yasmeen
11-23-2006, 08:07 AM
العجيري: سوق للأقمشة كان سوقهم
http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperBackOffice/ArticlesPictures/23-11-2006//220708_100003.jpg
حكايات بغدادية ـ الجالغي البغدادي (من اليمين) ابراهيم طقو وداود الكويتي
تحقيق: جاسم عباس
اليهود الذين استوطنوا الكويت جاءوامن العراق فأقاموا لهم حيا خاصا وسوقا باسمهم وذلك في القرن الثامن عشر، عملهم كان في الربا وتجارة الذهب والأقمشة والخمور، لكنهم لم يكونوا صهاينة، بل ينتمون لدين سماوي، وكان التعامل معهم مبنيا على التسامح والمحبة والثقة المتبادلة، استملكوا العقار وغنى فنانوهم لأهل الكويت فأطربوهم، انما كانت الاشاعات حولهم كثيرة.
وأثناء احتلال فلسطين غادروا الكويت على فترات مختارين، دون التعرض لأي اضطهاد، وكان عددهم حوالي 200 عائلة.
الدكتور صالح محمد صالح العجيري من الرعيل الأول وأحد رجال العلم والفكر في تاريخ الكويت حدثنا عن تاريخ اليهود في الكويت، فقال:
اليهود في الكويت أغلبهم من العراق، وهم الأقلية في الدنيا، ودائما يريدون ان يظهروا أمام العالم أنهم الأقوياء والأشداء حتى لا يكونوا متخلفين، صاروا تجارا وكنزوا الذهب والفضة.
وأضاف أبو محمد: في العراق كانوا هم الذين يديرون البنوك ولهم وكالات في أغلب الشركات وبضائعهم ذات شهرة عالميا، ودائما هم الأقلية هكذا حتى يثبتوا وجودهم أو يكونوا الأقوياء، وأهم عناصر قوتهم هو 'قوة الاقتصاد' لذلك اتخذوا التجارة هواية ومهنة وخاصة 'الربا'.
وقال العجيري: فالكويت لها نصيب من اليهود القادمين من العراق في القرن الثامن عشر، وحتى قبل مقدمهم بالتأكيد كان لهم وجود عندنا.
وقال: أنا من مواليد 1921 شاهدتهم في طفولتي وكانت آثارهم واضحة، هم تجار الأقمشة قرب مسجد السوق، ولهم قيصرية عبارة عن سوق مسقوف باسمهم، وكانت تسمى ب'سوق القطان'، وكانت المرأة الكويتية دائما تقول: أنا ذاهبة أو قادمة من سوق اليهود وهنا يعرف انها ذهبت إلى سوق الأقمشة.
نظرة الكويتيين اليهم
وقال العجيري: كان الكويتي ينظر لهم على انهم اصحاب دين سماوي ولهم كتاب منزل من السماء وهم ابناء يهوذا، وهم من انساب اسباط اسرائيل. دينهم اليهودية، والعبرية لغتهم الاولى، وهي احدى اللغات السامية، واليهودية من الاديان القديمة القائلة بالتوحيد.
واضاف: كنا ننظر لهم في الكويت هكذا وليس كصهاينة، فلذلك كان التعامل معهم كمقيمين يقدمون الخدمات للبلد، والشراء والبيع والتساهل والتسامح من صفات الكويتيين مع هؤلاء، وحتى الحكومة كانت تعاملهم بالتساوي مع الآخرين.
حمام يهودي
وتذكر العجيري قول خاله محمد عبدالرحمن الحوطي الذي قال له: اليهود في الكويت كانوا دئما يبتعدون عن شراء اللحوم المذبوحة في سوق الكويت، ومأكلهم الوحيد من اللحوم كانوا يشترون الحمام الحي، وهم يقومون بالذبح، ولا ندري هل لا يأكلون من ذبحنا أم لهم قصة مع الحمام الحي؟
وقال خالي الحوطي: كانوا يبحثون عن الحمامة السمينة المتعافية التي تتحرك وغير خاملة، وكنت أعرض عليهم الحمام القلابي التي تطير الى ارتفاع عال ثم تقلب عدة قلبات في الفضاء، وتعتبر من الاسعار الثمينة، واسمعهم يقولون 'ما أريد القلابي، ما أريده، قلابي.. قلابي'. والجملة تدل على أنهم من العراق.
وذكر العجيري على لسان خاله: ان احد الحماملين ابوجلة (زنبيل كبير يضعه الحمالون فوق ظهورهم لحمل الاشياء، ويقال لصاحبه حمالي ابو جلة) هرب ببضاعة اليهودي، وأخذ ينادي بأعلى صوته 'حمالي وين قحت' أي وين رحت وذهبت.. كانوا يلفظون الراء 'قاف'.
سوالفهم
وتحدث العجيري عن حكاياتهم فقال: أمي قالت لي ابتعد يا صالح عن اليهودي لانه ان امسك احدكم يلدغه حتى الموت أي (الدغدغة)، واعتقد انها اشاعة، وكان بعضهم يقول: كان اليهودي اذا امسك احدكم يعلقه من رجليه ورأسه الى اسفل حتى الموت.
وقال ابو حممد: من السوالف التي سمعتها ايضا وانا صغير ان عائلة يهودية سافرت من الكويت الى البصرة عن طريق البحر، غرقت سفينتهم وماتوا كلهم، فأهاليهم قاموا باشعال السري (مصابيح نفطية لها فتيلة من القطن متصلة بخزان الوقود) في وسط النهار، لا ندري لماذا؟ قالوا لنا ان دينهم يفرض عليهم هذه العادة.
