقالية في اعقاب الانتخابات الاميركية النصفية حيث تتصادم فيها المواقع وتنطلق في ساحاتها عمليات الشد والجذب وليس لبنان بعيدا عن ذلك، الامر الذي يفرض على الجميع التنبه لحماية البلد وخصوصاً عند المنعطفات الصعبة قبل ان يسقط الهيكل على رؤوس الجميع.
• حذرت دائماً من الفتنة بين المسلمين في المنطقة، في ضوء ما يشهده العالم الاسلامي خصوصا في العراق، واليوم الفتنة تقرع بابكم هنا في لبنان؟
لعل دراسة الواقع اللبناني في الظروف الحالية تجعل الانسان في متابعته للاحداث والتصريحات السياسية يشعر بوجود خطة لدى بعضهم لتهيئة الاجواء في لبنان لعصبيات مذهبية، لكن لا اجد ان ثمة اي خطة فاعلة لايجاد عصبية طائفية، سوى ما يمكن ان يثار في بعض الكلمات والمواقف حول تهميش هذه الطائفة او تلك، مما يتصل بالوضع العام، ولا يتصل بحالات ميدانية، الا ان ثمة بعض الناس الذين يحاولون اثارة المسألة المذهبية، وخصوصاً بين السنة والشيعة، ولكننا لا نعتقد ان هناك فرصة لاي اثارة او فتنة على الساحة اللبنانية، لان الافرقاء الذين يتنازعون المسألة السياسية ليسوا طائفة واحدة، فليست المعارضة شيعية، وليست السلطة او الاكثرية سنية، بل هناك خليط في هذه الجهة، وخليط آخر في تلك الجهة، فان اثارة المسألة على اساس العصبية السنية الشيعية استناداً الى ان المعارضة أو لأن فريقاً في المعارضة تعارض موقعاً سنياً هو موقع رئاسة الحكومة وما حولها، هذه الاثارة لا يمكن ان تحقق نتائج كبرى في هذا المجال، فثمة وضع سياسي في لبنان منفتح على وضع دولي لا يريد للبنان ان يدخل في حال من الفوضى المذهبية تحت عناوين سياسية، لان هذا يؤدي الى سقوط الهيكل على رؤوس الجميع، ولذلك ثمة حساسيات مذهبية لكنني لا اتصور ان الاوضاع تؤدي الى مواقف مذهبية، اذ لا علاقة للسنّة او للشيعة بالمعنى الثقافي لخطر التسنن ولخطر التشيع، بكل ما يدور حوله الجدل في لبنان، فالمسألة مسألة سياسية بامتياز، والجدل جدل سياسي حول حكومة الوحدة الوطنية، والانتخابات النيابية المبكرة والمحكمة الدولية الخ... وكل ذلك ليس له علاقة بالخطر المذهبي هنا وهناك.
المحكمة
• لكم مخاوف وتحفظات ازاء المحكمة الدولية، ما الذي يخيفكم تحديداً؟
لسنا ضد المحكمة الدولية، لكن نعتبر أن هذا المشروع كأي مشروع اخر، بحاجة الى دراسة قانونية دقيقة تنسجم مع طبيعة الواقع اللبناني من جديد بالمقارنة مع واقع المنطقة الذي يتحرك بطريقة او بأخرى لتحريك اكثر من مسألة سياسية على المستوى الدولي. ان جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري هي من الجرائم التي استطاعت ان تخلق اكثر من اهتزاز في لبنان، وربما حوله، ولذلك ليس ثمة من يفكر باهمال هذه القضية لانها قد تؤدي، كما ادت بعض مفاعيلها، الى كثير من الاغتيالات، فنحن نريد الاستقرار في لبنان، والاستقرار لا يتحقق الا اذا استطعنا معاقبة المجرم على جريمته، ولكن السؤال هو هل تبقى هذه القضية في الدائرة القانونية المهنية ام انها تخضع للخطوط السياسية الدولية والاقليمية، لانها حين تتحرك في تلك المتاهات فانها قد تخلق مشاكل جديدة تتفوق على المشاكل التي عشناها من خلال هذه الجريمة.
