على
11-25-2006, 01:49 AM
في حوار تناغمت فيه الصراحة مع الجرأة وامتزجت خلاله الشفافية بالموضوعية قال: اسألوا الوزراء إن كانت جيناتي قد أصبحت حكومية أم لا?
أجرى الحوار ¯ فوزي محمد عويس
اكد وزير التجارة والصناعة وعضو مجلس الامة السابق الدكتور يوسف الزلزلة ان خيار حل البرلمان دستوريا لا يزال قائما في ظل تردي الاوضاع على الساحة والتي حمل مسؤوليتها للسلطتين التنفيذية والتشريعية معا فقال بأن بعض الوزراء والنواب افسدوا بل وامعنوا في الفساد, واقترح في حوار خاص مع »السياسة« اتسم بالصراحة والجرأة والشفافية والموضوعية لمواجهة هذا الفساد اتفاق السلطتين معا على عدم تردد النواب على مكاتب الوزراء.
وقال الزلزلة ان سمو رئيس الحكومة متعاون وراغب في الاصلاح لكن هناك من الوزراء من يقفون عقبة في طريق هذا الاصلاح? وانتقد تصاعد الحالة الاستجوابية التي جعلت بعض النواب يبحثون لهم عن مجرد وزير يستجوبونه لكي تزيد شعبيتهم على غرار ما فعل اخرون وعلى طريقة (مع الخيل يا شقرا). كما انتقد حالة الصياح والصراخ تحت القبة البرلمانية مؤكدا انها احيانا تدفع الحكومة الى العناد.
ورفع د. يوسف القبعة خلال الحوار في جرأة وشجاعة للتحالف الوطني الاسلامي كونه استطاع ان يحرك احجار الشطرنج السياسي ويلعبها (صح) في الانتخابات الاخيرة ووجه سهام العتب الى النائب صالح عاشور دون ان يسميه صراحة وقال بأن 500 صوت أعور تسببوا في خروجه من البرلمان. وشدد على ان هذا الخروج لم يحرك شعرة من رأسه لان موقعه الطبيعي معلم في الجامعة.
الحوار مع د. يوسف الزلزلة تضمن محاور عديدة ومحطات كثيرة توقفنا عند بعضها طويلا ومررنا على البعض الاخر مرور الكرام فالى التفاصيل:
في البداية سألته: كيف تعيش وتتعايش مع هذه الاحداث السياسية الصاخبة وانت خارج دائرة صنع القرار?
من تعود على التفاعل مع الحياة السياسية لا يمكن بحال ان يتوقف عن هذا التفاعل وهو خارج اطار المواقع السياسية سواء كان نائبا ام وزيرا.
ما الفرق بين التفاعل مع الحياة السياسية في الحالتين?
جل اهتمام المتفاعل مع الحياة السياسية في داخل دائرة صنع القرار يكون في اطار الاحداث لكن التفاعل من خارج هذه الدائرة يكون اكثر دقة وموضوعية ولهذا يأتي تقييمه بشكل متزن.
اذن نأمل في تقييمك المتزن لواقع الاحداث السياسية التي تعيشها الكويت الان?
بلا شك فان هذه الحالة المتوترة في العلاقة بين السلطتين تؤثر على التنمية في البلاد وعندما اعايش هذه الحالة اتأثر كثيرا واتحسر لاننا كلما تقدمنا خطوة للامام ما نلبث ان نتراجعها ولهذا فقد تأخرت الكويت على جميع المستويات والاصعدة وفي شتى المجالات ولم يعد عندنا من مجال نفخر به فعلى الصعيد السياسي او الاجتماعي او الاقتصادي هناك تراجع ملحوظ جدا ولا شك ان السلطتين التنفيذية والتشريعية معا يتحملان المسؤولية.
دعنا نتحدث عن المشهد السياسي في الآونة الاخيرة فقد كان هناك حديث عن حل غير دستوري تصاعد رويدا رويدا الى ان نفته القيادة السياسية. كيف استقبل رادارك هذا الذي حدث?
نعم قرأنا في الصحف وسمعنا في الدواوين وكانت هناك احاديث تدور في هذا الاطار بعضها يثار بصراحة والبعض الاخر تتردد على استحياء سواء من سياسيين او من غيرهم لكن يبقى في نهاية الامر ان قضية الحل كانت واردة وهو امر لا يملكه سوى صاحب السمو الامير.
هل كنت ترى ان الامور فعلا كانت تتجه الى الحل?
نعم وذلك نتيجة لحالة التردي في العلاقة بين الحكومة والنواب وكمحصلة لما كان يطرح في البرلمان وردود افعال الحكومة التي كانت في اتجاه التصعيد والتأزيم وليس في اتجاه التهدئة او التنمية ولذا كان كثيرا من المواطنين يرون بامكانية ان يكون هناك حل دستوري لمجلس الامة اما الحل غير الدستوري الذي تردد ان هناك من هم قريبون من السلطة ويدفعون اليه وهو الكلام الذي اثاره بعض النواب فانني اؤكد ان المقربين من صاحب السمو الامير يعرفون تماما ان الحل على هذا النحو لم يكن واردا وقد سمعت شخصيا هذا التأكيد من سموه لكن يبقى الحل الدستوري بيده هو فقط يلجأ اليه متى ما تيقن ان الحاجة له ضرورة.
الحل وارد
هل تعتقد ان المرحلة المقبلة ربما تشهد حلا دستوريا?
الحل الدستوري خيار سيفرض نفسه بالتأكيد اذا ما تعرض امن البلاد للخطر ويبقى هذا حق لسمو الامير يلجأ اليه متى ما يرى.
اذن الحل الدستوري لا يزال قائما?
نعم.
حتى هذه اللحظة?
حتى هذه اللحظة.
ما تعليقك على كلام النائب احمد السعدون: هناك من اطلق كذبة الحل غير الدستوري ثم كذبها?
يسأل الأخ السعدون لكني اعتقد انه كان من المهم جدا ان يذكر لنا من هم هؤلاء الاشخاص الذين دعوا الى الحل غير الدستوري ثم نفوا ذلك لكي نحاسبهم على اطلاق الكذبة ثم على نفيها.
التحالف مع عاشور
اين ذهب تحالف (الزلزلة /عاشور) الذي كان خلال انتخابات الدائرة الاولى البرلمانية عام 2003 وهل بالضرورة ان يكون هناك تحالف مضاد لكي يستمر ويصمد?
امر طبيعي ان تكون هناك تكتيكات في الانتخابات لكن هذه التكتيكات لابد وان تكون مشروعة اما غير المشروعة من هذه التكتيكات فبلا شك نرفضها ولا نطبقها واعتقد ان التكتيكات في الدائرة الاولى خلال الانتخابات الاخيرة لم تكن في بالنا او في حسباننا ولكن التحالف الذي صار بين الاخ احمد لاري والاخ محمد الدويهس كان شديد الوضوح اذ كانت هناك مجاميع خاصة بالاثنين تدعو للتصويت لهما معا علنا.
اتقصد انه كان هناك اغلاق للدائرة كما حدث عام 2003 وفقا لما صرحت آنذاك?
عام 2003 كان هناك اغلاق للدائرة فعلا حيث خاض الانتخابات اثنان من توجه سياسي واحد هو (التحالف الوطني الاسلامي) اما التحالف في 2006 فلم يكن اغلاقا للدائرة لانه كان بين مرشح من هذا التحالف ومرشح اخر من قبيلة العوازم ولهذا فقد تركت مع الاخ صالح عاشور الامر للناخبين يختاروا من يشاؤون. نعم كان هناك تنسيق فيما بيننا لكنه لم يكن بنفس القوة او الطريقة التي كان عليها في الانتخابات الاخيرة.
ولماذا?
