فاطمي
11-22-2006, 07:25 AM
http://www.aawsat.com/2006/11/22/images/news.393296.jpg
عالمة مصرية كادت تطلق اسم قطتها على أبعد وألمع مجرة اكتشفتها في الكون
لندن: كمال قبيسي
تحدثت «الشرق الأوسط» أمس الى عالمة فلك مصرية في الولايات المتحدة بعد إعلان معهد فلكي أميركي تعمل فيه عن اكتشافها لمجرة اعتبروها الألمع والأبعد من نوعها في الكون حتى الآن، فهي بعيدة 11 مليار سنة ضوئية عن المجرة التي نعيش فيها، وهي متوهجة الى درجة أن مجرة تقع بينها وبين الأرض لم تستطع حجب الضوء المنبعث منها على شكل حزمة من النور انحنت كقوس بفعل جاذبية المجرة المجاورة، وهذا كله رأته الدكتورة سحر علام في الصور فصرخت من المفاجأة التي جاءت بالفرح الى زملائها في المختبر، لأن سحر علام المولودة منذ 42 سنة في حي العجوزة بالقاهرة علمت في تلك اللحظة بأنها أول من رأى من البشر ذلك العالم اللامع والبعيد، وهو عالم تصفه الآن بأنه يعج بملايين الشموس وشبيه بمستشفى كوني للولادة، ففيه تتوالد النجوم بسرعة الى درجة أن كل يوم يمضي على الأرض يظهر للوجود هناك أكثر من 160 نجما كالشمس التي نعرفها.
وتقول الدكتورة سحر، التي تزوجت قبل 3 سنوات من عالم فلك أميركي يعمل معها في المعهد، ان المجرة الجديدة صغيرة، أي أنها كطفلة بين المجرات العملاقة في الكون، فقطرها صغير وقدره 3 آلاف و261 سنة ضوئية، وهي المسافة التي يقطعها الضوء خلال هذه المدة الزمنية، علما بأن سرعته في الثانية الواحدة هي بحدود 300 ألف كيلومتر، أي أنه اذا أطلق أحدهم ضوءا من الأرض نحو القمر فسيصل اليه بعد ثانية واحدة، لذلك فقطر تلك المجرة «الطفلة» هو 240 ألف تريليون كيلومتر، وهي بعيدة في الطرف الشمالي من الكون السحيق الى درجة أنه لو بثت رسالة أرضية بالبريد الألكتروني الى أحدهم يعيش هناك فان المرسل مضطر للانتظار 22 مليار سنة ليتلقى منه الجواب.
وتروي الدكتورة سحر كيف عثرت على المجرة الصغيرة، فتقول انها كانت في المختبر تمارس عملها بشكل طبيعي، وعندما شارفت الساعة الثامنة مساء 19 ابريل (نيسان) الماضي قررت المغادرة الى البيت «ومع أني كنت تعبة بعض الشيء، لكني رغبت بالعمل لعشر دقائق أخرى حتى أقوم بفحص صور لم أكن أطلعت عليها بين 70 ألف صورة التقطها تلسكوب مرتبط بكومبيوتر لدينا عبر برنامج خاص، ثم حدثت المفاجأة عندما اطلعت على احدى الصور التي التقطها التلسكوب الراصد في مسح تلك المنطقة الشمالية من الكون، لأني رأيت فيها شيئا يثبت وجود تلك المجرة، وهو قوس ضوئها الذي ظهر منحنيا فوق توهج ضوئي لمجرة أخرى نعرفها وتقع بيننا وبينها.. صرخت أنادي زملائي وكان هناك فرح كبير عمّ في الغرفة» على حد تعبيرها.