مقبرة اليهود
وقال: اليهود عاشوا معنا سنوات طويلة، وان بعض العوائل قد استقرت في اوائل حكم الشيخ عبدالله بن صباح (الحاكم الخامس) حوالي عام ،1860 ومقبرتهم تشهد انهم كانوا سنوات طويلة بين المجتمع الكويتي يتزاوجون ويولدون ويكبرون ويموتون ويدفنون موتاهم في مقبرة خاصة بهم، ومازالت موجودة ومسورة خلف 'الخليجية' مقابل منطقة الشرق الصناعية.
طرب يهودي
وتحدث عن المطرب اليهودي المشهور 'داوود الكويتي' وهو ابن 'عزرا'، وسمي بالكويتي لأن الغناء في القديم كان غير مرغوب ولا يريد ان يذكر اسم والده. وهذا يهودي آخر عازف كمان (صالح الكويتي). اليهود كانت لهم مدرستهم الخاصة وخرجت امثال هؤلاء، وهذا عبداللطيف بن العبيد كان يسمى عبداللطيف الكويتي، رحمه الله، المطرب القديم ويعتبر في مقدمة المطربين الكويتيين، وهذا محمود عبدالرزاق (الكويتي) ايضا سمي بغير اسم والده وهو من القدماء اشتهر بالسامريات، وكانوا يقيمون الحفلات في البحرين وباكستان والعراق، واعتقد لأنهم من الكويت كانوا يسمونهم ب'الكويتي'.
وقال العجيري: انا شاهدت صالح الكويتي المطرب اليهودي في شهر اغسطس عام 1947م في 'ملهى ابونواس' في بغداد، وانا رجل كبير كان عمري 25 سنة، والجماهير تصيح عليه 'ابوشاكر ابوشاكر' كان يعزف على الكمنجه (الكمان)، اما داوود الكويتي فله تسجيلات مشهورة تذاع اغانيه الى الآن في اذاعة اسرائيل، واشرطته محفوظة عند بعض المصريين.
وتذكر ابو محمد العجيري، اغنية عبداللطيف العبيد الكويتي يقول فيها: 'يوم شفت الخدود وحمر الشفايف قلت شفايع، قلت يا صالح الكويتي ترى الموت جاني' تعني هذه الفقرة ان اليهودي موجود في الاغنية الكويتية وله اهمية،
والا لماذا ذكر اسمه؟
جزية العيد
وقال: الجزية (جمع جزي) ما يؤخذ من الذمي لأنها تجزى عنه. 'بجزي هذا من او عن ذاك'، وهو ما فيه الكفاية، وما سمعته من اهلي اذا كان عيد الكويت يوم السبت وهو يوم عطلة عند اليهود فعلى كل يهودي ان يدفع ليرة ذهبا وتقوم الحكومة بجمعها، لا ادري هل هذه الليرة جزية ام لها اسم آخر؟ والمقصود هنا بعيد الكويت 'عيدي الفطر والاضحى'.
تملك العقار
وملكية الارض في الكويت غير قابلة للشك او الجدل ان يهود الكويت لهم كامل الحقوق والواجبات وبقدر كامل.
يضيف العجيري: عاشوا معنا بطمأنينة وامان لهم حق الشراء والتملك في العقار او المحلات او الاستيراد والتصدير بحرية تامة، وهذا اليهودي المشهور عند اهل الكويت 'صالح محلب' الذي طالب بقطعة ارض خلف فندق شيراتون عندما حصل خلاف مع بعض ملاك الارض حول ملكيتها، وكان هو منهم وادعى ان الارض له، ولم يعترض احد على انه يهودي وقدم اوراقه ولكنها لم تكن كاملة، ولو كانت صحيحة لاستملكها، وهناك قضايا اخرى بالتمليك كسبوها او لم يكسبوها، وهذا دليل على انهم استقروا وعاشوا مع الجيران سكنا او تجارة.
وقال الدكتور العجيري: مع كساد الغوص على اللؤلؤ ضاقت الديرة على بعض من هؤلاء اليهود فغادروا الكويت الى ايران والعراق، وانا شاهدتهم، وكنت كبيرا في السن اعمل محاسبا عند بيت 'قبازرد' هم منصور واحمد وعبدالرضا ومحمد، وكانوا يتعاملون مع يهودي اسمه 'كورجي روفائيل يعقوب' كان صرافا وتاجرا، كنا نتعامل معه في الروبيات الحديدية، نجمعها، وكورجي يحسبها بسرعة فائقة، وكنت اسمع صوت الروبيات، ورر..وررر وكان المرحومان علي ومنصور قبازرد لا يشربان من استكانة اليهودي، وبعد شربه يقومان بغسلها، وفي الحرب العالمية الثانية كان يأتينا للبيع والشراء، وفي عام 1947اشترك معنا في جمع التبرعات للفلسطينيين، وهو تبرع ايضا دفاعا عن الحق الفلسطيني، وللاسف ارجع البعض تبرعاته، وكانوا يقولون له: انت يهودي لا يجوز ان نأخذ منك ولا يجوز ان تتبرع، غادر الكويت بعد ذلك في اواخر 1947، وسمعت من منصور قبازرد انه غادر الى ايران وتوفي هناك ولم يغادر الى اسرائيل.