لاننا كنا نعتقد ان التوجه كان لاعادة انتخابي مع الاخ صالح عاشور.
ثقة زائدة يعني?
لم نكن نعتقد ان التحالف بين العوازم وجماعة التحالف الوطني الاسلامي سيكون بتلك القوة التي كان عليها في (الاولى) وانعكس على دوائر اخرى, ثم كان هناك تكتيك اخر ساهم في اخفاق الزلزلة وهو الدعوة وبقوة الى الصوت الاعور.
لمن كانت الدعوة بالتصويت بالاعور?
راجع الاصوات وستعرف لمن.
/ علاقتي بكل الوزراء كانت جيدة, نعم قد نختلف في بعض الامور لكن »ما صنع الحداد« ابداً والله لم يكن هناك سوى كل احترام وتقدير نبينا, قد تكون هذه الحالة عند وزراء آخرين لا أعرف.
\ ولم يكن هناك ضرب تحت الحزام?
/ ابداً .. أبداً وسأقول لك ما يحدث وهو ان بعض الوزراء يسربون اخباراً فانت قد تكون متحدثاً في قضية ما فهو يسرب انك قلت كذا وكذا, نعم هذا كان موجوداً وكنا في كل جلسة نأتي ونقول: يا جماعة نحن في اجتماع يفترض فيه السرية والتسريب الذي يحدث من بعض الوزراء يجب الا يحدث وكان سمو الرئيس يؤكد ويشدد على ذلك, اما »ما صنع الحداد« أبداً.
\ هذا التسريب هل قل في الفترة الاخيرة برأيك أم زاد?
/ زاد, الحين قبل ما ينتهي مجلس الوزراء الناس تدري ايش قاعد يصير داخله.
\ أقسمت خلال توليك الوزارة على عدم وجود فريقين متصارعين داخل مجلس الوزراء وكان ذلك في برنامج متلفز لكن هناك من اعتقد بأنك تبالغ كثيرة بهذا القول?
/ ما زلت اؤكد عدم وجود صراعات او فريقين يعملان ضد بعضهما البعض, فقط وهذا طبيعي ان يكون هناك رأيان عند مناقشة اي قضية وهذا امر لابد وان يحدث حتى في مجالس ادارات الشركات لكن فريقان متحاربان متصارعان لا .. لا .. لا.
ويسألونك عن الكتل
\ هل ما زالت عند رأيك بان التكتلات البرلمانية هشة وتعمل وفق مصالحها السياسية?
/ طبعاً .. طبعاً والدليل انتخابات امين السر والمراقب الاخيرة وسترى خلال الفترة المقبلة اختلافات اخرى في قضايا محددة لا اريد ان اتحدث عنها ولكنى عند المحك يحدث التساقط, انها لا يمكن ان تؤدي دورها السياسي المطلوب وهي تعتمد على مصالح الافراد في ظل اختلاف قناعاتهم.
\ كيف تستشرف في ضوء هذه الرؤية اذن مستقبل تكتل الكتل?
/ هناك قضايا قد يتفقون عليها لكن في الأعم الاغلب لن يكون هناك اتفاقاً فيما بينهم وهذه ليست دعوة مني لعدم وجود كتل سياسية داخل البرلمان فوجودها شيء جيد ومؤثر صحي لكنك سألتني عن مدى هشاشتها والواقع يؤكد انها لا تزال هشة لان طبيعة هذه الكتل لم تتبلور لكي تفرز لنا تكتلاً قادراً على الصمود عند المواقف السياسية.
\ ما رؤيتك للكتلة الاسلامية تحديداً التي تضم اكبر عدد من النواب?
/ هي اكثر الكتل هشاشة والدليل خروج احد اعضائها كل فترة ليقول: سنطرد اثنين او ثلاثة من اولئك الذين نعتبرهم حكوميين وهذا نشر في الصحف وهم انفسهم يقولون بان هناك انفلاتاً وعدم التزام داخل الكتلة بشأن القرارات التي تؤخذ داخلها ولهذا فحسب ما نرى منذ العام 2003 الى الان ان اختراق هذه الكتلة سهل جداً متى ما رغبت الحكومة فرص توجه ما وهناك تجارب كثيرة تدل على ذلك.
\ وماذا عن التكتل الشعبي?
/ اعتقد انه من أقوى الكتل داخل المجلس واستطاع ان ثبت تماسكه.
\ لكنك قلت من قبل انه لم يكن نجما في يوم من الأيام?
/ لم يكن نجماً نعم وانا اقول ذلك لان اختراقه كان صعباً في فترة من الفترات ورغم اختراقه اخيراً عند انتخابات بأمين السر والمراقب في ظل اختراق كل الكتل لكنه يبقى اقلها اختراقاً ولكي نكون منصفين نقول بأنه نعم في بعض القضايا قدم هذا »التكتل« شيئاً مفيداً للبلد لكن ليس في كل القضايا.
\ وكتلة العمل الوطني?
/ الى الان لم نر منها شيئاً واضحاً له اثر ايجابي على صعيد التنمية في الوطن واتمنى ان يكون لهم هذا الاثر في المرحلة المقبلة وما أعرفه انهم يحاولون ايجاد صلات معنية مع السلطة لكي يكون هناك تعديل حكومي وتغيير لبعض الوزراء وهذا حسب ما طرحته الصحف.
\ وهل الكويت بحاجة الى مثل هذا التعديل الان برأيك?
تغيير الوجوه امر هين لكن يبقى الاهم تغيير اسلوب وستراتيجية الحكومة وايجاد نهج واضح مفيد للتنمية.
صح لسانك يا شيخ
\ في مقال قيم له قال المحافظ الشيخ على الجابر الاحمد الصباح: »بدلاً من ان نتقدم بالديمقراطية الى الامام اصبحنا نسحبها الى الوراء والبركة في الموجودين على الساحة ما تعليقك على هذا الكلام?
/ كلام صحيح مئة في المئة ولا خلاف بشأنه قيد انمله.
\ كيف تدلل على هذا الذي ذهب اليه الشيخ على?
/ شوف هناك ادوات ديمقراطية دستورية يمكن الاستفادة منها في تنمية الوطن وما ذكره الاخ الفاضل الشيخ على صحيح اذ لابد من الاستفادة من الديمقراطية لصالح التنمية والرقي لكن البعض استغل هذه الديمقراطية واقولها بصرحة بأن هؤلاء موجودون في الحكومة وفي مجلس الامة فبعض الوزراء افسدوا وامعنوا في الفساد الان في الحكومة الحالية فعندما يأتي الوزير ويعين اقاربه ومحسوبية او يعين اناساً محسوبين على هذا النائب او ذاك خوفاً من الاستجواب او يسهل اموراً معينة للبعض فان هذا يعني مساهمة في الفساد, على الجانب الاخر نرى نواباً يذهبون للوزراء ويطلبون منهم طلبات غير قانونية وتتسم بالافساد مثل ترقية زيد على حساب عمرو رغم ان الاخير هو الاحق والافضل فان هذا فساد, لذا فان مسؤولية الفساد هي على السلطتين واذا ما رغبنا فعلاً مواجهة هذا النوع من الفساد فيجب الا نرى نائباً داخل مكتب وزير.
\ وهل هذا ممكن?
