المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عالمان سني وشيعي يوضحان رؤية المذهبين حول 10 مسائل ساخنة



على
11-21-2006, 03:26 PM
مصحف فاطمة" وسبّ الصحابة والبعد عن آل البيت

دبي - العربية.نت

أوضح عالمان أحدهما سني والآخر شيعي وجهتي نظريهما بشأن 10 مسائل كبيرة بالنسبة للمذهبين، على هامش "وثيقة مكة" بشأن الأوضاع في العراق. وقال الدكتور محمد سليم العوا إن جميع الخلافات الفقهية هي خلافات فرعية يحتملها النظر في الأدلة، ولذلك لا يجوز التركيز على هذه الخلافات عند العمل عملاً جاداً في مجال التقريب ومن ذلك ما نسب إلى الشيعة وهم ينكرونه مثل زعم أنهم يقولون إن القرآن ناقص أو محرف أو إن لديهم قرآناً آخر هو مصحف فاطمة... فهذه الأمور التي ينكرها كبار علماء الشيعة وصغارهم، ويكذبها المؤلفون الموثوق بهم في كتبهم مما لا يجوز التركيز عليه في محاولات التقريب.

من ناحيته، وفي اطار المكاشفة التي أجراها الزميل شريف قنديل، ونشرتها صحيفة "الوطن" السعودية الأحد 19-11-2006، قال الشيخ محمد علي تسخيري إن هناك سوء نظر من هذا الطرف إلى الطرف الآخر أي محاولة التهويل والتعظيم من خطر الطرف الآخر ومع الأسف هناك تخوف شديد، فمثلا السنة أحيانا يتصورون أن الشيعة غارقون في البدع أو غارقون في الشرك مع الأسف الشديد، في حين أن الشيعة يتصورون أنهم هم مصرون على التوحيد الإلهي ووحدة الذات والصفات.

ومن جانب آخر، - يقول - يتصور الشيعة أن السنة بعيدون عن أهل البيت وحبهم ويبتعدون عن روايات أهل البيت في حين أن السنة يعشقون أهل البيت ويقدرونهم والتاريخ الإسلامي كله يؤمن بإمامة الإمام علي ويتغنى بعظمة أهل البيت.

إفادات الشيخ محمد علي تسخيري

وقال الشيخ تسخيري إن "التقريب بين المذاهب الإسلامية واتباع المذاهب الإسلامية يتم عبر مراحل، وأعتقد أن أهم مرحلة منها هي محاولة تقريب وجهات النظر بين علماء الدين.. ونحن نستعمل مصطلح التقريب للتقريب بين وجهات النظر في حين إذا نظرنا إلى المواقف العملية لأبناء الأمة الإسلامية نستعمل مصطلح الوحدة، فيجب أن يقف المسلمون جميعا موقفا واحدا في قضاياهم الرئيسية والعامة".

أما في مجال الفكر فلا يمكن افتراض مسألة الوحدة لأن الوجهات متنوعة ولذلك نستعمل مصطلح التقريب بين المذاهب الإسلامية فنحاول أن نقرب وجهات نظر العلماء بالتركيز على مبادئ مهمة يؤمن بها الإسلام:

أولا: مبدأ أن تقارب وجهات النظر يترك أثره على المواقف العملية فالإسلام عمل على تقريب وجهات النظر من خلال دعوته للوحدة الإسلامية وأكد على قوله تعالى "إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون"، فذلك مبدأ يدعو إلى تحقيق ما يحقق الوحدة الإسلامية.

ثانيا: الدعوة للأخوة الإسلامية فقال "إنما المؤمنون إخوة" وحينئذ فالأخوة أن يتحاوروا ليس بالصراع واللكمات وإنما بالفكر.

ثالثا: هناك مبدأ آخر دعا إليه الإسلام وهو حرية الاجتهاد، إن المجتهد إن أخطأ له أجر وإن أصاب فله أجران، فإذا عملنا بهذه التعددية الاجتهادية تقاربت وجهات النظر، فهناك مسألة أن باب الاجتهاد مفتوح.

