المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أكاديميون: الاستخدامات السلمية للمفاعلات النووية غير ضارة



yasmeen
11-17-2006, 07:48 AM
الوطن استطلعت آراء المختصين حول الأخطار المحتملة

كتب أحمد العلوان:


تناولت الصحف المحلية والعالمية مؤخرا قضية المفاعل النووي الايراني «بوشهر» بشكل موسع ومطرد.
ولأن منطقتنا قريبة من الحدث فقد استطلعت «الوطن» اراء عدد من اعضاء هيئة التدريس في كلية العلوم الصحية التابعة للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب لمعرفة المزيد حول حقيقة هذا المفاعل النووي ومدى تشكيله للخطورة على الدول المجاورة.

وفي البداية اوضح د.فيصل الشريفي من قسم العلوم البيئية انه انطلاقا من كوننا من المختصين في البيئة فاننا ننظر الى سلامة البيئة بعيدا عن السياسة، واستخدام ايران للمفاعل النووي «بوشهر» حق لها كما هو حق تملكه غالبية الدول التي تحتاج الى الطاقة عندما تتبع اجراءات الوكالة العالمية للطاقة وكانت اجراءات السلامة المتبعة عالميا مأخوذة في الاعتبار، وقد خضع المفاعل «بوشهر» لاجراءات هذه الوكالة.
وأضاف: اعتقد ان غالبية الدول ستتجه مستقبلا الى انتاج الطاقة باستخدام المفاعلات النووية نتيجة رخص تكلفتها وقلة تأثيرها السلبي على البيئة، وها هي فرنسا وحدها تمتلك 52 مفاعلا نوويا وهي اقل حجما من جمهورية ايران.
اما بالنسبة لمفاعل «بوشهر» فقد صمم على ان يتحمل اقصى انواع التعرضات واحتمالية ان يكون له ضرر مباشر على المنطقة ضئيلة جدا ان لم تكن معدومة، وتابع د.الشريفي: «يجب الا تتم مقارنة حادثة (تشرنوبل) بالمفاعل الايراني، أولا: لان اجراءات السلامة فيه كبيرة وعالية اولا، وثانيا: لانه حتى يكون هناك انفجار للمفاعل النووي فلابد ان يتم انصهار قلب المفاعل والامر الذي حدث في (تشرنوبل) حدث في ظروف مختلفة تماما عن اي ظروف اخرى لذلك نستبعد تكرار ما حدث».
وتابع د.الشريفي: «وفي المقابل فمن حقنا نحن كمواطنين في دولة الكويت وفي جمهورية ايران وبجميع دول مجلس التعاون الخليجي ان تكون لدينا المعلومات الخاصة حول البيئة والمخاطر البيئية، ونتمنى العمل حول هذا المفهوم وان تدعو جمهورية ايران الباحثين والمراقبين لزيادة الاطمئنان ولمتابعة ما يحدث على ارض الواقع».
من جهته بيّن رئيس قسم العلوم البيئية د.علي سبت الفرق بين الاستخدام العسكري للمفاعلات النووية والاستخدام السلمي لها حيث يستخدم للاغراض العسكرية يورانيوم نسبة نقاوته %100 بينما تكون نسبة اليورانيوم المستخدمة في الاغراض السلمية %3.5 فقط، مضيفا: ويتميز استخدام المفاعل النووي لاغراض الطاقة بانه اقل تكلفة وأقل اضرارا بيئية الا في حالة الانفجار النووي نتيجة انصهار قلب المادة كما حدث في «تشرنوبل» وتكمن خطورة الانفجار في استمرار الآثار البيئية والنتائج السلبية على البيئة والكائنات الحية لفترة من الزمن فقد تستمر هذه الاثار لمدة سنة او تكون لثانية واحدة فقط او قد تستمر لملايين السنين.
وتقول القاعدة العلمية: ان المادة لا تفنى ولا تخلق من عدم.
وحول المفاعل النووي الايراني يقول د. سبت:
«اذا كانت المفاعلات تستخدم للاغراض السلمية وخضعت فعلا لتفتيش وكالة الطاقة الذرية وقامت الدولة المستخدمة لها بتوقيع اتفاقيات مع وكالة الطاقة فان من حق كل دولة البحث عن رفاهية شعبها من هذه الناحية، واحتمالية حدوث اي اخطاء شبه معدومة، ففي مثل هذه الامور عالية الخطورة تزداد الدقة والحيطة في اجرائها.
وعن خطورة الاشعاعات النووية على الانسان يقول د.سبت: «للاشعاع النووي خطورة صحية على جسم الانسان فهو قد يقتل الشخص المتعرض له وقد يؤدي به الى اعاقات وتسبب تشوهات للجنين في بطن امه، بالتأثير على الموروثات الجينية DNA بما يؤدي الى حدوث طفرات في الخلايا».
وتابع «اجريت ابحاث بعد الحرب العالمية الثانية وفي كوسوفا ايضا حيث تم فيها استخدام «اليورانيوم القذر» وهو عبارة عن مخلفات تخصيب اليورانيوم لكونه مادة انشطارية ـ في البارود الموجود في القذيفة بحيث يمكنها من اختراق اي دبابة وتصهرها صهرا، وبعد ذلك تبقى اثاره البيئية في الهواء فقد تسبب الاصابة بمرض السرطان للانسان».