/ نعم ممكن فوجود نائب عند الوزير يعني انه يساهم في الفساد ولتترك عنا مقولة »والله هذا ذاهب لرفع الظلم عن انسان« فالنائب الذي يريد رفع الظلم له ان يفعل ذلك في مجلس الامة فالوزراء يذهبون الى الجلسات وللانصاف اقول بأن بعض الوزراء يسهمون في هذا الامر عندما يحدثهم النائب في امر ما فيقول له: تعال الى في المكتب احسن, نعم دور النائب المحاسبة والمراقبة ورفع الظلم عن الناس لكن يجب ان يكون ذلك في الاطار الصحيح اي تحت القبة في مجلس الامة لا عند المسؤولين في اروقة الوزارات, »الآن ونحن نتحدث اذا ما قررنا الذهاب لأي وزارة فسنجد ثلاثة او اربعة نواب يفترون داخلها ان وجود النائب ذي الدور الرقابي عند الوزير يعني انه يستخدم صلاحيته الرقابية .
كم بلغت الأصوات (العورة) التي أسهمت في اخفاقك?
أكثر من 500 صوت وقد كان هذا بلا شك انقلاب في الستراتيجية الانتخابية التي كانت موجودة في الدائرة الأولى التي لم نلاحظ يوما فيها التصويت بالأعور وشخصياً كنت في محاضراتي وندواتي اشدد على ضرورة اختيار افضل عنصرين.
لماذا اختار العوازم برأيك التحالف مع (التحالف) ?
قد يكون لان التحالف الوطني الإسلامي عنده مجاميع سواء في سلوى أو في غيرها من المناطق التي يوجد بها عوازم كثر ولذا كان طبيعيا ان يكون هناك مثل هذا الاتحاد القوى.
هل لعب نواب العوازم آنذاك دوراً في هذا التقريب وذاك الاتحاد?
أبداً فهذه قضايا انتخابية وسياسية لا دخل فيها للعلاقات الشخصية.
حالة غير موجودة
سمعنا أن هناك من ذهبوا لصالح عاشور وقالوا له: لو تحالفت مع الزلزلة فسوف لن نعطيك أصواتنا?
هذا كلام صحيح فعلا وسمعته مباشرة من الأخ صالح عاشور.
سمعنا أيضا انكما تحالفتما بقوة في الساعات الاخيرة في محاولة لاجهاض التحالف المضاد?
أبداً, فقط قلت لك كان هناك نوع من التنسيق بيننا أما تحالف فلم يحدث اطلاقا.
هل صحيح ان ثمة حساسية نجح البعض في زرعها بينك وبين النائب صالح اتبعها ضرب متبادل بينكما تحت الحزام كان ربما واضحا في ندواتكما ففي حين كان هو يدعو بقوة إلى اسقاط القروض كنت أنت تنتقد من يصارخ على الحكومة?
لا .. لا .. لم أكن أناقض ما كان يقوله الأخ صالح وقد كان لكل منا رأيه الخاص في كثير من القضايا لكن التنسيق بيننا كان قائما في كل الأحوال.
بصراحة: هل العلاقة بينك وبين »أبو مهدي« لا تزال على نفس طبيعتها ووتيرتها وقوتها التي كانت عليها عام 2003 واستمرت ثلاث سنوات كذلك?
العلاقة بيننا كانت تحكمها حالة سياسية معينة فوجودنا معاً في مجلس الأمة جعل التنسيق والتناغم بيننا أمراً طبيعياً لكي نستطيع الخروج بعمل نافع للبلاد والآن هذه الحالة السياسية الآن غير موجودة.
في عام 2003 قلت بأنك واجهت الضرب تحت الحزام فأي نوع من الضرب واجهت في الانتخابات الاخيرة?
اعتقد ان الضرب تحت الحزام في الانتخابات الاخيرة خف كثيرا وان بقي بعض الجهلاء من هذا الطرف أوذاك لكن بشكل عام انتخابات الدائرة الأولى سارت بسلاسة وكان هناك نوع من الاحترام المتبادل بين كل الأطياف رغم التحالفات التي تمت فوق وتحت وبجوار الطاولة واكرر بان وجود تحالفات يعني تنفيذ ستراتيجيات فكل مرشح يسعى للنجاح في نهاية الأمر.
الا تعتقد ان التحالف الوطني الاسلامي اثبت علو كعبه بشكل عام في الانتخابات الاخيرة?
اعتقد انه استخدم تكتيكات انتخابية ناجحة وهذا نتيجة لخبرته العريقة منذ العام 1981 إلى الآن في الانتخابات والتي جعلته يحرك احجار الشطرنج السياسي بالطريقة التي تخدمه واعتقد انه وبعد خسارته في عام 2003 استطاع دراسة الساحة السياسية الكويتية برؤية سليمة واستطاع ان يحسن التخطيط وينجح.
ألا يستحق أن نرفع له القبعة?
بلا شك .
ألم يكن فوز الدكتور فاضل صفر في انتخابات المجلس البلدي بمثابة جرس انذار لعودة التحالف الوطني الاسلامي للسيطرة على الدائرة الأولى?
ظروف خوض الدكتور فاضل صفر تختلف اختلافا كليا عن ظروف انتخابات مجلس الأمة بالطبع كان احد المؤشرات التي يجب وضعها في الاعتبار وقد تم وضعها بالفعل في الاعتبار وخضعت للدراسة لكن لو كان ممثل (التحالف) في انتخابات المجلس البلدي شخصية اخرى غير د.فاضل صفر ربما ما كان له ان ينجح لان الأخ د.فاضل شخصية محترمة من كل الاطياف وله كذلك عمق اسري وهذا ما أسهم في نجاحه.
ما علاقتك الحالية بالتحالف الوطني الاسلامي واقطابه في البرلمان?
في نهاية الأمر كلنا نسعى لمصلحة الكويت لكن من وجهة نظره وفي فترة من الفترات كنا نعتقد أو كانوا يعتقدون ان الدخول في حالة تنافرية قد ينعكس بنجاح اشخاص معينين ربما يكون تواجدهم السياسي بشكل أفضل من غيرهم وكما تعلم ففي الحياة السياسية لابد من تغيير الموقع السياسي والحركي لكي تكون مؤثرا, والآن استطيع ان اطمئن الجميع ان هناك نوعا من التناغم »ان صح التعبير« الذي يدعو إلى عدم التعرض لبعضنا البعض, وهناك اصوات تدعو الى الانفتاح على بعضنا البعض واصوات تدفع لايجاد تنسيق على صعيد ما هو مقبل من قضايا خصوصا بعد تغيير نظام الدوائر الانتخابية, وشخصيا لاخلاف لي مع اي شخص في التحالف أو غيره, باختصار الحالة غير متوترة كما كان الحال في 2003 وانما تتم بنوع من الاحترام المتبادل.
تركت بصمة
دعني انتقل لمحور آخر ذي صلة: هل تعتقد ان الوزارة التي حملت حقيبتها لثلاثة أشهر فقط قد اضرتك?
لعلك تعرفني كما يعرفني الكثيرون انني لا انظر اين اكون انطلاقا من قناعتي بقدرتي على تقديم ما ينفع وطني من اي موقع اكون فيه, ومن هذا المنطلق قبلت الحقيبة الوزارية التي كانت قد عرضت علي اكثر من مرة لكني قبلتها بعد ان اكتسبت الخبرة من خلال عضويتي في البرلمان وفهمي لمداخل ومخارج اللعبة السياسية وقبلت حقيبة(التجارة) التي تلائم تخصصي وعملت ووضعت والله مجموعة من المشاريع التي لو كنت قد استمرت في الوزارة لكنا قد بدأنا فيها الآن ان لم يكن انتهينا فيها واقولها بصراحة لك لا علاقة بتوزيري بالعملية الانتخابية التي كما قلت تتسم بالتكتيكات في المقام الأول وعلى العكس فأنا ارى ان وجودي في الحكومة كان سببا في ترك بصمة تذكر بي سواء على صعيد حماية المستهلك أو على صعيد الملكية الفكرية أو في مسألة البورصة اذ كنت من شكل فريق العمل الذي أعد الآن مشروع قانون لسوق المال, والحمد الله تعالى أشعر بكل الرضا عن أدائي رغم ان فترة توزيري كانت قليلة ولازلت متفاعلا مع الحياة السياسية وعلى اتصال دائم بكثير من النواب والوزراء ولازلت على اتصال بكل السلطات ورأيي يصل للجميع وآراؤهم تصل لي , نعم لقد خرجت من الوزارة لكني بقيت د.يوسف الزلزلة.
