المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأزواج نوعان.. أيهما تزوجت؟



وليم
11-16-2006, 07:17 AM
إعداد: هدى بكر


معظمنا تربى على الاعتقاد بان هناك وصفا واحدا لما يسمى بالزوج الصالح، في حين أنه يوجد نوعان من الرجال يمكن ان نطلق عليهما ذلك الوصف: الزوج 'العاشق'، والزوج 'رب الاسرة'.

النوع الاول يجمع كل ما تنشده المرأة من مواصفات في الزوج، فهو جذاب وتلقائي ومثير وخفيف الدم، لكنه يثير غضبها حتى الجنون عندما لا يتحمل مسؤوليات دوره كزوج وأب، وحين تحاول المرأة ان تشرح له ابجديات الشراكة الزوجية العادلة، او حين تلتقط منشفته المبللة من الارض، فإنها تتساءل في نفسها: هل ارتكبت غلطة عمري حين تزوجت هذا الرجل؟

اما الزوج 'رب الاسرة' فهو اقرب الناس إلى الزوجة، هو الذي يمكن الاعتماد عليه حين يريد الطفل ان يتنزه في وقت متأخر من الليل، وهو الذي يجري الابحاث المكثفة لشراء اكثر السيارات أمانا للاسرة، حتى انه يشتري لزوجته من الجمعية اخص اشيائها. ومع ذلك قد تتساءل الزوجة: هل الزواج مجرد هدوء وأمن، الا يجب ان يشتمل على بعض الصواعق الكهربائية والغموض؟

وكما أنه لا يوجد في الواقع ما يسمى بالعلاقة الزوجية المثالية، لا يوجد كذلك ما يسمى بالزوج المثالي، فحتى افضل الازواج لديه جوانب سيئة. اذا.. كيف تتعايشين مع مخاوفك وتبقين على حبك لزوجك وتنمين العلاقة الزوجية التي ارتبطت بها؟
سنحدد لك هنا نوع الزوج الذي اخترته وسبل تحقيق السعادة معه.