وتذكر العجيري الاسكافي اليهودي الذي كان يتجول في اسواق الكويت، واسمه 'خوجه' حاملا صندوقه على كتفه، وكان عثمان شبيرم صاحب محل في قيصرية فهد السالم لبيع البشوت يناديه ويؤذيه: تعال يا يهودي يا خوجه، وكان يرد عليه 'اشتغل شغلك شوبيهمك' كانت لهجته فلسطينية، وعرفنا بعد ذلك انه من فلسطين.
روزنامة كلمة تعني تقويم، او نتيجة الايام، واللفظة فارسية تعني اسماء الايام.
وقال العجيري: انا طبعت اول رزنامة في مطبعة 'السريان' في بغداد عام 1945 عرف بتقويم العجيري اصحابها يهود، وطبعت الثاني عام 1946 في المطبعة نفسها ونحن في الكويت لنا معاملات خاصة معهم خاصة يهود البصرة، لان التجارة كانت مستمرة ومتواصلة معهم خاصة في الثلاثينات والاربعينات، ودائرة البريد والبرق كانت مفتوحة عندهم 24 ساعة، والبصرة فيها مكتب ليهودي معروف عند اهل الكويت واتذكر اسمه 'رحمين ساسون' وكان التعامل معه مباشرة، وانا اخذت حوالة من الكويت واستلمت المبلغ منه نقدا.
إعدام عدس
وقال العجيري: تاجر يهودي يعتبر مليونيرا كبيرا مشهورا في العراق والكويت اسمه 'عدس' شاع الخبر عندنا في الكويت ان الحكومة العراقية بدأت تحاكمه بتهمة تهريب الاسلحة لاسرائيل، ويقدم لهم مساعدات مستمرة، وكان الغريب عندنا كيف يحاكم هذا المليونير؟ والناس بين مصدق وغير مصدق، واخيرا اعدم عدس، واخذ الحديث يتغير، فهناك من يقول انه اعدم حتى تؤخذ امواله وحلاله، في هذه الفترة كنت اعمل عند قبازرد 1944 سنة الاعدام، وقبلها من 1943 - 1947 كنت معه.
وقال: اكثرهم بعد هذه الاحداث وغيرها نقلوا اموالهم من العراق الى الكويت، ومن ثم تحولت الى اميركا خوفا من العراقيين، ويقال: ان احد الشباب اخذ بعض اموال اليهود ولم يحولها، يدعي ان فلوس اليهودي حلال.
وقال ابو محمد العجيري: بدأت أعرفهم واتعامل معهم من عمري 6 سنوات، فريجهم كان من مسجد السوق الى قبل وصولنا للحي الشرقي ناحية فريج الجناعات وبيوتهم كانت قريبة من محلاتهم في قيصرية خليل القطان، وكثير من اصحابها من اليهود، وبالقرب من هذا السوق كاركة محمد ابراهيم جمال ثم اشتراها القطان وهدمها وشيد مكانها محلات لباعة الاقمشة منهم اليهود اكثر من ثلاثين سنة، وفتحت محلات اخرى في قيصرية بن رشدان التي سميت أيضا 'سوق اليهود'، وأكد العجيري ان التعامل مع اليهود لا غرابة ولا عجب لأنهم يهود وليسوا صهاينة ولم يوالوا اسرائيل.
وتحدث عن مكتب كريمكتري وكيل Britsh India (B.I) كانت الأرض ملكا لليهود وكان بعضهم اخذوا امتياز شراء المصارين (أمعاء الغنم)، وانشأوا مصنعا لجمعها ويقسمون القطعة الواحدة من المصران الى 5 أقسام وتملح وتورد للخارج لاستعمالها في الاكلات الموسيقية.
المغادرة.. خوفا
وتحدث عن اسباب مغادرتهم الكويت لأنهم شعروا بأن اهل الكويت ينظرون لهم نظرة ظلم، وانهم احتلوا فلسطين فكرهوهم، وهم جبناء فخافوا، وكان الناس ينظرون لهم ايضا نظرة سياسية بعد ان كانت اقتصادية، وردود الافعال عليهم كانت قوية، وبعض أهل الكويت لا يتعاملون معهم لا للحسد بل للغبطة، أي الا يكون اليهودي افضل منه في البيع والشراء، اما تمني زوال نعمته فذاك هو الحسد، لأن اليهود في تلك الفترة اخذوا اغلب الوكالات.
وقال العجيري: كان بعضهم يبيع الخمر والبعض الآخر يصنعه، وغادروا الكويت على فترات ومن دون ان يضطهدهم احد، واخذوا كل اموالهم، وباعوا ممتلكاتهم بالعد والتمام.
إسرائيل.. عزرائيل
واخيرا، اوضح الدكتور العجيري قائلا: ليعرف الناس ان هناك التباسا عند بعض الكويتيين حيث يعتقدون ان الاستاذ إسرائيل إبراهيم كدو هو يهودي، خطأ هذا الكلام فهو مسيحي ومدرس لمادة اللغة الانكليزية وهو صديق لنا درسنا ودرس اخواننا من جيلنا، وصورته واضحة مع الامير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح اثناء التوقيع على الغاء المعاهدة البريطانية مع الكويت.
واضاف: استبدل اسمه الى عزرائيل بعد قضية فلسطين، وهو كويتي وله بيت ملك في المقوع الشرقي.
