ضغوط الحياة سرقت دبلوماسية الشباب

[سياسى]

البعض يخسر أصدقاءه ويتخلى عن الحوار الراقي



كتبت بلقيس مجيد وسعود العساف


كثيرون يراعون قواعد الاتيكيت والدبلوماسية في الحديث والتعامل والعلاقات الحياتية اليومية.. لكن كثيرون ايضا لا يعبأون بمثل هذه الامور الضرورية.
عوامل كثيرة تحكم بها على الشخص اذا كان دبلوماسيا في حياته ام لا.. اهمها الحرص على التواصل الاجتماعي وكسب مودة الآخرين وجذبهم اليه بالابتسامة وبشاشة الوجه وحسن الكلام والتوادد مع كل افراد المجتمع.
للدبلوماسية دور كبير في حياتنا لأنها تتحكم الى حد ما في العلاقات بين افراد المجتمع وهي لم تعد قاصرة على العلاقات الخارجية او الدولية، بل تعدتها الى مختلف العلاقات في المجتمع.
الدبلوماسية في الحياة اليومية تغير مجريات الامور الحياتية وتوثق الاواصر الاجتماعية، ولا يخفى على الناس ان الدبلوماسية علم وفن ويجب تعلم قواعدها ويتعين الوقوف على اسرارها.
'قبس الشباب' رصدت آراء ابناء الجيل الصاعد في الدبلوماسية والاتيكيت وسبل تحقيقها في الحياة عموما..
ورأى كثيرون منهم ان الدبلوماسية والحوار الراقي وسيلتان مهمتان لكسب المزيد من الاصدقاء، كما استطلعنا رأي مختص في علم الاجتماع الذي اكدأن طريق الدبلوماسية في الحياة الاجتماعية يتحقق بخطوات عدة منها الابتسامة والحوار الهادئ، ومجاملة الناس وكسب الآخرين، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية قالت عبير محمد حسن ان الدبلوماسية تعتمد على الموقف نفسه اذا كان يتطلب وجود دبلوماسية من عدمه، لكني بشكل عام احرص على ان تمتاز علاقاتي بدبلوماسية كبيرة وأن ارسم ابتسامة جميلة على وجهي، ولذلك نتائج جيدة مع الآخرين لتعزيز اواصر المحبة.
وتضيف الدبلوماسية في نظري هي ان يأخذ الانسان اموره الحياتية بسهولة ومن دون تعقيدات والحرص على مواصلة معاملاته وعلاقاته بطريقة ذات محاور وهدوء لتوصيل الافكار للطرف الآخر بسهولة.
واضافت احرص على وجود اصدقاء في حياتي لذلك اتقرب من الآخرين، واحرص على ان اكون متفائلة ومرحة حتى لا ينفض الناس من حولي، كما احرص على السؤال عنهم وترتيب اللقاءات معهم والمحافظة على روح المجموعة الواحدة.
اما خالد المفرج فيقول ان ازمة الغزو العراقية التي عاشتها الكويت خلقت من جيل الشباب جيلا واعيا مدركا للامور جيدا، فالشباب عمليون وجادون والحياة علمتهم الصبر ومعرفة شخصيات الناس من حولهم وكيف تكون محاورتهم بالشكل الصحيح، اضافة الى الاختلاط معهم.
واضاف الدبلوماسية في نظري ان يكون الشخص متزنا ويعرف متى يتكلم،ان يفصح بالكلمة في موقفها الصحيح ويتعلم الانصات الى الناس ويفهم جيدا، مشيرا الى ان الدبلوماسية تخلق انسانا قادرا على اتخاذ القرارات الصحيحة وان يتعلم من اخطائه والا يفرض رأيه على من حوله.
صداقة
ويضيف المفرج اني حريص جد على كسب الاصدقاء لاني احب الناس واحب ان اتعرف على طرق تفكيرهم وكلما تعرفت على اصدقاء جدد فتحت لي ابواب جديدة لمعرفة الحياة.
اما عبدالله علي الحبيب فيقول بالطبع انا دبلوماسي لاني احرص على وجود الابتسامة على وجهي في كل الاحوال تقريبا لان ذلك مهم اذا كان الانسان حريصا على التقرب من الناس وبالتالي ينال مطلبه، وذلك لا يكون إلا عن طريق الابتسامة والادب والذوق.
'الصداقة حياة' هذا ما اكدته صفاء عبدالمنعم قائلة: لا يمكن للإنسان ان يعيش وحيدا من دون اصدقاء ومن دون اناس يحبهم ويساعدونه ويتآلف معهم، وباعتقادي ان الدبلوماسية تتمثل بحرص المرء على تصحيح اخطائه في حال ارتكاب اي خطأ وايضاح اي سوء فهم لاني لا احب ان افهم بصورة خاطئة.
من ناحية اخرى تؤكد عبدالمنعم انها انسانة اجتماعية حريصة على التواصل مع الناس وهي مبادرة بطرح افكارها بصورة جيدة وحريصة على مجاملة الناس في احزانهم وافارحهم وتأدية واجباتهم مهما كانت الظروف.
اما رنا المسلم فتقول: ان الدبلوماسية شيء مهم في حياة الانسان وهي السبيل الوحيد حتى يستطيع الانسان تحقيق اهدافه.
مناقشة حضارية
واوضحت ان الدبلوماسية هي جو من المحاورة يحتوي على عناصر عدة منها الاتصالات الجيدة، المناقشة الحضارية، اضافة الى التفاؤل والنظرة المستقبلية والابتسامة.

