مقاوم
11-16-2006, 10:19 PM
حسن أسد
1-
قبل ما يقارب العشرة أعوام وصل إلى السويد من إيران بعد أن نال شهادة ( حوزوية ) من جامعة دينية في قُم. قدم نفسه للسلطات السويدية على أنه هارب من العراق تواً فنال حق البقاء كلاجيء..
درجة ذكائه ثاقبة إذ تمكن من تعلم اللغة السويدية الصعبة في مدة قياسية ثم عادل شهادته الدراسية من العراق مع ما يوازيها في السويد.
بعد فترة التأهيل، قُبل طلبه للدراسة في كلية طب الأسنان. حيث تخرج منها بتفوق..
إلى جانب ذكائه فلقد كان دمث الأخلاق. نقي السيرة حبوباً. ملتزماً بما كان يعتقد بأن إيمانه بالدين هو الذي يحثه اليه بنبذه كل ما يخالف قوانين الدولة التي إستضافته.
تقياً. ورعاً مواضباً على تطبيق كل الفرائض الإسلامية منها الحج إلى بيت الله الحرام في نفس السنة التي حصل فيها على شهادة الدكتوراه ( في ) السويد..
بعد نيله شهادة البراءة من الذنوب حسب التعاليم السماوية وصار ( الدكتور الحاج ).
إلتقيته، مباركاً له طهارته ومن ثم إستفسرت منه عما إذا قدم للجهات الصحية السويدية طلباً لتعيينه في واحدة من أجهزتها الطبية لخدمة المواطنين ؟
نزل جوابه على ( نافوخي ) كالصاعقة حين قال.
( شنو. قابل آني زوج ؟) أي ( هل تعتقد بأني غبي ).
قلت / آسف. لم أفهم قصدك.
قال / الوظائف لمن يحمل مثل شهادتي ( إمزبلة ) أي ( كثيرة ) ولكني لا أرغب بالعمل في السويد.
قلت / لماذا ؟
قال / صحيح الراتب عالي. ولكن ليس بذاك القدر الذي بإمكاني الحصول عليه مضاعفة لو إشتغلت في عيادة لطبيب أسنان في ( لندن )
قلت مستغرباً / في لندن هل معنى ذلك بأنك ستترك السويد لتعمل في لندن ؟!!
قال / نعم. فأخوتي هناك إتفقوا مع طبيب للأسنان. وهو مسلم مثلي. على العمل معه في العيادة بنسبة مئوية..
قلت / هل لديك أخوة في لندن. كم عددهم. و ما هي مهنتهم ؟.
قال / نعم. هما إثنان طبيبان. نسائي وعام.
قلت / فلماذا لم تذهب مباشرة إلى بريطانيا بدل السويد لتقديم طلب اللجوء ما داما كانا هناك قبلك ؟
قال / هما اللذان نصحاني بالمجيء إلى السويد. أولا لسهولة قبولهم أعذار القادمين اليها بغرض اللجوء.
وثانياً لتفوق الجامعات السويدية على أقرانها بالعالم في مجال طب الأسنان.
قلت / هل معنى قولك أنك مع أخويك خططتم لكل ذلك ومن ضمنها تخصصك بطب الأسنان.؟
قال / نعم. فلقد قالا لي. أن المكسب في مجال طب الأسنان يفوق اليوم الأختصاصات الطبية الأخرى التي كثر الأطباء فيها في لندن. وأنت تعلم بأن أوجاع وأمراض الأسنان إزدات عند الناس خلال السنين الأخيرة بسبب الحلويات والكوكا كولا..
قلت ملاطفاً / عليك بعد اليوم أن لا تسب أو تشتم أمريكا، فالكوكا كولا منها. وسيكون ثراءك بفضله.
قال / الرزق من عند الله
قلت / هل أخبرك الله بلندن كمكان لرزقك ؟
بدأ على وجهه علامات الأمتعاض وهو يقول / ما هو قصدك ؟
قلت / قبلتك السويد كمواطن.
قدمت لك الأمن والرفاهية
أدخلتك مدارسها وجامعاتها للتتخرج منها مجاناً.
وها أنت في طريقك لتركها دون أن ترد ولو جزء من جميلها.
وبما أني علمت بأنك قد درست الفقه الديني قبل مجيئك إلى هنا لذلك أطرح عليك السؤآل التالي.
هل في كتبكم التي قرأتها والمواعظ التي سمعتها. إسلوب. او طريقة. او نصيحة. او خطة. تدل الإنسان إلى الثراء السريع ولو بالطرق الملتوية، مثلما الكتب الدنيوية ككتاب. كيف تصبح مليونيراً خلال إسبوع. وهنالك من أختصره في يوم واحد.
قال / أعوذ بالله. فالله وحده يرزق من يشاء ويُفقر من يشاء.