رابعا: الإسلام يؤكد على مبدأ الحوار فيجب أن يكون الحوار منطقيا وإنسانيا ويجب أن يبتعد عن كل ما يشوه الحوار.
وعلى ضوء هذه المبادئ تتقارب وجهات النظر بين العلماء ونعتبر هذه مرحلة أولى بحيث يجب أن تنتقل هذه الروح إلى المفكرين الإسلاميين عموما أي الذين يعيشون مستوى الفكر الإسلامي وأن يكونوا من العلماء والمجتهدين والمشتغلين بالعمل الإسلامي بشكل عام.
وفي المرحلة الثانية يجب أن تنقل هذه الروح إلى الجماهير ويشعر كل فرد من أبناء الأمة الإسلامية أنه يتعامل مع أخيه وتسود العالم الإسلامي روح المحبة والحوار.

أمور فرعية

وأضاف تسخيري : "أعتقد أن هناك مبادئ أصيلة وأساسية يجب أن يفرغ كل المسلمين منها. مسألة التوحيد وأن الله تعالى واحد لا شريك له وفروع مسألة التوحيد، وهناك مسألة النبوة والمعاد وما يسميه العلماء بضروريات الإسلام أي الأشياء التي جاء بها الإسلام بلا ريب كالصوم والصلاة والزكاة، وهذه أمور أساسية، هذه حدود فمن آمن بها دخل في مجموع الأمة الإسلامية ومن رفضها فكأنما رفض أساسيات الإسلام وخرج عن إطار هذه الأمة.. فهذه أمور يجب الفراغ منها والإيمان والاعتقاد بها".

وعندما نخرج من هذه الأمور الأساسية - يضيف - تصبح باقي الأمور كلها فرعية مثل تفصيلات العقيدة ونوعية البرزخ ونوعية الحشر وحقيقة الصراط وتفصيلات الجنة والتفصيلات الغيبية والإيمان بالأحكام الإسلامية، وهناك مجال خلاف كبير في التفصيلات والأحكام الفرعية.

وإذا آمنا بهذه الأصول فقد دخلنا جميعا تحت المظلة الإسلامية وحينئذ يبقى مجال للاختلاف في الفرعيات وهذا أمر طبيعي أن تختلف المذاهب في الأمور الفرعية، ومع ذلك أقول إن المذاهب الإسلامية تشترك في 95% من الفرعيات لكنهم مع الأسف ينسون الـ 95% من مساحات الاتفاق ويركزون على 5% من مساحات الاختلاف.

هناك أساسيات يجب التصارح فيها فلا تهاون في التوحيد أو النبوة والقرآن ومسألة المعاد كما سبق وذكرت، ولا تسامح في المعلوم من الإسلام بالضرورة.. هذه أمور يجب أن نتصارح بها ويجب ألا يغش بعضنا بعضا، فهذه أمور أنا أسميها من مفروضات الإسلام أي مفروض في المسلم أن يؤمن بها، وما عدا هذه الأمور تبقى أموراً فرعية كالاختلاف في بعض فروع الصلاة كالصلاة بعد الشروق وبعض الموانع، فهذا اختلاف اجتهادي لا مانع منه.

الحقيقة أن الاختلاف المذهبي في أوائله شكل غنى وثراء للعقل المسلم فعندما كانت العقلانية موجودة والاجتهاد مسموحا والمسائل تطرح أمام العلماء فيقيسونها ويستنبطونها وهذا سر نشأة علم الفقه واختلاف الفقهاء وتشكل المذاهب الإسلامية في القرن الأول وبزوغ القرن الثاني وصل أحيانا اختلاف المذاهب إلى 50 مذهبا، وأعتقد أنها حالة طبيعية جدا والعقلانية سائدة والتعامل بين الأئمة كان تعاملا جميلا وتعامل محبة رغم الاختلاف.
وأرى أن الضربة القاصمة جاءت حينما تحولت المذهبية إلى طائفية وفقدت الحالة العقلانية وصار الكل يعتقد أنه هو الإسلام والآخرون هم الكفر.

س: فكرة الإقصاء؟

أحسنت.. صار يعتقد أنه هو الحق وعداه الباطل وقوى تقول أنا الخير وسواي الشر وهكذا صار الكل ينظر للآخرين.

س: هل تعتقد أن هذا نشأ من داخلنا أم إن أصابع خارجية أوجدته؟


أعتقد أن هناك عوامل، فالداخل مع الأسف كان فيه نقص حيث فقدنا روح الحوار والحالة العقلانية نتيجة حالات من التعصب اللاعقلاني وحالات من تكبير الشخصية وتشويه الغائب.