وبين د. سبت ان المادة الملوثة يمكنها ان تنتقل عبر الهواء لالاف الكيلومترات كما حدث في الكويت اثناء احتراق الآبار النفطية اثر الغزو العراقي الغاشم حيث هطلت امطار سوداء في العديد من الدول ومنها ايران واليابان وحتى امريكا.
وحول سبل الحد من آثار المفاعلات النووية في حال انفجارها يقول د. سبت «في البداية لابد من التعاون بين الدول والالتزام بالاتفاقيات الثنائية او الخاضعة للامم المتحدة وهذه هي افضل السبل لتجنب ويلات الحروب ومشاكلها.
وعلى صعيد الدولة فمن واجبها اتخاذ اجراءات ضد اي مشكلة بيئية متوقعة سواء من المفاعل النووي او من غيره لكونها تملك الامكانيات المالية والفنية بحيث توفر المعلومات لمواطنيها.
ولفت د. سبت الى مشروع يهتم بالبيئة قدمته الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب قائلا: «كان هناك مشروع لانشاء ادارة الازمات البيئية بحيث يكون دورها مختصا بوضع خطط حول اسوأ السيناريوهات التي يمكن ان تحدث تبعا لظاهرة او لحدث معين، ووضع تصور لكيفية معالجتها والحد من اضرارها واخطارها قدر الامكان وكانت مقترحات هذا المشروع تنص على تدريب افراد لديهم الكفاءة الفنية لادارة هذه الازمات وكيفية معالجتها واستخدام وسائل تكنولوجية متقدمة في رصد المعلومات البيئية عن طريق الاقمار الصناعية والـ Gbs والـ Gis وتستخدم فيه كمبيوترات متطورة وشاشات متابعة، وعند تقديم المشروع تمت الموافقه عليه في البداية ولكن لم يتم تنفيذه ـ للاسف ـ بسبب مشاكل فنية وادارية رغم اننا كنا نسعى من خلاله لان تكون الكويت سباقة فيه.
واستطرد: في الكثير من الدول مثل سويسرا توجد ملاجئ خاصة ومعدة ضد الاخطار بمختلف انواعها، ولكن في الكويت ليس لدينا سياسة واضحة بهذا الخصوص حتى الآن! فلو تعرض المواطن ـ لاسمح اللهـ للملوثات الاشعاعية فهل هناك مستشفيات قادرة على التعامل مع مثل هذه الحالات؟ ام سنرسل جميع المواطنين المصابين للعلاج في الخارج؟
مضيفاً في النهاية لابد أن يكون الجهد جماعياً ولابد أن يكون هناك فنيون يتعاملون مع مثل هذه الامور.
اما د. جعفر قاسم (بيولوجيا جزيئية) فيحدثنا عن تأثير المواد المشعة على الكائنات البيولوجية بقوله: تسبب هذه الاشعة حدوث طفرات في الخلايا وقد تكون منها طفرات قاتلة او يكون منها طفرات مشوهة قد تنتقل عبر الاجيال لكون المادة الوراثية نفسها متأثرة، وهناك تأثيرات «سمية آنية» او «سمية خلوية» وهي التي يحدث فيها تغيير وراثي للخلية نفسها ومنها ما يؤدي الى حدوث التحامات في المادة الوراثية بين الكروموسومات، وقد تؤثر هذه المواد المشعة في المياه ثم تصل الى البيئة المحيطة في التربة والهواء كما تصل من خلايا السلسلة الغذائية الى الانسان وقد لا يتضح اثرها الضار مباشرة بل قد يظهر من خلال الاجيال القادمة.
وتابع: اما في حالة حدوث خلل في الخلايا الجلدية فانها بعد فترة تبدأ في النمو والانقسام وتظهر على جلد الكائن المتضرر نفسه، كما ان هناك نوعاً اخر من الطفرات، والخلل الوراثي بالنسبة للمواد المشعة وهو الخلل في الامشاج مثل النطفة بالنسبة للذكور والبويضات بالنسبة للإناث، وهذه لا تظهر الا بعد تكوين الجنين، ولكون الطفرة في الامشاج التكاثرية وفي المادة الوراثية فان هذا الخلل سينتقل من شخص لآخر وتتوارثه الاجيال.
وما زال اليابانيون على سبيل المثال يعانون من حادثة «هيروشيما وناجازاكي» والتي يعتبر من ابسط اثارها حالات العقم وتمتد حتى الاعاقات والتشوهات الجنينية.
كما ان هناك مجموعة دراسات بينت ان ازدياد ظاهرة الاصابات بمرض السرطان في الكويت نتيجة التلوث الذي احدثته حرائق الآبار النفطية اثر الغزو الغاشم.
بالاضافة الى انتشار ظاهرة سقوط الاجنة في الكويت والدول المجاورة، ولكن حتى الان لم تظهر دراسة تخصصية مؤكدة، حول هذا الموضوع.