بصراحة ألا تردد احيانا بينك وبين نفسك: ألا ليت الوزارة تعود يوما?
أبدا والله العظيم, وشوف لقد كنت ومازلت اقول بأن موقعي الطبيعي في جامعة الكويت لانني خلقت لكي اكون معلما اذ يتملكني حب غير طبيعي لهذه المهنة التي انظر اليها منذ صغري على انها قضية مقدسة واذا ما ذهبت الى مكتبي الآن بالجامعة ستجد بروازاً يحمل حديث النبي عليه الصلاة والسلام (انما بعثت معلماً).
إذا عرضت عليك الحقيبة الوزارية مرة أخرى هل تقبل بحملها?
لا استطيع الاجابة الآن بنعم او بلا فلكل حادث حديث والامر يتوقف على اعتبارات عدة اهمها ضمان الخدمة من موقع استطيع العطاء من خلاله وهذا امر طبيعي ولذلك فلست متحسرا على انني لست بوزير او بنائب لأن موقعي الطبيعي في الجامعة كأستاذ فيها.
لكنك خلال الحملة الانتخابية اعلنت انك ستقبل الوزارة اذا ما عرضت عليك?
نعم ولكني حددت وقلت في الوزارة التي استطيع ان اعطي فيها ومازلت على هذه القناعة.
الم يكن لذلك تأثير عليك في الانتخابات.
أبدا.. أبدا.
كلام سيئ
بعد ان قدمت استقالتك من الحكومة استعدادا لخوض الانتخابات قلت بأنك حوربت ممن اهتزت عروشهم خلال فترة قيادتك لوزارة التجارة.
نعم.
من هؤلاء الذين هززت عروشهم?
كثر وهم الذين كانوا يستغلون انظمة ولوائح وزارة التجارة التي لم تكن تنفذ بحقهم او تطبق عليهم فقد كان هناك مفسدون ومزورون كثر في الديرة يستغلون بساطة الناس منهم جاميع كبيرة من التجار الذين كانوا يدخلون البلد سلعا مقلدة باعتبارها اصلية وهؤلاء تصدينا لهم وفقعنا عيونهم.
كويتيون ام من غيرهم?
من الاثنين فالكويتيون كنا نحيلهم الى النيابة وغير الكويتيين من كبار التجار كنا نسفرهم وعندما تسلمت الوزارة رأيت ملفات متخمة بجرائم كثيرة لتجار لم يكن هناك تعرض لهم فحولتهم كلهم الى النيابة دون استثناء ولهذا فقد تحرك علي هؤلاء المتضررون الذين طبقت القانون عليهم وراحوا وتكلموا عني بكلام سيئ.
في الدائرة?
نعم في الدائرة وفي خارج الدائرة وعند الناس والسلطة.
نجحوا في التأثير عليك في الانتخابات الاخيرة?
طبعا لاشك أثروا.
اذن هل يمكن القول انك دفعت فاتورة القوة ابان توليك الوزارة?
نعم ومازلت بفضل الله تعالى قويا وعلى يقين بأن ما فعلته هو الصواب وليس منا من هو معصوم من الاذى فالنبي عليه الصلاة والسلام وهو اعظم شخصية بشرية قال: (ما أوذي نبي في أمته كما أوذيت في أمتي) وما هذا الا لأنه كان يريد تطبيق العدل على الجميع وهناك من لم يرضوا بذلك.
هؤلاء الذين هززت عروشهم الم يحاولوا اغراءك واستمالتك?
كثير.
كيف?
بكل شيء وبكل ما يخطر في بالك ولست انا فقط ولكن كل من يطبق القانون على الجميع.
نحن نتحدث الآن عن حالتك.. كيف حاول هؤلاء اغراءك?
مثلا الطلب مني ان اخفف عليهم شوية مقابل استخدامهم كل الوسائل من اجل استمراري في الوزارة ودعمي عند اي موقف احتاج فيه الى الدعم وقس على هذا ما شئت وبالطبع لم يكن هذا الكلام عن طريقهم مباشرة ولكنه كان يأتيني بطرق غير مباشرة حتى لا يوقعوا أنفسهم تحت طائلة القانون.
نعم حدث
سمعنا ان بعض وجهاء الشيعة مارسوا شيئا من الضغوط عند تشكيل الحكومة الماضية بهدف اعادتكم لوزارة التجارة الى اي مدى يحمل هذا الكلام من الصحة?
وانا ايضا سمعت هذا كما سمعتموه.
ما الذي سمعته في هذه الجزئية?
سمعت ان كثيرا من الاخوة الذين قابلهم سمو رئيس الوزراء قالوا له بأن د.الزلزلة شخص يملك المقومات الممتازة لاستمراره في الحكومة واقترحوا على سموه استمراري وحتى هناك من قابل الرئيس ثم خرج وهاتفني وأخبرني بذلك فشكرتهم على حسن ظنهم.
عدم التوفيق ربما كان عائقا امام عودتك للحكومة?
اعتقد ان جزءا من ذلك صحيح.
هناك من يقول بأن جينات د.يوسف »خلاص صارت حكومية«?
ضحك طويلا ثم قال: اتمنى ان تسأل زملائي في مجلس الوزراء عن مواقفي لتعرف اي اسلوب اتبع فقد كنت مدافعا شرسا عن اية قضية ارى انها لصالح الوطن.
كيف كنت تدافع بشراسة?
بالموضوعية والحجة والبرهان والارقام وايضا بالهدوء فليس كل القضايا تؤخذ بالصراع ورفع الصوت وبإمكاني الصراخ ولكن الهدوء والعقل والحكمة هي الاسلوب الامثل الذي دعنا اليه في شريعتنا السمحاء وقد اثبت هذا الاسلوب جدواه في كثير من القضايا وسأعطيك دليلا: عندما اثيرت قضية متعلقة بالارقام وهي الفوائد على المتقاعدين وزيادة الخمسين دينارا كان اعتراض الحكومة دائما ومستمرا فطلب مني بعض النواب ان اتكلم لإقناع الحكومة ففعلت وطرحت الامر من خلال الارقام وبشكل هادئ جدا فما كان من سمو الامير وكان آنذاك رئيسا للوزراء الا ان قال: اذا كانت ارقام د.يوسف صحيحة فلا مشكلة عندنا وعلى اثر ذلك تم الاتفاق بين المجلس والحكومة, وللاسف عندما نتحدث بتعقل وهدوء يتصور البعض ان من يفعل ذلك حكومي لأنه لا يصارخ وبالطبع فإن المسألة ليست بالصياح والصراخ.
هذا يستدعي السؤآل: الى اين يمكن ان تأخذنا حالة الصياح والصراخ التي كثيرا ما تنتاب الساحة السياسية وتسود في قاعة عبد الله السالم?
ستأخذنا الى حالة اكبر من التردي الذي تحدثت عنه والى مزيد من اهمال التنمية فعندما يصارخ طرف على آخر حتى ولو كان محقا فإن هذا الطرف الآخر ولو من باب العناد سوف لن يستمع له وانظر الى تصلب الحكومة في قرارها في كثير من الموضوعات التي يصارخ عند مناقشتها البعض لأن الجميع يظلون بشرا وردة فعلهم تكون طبيعية.