ويقول تسخيري: أعتقد أيضا أن هناك عوامل سياسية حركتها مصالح الحكام ومصالح بعض الذين ينتسبون إلى العلم والتي دعت إلى تكوين هالة على آرائهم وبالتالي رفض الآخر، أي فقدنا الحوار بين ذاتنا وذاتنا.

وهناك أيضا عوامل خارجية وأعتقد أن أعداء الأمة أشعلوا نار الفتنة كثيرا وحاولوا أن يضربوا بعض هذه الأمة بالبعض الآخر وبالتالي وصلنا إلى روح طائفية مقيتة على إثرها جرت أنهار من الدماء والدموع.

وأعتقد أن التقريب بين المذاهب يحاول أن يعيد الحالة العقلانية التي فقدتها الأمة بالعودة إلى المذهبية والخروج من الطائفية وهي مرض أعمى أصاب هذه الأمة ويجب أن نتخلص منه.

أعتقد أن هناك سوء نظر من هذا الطرف إلى الطرف الآخر أي محاولة التهويل والتعظيم من خطر الطرف الآخر ومع الأسف هناك تخوف شديد، فمثلا السنة أحيانا يتصورون أن الشيعة غارقون في البدع أو غارقون في الشرك مع الأسف الشديد، في حين أن الشيعة يتصورون أنهم هم مصرون على التوحيد الإلهي ووحدة الذات والصفات.

ومن جانب آخر، يتصور الشيعة أن السنة بعيدون عن أهل البيت وحبهم ويبتعدون عن روايات أهل البيت في حين أن السنة يعشقون أهل البيت ويقدرونهم والتاريخ الإسلامي كله يؤمن بإمامة الإمام علي ويتغنى بعظمة أهل البيت.

وأعتقد أن هناك تصورات مغايرة لكل طرف عن الطرف الآخر وتهويلاً وتكبيراً لأخطار طرف ضد طرف آخر وغلواً في التصور من قبل كل طرف تجاه الآخر ومن هنا نريد الحوار السليم المنطقي العقلاني وسوف يكتشف الجميع أنهم متحدون في الأصول ومشتركون في الفروع بنسبة عالية جدا، ولك أن تعلم أن أعمال ومناسك الحج أكثرها أخذ من رواية طويلة ينقلها الإمام الباقر عن جابر بن عبدالله والباقر هو خامس أئمة أهل البيت، ومن هنا أقول إن المنابع واحدة والأصول أي الكتاب والسنة هما المعتمدان لكل المذاهب ولو فهم بعضنا بعضاً بشكل آخر لما عشنا هذا التناحر.

ويضيف تسخيري: أنا أعتقد أن الإنسان المسلم يجب أن يبتعد عن أن يكون سبابا أو لعانا لأن هذا ليس من أخلاق المسلم عموما، فكيف إذا كان هذا السباب موجها للجيل الطليعي الأول الذي حمل الرسالة وقاتل في سبيل هذه الرسالة وكان خير أمة أخرجت للناس وخير جيل أخرج للناس وأعتقد أن من يتجرأ على هذا العمل أحمق وجاهل وبعيد عن الأخلاقية الإسلامية.

أرجو أن نشخص ما هو الشأن الدنيوي لأن الإسلام له رأيه في كل سلوكيات الإنسان والمرجع له دوره يعطي فتواه ونظره وتصوره عن رأي الإسلام في الحياة، فإذا كان هذا هو دور المرجع أي أن يفتي ويعطي رأيه فالحدود الإسلامية والأحكام الشرعية لا يحدها وطن ولا تحدها حدود فالإسلام أحكامه في كل الأمة الإسلامية.

أما إذا كان المقصود أن لكل منطقة أحداثها وخصوصياتها وهناك أمور اجتماعية تخصها فأعتقد أن المفتي الذي يعيش في منطقة أخرى بعيدة عن هذا الواقع لا يستطيع أن يبدي رأيه في أحداث اجتماعية في منطقة لا يعرف أبعادها وشروطها.

ويقول تسخيري: أنا شخصيا أنظر إلى أن العالم الإسلامي متوحد والحدود القائمة هي حدود سخيفة صنعتها معاهدات ظالمة من أمثال سايكس بيكو. وتقسيم المقسم أمر مرفوض بشكل مضاعف فالعراق يجب أن يبقى بلدا واحدا أصيلا وشعبا واحدا بعيدا عن كل تقسيم.