الحاج بهبهاني
وحدثنا ايضا عن اليهود الحاج محمد جعفر بهبهاني الذي عمل في البنك البريطاني للشرق الاوسط منذ بداية الاربعينات، وكانت حسابات اغلب اليهود عنده قال: آخر يهودي خرج من الكويت وهو من المشهورين كان انور مناشي كوهين وكان يعمل مع حمد الحميضي في الصرافة وبيع الذهب، وعندما يدخل البنك في أيام الحرب العالمية الثانية كان يقف له المدير، وكان حسابه عندي، ولا أحد يعرفه غيري.
وتذكر الحاج بهبهاني 'ولكس' ايضا من اليهود ولكنه انكليزي الجنسية، وكان تجار الكويت يراقبونه عندما يشتري الذهب او أي عملة، فيقومون هم بالشراء أيضا اعتقادا منهم انه لديه أخبار واتصالات مع بغداد، وعندما يقوم بعملية الشراء إذن هناك خير وأخبار سارة، وكان مكتب 'ولكس' في السوق الداخلي كان مكتبه فوق قهوة البرازيلية التي كانت تبيع القهوة البرازيلية التي سميت باسمها.
وقال بهبهاني: كان أحد اليهود يأتي من عبدان للبيع والشراء وعندما يشرب الماء والشاي تطهر استكانته، وكان يصيح بأعلى صوته أنا أقول: 'أشهد أن لا إله إلا الله' لماذا تغسلون أوانيكم من بعدي؟ وكان أحدهم اسمه 'هارون ناوي' يعمل عند علي قبازرد.
وتذكر بهبهاني بعض اليهود عندما يستدينون ويحل موعد الدفع كانوا يبيعون بيوتهم ليسددوا، وهذا دليل على أنهم حريصون على الدفع في الموعد.
السبت عيدهم
وقال: لهم كنيس للعبادة قرب بيت 'أمين سنجر' بالقرب من براحة 'مبارك'، ولهم يوم في الأسبوع يعتبر عيدا بالنسبة لهم هو يوم السبت وهذا اليوم لا يعملون فيه، وإنما يحضرون صلاة في الكنيس، ويتناولون وجبة خاصة وتجتمع الأسر في المنازل، ولهم رأس السنة يسمونه 'روش هشانا' ويقال في أوائل أكتوبر، وهو يوم خلق الله تعالى الكون،
ولهم 'يوم كيبور' أي الغفران يصومون فيه ويدعون ربهم الغفران على ما اقترفوه من آثام خلال السنة المنتهية، وعن أملهم في القيام بأعمال صالحة خلال السنة المقبلة.
وقال محمد جعفر: كان بعض أولادنا يؤذونهم يتلفظون ألفاظا غير لائقة لهم وهم لا يردون، وبعضهم كان يرد ويقول: ندعو عند موسى عليه السلام لأن يضربكم يوم القيامة أو أن يدعو عليكم.
وقال بهبهاني: هجرتهم بدأت من الكويت إلى فلسطين من عام 1930 بسبب سوء معاملة البعض لهم ثم تلت هجرات أخرى حتى نهاية الاربعينات وبداية الخمسينات.
حمار سكران
وقال: لقد زاول بعض اليهود مهنة تصنيع الخمور وترويجها في الكويت ولقد انتشر شرب الخمر في عهدهم، وكان أحدهم يصنع الخمر في طشت كبير.. وجاء أحد الحمارة مع حماره ليصب الماء في برمته، فشرب هذا الحمار من الطشت فسكر وأخذ ينهق في السوق ويمشي بشكل عشوائي دون شعور، وأمسكه الناس فإذا رائحته خمر، ثم جاء صاحبه وشرح لهم سكر الحمار، ويقال إن سعر الزجاجة الواحدة من الخمر ب 5 روبيات، وكانوا إذا أرادوا ذبح الذبيحة للأكل يجب أن يكون أحد كهنتهم عند الذبيحة، أو المتدين منهم.
نار السبت
وقال: اليهود أهل الكتاب الذين آمنوا بإله واحد، ولكن لهم تصورات كثيرة من التخريف، وتأثروا بالأمم والشعوب فسيطرت عليهم الأفكار الخرافية، فبعضهم كان لا يشعل النار يوم السبت، حيث تعتبر النار محرمة، وكانت إحدى اليهوديات تأتي إلى الوالد تطلب النار لشرب 'الكدو'
(الشيشة).
قالوا في اليهود
أهزوجة كان يرددها الأطفال في الماضي: 'يهودي يهودي ما يصلي، الدجاجة اخير منه'.
من عادة الكويتيين انهم اذا ذكر اليهودي قالوا 'أشهد أن لا إله الا الله'.
اليهود هم الذين نشروا الاسطوانات في المقاهي الكويتية في عام .1912
كنيس هو معبد لليهود يقيمون فيه طقوسهم وهي عبارة عن تسابيح ويطلق على المنشد بالعبرية 'حزان' وهذه الطقوس تقام في الحفلات.
أول مصنع للثلج في الكويت يهودي.