فقط التسريب
في حوار لنا قبل اسابيع مع النائب السابق مبارك الدويلة قال بأن الوزراء بينهم وبين بعضهم البعض ما صنع الحداد.. ألم تكن شاهدا على هذه الحالة?
أجرى الحوار ¯ فوزي محمد عويس
اكد وزير التجارة والصناعة وعضو مجلس الامة السابق الدكتور يوسف الزلزلة ان خيار حل البرلمان دستوريا لا يزال قائما في ظل تردي الاوضاع على الساحة والتي حمل مسؤوليتها للسلطتين التنفيذية والتشريعية معا فقال بأن بعض الوزراء والنواب افسدوا بل وامعنوا في الفساد, واقترح في حوار خاص مع »السياسة« اتسم بالصراحة والجرأة والشفافية والموضوعية لمواجهة هذا الفساد اتفاق السلطتين معا على عدم تردد النواب على مكاتب الوزراء.
وقال الزلزلة ان سمو رئيس الحكومة متعاون وراغب في الاصلاح لكن هناك من الوزراء من يقفون عقبة في طريق هذا الاصلاح? وانتقد تصاعد الحالة الاستجوابية التي جعلت بعض النواب يبحثون لهم عن مجرد وزير يستجوبونه لكي تزيد شعبيتهم على غرار ما فعل اخرون وعلى طريقة (مع الخيل يا شقرا). كما انتقد حالة الصياح والصراخ تحت القبة البرلمانية مؤكدا انها احيانا تدفع الحكومة الى العناد.
ورفع د. يوسف القبعة خلال الحوار في جرأة وشجاعة للتحالف الوطني الاسلامي كونه استطاع ان يحرك احجار الشطرنج السياسي ويلعبها (صح) في الانتخابات الاخيرة ووجه سهام العتب الى النائب صالح عاشور دون ان يسميه صراحة وقال بأن 500 صوت أعور تسببوا في خروجه من البرلمان. وشدد على ان هذا الخروج لم يحرك شعرة من رأسه لان موقعه الطبيعي معلم في الجامعة.
الحوار مع د. يوسف الزلزلة تضمن محاور عديدة ومحطات كثيرة توقفنا عند بعضها طويلا ومررنا على البعض الاخر مرور الكرام فالى التفاصيل:
في البداية سألته: كيف تعيش وتتعايش مع هذه الاحداث السياسية الصاخبة وانت خارج دائرة صنع القرار?
من تعود على التفاعل مع الحياة السياسية لا يمكن بحال ان يتوقف عن هذا التفاعل وهو خارج اطار المواقع السياسية سواء كان نائبا ام وزيرا.
ما الفرق بين التفاعل مع الحياة السياسية في الحالتين?
جل اهتمام المتفاعل مع الحياة السياسية في داخل دائرة صنع القرار يكون في اطار الاحداث لكن التفاعل من خارج هذه الدائرة يكون اكثر دقة وموضوعية ولهذا يأتي تقييمه بشكل متزن.
اذن نأمل في تقييمك المتزن لواقع الاحداث السياسية التي تعيشها الكويت الان?
بلا شك فان هذه الحالة المتوترة في العلاقة بين السلطتين تؤثر على التنمية في البلاد وعندما اعايش هذه الحالة اتأثر كثيرا واتحسر لاننا كلما تقدمنا خطوة للامام ما نلبث ان نتراجعها ولهذا فقد تأخرت الكويت على جميع المستويات والاصعدة وفي شتى المجالات ولم يعد عندنا من مجال نفخر به فعلى الصعيد السياسي او الاجتماعي او الاقتصادي هناك تراجع ملحوظ جدا ولا شك ان السلطتين التنفيذية والتشريعية معا يتحملان المسؤولية.
دعنا نتحدث عن المشهد السياسي في الآونة الاخيرة فقد كان هناك حديث عن حل غير دستوري تصاعد رويدا رويدا الى ان نفته القيادة السياسية. كيف استقبل رادارك هذا الذي حدث?
نعم قرأنا في الصحف وسمعنا في الدواوين وكانت هناك احاديث تدور في هذا الاطار بعضها يثار بصراحة والبعض الاخر تتردد على استحياء سواء من سياسيين او من غيرهم لكن يبقى في نهاية الامر ان قضية الحل كانت واردة وهو امر لا يملكه سوى صاحب السمو الامير.
هل كنت ترى ان الامور فعلا كانت تتجه الى الحل?
نعم وذلك نتيجة لحالة التردي في العلاقة بين الحكومة والنواب وكمحصلة لما كان يطرح في البرلمان وردود افعال الحكومة التي كانت في اتجاه التصعيد والتأزيم وليس في اتجاه التهدئة او التنمية ولذا كان كثيرا من المواطنين يرون بامكانية ان يكون هناك حل دستوري لمجلس الامة اما الحل غير الدستوري الذي تردد ان هناك من هم قريبون من السلطة ويدفعون اليه وهو الكلام الذي اثاره بعض النواب فانني اؤكد ان المقربين من صاحب السمو الامير يعرفون تماما ان الحل على هذا النحو لم يكن واردا وقد سمعت شخصيا هذا التأكيد من سموه لكن يبقى الحل الدستوري بيده هو فقط يلجأ اليه متى ما تيقن ان الحاجة له ضرورة.
الحل وارد
هل تعتقد ان المرحلة المقبلة ربما تشهد حلا دستوريا?
الحل الدستوري خيار سيفرض نفسه بالتأكيد اذا ما تعرض امن البلاد للخطر ويبقى هذا حق لسمو الامير يلجأ اليه متى ما يرى.
اذن الحل الدستوري لا يزال قائما?
نعم.
حتى هذه اللحظة?
حتى هذه اللحظة.
ما تعليقك على كلام النائب احمد السعدون: هناك من اطلق كذبة الحل غير الدستوري ثم كذبها?
يسأل الأخ السعدون لكني اعتقد انه كان من المهم جدا ان يذكر لنا من هم هؤلاء الاشخاص الذين دعوا الى الحل غير الدستوري ثم نفوا ذلك لكي نحاسبهم على اطلاق الكذبة ثم على نفيها.
التحالف مع عاشور
اين ذهب تحالف (الزلزلة /عاشور) الذي كان خلال انتخابات الدائرة الاولى البرلمانية عام 2003 وهل بالضرورة ان يكون هناك تحالف مضاد لكي يستمر ويصمد?
امر طبيعي ان تكون هناك تكتيكات في الانتخابات لكن هذه التكتيكات لابد وان تكون مشروعة اما غير المشروعة من هذه التكتيكات فبلا شك نرفضها ولا نطبقها واعتقد ان التكتيكات في الدائرة الاولى خلال الانتخابات الاخيرة لم تكن في بالنا او في حسباننا ولكن التحالف الذي صار بين الاخ احمد لاري والاخ محمد الدويهس كان شديد الوضوح اذ كانت هناك مجاميع خاصة بالاثنين تدعو للتصويت لهما معا علنا.
اتقصد انه كان هناك اغلاق للدائرة كما حدث عام 2003 وفقا لما صرحت آنذاك?
عام 2003 كان هناك اغلاق للدائرة فعلا حيث خاض الانتخابات اثنان من توجه سياسي واحد هو (التحالف الوطني الاسلامي) اما التحالف في 2006 فلم يكن اغلاقا للدائرة لانه كان بين مرشح من هذا التحالف ومرشح اخر من قبيلة العوازم ولهذا فقد تركت مع الاخ صالح عاشور الامر للناخبين يختاروا من يشاؤون. نعم كان هناك تنسيق فيما بيننا لكنه لم يكن بنفس القوة او الطريقة التي كان عليها في الانتخابات الاخيرة.
ولماذا?
لاننا كنا نعتقد ان التوجه كان لاعادة انتخابي مع الاخ صالح عاشور.