أين وكيف. هو وحده العالم..
قلت / ما هذا التناقض في كلامك يا أخي. فأنت وأخويك أعلنتم علمكم بذلك. وأنا أيضاً عرفت
في لندن وفي عيادة خاصة دون أن تجرب حظك. هنا في السويد...
قال / أستأذنك عليَ الآن تهيئة حقائبي. فطائرة لندن تقلع غداً.
2 -
بعد عامين من مغادرة الدكتور الحاج. السويد.
سافرت إلى لندن بغرض زيارة أخوتي ومعارفي.
رب صدفة أفضل من ألف ميعاد.
كنت مع أصدقائي خارجين من مجلس عزاء وإذا بصوت يناديني.
إلتفت إلى المصدر فرأيت صاحبي ( الدكتور الحاج ) هو المنادي.
بعد أنتهائنا من مراسيم اللقاء.
سألته عن وضعه في لندن.
قال / الحمد لله. عال العال.
قلت / هل كل الذي خططت له صار لك ؟
قال / نعم. بفضل الله. ولقد إشتريت بيتاً أدعوك إلى زيارتي فيه متى ما شئت.
قلت / مبروك. حدثني كيف تمكنت من شراء بيت في لندن الغالية بهذه السرعة ؟
قال / ( إقترضتُ ) من البنك جزاً من قيمته.
قلت / هل لك عيادة خاصة بك أم لا زلت تعمل مع الدكتور المسلم الذي إتفق أخويك معه ؟
إبتسم مقهقهاً وقال / سأختصر قصتي مع الدكتور المسلم الذي عملت معه أولاً. هنا إستدرك قائلاً. أنا أعرف بأنك علماني وستفرح وتهلهل للقصة ومن ثم ستقول لي. ( هذولة جماعتك ) أي ( من نفس فصيلتك ) لكنها الحقيقة لا بُد من سردها عليك.
قلت / لقد شوقتني. إسرع إروي.
قال / بعد ثلاثة أشهر من عملي مع الطبيب المسلم. طلب مني مجالسته للبحث في طريقة عملي. حيث بادر بالقول.
ترة شغلك ما يعجبني ! أي لست راضياً على طريقتك بالعمل.
إستفسرت منه. كيف. هل إشتكاني أحد المراجعين عندك ؟
رد قائلاً. لا. فكلهم راضين وفرحين إلا أنا !
قلت لماذا. قال. أنك تنجز العمل في أسنان مرضاك بجلسة واحدة. المفروض منك أن لا تنتهي منهم بأول جلسة. بل تحاول تكرار تواجدهم عندك لعدة مرات.( شنو إنت منتحب إتشوفهُم يومية ؟ ) أي ( ألا ترغب برؤيتهم كل يوم ؟ )
فقلت له. أن ديني يقول إن بدأت العمل فإتقنه.
رد بعصبية.( قال إتقنه ولم يقل إتممه ) ( شنو. ليش آني مو مسلم ). وإسترسل قائلاً. إذا بقيت على هكذا منوال. فهناك أطباء كثيرون يودون العمل عندي مكانك..
ومضى صاحبي في روايته قائلاً. لم أرد عليه. ولكني كثفت الإتصالات، تلفونياً بأطباء الأسنان. عارضاً عليهم خدماتي.
حتى تمكنت من الحصول إلى أحد أشهر أطباء الأسنان في لندن. حيث قابلني لشرح طريقة عمله التي يريدني أن أتبعها إذا ما أردت نيل رضاه وأستمر معه..
أتعلم بماذا نصحني طبيبي الجديد. / سألني صاحبي وجاوب بنفسه /
لقد قال لي. يا بني أريد منك مساعدة مرضاك بكل مقدرتك. وأبذل جهدك لإنجاز أحتياجات مراجعيك من أول جلسة.
فلا أعتقدك لم تمر يوماً بما يمر به المريض الذي تعالجه. ألماً وأقولها صراحة. وتفكيراً بالمصاريف
صحيح ما يقال عن عدم وجود فقراء في لندن ولكن أرجوك أن لا تعتقد بأن الجميع قادرون على دفع أجور أطباء الأسنان المرتفعة.
هنا سكت صاحبي ثم قال. أتعلم يا صاحبي. ماذا كانت ديانة هذا الطبيب النصوح.
هذه المرة لم أدعه يجيب بنفسه بل بادرته بسرعة / اليهودية. اليس كذلك ؟
قال / نعم. كيف عرفت ؟
قلت لأنه ناقض دكتورك المسلم.
قال / ومنذ ذالك الحين صرت أعمل معه وتوفقت. ( بإذن الله )..
تركته وأنا أتساءل مع نفسي. واُريدكم مشاركتي أخوتي القراء.