وتعترف الدكتورة فرح بأنها استعجلت في تسمية المجرة، لأنها نظرت الى ساعتها عند الاكتشاف ورأتها تشير الى الثامنة تماما، فرغبت بتسميتها أمام زملاء العمل بمجرة الساعة الثامنة، ولم تتراجع عن الاسم من بعدها، مع أنه غريب تقريبا في عالم المجرات، لذلك تقول الدكتورة سحر: «أنا وزوجي لم نرزق بأولاد بعد، وعندي في البيت قطتان أحبهما جدا، واحد ذكر اسمه بوستاشيو، والثانية أنثى اسمها اتسيبتسي، ولو تذكرت القطتين في تلك اللحظة التي تم فيها العثور على المجرة لأطلقت عليها اسم مجرة اتسيبتسي على الأقل، فهذه القطة حلوة قوي، وعفريتة وأنا بحبها خالص. وكمان بوتساشيو ذكي ومرح ودايما بيلعب معاها عالكومبيوتر بتاعي» كما قالت. ومن الصعب التحدث بالعربية في شؤون فضائية مع الدكتورة سحر، التي تخرجت في علم الفلك من جامعة القاهرة وتقيم منذ 8 سنوات في مدينة أورورا بولاية ايلينوي الأميركية، لا لأنها لا تتقن اللغة، وهي التي تجيدها تماما، بل لأن الحديث عبر الهاتف في شؤون معقدة وعلمية تتعلق بالفضاء والمجرات لا يمكن أن يتم الا بالانجليزية لفقر العربية بالمصطلحات والمؤشرات اللفظية، لذلك حاولت وصف عملها بأنه متخصص في البحث عن المجرات المدموجة، وربما تريد أن تقول بذلك ان بعض المجرات تتصادم ببعضها في الفضاء وتنشأ عن التصادم مجرة عملاقة. وتقول ان المجرة التي اكتشفتها هي من نوع خاص «فالنجوم تتوالد فيها بسرعة، أي بمعدل 160 شمسا كل يوم، وشكل المجرة كروي كالبالون المنتفخ، ونحن لا نعرف اذا كانت ستكبر أكثر في المستقبل بعد مليارات السنين، الا اذا حدث اصطدام بينها وبين مجرة أخرى».
وطلبت من «الشرق الأوسط» أن تقترح عليها أسماء عربية سهلة اللفظ بالانجليزية لتطلقها على مجرات قد يتم اكتشافها قريبا، واحداها كما يعتقد بعد شهر، فأعجبها اسم الكوثر ومكة ورمسيس، وقالت انها ستدون هذه الأسماء لتقترحها. وروت الدكتورة سحر، وهي حاصلة أيضا على الدكتوراه بعلم الفلك من جامعة بوتسدام في ألمانيا قبل 18 سنة، انها عملت في السابق وطوال 13 سنة في المعهد القومي للبحوث الفلكية في مصر، ومن بعدها في الولايات، وهي لا تعتقد بوجود الصحون الطائرة وتعتبرها خرافة، وتقول عن الكون انه جميل بألوانه حين رصده وتصويره «والله سبحانه هو الذي أوجد هذا الكون الذي لا نملك الدليل الى الآن عما اذا كان محدود الامتداد أو نهائيا، لكني أعتقد أنه أينما اتجهنا في الكون والفضاء فسنعثر على مادة، والعلم في الآونة الأخيرة بدأ يتحدث عن المادة السوداء والطاقة السوداء، وهو ما لا نراه بالعين المجردة ولا المنظار».
عالمة مصرية كادت تطلق اسم قطتها على أبعد وألمع مجرة اكتشفتها في الكون
لندن: كمال قبيسي
تحدثت «الشرق الأوسط» أمس الى عالمة فلك مصرية في الولايات المتحدة بعد إعلان معهد فلكي أميركي تعمل فيه عن اكتشافها لمجرة اعتبروها الألمع والأبعد من نوعها في الكون حتى الآن، فهي بعيدة 11 مليار سنة ضوئية عن المجرة التي نعيش فيها، وهي متوهجة الى درجة أن مجرة تقع بينها وبين الأرض لم تستطع حجب الضوء المنبعث منها على شكل حزمة من النور انحنت كقوس بفعل جاذبية المجرة المجاورة، وهذا كله رأته الدكتورة سحر علام في الصور فصرخت من المفاجأة التي جاءت بالفرح الى زملائها في المختبر، لأن سحر علام المولودة منذ 42 سنة في حي العجوزة بالقاهرة علمت في تلك اللحظة بأنها أول من رأى من البشر ذلك العالم اللامع والبعيد، وهو عالم تصفه الآن بأنه يعج بملايين الشموس وشبيه بمستشفى كوني للولادة، ففيه تتوالد النجوم بسرعة الى درجة أن كل يوم يمضي على الأرض يظهر للوجود هناك أكثر من 160 نجما كالشمس التي نعرفها.
وتقول الدكتورة سحر، التي تزوجت قبل 3 سنوات من عالم فلك أميركي يعمل معها في المعهد، ان المجرة الجديدة صغيرة، أي أنها كطفلة بين المجرات العملاقة في الكون، فقطرها صغير وقدره 3 آلاف و261 سنة ضوئية، وهي المسافة التي يقطعها الضوء خلال هذه المدة الزمنية، علما بأن سرعته في الثانية الواحدة هي بحدود 300 ألف كيلومتر، أي أنه اذا أطلق أحدهم ضوءا من الأرض نحو القمر فسيصل اليه بعد ثانية واحدة، لذلك فقطر تلك المجرة «الطفلة» هو 240 ألف تريليون كيلومتر، وهي بعيدة في الطرف الشمالي من الكون السحيق الى درجة أنه لو بثت رسالة أرضية بالبريد الألكتروني الى أحدهم يعيش هناك فان المرسل مضطر للانتظار 22 مليار سنة ليتلقى منه الجواب.