الشرق الأوسط الجديد

ويقول تسخيري: الشرق الأوسط الجديد مصطلح أمريكي يحاول أن يعتمد أساسيات منها نشر الديموقراطية على الطراز الأمريكي وجعل إسرائيل محورا للتحرك في هذه المنطقة والقوة الضاربة التي تسكت أي تحرُّك يتنافى مع المصالح الأمريكية والعولمة الأمريكية الغربية.

ومن هذه المصالح محاولة إسكات أي خروج عن الهيمنة الأمريكية وهذه أمور أرادت منها أمريكا أن تكون مصطلح الشرق الأوسط الجديد وتفرض في ذهنها ما تسميه محاور الشر وهي في الواقع كل القوى التي ترفض الهيمنة الأمريكية، وقد فشلت أمريكا أن تحقق أبعاده، وربما جاء هذا المصطلح على أنقاض مصطلح أسخف منه وهو الشرق الأوسط الكبير الذي حاولت أن تضم فيه إلى جانب الشرق الأوسط المعروف دولا مثل أفغانستان وتركيا وإيران وباكستان لكي تحقق نفس هذا المفهوم ولكن بمصطلح آخر وما تريده هو ضرب قلب العالم الإسلامي المتحرك والسيطرة عليه من منابعه.

الهلال الشيعي


ويختم تسخيري بالحديث عن الهلال الشيعي، قائلا إنه هو من إيحاءات الشيطان، وهذا تهويل خطير بهدف التأثير على العالم السني ولا واقع له لأن الشيعة يعيشون في قلب العالم السني إخوة متحابين متعاونين لا يحمل أي منهما للآخر إلا الحب والنظرة الأخوية.

وبالتالي هناك تخويف للعالم الشيعي أيضا من العالم السني إذا صح هذا الوصف وإن كنت لا أؤمن إلا بالعالم الإسلامي، لكنهم يخوفون الوسط الشيعي أيضا بأن السنة فيهم عداء له ولأهل البيت وتكفير للشيعة، وأقصد تخويف الشيعة من السلفية التكفيرية وتخويف السنة من الهلال الشيعي لكي يضرب بعض هذه الأمة بعضها الآخر.
وأحيانا وكما يحدث في العراق يكون الصراع شيعيا ـ شيعيا وليس شيعيا ـ سنيا فقط ولذلك يجب أن تنتبه الأمة لمؤامرات الأعداء.

إفادات الدكتور العوا

من ناحيته، قال الدكتور محمد سليم العوا إن الخطوة الأولى في تقريب أبناء المذهبين هي تعريف كل منهما بالآخر. فالواقع أن السنة يعرفون عن الشيعة قليلاً جداً من حقائق مذهبهم وأسباب الاختلاف الفقهي بينهم وبين أهل السنة. والأمر نفسه صحيح بالنسبة للشيعة. والمقصود هنا هو عامة أبناء المذهبين وأتباعهما. أما في مستوى العلماء فإن الحاجة إلى المعرفة الدقيقة والصحيحة أظهر لدى علماء أهل السنة منها لدى علماء الشيعة. فعلماء الشيعة يعرفون مذاهب أهل السنة وعقائدها أكثر بكثير مما يعرف علماء أهل السنة عن مذاهب الشيعة وعقائدهم.

وبغير بذل جهد صادق بنّاء في توسيع نطاق المعرفة الجادة لدى أصحاب كل مذهب بالآخر، علمائهم وعامتهم على السواء فإن جهود التقريب سوف تظل محدودة الأثر.

ويضيف: جميع الخلافات الفقهية هي خلافات فرعية يحتملها النظر في الأدلة، ولذلك لا يجوز التركيز على هذه الخلافات عند العمل عملاً جاداً في مجال التقريب ومن ذلك ما نسب إلى الشيعة وهم ينكرونه مثل زعم أنهم يقولون إن القرآن ناقص أو محرف أو إن لديهم قرآناً آخر هو مصحف فاطمة... فهذه الأمور التي ينكرها كبار علماء الشيعة وصغارهم، ويكذبها المؤلفون الموثوق بهم في كتبهم مما لا يجوز التركيز عليه في محاولات التقريب. وتبرئة الشيعة من هذه التهم هي واجب علماء أهل السنة قبل أن تكون واجب الشيعة. وذلك يحتاج إلى الاطلاع على مؤلفات الشيعة أنفسهم دون الاكتفاء بالنقل عنهم في مؤلفات مخالفيهم سواء أكانوا من المذاهب الأربعة أم من غيرها كالزيدية والإباضية والظاهرية.

