مجاهدون
10-18-2003, 08:59 AM
مقتدى انتقل الى الهجوم خشية تهميشه
بغداد ـ مكتب القبس ـ نزار حاتم:
> لماذا ركب السيد مقتدى الصدر موجة التصعيد، وإلى أين وجهته؟
سؤال لم يشغل بال المتابعين وحدهم، بل بال العراقيين بشكل عام، لانهم يشاهدون بأم العين مفردات هذا المنحى التصعيدي الذي بدأ باحتلال مقرات المجلس البلدي في مدينة الثورة (شرقي بغداد)، مرورا باعلان الصدر نفسه تشكيل حكومة بديلة، وانتهاء بالمواجهات المسلحة التي حدثت في كربلاء بين أنصاره ومن يسمونهم باتباع المرجع الديني آية الله العظمى السيد علي السيستاني.
قبل الاجابة عن هذا التساؤل نشير الى حالة الالتباس التي وقعت فيها وسائل الاعلام من خلال تأكيدها على كلمة انصار السيستاني الذي لا يرتضي بحكم موقعه الديني الصاق كلمة انصار باسمه، كما انه لم يعمد الى تشكيل فصائل سياسية، أو حزبية، لانه كبقية المراجع الكبار يحظى بدعم مقلديه وتتسع قاعدته الجماهيرية.
فان عبارة «انصار السيستاني» اخذت تفرض حضورها جزافا، كحالة تقابلية لعبارة انصار الصدر التي لم يجد الاخير ضيرا فيها، مادام لم يدع لنفسه مقام المرجعية ولا حتى درجة الاجتهاد التي ينبغي اجتيازها قبل سنوات من الادعاء بالوصول الى هذا المقام ـ حسب الموازين العلمية والشرعية السائدة في الحوزات ـ لا سيما حوزة النجف التي كانت على مدى تاريخها الطويل اكثر تشددا من الحوزات العلمية الاخرى في مراعاة هذه القاعدة.
كما ان الصدر جسد معنى عمليا لكلمة اتباعه او انصاره بعد ان شكل منهم ميليشيات مسلحة، ومن ثم دعاهم الى الانخراط في ما أسماه بجيش المهدي، وتاليا ما قاموا به من فعاليات خاصة بهم ميزتهم عن غيرهم بصرف النظر عن كونها خطأ أو صوابا.
وقد زاد في تكريس هذا التوصيف العلاقة الهشة التي كانت واضحة بين السيد السيستاني والمرجع الديني السيد محمد صادق الصدر الذي قتل على يد النظام السابق، رغم ما تردد عن صفقة عقدها مع النظام سمحت له بالعمل عدة سنوات قبل ذلك وهو كان قبل مقتله قد وصف الحوزة بأنها حوزتان، إحداهما ناطقة (في اشارة الى ما يمثله هو بالذات) واخرى صامتة يمثلها السيستاني.
اعتبر نفسه صاحب الحق
السيد مقتدى كان قد حاول، عقب سقوط النظام الصدامي، ومن خلال الجماهير التي تعاطفت معه لاجل ابيه، ان يكون صاحب الحق الاول في تحقيق المكاسب، بدافع الاحساس المصحوب بعنفوان الشباب في انه وأباه كانا في طليعة المقارعين لنظام صدام والاكثر تضحية من سواهما ولا بد ان تكون له اليد الطولى في مرحلة ما بعد سقوط النظام.
كان سيقيم مجلسا انتقاليا
وما يعزز هذا الاعتقاد هو ان السيد مقتدى كان ـ حسب مصادر عليمة ـ عازما على تأسيس مجلس حكم انتقالي بديل عن المجلس الحالي لولا نصائح تلقاها من مساعديه بالتريث.