من أسرهم: عزرا ـ صمويل ـ حصغير ـ الخواجه ـ محلب، وعدد اليهود كان في الثلاثينات 200 عائلة.
http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperBackOffice/ArticlesPictures/23-11-2006//220708_100006_small.jpg
اسطوانة اغاني داود الكويتي
http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperBackOffice/ArticlesPictures/23-11-2006//220708_100004_small.jpg
عائلة يهودية في الكويت قبل الحرب العالمية الاولى
http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperBackOffice/ArticlesPictures/23-11-2006//220708_100008_small.jpg
قبر يهودي في منطقة شرق 1901
http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperBackOffice/ArticlesPictures/23-11-2006//220708_100003.jpg
حكايات بغدادية ـ الجالغي البغدادي (من اليمين) ابراهيم طقو وداود الكويتي
تحقيق: جاسم عباس
اليهود الذين استوطنوا الكويت جاءوامن العراق فأقاموا لهم حيا خاصا وسوقا باسمهم وذلك في القرن الثامن عشر، عملهم كان في الربا وتجارة الذهب والأقمشة والخمور، لكنهم لم يكونوا صهاينة، بل ينتمون لدين سماوي، وكان التعامل معهم مبنيا على التسامح والمحبة والثقة المتبادلة، استملكوا العقار وغنى فنانوهم لأهل الكويت فأطربوهم، انما كانت الاشاعات حولهم كثيرة.
وأثناء احتلال فلسطين غادروا الكويت على فترات مختارين، دون التعرض لأي اضطهاد، وكان عددهم حوالي 200 عائلة.
الدكتور صالح محمد صالح العجيري من الرعيل الأول وأحد رجال العلم والفكر في تاريخ الكويت حدثنا عن تاريخ اليهود في الكويت، فقال:
اليهود في الكويت أغلبهم من العراق، وهم الأقلية في الدنيا، ودائما يريدون ان يظهروا أمام العالم أنهم الأقوياء والأشداء حتى لا يكونوا متخلفين، صاروا تجارا وكنزوا الذهب والفضة.
وأضاف أبو محمد: في العراق كانوا هم الذين يديرون البنوك ولهم وكالات في أغلب الشركات وبضائعهم ذات شهرة عالميا، ودائما هم الأقلية هكذا حتى يثبتوا وجودهم أو يكونوا الأقوياء، وأهم عناصر قوتهم هو 'قوة الاقتصاد' لذلك اتخذوا التجارة هواية ومهنة وخاصة 'الربا'.
وقال العجيري: فالكويت لها نصيب من اليهود القادمين من العراق في القرن الثامن عشر، وحتى قبل مقدمهم بالتأكيد كان لهم وجود عندنا.
وقال: أنا من مواليد 1921 شاهدتهم في طفولتي وكانت آثارهم واضحة، هم تجار الأقمشة قرب مسجد السوق، ولهم قيصرية عبارة عن سوق مسقوف باسمهم، وكانت تسمى ب'سوق القطان'، وكانت المرأة الكويتية دائما تقول: أنا ذاهبة أو قادمة من سوق اليهود وهنا يعرف انها ذهبت إلى سوق الأقمشة.
نظرة الكويتيين اليهم
وقال العجيري: كان الكويتي ينظر لهم على انهم اصحاب دين سماوي ولهم كتاب منزل من السماء وهم ابناء يهوذا، وهم من انساب اسباط اسرائيل. دينهم اليهودية، والعبرية لغتهم الاولى، وهي احدى اللغات السامية، واليهودية من الاديان القديمة القائلة بالتوحيد.
واضاف: كنا ننظر لهم في الكويت هكذا وليس كصهاينة، فلذلك كان التعامل معهم كمقيمين يقدمون الخدمات للبلد، والشراء والبيع والتساهل والتسامح من صفات الكويتيين مع هؤلاء، وحتى الحكومة كانت تعاملهم بالتساوي مع الآخرين.
حمام يهودي
وتذكر العجيري قول خاله محمد عبدالرحمن الحوطي الذي قال له: اليهود في الكويت كانوا دئما يبتعدون عن شراء اللحوم المذبوحة في سوق الكويت، ومأكلهم الوحيد من اللحوم كانوا يشترون الحمام الحي، وهم يقومون بالذبح، ولا ندري هل لا يأكلون من ذبحنا أم لهم قصة مع الحمام الحي؟
وقال خالي الحوطي: كانوا يبحثون عن الحمامة السمينة المتعافية التي تتحرك وغير خاملة، وكنت أعرض عليهم الحمام القلابي التي تطير الى ارتفاع عال ثم تقلب عدة قلبات في الفضاء، وتعتبر من الاسعار الثمينة، واسمعهم يقولون 'ما أريد القلابي، ما أريده، قلابي.. قلابي'. والجملة تدل على أنهم من العراق.
وذكر العجيري على لسان خاله: ان احد الحماملين ابوجلة (زنبيل كبير يضعه الحمالون فوق ظهورهم لحمل الاشياء، ويقال لصاحبه حمالي ابو جلة) هرب ببضاعة اليهودي، وأخذ ينادي بأعلى صوته 'حمالي وين قحت' أي وين رحت وذهبت.. كانوا يلفظون الراء 'قاف'.
سوالفهم
وتحدث العجيري عن حكاياتهم فقال: أمي قالت لي ابتعد يا صالح عن اليهودي لانه ان امسك احدكم يلدغه حتى الموت أي (الدغدغة)، واعتقد انها اشاعة، وكان بعضهم يقول: كان اليهودي اذا امسك احدكم يعلقه من رجليه ورأسه الى اسفل حتى الموت.
وقال ابو حممد: من السوالف التي سمعتها ايضا وانا صغير ان عائلة يهودية سافرت من الكويت الى البصرة عن طريق البحر، غرقت سفينتهم وماتوا كلهم، فأهاليهم قاموا باشعال السري (مصابيح نفطية لها فتيلة من القطن متصلة بخزان الوقود) في وسط النهار، لا ندري لماذا؟ قالوا لنا ان دينهم يفرض عليهم هذه العادة.