ألف صديق قليل.. وعدو واحد كثير
وصف جاسم الصفار نفسه بأنه حريص على الدبلوماسية حيث لا يحرج أي شخص وألا يقع في الخطأ وأوصل المعلومات بالشكل الصحيح للآخرين أثناء الحوار.
وأضاف: الدبلوماسية طريقة راقية في الحوار والحرص على انتقاء الألفاظ والكلام وان نجعل لكل شيء مبررا والا نفرض رأينا على الآخرين.
وتابع قائلا: مبدئي في الحياة أن أكسب ألف صديق وألا أكسب عدوا واحدا، والاتصاف بالإنصات الجيد هو من أبرز مميزات الدبلوماسية، ولا تتحقق الدبلوماسية إلا عن طريق السؤال عن الناس والمبادرة بالكلام الطيب لتحقيق العلاقات القوية.

معاملة الفتيات
زينب محمد تقول إن علاقة الطالبة بالطالب تسودها دائما الدبلوماسية، حيث يعترف أغلب الطلاب ان الأسلوب الطيب والسلوك الراقي ضروريان لمعاملة الفتيات.

دواوين وسوالف
يرى علي الناصر انه لا يمتلك أي بروتوكول أو قواعد لحرفنة الحديث مع الآخرين، لكنه يستند إلى دواوين الكبار التي تساعده على التأقلم مع الآخرين ومجاراة حواراتهم وسوالفهم.

الثقة بالنفس لا تعني الغرور
أكد استاذ علم الاجتماع د. منصف عبدالكريم ان الدبلوماسية ضرورة للحياة وليست ترفا، فهي تعزز مكانة المرء الاجتماعية وتزيد من اواصر العلاقات سواء في المحيط العائلي او على مستوى ارحب.

واشار الى ان الشخص الدبلوماسي يمتاز بالهدوء وامتصاص غضب الأخرين وهو ما يطلق عليه الشخصية الجاذبة.. اذ ينجح صاحبها في كسب مودة المحيطين به ولفت انتباههم اليه والى شخصيته وسماته.

وتابع قائلا: الدبلوماسية مرادفة للثقة بالنفس وهي لا تعني الغرور، بل هي اتساع افق لدى المرء وسعة رؤية للكون والحياة عموما، كما انها ميزة كبيرة تمكن المرء من تشكيل صداقات في وقت قصير والاحتفاظ بها الى ابعد مدى إذ ان الدبلوماسي لا يخسر اصدقاءه بل يكسب المزيد منهم.
ونصح عبدالكريم الشباب بتوسيع دائرة العلاقات الاجتماعية والاتصاف باللباقة في الحديث وابداء الكثيرمن الحميمية.