ثقة زائدة يعني?
لم نكن نعتقد ان التحالف بين العوازم وجماعة التحالف الوطني الاسلامي سيكون بتلك القوة التي كان عليها في (الاولى) وانعكس على دوائر اخرى, ثم كان هناك تكتيك اخر ساهم في اخفاق الزلزلة وهو الدعوة وبقوة الى الصوت الاعور.
لمن كانت الدعوة بالتصويت بالاعور?
راجع الاصوات وستعرف لمن.
/ علاقتي بكل الوزراء كانت جيدة, نعم قد نختلف في بعض الامور لكن »ما صنع الحداد« ابداً والله لم يكن هناك سوى كل احترام وتقدير نبينا, قد تكون هذه الحالة عند وزراء آخرين لا أعرف.
\ ولم يكن هناك ضرب تحت الحزام?
/ ابداً .. أبداً وسأقول لك ما يحدث وهو ان بعض الوزراء يسربون اخباراً فانت قد تكون متحدثاً في قضية ما فهو يسرب انك قلت كذا وكذا, نعم هذا كان موجوداً وكنا في كل جلسة نأتي ونقول: يا جماعة نحن في اجتماع يفترض فيه السرية والتسريب الذي يحدث من بعض الوزراء يجب الا يحدث وكان سمو الرئيس يؤكد ويشدد على ذلك, اما »ما صنع الحداد« أبداً.
\ هذا التسريب هل قل في الفترة الاخيرة برأيك أم زاد?
/ زاد, الحين قبل ما ينتهي مجلس الوزراء الناس تدري ايش قاعد يصير داخله.
\ أقسمت خلال توليك الوزارة على عدم وجود فريقين متصارعين داخل مجلس الوزراء وكان ذلك في برنامج متلفز لكن هناك من اعتقد بأنك تبالغ كثيرة بهذا القول?
/ ما زلت اؤكد عدم وجود صراعات او فريقين يعملان ضد بعضهما البعض, فقط وهذا طبيعي ان يكون هناك رأيان عند مناقشة اي قضية وهذا امر لابد وان يحدث حتى في مجالس ادارات الشركات لكن فريقان متحاربان متصارعان لا .. لا .. لا.
ويسألونك عن الكتل
\ هل ما زالت عند رأيك بان التكتلات البرلمانية هشة وتعمل وفق مصالحها السياسية?
/ طبعاً .. طبعاً والدليل انتخابات امين السر والمراقب الاخيرة وسترى خلال الفترة المقبلة اختلافات اخرى في قضايا محددة لا اريد ان اتحدث عنها ولكنى عند المحك يحدث التساقط, انها لا يمكن ان تؤدي دورها السياسي المطلوب وهي تعتمد على مصالح الافراد في ظل اختلاف قناعاتهم.
\ كيف تستشرف في ضوء هذه الرؤية اذن مستقبل تكتل الكتل?
/ هناك قضايا قد يتفقون عليها لكن في الأعم الاغلب لن يكون هناك اتفاقاً فيما بينهم وهذه ليست دعوة مني لعدم وجود كتل سياسية داخل البرلمان فوجودها شيء جيد ومؤثر صحي لكنك سألتني عن مدى هشاشتها والواقع يؤكد انها لا تزال هشة لان طبيعة هذه الكتل لم تتبلور لكي تفرز لنا تكتلاً قادراً على الصمود عند المواقف السياسية.
\ ما رؤيتك للكتلة الاسلامية تحديداً التي تضم اكبر عدد من النواب?
/ هي اكثر الكتل هشاشة والدليل خروج احد اعضائها كل فترة ليقول: سنطرد اثنين او ثلاثة من اولئك الذين نعتبرهم حكوميين وهذا نشر في الصحف وهم انفسهم يقولون بان هناك انفلاتاً وعدم التزام داخل الكتلة بشأن القرارات التي تؤخذ داخلها ولهذا فحسب ما نرى منذ العام 2003 الى الان ان اختراق هذه الكتلة سهل جداً متى ما رغبت الحكومة فرص توجه ما وهناك تجارب كثيرة تدل على ذلك.
\ وماذا عن التكتل الشعبي?
/ اعتقد انه من أقوى الكتل داخل المجلس واستطاع ان ثبت تماسكه.
\ لكنك قلت من قبل انه لم يكن نجما في يوم من الأيام?
/ لم يكن نجماً نعم وانا اقول ذلك لان اختراقه كان صعباً في فترة من الفترات ورغم اختراقه اخيراً عند انتخابات بأمين السر والمراقب في ظل اختراق كل الكتل لكنه يبقى اقلها اختراقاً ولكي نكون منصفين نقول بأنه نعم في بعض القضايا قدم هذا »التكتل« شيئاً مفيداً للبلد لكن ليس في كل القضايا.
\ وكتلة العمل الوطني?
/ الى الان لم نر منها شيئاً واضحاً له اثر ايجابي على صعيد التنمية في الوطن واتمنى ان يكون لهم هذا الاثر في المرحلة المقبلة وما أعرفه انهم يحاولون ايجاد صلات معنية مع السلطة لكي يكون هناك تعديل حكومي وتغيير لبعض الوزراء وهذا حسب ما طرحته الصحف.
\ وهل الكويت بحاجة الى مثل هذا التعديل الان برأيك?
تغيير الوجوه امر هين لكن يبقى الاهم تغيير اسلوب وستراتيجية الحكومة وايجاد نهج واضح مفيد للتنمية.
صح لسانك يا شيخ
\ في مقال قيم له قال المحافظ الشيخ على الجابر الاحمد الصباح: »بدلاً من ان نتقدم بالديمقراطية الى الامام اصبحنا نسحبها الى الوراء والبركة في الموجودين على الساحة ما تعليقك على هذا الكلام?
/ كلام صحيح مئة في المئة ولا خلاف بشأنه قيد انمله.
\ كيف تدلل على هذا الذي ذهب اليه الشيخ على?
/ شوف هناك ادوات ديمقراطية دستورية يمكن الاستفادة منها في تنمية الوطن وما ذكره الاخ الفاضل الشيخ على صحيح اذ لابد من الاستفادة من الديمقراطية لصالح التنمية والرقي لكن البعض استغل هذه الديمقراطية واقولها بصرحة بأن هؤلاء موجودون في الحكومة وفي مجلس الامة فبعض الوزراء افسدوا وامعنوا في الفساد الان في الحكومة الحالية فعندما يأتي الوزير ويعين اقاربه ومحسوبية او يعين اناساً محسوبين على هذا النائب او ذاك خوفاً من الاستجواب او يسهل اموراً معينة للبعض فان هذا يعني مساهمة في الفساد, على الجانب الاخر نرى نواباً يذهبون للوزراء ويطلبون منهم طلبات غير قانونية وتتسم بالافساد مثل ترقية زيد على حساب عمرو رغم ان الاخير هو الاحق والافضل فان هذا فساد, لذا فان مسؤولية الفساد هي على السلطتين واذا ما رغبنا فعلاً مواجهة هذا النوع من الفساد فيجب الا نرى نائباً داخل مكتب وزير.
\ وهل هذا ممكن?
/ نعم ممكن فوجود نائب عند الوزير يعني انه يساهم في الفساد ولتترك عنا مقولة »والله هذا ذاهب لرفع الظلم عن انسان« فالنائب الذي يريد رفع الظلم له ان يفعل ذلك في مجلس الامة فالوزراء يذهبون الى الجلسات وللانصاف اقول بأن بعض الوزراء يسهمون في هذا الامر عندما يحدثهم النائب في امر ما فيقول له: تعال الى في المكتب احسن, نعم دور النائب المحاسبة والمراقبة ورفع الظلم عن الناس لكن يجب ان يكون ذلك في الاطار الصحيح اي تحت القبة في مجلس الامة لا عند المسؤولين في اروقة الوزارات, »الآن ونحن نتحدث اذا ما قررنا الذهاب لأي وزارة فسنجد ثلاثة او اربعة نواب يفترون داخلها ان وجود النائب ذي الدور الرقابي عند الوزير يعني انه يستخدم صلاحيته الرقابية .