لابد من التصارح في مسألة مثل إباحة سب الصحابة. فلا يمكن التقريب بين شخصين أحدهما يعتقد أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما هما أولى الناس بتوقير المسلمين واحترامهم والثاني يراهما يستحقان اللعن والذم على رؤوس الأشهاد وفي صفحات الكتب. ولابد من التصارح في استلزام اعتقاد المهدية العصمة والرجعة للتحقق من الإيمان، فإنه لا يمكن التقريب من شخصين أحدهما لا يعتقد بإيمان الآخر. ثم يترتب على ذلك تسمية علماء الشيعة أهل السنة بـ(الناس) أو (العامة) على سبيل الانتقاص والتحقير. إن الواجب أن يسمى الناس بأحب الأسماء إليهم. وإذا كان علماء الشيعة يقولون إن (الناصبة) فرقة بادت ولم تعد موجودة فلماذا الاستمرار في لعنها بطريقة توحي للسامع بأن المقصود بها هم أهل السنة الذين لا يقولون بأفضلية علي رضي الله عنه على الخلفاء الثلاثة قبله؟!

ويقول العوا: فرقت السياسة بين الشيعة والسنة كما بينته تفصيلاً في كتابي (في النظام السياسي للدول الإسلامية) وفي محاضرتي المنشورة (العلاقة بين السنة والشيعة). ولاتزال السياسة تصنع صنيعها في الصلة بين المذهبين إفساداً في أغلب الأحيان وإصلاحاً في النادر الشاذ منها(!)
والمستفيد من هذه الفُرقة بين السنة والشيعة اليوم هم المستعمرون الجدد، وهم الصهاينة، وهم أذيال أولئك وهؤلاء في بلاد المسلمين السنة والشيعة على السواء.

ولكن أحد أسباب المشكلات الحالية في العلاقة بين السنة والشيعة هو محاولة بعض المنتسبين إلى المذهب الشيعي الإمامي التبشير به بين أهل السنة في البلاد التي خلص الإسلام فيها لمذاهب السنة دون سواهم. وهذا أمر يحدث في مصر وفي المغرب وفي عدد من أقطار إفريقيا، وله خطورته في توسيع الهوة بين المذهبين وفي إنشاء عداوة بين أتباعهما أو إذكائها. ولذلك أذكِّر دائماً باتفاق أعلنته مع المرحوم العلامة الشيخ محمد مهدي شمس الدين، رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان، أنه: "لا يجوز التبشير المذهبي بين المسلمين". وقد قال كثيراً إنه ليس هناك مصلحة في أن يتسنن شيعي أو يتشيع سني.
وهو قول العلامة الشيخ محمد حسين فضل الله، والعلامة الشيخ محمد علي تسخيري وعشرات ممن سمعت ذلك منهم مباشرة من كبار علماء الشيعة.

وأنا أدعو هؤلاء العلماء إلى تكرار هذا القول وتكرار إعلانه، وإعلان براءة المذهب (من حيث مذهب) من هذه المحاولات غير السائغة لتحويل أتباع المذاهب السنية إلى اتباع المذهب الشيعي. ومما يمكن لتلك المحاولات أن بعض الذين يحمل إليهم (خمس) دخل مقلديهم من الشيعة يضعون بعض هذا المال في غير موضعه بتمويل محاولات تشييع السنة(!) والواجب على علماء الشيعة أن يؤكدوا على ضرورة وضع هذا المال في مصارفه التي أوردها علماء المذهب المقلدون والتي ليس منها – قطعاً – نشر المذهب في بلاد أهل السنة.