تاريخ النشر: الجمعة 17/11/2006

yasmeen
11-17-2006, 07:49 AM
أكد أن خبرة دول المنطقة تستطيع رصد التلوث في مآخذ المياه لمحطات التحلية



د.عبد النبي الغضبان لـ الوطن: الكويت والسعودية من أكثر الدول تضررا من المفاعل النووي الإيراني



كتبت مرفت عبدالدايم:


اعلن مديرة دائرة العلوم البيئية في معهد الكويت للابحاث العلمية الاستاذ الدكتور عبد النبي الغضبان ان هناك امكانية تأثر البيئة في دول الخليج بالمفاعل النووي الايراني حتى وان كان مفاعل بوشهر من مفاعلات الماء الخفيف الحديثة التصميم والمزودة بأنظمة سلامة واقية للتعامل مع حوادث التسرب لأي مواد مشعة، مشيرا الى ان مياه البحر في منطقة الخليج سوف تتأثر بالحوادث النووية ولو حدث تسرب للملوثات النووية في المياه يمكن رصده في مآخذ المياه لمحطات التحلية كما انه توجد خبرة لدى دول المنطقة ومنها الكويت في التعامل مع الحوادث الطارئة ومنها موضوع تتبع آثار حادثة حقل نوروز في الثمانينات الذي تسربت منه كمية كبيرة من البترول الى مياه الخليج.
واوضح د.الغضبان في لقاء مع «الوطن» ان الدراسة التي اعدها حول آثار وتداعيات الانتشار النووي «الآثار البيئية» توصّل من خلالها الى انه على الرغم من ان ايران مؤهلة لامتلاك التقنيات النووية الحديثة وان احتمال التسرب الاشعاعي ضئيل وقد يكون ملموسا في اسوأ الاحوال في الغذاء والمياه المتاخمة مباشرة لموقع المفاعل، الا انه لا بد وان نستعد لاسوأ الظروف والمتمثلة في وصول الملوثات وبدرجة عالية الى مياه الخليج العربي وخاصة الى الجزء الشمالي الغربي منه.
وقال د.الغضبان، اذا اخذنا بعين الاعتبار المسافة بين دول المنطقة ومحطة بوشهر والتي تبلغ 300 كلم فمن الممكن ان يكون التأثير محدوداً جدا، اذ سيقتصر على حالات الحوادث الجسيمة التي قد يتعرض لها المفاعل اثناء تشغيله، ما قد يؤدي الى تسرب كميات ملموسة من المواد المشعة الناجمة عن احتراق الوقود النووي من قلب المفاعل الى خارج مبنى للاحتواء واحتمالية انتقال بعض هذه المواد الملوثة عن طريق التيارات الهوائية والانتشار الى البلدان المجاورة مثل الكويت والسعودية. وللعلم فان مفاعل بوشهر هو من مفاعلات المياه الخفيف الحديثة التصميم وكما هو معروف فهذا المفاعل من تصميم وصناعة روسية متقدمة تشابه كثيرا تصاميم مفاعلات الماء الخفيف الغربية ومزودة بانظمة سلامة وافية ومتكررة للتعامل مع الحوادث من اجل منع تسرب مواد مشعة من الوقود النووي، كما ان هذا النوع من المفاعلات يختلف كليا عن المفاعلات الروسية القديمة التصميم مثل مفاعل تشرنوبيل والتي اوقف العمل بها نتيجة لعيوب جوهرية في التصميم وكذلك انظمة السلامة والامن. وعليه فان فرصة وقوع حادث جسيم في مفاعلات الماء الخفيف المتقدمة مثل مفاعل بوشهر ضئيلة جدا، وفي المتوسط لا تزيد عن 1 في المليون على الاقل من حيث التصميم، وحتى عند وقوع مثل هذا الحادث الجسيم، فإن انظمة السلامة والامن مصممة لكي تعمل على عدة مستويات وبشكل متكرر او رديف، كما ان المفاعل محاط بمبنى يمكنه ان يحتوي على المواد المشعة التي قد تنفد بالرغم من انظمة السلامة المتكررة وفي حالة حدوث خرق في مبنى الاحتواء المحيط بالمفاعل فان كمية المواد المشعة التي قد تنطلق الى الجو محدودة ومعظمها غازي او على شكل ابخرة تتكثف قريبا من محيط المبنى.