لذا فالتصعيد الاخير اذا كان مفاجئا للآخرين فانه ليس كذلك بالنسبة للصدر واتباعه ما داموا يفكرون به منذ ذلك الحين، بيد ان نقل التحرك الى حيز الفعل هو الذي اثار الكثير من التساؤلات حول اسبابه التي يأتي في طليعتها احساس الصدر واتباعه بان عجلة الزمن بدأت تسير لغير صالحهم، وقد تتسبب في تهميشهم لاحقا، ذلك لان كل مراجع الدين وفي مقدمتهم السيد السيستاني لم يعترضوا على القوى الاسلامية الشيعية لانخراطها في مجلس الحكم والوزارة، ان لم يكونوا اعتبروا هذا الانخراط حقا طبيعيا يمثل انتزاع حق الشيعة من قوات التحالف، كما انهم لم يتخذوا أي قرار بمقارعة هذه القوات.
مجمل هذا التعاطي الشيعي المرن، ولد انطباعاً لدى الصدر في ان صوته مهما كان مدوياً فسوف يضمحل على عتبة المنهج السياسي الهادئ الذي سلكه الآخرون، وقد يحصدون ثماره المستقبلية بشكل يجعل الصدر واعوانه مغردين خارج السرب، لذا اراد ان يحرك المياه في جذور الجميع ليلتفتوا الى انه ما زال موجوداً وقادراً على لخبطة اوراق اللعبة اذا ما مضت الاطراف المعنية ـ بمن فيهم خصوم ابيه التقليديون من قبيل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ـ في هذا النهج.
خصوم الصدر التقليديون يعتبرون ان فشل الصدريين في الاستيلاء على المراكز المهمة في كربلاء حملهم الى اجراء محاولة مماثلة في النجف، والمعروف ان كثيراً من المساجد والحسينيات في النجف كان استولى عليها الصدر عقب سقوط النظام السابق، وما زالت تحت سيطرته بشكل يثير انزعاج القوى الدينية والمرجعية في المدينة.
ماذا يقول «المجلس الأعلى»؟
وامس، قصدنا حجة الاسلام والمسلمين السيد محمد الحيدري مسؤول المكتب الاعلامي والثقافي في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق بغية التعرف على المزيد من التفاصيل المتعلقة بتحركات الصدر، وعموم حركة القوى الشيعية.
عن رؤية المجلس الاعلى للموقف الشيعي من احداث كربلاء والنجف، اكتفى بالقول «ان المجلس وكافة القوى الاسلامية الاخرى وبدعم من المرجعية، عقدت العزم على عدم السماح بنشوب صراع طائفي في العراق من خلال التأكيد على الوحدة بين السنة والشيعة، التي كان صدام حسين قد سعى الى تهديمها.
> انت من وكلاء السيد السيستاني في بغداد، ما موقف المرجع الديني من هذه الصراعات؟
ـ السيد السيستاني وغيره من مراجع الدين لا يريدون الدخول بأي صراع.
> ما موقف القوى الاسلامية الشيعية من الاحتلال؟
ـ هناك رؤية موحدة تقوم على اساس مقاومة الاحتلال بالوسائل السلمية.
> المجلس الاعلى قد تنظر اليه قوات التحالف على أنه صنيعة ايرانية؟
ـ في البداية، كانت لدى قوات التحالف مثل هذه النظرة، فداهمت عدداً كبيراً من مكاتب المجلس في العراق، لكنها ادركت في ما بعد ان المجلس قوة عراقية كبيرة لا يمكن تجاوزها، فبدأت الانفتاح عليه وعلى قوات بدر التابعة للمجلس من اجل اخذ دورها في استقرار امن البلاد.
> هل جرت بينكم وبين قوات التحالف مباحثات بهذا الشأن؟
ـ نعم، ومازات متواصلة.
> هل انتم راضون بما تحقق لحد الآن من مكاسب سياسية للشيعة؟
ـ كحد ادنى على طريق الصراع السياسي، نعم راضون بهذه المكاسب. ولكن عبر السبل السياسية الكفيلة بانتزاع حقوق الشيعة بما يتناسب وحجمهم السكاني.