الزوج العاشق
جميع النساء يحسدن زوجة الرجل العاشق المرح اللعوب - لانهن ينظرن إلى العلاقة من الخارج - ولكن واقع العلاقة الداخلي لا يبدو جميلا. انها علاقة تشتمل على الرومانسية والتلقائية وسحر الحب، وتبدو كما تتخيله المراهقات عما يجب ان تكون عليه العلاقة الزوجية، من دون اي اعتبار لجوانب الحياة الأخرى: مسؤوليات الأبناء والوظيفة والاسرة.
الزوج العاشق رجل متعدد الصداقات يحب السيارات الحديثة السريعة، ويجد سعادة في اكتشاف نفسية الانثى الغامضة، ويكره ارتداء رباط العنق، تشعر معه الزوجة بانه يعرف كل خباياها، وبأنه يجتاحها فتعشق ان تكون معه.
وبمرور الزمن وبقدوم الاطفال، يظل زخم العشق حاضرا داخل غرفة النوم وخارجها، وهذا شيء رائع في لحظات السحر الاولى ولكن بعد قدوم الاطفال والانشغال بالاعمال الحياتية المختلفة، تصبح الراحة مطلوبة أيضا.
وقد لا يفهم الزوج هذا الامر مما يؤدي الى كثير من الجدل، فهناك مستوى ما من التوقعات، حيث يعتاد كلا الزوجين على قدر معين من الاهتمام، وحين لا يتلقاه او لا يستطيع توجيهه إلى الطرف الآخر، يحدث جرح للمشاعر.
قد يكون الشغف هو اللاصق الذي يجمع الزوجين في علاقة الزوج العاشق، ولكن للشغف عيوبه ايضا، والتي تكمن في اصوله، فالنيران التي تؤججه هي في العادة عدم التعود وعدم الاطمئنان. وبقدر ما تحبين زوجك فلن تظل لديه الى الابد مناطق جديدة يتم اكتشافها الى ما لا نهاية، وهنا لن يبقى لكما إلا عدم الاطمئنان. فقد تكونان قد حصلتما على البيت وعلى السيارة العائلية الفارهة، ولكن ديناميكية حياتكما لم تتغير كثيرا عما كانت عليه ايام الخطوبة فلا تزال الاسئلة نفسها تنتابك تحت ضغط الحياة اليومية: ما هي احاسيسه؟ ما هي احاسيسك؟ هل لا يزال يراك جذابة؟ هل لاتزالين تحبينه؟
انك لا تشعرين بالاطمئنان في معظم الاحيان، ولكن تشعرين بالفوران اللذيذ الذي يثيره في داخلك وبالطريقة التي يقفز بها قلبك حين يقع نظرك عليه.. تشعرين بان كل شيء صح، ثم يقع حدث ما فيختل الميزان.. فتعودين الى أرض هل وهل؟ وحين تشعرين بابتعاد اهم شخص في حياتك فهذا قد يرهق روحك واحساسك بذاتك، وحين يكون عدم الاطمئنان سببا في الابتعاد عن الشغف قد تصبح حياتك معه مأساة.
الزوج الطيب المريح
ان الاقتران 'برب الاسرة' اسهل بكثير من الناحية النفسية من الاقتران 'بعاشق'، ولا جدال في ذلك، فلحن العواطف هادئ ولا يصيبك بالارهاق وانت تحاولين ملاحقته عاطفيا طوال الوقت، فهو حاضر دائما ومتواجد الى جوارك، وهذا شيء يسعد اي امرأة. فالزوج في هذه العلاقة لا يجتاح المرأة، وعلاقتهما الجنسية تنمو بانتظام، ولديهما القدرات الفكرية ذاتها والحس الفكاهي ذاته، فهما لم يقعا في الحب ولكنهما سارا اليه يدا بيد.
ويؤكد الخبراء ان مؤشر نجاح العلاقة الزوجية ليس الشغف الجنسي على الاطلاق، ولكن قدرة الزوجين على مناقشة مشاكلهما والتوصل الى حلول لخلافاتهما، وألا يكون الجنس على قائمة مميزات الشريك.
ان احد الاشياء التي ننشدها في الزواج هي ان نشعر بان البيت مكان آمن نسعى اليه، والصداقة بين الزوجين هي التي توفر ذلك على اساس ثابت اكثر من الشغف الجنسي وعدم الاطمئنان. ففي هذه العلاقة يوجد قدر ما من انعدام التوتر، وهذا شيء مريح حيث يعرف كلا الزوجين ان الآخر متواجد بقربه، فيستطيع ان ينمو كفرد.
لكن ماذا عن عيوب الزواج من 'رب أسرة'؟
انه الحنين الى موجات مد وجذر من الشغف. يقول المتزوجون ان الشغف الجنسي يتضاءل بعد ثلاث سنوات ولا يبقى من الزواج الا الصداقة، وعلى الرغم من روعة الصداقة، فهذا لا يعني انه لن تصدر عنك تنهيدة ندم على ما فاتك او على ما لم تعبري عنه، وقد يصبح الامر اكثر سوءا حين تمرين بمرحلة شكوك حول مدى نجاح حياتك الزوجية. فكلنا نحن بين فترة وأخرى لطيش الشباب، ولكن من الذي يرغب بالعودة إلى المراهقة مرة اخرى مهما كان الامر؟
كيف تحبين الزوج الذي اخترته؟
أيا كان طابع الزوج الذي اخترته، فالزواج الناجح اساسه الكيمياء بين الزوجين والالتزام ببعضهما البعض والتواصل والتفاؤل، فمن الافضل ان تنظري إلى النصف المملوء في حياتك الزوجية بدلا من النظر في النصف الفارغ. ركزي على مزايا زوجك، وسامحي ما ترينه فيه من نواقص، وحاولي ان تعيشي معه على الرغم من ذلك. فالصفات التي تضايقك في الزوج قد تكون هي نفسها - سرا - الصفات التي ترغبين في ان تتحلي انت بها، وتنمية هذا الجانب في ذاتك قد يحدث التوازن في حياتك الزوجية للافضل.
وحين شرحنا لك مدى اختلاف زواج 'العاشق' عن زواج 'رب الاسرة' قد تظنين ان استراتيجيات التعامل مع كل منهما تختلف تماما عن الاخرى للوصول الى السعادة الدائمة، ولكن الامر ليس كذلك.
فهناك طريقتان لتغيير طبيعة العلاقة الزوجية: تحدثي مع نفسك بطريقة مختلفة، وتحدثي الى شريك حياتك باسلوب فعال ولا تقارنيه بأي رجل آخر حتى بأزواج صديقاتك او اخواتك ولا تنتقدي اخطاءه البسيطة، وقبل كل شيء لا تتوقعي ان تشبع علاقتك الزوجية كل حاجاتك العاطفية، واعلمي ان العلاقة الزوجية تحوي الحميمية.. والاستقلال ايضا.
من المفيد ايضا صنع شبكة اصدقاء واهتمامات خارج العلاقة الزوجية، فأنت بحاجة إلي شيء يحرك مشاعرك ـ الرسم والرحلات ـ ويتيح لك التنفيس عن مشاعرك لتنشيط حياتك الزوجية. وفي علاقة الزواج بعاشق ستحتاجين لهذا الشعور بالاستقلال لتغذي ثقتك بذاتك.
وايا كان نوع الزوج الذي اخترته يمكنك تغييره اذا اردت. ينصحك الخبراء ان تأخذي المبادرة ولا تنتظري ان يقرأ افكارك، فاذا اردت مزيدا من الوقت لنفسك اطلبي ذلك، واذا اردت حياة حميمية اكثر سخونة قومي بالخطوة الاولى.
.. وكيف تحمين علاقتك به؟
الطريقة الأخرى لحماية العلاقة الزوجية تكون بالفهم الصحيح لدور الجنس فيها، فهو يبقي على سخونة العلاقة بالزوج 'العاشق'، ويحمي علاقة التواصل بالزوج 'رب الأسرة' لكن يجب في الحالتين التخلي مبكرا عن التعريف الضيق لمعنى الشغف - الشيء الذي يتغذى فقط على تأجج المشاعر وعدم الاطمئنان ـ واستبداله بالاشباع الجنسي القائم على التقدير لزوجك وتبادل الحب الهادىء كزوجين.
لذا يشجع الخبراء الازواج على التفكير في تراجع الشغف الجنسي كوجه من اوجه التغيير الطبيعي التي تطرأ على حياتهم الزوجية، والا يركزوا عليه كشيء مفقود في حياتهم يريدون استعادته، فمن الممكن الابقاء على سحر العلاقة الحميمة بينكما بالحديث والتخطيط لحياتكما معا، لا بالقلق والاضطراب، وهذا عكس ما يظنه الناس من ضرورة ان يكون الجنس امرا تلقائيا طبيعيا من دون بذل اي مجهود للتخطيط له او الابقاء عليه.
وتعلم اي سلوك جديد قد يبدو في البداية مفتعلا، لكنه مع المواظبة على ممارسته تسير الامور بكل سلاسة.


Hoda3993@Yahoo.com