تأثر محدود

وقال ان بعد دول الخليج عن موقع المفاعل في بوشهر يعني انها لا يمكن ان تتأثر بشدة من الاشعاعات المباشرة عند وقوع حادث، كما ان المواد المشعة التي يمكن ان تتسرب من قبل المفاعل هي ضئيلة أصلا وستنتشر في الهواء، حيث سيقل تركيزها تدريجياً جراء اختلاطها بكميات كبيرة من كتلة الهواء في الغلاف الجوي، علاوة على ان الرياح السائدة في المنطقة معظم أوقات العام هي شمالية غربية، مما سيقلل أيضا من فرصة وصول اي كميات ملموسة من المواد المشعة إلى الأراضي الخليجية، ولكن في حالة هبوب الرياح الجنوبية الشرقية فإن خطر التعرض يكون واردا على المنطقة الشمالية الغربية من المنطقة، أما في حالة عمل المفاعل في منطقة الاهواز فسوف يكون الاحتمال كبيراً وذلك بسبب قربه من منطقة الكويت والسعودية والبحرين وقطر.
بالمقابل تعتبر حركة مياه البحر عاملا مهما في نقل الملوثات إلى الجهة الشمالية الغربية، ومنها إلى الثروة السمكية، ويحدث التأثير في حالات تناول الأطعمة او الشراب الملوث بالمواد المشعة المتسربة وهذا قد يكون ملموساً في أسوأ الاحوال في الغذاء والمياه المنتجة في المناطق المتاخمة مباشرة لموقع المفاعل في ايران وكما هو معلوم فان المنطقة التي يقع فيها المفاعل ليست زراعية.
بالرغم من احتواء المفاعل في منطقة بوشهر على آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا الروسية بعد الاستفادة من دروس ما حدث في «شرنوبل» والاعتماد على الماء المضغوط ووجود درجات عالية من الأمان من خلال التصميم الجيد، لكن وبشكل عام، يجب أخذ الاحتياطات الضرورية من قبل الدول المعنية في منطقة الخليج لضمان عدم التأثر أو التفاعل الحسن عند حدوث الطوارئ، وتتمثل هذه الاحتياطات في
ـ قياس المستويات القاعدية من الإشعاع Background data base .
ـ متابعة قياس المستويات من خلال برامج رقابية محددة.
ـ تقييم جودة هذه القياسات، توفير الارقام الخاصة بالمعلومات الصحية للتجمعات البشرية القريبة من السواحل البحرية للخليج.
ـ الاستعداد لحساب معدلات التعرض ومنها احتمال الاصابة بالسرطان.
ـ الاهتمام بالقياسات الخاصة بالاحوال الجوية والتيارات المائية.
ـ التواصل التام مع الوكالة الدولية للطاقة مع الشفافية التامة للمعلومات المقاسة، ويكون ذلك عبر الاجتماعات الدورية.
ـ قياس معدل التعرض للكائنات البحرية القريبة من بوشهر مع توزيع تلك المعلومات على الدول المعنية.
ـ الاهتمام باستخدام النماذج الرياضية المدعمة بالارقام والقياس وتوفير البيانات المطلوبة بغرض الوصول الى التقييم الجيد وتقليل ما يسمى بحالات الشك Uncertainity.
وقال د. الغضبان انه مع الاخذ بعين الاعتبار الخصائص الطبيعية لمنطقة الخليج يمكننا القول بأن حدوث انفجار في المفاعل قليلة من الناحية العلمية. وفي حالة حدوثه فإن المتضرر الرئيسي هو التجمع السكاني القريب من الموقع «شكل 12». وعامل الرياح «شمالية غربية» وقلة الاطار تساعد في عدم وصول التراكيز العالية من الملوثات الى التجمعات السكانية في منطقة الخليج. ولكن في حالة حدوث الانفجار اثناء هبوب الرياح من الجنوب الشرقي «تتواجد خلال 120 يوما في السنة فهناك احتمال وارد من انتقال الملوثات المشعة الى المنطقة الشمالية الغربية والمنطقة الغربية من الخليج «شكل رقم 13». وهناك احتمال اكبر من انتقال الملوثات عن طريق حركة المياه في الخليج، حيث ان حركة المياه في اتجاه عكس عقارب الساعة، وهذا قد يؤدي الى انتقال الملوثات الى المنطقة الشمالية للخليج.
ونظرا للطبيعة الطينية للقاع في تلك المنطقة فمن الطبيعي افتراض بقاء الملوثات فترة مما يؤثر سلباً على الموارد السمكية، فضلاً عن جودة الماء، والامر يزداد سوءاً اذا علمنا ان المصدر الرئيسي للمياه في الخليج هو تحلية مياه البحر.
ويجدر القول بأن الوضع قد يزداد سوءاً في حالة عمل المفاعل في منطقة الاهواز حيث ان احتمالات الضرر على المنطقة يكون اكبر وذلك لقرب المفاعل من الكويت والسعودية.