مقبرة اليهود
وقال: اليهود عاشوا معنا سنوات طويلة، وان بعض العوائل قد استقرت في اوائل حكم الشيخ عبدالله بن صباح (الحاكم الخامس) حوالي عام ،1860 ومقبرتهم تشهد انهم كانوا سنوات طويلة بين المجتمع الكويتي يتزاوجون ويولدون ويكبرون ويموتون ويدفنون موتاهم في مقبرة خاصة بهم، ومازالت موجودة ومسورة خلف 'الخليجية' مقابل منطقة الشرق الصناعية.
طرب يهودي
وتحدث عن المطرب اليهودي المشهور 'داوود الكويتي' وهو ابن 'عزرا'، وسمي بالكويتي لأن الغناء في القديم كان غير مرغوب ولا يريد ان يذكر اسم والده. وهذا يهودي آخر عازف كمان (صالح الكويتي). اليهود كانت لهم مدرستهم الخاصة وخرجت امثال هؤلاء، وهذا عبداللطيف بن العبيد كان يسمى عبداللطيف الكويتي، رحمه الله، المطرب القديم ويعتبر في مقدمة المطربين الكويتيين، وهذا محمود عبدالرزاق (الكويتي) ايضا سمي بغير اسم والده وهو من القدماء اشتهر بالسامريات، وكانوا يقيمون الحفلات في البحرين وباكستان والعراق، واعتقد لأنهم من الكويت كانوا يسمونهم ب'الكويتي'.
وقال العجيري: انا شاهدت صالح الكويتي المطرب اليهودي في شهر اغسطس عام 1947م في 'ملهى ابونواس' في بغداد، وانا رجل كبير كان عمري 25 سنة، والجماهير تصيح عليه 'ابوشاكر ابوشاكر' كان يعزف على الكمنجه (الكمان)، اما داوود الكويتي فله تسجيلات مشهورة تذاع اغانيه الى الآن في اذاعة اسرائيل، واشرطته محفوظة عند بعض المصريين.
وتذكر ابو محمد العجيري، اغنية عبداللطيف العبيد الكويتي يقول فيها: 'يوم شفت الخدود وحمر الشفايف قلت شفايع، قلت يا صالح الكويتي ترى الموت جاني' تعني هذه الفقرة ان اليهودي موجود في الاغنية الكويتية وله اهمية،
والا لماذا ذكر اسمه؟
جزية العيد
وقال: الجزية (جمع جزي) ما يؤخذ من الذمي لأنها تجزى عنه. 'بجزي هذا من او عن ذاك'، وهو ما فيه الكفاية، وما سمعته من اهلي اذا كان عيد الكويت يوم السبت وهو يوم عطلة عند اليهود فعلى كل يهودي ان يدفع ليرة ذهبا وتقوم الحكومة بجمعها، لا ادري هل هذه الليرة جزية ام لها اسم آخر؟ والمقصود هنا بعيد الكويت 'عيدي الفطر والاضحى'.
تملك العقار
وملكية الارض في الكويت غير قابلة للشك او الجدل ان يهود الكويت لهم كامل الحقوق والواجبات وبقدر كامل.
يضيف العجيري: عاشوا معنا بطمأنينة وامان لهم حق الشراء والتملك في العقار او المحلات او الاستيراد والتصدير بحرية تامة، وهذا اليهودي المشهور عند اهل الكويت 'صالح محلب' الذي طالب بقطعة ارض خلف فندق شيراتون عندما حصل خلاف مع بعض ملاك الارض حول ملكيتها، وكان هو منهم وادعى ان الارض له، ولم يعترض احد على انه يهودي وقدم اوراقه ولكنها لم تكن كاملة، ولو كانت صحيحة لاستملكها، وهناك قضايا اخرى بالتمليك كسبوها او لم يكسبوها، وهذا دليل على انهم استقروا وعاشوا مع الجيران سكنا او تجارة.
وقال الدكتور العجيري: مع كساد الغوص على اللؤلؤ ضاقت الديرة على بعض من هؤلاء اليهود فغادروا الكويت الى ايران والعراق، وانا شاهدتهم، وكنت كبيرا في السن اعمل محاسبا عند بيت 'قبازرد' هم منصور واحمد وعبدالرضا ومحمد، وكانوا يتعاملون مع يهودي اسمه 'كورجي روفائيل يعقوب' كان صرافا وتاجرا، كنا نتعامل معه في الروبيات الحديدية، نجمعها، وكورجي يحسبها بسرعة فائقة، وكنت اسمع صوت الروبيات، ورر..وررر وكان المرحومان علي ومنصور قبازرد لا يشربان من استكانة اليهودي، وبعد شربه يقومان بغسلها، وفي الحرب العالمية الثانية كان يأتينا للبيع والشراء، وفي عام 1947اشترك معنا في جمع التبرعات للفلسطينيين، وهو تبرع ايضا دفاعا عن الحق الفلسطيني، وللاسف ارجع البعض تبرعاته، وكانوا يقولون له: انت يهودي لا يجوز ان نأخذ منك ولا يجوز ان تتبرع، غادر الكويت بعد ذلك في اواخر 1947، وسمعت من منصور قبازرد انه غادر الى ايران وتوفي هناك ولم يغادر الى اسرائيل.