كم بلغت الأصوات (العورة) التي أسهمت في اخفاقك?
أكثر من 500 صوت وقد كان هذا بلا شك انقلاب في الستراتيجية الانتخابية التي كانت موجودة في الدائرة الأولى التي لم نلاحظ يوما فيها التصويت بالأعور وشخصياً كنت في محاضراتي وندواتي اشدد على ضرورة اختيار افضل عنصرين.
لماذا اختار العوازم برأيك التحالف مع (التحالف) ?
قد يكون لان التحالف الوطني الإسلامي عنده مجاميع سواء في سلوى أو في غيرها من المناطق التي يوجد بها عوازم كثر ولذا كان طبيعيا ان يكون هناك مثل هذا الاتحاد القوى.
هل لعب نواب العوازم آنذاك دوراً في هذا التقريب وذاك الاتحاد?
أبداً فهذه قضايا انتخابية وسياسية لا دخل فيها للعلاقات الشخصية.
حالة غير موجودة
سمعنا أن هناك من ذهبوا لصالح عاشور وقالوا له: لو تحالفت مع الزلزلة فسوف لن نعطيك أصواتنا?
هذا كلام صحيح فعلا وسمعته مباشرة من الأخ صالح عاشور.
سمعنا أيضا انكما تحالفتما بقوة في الساعات الاخيرة في محاولة لاجهاض التحالف المضاد?
أبداً, فقط قلت لك كان هناك نوع من التنسيق بيننا أما تحالف فلم يحدث اطلاقا.
هل صحيح ان ثمة حساسية نجح البعض في زرعها بينك وبين النائب صالح اتبعها ضرب متبادل بينكما تحت الحزام كان ربما واضحا في ندواتكما ففي حين كان هو يدعو بقوة إلى اسقاط القروض كنت أنت تنتقد من يصارخ على الحكومة?
لا .. لا .. لم أكن أناقض ما كان يقوله الأخ صالح وقد كان لكل منا رأيه الخاص في كثير من القضايا لكن التنسيق بيننا كان قائما في كل الأحوال.
بصراحة: هل العلاقة بينك وبين »أبو مهدي« لا تزال على نفس طبيعتها ووتيرتها وقوتها التي كانت عليها عام 2003 واستمرت ثلاث سنوات كذلك?
العلاقة بيننا كانت تحكمها حالة سياسية معينة فوجودنا معاً في مجلس الأمة جعل التنسيق والتناغم بيننا أمراً طبيعياً لكي نستطيع الخروج بعمل نافع للبلاد والآن هذه الحالة السياسية الآن غير موجودة.
في عام 2003 قلت بأنك واجهت الضرب تحت الحزام فأي نوع من الضرب واجهت في الانتخابات الاخيرة?
اعتقد ان الضرب تحت الحزام في الانتخابات الاخيرة خف كثيرا وان بقي بعض الجهلاء من هذا الطرف أوذاك لكن بشكل عام انتخابات الدائرة الأولى سارت بسلاسة وكان هناك نوع من الاحترام المتبادل بين كل الأطياف رغم التحالفات التي تمت فوق وتحت وبجوار الطاولة واكرر بان وجود تحالفات يعني تنفيذ ستراتيجيات فكل مرشح يسعى للنجاح في نهاية الأمر.
الا تعتقد ان التحالف الوطني الاسلامي اثبت علو كعبه بشكل عام في الانتخابات الاخيرة?
اعتقد انه استخدم تكتيكات انتخابية ناجحة وهذا نتيجة لخبرته العريقة منذ العام 1981 إلى الآن في الانتخابات والتي جعلته يحرك احجار الشطرنج السياسي بالطريقة التي تخدمه واعتقد انه وبعد خسارته في عام 2003 استطاع دراسة الساحة السياسية الكويتية برؤية سليمة واستطاع ان يحسن التخطيط وينجح.
ألا يستحق أن نرفع له القبعة?
بلا شك .
ألم يكن فوز الدكتور فاضل صفر في انتخابات المجلس البلدي بمثابة جرس انذار لعودة التحالف الوطني الاسلامي للسيطرة على الدائرة الأولى?
ظروف خوض الدكتور فاضل صفر تختلف اختلافا كليا عن ظروف انتخابات مجلس الأمة بالطبع كان احد المؤشرات التي يجب وضعها في الاعتبار وقد تم وضعها بالفعل في الاعتبار وخضعت للدراسة لكن لو كان ممثل (التحالف) في انتخابات المجلس البلدي شخصية اخرى غير د.فاضل صفر ربما ما كان له ان ينجح لان الأخ د.فاضل شخصية محترمة من كل الاطياف وله كذلك عمق اسري وهذا ما أسهم في نجاحه.
ما علاقتك الحالية بالتحالف الوطني الاسلامي واقطابه في البرلمان?
في نهاية الأمر كلنا نسعى لمصلحة الكويت لكن من وجهة نظره وفي فترة من الفترات كنا نعتقد أو كانوا يعتقدون ان الدخول في حالة تنافرية قد ينعكس بنجاح اشخاص معينين ربما يكون تواجدهم السياسي بشكل أفضل من غيرهم وكما تعلم ففي الحياة السياسية لابد من تغيير الموقع السياسي والحركي لكي تكون مؤثرا, والآن استطيع ان اطمئن الجميع ان هناك نوعا من التناغم »ان صح التعبير« الذي يدعو إلى عدم التعرض لبعضنا البعض, وهناك اصوات تدعو الى الانفتاح على بعضنا البعض واصوات تدفع لايجاد تنسيق على صعيد ما هو مقبل من قضايا خصوصا بعد تغيير نظام الدوائر الانتخابية, وشخصيا لاخلاف لي مع اي شخص في التحالف أو غيره, باختصار الحالة غير متوترة كما كان الحال في 2003 وانما تتم بنوع من الاحترام المتبادل.
تركت بصمة
دعني انتقل لمحور آخر ذي صلة: هل تعتقد ان الوزارة التي حملت حقيبتها لثلاثة أشهر فقط قد اضرتك?
لعلك تعرفني كما يعرفني الكثيرون انني لا انظر اين اكون انطلاقا من قناعتي بقدرتي على تقديم ما ينفع وطني من اي موقع اكون فيه, ومن هذا المنطلق قبلت الحقيبة الوزارية التي كانت قد عرضت علي اكثر من مرة لكني قبلتها بعد ان اكتسبت الخبرة من خلال عضويتي في البرلمان وفهمي لمداخل ومخارج اللعبة السياسية وقبلت حقيبة(التجارة) التي تلائم تخصصي وعملت ووضعت والله مجموعة من المشاريع التي لو كنت قد استمرت في الوزارة لكنا قد بدأنا فيها الآن ان لم يكن انتهينا فيها واقولها بصراحة لك لا علاقة بتوزيري بالعملية الانتخابية التي كما قلت تتسم بالتكتيكات في المقام الأول وعلى العكس فأنا ارى ان وجودي في الحكومة كان سببا في ترك بصمة تذكر بي سواء على صعيد حماية المستهلك أو على صعيد الملكية الفكرية أو في مسألة البورصة اذ كنت من شكل فريق العمل الذي أعد الآن مشروع قانون لسوق المال, والحمد الله تعالى أشعر بكل الرضا عن أدائي رغم ان فترة توزيري كانت قليلة ولازلت متفاعلا مع الحياة السياسية وعلى اتصال دائم بكثير من النواب والوزراء ولازلت على اتصال بكل السلطات ورأيي يصل للجميع وآراؤهم تصل لي , نعم لقد خرجت من الوزارة لكني بقيت د.يوسف الزلزلة.