تسرب إشعاعي

واوضح د. الغضبان ان القلق الرئيسي يكمن في موضوع المفاعل الايراني في احتمالية تسرب المواد المشعة مثل اليود والسترونشيوم والتي تؤدي الى السرطان في الغدة الدرقية من خلال التأثر الخارجي او استنشاق الهواء الملوث.
ويشكل اليود 131 (131I) والسيزيوم
(134Cs/137Cs) النسبة الاخطر من ناحية التأثير على الجسم مقارنة مع النظائر المشعة الاخرى، ويمكن الاستعانة بالمعلومات المتوفرة حول الحوادث الماضية كمثال يساعد على اتمام عملية التقييم، وعليه يمكن تلخيص او تصنيف المجموعات المتضررة من حادث تشرنوبل على النحو التالي:

إخلاء تام للسكان في محيط 30كم وذلك بسبب التعرض الشديد للاشعاع وحيث تتراوح الجرعة من 70 ميغاوات (للبالغين اوكبار السن) الى 100 الى الاطفال، وقد تم معرفة ما نسبته 15 مليلفردت كجرعة تم التعرض لها لكل شخص قبل ان يتم ارتحالهم الى مكان اكثر امناً، وتبعاً لقربهم او بعدهم من مركز الانفجار كان التعرض شديداً او اقل شدة،