• عنوان ثان تحدثت عنه، وحوله جدل حاد، وهو موقف الطائفة الشيعية المطالبة بالثلث المعطل في الحكومة، فهل تؤيد ذلك؟
لا افهم ما علاقة الطوائف في ان تكون الحكومة حكومة وحدة وطنية، او حكومة اكثرية، فالقضية تتعلق بالواقع اللبناني السياسي والاقتصادي والامني، وبمقولة الديموقراطية التوافقية التي يتحدث عنها اللبنانيون ويؤكدها اتفاق الطائف الذي تحول دستوراً، لذلك اعتقد ان من حق كل لبناني يهتم بالمسألة السياسية التي ترتبط بمصلحة الوطن ان يطرح التصور الذي يملكه في نوعية الحكومة، او في نوعية هذا المشروع الاقتصادي او السياسي وغير ذلك. ولهذا فانني ارى ان المسألة هي مسألة ثقة بين السياسيين اللبنانيين، لان هذا الفريق يخشى من الفريق الثاني، ويظن انه اذا حصل على ما يطلبه مما يسمى «الثلث الضامن» او «الثلث المعطل» ، فسيصادر الحكومة لمصلحته، بينما يفكر الفريق الثاني بان حكومة الوحدة الوطنية لا تلغي احداً، بل تجمع كل الفرقاء الذين يملكون القاعدة الشعبية، ووجهة نظر هؤلاء تقول ان ثمة فارقاً بين اكثرية نيابية وبين اكثرية شعبية، فيزعمون ان الاكثرية النيابية لا تتوازن مع الاكثرية الشعبية، وان الاكثرية الشعبية من وجهة نظرهم ليست ممثلة في هذه الحكومة بالمستوى الذي تستحقه، فالمسألة اذاً من المسائل التي لا بد للحوار السياسي ان ينطلق معها بطريقة عقلانية وموضوعية وقانونية، ولذا فاني اعتقد ان المسألة ليست مسألة حكومة الاكثرية او حكومة الوحدة الوطنية، بل مسألة فقدان الثقة بين فريقين سياسيين يتهم كل منهما الاخر بوجود خلفيات اقليمية او دولية في تحركاته السياسية وهذا ما نستمع اليه في كل يوم من خلال الاتهامات المتبادلة.
الحوار لا العنف
• كنتم في نظر معظم اللبنانيين داعية حوار، واليوم بعض الاطراف يأخذ عليكم انكم اصبحتم طرفاً في الصراع الداخلي القائم وخصوصاً بعد انتقاداتكم للحكومة وعلاقتها باميركا؟
ان تكون محاوراً ليس معناه ان تكون في موقع اللاموقف، وانا لا ازال ادعو الى الحوار ولا اشجع العنف، لا في الكلمة ولا في الموقف، ولكن ليس معنى ذلك الا تتخذ موقفاً ترى فيه المصلحة للبنانيين جميعاً في هذا المقام. ان المرحلة التي يمر فيها لبنان لا سيما بعد العدوان الاسرائيلي، وبعد هذا الانقسام السياسي الحاد، بحاجة الى ان يلتقي اللبنانيون في حكومة وحدة وطنية لا تلغي احداً، انما تجمع الجميع على اساس البرامج المتفق عليها فيما يمكن ان يحل المشاكل اللبنانية، سواء في الجانب السياسي او الاقتصادي او الامني، وخصوصاً ان اسرائيل لا تزال تتحدث عبر اكثر من مسؤول فيها عسكري وسياسي عن امكان أن تخوض حرباً ضد لبنان في الربيع او في الصيف، ولذلك مع هذا الواقع القلق الذي يمكن ان يتحرك العدوان من خلاله ضد لبنان مجدداً اضافة الى ان لبنان تحول ساحة تجاذبات اقليمية ودولية، مع ان كل اللبنانيين يقولون لا نريد ان نكون ساحة، فاننا بحاجة الى حكومة وحدة وطنية جامعة.