بغداد ـ مكتب القبس ـ نزار حاتم:
> لماذا ركب السيد مقتدى الصدر موجة التصعيد، وإلى أين وجهته؟
سؤال لم يشغل بال المتابعين وحدهم، بل بال العراقيين بشكل عام، لانهم يشاهدون بأم العين مفردات هذا المنحى التصعيدي الذي بدأ باحتلال مقرات المجلس البلدي في مدينة الثورة (شرقي بغداد)، مرورا باعلان الصدر نفسه تشكيل حكومة بديلة، وانتهاء بالمواجهات المسلحة التي حدثت في كربلاء بين أنصاره ومن يسمونهم باتباع المرجع الديني آية الله العظمى السيد علي السيستاني.
قبل الاجابة عن هذا التساؤل نشير الى حالة الالتباس التي وقعت فيها وسائل الاعلام من خلال تأكيدها على كلمة انصار السيستاني الذي لا يرتضي بحكم موقعه الديني الصاق كلمة انصار باسمه، كما انه لم يعمد الى تشكيل فصائل سياسية، أو حزبية، لانه كبقية المراجع الكبار يحظى بدعم مقلديه وتتسع قاعدته الجماهيرية.
فان عبارة «انصار السيستاني» اخذت تفرض حضورها جزافا، كحالة تقابلية لعبارة انصار الصدر التي لم يجد الاخير ضيرا فيها، مادام لم يدع لنفسه مقام المرجعية ولا حتى درجة الاجتهاد التي ينبغي اجتيازها قبل سنوات من الادعاء بالوصول الى هذا المقام ـ حسب الموازين العلمية والشرعية السائدة في الحوزات ـ لا سيما حوزة النجف التي كانت على مدى تاريخها الطويل اكثر تشددا من الحوزات العلمية الاخرى في مراعاة هذه القاعدة.
كما ان الصدر جسد معنى عمليا لكلمة اتباعه او انصاره بعد ان شكل منهم ميليشيات مسلحة، ومن ثم دعاهم الى الانخراط في ما أسماه بجيش المهدي، وتاليا ما قاموا به من فعاليات خاصة بهم ميزتهم عن غيرهم بصرف النظر عن كونها خطأ أو صوابا.
وقد زاد في تكريس هذا التوصيف العلاقة الهشة التي كانت واضحة بين السيد السيستاني والمرجع الديني السيد محمد صادق الصدر الذي قتل على يد النظام السابق، رغم ما تردد عن صفقة عقدها مع النظام سمحت له بالعمل عدة سنوات قبل ذلك وهو كان قبل مقتله قد وصف الحوزة بأنها حوزتان، إحداهما ناطقة (في اشارة الى ما يمثله هو بالذات) واخرى صامتة يمثلها السيستاني.
اعتبر نفسه صاحب الحق
السيد مقتدى كان قد حاول، عقب سقوط النظام الصدامي، ومن خلال الجماهير التي تعاطفت معه لاجل ابيه، ان يكون صاحب الحق الاول في تحقيق المكاسب، بدافع الاحساس المصحوب بعنفوان الشباب في انه وأباه كانا في طليعة المقارعين لنظام صدام والاكثر تضحية من سواهما ولا بد ان تكون له اليد الطولى في مرحلة ما بعد سقوط النظام.
كان سيقيم مجلسا انتقاليا
وما يعزز هذا الاعتقاد هو ان السيد مقتدى كان ـ حسب مصادر عليمة ـ عازما على تأسيس مجلس حكم انتقالي بديل عن المجلس الحالي لولا نصائح تلقاها من مساعديه بالتريث.