تعرض الناس للاشعاع بعد محيط 30 كم بسبب الترسبات الجوية فقد لوحظ ارتفاع معدل الاصابة بالغدة الدرقية على الاطفال الذين استهلكو حليب الابقار.
وقد تم تسجيل الاشعاع ما قيمة 5 الى 250 (msv) شخص، في تلك المنطقة تأثر السكان خارج الاتحاد السوفييتي بباقي الاشعاع المتطاير ومن خلال التأثير بالتطاير للمواد المشعة وهي اليود والسيزيوم (Cs) وكانت النسبة قليلة ومختلفة التراكيز تبعاً لوجود او تزامن حدوث الامطار اثناء مرور غبار او جسيمات الاشعاع، وكانت أعلى التراكيز المسجلة هي 1 الى 2 msv في بعض المناطق الاوروبية.
وتبعاً للمعلومات المتوفرة فان الضرر الشديد يصيب المناطق القريبة من موقع الحادث، ولكون أقرب الاماكن هي الكويت والسعودية فان الاحتياطات الشديدة لابد في البدء بها في الحاضر وليس في المستقبل.
وفيما يخص الاثر الصحي health lmpact قال د. الغضبان هذا الاثر يتراوح بين الموت المفاجئ او الاصابة بالسرطان او الاضرار النفسية والاجتماعية والتي تؤثر سلباً على الحياة الطبيعية.
الأثر على الزراعة والبيئة Agricultural and Environmental Impact ويمكن الضرر في الاشعاع على التغير في انواع المحاصيل الزراعية وطبيعة الغذاء الناتج وقد تم عمل او اجراء التجارب الكثيرة في الدول المتضررة لتأهيل او للتخلص من الاشعاع في التربة الملوثة والمحاصيل الزراعية ومنها الى تحسين جودة حليب الابقار. وتم الفحص الدوري والدقيق على المنتجات الزراعية والحليب من الأبقار للتأكد من خلوه من أية مواد مشعة. وقد تم ظهور الارباك في الدول الاوروبية نتيجة الخشية من تأثر الابقار والحيوانات الاخرى بالإشعاع نتيجة لاستهلاكها المحاصيل الزراعية.
وكان الاثر شديداً وما زال في الغابة القريبة من الانفجار والتي سميت بالغابة الحمراء Red Forest نتيجة لتأثرها الشديد بالاشعاع.
لم تظهر الاثار في المياه او الانهر لأنها كانت بعيدة نوعاً ما من مصدر الانفجار وتم تسجيل ما قيمته ا الى %2 من المعدل الكلي للاشعاع، ونتيجة للمتابعة الدورية لم تظهر اثار على الانسان نتيجة الاستهلاك في المياه من الانهر او الجداول المائية، ولكن بوجه عام تم التوجيه على ادامة البرنامج الرقابي للتأكد من جودة المياه ولاتخاذ اللازم عند تسجيل النسب المرتفعة.
وحيث ان المنطقة الخليجية لا تمتاز بالزراعة الشديدة مثل الدول الغربية، إلا انه يجب الاحتياط بعمل القياسات والمتابعة الدورية لمجموع الموارد الحيوانية لضمان الحصول على قواعد المعلومات اللازمة لدراسة معدل التعرض في الحالات الطارئة.