اما فيما يتعلق بالتدخل الاميركي في لبنان، فثمة فعلاً نوع من انواع التدخل الاميركي، او ما يسمى الوصاية الاميركية، وهذا ما نلاحظه من حركة السفير الاميركي او السفير الفرنسي بالدرجة الثانية، وهذا الامر لم يعد سراً. لم يعد سراً ان السفير الاميركي يتدخل حتى في القضايا التفصيلية في الواقع اللبناني وعلى الرغم من انكار بعض اللبنانيين خضوعهم للسياسة الاميركية التي تريد ان تجعل من لبنان ساحة لنفوذها ولحركتها للضغط على بعض دول المنطقة، وخصوصاً سورية.
• ثمة من يخشى ان يؤدي النزول الى الشارع لاحداث التغيير في الوضع الحكومي الى العنف. هل تؤيد النزول الى الشارع؟
من الطبيعي جداً، وهذا ما يتحدث به كل العالم، ان من حق اي فريق ان يتظاهر سلمياً، حتى انني كنت اقرأ بعض التعليقات من الدول الكبرى كأميركا وفرنسا وغيرهما، وهي تتحدث عن حرية التعبير، وحرية التظاهر بالنظام الديموقراطي، لذلك فانني اتصور ان اللبنانيين مروا تجربة التظاهر في الساحة باعداد كبيرة، وهذا ما لاحظناه في تظاهرات 8 و14 مارس و14 فبراير، ولم تحصل اي مشكلة عندما كانت التظاهرة تتحرك سلمياً رغم الشعارات الحادة لدى هذا الفريق او ذاك، حتى ان الاعتصامات التي كانت تحدث في ساحة الشهداء كانت اعتصامات سلمية، رغم ضراوة الشعارات والمواقف التي كان يطلقها الشباب من هنا وهناك، فتجربة التظاهر على المستوى اللبناني السياسي ليست من الامور الخطرة حتى نتحدث بطريقة التهويل والتخويف في هذا المقام. نحن نقول لكل من يريدون التظاهر للتعبير عن الموقف السياسي، عليكم ان تتحملوا مسؤولية استقرار البلد، والا تتحول التظاهرة الى شغب، فهذه مسؤوليتهم كما هي مسؤولية الدولة ومسؤولية اي لبناني في هذا المقام، ولذلك ارى ان التهويل من النزول الى الشارع والتخويف من ان ذلك قد يسقط البلد ويخلق مشاكل كبرى، ليس دقيقاً في هذا المجال، وخصوصاً ان الذين يطلقون شعار التظاهر يتحدثون عن انضباط وعن قدرة على السيطرة، فاذا تحقق ذلك فليس ثمة اي مشكلة.
• الطائفة الشيعية في لبنان متهمة اليوم بانها تعيش حال انغلاق، تفتقد معها التعددية والتمايز في الاراء والتوجهات. هل تعتبر ذلك صحيحاً؟
لا ادري لماذا الحديث دائماً عن الطائفة الشيعية فقط. لماذا لا يتحدث أحد عن حال الطائفة الدرزية مثلاً او الطائفة المارونية. واذا كان ثمة انسجام بين قيادات الطائفة الشيعية فهذا لا يعني انغلاقاً، بل نرى ان الطائفة الشيعية الان منفتحة من خلال تحالفاتها او تفاهماتها على الساحة المارونية وعلى الساحة الدرزية وعلى الساحة السنية، فثمة فريق مع الطائفة الشيعية في موقفها السياسي تماماً كما ان ثمة فريقاً مع الطائفة المارونية او السنية. لا ادري لماذا يثار دائماً الحديث عن الطائفة الشيعية ولا يثار عن الطوائف الاخرى التي تعيش مشاكل داخلية في هذا المجال او ذاك المجال او تعيش نوعاً من الانغلاق في بعض التجارب او بعض التجاذبات. انا ارفض هذا الوصف، فالشيعة مواطنون لبنانيون، يريدون ان يعيشـــــوا المواطنة المنفتحة على قضايا لبنان الواحد ليكــــونـــوا جزءاً من هذا البلد ويتعاونوا مـــع كـــل اللبنانيـــين الآخـــرين من اجـــل لبنـــان قــــــوي منفـــتـــح وسيد مستقــل. فالشيعـــة لا يتحــركون من خــلال صفتــــهم المذهبـــيــة، وانما من خــلال مواطنيتهــــم ولــذلك فان الشعارات التي يطرحها فـــريق الطــائفة الشيعيــة في نطــاق فــــريق المـــعـــارضــــة، ليــــست شـــعارات مذهـــبية، بل شعارات وطنية.