بصراحة ألا تردد احيانا بينك وبين نفسك: ألا ليت الوزارة تعود يوما?
أبدا والله العظيم, وشوف لقد كنت ومازلت اقول بأن موقعي الطبيعي في جامعة الكويت لانني خلقت لكي اكون معلما اذ يتملكني حب غير طبيعي لهذه المهنة التي انظر اليها منذ صغري على انها قضية مقدسة واذا ما ذهبت الى مكتبي الآن بالجامعة ستجد بروازاً يحمل حديث النبي عليه الصلاة والسلام (انما بعثت معلماً).
إذا عرضت عليك الحقيبة الوزارية مرة أخرى هل تقبل بحملها?
لا استطيع الاجابة الآن بنعم او بلا فلكل حادث حديث والامر يتوقف على اعتبارات عدة اهمها ضمان الخدمة من موقع استطيع العطاء من خلاله وهذا امر طبيعي ولذلك فلست متحسرا على انني لست بوزير او بنائب لأن موقعي الطبيعي في الجامعة كأستاذ فيها.
لكنك خلال الحملة الانتخابية اعلنت انك ستقبل الوزارة اذا ما عرضت عليك?
نعم ولكني حددت وقلت في الوزارة التي استطيع ان اعطي فيها ومازلت على هذه القناعة.
الم يكن لذلك تأثير عليك في الانتخابات.
أبدا.. أبدا.
كلام سيئ
بعد ان قدمت استقالتك من الحكومة استعدادا لخوض الانتخابات قلت بأنك حوربت ممن اهتزت عروشهم خلال فترة قيادتك لوزارة التجارة.
نعم.
من هؤلاء الذين هززت عروشهم?
كثر وهم الذين كانوا يستغلون انظمة ولوائح وزارة التجارة التي لم تكن تنفذ بحقهم او تطبق عليهم فقد كان هناك مفسدون ومزورون كثر في الديرة يستغلون بساطة الناس منهم جاميع كبيرة من التجار الذين كانوا يدخلون البلد سلعا مقلدة باعتبارها اصلية وهؤلاء تصدينا لهم وفقعنا عيونهم.
كويتيون ام من غيرهم?
من الاثنين فالكويتيون كنا نحيلهم الى النيابة وغير الكويتيين من كبار التجار كنا نسفرهم وعندما تسلمت الوزارة رأيت ملفات متخمة بجرائم كثيرة لتجار لم يكن هناك تعرض لهم فحولتهم كلهم الى النيابة دون استثناء ولهذا فقد تحرك علي هؤلاء المتضررون الذين طبقت القانون عليهم وراحوا وتكلموا عني بكلام سيئ.
في الدائرة?
نعم في الدائرة وفي خارج الدائرة وعند الناس والسلطة.
نجحوا في التأثير عليك في الانتخابات الاخيرة?
طبعا لاشك أثروا.
اذن هل يمكن القول انك دفعت فاتورة القوة ابان توليك الوزارة?
نعم ومازلت بفضل الله تعالى قويا وعلى يقين بأن ما فعلته هو الصواب وليس منا من هو معصوم من الاذى فالنبي عليه الصلاة والسلام وهو اعظم شخصية بشرية قال: (ما أوذي نبي في أمته كما أوذيت في أمتي) وما هذا الا لأنه كان يريد تطبيق العدل على الجميع وهناك من لم يرضوا بذلك.
هؤلاء الذين هززت عروشهم الم يحاولوا اغراءك واستمالتك?
كثير.
كيف?
بكل شيء وبكل ما يخطر في بالك ولست انا فقط ولكن كل من يطبق القانون على الجميع.
نحن نتحدث الآن عن حالتك.. كيف حاول هؤلاء اغراءك?
مثلا الطلب مني ان اخفف عليهم شوية مقابل استخدامهم كل الوسائل من اجل استمراري في الوزارة ودعمي عند اي موقف احتاج فيه الى الدعم وقس على هذا ما شئت وبالطبع لم يكن هذا الكلام عن طريقهم مباشرة ولكنه كان يأتيني بطرق غير مباشرة حتى لا يوقعوا أنفسهم تحت طائلة القانون.
نعم حدث
سمعنا ان بعض وجهاء الشيعة مارسوا شيئا من الضغوط عند تشكيل الحكومة الماضية بهدف اعادتكم لوزارة التجارة الى اي مدى يحمل هذا الكلام من الصحة?
وانا ايضا سمعت هذا كما سمعتموه.
ما الذي سمعته في هذه الجزئية?
سمعت ان كثيرا من الاخوة الذين قابلهم سمو رئيس الوزراء قالوا له بأن د.الزلزلة شخص يملك المقومات الممتازة لاستمراره في الحكومة واقترحوا على سموه استمراري وحتى هناك من قابل الرئيس ثم خرج وهاتفني وأخبرني بذلك فشكرتهم على حسن ظنهم.
عدم التوفيق ربما كان عائقا امام عودتك للحكومة?
اعتقد ان جزءا من ذلك صحيح.
هناك من يقول بأن جينات د.يوسف »خلاص صارت حكومية«?
ضحك طويلا ثم قال: اتمنى ان تسأل زملائي في مجلس الوزراء عن مواقفي لتعرف اي اسلوب اتبع فقد كنت مدافعا شرسا عن اية قضية ارى انها لصالح الوطن.
كيف كنت تدافع بشراسة?
بالموضوعية والحجة والبرهان والارقام وايضا بالهدوء فليس كل القضايا تؤخذ بالصراع ورفع الصوت وبإمكاني الصراخ ولكن الهدوء والعقل والحكمة هي الاسلوب الامثل الذي دعنا اليه في شريعتنا السمحاء وقد اثبت هذا الاسلوب جدواه في كثير من القضايا وسأعطيك دليلا: عندما اثيرت قضية متعلقة بالارقام وهي الفوائد على المتقاعدين وزيادة الخمسين دينارا كان اعتراض الحكومة دائما ومستمرا فطلب مني بعض النواب ان اتكلم لإقناع الحكومة ففعلت وطرحت الامر من خلال الارقام وبشكل هادئ جدا فما كان من سمو الامير وكان آنذاك رئيسا للوزراء الا ان قال: اذا كانت ارقام د.يوسف صحيحة فلا مشكلة عندنا وعلى اثر ذلك تم الاتفاق بين المجلس والحكومة, وللاسف عندما نتحدث بتعقل وهدوء يتصور البعض ان من يفعل ذلك حكومي لأنه لا يصارخ وبالطبع فإن المسألة ليست بالصياح والصراخ.
هذا يستدعي السؤآل: الى اين يمكن ان تأخذنا حالة الصياح والصراخ التي كثيرا ما تنتاب الساحة السياسية وتسود في قاعة عبد الله السالم?
ستأخذنا الى حالة اكبر من التردي الذي تحدثت عنه والى مزيد من اهمال التنمية فعندما يصارخ طرف على آخر حتى ولو كان محقا فإن هذا الطرف الآخر ولو من باب العناد سوف لن يستمع له وانظر الى تصلب الحكومة في قرارها في كثير من الموضوعات التي يصارخ عند مناقشتها البعض لأن الجميع يظلون بشرا وردة فعلهم تكون طبيعية.
فقط التسريب
في حوار لنا قبل اسابيع مع النائب السابق مبارك الدويلة قال بأن الوزراء بينهم وبين بعضهم البعض ما صنع الحداد.. ألم تكن شاهدا على هذه الحالة?