المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نصر الله: الحكومة ساقطة شرعيا وليست لبنانية .. والسلطة أمام خيارين



سلسبيل
11-20-2006, 11:07 AM
اطلق امس الامين العام لـ«حزب الله» في لبنان، السيد حسن نصر الله، الاشارة الأولى للتحرك الشعبي الذي تنوي المعارضة اللبنانية القيام به لاسقاط حكومة الرئيس فؤاد السنيورة. وإذ اكد، في كلمة شديدة اللهجة ضد من سماها «قوى السلطة»، على «الطابع السلمي والحضاري» للتحرك المعارض، وضع قوى «14 آذار» ـ صاحبة الاكثرية النيابية والحكومية ـ بين خيارين: اما حكومة وحدة وطنية، او انتخابات نيابية مبكرة تعيد تأسيس السلطة.
ووصف نصر الله الذي كان يتحدث الى اعضاء اللجان الشعبية المنظمة لتحرك المعارضة، الحكومة اللبنانية بأنها «حكومة (السفير الاميركي في بيروت جيفري) فيلتمان وليست حكومة الرئيس فؤاد السنيورة». كما وصف وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس بأنها «مصاصة الدماء».

وشدد على «سلمية التظاهر والاعتصام» داعياً قوى التحالف المعارض الى الجهوزية الدائمة. وقال: «لن تكون مسافة طويلة في تحديد مواعيد النزول الى الشارع. وقد توجه الدعوة قبل 24 ساعة او 12 ساعة او حتى 6 ساعات» الامر الذي ينظر اليه على انه لإضفاء طابع المفاجأة لقوى السلطة في التحركات الشعبية.

وحدد نصر الله «الخطوط الحمر» للقوى التي ستنزل الى الشارع بـ«السلم الاهلي، الحرب الاهلية، التصادم (مع الفريق الآخر) والفتنة الداخلية». وقال: «علينا احترام الممتلكات الشخصية والعامة. ولن نسمح بأي تصادم مع الشارع الآخر. لا نريد صراعاً ولا تشاتماً». ودعا قوى المعارضة التي ستنزل الى الشارع الى «التعاطي مع الجيش وقوى الامن الداخلي بمحبة». وذكّر قوى السلطة بأن حكومة الرئيس عمر كرامي التي اسقطتها مظاهرات «قوى 14 آذار» «لم تأمر القوى الأمنية بإطلاق النار على المتظاهرين. وقال: «ان السياديين الجدد (قوى 14 آذار) يريدون استخدام الجيش لقمع المظاهرات، لكن الجيش لن يقدم على ذلك».

كذلك حذر من الشعارات المتطرفة والعناصر التي قد تندس بين المتظاهرين المعارضين. وأعلن: «سنستمر في التحرك ربما لأيام او اسابيع حتى نفرض بوسائلنا السلمية والديمقراطية اسقاط الحكومة غير الشرعية وغير الدستورية». وشرح نصر الله بعض ما حصل من مداولات ومشاورات واتصالات مع فريق «14 آذار» منذ اندلاع الازمة السياسية بعد الحرب الاسرائيلية على لبنان في يوليو (تموز) الماضي. وأكد على «وجوب ان يبقى الخلاف سياسياً». وقال: «اننا امام حكومة ساقطة شرعياً ودستورياً. وبالتالي فان كل ما يصدر عنها وما ترسله الى مجلس النواب غير دستوري».

وأكد: «ان الاصطفاف السياسي في لبنان هو بين خطاب سلطة وخطاب معارضة» مشدداً على «وجوب ابعاد الخلاف السياسي عن الطابع الطائفي او المذهبي». وقال: «بينما كانت الاتصالات والمشاورات جارية حول تشكيل حكومة وطنية جاءتهم التعليمات مساء الجمعة (في 10 الشهر الحالي) من السفارة الاميركية ومفادها ان السياسة الاميركية لم تتغير. نحن معكم، ونطلب منكم الا تتنازلوا ولا تقبلوا بالمقايضة التي هم من اقترحها». وأضاف: «المشكلة اننا كنا نحاور ونناقش ونشاور مع من لا يملك قراره بيده». وشدد نصر الله على «ان حزب الله مع اتفاق الطائف ومع كل الامتيازات التي اعطاها لرئيس الحكومة من الطائفة السنية». وحمل بعنف على الذين يحاولون اثارة فتنة سنية ـ شيعية بالقول ان «حزب الله» يحاول تشييع بعض اهل السنة في عكار (شمال لبنان). وقال: «ان بعض اركان قوى 14 آذار من غير المسلمين السنة يحاول افتعال فتنة بين السنة والشيعة. وان بعض السياسيين منهم ذهبوا الى الخليج وحاولوا تحريض امراء والقول لهم ان حزب الله يحاول تشييع السنة».

ونفى ان يكون «حزب الله» يريد اعادة الوصاية السورية على لبنان. وقال: «لسنا مع الوصاية السورية او الايرانية. تعالوا الى حكومة وحدة وطنية تمنع الاملاءات الخارجية، اميركية او سورية. لكن لن نقبل ان تبقوا حاكمين البلد لأنكم حكومة اميركية».

وعرض ان لا يكون وزراء لحزب الله في حكومة وحدة وطنية اذا ضمت ممثلين للقوى الوزارية في تحالف المعارضة. وقال: «نحن جاهزون لدعم هذه الحكومة واعطائها الثقة». واضاف: «مشكلة هذه الحكومة انها تلتزم قرارات واملاءات اميركية. ولا توجد في لبنان حكومة وطنية نستطيع ان نأتمنها على البلد، لا في الموضوع السياسي ولا في الوضع الاقتصادي».

وكرر نصر الله التأكيد ان «حزب الله» مع المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الرئيس رفيق الحريري. وقال: «كل ما طالبنا به ان نناقش بكل ايجابية مشروع نظام هذه المحكمة. لكنهم مثلما فعلوا في الماضي حشرونا بالدعوة الى جلسة مجلس الوزراء نهار الاثنين بينما كان وزراؤنا تسلموا مسودة مشروع المحكمة يوم السبت اثناء جلسة المشاورات».

ووصف اتهامات توجه الى «حزب الله» بأنه يسعى الى الفيدرالية وإقامة دولة خاصة بأنها «سخيفة». وقال: «ان احداً في لبنان كائناً من كان ـ هكذا علمنا التاريخ وعلمتنا مكونات المجتمع اللبناني ـ لا يستطيع ان يقيم دولته الخاصة. وهذا ما يؤكده التنوع اللبناني».

وخاطب نصر الله اعضاء اللجان المنظمة للتحرك الشعبي قائلاً: «ان اطراف المعارضة الوطنية على تواصل ونقاش. وان اي خطوة لاحقة بالاضراب او النزول الى الشارع والتظاهر او الاعتصام المدني سوف تتخذ بالتوافق بين قوى المعارضة. ويجب ان نكون جاهزين للنزول الى الشارع كوسيلة من وسائل التحرك».

بيروت: «الشرق الأوسط»