• هــــذا الكلام عـــن واقـــع الشيعــــة في لبنان يحاذيه كلام عن واقع الشيعة في المنطقة كلها، اذ هناك من يحذر من سعي الى اقامة هلال شيعي؟
اولاً الكلام عن اقامة هلال شيعي وهم سياسي يشبه النكتة، فان تتوحد بلدان عدة في اطار قانوني معين، هذه قضية تتصل في الواقع الدولي، لان الواقع الدولي لا يزال يخضع لمشروع سايكس بيكو، وثانياً نحن نعرف ان لكل دولة يوجد فيها الشيعة خصوصياتها الاساسية والاقتصادية والامنية والثقافية، ومن الصعب جداً ايجاد وحدة بينهم على الشكل الذي يتحدث فيه بعضهم عن هلال شيعي وما شابه ذلك، فالشيعة في العراق مثلاً ليسوا بأجمعهم مع ايران، هناك من ينفتح على الجمهورية الاسلامية الايرانية وهناك من لا ينفتح، كما ان هناك من ينفتح على سورية او لبنان الشيعي وهناك من لا ينفتح، ولذلك فان عنوان الهلال الشيعي هو عنوان يراد من خلاله تخويف العالم الاسلامي السني من حركة الشيعة التي انطلقت للمطالبة بحقوق المواطنة في كل موقع من المواقع التي يعيش فيها الشيعة سواء في العراق او في سورية او في لبنان.
• ايضاً ثمة من يخشى من ان تتحول المطالبة بحقوق المواطنة الى مشاريع خاصة للشيعة، وخصوصاً في دول الخليج؟
لقد اعلن الشيعة في كل مواقع وجودهم انهم لا يملكون مشروعاً خاصاً يستقلون فيه عن مواطنيهم، بل انهم لا يريدون الا العدالة على اساس المواطنة، ليكونوا اكثر استعداداًً لخدمة البلد الذي يعيشون فيه جنباً الى جنب مع المواطنين الآخرين، واثبت الشيعة ذلك، فلم تحدث هناك اية حركة شيعية تطالب بدولة شيعية، كما كان البعض يتحدث عن الدولة الشيعية في لبنان مثلاً او في العراق، لذلك فان هذه التهمة انما يراد بها الضغط عليهم لانهم تحولوا في اغلب مواقعهم معارضين للسياسة الاميركية في المنطقة، وهم لا يخوّفون احداً اساساً، لكنهم يخافون من هذه اللعبة السياسية المخابراتية الدولية التي تقودها اميركا لاسقاط هذه الروح الجديدة التي تمثلت في الانتصار على الجيش الاسرائيلي في ساحة الحرب التي قامت بها اسرائيل ضد لبنان. ونعتقد ان ثمة سياسة اميركية تريد ان تفرض كل المصالح الاميركية على المنطقة بطريقة او بأخرى، سواء في مشروع الشرق الاوسط الكبير او الجديد او غير ذلك، ولهذا فان الشيعة، كالمواطنين الآخرين من الطوائف الاخرى، يرفضون هذه الهيمنة الاميركية ويريدون ان يعيشوا احراراً في بلادهم، مع مواطنيهم الآخرين، على اساس حفظ المصالح الحيوية والمصيرية للناس كلهم.