هل توفيق صاحبي. جاء من الله ام من الدكتور اليهودي ام من السويد؟
حسن أسد
1-
قبل ما يقارب العشرة أعوام وصل إلى السويد من إيران بعد أن نال شهادة ( حوزوية ) من جامعة دينية في قُم. قدم نفسه للسلطات السويدية على أنه هارب من العراق تواً فنال حق البقاء كلاجيء..
درجة ذكائه ثاقبة إذ تمكن من تعلم اللغة السويدية الصعبة في مدة قياسية ثم عادل شهادته الدراسية من العراق مع ما يوازيها في السويد.
بعد فترة التأهيل، قُبل طلبه للدراسة في كلية طب الأسنان. حيث تخرج منها بتفوق..
إلى جانب ذكائه فلقد كان دمث الأخلاق. نقي السيرة حبوباً. ملتزماً بما كان يعتقد بأن إيمانه بالدين هو الذي يحثه اليه بنبذه كل ما يخالف قوانين الدولة التي إستضافته.
تقياً. ورعاً مواضباً على تطبيق كل الفرائض الإسلامية منها الحج إلى بيت الله الحرام في نفس السنة التي حصل فيها على شهادة الدكتوراه ( في ) السويد..
بعد نيله شهادة البراءة من الذنوب حسب التعاليم السماوية وصار ( الدكتور الحاج ).
إلتقيته، مباركاً له طهارته ومن ثم إستفسرت منه عما إذا قدم للجهات الصحية السويدية طلباً لتعيينه في واحدة من أجهزتها الطبية لخدمة المواطنين ؟
نزل جوابه على ( نافوخي ) كالصاعقة حين قال.
( شنو. قابل آني زوج ؟) أي ( هل تعتقد بأني غبي ).
قلت / آسف. لم أفهم قصدك.
قال / الوظائف لمن يحمل مثل شهادتي ( إمزبلة ) أي ( كثيرة ) ولكني لا أرغب بالعمل في السويد.
قلت / لماذا ؟
قال / صحيح الراتب عالي. ولكن ليس بذاك القدر الذي بإمكاني الحصول عليه مضاعفة لو إشتغلت في عيادة لطبيب أسنان في ( لندن )
قلت مستغرباً / في لندن هل معنى ذلك بأنك ستترك السويد لتعمل في لندن ؟!!
قال / نعم. فأخوتي هناك إتفقوا مع طبيب للأسنان. وهو مسلم مثلي. على العمل معه في العيادة بنسبة مئوية..
قلت / هل لديك أخوة في لندن. كم عددهم. و ما هي مهنتهم ؟.
قال / نعم. هما إثنان طبيبان. نسائي وعام.
قلت / فلماذا لم تذهب مباشرة إلى بريطانيا بدل السويد لتقديم طلب اللجوء ما داما كانا هناك قبلك ؟
قال / هما اللذان نصحاني بالمجيء إلى السويد. أولا لسهولة قبولهم أعذار القادمين اليها بغرض اللجوء.
وثانياً لتفوق الجامعات السويدية على أقرانها بالعالم في مجال طب الأسنان.
قلت / هل معنى قولك أنك مع أخويك خططتم لكل ذلك ومن ضمنها تخصصك بطب الأسنان.؟
قال / نعم. فلقد قالا لي. أن المكسب في مجال طب الأسنان يفوق اليوم الأختصاصات الطبية الأخرى التي كثر الأطباء فيها في لندن. وأنت تعلم بأن أوجاع وأمراض الأسنان إزدات عند الناس خلال السنين الأخيرة بسبب الحلويات والكوكا كولا..
قلت ملاطفاً / عليك بعد اليوم أن لا تسب أو تشتم أمريكا، فالكوكا كولا منها. وسيكون ثراءك بفضله.
قال / الرزق من عند الله
قلت / هل أخبرك الله بلندن كمكان لرزقك ؟
بدأ على وجهه علامات الأمتعاض وهو يقول / ما هو قصدك ؟
قلت / قبلتك السويد كمواطن.
قدمت لك الأمن والرفاهية
أدخلتك مدارسها وجامعاتها للتتخرج منها مجاناً.
وها أنت في طريقك لتركها دون أن ترد ولو جزء من جميلها.
وبما أني علمت بأنك قد درست الفقه الديني قبل مجيئك إلى هنا لذلك أطرح عليك السؤآل التالي.
هل في كتبكم التي قرأتها والمواعظ التي سمعتها. إسلوب. او طريقة. او نصيحة. او خطة. تدل الإنسان إلى الثراء السريع ولو بالطرق الملتوية، مثلما الكتب الدنيوية ككتاب. كيف تصبح مليونيراً خلال إسبوع. وهنالك من أختصره في يوم واحد.
قال / أعوذ بالله. فالله وحده يرزق من يشاء ويُفقر من يشاء.
أين وكيف. هو وحده العالم..