ودعا د. الغضبان الى ضرورة تحصيل وتوفير البيانات الخاصة بالموقع قبل عمل المحطة.
اثناء عمل المحطة: تنفيذ برنامج رقابي صارم وكامل الشفافية في نقل المعلومات الى الدول المحيطة تبعا لبرنامج الامم المتحدة.
عند حدوث طارىء وتبعا لشدة الحدث تتم الاحتياطات التالية:
¼ بسيط ـ متابعة اداء البرنامج الرقابي.
¼ متوسط ـ تبادل المعلومات ومحاولة الحد من وصول الملوثات.
¼ شديد ـ الامتناع عن استعمال مياه التبريد او تحلية المياه / الاعتماد على المواد الغذائية المستوردة، فحص دائم للمحاصيل الزراعية في المنطقة مع فحص دائم لجودة المياه والمياه الجوفية.
اجراء مناورة «drill»: لملاحظة قوة التفاعل والاتصال بين الدول المعنية، ومعرفة مدى الحاجة الى المساعدات الفنية من الدول المتقدمة او ذات الخبرة في هذا المجال، وللتأكيد على وجود خطة يمكن تبينها من الدول الخليجية.
ويجب عدم الاعتماد كليا على اعلان وكالة الطاقة الذرية لحدوث الخطر النووي وانما من خلال المتابعة الدقيقة لنتائج برامج الرصد وعلى مدار الساعة.
تطوير برنامج اقليمي للتعامل والتنسيق بين الدول الاعضاء لمعرفة الامكانيات المتوفرة من معدات ومعلومات وعمل متابعة دائمة للملوثات المتوقع انتشارها من المفاعل مع تشجيع الجهود الدولية الخاصة بمراقبة ومتابعة فحص اجراءات السلامة الخاصة بالمحطات او المفاعلات النووية.
تشجيع استخدام الوقود النووي nuclear fuel او المعروف بـ spent fuel والابتعاد قدر الامكان عن دفن النفايات النووية او الذرية في الامكان الجيولوجية المنخفضة او الوديان ويتم التشجيع لهذه الاسباب:
ـ1 يؤدي ذلك الى الانخفاض في حجم النفايات.
ـ2 ادارة جيدة من ناحية تقليل النفايات
ـ3التخلص الآمن من النظائر والنفايات المشعة والتي قد تسبب اضرار بالبيئة على المدى البعيد
تبني برتوكول خاص بالمنطقة يحمل كل التفاصيل او الاجراءات الخاصة ببرنامج الرقابة الدولية وتوزيع المعلومات المرتبطة بالموضوع ويشمل التالي:
ـ توزيع ونشر المعلومات والابحاث والبرامج الخاصة بالتعامل مع الاحداث بين الدول المعنية .
ـ الاستعانة بالخبرات الدولية في المجال النفسي والصحي المرتبط للتعرض لتلك الملوثات او الاشعاع.
ـ استخدام النماذج الرياضية atmospheric dispersion model(s) التي تستخدم لحساب معدل الانتشار الخاص بالاشعاعات النووية.

تاريخ النشر: الجمعة 17/11/2006