لذا فالتصعيد الاخير اذا كان مفاجئا للآخرين فانه ليس كذلك بالنسبة للصدر واتباعه ما داموا يفكرون به منذ ذلك الحين، بيد ان نقل التحرك الى حيز الفعل هو الذي اثار الكثير من التساؤلات حول اسبابه التي يأتي في طليعتها احساس الصدر واتباعه بان عجلة الزمن بدأت تسير لغير صالحهم، وقد تتسبب في تهميشهم لاحقا، ذلك لان كل مراجع الدين وفي مقدمتهم السيد السيستاني لم يعترضوا على القوى الاسلامية الشيعية لانخراطها في مجلس الحكم والوزارة، ان لم يكونوا اعتبروا هذا الانخراط حقا طبيعيا يمثل انتزاع حق الشيعة من قوات التحالف، كما انهم لم يتخذوا أي قرار بمقارعة هذه القوات.
مجمل هذا التعاطي الشيعي المرن، ولد انطباعاً لدى الصدر في ان صوته مهما كان مدوياً فسوف يضمحل على عتبة المنهج السياسي الهادئ الذي سلكه الآخرون، وقد يحصدون ثماره المستقبلية بشكل يجعل الصدر واعوانه مغردين خارج السرب، لذا اراد ان يحرك المياه في جذور الجميع ليلتفتوا الى انه ما زال موجوداً وقادراً على لخبطة اوراق اللعبة اذا ما مضت الاطراف المعنية ـ بمن فيهم خصوم ابيه التقليديون من قبيل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ـ في هذا النهج.
خصوم الصدر التقليديون يعتبرون ان فشل الصدريين في الاستيلاء على المراكز المهمة في كربلاء حملهم الى اجراء محاولة مماثلة في النجف، والمعروف ان كثيراً من المساجد والحسينيات في النجف كان استولى عليها الصدر عقب سقوط النظام السابق، وما زالت تحت سيطرته بشكل يثير انزعاج القوى الدينية والمرجعية في المدينة.
ماذا يقول «المجلس الأعلى»؟
وامس، قصدنا حجة الاسلام والمسلمين السيد محمد الحيدري مسؤول المكتب الاعلامي والثقافي في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق بغية التعرف على المزيد من التفاصيل المتعلقة بتحركات الصدر، وعموم حركة القوى الشيعية.
عن رؤية المجلس الاعلى للموقف الشيعي من احداث كربلاء والنجف، اكتفى بالقول «ان المجلس وكافة القوى الاسلامية الاخرى وبدعم من المرجعية، عقدت العزم على عدم السماح بنشوب صراع طائفي في العراق من خلال التأكيد على الوحدة بين السنة والشيعة، التي كان صدام حسين قد سعى الى تهديمها.
> انت من وكلاء السيد السيستاني في بغداد، ما موقف المرجع الديني من هذه الصراعات؟
ـ السيد السيستاني وغيره من مراجع الدين لا يريدون الدخول بأي صراع.
> ما موقف القوى الاسلامية الشيعية من الاحتلال؟
ـ هناك رؤية موحدة تقوم على اساس مقاومة الاحتلال بالوسائل السلمية.
> المجلس الاعلى قد تنظر اليه قوات التحالف على أنه صنيعة ايرانية؟
ـ في البداية، كانت لدى قوات التحالف مثل هذه النظرة، فداهمت عدداً كبيراً من مكاتب المجلس في العراق، لكنها ادركت في ما بعد ان المجلس قوة عراقية كبيرة لا يمكن تجاوزها، فبدأت الانفتاح عليه وعلى قوات بدر التابعة للمجلس من اجل اخذ دورها في استقرار امن البلاد.
> هل جرت بينكم وبين قوات التحالف مباحثات بهذا الشأن؟
ـ نعم، ومازات متواصلة.
> هل انتم راضون بما تحقق لحد الآن من مكاسب سياسية للشيعة؟
ـ كحد ادنى على طريق الصراع السياسي، نعم راضون بهذه المكاسب. ولكن عبر السبل السياسية الكفيلة بانتزاع حقوق الشيعة بما يتناسب وحجمهم السكاني.