وتروي الدكتورة سحر كيف عثرت على المجرة الصغيرة، فتقول انها كانت في المختبر تمارس عملها بشكل طبيعي، وعندما شارفت الساعة الثامنة مساء 19 ابريل (نيسان) الماضي قررت المغادرة الى البيت «ومع أني كنت تعبة بعض الشيء، لكني رغبت بالعمل لعشر دقائق أخرى حتى أقوم بفحص صور لم أكن أطلعت عليها بين 70 ألف صورة التقطها تلسكوب مرتبط بكومبيوتر لدينا عبر برنامج خاص، ثم حدثت المفاجأة عندما اطلعت على احدى الصور التي التقطها التلسكوب الراصد في مسح تلك المنطقة الشمالية من الكون، لأني رأيت فيها شيئا يثبت وجود تلك المجرة، وهو قوس ضوئها الذي ظهر منحنيا فوق توهج ضوئي لمجرة أخرى نعرفها وتقع بيننا وبينها.. صرخت أنادي زملائي وكان هناك فرح كبير عمّ في الغرفة» على حد تعبيرها.
وتعترف الدكتورة فرح بأنها استعجلت في تسمية المجرة، لأنها نظرت الى ساعتها عند الاكتشاف ورأتها تشير الى الثامنة تماما، فرغبت بتسميتها أمام زملاء العمل بمجرة الساعة الثامنة، ولم تتراجع عن الاسم من بعدها، مع أنه غريب تقريبا في عالم المجرات، لذلك تقول الدكتورة سحر: «أنا وزوجي لم نرزق بأولاد بعد، وعندي في البيت قطتان أحبهما جدا، واحد ذكر اسمه بوستاشيو، والثانية أنثى اسمها اتسيبتسي، ولو تذكرت القطتين في تلك اللحظة التي تم فيها العثور على المجرة لأطلقت عليها اسم مجرة اتسيبتسي على الأقل، فهذه القطة حلوة قوي، وعفريتة وأنا بحبها خالص. وكمان بوتساشيو ذكي ومرح ودايما بيلعب معاها عالكومبيوتر بتاعي» كما قالت. ومن الصعب التحدث بالعربية في شؤون فضائية مع الدكتورة سحر، التي تخرجت في علم الفلك من جامعة القاهرة وتقيم منذ 8 سنوات في مدينة أورورا بولاية ايلينوي الأميركية، لا لأنها لا تتقن اللغة، وهي التي تجيدها تماما، بل لأن الحديث عبر الهاتف في شؤون معقدة وعلمية تتعلق بالفضاء والمجرات لا يمكن أن يتم الا بالانجليزية لفقر العربية بالمصطلحات والمؤشرات اللفظية، لذلك حاولت وصف عملها بأنه متخصص في البحث عن المجرات المدموجة، وربما تريد أن تقول بذلك ان بعض المجرات تتصادم ببعضها في الفضاء وتنشأ عن التصادم مجرة عملاقة. وتقول ان المجرة التي اكتشفتها هي من نوع خاص «فالنجوم تتوالد فيها بسرعة، أي بمعدل 160 شمسا كل يوم، وشكل المجرة كروي كالبالون المنتفخ، ونحن لا نعرف اذا كانت ستكبر أكثر في المستقبل بعد مليارات السنين، الا اذا حدث اصطدام بينها وبين مجرة أخرى».
وطلبت من «الشرق الأوسط» أن تقترح عليها أسماء عربية سهلة اللفظ بالانجليزية لتطلقها على مجرات قد يتم اكتشافها قريبا، واحداها كما يعتقد بعد شهر، فأعجبها اسم الكوثر ومكة ورمسيس، وقالت انها ستدون هذه الأسماء لتقترحها. وروت الدكتورة سحر، وهي حاصلة أيضا على الدكتوراه بعلم الفلك من جامعة بوتسدام في ألمانيا قبل 18 سنة، انها عملت في السابق وطوال 13 سنة في المعهد القومي للبحوث الفلكية في مصر، ومن بعدها في الولايات، وهي لا تعتقد بوجود الصحون الطائرة وتعتبرها خرافة، وتقول عن الكون انه جميل بألوانه حين رصده وتصويره «والله سبحانه هو الذي أوجد هذا الكون الذي لا نملك الدليل الى الآن عما اذا كان محدود الامتداد أو نهائيا، لكني أعتقد أنه أينما اتجهنا في الكون والفضاء فسنعثر على مادة، والعلم في الآونة الأخيرة بدأ يتحدث عن المادة السوداء والطاقة السوداء، وهو ما لا نراه بالعين المجردة ولا المنظار».