وتذكر العجيري الاسكافي اليهودي الذي كان يتجول في اسواق الكويت، واسمه 'خوجه' حاملا صندوقه على كتفه، وكان عثمان شبيرم صاحب محل في قيصرية فهد السالم لبيع البشوت يناديه ويؤذيه: تعال يا يهودي يا خوجه، وكان يرد عليه 'اشتغل شغلك شوبيهمك' كانت لهجته فلسطينية، وعرفنا بعد ذلك انه من فلسطين.
روزنامة كلمة تعني تقويم، او نتيجة الايام، واللفظة فارسية تعني اسماء الايام.
وقال العجيري: انا طبعت اول رزنامة في مطبعة 'السريان' في بغداد عام 1945 عرف بتقويم العجيري اصحابها يهود، وطبعت الثاني عام 1946 في المطبعة نفسها ونحن في الكويت لنا معاملات خاصة معهم خاصة يهود البصرة، لان التجارة كانت مستمرة ومتواصلة معهم خاصة في الثلاثينات والاربعينات، ودائرة البريد والبرق كانت مفتوحة عندهم 24 ساعة، والبصرة فيها مكتب ليهودي معروف عند اهل الكويت واتذكر اسمه 'رحمين ساسون' وكان التعامل معه مباشرة، وانا اخذت حوالة من الكويت واستلمت المبلغ منه نقدا.
إعدام عدس
وقال العجيري: تاجر يهودي يعتبر مليونيرا كبيرا مشهورا في العراق والكويت اسمه 'عدس' شاع الخبر عندنا في الكويت ان الحكومة العراقية بدأت تحاكمه بتهمة تهريب الاسلحة لاسرائيل، ويقدم لهم مساعدات مستمرة، وكان الغريب عندنا كيف يحاكم هذا المليونير؟ والناس بين مصدق وغير مصدق، واخيرا اعدم عدس، واخذ الحديث يتغير، فهناك من يقول انه اعدم حتى تؤخذ امواله وحلاله، في هذه الفترة كنت اعمل عند قبازرد 1944 سنة الاعدام، وقبلها من 1943 - 1947 كنت معه.
وقال: اكثرهم بعد هذه الاحداث وغيرها نقلوا اموالهم من العراق الى الكويت، ومن ثم تحولت الى اميركا خوفا من العراقيين، ويقال: ان احد الشباب اخذ بعض اموال اليهود ولم يحولها، يدعي ان فلوس اليهودي حلال.
وقال ابو محمد العجيري: بدأت أعرفهم واتعامل معهم من عمري 6 سنوات، فريجهم كان من مسجد السوق الى قبل وصولنا للحي الشرقي ناحية فريج الجناعات وبيوتهم كانت قريبة من محلاتهم في قيصرية خليل القطان، وكثير من اصحابها من اليهود، وبالقرب من هذا السوق كاركة محمد ابراهيم جمال ثم اشتراها القطان وهدمها وشيد مكانها محلات لباعة الاقمشة منهم اليهود اكثر من ثلاثين سنة، وفتحت محلات اخرى في قيصرية بن رشدان التي سميت أيضا 'سوق اليهود'، وأكد العجيري ان التعامل مع اليهود لا غرابة ولا عجب لأنهم يهود وليسوا صهاينة ولم يوالوا اسرائيل.
وتحدث عن مكتب كريمكتري وكيل Britsh India (B.I) كانت الأرض ملكا لليهود وكان بعضهم اخذوا امتياز شراء المصارين (أمعاء الغنم)، وانشأوا مصنعا لجمعها ويقسمون القطعة الواحدة من المصران الى 5 أقسام وتملح وتورد للخارج لاستعمالها في الاكلات الموسيقية.
المغادرة.. خوفا
وتحدث عن اسباب مغادرتهم الكويت لأنهم شعروا بأن اهل الكويت ينظرون لهم نظرة ظلم، وانهم احتلوا فلسطين فكرهوهم، وهم جبناء فخافوا، وكان الناس ينظرون لهم ايضا نظرة سياسية بعد ان كانت اقتصادية، وردود الافعال عليهم كانت قوية، وبعض أهل الكويت لا يتعاملون معهم لا للحسد بل للغبطة، أي الا يكون اليهودي افضل منه في البيع والشراء، اما تمني زوال نعمته فذاك هو الحسد، لأن اليهود في تلك الفترة اخذوا اغلب الوكالات.
وقال العجيري: كان بعضهم يبيع الخمر والبعض الآخر يصنعه، وغادروا الكويت على فترات ومن دون ان يضطهدهم احد، واخذوا كل اموالهم، وباعوا ممتلكاتهم بالعد والتمام.
إسرائيل.. عزرائيل
واخيرا، اوضح الدكتور العجيري قائلا: ليعرف الناس ان هناك التباسا عند بعض الكويتيين حيث يعتقدون ان الاستاذ إسرائيل إبراهيم كدو هو يهودي، خطأ هذا الكلام فهو مسيحي ومدرس لمادة اللغة الانكليزية وهو صديق لنا درسنا ودرس اخواننا من جيلنا، وصورته واضحة مع الامير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح اثناء التوقيع على الغاء المعاهدة البريطانية مع الكويت.
واضاف: استبدل اسمه الى عزرائيل بعد قضية فلسطين، وهو كويتي وله بيت ملك في المقوع الشرقي.