ويضيف: أبرز ما أراه من مغالاة من بعض إخواننا الشيعة هو إباء بعضهم الصلاة خلف أهل السنة، وإصرار بعض عامتهم على سب الصحابة والإساءة إليهم، وأخطر صور المغالاة هو اعتقاد بعضهم أنهم وحدهم المسلمون وأن غيرهم خالفوا الإسلام مخالفة بينة بمن في ذلك بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا الغلو كله مذموم، والعلماء من إخواننا الشيعة مدعوون إلى الجهر بعدم جوازه والتذكير بحق الصحابة على كل مسلم، وبأن الإسلام يسع المذاهب المختلفة في الفروع، ولو سمى بعضها بعض الفروع أصولاً كما يقول إخواننا الشيعة في شأن الإمامة (الخلافة) والعصمة ونحوهما.
أما غلو أهل السنة فالأولى أن يذكر مظاهره علماء الشيعة. ولكن أظهر ما أراه منه هو تكفير بعض أهل السنة للشيعة.

ويقول العوا: الإساءة إلى الصحابة سبٌّ يوجب العقاب لفاعله. فإن كانت الإساءة تتضمن جريمة أخرى وجب توقيع عقابها حداً كان أم تعزيراً. ولا يجوز لمسلم أن يتعرض لأحد من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. فقد مدح القرآن الكريم الصحابة رضوان الله عليهم في مثل قوله تعالى "رضي الله عنهم ورضوا عنه" وقوله "وكلاً وعد الله الحسنى" وقوله "محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم" وغير ذلك من الآيات القرآنية الكريمة.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ".. لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه" وقوله صلى الله عليه وسلم "لا تسبوا أصحابي" نص صريح في تحريم التعرض للصحابة رضي الله عنهم بالسب أو الإساءة.

المقصود بالمرجع الديني، إن كان من هو مؤهل للإفتاء، فالإسلام لا يعوِّل على الحدود السياسية والأوضاع القائمة بين الدول في إجازة الفتوى أو منعها. والإفتاء حق لكل من تأهل له، ويمكن أن يقال إنه يجب على المفتي، إذا تعين عليه، أن يجيب السائل عما سأله عنه. والناس يسألون العلماء في شؤونهم كافة. وللدين حكم في كل شأن مهما بدا لنا دنيوياً بحتاً، غاية الأمر أن المفتي يجب أن يُلم بالواقع الذي يفتي فيه وبالأدلة الشرعية التي قد تتنازع المسألة التي يسأل عنها ويفتي فيها لكي تكون فتواه موافقة لمراد الشارع سبحانه وتعالى فينال أجري المجتهد المصيب أو ليخرج من عهدة بذل الجهد واستفراغ الوسع في الاجتهاد فينال الأجر الواحد للمجتهد المخطئ.

ويضيف: محنة العراق أكبر من أن يتنبأ في شأنها أحد. والقوى الساعية إلى تقسيمه والمستفيدة من هذا التقسيم – إن وقع – تسعى جاهدة لجعله حقيقة واقعة. وأخطر ما في التقسيم أنه سيفقد العراق هويته وتاريخه العربي من ناحية، وأنه سيصبح نموذجاً لدول أخرى مجاورة، أو في المنطقة، يحاول الراغبون في تقسيم العراق تقسيمها أيضاً تمكيناً للعدو الصهيوني من السيطرة على المنطقة كلها سيطرة لا تنازع.
لذلك أرى أن من واجب دول الجوار العراقي خاصة، والدول العربية عامة، أن تقف في مواجهة محاولات تقسيم العراق وأن تحول بين القوى الراغبة في ذلك وبين تحقيق هدفها.

ويقول إن الشرق الأوسط الجديد.. وهم لن يتحقق بصورته التي تريدها الولايات المتحدة الأمريكية.

ويختم بأن الهلال الشيعي.. خرافة يراد بها تخويف أهل السنة من الانتشار الشيعي وترسيخ الفرقة بين أهل السنة والشيعة. والعقل والحكمة والأخوة الإسلامية كلها تقضي بالتنبه إلى هذه المخططات وإفشالها.

تجريد المنطقة من أسلحة الدمار الشامل.. يعني أول ما يعني الدولة الصهيونية، فهي الوحيدة التي تملك أسلحة دمار شامل (أكثر من 300 رأس نووي) ولكن هذه العبارة عندما تطلق الآن يراد بها تعويق البرنامج النووي الإيراني الذي هو برنامج سلمي بحت، لكن الولايات المتحدة وإسرائيل تضنان على أية دولة عربية أو إسلامية بامتلاك التقنية النووية تخوفاً من أن يؤدي ذلك ولو بعد حين إلى تحقيق توازن في القوة بين إسرائيل وجيرانها العرب.