قلت / ما هذا التناقض في كلامك يا أخي. فأنت وأخويك أعلنتم علمكم بذلك. وأنا أيضاً عرفت
في لندن وفي عيادة خاصة دون أن تجرب حظك. هنا في السويد...
قال / أستأذنك عليَ الآن تهيئة حقائبي. فطائرة لندن تقلع غداً.
2 -
بعد عامين من مغادرة الدكتور الحاج. السويد.
سافرت إلى لندن بغرض زيارة أخوتي ومعارفي.
رب صدفة أفضل من ألف ميعاد.
كنت مع أصدقائي خارجين من مجلس عزاء وإذا بصوت يناديني.
إلتفت إلى المصدر فرأيت صاحبي ( الدكتور الحاج ) هو المنادي.
بعد أنتهائنا من مراسيم اللقاء.
سألته عن وضعه في لندن.
قال / الحمد لله. عال العال.
قلت / هل كل الذي خططت له صار لك ؟
قال / نعم. بفضل الله. ولقد إشتريت بيتاً أدعوك إلى زيارتي فيه متى ما شئت.
قلت / مبروك. حدثني كيف تمكنت من شراء بيت في لندن الغالية بهذه السرعة ؟
قال / ( إقترضتُ ) من البنك جزاً من قيمته.
قلت / هل لك عيادة خاصة بك أم لا زلت تعمل مع الدكتور المسلم الذي إتفق أخويك معه ؟
إبتسم مقهقهاً وقال / سأختصر قصتي مع الدكتور المسلم الذي عملت معه أولاً. هنا إستدرك قائلاً. أنا أعرف بأنك علماني وستفرح وتهلهل للقصة ومن ثم ستقول لي. ( هذولة جماعتك ) أي ( من نفس فصيلتك ) لكنها الحقيقة لا بُد من سردها عليك.
قلت / لقد شوقتني. إسرع إروي.
قال / بعد ثلاثة أشهر من عملي مع الطبيب المسلم. طلب مني مجالسته للبحث في طريقة عملي. حيث بادر بالقول.
ترة شغلك ما يعجبني ! أي لست راضياً على طريقتك بالعمل.
إستفسرت منه. كيف. هل إشتكاني أحد المراجعين عندك ؟
رد قائلاً. لا. فكلهم راضين وفرحين إلا أنا !
قلت لماذا. قال. أنك تنجز العمل في أسنان مرضاك بجلسة واحدة. المفروض منك أن لا تنتهي منهم بأول جلسة. بل تحاول تكرار تواجدهم عندك لعدة مرات.( شنو إنت منتحب إتشوفهُم يومية ؟ ) أي ( ألا ترغب برؤيتهم كل يوم ؟ )
فقلت له. أن ديني يقول إن بدأت العمل فإتقنه.
رد بعصبية.( قال إتقنه ولم يقل إتممه ) ( شنو. ليش آني مو مسلم ). وإسترسل قائلاً. إذا بقيت على هكذا منوال. فهناك أطباء كثيرون يودون العمل عندي مكانك..
ومضى صاحبي في روايته قائلاً. لم أرد عليه. ولكني كثفت الإتصالات، تلفونياً بأطباء الأسنان. عارضاً عليهم خدماتي.
حتى تمكنت من الحصول إلى أحد أشهر أطباء الأسنان في لندن. حيث قابلني لشرح طريقة عمله التي يريدني أن أتبعها إذا ما أردت نيل رضاه وأستمر معه..
أتعلم بماذا نصحني طبيبي الجديد. / سألني صاحبي وجاوب بنفسه /
لقد قال لي. يا بني أريد منك مساعدة مرضاك بكل مقدرتك. وأبذل جهدك لإنجاز أحتياجات مراجعيك من أول جلسة.
فلا أعتقدك لم تمر يوماً بما يمر به المريض الذي تعالجه. ألماً وأقولها صراحة. وتفكيراً بالمصاريف
صحيح ما يقال عن عدم وجود فقراء في لندن ولكن أرجوك أن لا تعتقد بأن الجميع قادرون على دفع أجور أطباء الأسنان المرتفعة.
هنا سكت صاحبي ثم قال. أتعلم يا صاحبي. ماذا كانت ديانة هذا الطبيب النصوح.
هذه المرة لم أدعه يجيب بنفسه بل بادرته بسرعة / اليهودية. اليس كذلك ؟
قال / نعم. كيف عرفت ؟
قلت لأنه ناقض دكتورك المسلم.
قال / ومنذ ذالك الحين صرت أعمل معه وتوفقت. ( بإذن الله )..
تركته وأنا أتساءل مع نفسي. واُريدكم مشاركتي أخوتي القراء.
هل توفيق صاحبي. جاء من الله ام من الدكتور اليهودي ام من السويد؟
حسن أسد