الحاج بهبهاني
وحدثنا ايضا عن اليهود الحاج محمد جعفر بهبهاني الذي عمل في البنك البريطاني للشرق الاوسط منذ بداية الاربعينات، وكانت حسابات اغلب اليهود عنده قال: آخر يهودي خرج من الكويت وهو من المشهورين كان انور مناشي كوهين وكان يعمل مع حمد الحميضي في الصرافة وبيع الذهب، وعندما يدخل البنك في أيام الحرب العالمية الثانية كان يقف له المدير، وكان حسابه عندي، ولا أحد يعرفه غيري.
وتذكر الحاج بهبهاني 'ولكس' ايضا من اليهود ولكنه انكليزي الجنسية، وكان تجار الكويت يراقبونه عندما يشتري الذهب او أي عملة، فيقومون هم بالشراء أيضا اعتقادا منهم انه لديه أخبار واتصالات مع بغداد، وعندما يقوم بعملية الشراء إذن هناك خير وأخبار سارة، وكان مكتب 'ولكس' في السوق الداخلي كان مكتبه فوق قهوة البرازيلية التي كانت تبيع القهوة البرازيلية التي سميت باسمها.
وقال بهبهاني: كان أحد اليهود يأتي من عبدان للبيع والشراء وعندما يشرب الماء والشاي تطهر استكانته، وكان يصيح بأعلى صوته أنا أقول: 'أشهد أن لا إله إلا الله' لماذا تغسلون أوانيكم من بعدي؟ وكان أحدهم اسمه 'هارون ناوي' يعمل عند علي قبازرد.
وتذكر بهبهاني بعض اليهود عندما يستدينون ويحل موعد الدفع كانوا يبيعون بيوتهم ليسددوا، وهذا دليل على أنهم حريصون على الدفع في الموعد.
السبت عيدهم
وقال: لهم كنيس للعبادة قرب بيت 'أمين سنجر' بالقرب من براحة 'مبارك'، ولهم يوم في الأسبوع يعتبر عيدا بالنسبة لهم هو يوم السبت وهذا اليوم لا يعملون فيه، وإنما يحضرون صلاة في الكنيس، ويتناولون وجبة خاصة وتجتمع الأسر في المنازل، ولهم رأس السنة يسمونه 'روش هشانا' ويقال في أوائل أكتوبر، وهو يوم خلق الله تعالى الكون،
ولهم 'يوم كيبور' أي الغفران يصومون فيه ويدعون ربهم الغفران على ما اقترفوه من آثام خلال السنة المنتهية، وعن أملهم في القيام بأعمال صالحة خلال السنة المقبلة.
وقال محمد جعفر: كان بعض أولادنا يؤذونهم يتلفظون ألفاظا غير لائقة لهم وهم لا يردون، وبعضهم كان يرد ويقول: ندعو عند موسى عليه السلام لأن يضربكم يوم القيامة أو أن يدعو عليكم.
وقال بهبهاني: هجرتهم بدأت من الكويت إلى فلسطين من عام 1930 بسبب سوء معاملة البعض لهم ثم تلت هجرات أخرى حتى نهاية الاربعينات وبداية الخمسينات.
حمار سكران
وقال: لقد زاول بعض اليهود مهنة تصنيع الخمور وترويجها في الكويت ولقد انتشر شرب الخمر في عهدهم، وكان أحدهم يصنع الخمر في طشت كبير.. وجاء أحد الحمارة مع حماره ليصب الماء في برمته، فشرب هذا الحمار من الطشت فسكر وأخذ ينهق في السوق ويمشي بشكل عشوائي دون شعور، وأمسكه الناس فإذا رائحته خمر، ثم جاء صاحبه وشرح لهم سكر الحمار، ويقال إن سعر الزجاجة الواحدة من الخمر ب 5 روبيات، وكانوا إذا أرادوا ذبح الذبيحة للأكل يجب أن يكون أحد كهنتهم عند الذبيحة، أو المتدين منهم.
نار السبت
وقال: اليهود أهل الكتاب الذين آمنوا بإله واحد، ولكن لهم تصورات كثيرة من التخريف، وتأثروا بالأمم والشعوب فسيطرت عليهم الأفكار الخرافية، فبعضهم كان لا يشعل النار يوم السبت، حيث تعتبر النار محرمة، وكانت إحدى اليهوديات تأتي إلى الوالد تطلب النار لشرب 'الكدو'
(الشيشة).
قالوا في اليهود
أهزوجة كان يرددها الأطفال في الماضي: 'يهودي يهودي ما يصلي، الدجاجة اخير منه'.
من عادة الكويتيين انهم اذا ذكر اليهودي قالوا 'أشهد أن لا إله الا الله'.
اليهود هم الذين نشروا الاسطوانات في المقاهي الكويتية في عام .1912
كنيس هو معبد لليهود يقيمون فيه طقوسهم وهي عبارة عن تسابيح ويطلق على المنشد بالعبرية 'حزان' وهذه الطقوس تقام في الحفلات.
أول مصنع للثلج في الكويت يهودي.
من أسرهم: عزرا ـ صمويل ـ حصغير ـ الخواجه ـ محلب، وعدد اليهود كان في الثلاثينات 200 عائلة.
http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperBackOffice/ArticlesPictures/23-11-2006//220708_100006_small.jpg
اسطوانة اغاني داود الكويتي
http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperBackOffice/ArticlesPictures/23-11-2006//220708_100004_small.jpg
عائلة يهودية في الكويت قبل الحرب العالمية الاولى
http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperBackOffice/ArticlesPictures/23-11-2006//220708_100008_small.jpg
قبر يهودي في منطقة شرق 1901